• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

التصدي للتآمر الصليبي واليهودي ضد العالم الإسلامي

التصدي للتآمر الصليبي واليهودي ضد العالم الإسلامي
الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/4/2013 ميلادي - 4/6/1434 هجري

الزيارات: 6569

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التصدي للتآمر الصليبي واليهودي ضد العالم الإسلامي


(1) تآمر عالمي:

نؤكد بداية أن حديثنا هنا لا يعني إطلاقًا أننا نلقي بالتبعات على الأعداء وتآمرهم على المنهج الإسلامي، لكننا نؤكد سنة من سنن الله الجارية وهي سنة التدافع بين الحق والباطل.


لقد بدأت الغارات التتارية والصليبية على جسد الأمة والعالم الإسلامي، وثارت العداوات وأشعلت الحرب نيرانها ضد الإسلام والمسلمين، حقدًا وحسدًا، وطمعًا في جمع خيرات العرب والمسلمين، فسخر الله لها رجالًا أعادوا للأمة عزتها ومجدها، ووقفوا بالمرصاد بصدق إيمانهم وعودتهم إلى شريعة الإسلام. فجاء سيف الدين قطز وتصدى بإيمانه وعزيمته فكان النصر والظفر، ووقف أمام المد الصليبي عماد الدين زنكي الذي تصدى لهم في معارك مختلفة.


ثم قاد الزمام من بعده نور الدين محمود زنكي الذي خط خطًّا قويًّا للدفاع عن بلاد الإسلام والمسلمين، فاتخذ قرارًا بإجلاء الصليبيين من بلاد الشام والعمل على استعادة المسجد الأقصى من قبضتهم ولكنه جاءه الأجل، فأكمل المسيرة من بعده الفاتح المغوار صلاح الدين الأيوبي وقد أدرك المخاطر الكبيرة التي أحاطت بالعالم الإسلامي يومها، فقام بالتخطيط والاستعداد الإيماني والعسكري وبالصدق مع الله تعالى، بالوقوف والزحف نحو الصليبيين وبيت المقدس، بعد أن أعلن عن الجهاد في سبيل الله تعالى فانضم العالم الإسلامي تحت لواءه ورايته، يطلب رضي الله والجنة، ورد عزة الإسلام والمسلمين، فكانت الغلبة والنصرة التي أعادت المسجد الأقصى وحررت بلاد الشام، وحصلت النكاية لأعداء الإسلام، كما تم دحر المذهب الشيعي، والتصدي له، مما أحدث به التراجع والانحصار.


ثم جاء من بعده نكوص آخر في الأمة الإسلامية، حتى العصر الحديث، فتآمر المد الصليبي بأحقاده الدفينة مع المد والفكر الصهيوني اليهودي، بالوقوف مرة أخرى أمام العالم الإسلامي وشن الحروب العسكرية عليه.


ولكنهم جاءوا مع ذلك بنوع جديد من الحروب الفكرية والثقافية التي غزوا بها جسد وعقول أمتنا، فدخلوا على ديار المسلمين بنوعين جديدين من الحروب وهما حرب الشهوات والشبهات. فأدخلوا دور السينما والمسارح في بلاد المسلمين، ونشروا الفساد الأخلاقي بنشر ثقافة العهر والإباحية، ونشر الأغاني الماجنة، والأفلام والمسلسلات الهابطة، ووظفوا جنودًا لهم ينشرون سموم المخدرات بين الشباب المسلم، لإضعاف أبدانهم عن الجهاد في سبيل الله تعالى ونصرة الإسلام.


وجاؤوا بمن سموهم الأدباء والمفكرين الذي ساهموا بنشر هذه الثقافات المستغربة بين الأمة وشبابها.


وأما الشبهات فقد استخدموا نفس السلاح من المثقفين والكتاب في بث الشكوك حول الثوابت الشرعية، وأصول الدين، في كونه لا يصلح لهذا الزمان، ولا يصح أن يقود العالم اليوم من له حظ من التدين والاستقامة، فشككوا في صلاحية قيادة وأحكام الإسلام للسياسات والحكومات، وإدارة فنون الاقتصاد وصورها.


وشككوا أيضًا في مصداقية العدل الإسلامي وأنه ظلم المرأة ولم يوفها حقها، فابتكروا قضايا ومشكلات للمرأة المسلمة ليس لها في الحق نصيب، ولكنه جهل الأمة بحقيقة دينها وشريعة ربها ونبيها - صلى الله عليه وسلم - وزجوا بها في ميادين الرجال والأعمال والسياسة والقضاء وقالوا لقد حررنا هذه المرأة التي ظلمت، وجردوها من لباس حجابها وحياءها وقالوا قدمنا المرأة خطوة للأمام وصدقوا، لأنهم قدموها إلى الهاوية والرذيلة والفساد الأخلاقي والديني، ومن ثم سموا ذلك تقدمًا وتحررًا، ليخدعوا السذج والرعاع، ومن لا خلاق لهم في الدين ولا علم ولا بصيرة. ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بحروب متنوعة مختلفة يمكن تلخيصها في هذه النقاط:

1- التواطؤ على إسقاط الخلافة الإسلامية وتقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة.


2- إقامة الدول الإسلامية على أساس غربي وعلماني ونظم وضعية لا تعرف الإسلام.


3- فتح الانتشار التغريبي والتنصيري أمام المستشرقين والمنصرين للتشكيك في الإسلام وعقيدته وشريعته ومن ثم زعزعة الإسلام في نفوس المسلمين.


4- إقامة دولة إسرائيل المزعومة على أرض فلسطين والقدس ثم ما حولها من الدول وذلك من خلال نشر الماسونية السرية والروتاري والليونز لإحكام السيطرة على بلاد المسلمين.


5- إحياء الثقافات التاريخية البائدة كالفرعونية والإغريقية والرومانية والعمل على تمجيدها والافتخار بتراثها وحضارتها، مع تشويه الثقافة الإسلامية ورموزها على طول التاريخ[1]. هذه أهم وأبرز النكبات التي أفرزها التآمر الصليبي والصهيوني على بلاد الإسلام والتوحيد، لإحكام السيطرة عليها، ومن ثم العبث بمقدراته وثرواته ونفطه وخيراته.


(2) وخذوا حذركم:

فلا بد إذًا على دعاة الإسلام أن يأخذوا حذرهم من هؤلاء الأعداء والمتربصين، الذين يحاربون الله ورسله في كل زمان ومكان، ويقفون لأوليائه بالمرصاد والكيد والتخذيل، ولكن الله من ورائهم محيط، كما قال تعالى يبين لنا ذلك: ﴿ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].


وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 15-17].


وقد نهانا الله تعالى عن موالاة هؤلاء ومتابعتهم والسير على طريقهم، بل وحذرنا أشد التحذير كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 1،2]، وقال تعالى لنبيه ورسوله: ﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49].


وقال تعالى محذرًا من موالاة أهل الكفر والشرك من أمة اليهود والنصارى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52،51].


فالحذر مسألة شرعية قصرت الأمة فيها، ولم تلتفت إلى أمر الله تعالى، فصارت خلف ركب التقليد الأعمى لأهل الكفر والشرك والضلال، فصارت إلى ما هي عليه اليوم من الضعف والمهانة، وصارت خادمة للغرب تطعمه وتسقيه من ماءها ونفطها، ثم يرد ذلك عليها بكبر واستعلاء وهو يقولوا لها نحن من نعطيكم ونطعمكم.


إنها المذلة التي كتبها الله تعالى بسننه الجارية يوم أن تخلت الأمة عن هدي ربها وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها، قلنا: يا رسول الله أمن قلة منا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل الوهن، قالوا: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهة الموت".


و يمكننا هنا أن نشير إلى بعض من أساليب الحذر والتصدي لكيد الكافرين:

1- تحقيق عقيدة الولاء والبراء من الكافرين عدم موالاتهم والتقرب إليهم؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 51،52].


وكما قال تعالى عن خليله إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة: 4،5]، وكما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 100،101].


2- تحقيق الإيمان الصحيح الصادق، وتحسين الصلة بالله تعالى ومنهجه كما قال تعالى: ﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].


3- الصبر على كيدهم ومكرهم لنا لأن الله وعدنا بالنصر وعدم إلحاق الأذى بأهل الإيمان كما قال تعالى: ﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111]، وقال تعالى: ﴿ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]، وقال تعالى: ﴿ لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ [الحشر: 13].


4- تحقيق الخوف والخشية من الله وحده دون الخوف والخشية من مكر الكافرين والمشركين كما قال سبحانه:﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ [آل عمران: 175-178].


5- قتال الكافرين ومجاهدتهم في سبيل الله تعالى في أرض المعركة، إذا التقى الفريقان، ودقت الحرب طبولها، وأشعلت نيرانها كما قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]، وقال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 244]، وقال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 36]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]، إلى غير ذلك من الآيات القرآنية.


6- الإعداد الشامل لمواجهة أعداء الله تعالى ورسوله وبما تملك الأمة من قدرات وإمكانيات عقدية وأخلاقية، وثقافية وعلمية، واقتصادية وسياسية، وعلى رأسها القوة الإيمانية والعسكرية كما قال تعالى: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60]. وهذا الإعداد ولا ريب إعداد واسع كبير، يدخل فيه كما أشرت الإعداد الإيماني العقيدي، وهذا أولها وأجلها على الإطلاق، إذ ما انتصرت الأمة الإسلامية يومًا من تاريخها الطويل إلا به، وما استعانت على أعداء الله إلا به، وما هزت وزلزلت عروش الظالمين إلا به، إنه سلاح الإيمان بالله تعالى والثقة في نصره وحده.


كما يدخل فيه الإعداد العسكري وهذا كذلك من أجل صور الإعداد، التي دعانا الله إليها بقوله ﴿ مِّن قُوَّةٍ ﴾ ، وهذا يحتاج إلى فتح أبواب الجهاد أمام الأمة الإسلامية، وتدريبها على منازلة الأعداء، وجهاد الكافرين، وبناء النفوس والأبدان على التضحية في سبيل الله تعالى بأجل ما تملك من النفوس والأرواح، وتهيئة الشباب المسلم لنشر دعوة الإسلام والسلام بين العالمين، وتحميسهم على الجهاد والغزو لأن ذلك علامة براءة من النفاق، وتهيئة لوعد الله بالنصر والتمكين لهذه الأمة.


كما يدخل فيه البناء الأخلاقي الكبير الذي هو من أجل أهداف رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - والبناء الأخلاقي إنما هو بناء للأمم على الفضائل، وتربية على السمو والارتفاع على دنايا النفوس وسفسافها: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق".


كما يدخل فيه أيضًا البناء الاقتصادي الصحيح، القائم على تشريع الله تعالى في كتابه وسنة رسوله، بعيدًا عن كل صور التعامل المنهي عنها من الغش والظلم والتعامل الربوي، والسرقة والاحتيال وغيرها.


كما يدخل فيه البناء الثقافي العلمي، فإن الأمة التي لا علم لها مبني على كتاب وسنة أمة محكوم عليها بالفشل، ومحكوم عليها بالهزيمة، ومحكوم عليها بالذل لأعدائها ولا ريب، فإن الله تعالى تعبدنا بطلب العلم النافع، والاستزادة منه كما قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، ورفع مكانة أهل العلم وطلبته: ﴿ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11] والمعركة اليوم بين الأمة وأعدائها دائرة في فلك العلوم بشكل كبير وواسع، ويوم أن فقهت الأمة غايتها سادت بهذا العلم على كل الأمم، وارتفعت بأخلاقها، في حين أن أوربا كانت غارقة في الظلمات والتيه والضلال.


7- توحيد الأمة على منهج الله تعالى والاعتصام به وبحبله القرآن مع تحقيق معاني الأخوة الإيمانية كما قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]، وقال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].


ولا ريب أن القرآن والسنة قد بينا لنا كثيرًا من أساليب الحذر والحيطة من مكر الكافرين وخداعهم وعدم إلقاء السمع والطاعة لهم حتى تعلم الأمة أن الثقة في الله ومنهجه ودينه طريق للعزة والنصر والتمكين كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 100].



[1] العالم الإسلامي والمكائد الدولية؛ فتحي يكن، وانظر: الهوية أو الهاوية؛ للمقدم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصليبية مستمرة
  • دور اليهود في الحروب الصليبية.. دراسة بحثية تاريخية
  • تاريخ المنظمات اليهودية أو ‏جذور الفكر اليهودي
  • اليهود: الموبقات والانحراف الخلقي دين يتقرب به إلى الله في زعمهم

مختارات من الشبكة

  • المجلس الإسلامي البريطاني يجتمع بالبرلمانيين والخبراء البريطانيين لمناقشة آليات التصدي لظاهرة العداء للإسلام "إسلاموفوبيا"(مقالة - المترجمات)
  • هولندا: التصدي للمطاعم والمقاهي التي تمارس التمييز ضد المهاجرين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور العلماء في التصدي للفكر التكفيري: تحليل شرعي وأدوات المواجهة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة ظاهرة التصدي للفتوى من غير العلماء في مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض دنيوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستشراق والعناية بالتاريخ والتراث من الجناية إلى التصدي (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • جريمة الإرهاب بين الحد والتعزير وطرق التصدي لها ومكافحتها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فكر التصدي للإرهاب (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • إيطاليا: الإشادة بجهود "بوتين" في التصدي للإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التصدي لظاهرة الطلاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • آيسلندا: المجتمع يدعم المسلمين في التصدي لممارسات اليمين المتطرف(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب