الأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية للأوراق التجارية

ملخص الرسالة

الأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية للأوراق التجارية

المقدمة

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فلا شك أن الشرع الإسلامي المطهر قد أولى المال عناية فائقة، وأعطاه القيمة الواقعية التي يستحقها، ولا غرو في ذلك فهو عصب الحياة، وبه قوام الناس وقوام معاشهم ومصالحهم الخاصة والعامة.

لذا فقد حرصت الإنسانية جمعاء على العمل الدؤوب في سبيل تحصيله وتنميته بكل ما تستطيعه من وسائل، بما في ذلك الأعمال التجارية المنتجة للأرباح.

ولا ريب أن التعاملات التجارية تفرض على المشتغلين بها الدخول في العديد من المعاملات التي تجعلهم دائنين تارة ومدينين تارة أخرى.

وقد لا تسوى هذه العلاقات فور نشوئها، وإنما يمنح الدائن مدينه أجلاً للوفاء بالدين مقابل أن يحرر المدين لدائنه سندًا يثبت مديونيته تجاهه، لكن هذا الدائن قد يجد نفسه أيضاً محتاجاً إلى المال، لكونه مديناً لشخص آخر فيلجأ عندئذ إلى نقل حقه الثابت في السند إلى دائنه بطريقة سهلة هي التظهير الذي يعني كتابة ما يفيد نقل ملكية الحق في الورقة التجارية إلى المظهر إليه.

ولهذا التظهير أنواع ثلاثة - من حيث الهيئة أو الصفة التي يرد عليها - هي التظهير الأسمي، والتظهير على بياض، والتظهير لحامله، ولكل نوع من هذه الأنواع أحكام تخصه، وآثار تترتب عليه، ولذا فإن شكل التظهير يحدد صلاحيات المظهر إليه أو الأسلوب الذي يستطيع به المظهر إليه التصرف في الورقة مرة أخرى.

وبما أن الأمر كذلك آثرت أن يكون بحثي حول هذا الموضوع الهام بعنوان (الأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية للأوراق التجارية)، حيث إن هذا الموضوع رغم أهميته وكثرة حدوثه في التعاملات التجارية، لم أجد من أفرده بدراسة نظامية فقهية بل ولا بدراسة نظامية بحتة مستغرقاً لجزئياته بالبحث والدراسة، فأحببت أن يكون هذا النوع هو موضوع بحثي التكميلي الذي أقدمه استكمالاً لمتطلبات مرحلة الماجستير في قسم السياسة الشرعية شعبة الأنظمة.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- ارتباط هذا الموضوع بالأوراق التجارية التي تحظى بأهمية كبيرة في الميدان التجاري من جهة كونه طريقاً من طرق انتقالها من شخص لآخر.

2- وجود الرغبة الجادة في التعرف على ما يرتبه كل شكل من أشكال التظهير من آثار وحقوق للمظهر إليه.

3- أن هذا الموضوع لم يسبق بحثه في دراسة أكاديمية حسب علمي وتتبعي لعناوين البحوث التي في مكتبة المعهد وفي المكتبات الأخرى كمكتبة معهد الإدارة ومكتبة جامعة نايف العربية للعلوم الأمينة ومكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها.

4- الرغبة في إثراء المكتبة العربية بالدراسات النظامية المقارنة بالفقه الإسلامي.

الدراسات السابقة للموضوع:

لم أجد بعد تتبع المكتبات وفهارس البحث فيها دراسة أكاديمية سابقة تناولت الحديث عن موضوع (الأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية للأوراق التجارية)، كما لم أجد أيضاً كتاباً في الموضوع نفسه لكنني وجدت دراسات أكاديمية تناولت جوانب تتعلق بالتظهير في غير ما أنا بصدد بحثه، ومنها:

1- تداول الأوراق التجارية بالتظهير في الفقه والنظام للباحث عبد الله الناصر، رسالة دكتوراه مقدمة إلى قسم السياسة الشرعية عام ١٤١٩ هـ.

2- أحكام التظهير التأميني للباحث فارس بن لاحق السلمي، رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم السياسة الشرعية عام ١٤٢٦ هـ.

3- أحكام التظهير التوكيلي للباحث فهد بن محمد العمار، رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم السياسة الشرعية عام ١٤٢٦ هـ.

فالرسالة الأولى جاءت في بابين أحدهما في التظهير الناقل للملكية، والآخر في التظهير غير الناقل للملكية، وقد ضمنه فصلين أحدهما في التظهير التأميني، والآخر في التظهير التوكيلي.

وهذان الفصلان حظيا بتفصيل أعمق في رسالتي الماجستير آنفتي الذكر.

ودراستي في هذا البحث لن تتطرق البتة إلى هذا التقسيم، والذي تنوع التظهير من خلاله إلى ثلاثة أنواع: (التظهير الناقل للملكية، والتظهير التوكيلي، والتظهير التأميني).

إذ قد استوفيت هذه الأنواع بحثاً من خلال الدراسات السابقة، وإنما ستتجه الدراسة بإذن الله إلى تقسيم آخر التظهيرات وهو ما يعرف بأنواع التظهير الشكلية (التظهير الاسمي، والتظهير على بياض، والتظهير لحامله)، حيث لم تخصص الدراسات الأكاديمية السابقة فصلاً أو مبحثاً أو مطلباً لهذه الأنواع مما يستدعي دراستها بعمق وبحثها على إنفراد، وبهذا يتجلى الفرق بين هذا البحث وما سبقه من دراسات.

خطة البحث:

الفصل التمهيدي:

ويشتمل على ثلاثة مباحث:

• المبحث الأول: تعريف الأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: التعريف اللغوي للنوع - الشكل - التظهير - الناقل - الملكية.

المطلب الثاني: تعريف التظهير في الاصطلاح.

المطلب الثالث: تعريف التظهير الناقل للملكية في الاصطلاح.

المطلب الرابع: التعريف بالأنواع الشكلية للتظهير الناقل للملكية.

• المبحث الثاني: نشأة التظهير.

• المبحث الثالث: أهمية التظهير.

الفصل الأول: التظهير الاسمي في النظام والفقه:

وفيه ستة مباحث:

• المبحث الأول: تعريف التظهير الاسمي في اللغة والاصطلاح.

• المبحث الثاني: خصائص التظهير الاسمي.

• المبحث الثالث: شروط التظهير الاسمي.

• المبحث الرابع: صور التظهير الاسمي.

• المبحث الخامس: الحقوق المترتبة على التظهير الاسمي.

• المبحث السادس: آثار التظهير الاسمي.

الفصل الثاني: التظهير على بياض في النظام والفقه:

وفيه ستة مباحث:

• المبحث الأول: تعريف التظهير على بياض في اللغة والاصطلاح.

• المبحث الثاني: خصائص التظهير على بياض.

• المبحث الثالث: شروط التظهير على بياض.

• المبحث الرابع: صور التظهير على بياض.

• المبحث الخامس: الحقوق المترتبة على التظهير على بياض.

• المبحث السادس: آثار التظهير على بياض.

الفصل الثالث: التظهير لحامله في النظام والفقه:

وفيه سبعة مباحث:

• المبحث الأول: تعريف التظهير لحامله في اللغة والاصطلاح.

• المبحث الثاني: خصائص التظهير لحامله.

• المبحث الثالث: شروط التظهير لحامله.

• المبحث الرابع: صور التظهير لحامله.

• المبحث الخامس: الحقوق المترتبة على التظهير لحامله.

• المبحث السادس: آثار التظهير لحامله.

• المبحث السابع: أوجه الاتفاق والاختلاف بين التظهير لحامله والتظهير على بياض.

الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات.

• الفهارس: وتشتمل على:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث النبوية.

• فهرس الأعلام.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

شكر وتقدير:

وفي ختام هذه المقدمة أحمد الله تعالى على توفيقه وإعانته وتسديده، ثم أتقدم بالشكر إلى فضيلة الدكتور وليد التويجري المشرف على هذا البحث الذي أفدت من علمه الوافر وخلقه النبيل، فجزاه الله عني كل خير، وأسأل الله له التوفيق في ديناه وأخراه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

فهرس الموضوعات