حاشية العصام الإسفراييني على تفسير البيضاوي

ملخص الرسالة

حاشية العصام الإسفراييني على تفسير البيضاوي

المقدمة:

الحمد لله الذي امتنّ على عباده بنعمة القرآن، وجعل ما فيه منهجًا لحياتهم وطريقًا للجنان، أحمده على تواتر إنعامه حمدًا كثيرًا، وأتوكّل عليه مفوّضةً أمري إليه ومستجيرةً به، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً يغدو قلب قائلها مطمئنًا مستنيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، آخر المرسلين وحبيب المؤمنين، من بلّغ القرآن كما أوحي إليه، وأوضح الطريق بجوامع الكلم الذي أوتيه.

أمّا بعد:

فقد تعبّدنا الله سبحانه وتعالى بكتابه؛ تلاوةً لكلامه، وتدبّرًا لمعانيه، وفهمًا لأحكامه، ولن يتمّ هذا لإنسان إلا بعد أن يغوص في ثنايا التفسير، ومن جميل ثناياه التراث التفسيري الذي تركه علماؤنا، ومن الواجب علينا أن نحقّق كتبهم ونفهم عبارتهم ومراميهم حتى تتمَّ لنا الإفادة من تراثهم.

وإنّ من توفيق الله تعالى أن كان ليحظٌ في خدمة سِفْرٍ من هذه الأسفار التي بقيت حبيسة الظلمة قرونًا عديدة، لعالمٍ من علماء القرن العاشر الهجري وهو عصام الدين إبراهيم بن محمد الإسفراييني (ت 945هـ)، وهو حاشية على تفسير الإمام البيضاوي (ت685هـ) الذي وُضِعَ عليه ما يزيد عن مئة حاشية، لكنّ هذه الحاشية تميّزت عن غيرها بمزيد عنايةٍ بعلوم العربية من لغة ونحو وصرف وبلاغة، وهذا ليس غريبًا على صاحبها، وهو العالم البارز في علوم العربية، ومؤلفاته الكثيرة في هذا الباب تشهد له. وجمع إلى ذلك تحقيقاتٍ شتّى في مختلف العلوم العقلية والنقلية كالفقه والأصول والحديث والمنطق وغير ذلك، فهو يستخدم ملكته العلمية الواسعة ومواهبه الثقافية المتعددة في التعليق على تفسير آيات الله عز وجل بغية استنباط اللطائف من المعاني. وقد كُلِّفت بتحقيق 40صحيفة؛ من قوله تعالى: ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.. ﴾ [النساء: 39] إلى قوله تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ.. ﴾ [النساء: 176]؛ من الورقة 313/اللوحة[ أ ] السطر الرابع إلى الورقة 352/ اللوحة [أ] السطر الرابع.

الدراسات السابقة:

لم أجد - فيما اطَّلعت عليه - تحقيقًا سابقًا لهذه الحاشية، أو دراسةً حول العصام الإسفراييني.

أهمية البحث:

1- المخطوط حاشية على تفسيرٍ تلقته الأمَّة بالقبول وأشادت بأهميته وفضل صاحبه.

2- صاحب هذا المخطوط عالمٌ له فضل في العلوم عامةً وفي العربية والمنطق خاصةً، الأمر الذي جعل حاشيته تتميز بالمناقشات النحوية القيمة والالتفاتات البلاغية الرائعة، ولا شك أنّ في كشف النور عن مثل هذه التحقيقات فائدة ٌكبيرة لطلاب العلم وإغناءٌ لمكتبة التفسير.

3- الأهمية التي تتسم بها الحواشي على نحوٍ عام؛ لما فيها من استدراكات العلماء التي يودعونها عصارة جهودهم، وخلاصة ثقافتهم، وواسع اطلاعهم، وثاقب نظرهم.

