معوقات الدعوة في القرى والبوادي وسبل علاجها

ملخص الرسالة

معوقات الدعوة في القرى والبوادي وسُبُل علاجها

دراسة وصفية ميدانية

محافظة بدر أنموذجًا

ملخص البحث

هدفت الدراسة إلى الإجابة على التساؤلات الرئيسة التالية:

(1) ما مدى حاجة القرى والبوادي للدعوة؟

(2) ما المعوقات التي تواجه الدعاة والمدعوين في القرى والبوادي؟

(3) ما معوقات الوسائل والأساليب في الدعوة إلى الله في القرى والبوادي؟

(4) ما سبل المعالجة للمعوقات التي تواجه الدعوة في القرى والبوادي؟

ولغرض البحث أعدّ الباحث استبانة تكونت من (21) فقرة، وشملت عينة البحث الأئمة والخطباء والدعاة في محافظة بدر، وبعد المعالجة الإحصائية أسفرت الدراسة عن مجموعة من النتائج أبرزها:

1- أن متوسطات عبارات المعوقات المتعلقة بالداعية من وجهة نظر الدعاة تراوحت بين (4,53 - 2,75) ووفقًا للمحك فإن مستوى عبارات هذا المحور كان بدرجة متوسطة.

2- أن متوسطات عبارات المعوقات المتعلقة بالمدعوين في القرى والبوادي تراوحت بين (3,98 - 2,40) للمحك فإن مستوى عبارات هذا المحور كان بدرجة عالية.

3- أن متوسطات عبارات المعوقات النظامية والجغرافية من وجهة نظر الدعاة تراوحت بين (4,38 - 3,13) ووفقًا للمحك فإن مستوى عبارات هذا المحور كان بدرجة عالية.

وبناء على نتائج الدراسة، أوصى الباحث بمجموعة من التوصيات أهمها:

1- ضرورة العمل على زيادة عدد الدعاة في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال اختيار وتعيين دعاة جدد يتقبلون العمل في القرى والبوادي البعيدة.

2- تفعيل نظام للحوافز للدعاة الذين يعملون في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال وضع مكافأة بنسبة معينة من الراتب للدعاة المقيمين في القرى والبوادي نظرًا للمشقة التي يعانونها.

3- وضع برامج مستمرة للدعوة في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال تحديد أوقات معينة يتم توزيعها خلال السنة على أن تكون ضمن خطة مراكز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة.

المقدمة:

إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[1]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[2]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[3].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لقد بعث الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور العلم والإيمان، وأنزل إليهم كتابه الكريم من سلك طريقه واتبع هداه فلح ورشد، ومن خالف أمره ونهيه ضل وغوى.

من سنة الله في الأرض أن تواجه الدعوة معوقات من لدن الرسـل إلى أن تقـوم الساعـة، تختلف هذه المعوقات بحسب الزمان والمكان وطبيعة المجتمع، ومن تلك الأماكن التي تواجه معوقات دعوية في مجتمعنا ( القرى والبوادي ) لا سيما وهي تشكل شريحة كبيرة من المجتمع، ولذلك كانت الحاجة ماسة لمعرفة تلك المعوقات خصوصًا في هذا العصر الذي اتسم بالانفتاح الإعلامي الهائل الذي شمل القرى والبوادي، مع قلة الوازع الديني و انتشار الجهل.

أهمية الموضوع وسبب اختياره:-

تظهر أهمية الموضوع في نقاط عدة منها:

(1) أهمية الدعوة إلى الله عمومًا وما يترتب على تبليغها من الخير الكثير في الدنيا والآخرة، فهي مهمة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

(2) يكتسب الموضوع أهميته كذلك من أهمية القرى و البوادي؛ إذا أنها تشكّل شريحة كبيرة من المجتمع كما تقدّم؛ ولذا فإنّ الوقوف على معوقات دعوتهم وسُبل علاجها من الأمور المهمة.

(3) يستمد الموضوع أهميته كذلك من أهمية الكشف عن المعوقات الأمر الذي يسهّل على المسؤولين وضع الحلول الملائمة لمجتمع القرى و البوادي، و لا شك أنّ ذلك من تضافر الجهود على الخير.

الدراسات السابقة:

بعد رجوع الباحث إلى فهارس الجامعات، و مراكز البحث العلمي عثر على دراستين كانتا على النحو التالي:-

الدراسة الأولى:

دراسة بعنوان: دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الأعراب.

للباحث: حمود بن جابر الحارثي، وهي رسالة ماجستير نوقشت بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام بالرياض، عام 1419هـ.

تحدث فيها الباحث عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للأعراب من حيث موضوع الدعوة، ووسائلها، وأساليبها، ودوافع الاستجابة والإنكار عند الأعراب، ومظاهر الاستفادة من دعوته صلى الله عليه وسلم للأعراب.

وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية:-

(1) أن لكل نوعية من نوعيات الناس طريقة دعوية تناسبها، والأعراب نوعية تحتاج إلى تعامل خاص كما كان يتعامل معهم النبي صلي الله علية وسلم.

(2) أن من الواجبات التدرج في الدعوة بعد معرفة أحوال الناس و مستوي تدينهم.

(3) أن التطبيق العملي في تعليم العبادات أمر مشروع لأنه أبلغ للفهم وسرعة التطبيق.

الدراسة الثانية:

دراسة بعنوان: ( الدعوة إلى الله تعالي في القرى والبوادي )

للباحث: حمدان بن حضيض المخلفي وهى رسالة ماجستير تقدم بها الباحث إلى جامعة طيبة كلية الدعوة قسم الدعوة والاحتساب في عام 1425 /1426 تحدث فيها عن واقع تمسك المدعوين في القرى والبوادي بتعاليم الإسلام وما يتضمنه من بعض المخالفات الشرعية التي لاحظها الباحث في تلك البيئة.

كذلك تحدث الباحث عن منهج الدعوة إلى الله تعالي في القرى والبوادي.

وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية:-

(1) أن في القرى والبوادي ظواهر اجتماعية عديدة مخالفة للشرع الحنيف، وقد تناول حكمها الشرعي في الفصل الثاني من الدراسة.

(2) أن الجهات التي تقوم بالدعوة في القرى والبوادي كثيرة وقد تنوعت إلى جهات رسمية، وأهلية، وأفراد ولكن جهودها في الغالب قليلة وما ودون المستوي المأمول.

(3) أن عدم توافر الدعم المادي الكافي من أبرز الصعوبات التي تحول دون كثافة أنشطة هذه الجهات.

(4) أن المنهج المناسب لدعوة أهل القرى والبوادي - في نظر الباحث يقوم علي نقاط.

1- البدء بالتوحيد وتقرير العقيدة.

2- التدرج في الدعوة وتجزئة العرض للمسائل.

3- ضرورة إلمام الداعية بالظروف البيئة والاجتماعية التي تحيط بالمدعوين وتؤثر في حياتهم وسلوكهم.

الفرق بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة:

مع أنّ الدراسات السابقة تناولت موضوع دعوة القرى و البوادي إلا أنها لم تتطرق إلى معوقات الدعوة هناك و سبل علاجها، بخلاف الدراسة الحالية التي تسعى إلى ذلك.

ثم إنّ هذه الدراسة تفترق على الدراسات السابقة من ناحية الحدود المكانية إذ إنها تجري على القرى و البوادي التابعة لمحافظة بدر كما هو موضح في حدود البحث.

حدود البحث:

تقتصر هذه الدراسة على القرى و البوادي التابعة لمحافظة بدر، هذا مـن ناحيـة المكـان، و أما من ناحية الزمان فهي أجريت في عام 1431هـ.

تساؤلات البحث:

يسعى الباحث للإجابة على التساؤلات الرئيسة الآتية:

(1) ما مدى حاجة القرى والبوادي للدعوة؟

(2) ما المعوقات التي تواجه الدعاة والمدعوين في القرى والبوادي؟

(3) ما معوقات الوسائل والأساليب في الدعوة إلى الله في القرى والبوادي؟

(4) ما سبل المعالجة للمعوقات التي تواجه الدعوة في القرى والبوادي؟

خطة البحث:

التمهيد:- ( التعريف بمحافظة بدر - تعريف بمفردات البحث مع بيان أهمية الموضوع وجهود المملكة العربية السعودية في دعوة أهل القرى والبوادي والهجر ).

