جهود الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في الدعوة

ملخص الرسالة

جهود الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في الدعوة

المقدمة:

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونَستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

وبعد[1]؛ فإن الله سبحانه وتعالى يسَّر لهذه الأمة دعاة وأعلامًا يدعونها إلى الله عز وجل على هدى وبصيرة، وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

فهم يضيئون لهذه الأمة الطريق بدعوتهم وعملهم وجهادهم، أعلامًا ينشرون الدعوة الإسلامية في جميع بقاع الأرض، يحثون من اهتدى بالزيادة من الرشاد، ويردّون من انحرف عن الصراط المستقيم وسلك طريق الغَواية والفساد، ولا شك أن الاطلاع على سير هؤلاء الدعاة وعلى جهودهم في الدعوة، وفي الردّ على أعداء الدين، وفي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر - يعدُّ نبراسًا يضيء الطريق للسالكين، ويقوي العزائم في السير على الطريق القويم، فمن واجبنا تجاه هؤلاء الدعاة التعريف بجهودهم الدعوية، وما قاموا به في سبيل الدعوة إلى الواحد الأحد.

ولذا جاءت هذه الدراسة لتسهم في إبراز هؤلاء العلماء العاملين، والدعاة المخلصين من خلال عرض ودراسة الجهود الدعوية لأحد العلماء ممن كان لهم إسهام في نشر الدعوة وخدمة الإسلام في العصر الحاضر، وهو الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؛ فهو من الدعاة العُلماء المُعاصِرين، وقد ساهم في نشر الدعوة بوسائل متعدِّدة، وكان له أسلوبه المميز في عرض حقائق الإسلام ومبادئه والدعوة إليهما، وهو بذلك يعدُّ أنموذجًا حيًّا للداعية المعاصِر المتميِّز في أسلوبه ومنهجه الدعوي.

أما عن أهمية الموضوع وأسباب اختياره، فهي كما يلي:

أولاً - أهمية الموضوع:

تأتي أهمية الموضوع في خطوطه العريضة من ورود نصوص في الكتاب والسنَّة تُعلي شأن الدعاة العلماء، وتتحدَّث عن فَضلهم؛ قال الله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقال: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وقال تعالى أيضًا: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

كما ورَد في الحديث الشريف عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يَقبض العلم انتزاعًا يَنتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا))[2]، وقال حميد بن عبدالرحمن: سمعتُ معاوية خطيبًا يقول: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين))[3]، ولن تَخلو الأمة عبر التاريخ من علماء يَحملون لواء الدعوة، ويَنشرون دين الإسلام، ويهدون الناس إلى الخير؛ ابتغاء مَرضاة الله وقد حفظ التاريخ جهودهم في ذلك.

وهذه الدراسة جاءت لتُسهم في بيان جهود العلماء العاملين، والدعاة الناصِحين؛ من خلال عرض ودراسة الجهود الدعوية لأحد العلماء الدعاة، وهو الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؛ فهو داعية ساهَمَ في نشر الدعوة الإسلامية في العصر الحاضر، وقد تميز الشيخ الطنطاوي رحمه الله بأسلوب فريد في عرض حقائق الإسلام ومبادئه والدعوة إليهما، كما تميَّزت جهوده الدعوية أيضًا بتنوُّع الموضوعات في الدعوة إلى الله تعالى.

وعلى هذا، فإن أهمية هذا المَوضوع تظهر في ضرورة تكثيف دراسة الجهود الدعوية للعلماء المسلمين، وإذا كانت دراسة جهود العلماء الأقدمين مُهمَّة لتأصيل الجُهود الدعوية الإسلامية، فإن الحاجة أصبحت أكثر أهمية لدراسة الجهود الدعوية للعلماء والدعاة من المسلمين المعاصرين؛ لأنهم أعرف بظروف عصرنا ومتطلباته، وهذا يؤكِّد أهمية مَعرِفة جهود الشيخ الدعوية، سواء في كتاباته، أم في أحاديثه وخطبه، أم في مجال التعليم والقضاء وغيرها، ومِن ثَمَّ إفادة المهتمِّين بالدعوة من هذه الجهود؛ إذ يعدُّ الشيخ أنموذجًا حيًّا للداعية المُعاصِر المتميز في أسلوبه ومنهجه ودعوته.

ومما يَزيد أهمية هذه الدراسة ما يلي:

١. أن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كان من الروَّاد المُستخدمين لوسائل الدعوة الحديثة.

٢. أنَّ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله قد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام ١٤١٠ هـ.

وسيَتناول هذا البحث الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله المتمثِّلة في: "كل ما قام به الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله من جهود في نَشرِ الإسلام وتبليغه وبيان أحكامه وآدابه لمُختلف أصناف المدعوِّين بشتى الأساليب والوسائل".

ثانيًا - أسباب اختيار الموضوع:

١- الرغبة في حصْر الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله التي امتدَّت قرابة ستين عامًا.

٢- الحاجة إلى التعرف على الأساليب والوسائل التي تضمَّنتْها جهود الشيخ في الدعوة إلى الله تعالى، وكيفية الإفادة منها.

٣- الإسهام في تقريب سيرة الدعاة في العصر الحاضِرِ مِن العاملين في مجال الدعوة.

٤- جدة الموضوع؛ فلم يسبق أن قدِّمت دراسة علمية متخصِّصة تتحدَّث عن الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

ثالثًا - أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى ما يلي:

١- الإسهام في بيان العوامل المؤثِّرة في إعداد الدعاة إلى الله تعالى في العصر الحاضر، وكيفية الإفادة منها.

٢- الوقوف على الجهود الدعوية العِلمية والتطبيقية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في دعوته لمُختلف أصناف المدعوِّين.

٣- التعرف على الوسائل والأساليب العِلمية والتطبيقيَّة التي اتبعها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في دعوته.

٤- إبراز أوجه التميُّز الدعوي لدى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

رابعًا - تساؤلات الدراسة:

تَسعى هذه الدراسة للإجابة عن سؤال رئيس، هو:

ما الجهود الدعوية العلمية والتطبيقية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

ويتفرَّع من هذا السؤال الأسئلة التالية:

١- ما العوامل المؤثرة في نشأة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

٢- ما جهود الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله العِلميَّة والتطبيقية المتعلِّقة بالداعية؟

٣- ما أصناف المدعوِّين في دعوة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟ وما جهوده العلمية والتطبيقية في دعوتهم؟

٤- ما موضوعات الدعوة لدى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

٥- ما وسائل الدعوة عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

٦- ما أساليب الدعوة عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

٧- ما أوجه التميُّز الدعوي لدى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله؟

خامسًا - الدراسات السابقة:

تبيَّن لي بعد استقصائي لقوائم الرسائل الجامعية وسؤال أهل الاختصاص في مجال الدعوة، ومراسلة مُدير موقع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله على الشبكة العنكبوتيَّة[4] - عدم وجود دراسة علمية مُتخصِّصة تناولت دراسة الجهود الدعوية للشيخ علي الطَّنطاوي رحمه الله وهذا لا يَعني عدم وجود رسائل وكتب عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله فهناك عدد مِن الرسائل والكتب لكنها ليسَت في مجال الدعوة، وهي كما يلي:

١- الرسائل الجامعية:

الرسالة الأولى: بعنوان: "بعض الآراء التربوية للشيخ علي الطنطاوي"[5]، وقد قام الباحث في هذه الرسالة بإلقاء الضوء على فكْر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وبيان آرائه التربوية، ولم يَتناول الباحث فيها شيئًا عن جهود الشيخ في الدعوة إلى الله تعالى، كما أن هذه الرسالة اقتصرت على الآراء التربوية المُستنبطة من بعض كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ذات الاهتمام بالجانب الفكري التربوي فقط دون الدعوي، وذلك من خلال مؤلفاته.

ومِحوَر هذه الدراسة: التعرف على الآراء التربوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله باعتباره من رواد التربية والتعليم، واستخلاص بعض التطبيقات التربوية التي يُمكن الاستفادة منها في مجال التربية، ومِن توصيات الباحِث في دراسته الحثُّ على تَكثيف الدراسات حول العلماء المعاصِرين والإفادة من آرائهم، ومنهم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله إذ كانت مُعظم آرائه مستقاة من الكتاب، والسنَّة المطهَّرة، وإجماع الأئمة علماء المسلمين.

وستفيد الباحثة من هذه الدراسة فيما يتعلَّق بمَوضوعات الدعوة عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله فقد ذكر الباحث بعض الموضوعات التي كان الشيخ يعمل على نشرها طيلة حياته؛ كموضوع العقيدة والأخلاق والقضايا الاجتماعية.

الرسالة الثانية: بعنوان: "ذكريات الطنطاوي دراسة فنية"[6]، وقد تركَّز حديث الباحث فيها عن الصور الفنية في كتاب واحد للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وهو كتاب "ذكريات علي الطنطاوي"، وكان المِحوَر الأساس لهذه الرسالة الحديث عن الظاهِرة الفنية من حيث سياقاتها الثقافية والفنية والاجتماعية.

ويُمكن أن يُستفاد من هذه الدراسة فيما يتعلق بأسلوب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ففي الفصل السابع من هذه الرسالة تحدَّثَ الباحثُ عن أسلوب الشيخ الطنطاوي رحمه الله وأنه يتميَّز بالتلقائية والعفوية، والسهولة المُمتنعة، وعذوبة التعبير، والتأثُّر بأساليب القُدماء، والانفتاح على التعبيرات المُعاصِرة، وبسط المعاني والأفكار، والالتفات بين الأساليب، وغيرها من الأساليب الأدبية الفنية.

ومن خلال ما تقدم تبيَّن أن هاتين الدراستين لم تتطرَّقا إلى دعوة الشيخ رحمه الله وإنما كانتا في جانبين رئيسَين من حياته، هما: "آراؤه التربوية، وأسلوبه من الناحية الفنية"، بخلاف هذه الدِّراسة التي ستركز على إبراز الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وعلى الوسائل والأساليب التي استخدمها، وكيفية إفادة الدعاة من ذلك.

٢- الكتب العلمية:

هناك بعض الكتب المؤلَّفة عن سيرة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وهي لم تتطرق إلى الجهود الدعوية، منها كتاب بعنوان: "علي الطنطاوي (١٣٢٧ هـ / ١٤٢٠ هـ) أديب الفقهاء وفقيه الأدباء"؛ لمجاهد مأمون ديرانية، وهو سبط الشيخ رحمه الله.

وقد تناول فيه المؤلِّف أبرز كتب الشيخ رحمه الله تعالى - وقال في معرض حديثه عن كتاب "فصول إسلامية" أنه طرق موضوعات عدة، ومنها: حديثه عن الدعوة الإسلامية، وحديثه عن طرق الدعوة إلى الإسلام، وكتاب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله "في سبيل الإصلاح"، وذكر المؤلِّف أن الشيخ الطنطاوي رحمه الله قد تطرَّق في هذا الكتاب إلى تشخيص عدد مِن المشكلات مع رؤيته في علاجها، مخاطبًا أصنافًا عديدة من المدعوِّين.

وكتاب "تعريف عام بدين الإسلام"، وذكر أن هذا الكتاب قد تضمَّنَ تعريفًا ميسرًا بدِين الإسلام بأسلوب سهل مُمتِع.

ويمكن الاستفادة من ذلك فيما يتعلق بموضوعات الدعوة عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى.

وتَختلف الدراسة عن هذا الكتاب في أنه يستعرض بشكل عام مؤلفات الشيخ، ونبذة مختصرة عن الموضوعات التي تناولها، دون أن يفرد بالحديث عن دعوة الشيخ أو عن جهوده في الدعوة إلى الله تعالى، وهذا ما ستقوم به هذه الدراسة المُقترحة.

ورغم أهمية وإفادة الباحثة من ذلك وما سبق من الدراسات العلمية السابقة، إلا أنه ليس هناك من تناول الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ولعلَّ طرقه بدراسة دعوية علمية يخدم هذا الموضوع دعويًّا بشكل خاص، والتخصُّص الدعوي بشكل عام؛ إذ تتناول هذه الدراسة حصر الجهود الدعوية للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

وقد تقدَّم آنفًا تعرُّض أهلِ الأدب لأدبياته، وتعرُّض أهل التربية لآرائه التربوية؛ لذا كان جديرًا بأهل الدعوة التعرُّض لجهوده الدعوية رحمه الله تعالى - لاسيَّما أنه أفنى عمره داعية إلى الله - سبحانه وتعالى - ولعلَّ هذه الدراسة المُقترحة تخدم هذا الجانب الدعوي بإبراز جهود الشيخ الدعوية وحصرها، وبيان كيفية الإفادة منها في العصر الحاضر.

سادسًا - منهج الدراسة:

كان منهجي في إعداد هذه الرسالة هو: المنهج الوثائقي (الكيفي)؛ الذي يقوم على الجمع المتأني والدقيق للسجلات والوثائق المتوافرة ذات العلاقة بموضوع البحث، ومِن ثَمَّ استنتاج ما يتصل بمُشكلة البحث من أدلة وبراهين تُبرهن على إجابة أسئلة البحث[7].

وانطلاقًا من الأهداف التي سيَسعى البحث إلى تحقيقها، فإنني سأقوم بتحديد وجمع البيانات والمعلومات من الوثائق والسجلات ذات الأشكال المتعدِّدة، وهذه الأشكال تتراوَحُ ما بين جهود الشيخ الدعوية، سواء المكتوبة أم المطبوعة أم التعليقات الشخصية المكتوبة أو المنشورة عبر وسائل الإعلام وغيرها[8].

أما المنهج المتَّبع في كتابة الرسالة:

بتوفيق من الله - سبحانه وتعالى - سرتُ في رسالتي على المنهج التالي:

١- قمتُ بجمْعِ المادة العلميَّة المتعلِّقة بهذا الموضوع حسب استطاعتي من مصادرها ومراجعها، وخاصة كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

٢- عند الحديث عن جهود الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كنتُ أعتمِد على نقل النصوص في أغلب الأحيان من كتبِه.

٣- قمتُ بعزو الآيات القرآنية إلى سورها وأرقامها في المصحف الشريف مع الالتزام بالرسم العثماني.

٤- قمتُ بتخريج الأحاديث النبوية من مظانِّها، وذلك باسم من أخرج الحديث ثمَّ اسم المؤلف، ثم الكتاب، فالباب ورقم الحديث، ثم الجزء والصفحة.

٥- إذا كان الحديث مما أخرجه الإمام البخاري أو مسلم - رحمهما الله - اكتفَيتُ بهما عن غيرهما في التخريج.

٦- أما الأحاديث التي لم يَرْوِها الشيخان، فقد اجتهدتُ في تَخريجها مِن كتب الحديث المَشهورة، ونقلت حكم أهل العلم عليها حسب استطاعتي، وقد حرصت على عدم الاستدلال إلا بالأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة أو الحسنة.

٧- ذكرتُ أوجه الاستدلال بالأدلة مِن الكتاب أو السنَّة إذا لزم الأمر في غير النُّقول عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

٨- عند ذكر المصدر أو المرجع للمرة الأولى، قمتُ بكتابة بيانات كاملة عن الكتاب، تشمل: اسم الكتاب واسم المؤلف واسم المحقِّق إن وجد، واسم الناشر، ثم مكان النشر ورقم الطبعة وتاريخها، ثم رقم الجزء إن وجد فالصفحة.

٩- إذا تكرَّر ذكر المصدر أو المرجع وفصل بين النقلَين مرجع آخر - غير القرآن الكريم - أو صفحة جديدة، أكتب اسم الكتاب واسم المؤلف وعبارة (مَرجِع سابق)، ثم رقم الجزء إن وجد فالصفحة، وإذا لم يفصل بينهما فاصل أكتفي بذكر (مرجع سابق) ثم الجزء إن وجد فالصفحة.

١٠- ترجمت للأعلام الذين كان لهم ارتباط مباشر بالشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وكانوا مُعاصِرين له.

١١- وضعت الآيات القرآنية في قوسين مميزين ﴿  ﴾.

١٢- وضعت جميع الأقوال - فيما عدا الآيات الكريمة - بين قوسين " ".

١٣- عند الاختصار في النقل وضعت ثلاث نقاط (...) مكان الكلام المحذوف.

١٤- عند الإحالة لمصدر أو مرجع تم الاقتباس منه، ذكرتُ كلمة (ينظر) قبل اسم المصدر أو المَرجِع.

١٥- لم أقتصر على ذكر كلام الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في بعض المواطِن بل أيَّدته بأقوال أهل العلم المناسبة، لا سيما في موضوع العقائد.

١٦- ذيَّلتُ الرسالة بخاتمة موجزة أجملت فيها أهمَّ النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث، وضمنتها عددًا من التوصيات المهمَّة.

١٧- استخدمت بعض الرموز في الحاشية للتخفيف على الهوامش، ومفاتيحها على النحو التالي:

• ص: الصفحة.

• /: (الجزء / الصفحة).

• ط: الطبعة.

١٨- وضعت في نهاية الرسالة فهرسًا للآيات القرآنية ذكرت فيه طرف الآية، وذكرت عند كل آية اسم السورة ورقم الآية ورقم الصفحة كما جاءت في الرسالة، وفهرسًا للأحاديث النبوية الشريفة، وثبتًا للمصادر والمراجع التي استخدمتُها في البحث، وأخيرًا وضعت فهرسًا للموضوعات ذكرت فيه الفصول والمباحث والمَطالب الواردة في الرسالة.

١٩- استعنت ببعض المواقع على الشبكة العنكبوتية وقد أثبتُّ ذلك في الهامش.

سابعًا - تقسيم الدراسة:

المقدمة، وتشمل:

١- أهمية الموضوع.

٢- أسباب اختيار الموضوع.

٣- أهداف الدراسة.

٤- تساؤلات الدراسة.

٥- الدراسات السابقة.

٦- منهج الدراسة.

٧- تقسيم الدراسة.

الفصل التمهيدي:

المبحث الأول: تعريف موجز بحياة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

المبحث الثاني: العوامل المؤثِّرة في نشأة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

الفصل الأول:

جهود الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله العِلميَّة والتطبيقية المتعلِّقة بالداعية

المبحث الأول: جهوده فيما يتعلق بواجبات الداعية.

المبحث الثاني: جهوده فيما يتعلق بإعداد الداعية.

الفصل الثاني:

أصناف المدعوِّين في دعوة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وجهوده العلميَّة والتطبيقية في دعوتهم.

المبحث الأول: جهوده في دعوة العلماء والولاة.

المبحث الثاني: جهودُه في دعوة عامة الناس.

المبحث الثالث: جهوده في دعوة المُخالفين.

الفصل الثالث:

موضوعات الدعوة لدى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

المبحث الأول: موضوعات العقيدة.

المبحث الثاني: موضوعات الأحكام.

المبحث الثالث: موضوعات الأخلاق.

الفصل الرابع:

الوسائل والأساليب الدعوية عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

المبحث الأول: الوسائل الدعوية عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

المبحث الثاني: الأساليب الدعوية عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

الخاتمة

وفيها ذكر أهم النتائج والتوصيات.

الفهارس، وتشمل:

١- فهرس الآيات الكريمة.

٢- فهرس الأحاديث الشريفة.

٣- فهرس الأعلام.

٤- فهرس المصادر والمَراجِع.

٥- فهرس الموضوعات.

خامسًا - فهرس المَوضوعات: