• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

سورة الزمر دراسة بلاغية تحليلية

أسامة بن أحمد بن محمد الدسم

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
المشرف: د. محمد بن سعد الدبل
العام: 1426هـ- 2005م

تاريخ الإضافة: 11/1/2023 ميلادي - 18/6/1444 هجري

الزيارات: 12569

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

سورة الزمر

دراسة بلاغية تحليلية

 

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:

فإن القرآن هو دستور المسلمين وصلاح أمورهم الدنيوية والأخروية موقوفٌ على التمسك به واتباع هديه سواء كانوا أفرادًا أو جماعات أو دولًا. والتاريخ خير شاهد على ذلك إذ يؤكد هذه الحقيقة الواضحة وهي أن عزة المسلمين وذلتهم مرهونة بمقدار قربهم أو بعدهم من كتاب الله والعمل بمقتضاه. فالقرآن هو روح الإسـلام، ولـولا الروح لمات الجسـد، وقد سماه الله روحـًا؛ فقال: ﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ [غافر: 15]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52].

 

وحال المسلمين اليوم، وما هم فيه من الضعف والضياع يجعلهم في أمسّ الحاجة للرجوع إلى هذا الكتاب العظيم، يتدبرونه ويهتدون بهديه، كما أمرهم ربهم وخالقهم العليم بما يصلحهم فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، وقال عز من قائل: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الزمر: 55].

 

ولما كان ذلك هو أعظم ما تفتقر إليه أمة الإسلام في هذا الزمان عزمت أن أبدأ بنفسي في الرجوع إلى كتاب الله، وتدبّره، وأن أُسْهِمَ - قدر استطاعتي - في بيان عظمة كلام الله، والكشف عن بعض ما يكتنزه من أسرار بلاغته؛ لعل الله - عز وجل - أن يجعل عملي هذا أحد الأسباب التي تلفت انتباه المسلمين إلى عظمة كتاب الله وتنبههم بعد أن أتعبهم الجريُ خلف غيرهم، والبحث عن النجاح وأسبابه عندهم، باتباع خطواتهم، ثم لم يظفروا من ذلك إلا بالضياع والعطش، مع أن القرآن بين أيدهم مَعِيْنٌ صاف، وزادٌ وافٍ، ومنهاجٌ واضح، ففيه الخير كله، وبه وحده صلاحهم، وفيه شفاؤهم - فتستيقظ بذلك الأمة من غفلتها وتستعيد مجدها وعزها، بالسير في الطريق الصحيح والسبيل الوحيد الذي يوصلهم إلى النجاح والفلاح، كما أوصل المسلمين السابقين قبلهم.

 

ولما كان القدر المعجز من القرآن الذي يقوم به التحدي، وتظهر به أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز - هو السورة التامة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 38]، فلهذا جعلت حدود البحث ومادته هي السورة من القرآن.ثم إن أهم أمر دعا إليه القرآن وأعظم غرض أُنزل من أجله، وأول موضوع أسَّسه القرآن، وقصد إثباته وتحقيقه هو التوحيد الخالص وهداية الناس إلى إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، فلقد كانت قضية العقيدة وتصفية القلوب، وإصلاح النفوس هي أهم قضايا القرآن وأولها فشغلت الآيات التي تعالجها حيزًا كبيرًا منه، ومعظم القرآن المكي يدور في فلكها، ويقصد تحقيقها؛ لأن إصلاح النفوس هو الأساس الأول لصلاح الأفراد والأمم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]. وهذا الموضوع هو المحور الرئيس لسورة الزُّمَر في بناءٍ متكامل ونظامٍ متناسق؛ فلذلك اخترت هذه السورة وجعلت عنوان البحث هو " سورة الزمر: دراسة بلاغية تحليلية ".

 

ويهدف هذا البحث إلى استكشاف بلاغة القرآن وإعجازه في هذه السورة، لذلك فسوف أحاول جاهدًا استخراج بعض ما فيها من بديع النظم والبلاغة، مع العلم بأننا مهما اجتهدنا في ذلك فلن نبلغ غايته ولن نوفيه حقه، لأنه كلام الله الذي لا يحيط به إلا قائله -جل شأنه-.

 

وهذه السورة لم تسبق دراستها من قبل مع أنها غنّية - كبقية سورة القرآن - بالملامح والأسرار البلاغية، ولم يسبق لهذا الموضوع أن طُرق في رسالة علمية متخصصة تُعنى بالكشف عن بلاغة هذه السورة وَتَتبّعِ نظام حركة المعنى فيها، وتجعل من البلاغة القرآنية محورًا لها، وإنما هناك بعض الدراسات التي تحوم حول الحمى إلا أنها لم تقع فيه، بل هي إشارات وتلميحات وآراء عارضة وتحليلات غير شاملة، لم تشكّل البلاغة الهدف الرئيس من الدراسة، ومن هذه الدراسات:

1- رسالة علمية بعنوان: "مباحث العقيدة في سورة الزمر " لناصر بن علي عائض حسن الشيخ، مقدمة لنيل درجة الماجستير في كلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة، في الجامعة الإسلامية.