تعريف: المعوقات، الدعوة، القرى، البوادي، خصائص القرى والبوادي.

الفصل الأول:-

المعوقات المتعلقة بالدعاة والمدعوين و تحته سبعة مباحث:

المبحث الأول: قلة العلماء والدعاة المقيمين في القرى والبوادي.

المبحث الثاني: انتشار الأمية في القرى والبوادي.

المبحث الثالث: وجود بعض المعاصي والبدع.

المبحث الرابع: غلبة العادات والتقاليد.

المبحث الخامس: عدم إدراك أهمية العلم الشرعي.

المبحث السادس: التعصب القبلي.

المبحث السابع: عدم الاهتمام بدعوة النساء.

الفصل الثانى: المعوقات المتعلقة بالوسائل والأساليب، وتحته ستة مباحث:

المبحث الأول: تباعد القرى وتناثر التجمعات السكانية.

المبحث الثاني: كثرة المساجد وتقاربها وقلة المصلين.

المبحث الثالث: القصور في أداء رسالة المسجد.

المبحث الرابع: ضعف خبرة بعض الدعاة بعادات و تقاليد أهل القرى والبوادي.

المبحث الخامس: إهمال جانب التدرج في الدعوة.

المبحث السادس: عدم العناية بتربية المدعوين.

الفصل الثالث: سبل المعالجة لمعوقات الدعوة في القرى والبوادى، و تحته خمسة عشر مبحثًا:

المبحث الأول: نشر العلم.

المبحث الثاني: إصلاح العادات والتقاليد المخالفة للشريعة.

المبحث الثالث: ترسيخ الأخوة الإيمانية والمبادئ الوطنية.

المبحث الرابع: الاهتمام بدعوة ذوى المعاصي والبدع في القرى والبوادي.

المبحث الخامس: الاهتمام بدعوة النساء من خلال إنشاء دور الحافظات ومراكز التثقيف والتوعية ومحو الأمية.

المبحث السادس: توطين الدعاة في القرى والبوادي.

المبحث السابع: إقامة الدورات التعليمية لتأهيل الأئمة والخطباء.

المبحث الثامن: ضرورة إقامة المؤسسات الدعوية في القرى والبوادي الرسمية والتطوعية.

المبحث التاسع: الجمع بين الدعوة والتشجيع المادي.

المبحث العاشر: الاهتمام بالمخططات التنموية الشاملة للقرى وتوطين البادية بها.

المبحث الحادي عشر: توحيد مساجد الجمعة ومنع تعددها لغير ضرورة شرعية.

المبحث الثاني عشر: إعادة رسالة ا لمسجد في القرى والبوادي.

المبحث الثالث عشر: ضرورة التدرج في الدعوة في القرى والبوادي.

المبحث الرابع عشر: الاهتمام بالجانب التربوي من قبل الأئمة.

المبحث الخامس عشر: إقامة الحلقات القرآنية.

الفصل الرابع: الدراسة الميدانية:

المبحث الأول: مجتمع الدراسة.

المبحث الثاني: عينة الدراسة.

المبحث الثالث: أداة الدراسة.

المبحث الرابع: تحليل الدراسة.

المبحث الخامس: نتائج الدراسة الميدانية

منهج الدراسة:

سيقوم الباحث بمشيئة الله تعالي باستخدام:

المنهج الوصفي وهو الذي يهدف إلى وصف الظواهر الاجتماعية وتفسيرها وتحليلها اجتماعيا وثقافيا للوصول إلى نتائج صحيحة بخصوصها. وهو متوجه نحو القضايا المتعلقة بالحياة في أوساط القرى والبوادي.إضافة إلى استخدام المنهج التحليلي، الذي يروم الباحث من وراءه الوقوف على العوائق الحقيقية.

الخاتمة.

وفيها: نتائج البحث، التوصيات، الاقتراحات.

الفهارس الفنية اللازمة:

1- فهرس الآيات القرآنية.

2- فهرس الأحاديث النبوية الشريفة.

3- فهرس الأعلام.

4- فهرس القرى والبوادي.

5- فهرس المراجع.

6- فهرس الموضوعات.

فضلا عن الالتزام بالخطوات العلمية المتعارف عليها من التوثيق والتخريج وترجمة الأعلام غير المشهورين، والرجوع للمصادر الأصيلة.

وبالله التوفيق.

الخاتمة

أولًا: النتائج العامة للدراسة بقسميها النظري والميداني:

(1) كان من تساؤلات البحث ما مدى حاجة القرى والبوادي للدعوة إلى الله فكشفت الدراسة عن حاجة القرى والبوادي للدعوة إلى الله سبحانه حيث تنتشر بعض المعاصي وهي بحاجة إلى الدعوة إلى الله وتبصير الناس فيما يقعون فيه من معاصي وجهل.

(2) وكان من تساؤلات البحث ما المعوقات التي تواجه الدعاة المدعوين في القرى والبوادي؟ فكشفت الدراسة أن هناك مجموعة من المعوقات تواجه الدعاة والمدعوين في القرى وهي قلة العلماء والدعاة المقيمين في القرى والبوادي حيث يقل عدد العلماء والدعاة المقيمين في القرى والبوادي بل أنه يكاد يندر وجودهم في بعض القرى والبوادي وهذا يعيق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

ومن تلك المعوقات التي كشفتها الدراسة انتشار الأمية في القرى والبوادي حيث تبين أن عدد الدارسين في برنامج محو الأمية في العامين الماضين (329) دارسًا بل عدد الدارسين في البرنامج لهذا العام في قرية الصميدة التابعة لمحافظة بدر مايقارب (25) دارسًا وهذه نسبه عالية إذا قورنت بعدد السكان وتبين من الدراسة أن ذلك يعيق الدعوة إلى الله من حيث عدم فهم الأمي لأهمية الدعوة والعلم والتعلم.

كما كشفت الدراسة أن من المعوقات وجود بعض المخالفات والبدع حيث تنتشر بعض المخالفات والبدع في بعض القرى والبوادي وقد أدي ذلك إلى صعوبة إزالتها وتغييرها لتوارثها وتأصلها عند بعض الناس وهذا كان عائقًا أمام الدعوة إلى الله حيث نفور الناس من الداعية المحارب لتلك المخالفات والبدع.

كما كشفت الدراسة أن من المعوقات غلبة العادات والتقاليد حيث تغلب بعض العادات والتقاليد علي بعض القرى والبوادي وهذا يعيق الدعوة إلى الله من حيث أن الداعية يسعي إلى إزالة تلك العادات والتقاليد.

وكشفت الدراسة أن من المعوقات عدم إدراك أهمية العلم الشرعي حيث أن عدم إدراك أهميته يعيق الدعوة إلى الله حيث إنهم لا يهتمون بالداعية أو العلم الشرعي ولذلك يكثر الجهل والمخالفات.

وكشفت الدراسة أن من المعوقات التعصب القبلي حيث أن التعصب القبلي يؤدي إلى إعاقة الدعوة إلى الله.

كما كشفت الدراسة أن من المعوقات عدم الاهتمام بدعوة النساء حيث تبين من الدراسة أن النساء لهن دور كبير في التربية والإصلاح فإهمال دورهنّ الفعال يعيق الدعوة إلى الله سبحانه كما أنه يعيق دعوة أبنائها.

(3) وكان من تساؤلات البحث: ما المعوقات المتعلقة بالوسائل و الأساليب في الدعوة إلى الله في القرى والبوادي؟ فكشفت الدراسة أن من تلك المعوقات تباعد القرى وتناثر التجمعات السكانية حيث أن تباعد القرى وتناثرها يعيق الدعوة إلى الله من حيث صعوبة الوصول إليها، وقلة السكان في مكان واحد مم يقلل من عزيمة الدعاة من الذهاب إليها.

كما كشفت الدراسة أن من تلك المعوقات كثرة المساجد وتقاربها وقلة المصلين حيث إن ذلك يعيق الدعوة إلى الله لعدم قدرة الداعية على المرور على تلك المساجد وقلة عزيمته في الذهاب إليها لقلة المصلين.

كما كشفت الدراسة أن من تلك المعوقات القصور في أداء رسالة المسجد فرسالة المسجد رسالة عظيمة تحتاج إلى تفعيل فالقصور في هذه الرسالة يعيق الدعوة إلى الله حيث يقل حث الناس على الدعوة إلى الله.

وكشفت الدراسة أن من تلك المعوقات ضعف خبرة بعض الدعاة بعادات وتقاليد أهل القرى والبوادي حيث أن ضعف خبرة الدعاة بالعادات في القرى والبوادي يؤدي إلى ضعف التعامل مع المدعوين، وهذا يعيق الدعوة إلى الله.

كما تبين من الدراسة أن من تلك المعوقات إهمال جانب التدرج في الدعوة، حيث أن المدعوين لا يقبلون الدعوة التي تزيل ما عليه الآباء إلا بالتدرج كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم.

كما كشفت الدراسة أن من تلك المعوقات عدم العناية بتربية المدعوين.

كما كشفت الدراسة أن هناك مجموعة من طرق العلاج حيث إن من أهم سبل علاج تلك المعوقات نشر العلم في القرى والبوادي، وذلك بالخطب، وإلقاء الدروس، والمحاضرات كما تسهم رسائل الجوال في نشر العلم ولا سيما أن شبكات الهاتف قد غطت معظم القرى، ومن ذلك توطين عدد من الدعاة في بعض القرى، وإعداد الحوافز في إقامة الدعاة في بعض القرى، كما تبين أن من سبل العلاج السعي إلى إصلاح العادات والتقاليد، وذلك بنشر العلم والتدرج في ذلك، والعناية بتربية المدعوين على نبذ العادات والتقاليد المخالفة للشريعة.

كما كشفت الدراسة أن من سبل العلاج للمعوقات إقامة المؤسسات الدعوية في القرى والبوادي الرسمية والتطوعية.

كما تبين من خلال الدراسة أن من أهم السبل لمعالجة المعوقات إعادة رسالة المسجد من قبل الإمام، والسعي إلى توحيد مساجد الجمعة؛ لأنّ في ذلك ازدهارًا للدعوة في القرى والبوادي وكشفت الدراسة أن من أهم سبل العلاج إعداد التجمعات السكانية، وتوطين الناس فيها حتى يسهل على الدعاة إيصال العلم إلى الناس ودعوتهم.

ثانيًا: التوصيات:

في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة تم إيراد عدد من التوصيات التي يمكن أن تسهم في التغلب على معوقات الدعوة في القرى والبوادي وسبل علاجها بمحافظة بدر التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وهي كما يلي:

4- ضرورة العمل على زيادة عدد الدعاة في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال اختيار وتعيين دعاة جدد يتقبلون العمل في القرى والبوادي البعيدة.

5- تفعيل نظام للحوافز للدعاة الذين يعملون في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال وضع مكافأة بنسبة معينة من الراتب للدعاة المقيمين في القرى والبوادي نظرًا للمشقة التي يعانونها.

6- وضع برامج مستمرة للدعوة في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال تحديد أوقات معينة يتم توزيعها خلال السنة على أن تكون ضمن خطة مراكز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة.

7- ضرورة العمل على وضع برامج تدريبية للدعاة في القرى والبوادي بمحافظة بدر توضح لهم كيفية التعامل مع أهل القرى والبوادي وأخذهم بالرفق واللين واستخدام وسائل الإقناع المؤثرة في الدعوة ليكون الداعية محببًا لديهم.

8- ضرورة العمل على إقامة برامج دعوية لتوعية النساء في القرى والبوادي، ويتم ذلك من خلال تأهيل مجموعة من الداعيات للعمل في مراكز الدعوة والإرشاد على أن يكون تأهيلهن للعمل بشكل يتناسب مع بيئة القرى والبوادي.

9- تعميق الوعي بأهمية العلم لدى مجتمع القرى والبوادي من خلال إقامة المحاضرات والندوات لهم وتوعيتهم حول أهمية العلم إلى جانب العمل.

10- ضرورة العمل على إنشاء مراكز للدعوة والإرشاد في القرى والبوادي للعمل على وصول الدعوة لجميع الأفراد، وذلك من خلال إقامة مركز دعوة وإرشاد لكل مجموعة من القرى القريبة من بعضها، وبالتالي يتم تغطية كل منطقة جغرافية.

11- العمل على تأهيل الدعاة وتزويدهم بالدورات التدريبية المناسبة في مجال الدعوة والإرشاد أو إلحاقهم بدورات تدريبية تقدمها مراكز خدمة المجتمع في الجامعات.

12- ضرورة توفير الحوافز الكافية للدعاة التي تشجعهم على الاستيطان في القرى والبوادي بمحافظة بدر من خلال رفع مستوى المكافآت المادية إلى الحد الذي يجعل الدعاة يقبلون على العمل في القرى والبوادي.

13- ضرورة التعاون مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية وخاصة في كلية الدعوة وأصول الدين، لإعطاء دورات تدريبية للدعاة لتمكينهم من التغلب على المعوقات التي تحول دون وصول الدعوة إلى القرى والبوادي بالمدينة المنورة وكيفية تفعيل عمل مراكز الدعوة وتطوير خبراتهم في العمل الدعوي، وأن تأخذ الدورات صفة الاستمرارية والمتابعة الجادة.

14- ضرورة التعاون مع المعلمين المقيمين في القرى أثناء تدريسهم في إقامة دروس في القرى وذلك بالتنسيق بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة التربية والتعليم.

15- ضرورة إعداد خطة سنوية أو نصف سنوية للدعوة في القرى تقوم هذه الخطة علي دراسة حال القرى والنظر في ما تحتاجه كل قرية وإعداد الدروس المناسبة لكل قرية

16- إعداد ما يسمي بالداعية المتنقل وذلك بتجهيز دعاة بجميع التكاليف من سيارة وسكن وتغذية فيتنقل بين القرى بحيث يقيم في كل قرية بحسب حاجتها.

17- ضرورة تكثيف المؤسسات الخيرية الرسمية والتطوعية في القرى والبوادي وتعاونها مع الدعاة ومراكز الدعوة في تقديم الدعم المادي لتحفيز الناس علي الحضور للمحاضرات واللقاءات الدعوية.

ثالثًا: المقترحات:

لمَّا كان ميدان البحث يفتقر إلى البحوث والدراسات التي تتناول موضوعات مماثلة لموضوع هذا البحث، وسعيًا إلى إثراء هذا الميدان بالبحوث ذات الصّلة فإنَّ الباحث يقترح ما يلي:

1- توجيه طلاب وطالبات الدراسات العليا في كليات الدعوة بالجامعات السعودية لإجراء مزيد من البحوث والدراسات النوعية حول التعرف على معوقات الدعوة في القرى والبوادي في كافة محافظات ومدن المملكة.

2- تصميم برامج تدريبية متخصصة حول بعض البرامج والأنشطة الدعوية التي يمكن أن تسهم في دعم وتعزيز دور مراكز الدعوة بين أفراد المجتمع وكيفية التعامل مع البيئة الاجتماعية للأفراد في القرى والبوادي، والتثبُّت من درجة صلاحيتها لاستخدامها في عملية التدريب، وأن تأخذ صفة الاستمرارية بشكل يتواكب مع التطور القائم في عمليات التدريب، والاستفادة من خبرات المتميزين من الدعاة للقيام بعمليات التدريب.

3- تطبيق أداة الدراسة الحالية على مراكز الدعوة والإرشاد في مناطق أخرى ومحافظات أخرى من المملكة العربية السعودية.

4- إجراء دراسة تستهدف التعرف على جهود مراكز الدعوة والإرشاد في القضاء على الجهل بالدين وتغيير العادات الاجتماعية السلبية في القرى والبوادي التابعة لمنطقة المدينة المنورة.

5- تصميم برامج تدريبية متخصصة لعدد من الدعاة والأئمة والخطباء في كيفية التعامل مع أهل القرى والبوادي وأن تأخذ صفة الاستمرارية بشكل يتواكب مع التطور القائم في عمليات التدريب، والاستفادة من خبرات المتميزين من الدعاة للقيام بعمليات التدريب.

6- إجراء دراسة تستهدف التعرف على أهم المخالفات والبدع الموجودة في القرى والبوادي.

فهرس الموضوعات