أسباب اختيار البحث:

1- ما أخذته عن بعضٍ من أساتذتي بأنه على الباحث أن يقوم في مرحلة الدكتوراة بالعمل في مجال التأليف، بعد أن يتناول التحقيق في مرحلة الماجستير؛ ليمتلك بذلك أدوات البحث كاملة، ويتمكّن من النوعين معًا بدلًا من الاقتصار على أحدهما.

2- أهمية التراث العربي الزاخر، ورغبتي في المشاركة في إخراج كنزٍ من كنوزه الدفينة.

3- الاهتمام الذي حظيبه تفسير البيضاوي عند العلماء قديمًا وحديثًا.

4- ما امتازت به الحاشية من قيمة علمية.

5- فضل صاحب المتن وصاحب الحاشية بين العلماء.

6- الفائدة العلمية والملكة الأدبية التي تكمن في تحقيق تراث الأولين.

7- المشاركة مع كثير من زملائي في قسم علوم القرآن والحديث بتحقيق هذه الحاشية.

الصعوبات التي واجهت البحث:

1- قلة الكتب التي ترجمت للإسفراييني، وقد رجعتإلى ما يزيد عن أربعين كتابًا من الكتب التي تُعنى بالتراجم ما بين مخطوط ومطبوع، فلم أجد ذِكرًا له إلا في قليلٍ منها، مع عدم توفر دراسة سابقة عنه بين يدي الباحثة.

2- قلة الكتب التي ذكرت تاريخ اسفرايين وخراسان في القرن العاشر الهجري، فأكثر ما كان موجودًا باللغة الفارسية، وما ترجم منها قليل بل أقلُّ من قليل.

3- صعوبة عبارة الإسفراييني في مواضع كثيرة.

4- العناء والمشقة في ظل غمار الملمات التي يتعرض لها بلدنا في هذه الفترة التي أُعدَّت فيها الرسالة من تتابع انقطاع التيار الكهربائي، إلى صعوبة المواصلات، وغير ذلك.

منهج البحث:

أولًا: في قسم الدراسة:

1- اتبعت المنهج الوصفي التاريخي في دراسة عصر المؤلف، والمنهج الوصفي التحليلي في دراسة منهج المؤلف.

2- ذكر بعض الأمثلة تحت كل عنوان في منهج المؤلف، بحيث لا تزيد عن ستة إلا في تفرُّداته، ومن ثم الإحالة في بعض العناوين إلى أمثلة أخرى للاستزادة.

3- استغنيت بشرح الأمثلة في قسم التحقيق عن شرحها في قسم الدراسة خشية الإطالة.

4- الإحالة في الأمثلة التي ذكرتها في منهج المؤلف إلى القسم المحقق وليس إلى المخطوط إلا في موضع واحد أحلت إلى المخطوط؛ لأنَّ أكثر الأمثلة لا تتضح إلا بالمقارنة مع متن البيضاوي، ومع الحواشي على متن الإسفراييني.

5- الأمثلة التي تمّ ذكرها على سبيل التمثيل لا الشمول.

ثانيًا: في قسم التحقيق:

خدمة النص وضبطه:

1- كتابة نص المخطوط وفقًا للرسم الإملائي الحديث، وذلك بالاعتماد على نسخة المجلس الوطني، ومقابلة النسخ الأخرى عليه، متبعةً في ذلك مبدأ التلفيق بين النسخ - لعدم وجود مرجِّح لأحدها باتخاذها أصلًا - بترجيح الأصح من النسخ في المتن، وإثبات الفوارق بينها في الحاشية، سواءٌ كان الاختلاف بالزيادة والنقصان، أو بالتصحيف والتحريف، أو بترجيح الأصحِّ في المتن مع إثبات الصحيح في الحاشية، واعتمدت ما قاله ابن حجر في التفريق بين التصحيف والتحريف، وقوله: "إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق؛ فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحَّف، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرف"[1].

وبما أنَّ الفوارق بين النسخ قد تعبِّر عن ثقافة عصر المؤلف، ومراعاةً للدقة والأمانة العلمية فقد أثبت جميع الفوارق بين النسخ وإن لم يكن فيها فائدة ظاهرة.

2- إثبات كلام البيضاوي في المتن، وما يتعلق به من كلام العصام في الشرح مع وضع خط فاصل بينهما. ووضع الآيات في أول الصفحة وهي ليست من نص البيضاوي أو الإسفراييني، لكنَّها تساعد في إيضاح المتن والحاشية.

3- جعلُ كلام البيضاوي المندرج في الحاشية بخطٍ غامق؛ للتفريق بينه وبين كلام العصام.

4- تشكيل الأحاديث والأشعار وكل ما يُشكل معناه، ووضع علامات الترقيم المناسبة، وإكمال ما نقص من النص، أو ما لا تستقيم العبارة إلا به، ووضعه بين معقوفتين.

5- إثبات الفوارق بين نقل الإسفراييني عن تفسير البيضاوي، وبين نسخة البيضاوي التي اعتمدتها، وهي نسخة دار صادر المطبوعة مع حاشية الشهاب.

6- إثبات بعض هوامش المخطوط التي لها قيمة علمية في التعليقات.

7- الإشارة إلى انتهاء ورقة مخطوط المجلس الوطني بوضع رقم الورقة ولوحتها بين معقوفتين [] ضمن النص.

منهج التعليق على المتن:

أولًا: الآيات القرآنية:

1- عزو الآيات القرآنية في المتن بإثباتها مضبوطة كما وردت في المصحف العثماني ووضعها بين قوسين مزهرين، مع ذكر اسم السورة ورقم الآية بين معقوفتين إن لم تكن من سورة النساء.

2- توثيق القراءات القرآنية بالاستعانة بكتب القراءات وكتب التفسير.

ثانيًا: الأحاديث:

1- وضع الأحاديث بين الأقواس الخاصة بها، وتخريجها من الصحيحين فقط إن وجدت فيهما، وإلا فمن باقي الكتب الستة حيث وجدت فيها، وإلا فمن مظانِّ وجودها من كتب السنن والمصنفات والمسانيد.

2- تخريج الحديث بذكر اسم الكتاب والباب والرقم إن كان في الكتب المصنَّفة على الأبواب، وإلا فبذكر الجزء والصفحةوالرقم.

ثالثًا: أقوال الصحابة والتابعين:

تخريجها من كتب السنن والمصنفات والمسانيد إن وجدت فيها، وإلا فمن كتب التفسير التي نقلت أقوالهم.

رابعًا: المسائل المشار إليها في الحاشية:

1- توثيق الأقوال المنقولة عن أهل التفسير، مع التوسع في ذكر أقوال المفسرين عند الحاجة أو الفائدة.

2- توثيق الأقوال الفقهية والأصولية من مظانها.

3- توثيق المسائل اللغوية والنحوية والصرفية من مظانها.

4- توثيق المسائل الكلامية من مظانها.

5- الشرح والتعليق على المسائل عند الحاجة والفائدة.

خامسًا: الشعر والأمثال:

1- عزو الأبيات الشعرية إلى دواوين قائليها إن وجدت، وإلا فإلى الكتب التي تُعنى بالشواهد وشرحها.

2- تخريج الأمثال من كتب الأمثال.

سادسًا: التعريفات:

1- التعريف بالأعلام الواردة في المخطوط، وذلك عند ورودها لأول مرة، مع عدم ترجمة الأعلام الذين ورد ذكرهم في التعليقات أو في قسم الدراسة.

2- التعريف بالكتب؛ بذكر اسمها كاملًا، واسم مؤلفها، وبيان موضوع الكتاب، وهل هو مخطوط أو مطبوع.

3- التعريف بالمصطلحات والأماكن والبلدان والفرق غير المشهورة.

سابعًا: شرح المفردات الغريبة؛ سواء كانت لغوية أو بلاغية أو عقدية أو فقهية أو علمية.

ثامنًا: التوثيق:

1- ذكر مصدر المعلومات التي نقلها المؤلف عن غيره، سواء صرّح بذلك أم لا، وتتبعها قدر الاستطاعة من الكتب المطبوعة أو المخطوطة. وإن لم أستطع - لعدم توفر هذه المصادر أو معرفتها - فأكتفي ببيان المصادر العامة التي ورد فيها ذكر هذه المسألة.

2- ذكر البيانات عن المصدر كاملةً عند ورودها لأول مرة؛ بذكر اسم الكتاب ثم اسم المؤلف، ثم بقية المعلومات، وعند ورود المصدر مرة أخرى اكتفيت بذكر اسم الكتاب فقط تجنبًا للإطالة، ومع ذكر اسم المؤلف في الكتب غير المشهورة.

3- ترتيب المصادر في الحاشية بحسب الأقدم وفاةً.

4- إذا نقلت من المصدر حرفيًا أو بتغيير كلمة أو كلمتين أثبت المصدر مباشرة في الحاشية، وقد أضع الكلام بين أقواس عند النقل الحرفي خشية اللبس، وإن كان النقل بتصرف أو كانت المعلومة موجودة في كتب أخرى ذكرتها للاستزادة وضعت (انظر).

5- عند توثيق المصادر التي أخذ عنها الإسفراييني؛ إذا كان نقله حرفيًا وضعت اسم المصدر مباشرة، وإذا كان بتصرف وضعت (انظر) قبل اسم المصدر للإشارة إلى أنه تصرّف بالعبارة.

ثالثًا: في الفهارس:

1- فهرس الآيات القرآنية: رتَّبت الآيات وفق ورودها في القرآن الكريم، واكتفيت بذكر الآيات التي استشهد بها الإسفراييني في حاشيته دون الآيات من سورة النساء التي فسَّرها البيضاوي وحشَّى عليها الإسفراييني؛ تجنُّبًا للإطالة، ولذكرها في فهرس الموضوعات.

2- رتَّبت الفهارس الأخرى وفق الترتيب الألفبائي إلا فهرس الأشعار وفهرس الموضوعات.

3- فهرس الأحاديث والآثار: وضعت الأحاديث والآثار التي استدل بها الإسفرايينيفي بابٍ واحدٍ؛ لقلتها، ورتّبتها بإسقاط أل التعريف.

4- فهرس الأشعار: ذكرت فيه الأبيات التي استشهد بها الإسفراييني، أو شرحها من تفسير البيضاوي، ورتَّبتها حسب القافية.

5- فهرس الأعلام المترجم لهم: رتَّبت فيه الأعلام التي ترجمت لها في الحاشية بإسقاط ابن وأبو وأل التعريف، وإذا كان العلم مشهورًا بلقبٍ ذكرته به، وإلا باسمه.

6- فهرس المصطلحات: وضعت فيه المصطلحات التي ذكرها الإسفراييني في حاشيته وعرّفتها، سواءٌكانت نحوية أو بلاغية أو أصولية أو فقهية أو منطقية.

7- فهرس المفردات: وضعت فيه المفردات الغريبة التي شرحتها أو عرَّفتها.

8- فهرس المسائل النحوية: وضعت فيه المسائل التي ذكرها الإسفراييني وشرحها أثناء تحشيته، أو ذَكَرَها وشرحتها.

9- فهرس المصادر والمراجع: رتَّبتها وفق الترتيب الألفبائي لاسم الكتاب سواء كانت مخطوطة أو مطبوعة.

خطة البحث:

قسَّمت هذه الرسالة إلى مقدمة وتمهيدوقسمين وخاتمة وفهارس على النحو الآتي:

أولًا: المقدمة:

وتشتمل على أهمية البحث وسبب اختياره، والدراسات السابقة، والصعوبات، ومنهج البحث، وخطة البحث.

ثانيًا: التمهيد: التعريف بمحددات البحث.

ثالثًا: قسم الدراسة:

ويشتمل على أربعة مباحث:

المبحث الأول: الدراسة العامة لعصر المؤلف، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الحالة السياسية.

المطلب الثاني: الحالة الفكرية.

المبحث الثاني: ترجمة الإسفراييني، وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: اسمه ونسبه ولقبه ومذهبه.

المطلب الثاني: مولده ونشأته ووفاته.

المطلب الثالث: مدينة اسفرايين التي ينتمي إليها، والنسبة إليها.

المطلب الرابع: مؤلفاته.

المطلب الخامس: عناية من جاء من بعده بمؤلفاته.

المبحث الثالث: التعريف بالمتن وصاحبه، وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: ترجمة البيضاوي.

المطلب الثاني: التعريف بتفسير البيضاوي.

المطلب الثالث: منهج البيضاوي في تفسيره.

المطلب الرابع: الاهتمام الذي حظي به تفسير البيضاوي:

المطلب الخامس: الحواشي على تفسير البيضاوي.

المبحث الرابع: منهج العصام الإسفراييني في حاشيته، وفيه أحد عشر مطلبًا:

المطلب الأول: ما أورده في المقدمة.

المطلب الثاني: منهجه في التعليق على البيضاوي.

المطلب الثالث: شواهده.

المطلب الرابع: العلوم التي ظهرت في حاشيته.

المطلب الخامس: المقارنة بين الزمخشري والبيضاوي.

المطلب السادس: مخالفته للبيضاوي.

المطلب السابع: المسائل التي انفرد بها.

المطلب الثامن: منهجه في النقل.

المطلب التاسع: أسلوبه.

المطلب العاشر: مصادره.

المطلب الحادي عشر: الانتقادات التي وجِّهت للإسفراييني في حاشيته (الشهاب والآلوسي نموذجًا)

الخاتمة

في نهاية هذا البحث الذي أسأل الله عزَّ وجل أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وبعد هذه الرحلة الماتعة مع التحقيق في هذه الحاشية التي أثرت الباحثة بعلومٍ نافعة ومعلوماتٍ واسعة في فنونٍ شتى أُسَطِّر أهم النتائج التي توصلت إليها وهي:

1- حاجة المكتبة الإسلامية إلى ترجمة كثير من المصادر الفارسية التي عُنيت بتاريخ خراسان وبتراجم علمائها، وخاصةً في القرون المتأخرة.

2- كانت السمة الأساسية للمؤلفات في القرن التاسع والعاشر والحادي عشر وضع الحواشي والشروح، وهذا لا يُعَدُّ انحسارًا أو تأخُّرًا في العلم، وإنّما هو مرحلة من المراحل التي تدَّرجت فيها العلوم.

3- من خلال مؤلفات الإسفرايينيي ظهر أنه نحويٌ، ثم أصوليٌ، ثم عقديٌ ومنطقيٌ، أمّا اهتمامه بالتفسير وعلوم القرآن فلم يُذكر له إلا حاشيته على تفسير البيضاوي.

4- لم يُحَشِّ الإسفراييني على تفسير البيضاوي كاملًا، وإنما اقتصر على أجزاءٍ منه؛ من أول الكتاب إلى نهاية سورة الأنعام، ومن أول جزء عم إلى نهاية سورة الناس.

5- غَلَبَ على الإسفراييني - في أكثر من ثلثي حاشيته - النقل عن غيره من العلماء، وذلك في أحد مئتي موضعًا، بَيْدَ أنّ هذا لا يعني عدم كونه ناقدًا وحاكمًا على هذه الأقوال في كثير من المواطن.

6- ظهرت شخصية صاحب الحاشية في الموازنة بين الأقوال، والترجيح والاختيار، والتفرُّد بأقوالٍ جديدة.

7- أخذت المقارنة بين الزمخشري والبيضاوي والترجيح بينهما قدرًا جيدًا من موضوعات هذه الحاشية.