المؤتمر العلمي الخامس للبحث التربوي العربي ومجتمع المعرفة - الجلسة الافتتاحية

المؤتمر العلمي الخامس للبحث التربوي العربي ومجتمع المعرفة

قسم البحوث والدراسات التربوية بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة

(المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - ألكسو - جامعة الدول العربية)

وقائع الجلسة الافتتاحية

عقد قسمُ البحوث والدراسات التربوية بمعهد البحوث والدراسات العربية - عضو اتحاد الجامعات العربية - المؤتمرَ العلميَّ الخامسَ بعنوان "البحث التربوي العربي ومجتمع المعرفة" بفندق سونستا القاهرة، وذلك خلال الفترة ما بين 28 و 29 من نوفمبر.

رئيس المؤتمر: الدكتور فيصل الحفيان - مدير معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.

مُنسِّق المؤتمر: الدكتور محمد الطناحي - رئيس قسم البحوث والدراسات بالمعهد.

فكرة المؤتمر:

يشهد العالم اليوم تحوُّلات لم يشهدْها من قبل في حركة تدفُّق المعلومات، وتزايُد الإبداعات التكنولوجية والطُّموحات الاقتصادية، ولعلَّ هذا ما دَفَعَ البشريةَ إلى أن تتَّجه نحو مجتمعٍ جديدٍ اصطُلح على تسميته "مجتمع المعرفة"، وهو المجتمع القائم على إنتاج المعرفة وامتلاكها، وتداولها واستثمارها في جميع مجالات التنمية الإنسانية، والتنمية المستدامة.

وفي عصرنا هذا أصبحت المعرفة تُمثِّل الموْردَ الأساس للثروة والقيمة المضافة، والعامل الحاسم في آليات صُنْع القرار، وبرز رأس المال المعرفي بوصفه ركيزةً أساسيةً لأي مجتمعٍ يسعى إلى التقدُّم؛ ذلك أن ملامح تقدُّم المجتمعات تتحدَّد من خلال قُدْرة أفرادها على توظيف المعرفة في مختلف مجالات الحياة.

ويعدُّ البحثُ العلميُّ الرافدَ الرئيسَ لإنتاج المعرفة ونشرها وتطبيقها، كما يُعدُّ نقطةَ الانطلاق نحو بناء مجتمع المعرفة، وتعاظم مكانة البحث التربويِّ باعتباره فرعًا من فروع البحث العلمي في مجتمع المعرفة، حيث يُسهِم في تقديم المعرفة العلمية للمجالات التربوية، وتكوينِ فكرٍ تربويٍّ قائمٍ على أُسُس علمية، كما يُسهِم في تطوير التعليم ومواجهة مشكلاته، وتحسين مُخْرجاته، وتكوين أبناء المجتمع الذين يُشكِّلون رأس المال الفكري، ومِنْ ثَمَّ تحقيق آمال المجتمع وطموحاته.

ومن هنا جاء هذا المؤتمرُ تعبيرًا عن إدراك معهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بجامعة الدول العربية - لدور البحث التربويِّ في التحوُّل إلى مجتمع المعرفة، وتأكيدًا لضرورة اهتمام الدول العربية متكافئةً بالبحث التربوي وإعطائه الأولوية التي يستحقُّها، وتوفير ما يطلبه من إمكانيات لرفع مستوى الإنتاجية المعرفية في مجال التربية، وتوفير التنافُسية على الساحة الدولية.

أهداف المؤتمر:

• إبراز دور البحث التربوي في التحوُّل إلى مجتمع المعرفة.

• تشخيص واقع البحث التربوي العربي.

• تحديد التحدِّيات والمعوقات التي تواجه مجتمع المعرفة ومتطلباته، وتحديد المقومات الأساسية، وسُبُل التغلُّب عليها.

• الوقوف على مقتضيات مجتمع المعرفة ومتطلباته، وتحديد المقومات الأساسية للبحث التربويِّ العربي.

• تقويم واقع التكوين العلميِّ للباحثين العرب في مجال التربية.

• تحديد المردود المجتمعيِّ للبحث التربوي في الوطن العربي.

• تحفيز القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية إلى دعْمِ البحث التربوي العربي.

• تفعيل التكامُل في مجال البحث التربوي العربي.

• التوصُّل إلى رؤية مستقبلية لدور البحث التربوي العربي في مواكبة مُتطلَّبات مجتمع المعرفة.

محاور المؤتمر:

المحور الأول:

• تحديات ومعوقات وأزمات البحث التربوي العربي.

• التكوين العلمي للباحثين العرب في مجال التربية.

• أخلاقيات البحث التربوي العربي في مجتمع المعرفة.

• اتجاهات البحث التربوي منذ عام 2011م.

المحور الثاني:

• إدارة منظومة البحث التربوي العربي.

• دور القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية في دعم البحث التربوي العربي.

• مراكز البحوث العربية.

المحور الثالث:

• النشر العلمي للبحوث التربوية في الوطن العربي.

• التكامُل والتبادُل المعرفي في مجال البحث التربوي العربي.

المحور الرابع:

• البحث التربوي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات العربية.

• البحث التربوي العربي ومستحدثاته وتكنولوجيا التعليم.

• المنظور المستقبلي للبحث التربوي العربي للتحوُّل إلى مجتمع المعرفة.

• الدراسات الاستشرافية ودورها في تحديث البحث التربوي العربي.

الكلمة الأولى

كلمة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سعود الحربي، يُلقيها بدلًا منه الدكتور محمد عبدالباري القدسي المدير العام المساعد للمنظمة.

في بداية الكلمة توجَّه الدكتور بالشكر لقسم البحوث والدراسات التربوية بالمعهد، ونقل للحضور الكلمة التي أصدرتها المنظمة والتي تُبرِز أن البحث العلمي هو الأساس في تكوين المعرفة في مختلف المجالات العربية والتربوية، كما أن البحث العلمي الذي هو موضوع المؤتمر في القلب، وأننا نُدرك أن هذا المجتمع الجديد يُقابل الكثيرَ من التحدِّيات العربية الكثيرة، وأن معركتنا الحقيقية أن نكون موجودين رغم الآلام والتحدِّيات العصيبة التي تُواجه مجتمعَنا العربيَّ.

وأكمَلَ: إن البحث التربويَّ هو الذي سيُمكِّنُنا من تكوين أُسس تربوية هامَّة، ويُساعدنا على تطوير العملية التعليمية، وتحسين الأجيال القادمة لتكون قادرةً على التحدِّي.

وتابع: إن التنمية المستدامة والمعرفة ترتبطان بالمواهب البشرية والتربوية كبنية أساسية، والبحث التربوي يعدُّ هو المحرِّك الأساس، والمصدر الرئيس للمعلومات.

وأوضح: المعهد يُعدُّ بيئةً كبيرةً للخبرة على كافة المستويات العلمية والتربوية، وقد أُسِّس خصيصى لهذين المجالين بحثًا عن تحقيق التكامُل والغايات العليا، مُشيرًا إلى أن هذا ما تسعى إليه المنظمة والمعهد منذ إنشائه عام 1952م.

ونوَّه الدكتور على أن هذا المؤتمر يأتي تأكيدًا على ما جاء في المؤتمر الرابع الذي عُقِد في ديسمبر 2015م، من اختيار الفكرة وورقة العمل البحثية الهادفة التي ذُكِرت سابقًا.

وفي آخر كلمته توجَّه بالشكر للقائمين على المؤتمر، وخصَّ بالشكر قسم البحوث والدراسات التربوية بالمعهد الذي نظَّم هذا المؤتمر وأساتذته وجهازه المالي والإداري، فيما شكر جميع الحاضرين من مصر ومختلف الدول العربية.

الكلمة الثانية

كلمة الدكتور شاكر فتحي - رئيس مجلس قسم البحوث والدراسات التربوية.

توجَّه بدايةً بالشكر لجميع الحاضرين من المفكِّرين والمثقَّفين والمهمومين بقضايا البحث التربوي وتخصُّصاته في العالم العربي أجمع، كما توجَّه بالشكر لكلِّ من ينوب عنهم، ويتحدَّث باسمهم بقسم البحوث والدراسات التربوية وجميع الأساتذة بالقسم.

وأكَّد الدكتور على أهمية دور البحث التربوي، وتشخيص واقع البحث التربوي، وتفعيل المشاركة المجتمعية، والتوصُّل إلى رؤية مستقبلية لمواكبة متطلَّبات مجتمع المعرفة، وأوضح الدكتور أن الأوراق البحثية المقدَّمة، والمناقشات والمداخلات سوف تُسهِم بشكلٍ كبيرٍ في خدمة أهداف المؤتمر، وسوف تعمل على إعادة البحث التربوي، ومعالجة الخلَلِ التربوي، وإحراز التفوُّق والتميُّز.

الكلمة الثالثة

كلمة الدكتور فيصل الحفيان - مدير معهد البحوث والدراسات العربية.

توجَّه الدكتور بالشكر للقائمين على المؤتمر والحاضرين والباحثين والأساتذة.

وأوضح أن منظمة اليونيسكو أعلنتْ مؤخَّرًا أن العالم وصَلَ إلى ما يُسمَّى بمجتمع المعرفة تاركًا وراءه (المعلومات والتكنولوجيا) اللذين لم يعودا يصلحان، ممَّا أدى إلى دخول هذا المجتمع الجديد الذي لا خيارَ غيره.

وأشار إلى أن إعلان اليونيسكو كان إقرارًا واضحًا بدخول هذا المصطلح الجديد، فأصبح حضور المجتمع والدول أمرًا هامًّا، ممَّا يتطلب وعيَ الجماعة بصناعة المعرفة، وضرورة مشاركتها، وجَعَلَ من المعرفة اللغة الوحيدة للتفاهُم.

ونوَّه سيادته على أننا نعيش فيما يُسمَّى بالمجتمع العالمي الذي عَصَبه المعرفة، وعدم الدخول فيه له ضريبةٌ مرتفعةٌ، خاصةً للأمَّة العربية، لأنه يُعتبر تخلُّفًا عن التاريخ والعصر.

وأكمل الدكتور فيصل قائلًا: "كيف يتأتَّى لنا نحن العربَ أن نُجدِّد حضورنا في التاريخ والعصر؟"، مشيرًا إلى أنه ليس بجمْع المعلومات وامتلاك التكنولوجيا؛ ولكن بالالتحاق بمجتمع المعرفة.

وذكر أن معهد البحوث ينشغل بسياسات البحث أكثر ممَّا ينشغل بالقضايا النسبية، كما أن جلسات المؤتمر تُركِّز على عدد من الدوائر التي تُشخِّص الواقع العربي، والتحدِّيات التي تُواجه المعرفة وعَلاقتها بالتكنولوجيا كتكنولوجيا التعليم والأدوات التي نستخدمها مثل: الخرائط والمصفُوفات، وربط كلِّ ذلك بالتنمية المستدامة ليكون بحثًا تربويًّا سليمًا.