خواص القرآن الكريم - دراسة نظرية تطبيقية

ملخص الرسالة

خواص القرآن الكريم دراسة نظرية تطبيقية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فالمقصود بخواص القرآن الكريم تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

فقد يحصل لبعض الناس بقراءة القرآن الكريم، أو كتابة سورة، أو آيات معينة خاصية يكرمه الله بها؛ نظرًا لما أثبته الله تعالى لها من الأثر وببركة صدق العبد، وإخلاصه ويقينه، وحسن توكله على الله، وينتج عن تلك القراءة أو الكتابة فرج، أو شفاء أو حفظ لشيء، أو حل عسير ونحو ذلك. ومما يستشهده به هنا ما حصل لأبي هريرة رضي الله عنه في قصة الصدقة: أن النبي قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه صدقك وهو كذوب (الحديث أخرجه البخاري)

وقصة الذي رقى الرجل اللديغ بسورة الفاتحة، فقام وكأنه لم يصب قط، وهي صحيحة مشهورة، عند البخاري وغيره.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي (الحديث أخرجه البخاري ومسلم).

وقد يلتبس على بعضهم مصطلح خواص القرآن الكريم بخصائصه، وبينهما من الفرق مالا يخفي.

فخصائص القرآن هي كل ما يميز القرآن الكريم من كل وجه عن الحديث النبوي، والحديث القدسي، وسائر الكتب المنزلة فضلًا عن سائر كلام البشر.

فمن خصائص القرآن مثلًا: أسلوبه، والأخبار الغيبية، ورسمه، والتعبد بتلاوته، وأنه آخر الكتب المنزلة، ونزوله منجمًا، ونزوله على سبعة أحرف، وهيمنته على الكتب السابقة، وتيسير حفظه وتلاوته، إلى غير ذلك من الخصائص المعروفة.

أما في الخواص فنحن نبحث عن تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع ودفع المضار أو رفعها.

وتظهر أهمية هذا الموضوع من حيث تعلقه بالقرآن الكريم، وهذا يكسبه شرفًا وفضلًا على العلوم التي لا تتعلق بالقرآن الكريم.

ومن جهة أخرى يعتبر الحديث عن خواص القرآن الكريم من أعظم الحوافز والدوافع التي تدفع بالمسلم للإقبال على القرآن الكريم بالتلاوة والحفظ، والتدبر والعمل به، وهذا من أعظم مقاصد إنزال القرآن الكريم؛ ولاشك أن ما سبق يكسب علم خواص القرآن الكريم مزية وأهمية من بين علوم القرآن الأخرى.

ويمكن تلخيص أهم مزايا هذا البحث في الآتي:

1- أن هذه الدراسة تهتم بالجانب النظري لعلم خواص القرآن الكريم وهذا ما لم يتناوله أحد بالدراسة.

2- وفي الجانب التطبيقي اهتمت هذه الدراسة بالصحيح من المرفوع والموقوف، مع الإشارة إلى بعض الدخيل من الضعيف والموضوع، والتجارب المخالفة للشرع.

3- أن هذا البحث يُعني بدراسة كتب خواص القرآن الكريم، والتعريف بها، وبيان مناهج العلماء في تصنيفها، وبيان المخطوط منها.

4- أن بعض الكتب المؤلفة في خواص القرآن الكريم كما عند البوني واليافعي اشتملت على أمور باطلة، وأحاديث موضوعة، وهذه الدراسة سوف تقوم بنقدها وضبطها على ضوء الكتاب والسنة.

5- أن هذه الدراسة تركز على نفي الدخيل في هذا الموضوع والتحذير منه، وذلك بوضع الضوابط والآداب الشرعية التي تعد حاجزًا حصينًا عن الوقوع في المحاذير المتعلقة بهذا الموضوع.

6- تتميز هذه الدراسة بالشمولية في طرح هذا الموضوع، ولا تقتصر على جزئية معينة، كما فعل البوني في خواص البسملة، وابن عبد الهادي في خواص الفاتحة.

وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وشفاء صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزودنا به علمًا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

Abstract

All praise to Allah and peace and pray upon our Prophet

The meaning of the Holy Quran characteristics is the influence of the Holy Quran and some of its chapters in bringing the benefits and healing the damages or eliminates the same.

Some people my obtain something by reading some chapters of he Holy Quran or reading one chapter or certain chapter that Almighty Allah gives the blessing to him for the same. Due to what Almighty Allah proves from this affect and the blessing of man sincerity، trustiness and belief، and his good will and reliance on Almighty Allah by such reading and writing certain healing or memorization of certain chapters and versus could be happened، as well as solving certain problem s، what could be evidenced from this is what happened to Abu Horiira to the charity story، Prophet said، " Oh if you come to your bed، you read، Al Kursi Verses، you will be kept by Almighty Allah، no devil shall approach till you wake up، the prophet said، if he believes you، he is a liar "، ( the Prophet Saying was narrated by Al Bokhri.

The story of the man who read the Opening chapter of the Holy Quran on a man was bitten by a scorpion، by which he got recovered، the story is correct narrated Al Bukari et al.

Aiysha said، the Prophet ( peace be upon ) when someone got sick He read Al Ma'othateen when the prophet got his last sick، I make him rub out by His hand، as it is more glorious than mine the Prophet saying narrated by Al Bukhari and Muslim)

Some people my got confusion about the terms of the features of the Holy Quran with characteristics، there is well known discrepancy.

The Holy Quran characteristics that distinguish the Holy Quran at all aspects from the Prophet tradition، the divine saying and all heaven books rather to the human being language.

One of the Quran characteristics for instance، is its technique، the inherent news، its illustration and worship of its recitation، it is the last heaven book، its narration is excepted، on seven characters، its predominance on the previous book، the ease recitation and narration in addition to the obvious characteristics.

For the features، we have to look for the effect of the Holy Quran and some of its chapters and verses in attracting the benefits heal and eliminate the damages.

The importance of this subject appear from its conjunction with the Holy Quran، this acquires honor and favorite to the sciences that don’t correlate with the Holy Quran

From the other hand، talking about the characteristics of the Holy Quran is considered one the greatest incentives and motives that urge Muslim to the Holy Quran with the recitation، memorization، reflection and adherence to، this is one of the greatest purposes of the appearance of the Holy Quran، it is no doubt add to the Holy Quran characteristics، sciences features and importance among the other Quranic sciences:

The advantages of this research could be summarized to the following:

1- The study takes care of the theoretical side of the Holy Quran features the same that are never handled by any one with the study.

2- At the Applied side، this study takes care of the correct of the submitted and revealed with reference to some added from the weakness، subject and the experiments violating the legalization.

3- This research takes of study some Holy Quran characteristics، identifying the same، demonstrating the scholars curriculum in their classifications and showing those scripted of the same.

4- Some of the scripted books in the Holy Quran as the case with Al Boni and Al Yafee includes null matters and objective sayings، this study is based to refute and control the same in light of Holy Quran and Sunnah

5- This study is based on refuting the exotic things at this subject and warns from the by setting our legal ethics and restrictions that are deemed invincible to fall in the prohibited things related to this subject.

6- The study is distinguished with comprehension in demonstrating the subject matter and donot limit on certain part، as Al Boni did in the characteristics of the opening of the Holy Verses ( Al Basmallah ) Bin Hadi at the characteristics of the Opening of the Holy Quran.

Finally، I pray to Almighty to make the Holy Quran the light of our hearts، healing of our bests، the desertion of our upset thing and anxieties and make us aware of what is benefiting us and to increase more knowledge.

Our last pray that all praise to Almighty Allah and our prophet Muhammed

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

فإن الغاية التي من أجلها أنزل القرآن الكريم، وأمر الناس باتباعه والإيمان به، هي الاهتداء بهديه، والالتزام بتعاليمه وآدابه، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

وقال تعالى عن هذا القرآن أيضًا: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 16]    فكان الواجب علينا الإيمان به، والعمل بما فيه، والعناية بتلاوته، وتفهم معانيه على الوجه الأكمل الذي يرضي الله عز وجل.

وتحقيقًا لهذه الغاية اجتهد العلماء قديمًا وحديثًا في تدبُّر كتاب الله، والعمل بتفسيره، والتفكُّر في مدلولاته، والوقوف على هدايته، فكثرت مؤلفاتهم وتنوعت على حسب القدرة والطاقة في جميع علومه وفنونه، فألف في تفسيره ومعانيه، وناسخه ومنسوخه، وأسباب نزوله... وغيرها من العلوم المتصلة به.

ومن علوم القرآن التي لها ارتباط وثيق بتدبُّر القرآن والعمل به علم خواص القرآن الكريم، وهو من العلوم التي بحاجة إلى تأصيل وتفصيل، وإلى دراسة عميقة وشاملة؛ لذا وقع عليه اختياري ليكون مجال دراستي في رسالة الدكتواره تحت عنوان:

خواص القرآن الكريم، دراسة نظرية تطبيقية

والمقصود بخواص القرآن الكريم تأثير القرآن الكريم، أو بعض سورة وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

فقد يحصل للبعض بقراءة أو كتابة سورة، أو آيات معينة خاصية يكرمه الله بها؛ نظرًا لما أثبته الله تعالى لها من الأثر، وببركة صدق العبد، وإخلاصه ويقينه، وحُسن توكله على الله، وينتج عن تلك القراءة أو الكتابة فرج، أو شفاء، أو حفظ لشيء، أو حل عسير ونحو ذلك. ومما يستشهد به هنا ما حصل لأبي هريرة رضي الله عنه في قصة الصدقة: أن الجنيّ قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تُصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنه صدقك وهو كذوب"؛ (الحديث أخرجه البخاري).

وقصة الذي رقى الرجل اللديغ بسورة الفاتحة، فقام وكأنه لم يصب قط، وهي صحيحة مشهورة، عند البخاري وغيره.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نَفثَ عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جَعَلْتُ أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي. (الحديث أخرجه البخاري ومسلم).

وقد يلتبس على البعض مصطلح خواص القرآن الكريم بخصائصه، وبينهما من الفَرق ما لا يخفى.

فخصائص القرآن هي كل ما يميّز القرآن الكريم من كل وجه عن الحديث النبوي، والحديث القدسي، وسائر الكتب المنزلة فضلًا عن سائر كلام البشر.

فمن خصائص القرآن مثلًا: أسلوبه، والأخبار الغيبية، ورسمه، والتعبد بتلاوته، وأنه آخر الكتب المنزلة، ونزوله منجمًا، ونزوله على سبعة أحرف، وهيمنته على الكتب السابقة، وتيسير حفظه وتلاوته، إلى غير ذلك من الخصائص المعروفة.

أما في الخواص فنحن نبحث عن تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع ودفع المضار أو رفعها.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

أولًا: تظهر أهمية هذا الموضوع من حيث تعلقه بالقرآن الكريم، وهذا يكسبه شرفًا وفضلًا على العلوم التي لا تتعلق بالقرآن الكريم.

ومن جهة أخرى يعتبر الحديث عن خواص القرآن الكريم من أعظم الحوافز والدوافع التي تدفع بالمسلم للإقبال على القرآن الكريم بالتلاوة والحفظ، والتدبر والعمل به، وهذا من أعظم مقاصد إنزال القرآن الكريم؛ ولا شك أن ما سبق يكسب علم خواص القرآن الكريم مزية وأهمية من بين علوم القرآن الأخرى.

ثانيًا: أن علم خواص القرآن الكريم له أصل في الشرع من الكتاب والسنة، فقد دلَّت أكثر من آية على أن القرآن الكريم يُستشفى به، وتُدفع به الأمراض والآفات، ويُستعاذ به مما يُخشى شرُّه وضرره، قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾ [فصلت: 44]

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه رقى رجلًا ملدوغًا بفاتحة الكتاب: "ما يدريك أنها رقية". (الحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).

ثالثًا: أن علم خواص القرآن الكريم نوع مستقل من أنواع علوم القرآن الكريم، تناوله العلماء في كتب علوم القرآن، وأفردوه بنوع خاص، فقد أفرده الزركشي في البرهان 2/62 (النوع السابع والعشرون - معرفة خواصه)، والسيوطي في الإتقان 2/1153 (النوع الخامس والسبعون - في خواص القرآن). وهذا يدل على اهتمامهم وعنايتهم به.

رابعًا: أن التأليف في خواص القرآن الكريم شَابَهُ كثير من البدع والخرافات، مما حدا بالبعض إلى النفرة والتحذير منه، وهذا يؤكد الحاجة إلى ضبط الموضوع والعناية به، خاصة فيما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة والتابعين.

خامسًا: ومما يؤكد هذه الحاجة أن النفوس بما جبلها الله عليه من ضعف، ورغبة ورهبة ومحبة للقرآن الكريم تتعلق بمثل هذا الموضوع، وتعظم هذه الرغبة والتعلق إذا أصيبت بمرض أو مكروه، فيعظم طلبها لهذا الموضوع، وقد تقع في المحذور من غير شعور.

سادسًا: أن علم خواص القرآن يدور بين الناس مشافهة ومكاتبة ولا يخلو ذلك من الوقوع في المخالفات الشرعية بسبب الجهل، أو البُعد عن المنهج السليم.

وما سبق يؤكد الحاجة إلى دراسة هذا الموضوع دراسة نقدية مستقلة، توضِّح معالمه، وتضع له الضوابط والشروط والآداب، وتكشف ما فيه من زيف الأقوال والأحوال وغيرها.

أهداف البحث:

أولًا: التأصيل الشرعي لخواص القرآن الكريم، والحرص على العمل بما ثبت من الكتاب والسنة، وفق الضوابط والآداب الشرعية لهذا العلم، وعدم الوقوع في المحاذير الشرعية أثناء العمل به.

ثانيًا: إعطاء الباحثين صورة واضحة عن المؤلفات في خواص القرآن الكريم ببيانها، وبيان مناهج العلماء فيها، مما يسهل الوصول إليها والإفادة منها.

ثالثًا: حصر الصحيح من الخواص على ترتيب سور القرآن الكريم ودراسته.

رابعًا: التعريف بجهود أهل السنة والجماعة في تنقية خواص القرآن الكريم، مما شَابَهُ من الدخيل والضعيف، وكان سببًا للانحراف في هذا الباب.

الدراسات السابقة:

بعد البحث والتحرِّي، وسؤال أهل الاختصاص، ومراجعة المكتبات، وبعض المراكز العلمية والجامعات، لم أقف على من كتب في هذا الموضوع على وجه الخصوص، في رسالة علمية، أو في كتاب مستقل، يطرق الموضوع بهذه الصورة، وحسب الخطة المرسومة لكتابته، والكتابة في خواص القرآن قديمًا على طريقتين:

الأولى: الكتابة في ثنايا كتب علوم القرآن مثل ما فعله الزركشي والسيوطي وقد تقدم ذكره.

الثانية: الكتابة على وجه مستقل مثل ما فعله أحمد البوني (ت 622هـ) في كتابه خواص البسملة. وعبدالله بن أسعد اليافعي (ت 768هـ) في كتابه الدر النظيم في خواص القرآن العظيم. وابن عبدالهادي (ت 909هـ) في كتابه الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور.

وأكثر كتب خواص القرآن الكريم في الجملة مخطوط.

وبعد اطلاعي على هذه الكتب المطبوعة، وجدتها تقتصر على الجانب التطبيقي في خواص القرآن الكريم، يضاف إلى ذلك أن هذه الكتب اشتملت على الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وبعضها اشتمل على شيء من الخرافات والرموز الباطلة.

وقد اقتصر البوني، وابن عبدالهادي على جزئية معيَّنة من خواص القرآن، فالبوني على خواص البسملة، وابن عبدالهادي على خواص سورة الفاتحة.

وهذه الدراسة - إن شاءالله - سوف تكون أشمل وأوسع في طرح الموضوع.

أما المؤلفات الحديثة في خواص القرآن الكريم فلم أقف على شيء منها.

وقد اطَّلعت على رسالة علمية بعنوان: الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم، للباحث عبدالعزيز بن محمد الحجيلان، وبعد النظر فيها وجدتها مرتبة على خمسة أبواب تتعلق بالأحكام الفقهية للقرآن الكريم، كأحكام التطهُّر لقراءة القرآن الكريم، والأحكام الخاصة بقراءة القرآن الكريم في الصلاة، والأحكام العامة لقراءة القرآن الكريم وكتابته وتعليمه، وسجود التلاوة وأحكامه، والأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم في العقود والحدود والأيمان، وبذلك يتبين أن الرسالة بمنأى عن هذا البحث، ولم أجد حسب اطلاعي دراسة علمية، تأصيلية نظرية، تلم بجوانب الموضوع.

وعليه يمكن تلخيص أهم مزايا الدراسة في الآتي:

1- أن هذه الدراسة تهتم بالجانب النظري لعلم خواص القرآن الكريم وهذا ما لم يتناوله أحد بالدراسة.

2- في الجانب التطبيقي اهتمت هذه الدراسة بالصحيح من المرفوع والموقوف، مع الإشارة إلى بعض الدخيل من الضعيف والموضوع، والتجارب المخالفة للشرع.

3- أن هذا البحث يُعنى بدراسة هذه الكتب وغيرها من كتب خواص القرآن الكريم، والتعريف بها، وبيان مناهج العلماء في تصنيفها، وبيان المخطوط منها.

4- أن هذه الكتب المتقدمة خاصة عند البوني واليافعي اشتملت على أمور باطلة، وأحاديث موضوعة، وهذه الدراسة سوف تقوم بنقدها وضبطها على ضوء الكتاب والسنة.

5- أن هذه الدراسة تركز على نفي الدخيل في هذا الموضوع والتحذير منه، وذلك بوضع الضوابط والآداب الشرعية التي تعد حاجزًا حصينًا عن الوقوع في المحاذير المتعلقة بهذا الموضوع.

6- تتميز هذه الدراسة بالشمولية في طرح هذا الموضوع، ولا تقتصر على جزئية معينة، كما فعل البوني في البسملة، وابن عبدالهادي في الفاتحة.

خطة البحث:

تتكون خطة البحث من مقدمة، وقسمين، وخاتمة، على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهداف البحث، والدراسات السابقة، وخطة البحث، والمنهج المتبع في إنجازه.

القسم الأول: الدراسة النظرية، وفيها بابان:

الباب الأول: خواص القرآن الكريم والمؤلفات فيه، وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول:تعريف خواص القرآن الكريم وأنواعها، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تعريف خواص القرآن الكريم.

المبحث الثاني: الفرق بين الخواص والخصائص.

المبحث الثالث: أنواع خواص القرآن الكريم.

الفصل الثاني:خواص القرآن الكريم في كتب علوم القرآن والحديث، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: خواص القرآن في كتب علوم القرآن.

المبحث الثاني: خواص القرآن في كتب التفسير.

المبحث الثالث: خواص القرآن في كتب الحديث.

الفصل الثالث:خواص القرآن الكريم في كتب مفردة، وفيه تمهيد، وثلاثة مباحث:

تمهيد: نشأة التأليف في خواص القرآن الكريم.

المبحث الأول: أول من ألف في خواص القرآن.

المبحث الثاني: المؤلفات في خواص القرآن.

المبحث الثالث: طرق التأليف في خواص القرآن.

الباب الثاني: الأحكام الشرعية لخواص القرآن الكريم، وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول:حكم العمل بخواص القرآن الكريم، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الأدلة على جوازه.

المبحث الثاني: خواص القرآن الكريم بين التوقيف والاجتهاد.

الفصل الثاني:الضوابط والآداب الشرعية لخواص القرآن الكريم، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: آداب تتعلق بطالب الخواص.

المبحث الثاني: ضوابط تتعلق بالخواص ذاتها.

الفصل الثالث:المحاذير الشرعية عند العمل بخواص القرآن الكريم، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: المحاذير العقدية.

المبحث الثاني: المحاذير التعبدية.

القسم الثاني: الدراسة التطبيقية (مرتبة على سور القرآن الكريم).

وتتناول دراسة السور التي اشتملت على موضوع هذا البحث، وذلك من أول سورة الفاتحة إلى آخر القرآن الكريم، حسب ترتيب المصحف الشريف.

الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث وتوصياته.

الفهارس العامة للبحث:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث النبوية.

• فهرس الآثار.

• فهرس الأبيات الشعرية.

• فهرس الأعلام.

• ثبت المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

منهج البحث:

سأتبع عند كتابة البحث المنهج الوصفي التحليلي وفق المنهج العلمي الآتي:

• كتابة الآيات القرآنية في جميع الرسالة بالرسم العثماني، مع بيان أرقامها، وعزوها إلى سورها.

• تخريج الأحاديث والآثار من مصادرها الأصلية بذكر الجزء والصفحة، ورقم الحديث، والكتاب والباب، وإذا كان الحديث في الصحيحين، أو أحدهما فسأكتفي بالعزو إليهما أو إلى أحدهما، وإذا كان في غيرهما فأعزوه إلى مصادره الأصلية مع ذكر أقوال أهل العلم فيه والحكم عليه.

• ضبط الكلمات المشكلة والغريبة من مصادرها المعتمدة.

• توثيق الأقوال، وعزوها إلى مصادرها الأصلية.

• نسبة الأبيات الشعرية إلى قائليها، وتوثيقها من مصادرها.

• التعريف بالأعلام غير المشهورين.

• التعريف بالفرق، والأماكن والبلدان.

• تزويد الرسالة بالفهارس العلمية المساعدة ليصل القارئ إلى ما يريده.

فيما يتعلق بالدراسة التطبيقية فإنه إذا ثبت أن للسورة أو للآية خاصية فستكون دراستي لها على النحو الآتي:

• ذكر الأحاديث والآثار الصحيحة والضعيفة والموضوعة في خواص السورة أو الآية.

• تخريج تلك الأحاديث والآثار من مصادرها.

• الحكم على تلك الأحاديث والآثار تصحيحًا وتضعيفًا ونقل كلام أهل العلم في ذلك.

• نقل كلام العلماء حول خواص السورة أو الآية.

• دراسة تلك الأقوال والتعليق عليها بما يلزم.

• ذكر نوع خواص السورة أو الآية، وطريقة الاستفادة منها.

وفي الختام أحمد الله تعالى وأشكره على نعمه العظيمة، وأسأله التوفيق والسداد. ثم أتقدم بالشكر الجزيل وعظيم التقدير إلى أستاذي الفاضل فضيلة الشيخ الدكتور/ بدر بن ناصر البدر الذي أشرف على هذه الرسالة، والذي كان له الفضل بعد الله في إخراجها حيث أمدني بتوجيهاته القيمة المفيدة، وإرشاداته السديدة حتى أنهيت رسالتي، فلقد أكرمني بحسن خلقه، ورحابة صدره، وأعطاني من وقته وجهده، وتابعني في البحث من أوله إلى آخره فجزاه الله عني خير الجزاء، وأمد في عمره على طاعة الله.

كما أشكر كل من ساعدني وسعى معي لاستكمال هذا العمل، والله أسأل أن يجزي الجميع عني خير الجزاء.

والشكر موصول إلى فضيلة الشَّيخَيْن المناقشَين حيث تفضَّلا بقراءة الرسالة وإبداء الملاحظات والتوجيهات المفيدة فجزاهما الله عني خير الجزاء.

وأخيرًا أقول إن ما بذلته من جهد في هذه الرسالة إنما هو قدر الوسع، فما كان منه صوابًا فمن الله، وما كان خلافه فأسأل الله أن يغفره لي، والكمال لله وحده، والعصمة لمن عصمه الله، وأسأل الله أن يوفقنا لخدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه، وأن يجعله حجة لنا لا علينا إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تقضى الحاجات، وصلى الله وسلم على رسوله محمد وآله وصحبه، وبعد:

فقد عشت زمنًا مع هذا الموضوع المبارك المتعلق بالقرآن الكريم (خواص القرآن الكريم، دراسة نظرية تطبيقية) وقدمت هذا الجهد المتواضع، وقد منَّ الله - عز وجل - بالانتهاء من هذا البحث، وهذه أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها على النحو الآتي:

• أن المقصود بخواص القرآن الكريم تأثير القرآن الكريم، أو بعض سوره وآياته في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها.

فقد يحصل للبعض بقراءة أو كتابة سورة، أو آيات معينة خاصية يكرمه الله بها؛ نظرًا لما أثبته الله تعالى لها من الأثر، وببركة صدق العبد، وإخلاصه ويقينه، وحسن توكله على الله، وينتج عن تلك القراءة أو الكتابة فرج، أو شفاء، أو حفظ لشيء، أو حل عسير ونحو ذلك.

• وضوح العلاقة والارتباط الوثيق بين خواص القرآن الكريم وفضائله، فخواص القرآن الكريم جزء من فضائله، إلا أن موضوع الخواص القرآنية أخذ شكلًا مستقلًا، فله تعريفه المستقل، ومؤلفاته الخاصة به إما باسم خواص القرآن الكريم، أو أسرار القرآن الكريم ومنافعه ونحو ذلك.

• تناولت كتب علوم القرآن خواص القرآن الكريم ضمن نوع من أنواع علوم القرآن الكريم، كالزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان، أما كتب علوم القرآن المفردة في نوع خاص من أنواع علوم القرآن فقد تعرضت لهذا الموضوع من خلال الحديث عن فضائل السور والآيات القرآنية، وما يلحق بها في الحديث عن آداب التلاوة، والأدعية والأذكار، والتداوي بالقرآن الكريم والاستشفاء به؛ وذلك للارتباط الوثيق بن خواص القرآن الكريم وفضائله - كما تقدم -.

• تناولت كتب التفسير خواص القرآن الكريم في كتب التفسير بالمأثور، وكتب التفسير بالرأي، وذلك في مقدمات التفاسير، أو في ثنايا تفسير السور والآيات القرآنية، أو في مكان الآية أو الآيات في السورة نفسها.

وقد توسع بعض المفسرين في ذكرها ولم يميِّزوا بين الصحيح والضعيف أو الموضوع في هذا الباب، كالثعلبي والواحدي والزمخشري وغيرهم.

• تناولت كتب الحديث خواص القرآن الكريم - في الغالب - تحت كتاب فضائل القرآن، وذُكر تحته جملة من الأحاديث النبوية التي تناولت هذا الموضوع، والبعض الآخر تناوله تحت كتب أخرى مثل: كتاب الصلاة، وكتاب الطب ونحو ذلك.

ويظهر التشابه بين هذه الكتب في سرد الأحاديث النبوية، وذكر السور والآيات القرآنية، مع الاختلاف في الروايات والزيادات، وهذا مما يخدم هذا الموضوع في بيان نوع الخاصية، وكيفيتها، وطريقة الاستفادة منها، وذكر أقوال أهل العلم حول الخواص القرآنية، تبعًا لهذه الزيادات واختلاف الروايات.

• تعددت طرق المؤلفين في تناول موضوع خواص القرآن الكريم، ولم يسيروا في التأليف على طريقة واحدة، فهناك المؤلفات الشمولية التي تحوي جميع السور القرآنية من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، وقد عرضت فيها خواص كل سورة على حدة.

وهناك المؤلفات في خواص سور وآيات معينة، أو في خواص سورة واحدة، مثل سورة الفاتحة، أو سورة يس، أو في خواص آيات معينة مثل: آية الكرسي، أو آخر آيتين من سورة البقرة... وهكذا.

وأقدم الكتب التي وقفت عليها في هذا الموضوع للحكيم الطبيب أبي عبدالله محمد بن أحمد بن سعيد التميمي المتوفى في حدود سنة (390) تقريبًا، واسم كتابه (خواص القرآن الكريم) ويسمى أيضًا: (منافع القرآن) وهو مخطوط وموجود في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية[1].

• التأليف في خواص القرآن الكريم شابه كثير من البدع والخرافات، واعتماد التجارب المحضة، والقصص والأخبار، وبعض الهيئات التي لا تخلو من نظر؛ وذلك من حيث الطريقة والكيفية التي يتم من خلالها الانتفاع بخواص القرآن الكريم؛ مما حدا بالبعض إلى النفرة والتحذير منه، وهذا مما يؤكد الحاجة إلى ضبط الموضوع والعناية به، خاصة فيما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى الصحابة والتابعين.

• خواص القرآن الكريم لها أصل في الكتاب والسنة، فقد دلت آيات على أن القرآن الكريم يستشفى به، وتدفع به الأمراض والآفات، ويستفاد به مما يخشى ضرره وشره، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾ [فصلت: 44].

والأحاديث النبوية في هذا الباب كثيرة معلومة.

• في حكم العمل بخواص القرآن الكريم يرى بعض أهل العلم التقيد والعمل بالكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبعد عن المحدثات خشية الوقوع في البدعة والمحذور الشرعي.

ويرى البعض الآخر أنه لا مانع من العمل بخواص القرآن الكريم، وأن الأصل في هذا الإباحة فلا يقتصر على ما وردت الإشارة إليه من السور والآيات القرآنية، والرقى النبوية، فالقرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين، وفيه نفع للمسلمين ما لم يكن في ذلك محذور من المحاذير الشرعية، وكانت القراءة سليمة، فلا حرج في ذلك العمل.

• أن ما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من السور والآيات القرآنية مقدم - ولا شك - على التجربة، وما لم ينص عليه النبي صلى الله عليه وسلم يجوز أن نأخذ فيه بالتجربة البشرية ما لم يكن هناك مانع أو محذور شرعي.

• يجب على المسلم الناصح لنفسه الحرص على ما ينفعه في أمور دنياه وآخرته، وأن يزن كل ما يعرض له بميزان الشرع، وأن يكون تعلقه بالله - عز وجل - في كل أموره، وليحرص على سلامة دينه، وعلى وجه الخصوص حماية جناب التوحيد من كل شيء يؤثر فيه أو ينقضه، فالوقوع في مثل هذا كثير، خاصة في مثل هذا الموضوع، نسأل الله العافية والسلامة.

• عند العمل بخواص القرآن الكريم، والرغبة في حصول الانتفاع بها على وجه العموم يجب مراعاة الضوابط والآداب الشرعية في ذلك، والحذر التام من الوقوع في المحاذير الشرعية (العقدية، التعبدية).

• أشهر الأحادث الموضوعة في خواص القرآن الكريم حديث أبي بن كعب.

• رضي الله عنه - في خواص سور القرآن الكريم سورة سورة، وهو أكثر الأحاديث الموضوعة في خواص القرآن دورانًا في كتب التفسير والمؤلفات في خواص القرآن الكريم، وعليه مدار أكثر نقد العلماء لمن يورد الموضوعات في هذا الباب.

• أن الاكتفاء بالأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تدل على خاصية هذه السور المباركة فيها غنية وكفاية عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

• وجوب الحذر التام من التجارب التي تشتمل على المحاذير الشرعية (فعلية أو قولية)، أو التي توقع صاحبها - والعياذ بالله - في السحر والشرك بالله - عز وجل - أو الابتداع في الدين ومخالفة السنة.

• يظهر في بعض التجارب الباطلة إلزام الناس ببعض الحالات والأزمان الخاصة، والأعداد المعينة، واستخدام الرموز والحروف المجهولة، التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويزعمون بفعلهم هذا تحقق الخواص القرآنية، ويدلسون على الناس خاصة الجهلة وضعاف النفوس في الاستشهاد بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وزعمهم بأنها حق، والحق منهم براء، فيستغلون الناس ويستنزفون أموالهم - فضلًا عن الوقوع بهم في المحذور الشرعي - والنفس بطبعها خاصة النفس المريضة ضعيفة وتتعلق بأبسط الأمور وأهونها.

فيجب الحذر من الوقوع في مثل هذه الأعمال الباطلة، وتبصير الناس بخطورة الأمر وأثره على الدين والعقيدة، وكشف باطل هؤلاء وظلمهم، وتفنيد قولهم وفعلهم وتحذير الناس منهم.

وفي الختام أحمد الله الذي وفَّقني لإتمام هذا البحث، وأسأله سبحانه أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به، ويكتب به الأجر والمثوبة، ويعفو عن الخطأ والزلل إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات