أحكام الأشهر الحرم

ملخص الرسالة

أحكام الأشهر الحرم

بحث تكميليٌّ مُقدَّم لنيل درجة الماجستير في الفقه المقارَن

المُقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71][1].

إن أصدقَ الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، أما بعد:

فلمَّا كانت الدراسة في هذه المرحلة تتطلَّب من الطالب إعداد بحث تكميلِي يؤهِّله لنيل درجة الماجستير؛ فقد وقع اختياري بعد البحث والمشاورة على موضوع: "أحكام الأشهر الحرم".

أسأل الله - عز وجل - أن يرزقني علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا خالصًا صوابًا، إنه سميع قريب مجيب.

أهمية الموضوع:

تظهر أهمية الموضوع من خلال الأمور الآتية:

١- أن الله تعالى نصَّ على الأشهر الحرم في القرآن الكريم، وكذا وردت الأحاديث الكثيرة في الأشهر الحرم، ومن المعلوم أن تخصيص الشيء بالذِّكر يدل على أهميته.

٢- تظهر أهمية أي موضوع من خلال عموم نفعه للناس وحاجتهم إليه؛ فالأشهر الحرم لا تختص بطائفة معينة، وأحكامها متعلِّقة بجميع المسلمين؛ لذا ينبغي على كل واحد منهم معرفة أحكام هذه الأشهر، وما يتعلق بها من المشروع وغيره.

٣- مما يظهر أهمية هذا الموضوع تَكراره كل عام، ولا شك أن الشيء المتكرر للناس والمشتمل على أحكام كثيرة، ينبغي تجليته لهم، وبيان الحكم الشرعي فيه.

أسباب اختيار الموضوع:

١- ما يتميز به هذا الموضوع من أهمية كما سبق في بيان أهمية الموضوع.

٢- كثرة الأحكام المرتبطة بهذه الأشهر التي ينبغي للمسلم أن يعلمها، ومن هذه الأحكام ما هو واجب، ومنها ما هو مستحَبٌّ، ومنها ما هو مُحرَّم، وفي البحث تمحيص وتمييز لها.

٣- لم يحظ هذا الموضوع مع أهميته بدراسة علمية متخصصة في جميع مسائله وأحكامه، كما سيأتي في الدراسات السابقة، فأحببت أن أتناول مسائله في الفقه الإسلامي.

الدراسات السابقة:

لم أجد مَن تحدَّث عن موضوع الأشهر الحرم وأحكامه بعد البحث في قوائم الرسائل الجامعية في المعهد العالي للقضاء وكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبعد سؤال المختصِّين العاملين في كلٍّ مِن:

١- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

٢- مكتبة الملك فهد الوطنية.

منهج البحث:

يتبين منهجي في البحث فيما يلي:

١- أصور المسألة المراد بحثها تصويرًا دقيقًا قبل بيان حكمها؛ ليتضح المقصود من دراستها.

٢- إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق، فسأذكر حكمها بدليله، مع توثيق الاتِّفاق من مظانِّه المعتبَرة.

٣- إذا كانت المسألة من مسائل الخلاف، فأتبع ما يلي:

أ- تحرير محل الخلاف، إذا كانت بعض صور المسألة محلَّ خلاف وبعضها محل اتفاق.

ب- ذكر الأقوال في المسألة وبيان من قال بها من أهل العلم، ويكون عرض الخلاف حسب الاتجاهات الفقهية.

ج- الاقتصار على المذاهب الفقهية المعتبرة، مع العناية بذكر ما تيسَّر الوقوف عليه من أقوال السلف الصالح رضي الله عنهم، وإذا لم أقف على المسألة في مذهبٍ ما، فأسلك بها مسلك التخريج.

د- توثيق الأقوال من كتب أهل المذهب نفسه.

هـ- استقصاء أدلة الأقوال مع بيان وجه الدلالة، وذكر ما يرد عليها من مناقشات، وما يجاب به عنها إذا وجد ذلك.

و- الترجيح، مع بيان سببه، وذكر ثمرة الخلاف إن وجدت.

٤- الاعتماد على أمَّات المصادر والمراجع الأصلية في التحرير والتوثيق والتخريج والجمع.

٥- التركيز على موضوع البحث وتجنُّب الاستطراد.

٦- العناية بضرب الأمثلة، وخاصة الواقعية.

٧- تجنب ذكر الأقوال الشاذة.

٨- العناية بدراسة ما جدَّ من القضايا مما له صلة واضحة بالبحث.

٩- ترقيم الآيات وبيان سورها.

١٠- تخريج الأحاديث وبيان ما ذكره أهل الشأن في درجتها إن لم تكن في الصحيحين أو في أحدهما، فإن كانت كذلك، فأكتفي حينئذٍ بتخريجها منها.

١١- تخريج الآثار من مصادرها الأصلية، والحكم عليها.

١٢- التعريف بالمصطلحات وشرح الغريب.

١٣- العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء وعلامات الترقيم.

١٤- أختم البحث بخاتمة تكون عبارة عن مُلخَّص للبحث يعطِي فكرة واضحة عما تضمَّنته الرسالة، مع إبراز أهم النتائج.

١٥- ترجمة الأعلام غير المشهورين، ولمّا لم أجد ضابطًا يُعرَف به المشهور من غيره؛ فإني ترجمت لجميع الأعلام في البحث، باستثناء الخلفاء الراشدين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

١٦- اتباع البحث بالفهارس الفنية المتعارف عليها، وهي:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس الأعلام.

• فهرس المراجع والمصادر.

• فهرس الموضوعات.

فهرس الموضوعات