• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الفلاسفة الإسلاميون بين المعتزلة والأشاعرة

الفلاسفة الإسلاميون بين المعتزلة والأشاعرة
علي مصطفى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2013 ميلادي - 22/7/1434 هجري

الزيارات: 43234

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفلاسفة الإسلاميون بين المعتزلة والأشاعرة


في هذا المقال نُريد أن نبيِّن مدى تأثير الفلسفة في رجال المُعتزلة، وهل صاروا بهذه الدراسة فلاسفة بالمعنى الكامل للفلسفَة، أو أنهم لم يَخرجوا بهذه الدراسة عن أن يكونوا رجال دين، ولم يكن لهم غاية من دراسة الفلسفة إلا أن تكون سلاحًا يُدافعون به عن عقيدتهم الدينيَّة؟

 

(أ) معنى الفلسفة:

قبل أن نُجيب عن هذا السؤال، يجب أن نحدِّد معنى الفلسفة؛ حتى يكون حكمنا صحيحًا، إنَّ كلمة "فلسفة" ليست عربية الأصل؛ وإنما هي منقولة مِن اليونانيَّة حين اتجه المسلمون لترجمة المَعارف والعلوم الأجنبية، وكان مِن بين ما تُرجم "الفلسفة اليونانية"، وعلى ذلك إذا أردنا أن نبحث عن أصل هذه الكلمة، فإنما نبحث عنها في لغتها، يقول المعنيون بالدراسات الفلسفية: إن كلمة "فلسفة" في اللغة اليونانية - التي هي أصلها - ليست مُفرَدة؛ وإنما هي مركَّبة مِن كلمتَين، هما "فيلو" بمعنى محبة، و"سوفيا" بمعنى حكمة أو معرفة، وامتزجَت الكلمتان معًا هكذا "فيلوسوفيا"؛ أي: مَحبَّة الحكمة، وصار المُشتغِل أو المُحب للحكمة أو الراغب فيها يُعرَف باسم "فيلو سوفوس"، وعمله هو "الفيلو سوفيا"، ويقال: إن هذا الإطلاق على كل مُشتغِل بتحصيل المَعارف إنما هو مِن وضع فيثاغورس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وأما قبل هذا الوضع، فكان يُطلَق على المُشتغِلين بمَعرفة عِلَل الكون ومبادئه الأولى اسم "سوفوس"؛ أي: حكيم، ولكن "فيثاغورس" استكثَر إطلاق هذا الاسم على مَن يَطلُب تحصيل المَعرفة، وقال: إن الحكيم هو الإله وحده، وما أنا إلا فيلسوف؛ أي: مُحبٌّ للحكمة، ولما تُرجِمت هذه الكلمة إلى اللغة العربية قالوا: "فيلسوف"، و"فلسفة"، وقالوا: تفلسَف، ومُتفلسِف، وأصبحَت كلمة "فلسفة" مُرادِفة في اللغة العربية لكلمة "حِكمة"، وكلمة "الفيلسوف" لكلمة "المُشتغِل بالحِكمة".

 

هذا أصل الكلمة في اللغة اليونانية، ومِن هنا نَرى أنها كلمة دخيلة على اللغة العربية مع المَعارف اليونانية التي كانت تُطلَق عليها في لغتهم، ثم إنها لما نُقلت إلى اللغة العربية بقيَتْ مُستعمَلةً في المعنى الذي كان يَقصده منها اليونان؛ ولهذا نُحب أن نبيِّن المعارف التي كانت تدلُّ عليها في أصلها حين ترجَمها العرب إلى لغتهم؛ حتى نعرف بالضبط المعنى الذي كان يفهمه منها العرب وقت ترجمتِها.

 

(ب) المعارف التي كانت تدلُّ عليها الفلسفة:

لقد اختلفَتِ المعارف التي كانت تدلُّ عليها هذه الكلمة عند اليونان باختلاف غايَتهم مِن البحث في الكون، وباختِلاف موضوع البحث ووسيلته، فمثلاً كان موضوعها مِن طاليس (624 - 546 ق.م) إلى هرقليطس (540 - 475 ق.م)، ثم مرة أخرى مِن أبنادوقليس (493 - 433 ق.م) إلى ديموقريطس (470 - 361 ق.م) - هو الكونَ الطبيعي فقط، ثم اتَّجهت اتجاهًا إنسانيًّا على يد السوفسطائيين (480 - 375 ق.م) لما رأوا الاختِلافات الكثيرة بين الطبيعيِّين، ولما جاء أفلاطون (427 - 347 ق.م)، ثم تلميذه أرسطو (385 - 322 ق.م)، اتَّسع موضوع الفلسفة وأصبحَت شاملة لكل المعارف الإنسانية؛ مِن البحث عن العِلة الأولى لهذا الكون، والفلسفةُ الباحثة عن هذا تُسمى الفلسفة الإلهيَّة أو "العِلم الأعلى"، أو "ما بعد الطبيعة"، وقد ترجمَها العرب باسم: ماطافوسيقا، ثم البحث عن هذا الكون المادي، وتُسمى الفلسفة الطبيعية أو "العِلم الأدنى"، وقد ترجمَها العرب باسم: "فوسيقي"، ثم اتَّسعْت كذلك للبحث في المقادير، وهي الفلسفة الرياضية، وتُسمَّى "ما طيما طيقا"، وهذه الثلاثة تُسمى الفلسفة النظرية، ولكلٍّ منها أصول وفروع، وأما الفلسفة العمَلية، فهي التي تبحث في الإنسان؛ مِن حيث كونه شخصًا مُنفرِدًا، أو من حيث كونه عضوًا في أسرة، أو مِن حيث كونه عضوًا في مدينة أو مجتمع، فالأولى منها تُسمى "الحكمة الأخلاقية أو عِلم الأخلاق"، وعرَّبها العرب باسم: "إيثيقا"، والثانية تُسمَّى "تدبير المنزل أو الحِكمة المنزليَّة"، والثالثة تُسمى "السياسة المدنية أو الحِكمة السياسيَّة" وعرَّبها العرب باسم: "بوليطيا".

 

إن الفلسفة التي اتسَع موضوعها وأصبحَت شاملةً للبحث عن العِلة الأولى للكون، ثم البحث عن الكون نفسِه، ثم البحث عن المقادير، والتي تُسمى "الفلسفة النظرية"، وكذا التي تبحث عما يتَّصل بالإنسان مِن نواحيه الثلاث: الخلُقيَّة والمنزلية والسياسيَّة، وتُسمى "الفلسفة العمليَّة"، وهي الفلسفة اليونانية مِن عهد أفلاطون وتلميذه أرسطو - إن هذه الفلسفة هي التي عرَفها العرب، والآن يُمكن أن تقول: إنه تحدَّد واتَّضح لنا المعارف والموضوعات التي كان يُطلَق عليها اسم الفلسفة حين ترجمَها العرب إلى لغتهم.

 

بقي أمر آخَر نحتاج إلى معرفته للحكم على المُعتزلة حكمًا صحيحًا؛ هل هم باتصالِهم بالفلسفة ومعرفتهم إياها يُعدُّون مِن بين رجال الفلسفة، أو أنهم رغم هذا من علماء الكلام لا مِن الفلاسفة؟

 

أما ذلك الأمر، فهو مَعرفة الفرْق بين الفلسفة وعِلم الكلام، وحيث إننا عرفنا ما يُقصَد بالفلسفة، فإنه أصبح سهلاً علينا مَعرفة الفرق بينهما إذا بيَّنا في إجمالٍ "ما هو علم الكلام؟"، وبذلك يُصبِح حكمُنا على المُعتزلة الذي أشَرْنا إليه حكمًا صحيحًا، ويكون بحثُنا ناضجًا ومفيدًا، وبما أن أقرب أنواع الفلسفة إلى علم الكلام هي "الفلسفة الإلهية" أو "العِلم الأعلى" أو "ما بعد الطبيعة" دون باقي أنواعها التي ذكَرناها، فإننا سنبحَث الفرق فقط بين هذا النوع مِن الفلسفة وبين عِلم الكلام.

 

(جـ) الفلسفة الإلهيَّة وعِلم الكلام:

أما الفلسفة الإلهية، فإن موضوعها كما تقدَّم: البحث عن العِلة الأولى لهذا الكون، أو علة العلل، أو عن مثال المثل؛ كما يقول أفلاطون، أو عن المُحرِّك الأول؛ كما قال أرسطو، أو عن الروح الكليِّ لهذا العالَم؛ كما يقول الرواقيُّون أو بتعبير أدقَّ: "النار الكلية"، أما علم الكلام - كما هو معروف للمسلمين - فهو العلم الذي يبحث عن الله - سبحانه - من حيث ما يجب له، وما يَستحيل، وما يَجوز، وعن الرسل من حيث ما يجب لهم، وما يَستحيل، وما يَجوز، وعن الآخِرة مِن حيث ما يتعلق بالثواب والعقاب، والجنة والنار، والبعث والنشور، وأحوال القيامة، وجميع السمعيات مِن الصراط والميزان... إلخ.

 

مِن هذَين التعريفَين يظهر الفرق بين الفلسفة الإلهية وعِلم الكلام، وذلك أن البحث عن الإله أو عن العلة الأولى في الفلسفة إنما هو بحث غير معلوم، ثم يصبح معلومًا بعد نهاية البحث، وعلى حسب المنهج الذي يسلكه الفيلسوف، تكون النتيجة التي يصل إليها؛ ولهذا لم يتَّفقوا في النتيجة التي يوصل إليها بحث كلٍّ منهم كما رأينا في تعريف الفلسفة الإلهية عندهم، وهذه ناحية مِن نواحي الفَرق بين عِلم الكلام والفلسفة؛ حيث إنه ظهر لنا مِن تعريف الكلام أن أبحاثه مبنيَّة على التسليم بوجود إلهٍ، وأن له صفاتٍ واجبةً، وصفاتٍ يستحيل عليه الاتِّصاف بها، وصفات يَجوز اتصافُه بها، وكذلك الرسل التي أرسلهم لعباده مُبشِّرين ومُنذِرين، وإنما علم الكلام فقط يُقيم الأدلة العقلية - بعد إثبات ما فيه بالأدلة النقلية - على صحَّة ما كلفنا بالإيمان به، فالفَرق بين علم الكلام والفلسفة أن موضوعه معلوم، وقد قال بعض علماء الكلام: إن موضوعه المعلوم مِن حيث ما يجب وما يَستحيل وما يَجوز لله ولرُسله - صلوات الله عليهم - وأما موضوع الفلسفة الإلهية، فمَجهول ثم يُصبِح معلومًا، وقد لا يوصل إليه البحث؛ فيَبقى مجهولاً كما هو.

 

هناك ناحية أُخرى، وهي أن عِلم الكلام يبحث عما يجب للرسُل وما يَستحيل وما يجوز، وكل ما يتعلق بما يُعرَف عِندنا بالسمعيات بخلاف الفلسفة الإلهية؛ لأنها لا تقوم على الإيمان برسالات ولا بسمعيات، وكما أنهما يَختلفان في الموضوع، فإنهما يَختلفان كذلك في منهج البحث؛ فمنهج البحث في الفلسفة الإلهية لا يتقيَّد بشيء، فالباحث فيه لا يؤمن بشيء؛ وإنما هو يبدأ بمنهج خاصٍّ به خالٍ عن التأثُّر بأي مؤثِّر؛ حتى ولا بأبحاث مَن تقدَّمه مِن الفلاسفة، وأما منهج الباحث في عِلم الكلام، فهو مقيَّد بالإيمان بما أوجب عليه دينُه الإيمان به؛ ولهذا هو يَسير في بحثه وينهَج في منهجه على هذا الأساس، ولا شك في الفَرق بين المنهجَين.

 

بقي بعدما تقدَّم من معرفة الفرق بين الفلسفة الإلهية وعِلم الكلام في الموضوع والمنهج لصحَّة حكمنا على المعتزلة، بقي بعد هذا أن نَعرف منهج المُعتزلة في البحث، هل يتَّفق مع منهج الفلاسفة؛ حتى يكونوا فلاسفةً، أو يتَّفق مع منهج المُتكلِّمين؛ وبهذا يَكونون مِن المُتكلِّمين لا مِن الفلاسفة؟

 

(د) منهج المُعتزلة في البحث:

لقد بيَّنا في أحد مَقالَينا السابقينِ كيفية نشأة فِرقة "المعتزلة"، وأنها خلاف نشأ بين الأستاذ الحسن البصريِّ وبين تلميذه واصل بن عطاء على مُرتكِب الكبيرة، وأن التلميذ ذهب في هذا إلى غير رأي أستاذه، وأن مرتكب الكبيرة لا كافر ولا مؤمن؛ وإنما هو في منزلة بينهما، ويُسمَّى "فاسقًا" لا منافقًا كما قال أستاذه، مِن هذا نرى أن هذه الفِرقة حين ابتدأت لم يكن كلامها في التوحيد الخالص؛ وإنما كان يدور حول المسائل الخلافيَّة في عصرها، والتي كان مِن بينها الخلاف على مرتكِب الكَبيرة، والتي كان من بينها كذلك الحُكْم على صفات الله التي ابتدأ الكلام فيها على يدَي جهمِ بن صفوان وغيلان الدمشقي اللذَين كانا يذهبان إلى التنزيه المُطلَق فيها، ويؤولان الصفات الثبوتيَّة منها إلى ما يَريان، ولما جاء واصل بن عطاء رأس المُعتزِلة قال بنفي بعض الصفات الثبوتيَّة؛ أي: التي تُثبِت معنى زائدًا على الذات؛ وذلك أنه يجب أن تكون صفات الباري - سبحانه - قديمة؛ لأنه لا يَصح أن يتَّصف بالحوادث، وإذا كانت صفاته قديمة - وهي معنى مِن المعاني - تعدَّد القدماء، وتعدُّدُ القدماء باطل؛ لأنه يؤدِّي إلى الشِّرك، وهذا كفر؛ لهذا نفى واصل الصفات الثبوتية، ولكنه لم يَنفِ ما تستلزمه مِن الكمالات التي تجب له - سبحانه - ككَونِه عالمًا وقادرًا... إلخ، وهكذا سار جدل المعتزلة حول المسائل الخلافية التي كانت شائعةً في عُهودهم المختلفة، والتي كانت تظهر كلما ازداد اتصال المسلمين بالأمم الأجنبيَّة، ومِن دفاع المعتزلة عن المسائل الخلافية التي كانوا يُقرِّرون لهم فيها رأيًا خاصًّا، تكوَّنتْ مبادئهم وآراؤهم التي عُرفت باسمهم، ومِن ذلك يظهر لنا أن المعتزلة كان لهم منهج خاص، هو الدفاع عن آرائهم التي كانوا يَعتقدون أنها تتَّفق مع المبادئ الكلية للدِّين الإسلامي، فكأن منهجَهم لا يتَّفق مع منهج الفلاسفة الذين يُجرِّدون أنفسهم أولاً عن الإيمان بأي شيء، ثم يؤمنون بما أوصلَهم إليه بحثُهم كما تقدَّم.

 

فالمُعتزلة يؤمنون ثم يُدافِعون عما آمَنوا، والفلاسفة لا يؤمنون ثم يَبحثون حتى يصلوا إلى ما يؤمِنون، وقد ينقضي البحث ولا يؤمنون، إلا أن موقف المعتزلة لمَّا كان موقف المُجادلين والمُدافعين مِن بدء نشأتهم، فإنه جعلهم يَنظرون في كل شيء في سبيل هذه الغاية، ومرنوا على هذا الجدل حتى أصبحوا يَعرِضون كل شيء على عقولهم مادام لم يَرد فيه نصٌّ صريح مِن الشارع، ووثقوا في عقولهم حتى صاروا يَختلفون في كثير مِن المسائل التي لم يرد فيها نص، حتى تعدَّدت آراؤهم في المسألة الواحدة، فمِن هذه الناحية فقط يُمكِننا أن نقول: إن فيهم شبهًا بالفلاسفة، وليسوا فلاسفة، وأما أنهم أقرب إلى الفلاسفة أو إلى المُتكلِّمين، فهذا ما نُرجئه حتى تكتمل جميع أطراف البحث التي يَستلزِمها هذا الحكم، وهو ما أردنا أن نَكتب هذه البحث لأجله.

 

(هـ) النتيجة:

وبعد ما تقدَّم، ظهَر لنا أن المعتزلة بدراستهم الفلسفة لم يُصبِحوا فلاسفةً بالمعنى الفني الكامل لهذه الكلمة؛ لأن غايتهم مِن دراستها لم تكن للفلسفة في ذاتها؛ وإنما كان للدفاع فقط عن العقائد الإسلامية ضدَّ الأمم غير الإسلامية التي كانت لها ثقافات فلسفية - كما ذكرنا ذلك في مقالينا السابقين - وإن كانت دراستهم للفلسفة لم تَخلُ مِن التأثير عليهم، حتى جعَلت فيهم حب الحرية في البحث، وقوة الجدل في الخصومة، وفي مقالٍ تالٍ سنتحدَّث - إن شاء الله - عن موقِف الطوائف الأخرى مِن المُعتزلة الذين لم يَسلموا مِن تأثير الفلسفة عليهم، ثم مدى حريتهم الفكرية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقدمة في الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الإسلام
  • المنفعة العامة .. كأحد المذاهب الأخلاقية في الفلسفة الحديثة
  • الأخلاق في الفلسفة العملية (البرجماتية) ونقدها
  • المعتزلة
  • الأشاعرة
  • طريقة الفلاسفة في التفكير
  • هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟
  • الرد على الذين يكفرون الأشاعرة
  • الفلاسفة ذوو العقول البائسة
  • مورد الرد على الأشاعرة والماتريدية من كتب السنة
  • نشأة الأشاعرة وتأثرها بالفرق الأخرى: معلومات ووقفات

مختارات من الشبكة

  • الأخلاق بين الفلاسفة وعلماء الإسلام (WORD)(كتاب - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • صقيع الفلاسفة: كيف تؤذي الفلسفة غير الرشيدة طمأنينة النفوس (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماهية العقل ( العقل في اللغة وعند الفلاسفة )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأخلاق عند الفلاسفة الوضعيين .. ليفى بريل(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • الأخلاق عند الفلاسفة الوضعيين .. إميل دوركايم(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • رأي فلاسفة الغرب في الحُروب الصليبّية ونتائجها (رأي غوستاف لبون من فلاسفة القرن الغابر)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موقف الإمام ابن تيمية من قضية العالم(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • الأخلاق بين فلاسفة اليونان والعصر الحديث(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (18)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • مناهج البحث في العوم الإنسانية بين علماء الإسلام وفلاسفة العرب (PDF)(كتاب - موقع أ. د. مصطفى حلمي)

 


تعليقات الزوار
1- veri gooooooood
said lafitah - tunisie 02-06-2013 02:49 PM

tre bien

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب