اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب وأثره في الراوي والمروي

ملخص الرسالة

اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب

وأثره في الراوي والمروي في الكتب الستة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فإن الله - عز وجل - بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وأمره أن يبلغ هذا الدين، فبلغ ما أمره الله بتبليغه، وترك أمته على المحجة البيضاء، ثم هيأ الله لدينه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- من اعتنى بها من أصحاب رسول الله والتابعين ومن بعدهم من أئمة الإسلام، فبحثوا في سندها ومتنها، وميزوا صحيحها من سقيمها، ثم دونوا علومها رواية ودراية، ووضعوا القواعد العلمية الصحيحة لمعرفة من يقبل ومن لا يقبل من الرواة والأحاديث.

وبعد أن توفي أولئك الأئمة وانتهى العصر الذهبي للرواية احتاج من بعدهم إلى معرفة هذه القواعد وفهمها وتحريرها لتطبيقها، ولا سيما مع تفرق أقوالهم وكثرة مؤلفاتهم، ولعل من أهم المسائل التي نالت نصيبا وافرا في نقد السنة ورواتها، مسألة: اختلاف التحديث من الحفظ و الكتاب وأثره في الراوي والمروي، إذ لا تخلو كتب الأئمة وأقوالهم - في الغالب - من الإشارة إلى هذه المسألة أو ما له تعلق بها، من حيث وصف راو بالضعف المقيدَّ في حال روايته من حفظه أو كتابه، أو تعليل حديث بخطأ راو حدَّث من حفظه دون كتابه ونحو ذلك.

كل هذا وغيره يستدعي البحث للوصول إلى تأصيل علمي لهذه المسألة بجميع متعلقاتها، ومعرفة أسبابها، وضوابطها، وأنواعها، ووسائل الكشف عنها وجمع الرواة الموصوفين بذلك، مع ذكر نماذج تطبيقية من أحاديث أولئك الرواة - والتي أعلت بسبب تحديث الراوي من حفظه دون كتابه، أو العكس – ويتطلب ذلك دراسة واسعة لكتب الرواية والرجال والعلل.

وحين بدأت البحث عن موضوع أقدمه لنيل درجة الماجستير، كانت هذه المسألة حاضرة في ذهني، فاستعنت بالله تعالى، ووضعت خطة لهذا البحث بعنوان:

"اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب وأثره في الراوي والمروي في الكتب الستة"

وفيما يلي بيان لأهمية هذا الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، والخطة التفصيلية، مع بيان منهج البحث والدراسة.

أولا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

تظهر أهمية الموضوع في النقاط التالية:

1- دراسة "الضبط" دراسة نظرية، حيث لم أر منَ أفرده في بحث مستقل، مع أهمية الضبط؛ إذ هو أساس في قبول حديث الراوي ورده.

2- وجود كثير من الرواة الموصوفين: بالضعف المقيدَّ في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، مما يقتضي رد روايات أو قبولها، ولا يوجد حسب علمي من حصر الرواة الموصوفين بذلك، وإنما هي أقوال للأئمة مبثوثة في كتب الرجال والجرح والتعديل والعلل وغيرها، فظهرت الحاجة لجمع هؤلاء الرواة وتحرير الكلام فيهم، وأرجو أن يكون هذا البحث مسهما في خدمة هذا الجانب.

3- تعلق الموضوع بمباحث العلة ومسالك التعليل، إذ كثيرًا ما يعل الأئمة رواية (ما) بتحديث الراوي من حفظه دون كتابه، ولا ريب أن مباحث العلة من أدق مباحث علوم الحديث وأهمها.

4- إبراز أهمية فهم كلام النقاد في تعليلهم للروايات، والتأني في مناقشة حكمهم على الأحاديث والرواة، ويعطي الدارسين رؤية واضحة عن التطبيق العملي لعلم العلل ونقد الرواة والمرويات.

5- رجاء أن يتكون لدي من خلال البحث اكتساب دربة علمية في كتب الرجال وعلم الجرح والتعديل، وملكة في الصنعة الحديثية إذ تعد هذه الدراسة أحد الوجوه التطبيقية والعملية لعلم العلل.

ثانيا: أهداف الدراسة:

1- تجلية مسألة: "اختلاف تحديث الراوي من حفظه وكتابه وأثره في الراوي والمروي".

2- الجمع والحصر للرواة الموصوفين بالضعف المقيدَّ في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، في الكتب الستة.

3- بيان أثر اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب على الراوي والمروي.

4- دراسة جملة من الأحاديث التي أعلها الأئمة النقاد بسبب رواية الراوي من حفظه دون كتابه.

5- بيان جهود المحدثين، ودقتهم، واهتمامهم البالغ بمعرفة أحوال الرواة، والتفريق بين رواياتهم، والبحث في أصولهم، وشدة فحصهم، كل ذلك خدمة للسنة النبوية.

ثالثا: الدراسات السابقة:

بعد البحث وسؤال أهل العلم والاختصاص لم أقف على بحث أفرد هذا الموضوع بالتصنيف، ولكن من أول من أشار إلى هذه المسألة - تأصيلا - الشافعي في كتابه: الرسالة، ثم الرامهرمزي في المحدث الفاصل، ثم بحثها بتوسع أكثر - على إعواز فيه - الخطيب البغدادي في كتابه: الكفاية، ثم الحافظ ابن رجب في كتابه: شرح علل الترمذي، وكذا أشار إلى هذه المسألة الحافظ ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث، وتطرق إليها شراح كتابه، وثمةَ إشارات متفرقة في بطون هذه الكتب.

وفي عصرنا الحاضر تناول بعض موضوعاتها الدكتور عبدالكريم الوريكات في كتابه: الوهم في روايات مختلفي الأمصار.

إلا أن هذا الكتاب اقتصر على بعض جزئيات المسألة ولم يستوعب، كما أنه لم يختص بجمع الرواة الموصوفين بذلك، ولم يذكر من أحاديثهم التي أعلت بسبب ذلك إلا ما ندر، وهو بحاجة إلى إضافات عديدة.

ملخص

عنوان الرسالة:

اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب وأثره في الراوي والمروي.

رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في السنة وعلومها، في قسم السنة بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

الباحث: سليمان بن عبدالله بن محمد السعود.

المشرف على الرسالة: د. عبدالعزيز بن صالح اللحيدان.

العام الجامعي: 1426 / 1427 هـ

موضوع البحث:

دراسة مسألة: اختلاف التحديث من الحفظ و الكتاب وأثره في الراوي والمروي دراسة نظرية وتطبيقية، مع الجمع والحصر للرواة الموصوفين بالضعف المقيّد في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، في الكتب الستة، وذكر نماذج تطبيقية من أحاديث الرواة المترجمين - والتي أعلت بسبب تحديث الراوي من حفظه دون كتابه، أو العكس -.

أهمية البحث:

1- دراسة "الضبط"؛ دراسة نظرية حيث لم أر من أفرده في بحث مستقل، مع أهمية الضبط؛ إذ هو أساس في قبول حديث الراوي ورده.

2- وجود كثير من الرواة الموصوفين: بالضعف المقيد في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، مما يقتضي رد روايات أو قبولها، فظهرت الحاجة لجمع هؤلاء الرواة وتحرير الكلام فيهم، وأرجو أن يكون هذا البحث مسهما في خدمة هذا الجانب.

3- تعلق الموضوع بمباحث العلة، إذ كثيراً ما يعل الأئمة رواية (ما) بتحديث الراوي من حفظه دون كتابه، ولا ريب أن مباحث العلة من أدق مباحث علوم الحديث.

4- إبراز أهمية فهم كلام النقاد في تعليلهم للروايات، والتأني في مناقشة حكمهم على الأحاديث والرواة، ويعطي الدارسين رؤية واضحة عن التطبيق العملي لعلم العلل ونقد الرواة والمرويات.

أهداف البحث:

1- تجلية مسألة: "اختلاف تحديث الراوي من حفظه و كتابه وأثره في الراوي والمروي".

2- الجمع والحصر للرواة الموصوفين بالضعف المقيد في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، في الكتب الستة.

3- بيان أثر اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب على الراوي والمروي.

4- دراسة جملة من الأحاديث التي أعلها الأئمة النقاد بسبب رواية الراوي من حفظه دون كتابه.

5- بيان جهود المحدثين، ودقتهم، واهتمامهم البالغ بمعرفة أحوال الرواة، والتفريق بين رواياتهم، والبحث في أصولهم، وشدة فحصهم، كل ذلك خدمة للسنة النبوية.

من أهم المباحث:

ينقسم البحث إلى قسمين:

الأول: اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب، دراسة نظرية.

والثاني: الرواة المتكلم في روايتهم من حفظهم دون كتبهم، أو العكس، من رواة الكتب الستة، دراسة تطبيقية.

ومن أهم مباحث الدراسة النظرية:

• تعريف التحديث و الضبط، وأنواعه.

• الموازنة بين الحفظ والكتاب.

• أسباب ضعف تحديث الراوي من حفظه أو كتابه.

• أثر اختلاف التحديث من الحفظ و الكتاب في الراوي والمروي.

• فوائد معرفة اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب.

وفي الدراسة التطبيقية:

• حصر الرواة المضعفين في حال روايتهم من حفظهم دون كتبهم أو العكس، من رواة الكتب الستة.

• الترجمة لهم.

• نماذج من الأحاديث التي تكلم فيها الأئمة النقاد بسبب رواية الراوي من حفظه دون كتابه، أو العكس، تخريجا ودراسة، بما يبين المقصود.

وفي ختام البحث بيان لأهم نتائج البحث، وتوصياته، ثم الفهارس التفصيلية.

ومن أهم نتائج البحث:

• أن الأئمة النقاد كانوا يولون هذه المسألة عناية كبيرة، يظهر ذلك من تفتيشهم لأصول الرواة، ومقارنة ما رووه حفظا بما هو مثبت في كتبهم، وكثرة إعلالهم لأحاديث كثير من الرواة بمخالفة ما رووه حفظا لما هو مثبت في كتابهم أو العكس.

• يكفي الراوي أحد نوعي الضبط، فإن كان يحدث من حفظه فالواجب عليه أن يكون حافظا لحديثه، وإن كان يحدث من كتابه فالواجب عليه أن يكون ضابطا لكتابه.

• أن الثناء على صحة الكتاب وإتقانه لا يلزم منه تضعيف حفظ الراوي.

• أن بعض الرواة قد يضعف في حفظه أو كتابه تضعيفا مقيدا بزمان أو مكان أو شيخ معين، فلا يحكم في حاله بترجيح حفظه على كتابه أو العكس مطلقا.

• إذا استنكر بعض النقاد المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقا، حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر.

ومن التوصيات التي تمس الحاجة إلى الأخذ بها:

• أهمية فهم كلام النقاد في تعليلهم للروايات، والتأني في مناقشة حكمهم على الأحاديث والرواة، مما يعطي الدارسين رؤية واضحة عن التطبيق العملي لعلم العلل ونقد الرواة والمرويات.

• مراعاة هذه المسألة "اختلاف التحديث من الحفظ والكتاب وأثره في الراوي والمروي" وذلك حين الحكم على الرواة والأحاديث، ولا ريب أن ذلك مسلك مهم من مسالك التعليل، اعتبره النقاد كثيراً.

• معرفة الوسائل المساعدة على تمييز تحديث الراوي من حفظه أو كتابه، ولا سيما في الرواة الذين ضُ ع فِّوا في حال تحديثهم من حفظهم دون كتبهم أو العكس.

• لمعرفة اختلاف تحديث الراوي من حفظه وكتابه فوائد عدة، تُعين الباحث في صحة حكمه على الرواة والأسانيد، إلا أن حسن الاستفادة من هذه الوسيلة المهمة يعتمد على جهد الباحث، وكثرة اطلاعه على أقوال الأئمة، والدقة في التعامل معها.

• عدد التراجم الأصلية: 81

• عدد الرواة المتكلم في روايتهم من حفظهم: 76

• عدد الرواة المتكلم في روايتهم من كتبهم: 5

• عدد الأحاديث والآثار التي تكلم فيها الأئمة النقاد بسبب رواية الراوي من حفظه دون كتابه، أو العكس: 58

• عدد مصادر ومراجع البحث: 308

فهرس الموضوعات