 

2- رسالة أخرى بعنوان " القضايا العقدية في سورة الزمر دراسة وعرض " للطالبة: هالة الهليس، نالت بها درجة الماجستير في كلية أصول الدين، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، بجامعة الإمام.

 

3- رسالة بعنوان: " تفسير سورة الزمر وبيان مقاصدها " للطالب: حسن يونس حسن عبيدو. في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر.

 

وكما رأينا فيما سبق، فإن كل تلك الرسائل لا تَمُتُّ إلى موضوع رسالتي بصلة؛ فمجال دراستي وتناولي للموضوع وتأهيلي العلمي - تخصصي - بل والكلية التي أنتمي إليها، كل هذه الفوارق تُباعد المسافة، وتشطّ بها فيما بين موضوعي ومواضيع الرسائل الأخرى التي تناولت السورة، والتي يغلب عليها الجانب الشرعي العقدي.

 

وهناك كتب معروضة في المكتبات التجارية، درس أصحابها السورة، ولكنها دراسة مبسَّطة، كتبت ليقرأها العامة تتناول السورة من جوانب عدة ككتاب " تفسير سورة الزمر " للأستاذ: الغزالي خليل عيد. المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام، وقد كان جُلّ اهتمامه بتفسير الألفاظ، وتبيين المعاني واستنباط العقائد والأحكام، أما الملامح البلاغية فقد جاءت في آخر القائمة كتكملة لتفسير الآيات فكانت عبارة عن إشارات وتلميحات، يقول المؤلف عن كتابه: " وبذلك يمكن للقارئ الكريم - ذي الوقت المحدود - أن يكتفي بقراءة فقرتَي: تفسير الألفاظ، وبيان المعاني العامة، أما من أراد التعمق في تفسير القرآن الكريم وعلومه فله أن يتخذ من بقية الفقرات مفاتيح ومؤشرات، تنير له طريق البحث الواسع والدرس المستفيض في المطولات من كتب التفسير بالرواية أو بالدراية، لأنه كتاب كريم لا تنقضي عجائبه "1.

 

ولكن يمكن لي أن أتخذ من هذه الدراسات مراجع تضيء بعض جوانب دراستي مع الاعتماد على المصادر الأصيلة من الكتب البلاغية ككتابي عبدالقاهر الجرجاني، ومن كتب التفسير البلاغي كتفسير الكشاف، وتفسير البيضاوي، وحاشية الشهاب عليه، والبحر المحيط، وروح المعاني، وغيرها.

 

ومن منهج البحث في هذه الدراسة عدم استقصاء كل شواهد السورة على المبحث البلاغي، بل اكتفيتُ بدراسة بعض الأمثلة، وأبرز الشواهد في السورة، التي أرى أنها الأنسب لهذا المبحث، وأحُلِّلُّ ما يحتاج إلى تحليل، ثم أذكر بعض اللطائف والأسرار البلاغية للشاهد، مع التركيز على المبحث البلاغي الذي ذكرتُ شاهد السورة عليه، وفي بابه، وعدم إغفال المعاني البلاغية الأخرى التي لا تَخُصُّ هذا المبحث؛ لأن المعاني البلاغية المختلفة في النظم والسياق الواحد تخدم بعضها بعضا، وتتعاضد فيما بينها لأداء المعنى القرآني، والغرض البلاغي في السياق. كما أن تراكيب النظم وخصائص الكلام بينها علاقات معنوية وروابط قوية، ومناسبات متعددة، فلا مندوحة من دراسة الشاهد من جميع جوانبه، وتحليل كل خصائص النظم فيه.

 

ومن منهج البحث في ذكر الشواهد والأمثلة، والأقوال والآراء المتعددة، والمصادر والمراجع، وغيرها أن أذكرها مُرَتَّبةً؛ إما بحسب المواضع، كترتيب دراسة الشواهد في كل مبحث وإما بحسب القوة والوضوح، فأبدأ - مثلًا - بدراسة أقوى الشواهد وأوضحها على المبحث أو اللون البلاغي، أو بحسب الترتيب الزمني، كترتيب أقوال المفسرين، بدءًا بالأقدم في سنة الوفاة، وانتهاء بآخرهم وفاة.

 

وستقوم هذه الدراسة إن شاء الله تعالى على الدراسة التحليلية للألفاظ والتراكيب والصور الفنية، والمحسنات البديعية، التي جاءت في نظم السورة، ودراستها من خلال السياق الذي جاءت فيه، واستحضار أغراض النظم في كل سياق واستحضار المقصود الأعظم للسورة، وإبراز أهم الأغراض واللطائف البلاغية التي أفادتها الأدوات والأساليب البلاغية.

 

ويتكون هيكل هذه الدراسة وإطارها العام من مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب، ثم الخاتمة.

 

وقد جعلت التمهيد تعريفًا شاملًا للسورة مما يحيط بها ولا يدخل في صُلْبها، وذلك من خلال الحديث عن أمرين اثنين:

الأول تعريفٌ عامٌ بالسورة، تحدثتُ فيه عن الأسماء الواردة للسورة، وعدد آياتها، ومكان نزولها، وأسباب النزول وما ورد في فضل السورة وفضل بعض آياتها.

 

وجعلت الآخر دراسة كلية للسورة، تكشف عن شخصية السورة وأهم ملامحها وأبرز المعالم التي تشكّلها، فتحدثتُ عن موضوعات السورة، وموقع السورة، وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، وبينت المقصود الأعظم للسورة وشواهده، ثم تحدثت عن معاقد السورة.

 

ثم يأتي الباب الأول من أبواب البحث وهو بعنوان: " المفردات من خلال السياق "، ويتكون من أربعة فصول:

الفصل الأول: المادة.

الفصل الثاني: الصيغة.

الفصل الثالث: حروف المعاني.

الفصل الرابع: الإيحاء والظلال.

 

وأما الباب الثاني فهو بعنوان: " التراكيب " وجعلته في فصلين:

الفصل الأول: الجملة، ويتناول الآتي:

المبحث الأول: جملة الخبر.

المبحث الثاني: الجملة الإنشائية:

1- الاستفهام.

2- الأمر.

3- النهي.

4- النداء.

5- التمني.

 

المبحث الثالث: جملة الشرط ومقتضياته، ويتناول مايأتي:

1- مقامات " إنْ "، و"إذا ".

2- استعمال الماضي شرطًا لـ " إنْ ".

3- مقامات " لو ".

 

المبحث الرابع: جملة القصر ودلالاته: ويشتمل على مايأتي:

1- القصر بالنفي والاستثناء.

2- القصر بــ " إنما "

3- القصر بالتقديم.

4- القصر بالعطف.

 

والفصل الثاني: الجمل، وقد تناول المباحث الآتية:

المبحث الأول: الالتفات.

المبحث الثاني: الفصل الوصل.

المبحث الثالث: الإيجاز ويشتمل على:

أولًا: إيجاز القِصَر.

ثانيًا: إيجاز الحذف.

المبحث الرابع: الإطناب.

 

وعنوان الباب الثالث هو: " الصور البيانية "، ويتكون من ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التشبيه.

الفصل الثاني: المجاز، وتحته المباحث الآتية:

المبحث الأول: المجاز المرسل.

المبحث الثاني: الاستعارة.

المبحث الثالث: المجاز العقلي.

 

والفصل الثالث: الكناية.

وأما الباب الرابع والأخير فهو بعنوان: " فنون البديع "، وهو في فصلين:

الفصل الأول: المحسنات المعنوية.

الفصل الثاني: المحسنات اللفظية.

 

ثم ذكرت أبرز نتائج هذا البحث في خاتمته، وذلك على سبيل الإجمال، ووضعت فهرسًا عامًا في آخر البحث.

 

ولقد اعترض طريق رحلتي في هذا البحث جملة من الصعوبات وواجهتني بعض العقبات، منها، أن هذا البحث بحث تطبيقي مادته فوق طاقة البشر تتميز بالإعجاز، ومنها الخوف وشدة الحذر من الخطأ والزلل بأن أقول في كتاب الله قولًا لا يليق بمقامه وقدسيته، فيرديني - والعياذ بالله - ومنها كثرة المصادر والمراجع؛ لأن البحث يتعلق بأمرين: الأول سورة الزمر، والثاني فنون البلاغة، فكان لزامًا على الباحث أن يطَّلع، على كل ما يتعلق بذلك في كتب اللغة والمعاجم وفي كتب التفسير على كثرتها، واختلاف أنواعها، وفي كتب البلاغة، وكتب النحو، وعلوم القرآن، وأصول الفقه والحديث، وغيرها. ومن الصعوبات الاختلافات الكثيرة سواء عند علماء البلاغة في معظم مباحث البلاغة وفنونها، أو عند المفسرين، وما أجد من تعارض بين الأقوال في بعض مواضع السورة.

 

تلك بعض الصعوبات، والمجال لا يتّسع لسردها كلها، وقد تمكّنتُ من اجتياز تلك العقبات والصعوبات بعون الله، وفضلٍ منه وحده، ثم بما سخّر لي من أفاضل عباده ممن رفعهم الله بشريف علمهم، فكانوا لي نِعْم العون والسّند - بعد ربي وخالقي سبحانه - وكان أولهم في الفضل عليّ، وأكثرهم لي نفعًا وعونًا - مشرفي الفاضل الدكتور محمد بن سعد الدبل، فقد كان بعد الله خير سند لي في المشكلات، وكان علمه نورًا أستضيء به في المبهمات، ولم يبخل علي بشيء من علمه، أو جهده، أو وقته، ولقد وجدت فيه عالمًا متواضعًا، وأبًا ناصحًا، ومرشدًا حكيمًا، فأسأل الله العظيم الكريم أن يُثيْبَه عنا خير الجزاء، ويبارك له في علمه ويدخله في رحمته، ودار كرامته، ونحن معه، بفضله وكرمه.

 

كما أذكر بالفضل من أشرف عليّ قبله وأتقدم بالشكر الجزيل لشيخي الفاضل الأستاذ الدكتور محمود توفيق محمد سعد. كما أشكر الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الحنين الذي استفدت من نصحه وتوجيهاته، ومن شريف علمه في كتابه النظم القرآني في آيات الجهاد".

 

وأقدّم خالص شكري لهذا الصرح العلمي العريق، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض التي أتاحت لي الفرصة لمواصلة دراستي العالية، ممثلةً في مدير الجامعة، ووكيلها، وعميد الدراسات العليا فيها.

 

كما أشكر كلية اللغة العربية ممثلةً في عميدها، ووكيلها، وكل أساتذتها على ما قدموه من العون، وما لمسته منهم من تيسير وإكرام.

 

كما لا يفوتني أن أشكر قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، ممثلًا في رئيسه ووكيله، ومَنْ درَّسني من أساتذته وسائر أعضائه، على ما قدموه لي من مساعدة، واهتمام، وتيسير. كما أشكر كل من كان له دور في هذا البحث من قريب أو بعيد، وأسأل الله ألا يحرمهم الأجر على خدمة كتابه الكريم.

 

وفي آخر هذه المقدمة فإني لا أدّعي أني قد استقصيت ما في سورة الزمر من أسرار بلاغتها ودقائق النظم فيها، فإن الخلق مهما اجتهدوا في ذلك فلن يبلغوا غايته ولن يوفّوه حقه؛ لأنه كلام الله الذي لا يحيط به إلا قائله جل شأنه.

 

والله أسألُ أن يجعل عملي هذا خاصة، وسائر قولي وعملي خالصًا لوجهه الكريم، ولخدمة كتابه، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

الخاتمة

وبعدُ، فقد قضيتُ رَدْحًا من الزمن في صحبة هذه السورة الكريمة؛ ملازمًا لها، ومعتكفاَ على خدمتها في الحِلّ والسفر؛ للتأمُّل فيما اشتملت عليه آياتها من آيات الحُسْن والإبداع والرَّوعة والإمتاع، والبلاغة والإعجاز ومع طول رحلتي وملازمتي، لم أر لبحرها شاطئًا، وكلما طال تأمّلي في جمال نظمها وإعجاز بلاغتها؛ زادني طول التأمُّل بهجةً؛ فأيقنت أن فيض معينها لا ينضب؛ ولذلك رأيت من اللازم أن أضع لبحثي نهاية وحدًّا، فاجتهدت قدر استطاعتي وبذلت من الجهد ما رأيت أن ثمرته تكفي لبيان عظمة ما يكتنزه النظم القرآني في السورة من أسرار بلاغته، ودلائل إعجازه وها أنذا أقف في خاتمة هذا البحث وأصل نهاية الرحلة، فأعرض أهم الثمار التي جنيتها، وأرصد أبرز النتائج التي توصلت إليها على سبيل الإجمال والإيجاز فيما يأتي:

1- أن خصائص النظم، وأساليب البلاغة وفنونها المختلفة تتظافرفيما بينها لأداء الغرض في السياق الواحد؛ ولذلك ينبغي دراسة النظم القرآني دراسة تكاملية، وألا تقتصر الدراسة على جزئية بلاغية واحدة، وتهمل بقية الأدوات البلاغية في السياق فالبلاغة خادمة لغرض النظم القرآن وليس العكس.

 

2- أن وجه تسمية السورة بهذا الاسم قد وقع فيه الاختلاف بسبب تعدُّد استعمالات كلمة " سورة " واختلاف الآراء حول واو الكلمة، أهي أصلية أم مبدلة من الهمزة؟ والأولى والأرجح هو أن تسميتها مأخوذة من " سُوْر " بواو أصلية وأن وجه تسميتها بالسورة تشبيهًا لسورة القرآن بالسور الذي يحيط بالمدينة[1].

 

3- أن لاسم السورة علاقة قوية بالسورة نفسها، تظهر عند التأمل، كالإشارة إلى المقصود الأعظم للسورة، والإشارة إلى مقاصدها الكلية وغير ذلك[2].

 

4- أن موضوعات السورة متعددة، ولكنها تصب في مَعِيْن واحد، ويجمعها موضوعٌ واحد رئيس، ويضمّها في إطاره[3].

 

5- أن ترتيب سور القرآن توقيفي؛ ولذلك فكل سورة من سوره تربطها علاقة قوية بالسورة التي قبلها، والسورة التي بعدها فينبغي عند دراسة السورة استبصار العلاقات والروابط التي تربطها بما قبلها وما بعدها[4].

 

6- أن كل سورة من سور القرآن لها غرض عام، ومقصود أعظم، يتحكم في السورة كلها، ويُغَذِّي شجرتها، وتلتقي جميع أغراض السورة الجزئية، وجميع أغراض الأساليب البلاغية، في خدمة مقصود السورة الأعظم؛ فينبغي عند دراسة السورة دراسةً بلاغية. أن يستكشف مقصود السورة أولًا من خلال شواهده، التي منها أسماء السورة ومقدمة السورة ومطلعها، ومقاصد معاقدها، والأسماء الحسنى الواردة في مقدمتها وفي جمُْلتها وموضوعات السورة ونظمها، وغير ذلك[5].

 

7- أن دراسة المفردات في النظم القرآني يجب أن تكون في ضوء السياق، فهو الذي يحدّد المراد، ويكشف اختلافات المعاني بحسب مواقع المفردة، وهو الذي يكشف بلاغة المفردة، وأسرار النظم.

 

8- أن دراسة مادة الكلمة وجِذْرها اللغوي في النظم القرآني، دراسةً مستقلّةً تكشف أسرارًا ولطائف بلاغية كثيرة[6].

 

9- أن دراسة مخارج حروف الكلمة في نظم القرآن من الأدوات الكاشفة للمعاني البلاغية[7].

 

10- أن الصيغة رافد من الروافد البلاغية الكاشفة، والغنية بالأسرار واللطائف، كما أن للصيغة دورًا مهمًا في فصاحة الكلمة وبلاغة النظم ويلاحظ أن النظم القرآني شديدُ العناية، والدقة في اختيار الصيغة المناسبة للسياق والغرض المستعملة فيهما[8].

 

11- من نتائج هذا البحث أن دراسة صيغ المفردة الواحدة، التي استخدمها النظم، تكشف الكثير من الأسرار البلاغية في النظم القرآني؛ ولذلك فإن من توصيات هذا البحث طرح موضوعات لرسائل علمية، تهتم بدراسة صيغة معينة في القرآن كلّه، أو دراسة جميع الصيغ التي استخدمها النظم لمفردةٍ معيّنة في كلّ القرآن.

 

12- أن ورود القراءات القرآنية المختلفة في القرآن لم يكن عبثًا بل جعلها الله في كتابه لحِكَمٍ عظيمة لا يحصيها إلا هو سبحانه، ومنها أن اختلاف القراءات وتعددها له أثر عظيم في بلاغة النظم، وتوفية أغراضه والكشف عن المعاني والأسرار البلاغية في السياق[9].

 

13- أن النظم القرآني يستخدم حروفَ المعاني استخدامًا دقيقًا، فهو يصطفي لكل موضع من مواضع هذه الحروف ما يناسبه منها وما يتناسب مع السياق، ويلائم المعنى العام، ويقتضيه المقام، ويخدم الغرض المقصود في الموضع، وفي السورة كلها فدراسة حروف المعاني تحتها دقائق عجيبة، ولطائف ثمينة وبخاصةٍ دراسةُ حروف المعاني في المواضع المتشابهة[10].

 

14- من نتائج البحث وتوصياته، أهمية دراسة حروف المعاني في القرآن دراسةً بلاغية؛ للكشف عن طريقة النظم القرآني في استخدام كل حرف، وتحديد المعاني المستخدمة في النظم لكل حرف؛ لأن هذه الدراسات فائدتها عظيمة في تطوّر الدراسات البلاغية والرُّقيّ بها واكتشاف الجديد من كنوزها، وفي خدمة الدراسات القرآنية، والذَّود عن كلام الله، وصيانته من الأقوال السقيمة والآراء الفاسدة، لأصحاب الفرق والمذاهب الفاسدة[11].

 

15- نلاحظ أن النظم القرآني يستخدم مفرداتٍ ذات إيحاءٍ غنيّ، وظِلاَلٍ وارفةٍ. كما نلاحظ أن بين الإيحاء والظِّلال تَقَارُبًا، واشتراكًا في المعنى والدلالة. وأن المراد بإيحاء الكلمة وظلالها هو ما تثيره في النفس من معانٍ إضافية - غير المعنى المعجمي- وما تحمل في ثناياها من الظّلال التي ترسم في الذهن صورة معانٍ مُسْتَتْبَعةٍ، تظهر بطول التأمُّل في الكلمة القرآنية، وبذل الجهُد، ولزوم المصابرة في تدبُّر معناها؛ لأن الله أمر بتدبُّر كلامه، والتدبرُّ هو بذل الجهد، وتكلُّف المشقة واحتمال التعب، بطول التأمُّل، وتكرير النظر والتفكّر؛ للوصول إلى أواخر الشيء ونهايته، وما وراءه. وكلمات القرآن وراءها معاني عظيمة[12].

 

16- أن الإيحاء والظلال هو أحد الأبواب العظيمة للاكتشافات والمخترعات، ليس فقط في مجال اللغة والبلاغة والإعجاز النظمي، بل حتى في المجالات العلمية، والأمور الدنيوية، كالتّسلحُّ وإعداد القوة[13]؛ ولذلك أوصي بأن تُقَام في دولة الإسلام ( المملكة العربية السعودية ) مراكز علمية للأبحاث والدراسات القرآنية ويُفَرَّغ للعمل بها أبرز وأفضل علماء الإسلام المخلصين في اللغة، والنحو، والتفسير، والبلاغة، والفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، وغيرهم، بحيث تتظافر جهودهم، وتُجمع نتائجهم، ويبنى بعضها على بعض للاكتشاف والاختراع وأن يُبذل لها الغالي والنفيس لأنها هي التي ستنهض بالأمة الإسلامية، وبها عّز الإسلام والمسلمين.

 

17- أن النحو ومعانية، ومسائله لها أهمية كبيرة في الاستعانة بها، والبناء عليها؛ لتحقيق المعاني والأغراض في الدراسات البلاغية.

 

18- أن النظم القرآني في تركيب الجملة يُنوِّع في استخدام الجملة بين الخبر والإنشاء، وأنه في استخدام جملة الخبر ناظرٌ إلى ما يقتضيه المقام، وما يناسب حال المخاطب في السياق، فبين حال الجملة الخبرية، وحال المخاطب بها ارتباطٌ وثيق، وعلاقةٌ قوية؛ فينبغي عند دراسة الجملة الخبرية دراسةً بلاغية، أن تكون ببيان بلاغتها، من خلال استكشاف العلاقات والمناسبات التي بين حال المخاطب في السياق، وحال الجملة الخبرية[14].

 

19- وجدتُ أن الغالب في استعمال النظم للاستفهام أن يكون خارجًا عن معناه الأصلي إلى معانٍ بلاغية أخرى. كما لاحظت كثرة استعمال النظم لأسلوب الاستفهام؛ لما فيه من البلاغة والإعجاز، وقوة التأثير[15].

 

20- أن خبر " لا " النافية للجنس في كلمة التوحيد مختلَف فيه عند كثير من علماء النحو والتفسير، فذهب معظمهم إلى أنه محذوف وأصحاب هذا الفريق جعلوا تقدير الخبر هو " في الوجود، أو لنا، أو موجود "، وذهب فريق من العلماء إلى عدم الحذف والتقدير. وكلا الفريقين مخالف للصواب ولما يليق في حق الله وتوحيده (على مذهب أهل السنة والجماعة) والصواب هو أن خبر " لا " في كلمة التوحيد محذوف، وأن تقديره هو غير ما ذكره النحاة، وذلك بأن يقدر بكلمة "حق" [16].

 

21- أن بين معنى الالتفات اللغوي، ومعناه البلاغي مناسبة لطيفة، تظهر عند عقد الموازنة بينهما، من خلال التناسب بين الدلالات المعنوية للنظرات المختلفة، وبين دلالات الالتفات في الكلام، بانتقال الخطاب[17]، وأن هذا التناسب يكشف بعض أسرار الحُسن للالتفات البلاغي، وأسباب قوة تأثيره في الكلام وفي نظم القرآن[18].

 

22- أن الفصل والوصل من الأدوات البلاغية المهمة في الكشف عن المناسبات والعلاقات البلاغية بين المعاني في الكلام، كما يُستعان به لتحديد مقاطع الكلام، ومعاقد السورة[19].

 

23- أنه قد حصل الخلط بين أسلوبين من أساليب علم المعاني وهما: (أسلوب القَصْر)، و(إيجاز القِصَر) الذي هو أحد نوعَيْ الإيجاز البلاغي؛ ومن أسباب هذا الخلط هو تشابه لفظيهما. وقد رأيت وجوب التفرقة بينهما واستقلال كلٍّ منهما في البحث البلاغي، ووجوب التفرقة بين لفظيهما في النطق؛ لأن هذا مما يضمن أمْن اللبس والخلط بينهما وذلك بضبط كلمة " القصر " في أسلوب القصر بفتح القاف، وسكون الصاد، وضبطها في أسلوب الإيجاز، بكسر القاف، وفتح الصاد[20].

 

24- أن النظم القرآني قد استخدم كلًا من أسلوبَيْ الإيجاز والإطناب، وأن كليهما بليغ معجز في موضعه ومقامه الذي استخدمه فيه؛ وبذلك تنتفي الفكرة القائلة: بأن الكلام الموجز هو الكلام البليغ، وأن المُطْنَب ليس بليغًا كما يتأكّد عدم جواز القول بذلك في كلام الله.

 

25- ومن نتائج البحث وتوصياته، الحث على الاستفادة من نتائج الدراسات الحديثة في طبيعة عمل العقل، وخصائص العقل الواعي، والعقل الباطن،[21] والنظريات والأساليب لما يُعرف بعلم البرمجة اللغوية العصبية على أن تكون الاستفادة منه وفق الضوابط الشرعية.

 

26- أن التعريف الذي يفي بمدلول التشبيه الذي وضعته فيما أرى. هو: عَقْدُ مماثلةٍ بين اثنين في وجه شبه بينهما بطريق الأداة ملفوظة، أو ملحوظة، لاعلى سبيل الاستعارة، ولا الكناية، ولا التجريد[22].

 

27- أن في القرآن نوعًا من التشبيه يسمى " التشبيه السلبي " وأن له خصائص وسمات تمّيزه عن غيره من أنواع التشبيه المعروفة[23].

 

28- أن من أسرار التصوير في القرآن، ومن صور الإعجاز في النظم القرآني أن نظمه لا يخضع لقوانين علماء اللغة والبلاغة، وقد يخرج على ما اتفقوا عليه من الأسس والقواعد، ومن ذلك أنهم اتفقوا - مثلًا - على أن المجاز أبلغ من الحقيقة والاستعارة أبلغ من التشبيه([24])، ولكن النظم القرآني المعجز خرق هذا الإجماع، وخرج عن هذه القاعدة المتّفق عليها، فجعل الحقيقة أبلغ من المجاز، والتشبيه أبلغ من الاستعارة [25].

 

29- أن المجاز في علم البيان لـه أقسام ثلاثة هي: المجاز المرسل، والاستعارة، والمجاز العقلي، وأن الأَولَى في هذا القسْم الأخير ( المجاز العقلي ) هو إلحاقه بمباحث علم البيان لا بعلم المعاني[26].

 

30- أن القول بالمجاز في القرآن يجب أن يكون وفق القواعد الشرعية الصحيحة، التي تضمن سلامة العقيدة، وحفظها من الزيغ والتخبُّط والضلال، فندرس مجازات القرآن وفق المنهج الشرعي القويم عند أهل السنة والجماعة[27].

 

31- أن أغلب صور الإعجاز العلمي في القرآن مبنيّة على الإعجاز البلاغي.

 

32- من نتائج البحث الكشف عن إعجاز علمي جديد من معجزات القرآن الكريم، ناتج عن الدراسة البلاغية للمجاز المرسل في قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30] وهي إخبار القرآن بموت كثيرٍ من خلايا جسم الإنسان، في كل أوقات حياته في الدنيا[28].

 

33- أن من الإعجاز العلمي في القرآن إشارته إلى كروية الأرض، باستخدام النظم لمادة التكوير في قوله تعالى: ﴿ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ﴾ [الزمر: 5] [29].

 

34- لاحظت أثناء دراسة الصور البيانية في السورة تعدُّد الأوجه المحتملة في الموضع الواحد، وأن ذلك التعدُّد لا يُعدُّ عيبًا في نظم القرآن، بل هو مزيةٌ بلاغية تدل على ثراء الصورة القرآنية وشمولها.

 

35- أن علم البديع قد لقي ضيمًا لم يلقه أخواه (المعاني والبيان)، وأن من الإنصاف لهذا الفن مساواته بنظيريه في القيمة البلاغية، والاحتكام في استحسان وقوع البديع أو غيره من فنون البلاغة إلى المقامات المعنوية ومقتضيات الأحوال والذوق السليم[30].

 

36- أن دراسة النظم القرآني لها روافد كثيرة، وتتصّل بعلومٍ متعددة، فيجب عدم الاقتصار على علم البلاغة فقط بل الواجب في مجال الدراسات البلاغية للنظم القرآني - الاستفادة من العلوم الأخرى كعلم اللغة والنحو، والتفسير، والعقيدة، والحديث، وأصول الفقه، وعلم النفس والاجتماع، وغيرها.

 

وبعد هذه الخاتمة الموجزة التي أحْسِبُها قد طالتْ، يَحْسُن أن أشير إلى أن هذه الدراسة المتواضعة لم تنهض بما كنتُ أُأَمِّلُه نهوضًا متكاملًا؛ ولذلك لا أدَّعي أني قلتُ كلَّ شيءٍ مما له علاقة بمظاهر الحُسْن والجمال والبلاغة في الأسلوب القرآني بعامّة، والأسلوب القرآني الخاص بسورة الزُّمر - موضوع الدراسة -، فالباب لا يزالُ مفتوحًا على مِصْراعَيْه لمن أراد أن يقف على الكثير من أسرار البلاغة القرآنية في هذه السورة الكريمة، وفي غيرها من السور.

 

والله وحده الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1

التمهيد

9

أولًا: التعريف بالسورة.

9

· اسم السورة، وعدد آياتها

9

· مكان نزولها

15

· أسباب نزولها.

17

· ما ورد في فضلها.

20

ثانيًا: الدراسة الكلية للسورة.

20

· موضوعات السورة.

23

· موقع السورة.

41

· علاقة السورة بما قبلها وما بعدها

42

· المقصود الأعظم للسورة وشواهده

46

· معاقد السورة

52

الباب الأول: "المفردات من خلال السياق.

62

الفصل الأول: المادة.

63

الفصل الثاني: الصيغة

77

صيغة العقل المبني للمجهول.

96

صيغة الماضي

101

اختلاف القراءات في الصيغة وأثره في بلاغة السورة ومعانيها.

109

الفصل الثالث: حروف المعاني

113

الفصل الرابع: الإيحاء والظلال

147

الباب الثاني: "التراكيب"

161

الفصل الأول: الجملة

161

المبحث الأول: جملة الخبر.

161

أضراب الخبر وخروج الخبر عن مقتضى الظاهر

162

المبحث الثاني: الجملة الإنشائية

185

أولًا: الاستفهام.

185

المعاني التي خرج إليها الاستفهام في السورة.

186

1- الإنكار

187

2- التقرير.

196

3- التعجّب والتوبيخ.

206

4- النفي

209

معان أخرى، كالتنبيه، والتوكيد، والوعيد والتهديد

210

ثانيًا: الأمر

211

(أ) الأمر الحقيقي

211

(ب) الأمر الخارج عن معناه الحقيقي وأغراض ذلك:

213

1- التهديد والوعيد.

213

2- الإهانة

216

ثالثًا: النهي

219

رابعًا: النداء

221

(أ) النداء الحقيقي

222

من خصائص استعمال النظم لجملة النداء في السورة

229

(ب) خروج النداء عن معناه الحقيقي

234

خامسًا: التمني.

236

المبحث الثالث: جملة الشرط ومقتضياته

237

أولًا: مقامات "إنْ" و "إذا".

238

ثانيًا: استعمال الماضي شرطًا لـ "إنْ"

242

ثالثًا: مقامات "لو"

245

المبحث الرابع: "جملة القصر ودلالاته".

247

أولًا: القصر بالنفي والاستثناء.

248

ثانيًا: القصر بـ "إنما"

252

ثالثًا: القصر بالتقديم

262

الفصل الثاني: الجمل.

265

المبحث الأول: الالتفات.

266

المبحث الثاني: الفصل والوصل

274

المبحث الثالث: الإيجاز

295

أولًا: إيجاز القصر

296

ثانيًا: إيجاز الحذف.

301

المبحث الرابع: الإطناب.

312

الباب الثالث: "الصور البيانية".

327

الفصل الأول: التشبيه

330

التشبيه التمثيلي في السورة

338

الفصل الثاني: المجاز

344

المبحث الأول: المجاز المرسل

355

المبحث الثاني: الاستعارة.

382

المبحث الثالث: المجاز العقلي.

441

الفصل الثالث: "الكناية".

446

الباب الرابع: "فنون البديع".

475

الفصل الأول: المحسنات المعنوية

481

الفصل الثاني: المحسنات اللفظية

495

الخاتمة.

503

فهرس المصادر والمراجع

512

فهرس الموضوعات.

526



[1] انظر ص: 9 من هذا البحث.

[2] انظر: ص 13.

[3] انظر ص: 20 وما بعدها.

[4] انظر ص: 42 وما بعدها.

[5] انظر ص: 46 وما بعدها.

[6] انظر: 63 وما بعدها.

[7] انظر: 73.

[8] انظر: ص 77 وما بعدها من هذا البحث.

[9] انظر: 109 وما بعدها.

[10] انظر: 113 وما بعدها.

[11] انظر: المدخل إلى دراسة بلاغة أهل السنة لشيخي الفاضل الدكتور محمد بن علي الصامل: 104 - 105، و141 - 144، و147 - 150.

[12] انظر: 147 وما بعدها.

[13] انظر ص: 159-160 من هذا البحث.

[14] انظر: 162 وما بعدها.

[15] انظر: 185 وما بعدها.

[16] انظر: مستدرك كتاب: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي: 598، وانظر: ص250 من هذا البحث.

[17] انظر: 266 وما بعدها.

[18] انظر: 267.

[19] انظر: 274 وما بعدها.

[20] انظر: 296.

[21] انظر: 328 وما بعدها.

[22] انظر: 331.

[23] انظر: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية للدكتور عبدالعظيم المطعني: 2 / 270 وما بعدها، وانظر: ص333.

[24] انظر: التلخيص للخطيب القزويني: 346، وشروح التلخيص: 4 / 276.

[25] انظر: 336 من هذا البحث.

[26] انظر: 347 وما بعدها.

[27] انظر: 352 وما بعدها.

[28] انظر: 374-375 من هذا البحث.

[29] انظر: التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور: 23 / 328، والأساس في التفسير لسعيد حوَّى: 9 / 4856، وانظر: 387 من هذا البحث.

[30] انظر: 477 وما بعدها.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • لطائف وإشارات حول السور والآي والمتشابهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى السورة لغة واصطلاحا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • جدول متابعة الحفظ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • مناسبة سورة الأنفال لسورتي البقرة وآل عمران(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الكتب المؤلفة عن سورة النمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موهم التعارض بين القرآن والسنة: (دراسة نظرية تطبيقية) من أول سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الأنعام(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير الإمام الزركشي من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • موهم التعارض بين القرآن والسنة: (دراسة نظرية تطبيقية) من أول سورة النحل إلى سورة الناس(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ترجيحات الشنقيطي في أضواء البيان من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنعام جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب