الالتزام الديني الإسلامي ومعالم الصحة النفسية لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة

ملخص الرسالة

الالتزام الديني الإسلامي ومعالم الصحَّة النَّفسية

لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة

ملخَّص البحث:

عنوان الدراسة: الالتزام الديني الإسلامي، ومعالم الصحَّة النَّفسيَّة لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أهداف الدراسة: معرفة الفروق بين الملتزمات دينيًّا وغير الملتزمات في أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة، إضافة إلى معرفة الفروق بين الملتزمات دينيًّا في الصحَّة النَّفسيَّة تبعًا للتَّخصص، والحالة الاجتماعيَّة، ومعرفة العلاقة بين الالتزام الديني الإسلامي، وأبعاد الصحَّة النَّفسيَّة.

تصميم الدراسة: قامت الباحثة باستخدام المنهج الوصفي في دراستها، معتمدةً على بعض الأساليب الإحصائيَّة لاختبار فروضها؛ مثل: المتوسطات واختبار (ت)، وتحليل التَّباين أحادي الاتجاه ومعامل الارتباط.

عَيِّنة الدِّراسة: تَمَّ إجراء البحث على عينة مكوَّنة من 646 طالبة من تَخصُّصات مُختلفة ومستويات دراسيَّة مُختلفة في مُجتمع جامعة أُمِّ القُرى بِمَكَّة المُكَرَّمة.

الأدوات: مقياس التَّديُّن إعداد الصّنيع (1409 هـ)، مقياس الصحَّة النَّفسيَّة إعداد مرسي وعبدالسلام (1404هـ).

النتائج:

• توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين طالبات جامعة أم القرى الأكثر التزامًا دينيًّا، والأقل التزامًا دينيًّا في بعض أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة، (العلاقات الشَّخصيَّة الوطيدة، المهارات الشَّخصيَّة، المشاركة الاجتماعيَّة، العمل المشبع والتَّرويح، القِيَم والمبادئ والأهداف)، (عدم النُّضج السلوكي، عدم الثَّبات الانفعالي، الإحساس بعدم الاتساق، العيوب الجسميَّة، الأمارات العصبيَّة)، في صالح الأكثر التزامًا دينيًّا.

• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين طالبات جامعة أم القرى الأكثر التزامًا دينيًّا في أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة تبعًا للحالة للتَّخصص.

• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين طالبات جامعة أم القرى الأكثر التزامًا دينيًّا في أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة تبعًا للحالة الاجتماعيَّة.

• توجد علاقة ارتباطيَّة ذات دلالة إحصائيَّة بين الالتزام الديني الإسلامي، وبعض أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة (العلاقات الشَّخصيَّة، المهارات الشَّخصيَّة، العمل المشبع والتَّرويح، القيم والمبادئ والأهداف، عدم النضج السلوكي، عدم الثبات الانفعالي، الإحساس بعدم الاتساق).

التوصيات: من أهمها:

1- العناية ببرامج التَّوجيه والإرشاد في المدارس، ومتابعة أداء وظائفها بالصورة العمليَّة.

2- اتّباع الفرد لبرنامج ديني إسلامي يحقق الصحَّة النَّفسيَّة.

3- الاهتمام ببرامج الأنشطة غير المنهجيَّة في مراحل التَّعليم العام - العالي، بحيث يخصص بعضها للتَّوعية الدينيَّة لرفع مستوى التزام الطَّلبة - الطالبات الديني.

الباحثة المشرف               عميد كلية التربية

يسرى سالم بن صالح اليافعي أ.د محمد حمزة محمد السليماني     د. عبدالعزيز عبدالله خياط

فهرس محتويات البحث

المقدمة:

الدين ركيزة أساسيَّة في حياة الإنسان بما يحمله من مفاهيم وقيم وأفكار، وهو علاجٌ للكثير من المشكلات التي تواجه الفرد في حياته بصورة عامَّة، ويكون مصدرًا من مصادر السَّعادة والاستقرار النَّفسي والاجتماعي والجسمي، وذكر موسى (1412 هـ) عن شرف وعيسوي (1972 م): أنَّ الصحَّة النَّفسيَّة تزداد من خلال الخبرات الدينيَّة مشتملة على الإحساس بالقيمة الذاتيَّة وتنمية الشعور بالإيمان؛ والثقة بأن النصر سيكون في النهاية حتمًا للخير (ص113)؛ كما ينقل عن فهمي (1976م) "أنَّ التربية الدينية المبكرة تعد وسيلة وقائية لصحة الإنسان النفسية؛ فهي تساعد على تكوين نظام ثابت من القيم والمعايير الأخلاقيَّة، حيث تصبح ركيزة أساسية تقوم عليها أساليب تكيف الإنسان، وبقدر ما يستفيد سلوكه وتفكيره من هذا النظام يكون أقدر على التَّكيف النَّفسي والفِكري السليم" (ص 113)؛ كما يشير علوان (1401 هـ، ص 162) أنَّ المربّين عندما ينهجون المنهج الإيماني بكل ما يَحويه كتاب الله وسنة رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم - في تربية الأولاد، وينطلقون من منطلق الالتزام الديني للشريعة الإسلاميَّة يستطيعون بعد فترة من الزمن أن يكوِّنوا جيلاً مسلمًا مؤمنًا بالله، معتزًّا بدينه، ويكوِّنوا مُجتمعًا نظيفًا من الإلحاد والميوعة والحقد والجريمة، وجميع الأمراض النفسية والاجتماعية، بِما يُحقِّق للفرد مفهومَ الصِّحَّة النفسيَّة، حيثُ إنَّ الصحة النفسيَّة أملٌ وغايةٌ ينشدُها النَّاس جَميعهم باختلاف أجناسِهم ودياناتِهم؛ لأنَّ الشعور بالصحة النَّفسيَّة يعني تَمتُّع الفرد بالسعادة والطمأنينة مما يتحقَّق عن طريق تنمية الشعور الديني لدى الأفراد؛ كما يؤكد الشرقاوي (1984م، ص 115) على أنَّ العمل الصَّالح في التَّشريع الإسلامي وتمسك الإنسان بالدين يعتبر طريقًا علاجيًّا مألوفًا للأمراض النفسية والعقليَّة، كما يعتبر طريقًا عدلاً لتحقيق الصحة النفسية، لهذا سوف تقوم الباحثة بإجراء دراستها للتَّعرف على العلاقة بين الالتزام الديني ومعالم الصحَّة النَّفسيَّة لدى عيّنة من طالبات جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أولاً: مُلخَّص نتائج البحث

لقد توصَّل هذا البحث إلى النتائج التالية:

1- توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين الطالبات الأكثر التزامًا دينيًّا، والأقل التزامًا دينيًّا في بعض أبعاد الصحة النفسية (العلاقات الشَّخصية الوطيدة، المهارات الشَّخصيَّة، المشاركة الاجتماعيَّة، العمل المشبع والتَّرويح، القِيَم والمبادئ والأهداف)، (عدم النضج السلوكي، عدم الثَّبات الانفعالي، الإحساس بعدم الاتساق، العيوب الجسميَّة، الأمارات العصبيَّة) لصالح الأكثر التزامًا دينيًّا.

2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الطالبات الأكثر التزامًا دينيًّا في أبعاد الصحَّة النَّفسيَّة تبعًا للتَّخصص.

3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين الطالبات الأكثر التزامًا دينيًّا في أبعاد الصحة النفسية تبعًا للحالة الاجتماعيَّة.

4- توجد علاقة ارتباطيَّة ذات دلالة إحصائيَّة بين الالتزام الديني الإسلامي وبعض أبعاد الصحة النفسية (العلاقات الشَّخصية الوطيدة، المهارات الشخصية، العمل المشبع والترويح، القيم والمبادئ والأهداف، عدم النضج السلوكي، عدم الثَّبات الانفعالي، والإحساس بعدم الاتساق).

ثانيًا: التوصيات:

في ضوء ما أسفرت عنه نتائج هذا البحث فإنَّ الباحثة توصي بما يلي:

1- العناية ببرامج التوجيه والإرشاد في المدارس، ومتابعة أداء وظائفها بالصورة العمليَّة.

2- التركيز على مرحلة الطفولة والعناية بها عن طريق إرشاد الآباء والمعلمين، ومشاركة المدارس والجامعات ووسائل الإعلام في القيام بحملات توعية مسترشدة بأساليب التَّنشئة السليمة.

3- تكاتُف الجهات المعنيَّة لتوعية الأسرة لتوجيه الأبناء وتنظيم شؤونهم، وإشباع حاجاتهم ودوافعهم بأساليب مبنيَّة على أسس التربية والتعليم والتوجيه.

4- أن يهتم المعلمون والمعلمات في جميع المراحل التعليمية، وخاصة المرحلة الابتدائية بتحقيق الأهداف الوجدانية بنفس مستوى الاهتمام بالأهداف المعرفية باعتبار ملازمة التربية والتعليم.

5- الاهتمام ببرامج الأنشطة غير المنهجية في مراحل التعليم العام - العالي، بحيث يخصص بعضها للتوعية الدينيَّة، وذلك لتوجيه الطلاب إلى صرف اهتمامهم للرفع من مستوى التزامهم الديني، عوضًا عن أن تستغرق الاهتمامات الدنيوية كافة أوجه نشاطهم، بحيث تصرفهم عن الالتزام بتأدية الشَّعائر الدينيَّة.

6- ضرورة تَهيئة القدوة الصالحة في البيئة المدرسية متمثلة في العاملين بالمدارس من معلمين وإداريين، والتَّأكيد على ضرورة التزامهم بالسلوك الحميد النَّابع من تعاليم الإسلام، مما ينعكس أثره على نفوس التلاميذ فيزداد مستوى التزامهم بتعاليم المنهج الإسلامي، وتهيئة القُدوة الصَّالحة يكون من خلال برامج إعداد المعلمين، ومن خلال الدورات التدريبيَّة التي تعقد لهم أثناء ممارستهم العمل، بحيث تتضمن تلك البرامج التوجيه الإسلامي الذي يضمن لهم الصحة النفسية.

7- ضرورة الاهتمام بالجوانب العملية في الالتزام الديني من خلال البرامج الدينية التي تقرر في المراحل التعليمية المختلفة، وذلك مما يساعدهم في الرفع من مستوى الالتزام الديني لدى الأفراد في المدارس.

8- على الوالدين أن يكونا قُدوة صالحة لأبنائهم في الالتزام الديني من منطلق ما أمر به المنهج الإسلامي، وذلك حتى يسودَ الأُسرةَ جوٌّ من الأمن والسكينة والطمأنينة التي يوفرها الإيمان بالله سبحانه وتعالى والالتزام بكافة أوامره.

9- اتباع الفرد لبرنامج ديني إسلامي يحقق الصحة النفسية.

10- الاستخدام الأمثل للقرآن الكريم بالتّلاوة والتدبّر للوقاية والعلاج من الأمراض النفسية.