• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد
علامة باركود

ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟! (3)

د. رفعت سيد أحمد

المصدر: كتاب "الحضارة في مهب الريح"
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/3/2008 ميلادي - 4/3/1429 هجري

الزيارات: 8855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟!

 
 يحضُرُنِي في مجال ما يحدث الآن في العالم، أو على الأقل عالمنا نحن الذي تستبيح فيه أمريكا البشر والجغرافيا والتاريخ انطلاقًا من بغداد. يحضرني ما أورده (نيكوس كازنتراكي) في رائعته الأدبية الخالدة (الإخوة الأعداء) على لسان الراهب الشاب نيكوديم حين وجه الحديث للقس العجوز – بطل الرواية – الأب ياناروس (لقد قلبوا كلمات المسيح فجعلوها "طوبى للقساة بالروح لأن لهم ملكوت الأرض، طوبى للمتكبرين لأنهم يرثون الأرض، طوبى لمن لا يرحمون، طوبى لمن لهم قلب دنس، طوبى لصانعي الحروب").

ترى هل يختلف ما قاله الراهب الشاب حين ننزله على الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها وحكَّامها من اليمين المحافظ المُعادِي لِكُلّ ما هو خير في العالم، والذي يقاتل الجميع هذه الأيام باسم "المسيح"، ومحاربة الإرهاب و"العولمة"؟! هل يختلف الأمر؟! أليست هذه الإدارة الأمريكية التي تعَرْبِدُ في أرجاء المعمورة إدارةً قاسية الروح متكبرة، تعادي الجياع والعطشى؟! أليست إدارة ظالمة لا ترحم، وتمتلك قلبًا دنسًا، وهي فوق هذا جميعه صانعة للحروب!!

هلِ اختلف الأمر؟ ذلك ما نحاول أن نجيب عليه عبر خمسة محاور تتناول أبعاد ما يحدث الآن للعراق وللمنطقة ولمصر، وأيضًا سيناريوهات ما سيحدث مستقبلاً، مرورًا بإشارات مركزة إلى مراكز الشر الأمريكية العلمية والسياسية التي صنعت هذه السياسات، ودفعت في اتجاه تحويلها إلى بلطجة وعدوان، كلّ ذلك عبر خمسة محاور نسير فيها على النحو التالي:

أولاً: ما يُحاك الآن لشعب العراق من قبل الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها الصقور من اليمين المحافظ – المؤيّد والمتعصّب بشكل كامل للكيان الصهيوني – يمثل مقدمة (أو رأس جبل الثلج) للمخطط الأمريكي الجديد في المنطقة، وبإمكاننا أن نقول الآن: إنَّه أيضًا نفس المخطَّط الإسرائيلي لها، فعَلَى الرَّغْمِ مِنِ اخْتِلافِنا مع النّظام العِراقِيّ وتحفُّظنا على قراراته وسياساته خلال الثلاثين عامًا الماضية – وبخاصَّة تِجاه قُوى المُعارضة الشريفة – إلاَّ أنَّ ما يُحاكُ لِلعِراق يَسْتَلْزِمُ التَّنْبِيه إلى أنَّه لا يتم من أجل سواد عيون المعارضة أو الشعب العراقي، أو قيم الديمقراطية التي تزعم الولايات المتَّحدة الدفاع عنها، وأنَّها حارسةٌ لَها على مستوى العالم، ولا يستهدف ما يُسمَّى بِأَسْلِحةِ الدَّمار الشَّامل الَّتِي تزعم أنَّ العراق يمتلكها، فكل ذلك في تقديرنا مجرَّد غطاء إعلامِيّ زائف لأهدافٍ أُخْرَى خبيثة تُريدُها الولايات المتَّحدة، وهي أهداف تنفّذ من خلالها عملية (عولمة للبلطجة) على المستوى العالمي بدءًا من منطقَتِنا العربية، والعراق هي نقطة البدء فيها، إذ المطلوب فرض الأبويَّة الأمريكية القبيحة على العالم، بحيثُ لا يَجوزُ لأيّ قُوَّة استقلاليَّة راغبة في التَّغْيِير والنَّهضة أنْ ترْفَعَ رَأْسَها، وبخاصَّة إذا كانت تحمل هوية إسلامية واضحة، فالإسلام صار قرين "الإرهاب" بالنّسبة لهذه البلطجة المعولمة والجديدة.

ثانيًا: الولايات المتَّحدة في طورها الجديد تريد إعادة تشكيل خريطة المنطقة العربيَّة بِرُمَّتها لتحقيق مصلحتين أساسيَّتين، الأولى: إعادة رسم العالم وهندسته من جديد – انطلاقًا من هذه المنطقة – بما يسمح بالهيمنة الأمريكية عليه، فضلاً عن السيطرة الأمريكية المباشرة على النفط (وبخاصة النفط العراقي الذي يمثل 11 % من احتياطي النفط في العالم)، وبصفة أخصَّ بعد أن بدأ نفط أهل الخليج في النضوب، وأيضًا مع بدء تَمَلْمُلِ السعودية من العداء الأمريكي لها بعد أحداث 11 سبتمبر، والزَّعم بِمُشاركة 16 سعوديًّا في هذه الأحداث، ثُمَّ إصرار الولايات المتَّحدة على إشراك السعودية في الهجوم الجديد على العراق، مع الرفض السعودي والتململ من ذلك.

أمَّا المصلحة الثانية فتتمثَّل في إنقاذ (إسرائيل – شارون) من مأزقها التاريخي في المنطقة، ذلك المأزق الذي كشفته أكثر الانتفاضة الفلسطينيَّة، وهذا الإنقاذ يتمثَّل في فتح جبهة جديدة تستقطب الاهتمام، وأيضًا تقضِي بشكل نِهائِيّ على إحدى القُوى العربيَّة التي مثَّلت – ولا تزال – تهديدًا استراتيجيًّا للكيان الصهيوني في المنطقة، والنظر للعراق هنا يأتي من زاوية العراق الدولة والدور، وليس (العراق النظام)، فالعراق الدولة تُمثّل - وستمثل إن هي بقيت موحدة وقوية – خطرًا على الكيان الصهيوني (لنتذكَّر هنا الـ 29 صاروخًا العراقيَّة الَّتِي أُطْلِقَتْ في بَدْءِ حَرْب الخليج الثانية أيًّا كانت نتائِجُها، فهي مؤشّر مُستَقْبَلِي لطبيعة الدَّوْرِ الَّذي من المُمكن أن تقوم به هذه الدَّولة تجاه الكيان الصهيوني)، وأيضًا العراق الدولة تُمَثّل عمقًا استراتيجيًّا لسوريا إن وقع العُدْوان – وهو حتمًا سيقع – على الأخيرة، خاصَّة مع دخول تسوية موضوع هضبة الجولان إلى النفق المظلم.
ولو علِمنا أنَّ قطاع الصقور في الإدارة الأمريكيَّة – والَّذي سنُشِيرُ إلى عناصره ومراكزه لاحقًا بِالتَّفصيل – تُهَيْمِن على عقليَّته نزعةُ عداء عنصرية ضِدَّ كُلّ ما هو إسلامي، وما هو عربي، وما هو مقاوم، لعلمنا أن حجم ما يحاك لهذه المنطقة من مخططات أمريكية إجرامية بالغ الخطورة.

ثالثًا: إذا كانت هاتان المصلحتان هما هدفا البلطجة الأمريكيَّة الجديدة في المنطقة، فإن تقليم الدور العربي – والمصري في القلب منه – وتحجيمه يعد هدفًا آخر يضاف إلى الأهداف الأمريكية. صحيح أنَّ النّظام في مصر كان – ولا يزال – حليفًا (من الدرجة الثانية) لأمريكا، وصحيح أنَّ قادَتَهُ يؤكّدون أنَّ ما بينهم وبين الولايات المتحدة لا يمكن أن يعكر صفوه قضية ما أو حادثةٌ بِعَيْنِها (مثل حادثة سعد الدين إبراهيم). كل ذلك صحيح؛ لكنه لا يلغى أن ثمة توتّرات قد وقَعَتْ وتَتَنامَى الآن في مجرى العلاقات، وما قضية د. سعد الدين إبراهيم إلا مظهر خارجي لحجم ونوعيَّة هذا التوتّر، والادّعاء بغير ذلك من قبيل إخفاء الرأس في الرمال كالنعامة، وذلك لأنَّ حَجْمَ ما تُرِيدُه الولايات المتَّحدة وتستهدفه من تحجيم وتوظيف للدَّور العربِيّ – والمصْرِيّ بخاصَّة – في إطار (عولمة البلطجة الأمريكية) أكبر من قدرة أي نظام – مهما كان معتدلاً، ومهما كان صديقًا حميمًا لأمريكا – على التحمّل، فالمطلوب هو أن يقوم هذا النظام بدور القتل لنفسه ولأهله، مع تزيين هذا (القتل) بألوان هوليودية زاهية، ونظنّ أنَّ النّظام المصريّ بخاصَّة – مع كلّ مآخذنا عليه – غير قابل لأن يلعب هذا الدور أو أن يتم تحجيمه إلى هذه الدرجة: درجة قتل النفس.

رابعًا: أنَّ العولمة كما حاوَلَتِ المُؤَسَّسة السياسيَّة والثقافية الغربية إجمالاً – والأمريكيَّة بخاصَّة – إِشَاعَتها مُنْذُ بِداية التّسعينيَّات كانَتْ تقدَّم على أنَّها قيم ثقافيَّة وسياسيَّة واقتصاديَّة راقية على النّسق الغَرْبِي، نعم قد تشوبُها أخطاء أو خطايا ولكنها قدمت على شكل سياسات (ناعمة) قبل بدء الحرب العالميَّة الثالثة – إن جاز الوصف – في العراق؛ لكن هذه (العولمة الناعمة) تحوَّلَتِ اليوم إلى عولمة (صلدة) أو (عولمة متعسكرة)، فهي عولمة تقوم على المطرقة فحسب على رأس وحياة وقيم الشعوب الأخرى، وفي مقدمتها الشعوب العربية والإسلامية. والطريف أنَّ هُناك مثلاً أمريكيًّا قديمًا يقول: (إذا كان سلاحك الوحيد مطرقة فكل شيء سيبدو كمسمار)، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ العالَم كله – ونحن في قلبه – يقف عاجزًا أمام أمريكا بعولمتها الجديدة التي تسقط ثمارها الموعودة الآن على بغداد في هيئة قنابل وصواريخ، بينما نحن بالنسبة لها مجرد مسمار.

إذًا الحال الآن يبدو على هذا الشكل من الاستهانة بكل شيء: قيمًا ومنظمات دولية ارتضاها العالم المتحضر) بعد حربيْهِ العالَمِيَّتين الأولى والثانية، وهو ما يبدو معه المشهد السياسي الدولي برمته (بلطجة سياسية/ عسكرية) لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية المعاصر، فنحن أمام دراما من الإهانة لقيم الحضارة، وعودة إلى عصور ما قبل التاريخ، وإلى شريعة الغاب القائمة على القُوَّة وحدها.

إنَّ هذه البلطجة الأمريكية – البريطانية الَّتِي تَتِمّ وفقًا للمصالح الإسرائيلية بالأساس، تستند في تقديرنا إلى معامل للسياسة الصلدة: سياسة الإرهاب الدولي الفعلي، وتستند أيضًا إلى ركائز صهيونية قوية داخل الإدارة الأمريكية.
خامسًا: في هذا الإطار تَذْكُر الوثائِقُ والمعلومات المُتَاحَة أنَّه يَقِفُ خلف هذا التخطيط الفكري والسياسي للبلطجة الأمريكية الَّتي نعيش أبرز فصولَها في بغداد مراكز بحثية تضم: المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (جنسا)، ومجلس السياسية الأمنية، ومجلس السياسية الدفاعية، ويعتبر المعهد اليهودي أخطر قواعد هذا المحور، فقد قام بهدف الربط بين الأمن القومي الأمريكي وأمن إسرائيل، من منطلق الدَّوْرِ المهم لإسرائيل في خدمة المصالح الأمريكية في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

وحتَّى تولّي الرئيس بوش الحكم ضَمَّ مَجلس المستشارين في هذا المعهد: ديك تشيني (أصبح نائب الرئيس) ودوجلاس فيث (أصبح نائب وزير الدفاع)، وجون بولتون (أصبح نائب وزير الخارجية لشؤون ضبط التسليح)، ولم يزل مَجلس المعهد يَضُمّ – إلى جانب بعض الأعضاء الإسرائيليين – ريتشارد بيرل رئيس مجلس السياسة الدفاعية (يرفع تقارير إلى وزير الدفاع)، وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق، وفرانك جافني مساعد وزير الدفاع سابقًا، ويرتبط هذا المعهد بشركات السلاح الأمريكية والدولة الإسرائيلية.

أمَّا مركز السياسة الأمنية الذي أسَّسه فرانك جافني، فقد شغل 24 من مستشاريه مواقع تنفيذية في إدارة بوش، وفي مقدّمتهم إليوت إبرامز مستشار بوش بوش للأمن القومي في الشرق الأوسط، ودوجلاس فيث نائب وزير الدفاع، ويرتبط المركز بالمعهد اليهودي من خلال الأعضاء المشتركين بينهما، مثل جافني – وولسي – ريتشارد بيرل، والأخير يرأس الركن الثالث في هذا المحور، وهو مجلس السياسة الدفاعية.

هذه المعاهد تهدف بالدرجة الأولى إلى وضع كل السياسات والمصالح الأمريكية في خدمة إسرائيل، بما فيها البلطجة الراهنة في العراق، ولعل هذا ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي وأحد معلّقي يديعوت أحرونوت (إيتان هابر) إلى القول بأن "المعركة التي تجري فصولها في بغداد تعدّ بِمثابة الحرب السابعة الإسرائيليَّة وإن لم تشارك فيها، إنَّها حرب من أجلنا نحن، ويعود الفضل في الدَّفع في اتجاهها إلى أصدقائِنا في تلك المعاهد العلميَّة الرَّصينة في واشنطن، وإلى الشَّخْصِيَّات المُخْلِصة لِمصلحة أمريكا الَّتي هي مَصْلَحَةُ إسرائيل" (جاء ذلك في تعليق للصحيفة المذكورة يوم 19/3/ 2003).

إذًا نحن أمام شبكة من المراكز والشخصيات المؤثرة التي تساهم في صناعة هذه البلطجة، وهذه هي أبرز الأسماء:
- بول وولفوفيتز وزير الدفاع.
- ستيف كامبون نائب فيث والمسؤول عن أنظمة السلاح، ومشاريع البنتاجون الأخرى.
- جون بولتون وكيل وزارة الخارجية للحد من التسليح والأمن الدولي.
- ديفيد وورمزر مساعد بولتون.

وفي تقرير كتبتْه سنة 1996 لجنة يترأَّسُها بيرل وتضُمّ (وورمزر)، وقدم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو، وحمل عنوانًا واضحًا: (استراتيجيَّة لضمان أمن المنطقة)، نجد أنَّ التقرير يدعو إلى رفض اتّفاقات أوسلو، وإطاحة صدام حسين، وتخفيف التركيز على السلام بيْن الفلسطينيين وإسرائيل، مؤكّدًا أنَّه سيساعد على ذلك الأنظمة العربية التي ستكون خائفة على نفسها بعد صدام حسين.

وهناك كتاب آخَرُ مُهِمّ من تأليف وورمزر صدر سنة 1999 وقدم له بيرل، وهو يحمل عنوان: "حليف الطغيان: فشل أمريكا في إطاحة صدام"، ويتحدَّثُ عن تغيير الشرق الأوسط في شكل دراماتيكي بعد صدام حسين، فالإطاحة به ستكون رسالة إلى الجميع، وستتوقَّفُ الأنظمة بعدها عن دعم منظَّمات "إرهابية" مثل "الجهاد الإسلامي"، و"حزب الله" – أيْ مُنظَّمات التحرير الوطني في رأينا – وحدَّد أنَّ أبرز أعداء أمريكا خلال المرحلة المقبلة هي دعاة القومية العربية، ودعاة الإسلام السياسيّ، وفي مُقدّمتهم آيات الله في إيران.

تلك هي مراكز وشخصيَّات ومحاور الشر الحقيقي في أمريكا، ودعاة العولمة في طبيعتها الجديدة؛ لكن ماذا عن المستقبل؟ إنَّ التحليل العلمي والمتابعة السياسية لما يجري حولنا يؤكد أنَّ المخطَّطات الأمريكية تتَّجِهُ إلى مُحاولة إعادة هندسة ورسم خريطة المنطقة من جديد (أي سايكس بيكو جديدة)؛ تَمْهِيدًا لإِعادَةِ السَّيْطَرَة على العالم برؤيةٍ تقوم على القطب الواحد المُتَحَكِّم، والعراق هي نقطة البداية لذلك، تليها سوريا وإيران ولبنان ثم السعودية ومصر.

ماذا تَعْنِي كلُّ هذه الحقائق؟ إنَّها ببساطة تعني أننا أمام مخطط أمريكي/ غربي خطير للهيمنة، وإعادة احتلال هذه المنطقة وتفْرِيغها من عروبتها وإسلامها وقيمها، وتحويلها إلى مجرد (ذيل سياسي) و(سوق استهلاكي) و(مصدر للطاقة النفطية)، ومِنْ ثَمَّ فَلَنْ تعودَ وطنًا عربيًّا أوْ أُمَّة واحدة، فالثَّقافة – كما السياسية والاقتصاد – سوف يتم ضربها وتدمير قيمها الرئيسة عبر خطط وبرامج وسياسيات طويلة المدى وشديدة العداء، وكل ذلك يستدعي من نخبة وقادة هذه المنطقة اليقظة والمواجهة، قبل أن يصبح هذا (الكابوس الأمريكي) حقيقة معاشة في الثقافة وكافة مناحي الحياة العربية.

إنَّ (بغداد) وما يَحْدُث فيها الآن تلخص المرحلة المقبلة، تلخص ما قاله بكلمات موجزة واعية شاعر عربي شهير اسمه أحمد مطر، حين قال:
"في الكون.. مخلوقات.. إنس و.. أمريكان"، ترى إلى أيهما ننحاز في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الحقائق والمسلمات والقيم؟ سؤال نتركه لكم ولكلّ مَنِ امتلك البصر، ولم يفقد البصيرة. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟! (1)
  • ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكيَّة؟! (2)
  • العولمة: رؤية إسلامية
  • البيان المعتبر لما في قصة "موسى وفرعون" من العظات والعبر
  • الثقافة الإسلامية وإسقاطات العولمة

مختارات من الشبكة

  • ماذا يحدث للميت إذا انصرف عنه دافنوه؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • القرم: ماذا يحدث بين أوكرانيا وروسيا(مقالة - المترجمات)
  • لست أعلم ماذا يحدث لي؟!(استشارة - الاستشارات)
  • ماذا يحدث في بلغاريا؟(مقالة - المترجمات)
  • ماذا يحدث في تراقيا الغربية؟(مقالة - المترجمات)
  • العولمة: المفهوم المضطرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • ماذا لو سكت من لا يعلم؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تحت شعار العولمة ماذا يبيتون للمرأة المسلمة؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • ماذا يعني انسياقُ الشباب وراء العولمة الأخلاقية؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العولمة الخضراء(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب