حسين فطاني (1335 - 1412 هـ) حياته وشعره

ملخص الرسالة

حسين فطاني

(١٣٣٥ - ١٤١٢هـ)

حياته وشعره

المقدمة:

الحمد لله قبل كل شيء وبعده، له الثناء الحسن في الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبدالله الأمين المبعوث رحمةً للعالمين، أما بعد:

فإن هذا البحث يتناول دراسة شخصية أحد الشعراء السعوديِّين وشعره دراسة موضوعية وفنيَّة، هو الشاعر حسين بن داود فطاني، الذي ولد في مكة عام (١٣٣٥) هـ، وتوفي عام (١٤١٢) هـ.

في البداية كان بالنسبة لي شاعرًا غير معروف، وبعد البحث والدراسة اطَّلعت على أدق تفاصيل حياته، ووضعه ونفسيته من خلال شعره، فقررت الشروع في الكتابة عنه، وتسليط الضوء عليه حتى يأخذ مكانه في ميدان الأدب، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتني لاختيار الموضوع، ومنها أيضًا:

١- الكتابة الأدبية عن علَمٍ من أعلام الشِّعر السعودي فيها إضاءة لجانب من جوانب الأدب السعودي، وإثبات بأن الأدب السعودي أدب قديم له مكانته وهيبته بين الآداب الأخرى، ومحاولة تصحيح تلك المفاهيم التي تقول إن الأدب السعودي أدب مقلِّد فيه جانب من الضعف.

٢- إثراء الدراسات التي تهتم بالأدب السعودي.

٣- محاولة إبراز الملامح الفنية والموضوعية في شِعره؛ فقد نظم الشاعر قدرًا لا بأس به مِن الشِّعر استخدم فيه عددًا من الأغراض تجلَّت فيها موهبته الشِّعريَّة.

٤- عدم أخذ هذا الشاعر حقه من الدرس والتدقيق؛ حيث إنه لم يُدرس قبلاً.

وفي ضوء هذه الأسباب أكون قد أسهمت بجهدي المتواضع لإعطاء هذا الرجل بعضًا من حقه علينا بوصفنا أبناء وطن واحد.

الدراسات السابقة:

بعد البحث والتقصي تبين لي أن العنوان الذي سجلته في القسم لم يسبق بحثه، كما أفادني أيضًا مركز البحوث والدراسات الإسلامية بعدم بحثه، وقد أخبرني أيضًا سعادة السفير إبراهيم موصلي - سفير المملكة في باكستان - زوج ابنة الشاعر في مكالمة هاتفية أنه لم يسبق لأحد دراسة هذا الموضوع.

وقد أفدتُ في دراستي من كثير من المناهج النقدية، وذلك بحسب طبيعة النصِّ الشِّعري، واضعة في الاعتبار ارتباط النصِّ بالعلاقات الداخلية والخارجية، وبما أن قريحة الشاعر فاضت بالشعر مبكرًا فإنني وجدت لديه من الإنتاج الشعري الشيء الكثير، وسِرتُ حيال هذه الكَثرة بما يتفق وما يُصوِّر عطاءه، مُنتقيةً منه ما يتوافق مع الموضوع المَطروق، مُستخدمة المنهج التحليلي في معالَجة الأبيات، معرِّفة بالأعلام المتوفَّين.

أما التقسيم الذي سرتُ عليه في البحث فهو يعتمد على ثلاثة فصول، يتقدمها تمهيد عرضت فيه: بيئة الشاعر الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وفي الفصل الأول: درست فيه ما يتعلق بنسب الشاعر، ومولده، وأصله، وأسرته، وإخوته، وزوجته، ووفاته، إلى جانب ديوان شعره.

وفي الفصل الثاني: عرضت فيه العوامل المؤثرة في شعره؛ من حيث ثقافتُه، وحياته العلمية، ورحلاته، واتصالاته برجال عصره؛ حيث تنوعت لتشمل علاقته برجال الأسرة الحاكمة، وعلاقته برؤساء عصره ووزرائه، ثم تناولت موضوعات شعره: الغزل، والمدح، الأحداث والقضايا العربية والإسلامية، والدعاء والمناجاة، الرثاء، وموضوعات أخرى.

أما الفصل الثالث: وتناولت فيه الخصائص الفنية في شِعره من حيث المضمون وما ينطوي تحته من الأفكار والمعاني، والتجربة الشعرية والعاطفة، ثم دراسة الشكل وما يندرج تحته من: بناء القصيدة، والألفاظ والتراكيب، والصورة الشعرية، والموسيقا.

ثم أعقبت ذلك بخاتمة لخصت فيها أبرز النتائج التي أسفر عنها البحث، ثم فهارس للآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأعلام المُترجَم لهم، والموضوعات، ففهرس المصادر والمراجع.

وفي الختام أحمد الله وأشكره على عونه وتوفيقه وتذليله لما اعترضني من صعاب في سبيل إتمام هذه الرسالة، راجية من الله العلي القدير أن يجعل خير عملي آخره، وأن يكتب له القبول، وأن يحوز رضا وإعجاب من يطلع عليه.

ثم الشكر الموفور لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية اللغة العربية التي احتضنتني حينما أُغلقت الأبواب في وجهي، وأتقدم بالشكر الخاص لقسم الأدب رئيسًا وأعضاءً؛ جزاء ما قدموه من تعاون وجهد في سبيل تذليل الصعاب أمامي.

كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أعانني في طور إعداد البحث من أساتذة أفاضل، وأناس مخلصين متفانين في سبيل العلم مادِّين يد العون لمن يحتاجها؛ حيث لا يخفى على أمثالهم الجهد المبذول في سبيل صعود قمة المجد، وعلى تعاطفهم العلمي تجاهي، راجية من الله - سبحانه وتعالى - أن يُثقل موازين حسناتهم، فمن قضى حاجة لأخيه قضى الله حوائجه في الدنيا والآخرة، ونال تقدير إخوانه ودعاءهم.

كما لا يَفوتني أن أتقدم بالشكر للمناقشَين الجليلَين لتفضُّلهما بقبول قراءة رسالتي، ومناقشتها، وتوجيهي لما يكمل نقص هذه الرسالة، فلهما أتمُّ الشكر وأوفره، ولسعادة الدكتور حمدي حسنين الذي وجَّهني بنصائحه الثمينة وتوجيهاته القيمة، ولسعادة المقرِّر محمود عمار الذي لم يدَّخر جهدًا هو الآخر في سبيل إرشادي، وغيرهما ممَّن طُبعَ فَضلُه بعد الله في الذاكرة والوجدان،

وأذيِّل هذا الشكر بشكر خاص لكل من مُدَّت يدُه لعوني، وعلى رأسهم والديَّ العزيزَين اللذين لم يتوانيا في ادِّخار جهد لإعانتي وتذليل الصعاب أمامي، فوالدي العزيز آثر تعطيل أعماله والسفر معي من أجل تلبية رغبتي في إتمام الدراسة، وأمي ساندتني بكل ما تملك من قوة، وجهد، ومال، ثم أخواتي وأفراد أسرتي، وأخي (منذر) الذي ساندني في إحضار المَراجع والبحوث التي تفيدني في بحثي، وأخي (محمد) الذي ساعدني في طبع رسالتي، ولن أنسى أخي (أمين) أيضًا.

كما أشكر الزميلات اللاتي مددنَ يدَ العون والمساعدة إما برأي أو بمَشورة أو بإعارة كتاب أو بفكرة، سواء مَن كُنَّ معَنا أو انتقلْنَ إلى الدار الآخرة وتركْنَ هذه الديار الفانية، وأخص منهنَّ بالذِّكر (تهاني بنت عيسى السليم) التي رافقتني طوال مسيرتي العلمية حتى السنة المنهجية تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.

وأخيرًا أتمنى أن يحوز عملي رضاكم، ولا أدعي أني وصلت إلى درجة الكمال، فأنا أعترف بتواضع جهدي، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والمجتهد إن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران.

والله ولي التوفيق.

فهرس الموضوعات