• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

تفكيكية دريدا والاحتفاء بالاعتبارات الهامشية

تفكيكية دريدا والاحتفاء بالاعتبارات الهامشية
غزلان هاشمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/9/2012 ميلادي - 3/11/1433 هجري

الزيارات: 23577

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفكيكية دريدا والاحتفاء بالاعتبارات الهامشية


وضع "جاك دريدا" كل مسلَّمات الفلسفة الغربية -منذ عهد أفلاطون- موضعَ سؤالٍ وشك؛ حيث بيَّن من خلال بحثه: "البنية، والعلامة، واللعب في خطاب العلوم الإنسانية" - الذي قدَّمه عام 1966 في ندوة بجامعة جون هوبكنز، بالولايات المتحدة - أن كل فكرة للبنية افترضت معها وجود مركز للمعنى يحكمها، وأن البشر راغبون في مركزٍ ما، يؤسِّس حضورهم، ويضمن لهم وجودهم، وقد تجسَّدت المبادئ المركزية في عدد من الألفاظ المنتجة من طرف الفكر الغربي؛ مثل: الوجود، والماهية، والحقيقة، والجوهر، والنهاية، والبداية، والإنسان، والوعي....

 

ويجد "دريدا" أن محاولة التفكيك خارج حدود هذه المصطلحات، ومحاولةَ إبطال مفاهيمها - قد يؤدِّي إلى الوقوع في فخ المصطلحات المعتمد عليها، "فإذا حاولنا - على سبيل المثال - إبطال المفهوم المركزي للوعي بتأكيد القوة المدمرة للاوعي؛ فإننا نواجه عندئذٍ خطرَ استحداث مركز جديد؛ لأننا لا نملك سوى الدخول في النسق المفهومي (شعور/ لا شعور) الذي نحاول إبطاله، وكل ما نستطيع هو رفض السماح لأيٍّ من القطبين في نسقٍ ما (جسد/ روح، خير/ شر، جاد/ هازل) بأن يكون هو المركز، وضمان الحضور"[1]؛ لذا لا بد علينا أن نحاول التخلص من مأزق المركزية.

 

يجد "دريدا" أن الفكر الغربي يحتفي بمركزية "اللوغوس" أو الكلمة، ويكشف في كتابه: "دراسة الكتابة" أن مركزية الصوت تفترض تغييبًا للكتابة، على أساس أنها تمثل شكلاً غير صافٍ من الكلام، وأن الأخير هو الأقرب إلى تجسيد الفكر الخالص، على اعتبار أنه حضور يفترض وجود الذات المتكلمة، ومن هذا المنطلق دعمت الفلسفة الغربية هذه المكانة التراتبية، حيث أَوْلَت عناية بالكلام، وتمركزت عليه، في حين همشت الكتابة.

 

حاول "دريدا" أن يقوض هذه الفكرة بطرحه العَلاقة التبادلية، التي يصير معها المركز هامشًا والهامش مركزًا، وذلك باستخدامه مصطلح "التكملة"، والتي تعني الإضافة والاستبدال؛ حيث تحل الكتابة محل الكلام، باعتبار أن الأخير مكتوب دائمًا، ومن هنا يرى "دريدا" أن "الكتابة هي أصل اللغة، أما الصوت الذي ينقل الكلمة المنطوقة - اللوغوس - فهو ليس الأصل، ويرى أن الصمت، واللاوعي، وعمليات الكتابة الاختلافية، قد تعرَّضت للقمع والرقابة في زمن التمركز؛ مما أخفى أوجه الغياب، والاختلاف، والمسافات الخلاقة"[2].

 

وهذا ما يحتِّم هدم الميتافيزيقيا، والتي تعني: كل فكرة ثابتة مقتطعة من شروطها التاريخية، ساعدت على نشوء الثنائيات المتعارضة، ثم التحيز لأحد طرفيها، ويحتم خلخلة المثالية الدينية، التي تمثلت في مركزية "اللوغوس" أو الكلمة في الكتاب المقدَّس، تأسيسًا لوعي جديد يتعارض مع الوعي اللاهوتي، الذي حاول توحيد العالم حول مركز عقائدي واحد، تتجسَّد فيه معنى الحقيقة الموحدة التي لا تناقَش.

 

إن التفكيك بتأكيده على التعدد، والاختلاف، وإلغاء الحضور، والتعالي - يهدف إلى تقويض نماذج الحضارة الغربية، وهذا يسمح بظهور بدائل حضارية، وفكرية، وفلسفية، تتغاير في نظمها وأهدافها عما أَرْسَته الميتافيزيقيا الغربية[3]؛ مما يجعله مشروعًا يَهدف إلى تجاوز الأطروحات المنهجية السابقة.

 

إن التفكيكية قراءة تقدِّم احتمالات المعنى المناقِض بطريقة لا نهائية؛ حيث إن "النص الذي يتيح القراءة، يستدعي أكثر من قراءة؛ إذ قراءاته تتعدَّد بتعدد مستوياته، وتختلف باختلاف قرَّائه"[4].

 

ومن هنا تسعى للوقوف على ذلك الشرخ الموجود بين النص في دلالته الصريحة، وما يخفيه من الْتباسات مسكوت عنها، ومن ثمة قلب السائد والمتعارف عليه؛ من أجل الكشف عن التحيزات التي يمارسها الخطاب بطريقة غير مصرح بها، والتي تشكِّل تناقضات حتمية.

 

"إن غاية "دريدا"، هي تأسيس ممارسة - فلسفية أكثر منها نقدية - تتحدى تلك النصوصَ التي تبدو وكأنها مرتبطة بمدلول محدد ونهائي وصريح، إنه لا يريد تحدي معنى النص فحسب، بل يطمح إلى تحدي ميتافيزيقا الحضور الوثيقة الصلة بمفهوم التأويل، القائم على وجود مدلول نهائي"[5].

 

وفي هذا الصدد يجد عبدالله إبراهيم أن التفكيك يؤسِّس "موقفه تجاه الخطاب، هادفًا تحرير عمل المخيلة من ناحية، وافتضاض آفاق جديدة للعملية الإبداعية من ناحية أخرى"[6].

 

يجد "دريدا" أن الفكر الغربي "ما ورائي ميتافيزيقي" قائم على ثنائيات ضدية مختلفة، هذه الثنائيات تسعى لخلق تراتبات وجودية، تحتم على الطرف الأول التموضعَ في شكل من الامتياز والفوقية، وتحتم على الطرف الثاني التموضعَ داخل التغييب والدونية والتهميش، وهذا ما يجعل الطرف الأول يمارس القمع والاستبداد ضد الآخر، بادعائه الحقيقة المطلقة.

 

إن ما يَلفِت إليه "دريدا" انتباهَنا هو أن وجود الطرف الأول وأهميته مقرونةٌ بوجود هذا الهامش، وذلك ما ينفي صحة التفضيل والتراتب المنشأ من طرف العقل الغربي، والذي حبسه في دائرة الميتافيزيقيا مدة طويلة من الزمن؛ حيث تحوَّلت معه بعض المدلولات إلى مسلَّمات بعيدة عن أوجه النقد والمساءلة، ومن ثمة تصير "الازدواجات" (مركز/ هامش، مسيطَر/ مسيطِر، مادة/ فكر...) هي ثنائيات أسطورية، تتجاوزها حلقات الاختلاف التي تناهض حلقة التطابق أو التماهي، فبينما كانت حلقة المطابقة تزعم وجود مركز: "لوغوس، حضور، نظام، كوجيتو...": يقضي الهامش: "الخرافة، الجنون، اللاشعور، الغياب، التبعثر..."؛ فإنه بجعل الهامش مركزًا، سيرتدُّ المركز إلى هامش، فهو مركز ولا مركز؛ لأنه هامش، وهو هامش ولا هامش؛ لأنه مركز، فهو في آنٍ واحد مركز وهامش، وفي اللحظة ذاتها لا مركز ولا هامش"[7].

 

إذًا فالتفكيكية مشروعٌ صاحَبَ التحولاتِ الأدبيةَ المحدَثة؛ حيث سعى لتخريب المعنى الثابت، وبالتالي كل منتجات الحداثة الغربية؛ لينزع عنها صفة القداسة، ومن ثمة ليفتح مجالاً لتبادل الأدوار والمراكز بين الأنا والآخر.

 

كان عمل "دريدا" امتدادًا لما بدأه الفيلسوف الألماني "مارتن هايدغر"، حينما نقض فكرة الوجود والزمن، واعتبر أن الحاضر هو الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة الغربية، هذا الحاضر هو ما سماه "دريدا" فيما بعد باسم الظاهر، أو الواقع، أو المباشر؛ حيث وضَّح أن لا وجود لنص نهائي أو معنى تام، بل إن المعنى خاضع للتعدد والتنوع، بعدد قارئيه إلى حد التناقض أحيانًا، ومن ثمة يُصبِح التفكيك ممارسة تَهدف للكشف عن الدلالات الخفية؛ مما يعني إنشاء نص محايد.

 

لكن التساؤل المطروح: هل كل نص بالضرورة متعدِّد المعاني، وله القدرة على الخضوع لعملية التفكيك؟


ألا يوجد نصوص سطحية يمكن اعتبارُ ممارسةِ التأويل عليها ممارسةً ضاغطة تقوِّله ما لا يستطيع احتماله؛ حتى تغدو عملية التوليد فاقدةً للدقة والمعقولية؛ مما يدخل النصوصَ إلى متاريس الفوضى واللامعنى؟

 

وإذا كانت التفكيكية هي محاولةً للقضاء على كل سلطة ويقين ادَّعته النظريات السابقة والفكر السابق، ألاَ تكون - بممارستها لفعل التشكيك في كل أمر - قد وقعت فيما أرادت تحطيمه، حينما ادَّعت امتلاكها لسلطة الإلغاء والرفض لباقي النظريات، وهذا ما جعلها تسقط في تناقض كبير مع ما نادت به؟

 

يرى "نبيل راغب" أنه رغم فاعلية التقويض، إلا أنه في نهايته محير، فـ"دريدا" لم يقدِّم بديلاً عن مسلَّمات الميتافيزيقا الغربية بعد أن قوضها، بل إن البديل نفسه - كما يرى "دريدا" - سيتَّسم بسمات الميتافيزيقا لا محالة؛ ولذلك اكتفى "دريدا" بممارسة التقويض فقط[8]، إضافة إلى أن النقاد والفلاسفة بيَّنوا أن "دريدا" يَدِين في تفكيكيته - سواء من ناحية المسلَّمات، أو من ناحية المنهجية - لأساليب التفسير التَّوْرَاتي، وأن إضافته تمثَّلت فقط في نقل الممارسات التأويلية لهذه النصوص اللاهوتية المقدَّسة عند اليهود، وتطبيقها على الخطابات الفلسفية.

 

ويقول "نبيل راغب" في هذا الصدد:

"وبذلك فإن "دريدا" في نقده للميتافيزيقا الغربية التي يرى أنها تتسم بالطلاسم الماورائية، هو نفسه يُرسِي دعائم طلاسم ما ورائية لاهوتية مألوفة"[9]، وذلك بافتعاله لتأويلات مختلفة.

 

وفي الصدد ذاته يرى عبدالوهاب المسيري أن أسلوب "دريدا" يتَّسم بالغموض، ويبرِّر ذلك بقوله: إنه من خلال فلسفته "يبذل أقصى جهده؛ ليحطم حدود الكلمات، والجمل، والمعاني، ليفرض عليها معاني جديدة، ويحبِّذ الانزلاق بين الدوال، ويُجِيد اللعب بها؛ مما يجعل قارئه كمَن يسير على سطح أَمْلَس، فيركز على الاحتفاظ بتوازنه حتى لا يسقط"[10]، بدلاً من أن يكشف التناقضات، ويلحظ سطحية الأفكار التي تخفيها الألعاب اللغوية.

 

في فكرِ ما بعد البنيوية وُجِد اتجاه مغاير، اعتبر أن هناك عَلاقة وثيقة بين الخطاب والقوة، أو ما اصطُلح عليه باسم السلطة، واعتمد أصحابُ هذا الاتجاه على فكر الفيلسوف الألماني "نيتشه"، الذي بيَّن أن الحقائق المبنية - أو ما اعتبر حقيقة - ما هي إلا رسم من حدود الذات التي تخضعها لأهدافها، ومن ثمة فكل معرفة هي تعبير عن إرادة القوة، وهذا ما ينفي وجود الحقائق المطلقة؛ لأن الناس لا يؤمنون بصدقِ أيِّ اتجاهٍ علمي أو فلسفي إلا إذا تطابق مع الحقيقة، ومع الصدق، لا كما هما موجودان، بل "كما تحدِّدها السلطات الفكرية أو السياسية السائدة في مرحلة من المراحل، أو كما يحدِّدها أعضاء الصفوة الحاكمة، أو منظِّرو المعرفة الموجودة في ذلك المجتمع"[11].

 

عدَّ "ميشيل فوكو" الخطاب نشاطًا إنسانيًّا مركزيًّا، وعلى هذا الأساس لا يعتدُّ بأي معرفة، إلا إذا وافقت أو سايرت توجهاتِ القوة كما هي منتج مؤسساتي سلطوي، ولا تصبح الحقيقة إلا تعبيرًا عنها؛ حيث يقول في هذا الصدد: "إننا نعيش في مجتمع ينتج وينشر خطابًا همه هو الحقيقة - أو يعتبره الناس كذلك - وله من جراء ذلك سلط خاصة، إن إقامة خطابات حقيقية - وهي خطابات تتغير، فوق ذلك، على الدوام - لمن مشكلات الغرب الأساسية، يجب الشروع في التأريخ لـ "الحقيقة"، أو لتلك السلطة التي تحظى بها الخطابات المقبولة على أساس أنها حقيقية"[12]، كما وجد أثناء دراسته للجنون أن الممارسات الخطابية تتحكَّم في الأفراد، وتجعلهم مُذعِنين لها في تفكيرهم وكلامهم، ومَن خرج عنها اتُّهم بالجنون، وأرغم على الصمت واستبعد، إن القوة عند "فوكو" "يتم الوصول إليها بواسطة الخطاب، سواء في السياسة، أو الفن، أو العلم، والخطاب هو عنفٌ نمارسه على الأشياء، أما دعاوى الموضوعية التي تقال لحساب خطابات معينة، فهي دعاوى زائفة دائمًا؛ إذ ليس هناك خطابات صادقة بالمعنى المطلق، بل إن كل ما هنالك خطابات قوية بدرجة أو بأخرى"[13].

 

كما بيَّن أن مختلف المفاهيم كالتاريخ وغيرها، "ليست مفاهيمَ مطلقةً تتداولها العصور والأنساق الفكرية، والنظرية، والمذاهب الفلسفية بالرؤية نفسها، وبالدلالة ذاتها؛ وإنما هي مجرد نسيج من الاستعارات والاصطلاحات، يتلوَّن بتلون المرحلة التي يوجد فيها"[14]، وأن استعمالها وتوظيفها خاضع لإجراءات سلطوية، ومخادعات كثيرة مموهة؛ ومن هنا يتضح أن للحقيقة تاريخًا خاصًّا، هو تاريخ خطاب، أو مؤسسة تصارع من أجل التمركز عن طريق ممارسات الإقصاء والتمويه؛ إذ "الحقيقة مرتبطة دائمًا بأنساق السلطة التي تنتجها وتدعمها، وبالآثار التي تولدها، والتي تَسُوسها، وهو ما يدعى نظام الحقيقة"[15]، من هنا كان الهدف هو محاولة تغيير النظام السياسي، والمؤسسي، والاقتصادي لإنتاج الحقيقة، "فكل ما ظل يدعى حقيقة حتى الآن قد تم الكشف عنه كأكبر أشكال الكذب ضررًا، وأكثرها مكرًا وتسترًا..."[16]، حسب ما يرى ذلك "نيتشه".



[1] رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة، ص135.

[2] عز الدين مناصرة: علم الشعريات، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان - الأردن، ط1، 2007، ص554.

[3] عبدالله إبراهيم سعيد الغانمي عواد علي: معرفة الآخر، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط2، 1996، ص142.

[4] علي حرب: نقد النص، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط4، 2005، ص20.

[5] أومبرتو ايكو: التأويل، ترجمة: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط2، 2004، ص124.

[6] عبدالله إبراهيم: دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية، جريدة إيلاف الإلكترونية، www.elaph.com

[7] محمد شوقي الزين: تأويلات وتفكيكات، المركز الثقافي العربي، المغرب - لبنان، ط1، 2002، ص190.

[8] ميجان الرويلي سعد الغامدي: دليل الناقد الأدبي، ص111.

[9] المرجع نفسه، ص111.

[10] عبدالوهاب المسيري: الحداثة وما بعد الحداثة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق - سوريا، ط1، 2003، ص113.

[11] رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة، ص152.

[12] ميشيل فوكو: هم الحقيقة، ترجمة: مصطفى المسناوي مصطفى كامل محمد بولعيش، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2006، ص41.

[13] رامان سلدن: المرجع السابق، ص156.

[14] محمد شوقي الزين: تأويلات وتفكيكات، ص126.

[15] ميشيل فوكو: نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، د.ت، ص95.

[16] فريديريش نيتشه: هذا هو الإنسان، ترجمة: علي مصباح، منشورات الجمل، بغداد - العراق، ط2، 2006، ص163.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقاربات لموقف المثقفين العرب من الحداثة
  • مدخل إلى مفهوم ما بعد الحداثة
  • "لا تحديدية" دريدا؛ التفكيكية من منطلق إسلامي
  • إيميل له علاقة بتفكيكية دريدا

مختارات من الشبكة

  • التفكيكية والبنيوية: اتفاق أم اختلاف؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العلم بين الإيمان والإلحاد ( دراسة تفكيكية )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدلالة المركزية والدلالة الهامشية بين اللغويين والبلاغيين(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • احتفاء الكون(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم)
  • الاحتفاء الرباني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاحتفاء بتخريج 21 من حفظة القرآن الكريم بجمهورية قيرغيزستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المولد بين الاحتفاء والأفعال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احتفاء بتوقيع كتاب: رعاية الأسرة المسلمة للأبناء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بريطانيا: احتفاء الإعلام بسائق مسلم لأمانته(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: احتفاء بارتفاع جودة التعليم بمدرسة إسلامية للفتيات(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
9- اعتذار
مطيع السروري - اليمن 01-10-2012 11:22 PM

المعذرة منكِ إستاذة غزة هاشم/غزلان هاشمي على ذلك الخطأ غير المقصود في كتابة إسمكِ في تعليقي الأخير. وأرى أن تنبيهكِ لذلك، بالإضافة لهذا الإعتذار هنا، كافٍ لإزالة ذلك الخطأ، للسببين التاليين:

أولا: إن الذي حدث لم يعد بالإمكان إزالته عمليا (من قبلي، على الأقل)، لأنه خرج عن سيطرتي.

ثانيا: إزالته تحققت بالإشارة والتنبيه على أنه غير ذلك، وذكر الإسم الصحيح.

فالأهم في إزالة شيء ما، كما أرى، أن يزول من الذهن؛ كما يحدث، مثلا، عندما يزول تأثير النظريات الفلسفية (أو الأدبية) الغربية عند قراءتها من منطلق إسلامي؛ وأيضا كما يحاول مصطلح "الأدب الإسلامي" أن يزيل ما علق بالأذهان من مفهوم أو مفاهيم غريبة للأدب عن تصورنا الإسلامي، بالكتابة المؤسِّسَة لذلك، أو بإنتاج الأعمال الأدبية الإسلامية.

أرجو قبول إعتذاري، ودمتِ بألف خير

8- شكر
غزة هاشم/غزلان هاشمي - الجزائر 01-10-2012 07:24 PM

أجدد شكري وامتناني للتبع وحسن التفاعل والنقاش أخي مطيع ....فقط أرجو تصويب اللقب فهو"هاشمي" وليس هاشم ...تحياتي الخالصة

7- الرد واجب فعلا، بلا شك
مطيع السروري - اليمن 29-09-2012 01:19 AM

تعجز كلماتنا عن التعبير بالشكر لكِ أستاذة غزلان هاشم على كرمكِ بالتفاعل والتحاور بروح نقدية إيجابية بناءة، وسعة أفق رحبة؛ زادك الله من فضله.

أرى أننا متفقون في رؤيتنا النهائية، وإن كانت طرق طرحنا تتم من زوايا مختلفة.

لقد طرح كلٌ منا مفهوم "الرد على الآخر" من زاوية مختلفة؛ ولا ضير في ذلك عندي، بل هو مما يثري موضوع النقاش ويعمل على تكامله.

إن إعتراضي على "الرد على الآخر" كان يعني أن لا يتم من نفس مستوى انطلاقه هو، أي ليس على أساس "مستوى علاقات القوى كإطار نهائي"- عند هذا لسنا بذلك معنيين بالرد على أحد؛ "وإن كان لا مانع من ذلك، طبعا" على أساس التدافع بين الناس (وليس على أساس الإنطلاق من نفس المستوى)، فالإيمان بالله وباليوم الآخر لا يلغي ذلك بل يتعداه ـ. وكان المفهوم نفسه عندكِ بمعنى دحض وتفنيد أفكار الآخر بحجج أقوى؛ هذا إن كان فهمي لتعليقكِ الأخير صحيحا.

وأرى، أن عملية فهم الآخر والتفريق تمييزا بين تصوراته الفلسفية، وتصورنا الإسلامي تصب في إطار مفهوم "الرد على الآخر" الذي تفضلتِ مشكورة بطرحه؛ وليس لنا أي إعتراض عليه، بل هو ما ينبغي أن يكون (وليس في ذلك تعالٍ على أحد؛ فديننا يأمرنا بالدعوة بالتي هي أحسن، وليس لنبذ الآخر)، وهو ما نمارسه بالفعل عندما نحاول أن نـَنـْظـُرَ للأمور من منطلق إسلامي، والله أعلم.

وتساؤل الأخ محمود السيد مسعود، وردكِ عليه ساعدا معا على وضع موضوع المقال والتعليقات التي بعده في سياقه العام، وكذلك ساعدا على تلخيص الموقف كله بشكل موفق.

شكرا جزيلا لك أستاذة غزلان هاشم، و دمتِ بخير، ونفع الله بك؛ والشكر أيضا موصول للأخ محمود السيد مسعود على مداخلته المثرية للنقاش.

6- معرفة الآخر تمكين للأنا
غزة هاشم/غزلان هاشمي - الجزائر 28-09-2012 11:48 PM

أخي الكريم محمود السيد مسعود لا يغيب الهدف عن الفعل وإن كان منافيا لكل قيمية سائدة ولا أظن دريدا يفوته هذا الأمر وخاصة مع كل التوترات الواقعة وسياق ما بعد الحداثة وكل ما أصاب العقل الأوربي من خلخلة وإرباك على جميع الأصعدة هذا الامر لا يمكن إنكاره وإن كان هدفه معاكسا تماما لأهدافنا المسطرة ،لذلك ليس المطلوب أن تتبعه بل أن تسائل مشروعه وأن تشكك في منطلقاته وأعتقد أن مشاركة الأستاذ مطيع السروري تحمل ردا على ما أوردته حينما قال"الكلام هنا لا يعني الدعوة لعدم فهم الآخر والآخذ منه، بل من منطلق "الحكمة ضالة المؤمن"، العكس هو الصحيح؛ ولن يتأتى ذلك لنا مالم ننطلق من (أو حتى نرجع إلى) مرجعيتنا الإسلامية لتحدد لنا الطريق، قربا منها أو بعد عنها، عند تعمقنا في بحار أو محيطات الفلسفات الغربية؛ والله أعلم
أخي الكريم أمام هذا الزخم المفاهيماتي الذي يرد إلينا ونجده بين مقرراتنا الجامعية ـ وهذا طبعا ما تفترضه معرفة الآخر وليس القرب منه ـ نجد أنفسنا أمام إشكال التلقين فكلما وقفت أمام طلبتي في الجامعة وعلمتهم منهجا من المناهج الغربية وبعد أن أقدم أساسياته أعلمهم أن يكون تقبلهم إيجابيا بمعنى أن يقوموا بمساءلة كل ما يرد إليهم مساءلة العارف والواثق لا مساءلة المتتبع الباحث عن هوية المطابقة وهنا مكمن الفرق....إذا أردنا التصدي للآخر وعرقلة اختلاقاته فعلينا معرفة آليات تفكيره ثم الرد عليها معرفيا ما أمكننا ذلك حتى لا نتهم بالانصياع الى المبررات الأيديولوجية ...شكرا مجددا للتفاعل والتحاور

5- الرد واجب
غزة هاشم - الجزائر 28-09-2012 10:05 PM

خالص الشكر أستاذ مطيع السروري على التفاعل الكريم
أتفق معك على أن اختلاف المرجعيات وتباينها بيننا وبينهم ،ولكن أرى الأمر مغايرا من زاوية الرد على الآخر فحتى احتمال الحياد من أجل التمكين لدين الله أو التحقق الفعلي للإسلام من خلال الدعوة تفترض ردا في محمولاتها لأن الدعوة هي افتراض وجوب لوجود يعني إلغاء وإقصاء كل تفكير ديني مغاير لأنه يحتمل الزيف ويعمل بالتالي على إرباك الفهم الصحيح لصورة الاستخلاف في الأرض والهدف منه ....إذن أليست الدعوة منذ مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله اعتراف بوجود متحقق لوعي مزيف سائد في سياقه الاجتماعي والحضاري يعمل الوعي الأصيل على نفيه؟...وقد افترضت الإجابة عنه من قبلك حينما قرأت باقي مشاركتك عندما دعوت إلى فهم الآخر من خلال رؤيتنا الخاصة طبعا وليس من خلال ما يريدنا الآخر أن نتفهمه منه باصطناع صور نمطية لا تدل على حقائق الأمور بل تسري مسار المتعاليات ....وهذا يحتاج منا محاولة التحكم في الزمن العربي بكل احتمالاته والمساءلة التي تفترض النقاش البناء لا الشك والاختلاف الذي يدعي معه كل رأي الاكتفاء وأنه صاحب الرأي الأصوب ....بارك الله فيكم وأسأل الله لكم دوام التثبت والوعي

4- عذراً لم أفهم
محمود السيد مسعود - مصر 28-09-2012 08:39 PM

قد يكون تعليقي بلا سند ودليل لكن على الأقل له لهدف .
أولاً أنا غير متخصص في الفكر والفلسفة الغربية وعلمي بها نادر إن لم يكون معدماً من الناحية الدراسة والثقافية .
ولكني أتسائل ما الهدف من المقال ؟!
وما الهدف من الذي وضعه صاحب التفكيكية لنفســه واجتهد حتى عرض النظرية التفكيكية ؟! أم كان يسير بلا هدف ؟!
إن كان صاحب النظرية ليس له هدف فيها فأنا في الغالب لا أتبع التائهين لكي أصل إلى طريقي الصحيح ، وإن كان له هدف فهذا في حد ذاته تكذيب للنظرية ..
إن كان له هدف فهو يسير لحقيقة ما يؤمن بها ويراها موجودة وثابته وهذا عكس ما فهمت من النظرية .
كما اعتقد إن النظرية كما إستوعبها عقلي بها عيوب منطقية أو لا تعترف بالمنطق .
شــكراً للأستاذة غزلان هاشمي على المقال ، وشكراً للدكتور مطيع على التعليق أيضاً والإضافة .

3- الإيمان بالله واليوم الآخر ينقض علاقات القوى كإطار نهائي و لكن لا يلغيها
مطيع السروري - اليمن 27-09-2012 10:38 PM

شكرا جزيلا، للأستاذة غزلان هاشمي على الرد وحسن الإجابة.

ولمزيد من النقاش، إن أمكن، سوف أكتفي هنا بالتفاعل مع تساؤلين، أرى أنهما مرتبطان ببعضهما البعض؛ وليس عندي شك في أنكم سوف تتقبلون كلامي بصدر رحب، فلغتكم تنبئ عن معدنكم الأصيل.

الأول: "ماذا أنتجت الذات ردا على منجزات الآخر؟".
هذا التساؤل يضعنا على مستوى "الأنا والآخر"—أي على مستوى علاقات القوى كإطار نهائي، وهذا هو المنطلق الفلسفي الغربي "ما بعد البنيوي" على وجه الخصوص، ولن نستطيع الخروج منه طالما ظللنا أسرى له، بوعي أو بدون ذلك؛ والحال في وضعنا كمسلمين غير ذلك، على ما أرى على الأقل.

نحن كمسلمين ننطلق من إيمان بالله وباليوم الآخر بالغيب ومرجعنا في ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية؛ والفلاسفة الغربيين على الأقل، ينطلقوا من فلسفة (أو فلسفات) هي نتيجة تفكيرهم في دنيا فقط (بما في ذلك الإنسان، طبعا). وكلُ منطلقٌ له ما وراه بعد ذلك. بعبارة أخرى، المنطلق الإسلامي يجعل الصلة بين الإنسان وخالقه هي الأساس بينما الفلسفي الغربي الآنف الذكر يجعل الصلة الأساسية بين إنسان وإنسان آخر—أي أنه خاضع لثنائية سواء بنيوية ثابتة أو "ما بعد بنيوية" متحركة—لمفهمومه للهوية.

بإختصار، لا أرى، شخصيا، أننا كمسلمين بحاجة للرد على أحد (وإن كان لا مانع من ذلك، طبعا)، بقدر ما نحن بحاجة إلى فهم أنفسنا بناء على تدبرنا للقرآن والسنة، وليس بناء على "هوى الأنفس"—كما تدعو الفلسفات الغربية، حتى نستطيع أن ندعو لدين الله على هدى وبصيرة، كلٌ من خلال مجال تخصصه، والله أعلم.

أما بالنسبة لسؤال "هل استطعنا التحرر من فعل المركزيات الغربية بالإعتماد على إمكاناتنا الخاصة؟"، ربما تكون الإجابة بشكل عام "لا" كما هو ملاحظ مما تعج به الساحة الفكرية والأدبية العربية، لأننا للأسف لم نكترث لذلك، وإن إكترثت "قلة" منا بذلك، فإنهم لم يجدوا لهم، حتى الآن، آذانا صاغية بما فيه الكفاية. هناك مفكرون مسلمون تناولوا هذا الموضوع من منطلق إسلامي، كلٌ بطريقته من مثل: سيد قطب (رحمه الله)، وسيد محمد نقيب العطاس (ماليزي)، وغيرهم.

والكلام هنا لا يعني الدعوة لعدم فهم الآخر والآخذ منه، بل من منطلق "الحكمة ضالة المؤمن"، العكس هو الصحيح؛ ولن يتأتى ذلك لنا مالم ننطلق من (أو حتى نرجع إلى) مرجعيتنا الإسلامية لتحدد لنا الطريق، قربا منها أو بعد عنها، عند تعمقنا في بحار أو محيطات الفلسفات الغربية؛ والله أعلم.

ويظل الموضوع مفتوح للنقاش. والقلوب متسعة لكل نقد بناء. وشكرا جزيلا؛ ودمتم بخير وعافية.

2- الحقيقة الغائبة عنا
غزة هاشم/غزلان هاشمي - الجزائر 26-09-2012 10:34 PM

الأستاذ الفاضل مطيع السروري لك من الامتنان أجمله لرائع التتبع والمساءلة.... حقيقة التساؤل أوردته تأكيدا لما يفترضه الإيجاب وليس انتظارا للجواب لأن الجواب قد يفترض العكس ...لذلك كان تساؤلي يحمل في طياته صوغ إجابة أصلا هذا أولا.......أما ثانيا فأحمل شكرا متجددا لهذه الإضافة القيمة التي حملتها مشاركتك الجميلة ...وأخيرا وإجابة عن تساؤلك فأرى الإجابة تحتمل تساؤلا مغايرا: ماذا أنتجت الذات ردا على منجزات الآخر؟ هل استطعنا التحرر من فعل المركزيات الغربية بالاعتماد على إمكاناتنا الخاصة؟ إن كان غير ذلك ـ وهو ما يؤكده الواقع للأسف لاعتمادنا على ما ينتجه الآخر في جميع المجالات ـ فما هي السبل للقضاء على الشعور بالدونية والانتقاص إزاء الآخر في ظل الاحتمالات المغايرة ومع كثرة الهجمات على الإسلام ورموزه؟
هي تساؤلات تحتمل إجابات مشتركة من قبل الهيئات والحكومات والأفراد ...والموضوع مفتوح للنقاش...تقبل جميل التحية

1- رؤية دريدا لإزالة التناقض في ممارسته التفكيكية
مطيع السروري - اليمن 21-09-2012 09:48 PM

شكرا جزيلا للأستاذة غزلان على ما قدمته من معلومات عن "تفكيكية دريدا"، وأيضا ما قدمته من مقتطف قصير جدا عن "خطاب فوكو".

بالنسبة لي، لفت انتباهي في المقال تساؤل أوردته الأستاذة غزلان يتعلق بممارسة دريدا نفسه، ولكنها لم تقدم لنا الإجابة عنها كما رأها دريدا بنفسه، حيث تساءلت:

"وإذا كانت التفكيكية هي محاولةً للقضاء على كل سلطة ويقين ادَّعته النظريات السابقة والفكر السابق، ألاَ تكون - بممارستها لفعل التشكيك في كل أمر - قد وقعت فيما أرادت تحطيمه، حينما ادَّعت امتلاكها لسلطة الإلغاء والرفض لباقي النظريات، وهذا ما جعلها تسقط في تناقض كبير مع ما نادت به؟"

ثم أوردت استشهادات لم تجيب على التساؤل بقدر ما تؤكده كتساؤل.

لذلك أقول: إن دريدا كان يعي ممارسته تلك وأنها فعلا بتلك الطريقة ستسقط "في تناقض كبير مع ما نادت به"، لذلك فقد نادى بأن يوضع الدفغونس (يترجمه المسيري، رحمه الله، بـ "الإخترجلاف"—وهو دمج كلمتي "اختلاف" و "تأجيل" دلالة على "اختلاف" المعنى و "تأجيله"، أي: عدم إستقراره أو تمركزه إطلاقا)—أقول، نادى بأن يوضع الدفغونس تحت المسح أو الشطب؛ والدفغونس طبعا هو ما سينتج من تفكيك المعنى أو الميتافيزيقيا (أي أنه هو ثنائية الميتافيزيقا التي يفككها دريدا)، وفي حالة دريدا—هذه التي نتكلم عنها هنا—يكون هذا الدفغونس هو نفسه ممارسة دريدا للتفكيك؛ وحتى لا يسقط دريدا في ذلك التناقض، فقد نادى بأن يتم مسح أو شطب ممارسته نفسها بعد أن تكون قد أدت الغرض، لأنه إذا لم ينادِ بذلك المسح أو الشطب لممارسته التفكيكية فإنها سوف تشكل سلطة إلغاء في حد ذاتها؛ وكأنه لم يعمل شيئا غير أنه فكك مركز ليمركز آخر. لهذا أيضا أصر دريدا على عدم الاعتراف بممارسته التفكيكية كفلسفة، لأنها إن سميت كذلك فإنها ستشكل ذلك التناقض الذي أوردته الكاتبة في تساؤلها.

تساؤل للفهم للأستاذة غزلان، إن أمكن:

هل يمكن الرد على تفكيكية دريدا إسلاميا، أم أن ذلك غير ممكن؟ إن أمكن، كيف؟ وإن لم يكن ممكنا، لماذا؟

وشكرا جزيلا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب