تخريج الفروع على الأصول عند القاضي أبي بكر بن العربي في الأدلة الشرعية ودلالات الألفاظ من خلال كتابه المسالك

ملخص الرسالة

تخريج الفروع على الأصول

عند القاضي أبي بكر بن العربي في الأدلة الشرعية

ودلالات الألفاظ من خلال كتابه المسالك

الافتتاحية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم العليم بمصالح عباده، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، الذي ختم الله به الرسالةَ وأكمل به الدين، وأتمَّ به النعمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة إلى يوم لقائه وسلم تسليمًا.

أما بعد:

فإن أصول الفقه عِلم عظُم نفعُه وقدْره، وعلا شرفه وفخره؛ إذ هو مثار الأحكام الشرعيَّة، ومنار الفتاوى الفرعية، التي بها صلاح المكلَّفين في المعاش والمعاد، ثم إنه العُمْدة في الاجتهاد[1]، والمُعين - بتوفيق الله تعالى - على فَهْم نصوص الكتاب والسنة واستنباط الأحكام الشرعيَّة من أدلَّتها على أسس سليمة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

"ولهذا كان المقصود من أصول الفقه: أن يُفقَه مراد الله ورسوله بالكتاب والسنة"[2].

وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:

"إن أصول الفقه عِلمٌ جليل القدر، بالغ الأهمية، غزير الفائدة، فائدته التمكُّن من حصول قدرة يستطيع بها استخراج الأحكام الشرعيَّة من أدلَّتها على أسس سليمة"[3].

وعِلم تخريج الفروع على الأصول له أهميته التي لا يُنكِرها مُنكِر؛ لأنه العلم الذي يُخرِج أصول الفقه من الجانب النظري إلى المجال العملي التطبيقي، ويُعين على معرفة طريقة العلماء في الاستنباط، والأصول التي بنوا عليها المسائل الفقهيَّة التي أفتوا بها، وأسباب اختلافهم فيها، فقد اعتنى به بعض العلماء وأفردوه بالتأليف؛ لما له من أهميَّة بالغة في ربْط المسائل الفقهيَّة المُتناثِرة بأصل واحد يَسهُل معه ضبطها والإحاطة بها.

قال الإمام القرافي - رحمه الله -:

"ومَن ضبَط الفقه بقواعده، استغنى عن حِفْظ أكثر الجزئيات؛ لاندراجها في الكليات، واتحد عنده ما تَناقَض عند غيره وتَناسَب، وأجاب الشاسع البعيد وتقارَب، وحصَّل طَلِبَته في أقرب الأزمان"[4].

وقال الإمام السيوطي - رحمه الله -:

"أنا لا أعتمِد في الأصول على أناس قُصارى أمرهم الرجوع إلى القواعد المنطقيَّة وتنزيل القواعد الأصلية عليها أبدًا، إنما أعتمِد على أئمة جامعين للأصول والفقه مُتضلِّعين[5] منها محيطين بقواعدهما عارفين بتركيب الفروع على الأصول"[6].

وما زال العلماء والباحثون يَهتمُّون به ويُقرِّرون أصولَه ومسائله إلى يومنا هذا، ولأهميته وفائدته أحببتُ - مستعينًا بالله - عز وجل - أن يكون بحثي في مرحلة الماجستير فيه، وذلك بعنوان: "تخريج الفروع على الأصول عند القاضي أبي بكر بن العربي في الأدلة الشرعيَّة ودلالات الألفاظ من خلال كتابه المسالك في شرح موطأ مالك - جمعًا ودراسة".

وأسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله حُجَّة لي لا علي، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ويشتمل هذا البحث على مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة، وفهارس علميَّة.

(وسأقتصر على الأبواب والفصول والمباحث والمطالب).

المقدمة: وتشتمِل على:

• الافتتاحية.

• أسباب اختيار الموضوع وأهميته.

• الدراسات السابقة.

• خطة البحث.

• منهج البحث.

• التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: التعريف بتخريج الفروع على الأصول، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: تعريف تخريج الفروع على الأصول.

المطلب الثاني: موضوع تخريج الفروع على الأصول.

المطلب الثالث: نشأةُ تخريج الفروعِ على الأصول.

المطلب الرابع: استِمداد تخريج الفروع على الأصول.

المَطلب الخامس: فائدة تخريج الفروع على الأصول.

المطلب السادس: منهج ابن العربي في تخريج الفروع على الأصول.

المبحث الثاني: التعريف بالقاضي ابن العربي، وفيه سبعة مطالب:

المطلب الأول: اسمه ونسبه، ومولده، ونشأته، ووفاته.

المطلب الثاني: طَلَبه العلم ورحلاته العلمية.

المطلب الثالث: شيوخه.

المطلب الرابع: تلاميذه.

المطلب الخامس: ثناء العلماء عليه.

المطلب السادس: عقيدته ومذهبه الفقهي.

المطالب السابع: مؤلفاته.

المبحث الثالث: التعريف بكتاب المسالك في شرح موطأ مالك؛ للقاضي ابن العربي، وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تحقيق اسم الكتاب وإثبات نِسبته إلى ابن العربي.

المطلب الثاني: منهج القاضي ابن العربي فيه.

المطلب الثالث: قيمة الكتاب العلميَّة ومَيزته في تخريج الفروع على الأصول.

المطلب الرابع: مصادر الكتاب.

الباب الأول: تخريج الفروع على الأصول في الأدلَّة الشرعية، وفيه فصلان:

الفصل الأول: تخريج الفروع على الأصول في الأدلة المُتَّفق عليها، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: التخريج على الأصول المتعلقة بالكتاب.

المبحث الثاني: التخريج على الأصول المتعلقة بالسنة.

المبحث الثالث: التخريج على الأصول المتعلِّقة بالنسخ.

المبحث الرابع: التخريج على الأصل المتعلق بالإجماع.

المبحث الخامس: التخريج عل الأصول المتعلقة بالقياس.

الفصل الثاني: تخريج الفروع على الأصول في الأدلة المختلف فيها، وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأول: التخريج على الأصل المتعلق بعمل أهل المدينة.

المبحث الثاني: التخريج على الأصل المتعلق بالمصلحة.

المبحث الثالث: التخريج على الأصول المتعلِّقة بسدِّ الذريعة.

المبحث الرابع: التخريج على الأصل المتعلق بشرع من قبلنا.

المبحث الخامس: التخريج على الأصل المُتعلق بالاستحسان.

المبحث السادس: التخريج على الأصل المتعلق بقول الصحابي.

المبحث السابع: التخريج على الأصل المُتعلِّق بالعُرْف.

المبحث الثامن: التخريج على الأصل المتعلق بأقل ما قيل.

الباب الثاني: تخريج الفروع على الأصول في دلالات الألفاظ وطُرُق الاستنباط، وفيه فصلان:

الفصل الأول: تخريج الفروع على الأصول في الحقيقة والمجاز، والحروف، والأمر والنهي، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التخريج على الأصول المتعلقة بالحقيقة والمجاز.

المبحث الثاني: التخريج على الأصول المتعلقة بالحروف.

المبحث الثالث: التخريج على الأصول المتعلقة بالأمر والنهي.

الفصل الثاني: تخريج الفروع على الأصول في العام والخاص، والمُطلَق والمقيد والمفهوم، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: التخريج على الأصول المتعلقة بالعام والخاص.

المبحث الثاني: التخريج على الأصول المتعلقة بالمطلق والمقيد والمفهوم.

الخاتمة: وتَشتَمِل على أهم نتائج البحث.

الفهارس: وتشتمل على:

• فهرسة الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس الأعلام المُترجَم لهم.

• فهرس المصطلحات العلميَّة والكلمات الغريبة.

• فهرس القواعد الأصولية.

• فهرس الفروع الفقهية.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

منهج البحث:

1- جمع الأصول التي خرّج عليها القاضي ابن العربي الفروع الفقهية في كتابه المسالك، وترتيبها حسب المباحث الأصوليَّة.

2- عند ذِكْر الأصل أَلتزَمُ بالصيغة التي ذكَرها القاضي ابن العربي في كتابه المسالك.

3- الرجوع إلى المصادر الأصليَّة في دراسةِ الأصل، وبيان أقوال العلماء فيه، مع نسبة الأقوال إلى أصحابها.

4- تحرير محل النزاع في الأصول.

5- دراسة مختصَرة للفرع الفقهي المخرَّج على الأصل، وتوضيح ما فيه من خلاف، مع بيان وجه اندراجه تحت الأصل.

6- إذا خرَّج القاضي ابن العربي فرعًا واحدًا تحت أكثر من أصل، فإني أقوم بدراسته في أول مكان يَرِد فيه دون دراسته في الأماكن التالية، مع الإشارة إلى ذلك عن طريق الإحالة في الهامش.

7- عزو الآيات القرآنية، وذلك بذكر: اسم السورة، ورقْم الآية، مع كتابتها بالرسم العثماني.

8- عزو الأحاديث النبويَّة، فإن كان الحديث من الصحيحين أو أحدهما، اكتفيت بالعزو إلى ذلك، مع ذِكر: اسم الكتاب، والباب، ورقْم الحديث، والجزء، والصفحة، وإن لم يكن فيهما، عزوته إلى السنن الأربعة وغيرها من مصادر السنة، مع ذِكر كلام أهل العلم في بيان درجته.

9- شرح المصطلحات العلميَّة والكلمات الغريبة.

10- الترجمة للأعلام غير المشهورين الذين وردت أسماؤهم في البحث.

11- الالتزام بعلامات الترقيم وضبْط ما يحتاج إلى ضبط.

12- وضْع فهارس علميَّة في آخر البحث على النحو المُبيَّن في الخطة.

شكر وتقدير:

أحمد الله - سبحانه وتعالى - على نعمه المتتالية، وآلائه المتتابعة، وأشكره على توفيقه وتيسيره شُكرَ من يَطمَع في المزيد: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

ثم أتوجَّه بالشكر والعِرفان إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على جهودها العظيمة في تعليم أبناء المسلمين دينهم صافيًا من منبعه، متمنِّيًا أن تبقى منارة للعلم والتعلم؛ لينهل منها طلاب العلم من العلوم النافعة ما يجعلهم قادرين على تحمُّل مسؤولياتهم تُجاه دينهم ووطنهم.

ثم أتوجَّه بالشكر والعرفان إلى أستاذي وشيخي الذي اجتمعت فيه صفات العالم وتواضُعه: فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح أحمد الدخميسي؛ لتكرُّمه بقَبُول الإشراف على هذه الرسالة، فقد وجدتُ في فضيلته كرم الضيافة، وحُسْن التعامل، وَسَعة الصدر، والتوجيه، والأخذ بيدي إلى طُرُق العلم والتميز، فله مني كل الشكر والعِرفان، ومن المولى - عز وجل - الأجر والإحسان.

وأخصُّ بالشكر والعرفان الشيخين الفاضلين: الأستاذ الدكتور عبدالحليم بن عبدالفتاح عمر أستاذ أصول الفقه بالجامعة الإسلامية، والدكتور مسلم بن بخيت الفزي أستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بالجامعة الإسلامية على تفضُّلهما بقَبُول مناقشة هذه الرسالة والحكم عليها وتصحيح ما فيها من الأخطاء، والله أسأل أن يوفِّقهما ويُسدِّد خطاهما، ويكتب لهما الأجر الجزيل.

وأشكر فضيلة الأخ الدكتور سيدي سدبي الباحث في قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلاميَّة؛ على ما أفادني به من توجيهات مفيدة عند إعداد الخُطة وتعديلها وفي أثناء كتابة البحث، سائلاً المولى - عز وجل - أن يُبارَك في عِلمه وعمره وذريَّته، ويكتب له الأجر الجزيل.

وأشكر كذلك كل من تحمَّل المشقة والعناء لحضور هذه المناقشة، والله أسأل أن يُوفِّق الجميع لما يحب ويرضى، إنه سميع قريب مجيب الدعوات، وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وأصحابه أجمعين.