شرح شواهد قطر الندى لصادق الفحام (ت 1205 هـ) دراسة وتحقيق

ملخص الرسالة

شرح شواهد قطر الندى

للمؤلف صادق الفحام ت 1205 هـ

دراسة وتحقيق

المقدمة:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وبعد:

فتعد المخطوطات العربية أقدم تراث إنساني مازال موجودًا حتى العصر الحاضر، وهذا التراث الضخم هو الذي آل الينا من أسلافنا صانعي الثقافة الإسلامية العربية، وتراث كل أمة هو رصيدها الباقي وذخيرتها ومدخراتها المعبرة عن مدى ما كانت عليه من تقدم في كل مجالات الحضارة والثقافة، وما من تقدم للأمة إلاّ بإحياء التراث وبعثه لأنّه هو الأصل في بناء الحاضر مع إضافات العصر، أي أن كل جيل من الناس في ذمته أو في عنقه أمانة عظيمة بالنسبة للأجيال التي سبقته وهذه الأمانة هي أن يقوم هذا الجيل بنقل ما ورثه من تراث أدبي وعلمي عن تلك الأجيال، وذلك عن طريق تحقيق التراث وإخراجه في صورة يمكن الافادة منه، ومن هذا المنطلق بدأت أواصر الترابط والتجاذب بيني وبين التراث العربي العريق، منذ كنت طالبًا في الدراسة الجامعية - الأولية - ثم قوي هذا الاتجاه في نفسي حين قُدر لي أن ألتحق بقسم الدراسات العليا، فدرستُ التحقيق على أصوله وتعلّمته على يد الأستاذ الدكتور حاكم مالك الزيادي، فازددتُ تمسكًا بتحقيق كتاب يكون إضافة مثريةً للمكتبة العربية، فبدأت أبحثُ وأفتشُ في المكتبات التي يمكن أن أصل اليها حتى وقع نظري واستقر قراري على هذا الكتاب الذي ألفه السيد صادق الفحام المسمى ( بشرح شواهد قطر الندى ) الذي لم يحقق، هذا ما شدّني للقيام بتحقيقه، وقد استدعت طبيعة البحث أن تتم هذه الرسالة على قسمين: قسم للدراسة وآخر للتحقيق تقع الدراسة في فصلين، تناولت في الفصل الأول: حياة السيد صادق الفحام، اسمه ونسبه وكنيته ولقبه ثم مولده ونشأته، وذكر أسرته وأولاده بعد ذلك أخلاقه وأساتذته وتلامذته، ثم بعد ذلك عرجت على ثقافته ثم نشاطه ومنزلته العلمية وأقوال العلماء فيه ثم أشعاره وآثاره ومؤلفاته، وأخيرًا وفاته رحمه الله.

وكان الفصل الثاني: تعريفًا بـ ( كتاب شرح قطر الندى وبلّ الصدى ) لابن هشام، والشروح التي عليه، ثم منزلة قطر الندى وبلّ الصدى بين العلماء فتأثر السيد صادق الفحام بابن هشام الانصاري، ثم وصف الكتاب وصفًا موجزًا عنوانًا وتوثيق نسبته للسيد صادق الفحام، ثم زمن تأليفه ومحتواه، بعد ذلك عرجت على أسلوب الكتاب ومنهجه والمآخذ عليه ثم بيان المخطوطات التي اعتمدت عليها في التحقيق، وكان في وصفين: الأول: وصف عام لجميع النسخ والثاني: وصف خاص لكل نسخة، ثم المنهج الذي استخدمته في التحقيق، كالجمع وترتيب النسخ وغيرها من الأمور.

لم يكن كتاب ( شرح شواهد قطر الندى ) يعتمد موضوعًا واحدًا فيرجع الباحث إلى مصادره أو متعلقاتها، بل يشتمل على معارف شتى، ولكل معرفة مصادرها التي ينبغي الرجوع اليها، وعلى الرغم من كثرة البحث والتفتيش عن المصادر المتنوعة التي من الصعوبة الحصول عليها، فقد تحقق للبحث أهدافه برعاية الله وأهل العلم، وقد اعتمدت فيما يخصُّ التراجم على الكتب الآتية: طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي، والشعر والشعراء لابن قتيبة، ومراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي، وطبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي، ومعجم الشعراء للمرزباني، وخزانة الأدب للبغدادي، ومعجم الشعراء في لسان العرب، لياسين الأيوبي، وغيرها... أمّا من حيث اللغة فقد اعتمدت على كتاب تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري والقاموس المحيط للفيروز آبادي، ولسان العرب لابن منظور، أما كتب النحو فقد اعتمدت على أمهات الكتب وهي: كتاب سيبويه، والمقتضب للمبرد، والأصول لابن السراج، والجمل للزجاجي والخصائص لابن جني وغيرها.

ولا يسعني أخيرًا إلاّ أن أقدم شكري وامتناني لكل من أعانني بكتاب أو أفادني بتوجيه وعلى الأخص الأستاذ الدكتور عبد الإله علي جويعد المشرف على رسالتي، حيث لم يأل جهدًا في متابعة الرسالة فصولها ومباحثها، وخاصّةً في النص المحقق، أنا له على ذلك مدين، وأتقدم بخالص امتناني إلى لجنة المناقشة على ما بذلوه من وقتهم الثمين في مراجعة الرسالة، وعلى ما تحملوهُ من مشاق السفر، وعلى ما أنتظره من توجيهاتهم الصائبة من خلال المناقشة، وختامًا حسبي أنني بذلت ما في وسعي لإخراج هذه الرسالة بشكل آمل أن ينال الرضا، واللهَ أسألُ أن يجعل في عملي هذا خدمةً للعلم وللغة القرآن وهو حسبي ونعمَ الوكيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

الخاتمة:

ليس من شك أن البحث كان طويلًا، والدراسة كانت شاقة، لمَا عرفته من موضوع الرسالة الموسومة بـ ( شرح شواهد قطر الندى ) لما تحتويه من مادةٍ علميةٍ ومفرداتٍ لغويةٍ تعبر عن مدى نبوغ السيد صادق الفحام منذ نعومة أظافره في الدرس والتأليف حتى استوفى هذا العدد الكبير من تأليفه، فلدى النظر في مؤلفاته المتنوعة تبين أنه كان شخصية موسوعية صنّف في الأصول والفقه والنحو والشعر وغيرها، وكان للسيد صادق الفحام الأثر الكبير في انتشار الحركة الفكرية في النجف التي أصبحت في زمنه قبلةً للعلم والعلماء، في العالم الإسلامي، بعد هذه النتيجة خلصتُ إلى نتيجة أخرى هي توصلي إلى كثير من التوثيقات سواء أكانت في نسبة البيت أم في قائله بالاعتماد على الكتب التي ذكرتها. ومن خلال الدراسة تمَّ لي الكشف عن المؤلفين الذين ألفوا في موضوع شرح شواهد قطر الندى سواء قبل السيد الفحام أو بعده، الذين حذوا حذوه في المنهج. هذا ما خلصت إليه من نتائج البحث عرضتها بإيجاز، أرجو أن أكون قد وفقت الى الصواب بفضل من الله وحده ومنة من العلماء الأعلام الذين عبدوا طريق المعرفة وسهلوا مقاصدها بعلمهم وعملهم، وبهم اقتديت، والحمد لله رب العالمين.

تم كتاب شرح شواهد قطر الندى، تأليف السيد صادق الفحام، أبو النجا، صادق بن علي بن الحسين الأعرجي رحمه الله المتوفى سنة 1205هـ - 1784 م.

تمَّ بحمد الله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا، والحمد لله رب العالمين.

فهرس المحتويات