• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

البناء البلاغي في شعر علقمة بن عبدة الفحل (دراسة تحليلية)

ناصر بن دخيل الله بن فالح السعيدي

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: أم القرى
الكلية: اللغة العربية وآدابها
التخصص: قسم الدراسات العليا فرع الأدب والبلاغة والنقد
المشرف: الدكتور: عوض بن معيوض الجميعي
العام: 1420- 1421هـ

تاريخ الإضافة: 20/7/2013 ميلادي - 12/9/1434 هجري

الزيارات: 78121

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

البناء البلاغي في شعر علقمة بن عبدة الفحل

"دراسة تحليلية"


تناوَلتْ هذه الدراسة نسق "البناء البلاغي" عند "علقمة بن عبدة الفحل"، وهو شاعرٌ جاهلي قديم، ارتبطَتْ بذكره وبشعره أولى الملحوظات البلاغيَّة والمحفوظات النقديَّة التي وصلتْ إلينا.

 

وحاوَلتْ هذه الرسالة تحديدَ أسلوبِه الخاص في بنائه الشعري، مقتصرةً على دراسة أشهر الفُنون البلاغيَّة التي شاعَتْ في شعره بشكلٍ لافت للنظر كـ:

• التشبيه، والاستعارة، والكناية: في علم (البيان).

• والإنشاء، والتأكيد، والتقديم: في علم (المعاني).

• والمطالع، والمطابقة، والجناس: في علم (البديع).

 

وكانت هذه العلوم الثلاثة أبواب الرسالة الرئيسة، وما اندرج تحتها من فصولٍ كانت مباحثه الفرعيَّة، وحاولت الدراسة - من خلال هذه الأبواب والفصول - استنطاقَ لغة النص، وما وَراء هذه اللغة من دلالاتٍ بلاغية جديدة، وجديرة بالدراسة، محاولةً ربطَها بالعاطفة الشعوريَّة، والموقف الخارجي الذي قِيل فيه النص.

 

وكان الهدف الرئيس العام الذي تسعى الدراسة لتحقيقه هو: إضافة لَبِنَةٍ صغيرة إلى البناء البلاغي الذي أسَّسه عبدالقاهر الجرجاني، وشيَّد بناءَه علماء البلاغة من بعده.

 

أمَّا الهدف الثانوي الخاص فهو: التمكُّن من نقل القواعد البلاغية النظرية إلى حيِّز الممارسة التطبيقيَّة والتحليليَّة، بالإضافة إلى تحقيق بعض الأهداف الجانبيَّة الأخرى؛ كتعليل لقب الفحولة، وتحديد شخصيَّة الشاعر، وتحقيق ما نُسِبَ إليه من شعر، عن طريق الاستقراء والمقارنة بين ما صحَّ له، وما نُسِب إليه، مع بَيان العلة وذِكر الدليل، خاصَّةً فيما يتعلَّق ببائيَّته التي عارَض بها امرأ القيس.

 

ولعلَّ هذه الدراسة قد نجحَتْ إلى حدٍّ (ما)، في تحقيق جزءٍ بسيط من هذه الأهداف المتعلقة بحقل التخصُّص "البلاغة والنقد" ممَّا هو مجملٌ في الخاتمة، ومفصَّل في موضعه من الدراسة.

 

واللهَ أسألُ أنْ يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم، إنَّه سميع مجيب الدعاء.

 

مقدمة:

الحمد لله الذي بتيسيره تُذلَّل الصعوبات، وبجوده تتنزَّل الرحمات، وبنعمته تتمُّ الصالحات.

 

أحمد الله حَمْدَ الشاكرين، وأُثنِي عليه ثَناءَ الوَجِلين، وأصلِّي وأسلِّم على خير خلقه وشفيع أمَّته الذي بُعِثَ بمعجزة القُرآن، وببلاغة البيان، محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

 

وبعدُ:

فقبل اختيار موضوع الرسالة كانت نفسي تَتُوق إلى البحث في بلاغة القرآن الكريم؛ لأنَّه البلاغة في أسمى معانيها، وأعلى مراتبها، وأشمخ مبانيها، وما نشَأت البلاغة العربيَّة إلا في أحضان علوم الإعجاز القرآني، فقد كان الهدف السامي الذي يسعى له جُلُّ العلماء العظماء.

 

ولكن حين رأيتُ قِصَرَ باعي، وارتعاشَ يَراعِي، وقلَّة أدواتي، وكثْرة عثراتي، آثَرتُ أنْ أتريَّث قليلاً، وأؤجِّل فكرةَ هذا المشروع العظيم إلى حين اكتمال مُعظَم أدوات البحث فيه، وقرَّرت أنْ أتجه إلى الشعر الجاهلي - حيث اللغة العربية في أعظم مبانيها البلاغية - وأجعله ميدانًا خصبًا للدُّربة والمِراس، حتى وإنْ حصل خلط وغلط، وأخْذ وردٌّ، فحسبي الاجتهاد والتمسُّك بالأوتاد التي ستثبت أقدامي في مستقبل أيامي - بمشيئة الله تعالى.

 

وعندما تفهَّم أستاذي الفاضل الدكتور: عوض الجميعي، المشرف على هذا العمل حقيقةَ الموقف، كان له الفضلُ - بعد الله سبحانه وتعالى - في طرْح هذا الموضوع بين يدي، فكأنَّه وضع أمامي ضالَّتي التي كنت أنشدها منذ زمنٍ بعيد، فأرشدني إلى مادَّة هذا العمل، وأمدَّني ببعض مصادرها ومراجعها، وأحالَنِي إلى بعضها الآخَر، فله منِّي الشكر والتقدير، ومن الله الأجر والمثوبة.

 

وقد كان لهذا الموضوع اتِّصال مباشر بالبلاغة والنقد؛ لأنَّ هذا الشاعر، وهو علقمة بن عبدة، وُصِفت قصائدُه بالبلاغة المتناهية، فهي كالقلائد الثمينة التي أُحكِمت فُصوصُها، وأُتقِنت صناعتُها، كما دارت حول قصائده أولى الملاحظات النقديَّة التي وصلتْ إلينا.

 

ومن هنا كانت فكرة البحث التي أنطلق منها باحثًا عن إجابةٍ لهده الأسئلة مع تعليلها:

س) هل كان في شعر علقمة بلاغة متناهية عجزت عقولنا عن إدراكها، أو حالَ فسادُ أذواقنا عن تأمُّلها؟

 

س) ما مَدَى تعاضُد الفنون البلاغيَّة وتناسُقها في تشكيل البناء البلاغي في قصائده ومقطعاته؟

 

س) هل يمكن تحديد شخصيَّته من خِلال قصائده؟

 

س) هل يمكن من خِلال شعره أنْ نُفسِّر شعره أو القصص التي دارتْ حول شعره؟

 

س) ما مَدَى جدوى تحقيق نسبة النص الأدبي إلى صاحبه، بالانطِلاق من بنيته الداخليَّة، ومقارنته بالبناء البلاغي في بقيَّة النصوص الموثوق بنسبتها له؟

 

س) وهل يمكن أنْ نتحقَّق من خِلال البناء البلاغي في شعره من صحَّة ما نُسِبَ إليه في البائيَّة المعارضة؟[1]

 

كلُّ هذه الأسئلة وغيرها تُحاوِل هذه الرسالة الإجابةَ عنها، والتي حرصت على أنْ تشتمل دِراستي فيها لأكثر الفنون البلاغيَّة في شعر علقمة الفحل، وألا تقتَصِر على فن واحد؛ لأنَّ قيمة أيِّ عمل فني لا تتَّضح إلاً بالنظر إلى كلِّ عناصر الجمال مجتمعة فيه؛ ذلك أنَّ وصْف العين في الإنسان - وهي مرآة شخصيته - بأنها ضيِّقة أو متَّسعة، أو بأنها سوداء أو عسليَّة، لا تعطي تصورًا كاملاً عن هذا الإنسان، ولا نستطيع من خلالها أنْ نحكم عليه بالتميُّز عن غيره، وإنما يكون الحكم عليه من خِلال ملامحه الشخصية (الجسدية والنفسية) متكاملة.

 

ولهذا عنونت لبحثي بـ"البناء البلاغي في شعر علقمة بن عبدة الفحل"؛ لأتناوَل شعره من وجوه بلاغيَّة كثيرة، فأتعرَّف أسلوب الرجل في التعبير، وطريقته في استخدام اللغة، وبناء المعاني، وفي عرض الصور البيانيَّة، وفي توظيفه للمحسِّنات البديعيَّة لخِدمة أغراضه ومَعانِيه، راصدًا جُلَّ حركاته، بتحليل كلِّ أبياته.

 

يقول الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى: "وإنما تَقُوم الدراسة المُعتَبرة في هذا المجال على شعر الشاعر كله، تحدد طرائقه، وتستَقصِي فنونه، وما غلب عليه من وسائل الصياغة، نحت الكلام.

 

والقصيدة وإنْ كانت صورة لمذهبه إلاَّ أنها محصورة في إطار غرضي، وسياق نفسي وشعري ألقى عليه ظِلاله؛ ولذلك تبقى قاصرةً عن أنْ تكون ممثلة لتنوُّع المذهب الشعري في الأجواء الروحية المتنوِّعة، وهذه الأجواء الروحية هي التي تُشكِّل الصياغة الشعريَّة بصورةٍ كاملة، وفي إطار مذهب الشاعر وإمكاناته ووسائله"[2].

 

ومن هنا تجنَّبتُ في دراستي الوقوفَ بالمعايير النقدية عند حدود النص الأدبي، بل استضأت بكلِّ ما يُعِينني على تفسير ظواهره، بمعرفة الباعث للنص، والموقف الذي قِيل فيه، والحالة الشعورية والفكرية لصاحب النص، وعلاقة البناء البلاغي بكلِّ ذلك، مستفيدًا من الأصول البلاغيَّة القديمة والحديثة، معتمدًا على كتب البلاغة التحليليَّة، منطلقًا من الشعر إلى البلاغة، رابطًا البناء بالدلالة البلاغيَّة، في إطار طبيعة اللغة العربيَّة وخُصوصيَّتها؛ ولذلك حين بدَأتُ جمع مادَّة هذا العمل، واستقراءَها كاملة، حاوَلتُ أنْ أضَعَ لدراستي منهجًا علميًّا متكاملاً أسير في ضوئه، على هدْي من مناهج البحث العلمي في المجال الأدبي، فكان المنهج المعتمد تحليليًّا مرتبطًا بالمنهجين: النفسي، والنقدي.

 

وحين بدَأتُ رحلة البحث قمتُ بحِفظ ديوان الشاعر في آخِر تحقيقٍ له، ومن ثَمَّ عرضت مفردات شعره على معاجم العربية كـ"لسان العرب"، و"مقاييس اللغة"، و"أساس البلاغة"، وقد عوَّلت كثيرًا على الأخِيرين منها في كشف ترادُف الألفاظ وأضدادها، وتمييز حقيقتها من مجازها.

 

ثم جمعتُ من الشعر الجاهلي ما قد يتَّفِق في بناء تراكيبه، أو صوره، أو نقوشه، مع شعر علقمة؛ للمقارنة بين بنائه، وبناء غيره في بعض الدقائق الأسلوبيَّة.

 

ثم أخذت أنبش التراث البلاغي والنقدي، وما اتَّصل بهما من عُلوم الأدب وإعجاز القرآن، أجمع كلَّ ما وقع تحت يدي من شواهد شعره، مُرتِّبًا إيَّاها وفْق المباحث البلاغيَّة، ثم عكَفتُ على دراسة صُلب الرسالة، وهو تحليل بناء الفنون البلاغيَّة في شِعره، فكنت أبحث الفنَّ المراد تحليله - في شعره - في كتب التراث البلاغي والنقدي، وأتتبَّعه منذ نشأته وحتى شيخوخته في كتب الشروح والتلخيصات ملخصًا ما أقرَؤُه، مقتصرًا على ما له علاقةٌ وثيقة بشِعره من شواهد مماثلة أو تفسيرات معللة.

 

وهكذا بقيَّة المباحث المدروسة في شعره، لا أتجاوَزُها حتى أنثر بين يدي جميع ما يتعلَّق به، ممهدًا له بمقدمة نظريَّة مُوجَزة، محاولاً ربْط النظريَّة بالتطبيق.

 

وقد بنَيْت هيكل الرسالة على ثلاثة أبواب رئيسة - تقدمها تمهيد، وختمتها نتيجة - وهي:

1- بناء الأعمدة والأركان البيانيَّة في شعره، ودرست فيها بعض صور علم البيان.

 

2- بناء القواعد واللَّبِنات التركيبيَّة في شعره: ودرست فيها بعض أساليب علم المعاني.

 

3- بناء النُّقوش والزخارف البديعيَّة في شعره: ودرست فيها بعض محسنات علم البديع.

 

وحاولتُ من خِلال الأبواب السابقة تلمُّس أسلوب الرجل في بِناء الفنون البلاغيَّة في شعره، وعلاقته بقصيدته البائية المعارضة لبائية امرئ القيس، مع مقارنة ذلك بما جاء في بائية امرئ القيس، وفي بقيَّة شعره.

 

واقتضَتْ طبيعة البحث أنْ يكون باب الأركان البيانيَّة أطول أبواب البحث؛ لما جعلت البداية به، وشرح أكثر مفردات الشعر ومَعانِيه فيه، والاقتِصار على الإشارة إلى شرح الأبيات في المباحث التي تَلِيه.

 

ولا يفوتني أنْ أشيرَ هنا إلى بعض الدراسات التي تناوَلتْ هذه الشخصيَّة قبل هذه الدراسة، وهي - على كثرتها - تكادُ تكون تكرارًا لبعضها في المنهج والمعلومة المقدَّمة للقارئ.

 

وأولى هذه الدراسات قامتْ بها الباحثة: لطيفة بنت مهدي العزاوي، بعنوان: "علقمة بن عبدة التميمي: دراسة وتحقيق"، ونالت بها درجة الماجستير من جامعة القاهرة، سنة 1969م.

 

والدراسة الثانية قام بها الباحث: إبراهيم سعيد قنديل، بعنوان: "علقمه الفحل: حياته وشعره"، ونال بها درجة الماجستير من جامعة الإسكندرية سنة 1983م.

 

والدراسة الثالثة قام بها الباحث: عبدالرحيم عبدالعال عرابي، بعنوان: "علقمة الفحل: حياته وشعره"، ونال بها درجة الماجستير من جامعة الأزهر، فرع أسيوط، سنة 1984م.

 

وقد اطَّلعتُ على الرسالة الأولى، وعلى الفهرس التفصيلي للرسالة الثانية، وتعذَّر عليَّ أنْ أطَّلع على الرسالة الثالثة، والتي صدر متزامنًا معها كتاب الدكتور: عبدالرزاق حسين، بعنوان: "علقمة بن عبدة الفحل: حياته وشعره"، الذي كان - في نظري - دراسة علمية منظمة رُوعِي فيها الاستقصاء والجدَّة والموضوعيَّة.

 

ويحسب القارئ أنَّ هذه الرسالة لن تكون إلا صدًى لما قاله السابقون، ولكنَّ المُقارِن ببين هذه الدراسة وسابقاتها يُدرِك الفرْق في أهداف البحث ومقاصده وعناصره، ونتائجه ومنهج دراسته، بل الموضوع الذي يطرقه، وهو (البناء البلاغي)، والذي يمكن أنْ ينقل إلى شعر امرئ القيس، أو إلى شعر طرفة، أو إلى شعر الأعشى، أو إلى شعر غيرهم من شُعَراء الجاهلية وغيرها، ثم يكون مادَّة خصبة للدراسة، ولكن إضافة البناء البلاغي إلى شعر علقمة كان من أجْل تحقيق الأهداف المذكورة سابقًا، بالإضافة إلى أنَّه مرتبطٌ أشدَّ الارتباط بمفاهيم البلاغة والنقد والبناء والفُحولة مما سيتَّضح - بمشيئة الله - في التمهيد.

 

ويكفي أنْ نعرف أنَّ الدراسات السابقة لم تتعرَّض إلى أيِّ عنصرٍ من عناصر الرسالة السابقة، باستِثناء ما تقتَضِيه منهجيَّة البحث من ضرورة الإشارة الموجزة إلى شخصيَّة الشاعر ومنزلته وأحداث مجتمعه، والتي لا يمكن عزلها عن قصائده أثناءَ التحليل البلاغي، وهذه الإشارات الموجزة التي ذكرتها لم تخلُ من الإضافات أو التعليقات أو الاستدراكات.

 

هذا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الموضوعات المدروسة في هذه الرسالة اقتضَتْ تحليل البناء البلاغي في كلِّ مبحث، وحاوَلتُ الاستقصاء قدْر الإمكان؛ لقلَّة شعره، الأمر الذي استوجب إعادة عرض الأبيات في عدَّة شواهد، لتعلُّق البيت الواحد بأكثر من مبحث.

 

وتيسيرًا على القارئ، وتقصيرًا للحواشي، تركنا نسبة كلِّ بيت مُتكرِّر إلى موضعه من الديوان، بالاكتفاء بذكر رقم القصيدة، ورقم البيت أمامه، واقتضى الإيجاز الرمز بالأرقام إلى صفحات الديوان، وأرقام القصائد، وأرقام الأبيات، وذلك على النحو التالي:

(في صلب الصفحة):

قد تأتى أمامَ أبيات علقمة أو امرئ القيس هذه العلامة 3-9.

وتعني: القصيدة الثالثة في الديوان المذكور، البيت التاسع.

 

(في هامش الصفحة):

قد تأتي هذه العبارة: انظر ديوانه / 32= 5-6، 7.

وتعني: انظر ديوانه في الصفحة الثانية والثلاثين، في القصيدة الخامسة، في البيتين السادس والسابع.

 

وأخيرًا أشكر كلَّ مَن قرأ هذا العمل، وأبدى ملحوظاته حول موضوعه، ومنهجيَّته، وعناصره، ونتائجه، وقيمته في الحقل البلاغي والنقدي.

 

هذا، وبالله التوفيق وعليه الاعتمادُ.

 

الخاتمة:

بُنِيت هذه الدراسةُ على استظهار شعر علقمة الفحل، واستنطاق لغته، وجني ثمارها البلاغيَّة، وتعرَّفت على أسلوبه في بناء أركان الكلام ولَبِناته ونقوشه.

 

وأرجو من الله أنْ تكون هذه الدراسة قد خرجت بالأمور التالية:

1- النتائج الخاصَّة:

وستقتَصِر على عرض النتائج التي لم تتوصَّل إليها الدراسات السابقة، سواء تعلَّقت هذه النتائج بشخصيَّة الشاعر، أو بالبلاغة، أو بالنقد:

ففي التمهيد:

• فصَّلتُ القول في تعليل لقب الفحولة الذي اختصَّ به علقمة دون غيره، ورجَّحت المعنى الحقيقي المفهوم من الفحولة.

 

• أثبتَت الارتباط القوي والمباشر بين شعره من جهةٍ، والبلاغة والنقد والبناء من جهةٍ أخرى.

 

• أظهرتْ أثَر شعره في ظهور بعض المصطلحات البلاغية والنقدية.

 

وفي التشبيه:

• كشفت عن العلاقات الخفيَّة بين أطراف التشبيه الحسيَّة في شعره، والتي تَطوِي وراءها دلالات بلاغية متناهية.

 

• أنهت الجدل الدائر حول بعض التشبيهات الغريبة في شعره، مستعينة على تفسيرها بمعاني المفردات، وخصائص الدلالات.

 

وفي الاستعارة:

• حاوَلتْ إثارة مسألة التفريق بين الاستعارات النادرة والشائعة والملتبسة بالحقائق، ووضعت مقياسًا شبه دقيق لضبطها.

 

• استدركت على بعض رجالات الأدب والبلاغة والنقد بالدليل المادي الملموس في آرائهم حول بعض الاستعارات في شعره.

 

• علَّلت الخروج عن المألوف، في استعارة مصادر الأفعال في شعره.

 

وفي الكناية:

• أثارت مسألة الاهتمام بالوسائط الموصلة إلى المعنى المقصود، وكشَفتْ عن قِصَر هذه الوسائط، وتشعُّب دلالاتها في شعره.

 

• نصَحتْ بإعادة النظر من قِبَلِ علماء البلاغة في النوع الثالث من أنواع الكناية، وهو كناية النسبة، فهي تخرج عن حدِّ تعريف الكناية؛ لأنها بنيت على مجازٍ لا يحتمل المعنى الحقيقي.

 

وفي الأساليب الإنشائية:

• ناقشت آراء العلماء المختلفة حول تعليل الخروج عن الفصيح من كلام العرب في شعره الذي يستفهم فيه بـ"هل"، وربطت ذلك بالدوافع النفسية.

 

• كشفت عن معنًى بلاغي عميق تأتي به صِيغة الأمر في شعره حين تقتَرِن بالمال، وهو "التحسُّر"، وهذا المعنى لم تلتَفِت له كتبُ البلاغة والإعجاز القرآني، وهو يحمل من إثارة المشاعر ما لا تحمله بقيَّة المعاني.

 

وفي تأكيد الأخبار:

• لفتَتْ إلى ملاحظة مشاعر النفس التي تلقي الخبر، فقد يكون التوكيد استجابةً لنَوازِعها الداخليَّة، وليس مُراعاةً لأحوال المخاطب التي شُغِف بتتبُّعها البلاغيُّون.

 

وفي التقديم والتأخير:

• كشَفتْ عن الدلالات البلاغيَّة التي قد تُؤدِّيها خَصائص نظم التراكيب في تقديم المسند، والتي قد تغيِّر مجرى الكلام، حتى ترى الألفاظ واحدة والمعاني متباعدة.

 

• أثبتت بالدليل المادي الملموس أهميَّة تتبُّع مواقع المتعلقات، فإنَّ تقديم بعضها على بعض لا يُغيِّر صورة اللفظ، لكنَّه يُغيِّر صورة المعنى؛ ممَّا يُبَرهِن على كلام عبدالقاهر في هذا الشأن.

 

وفي مطالع القصائد:

• كشفت عن عمق الروابط بين الأبنية البلاغية وأبنية المطالع في القصائد؛ فالزخارف البديعية تتكاثَر فيها حتى تستميل الأذن، وتطرب القلب للاستماع إليها.

 

وفي المطابقة:

• لفتَتْ إلى ضرورة ملاحظة بلاغة المطابقات المستترة في الكنايات، أو في العبارات الطويلة غير الكنائية، وهي - على قيمتها البلاغية - لم تحظَ باهتمام البلاغيين.

 

وفي الجناس:

• رجحت بأنْ تكون دواعي المجانسة في الألفاظ أكثر ارتباطًا بالمعاني النفسية منها بالتنغيم الصوتي.

 

• وانتهَتْ إلى القول بأنَّ محسنات البديع هو عناصر بنائيَّة تشترك مع بقيَّة العناصر في إنشاء صرح البناء البلاغي.

 

2- أمَّا النتائج العامَّة:

فيمكن القول بأنَّ هذه الدراسة قد:

• أماطت اللثام عن وجْه البلاغة العربية في أرقى أساليب اللغة في الشعر الجاهلي، عندما كانت فنًّا يتذَّوق، لا علمًا يحفظ.

 

• أثبتت تعاضُد مفردات اللغة وتآخِيها للنهوض ببنية البلاغة العربيَّة، كما أثبتت تعاضُد الفنون البلاغية وامتزاجها في بناء الشعر.

 

• ردَّت على المشكِّكين في قُدرات العرب البلاغية والنقدية.

 

• أكَّدت الإعجاز البلاغي في لغة القرآن الكريم، بمقارنته بالبلاغة المتناهية في لغة الشعر الجاهلي.

 

• كشفت ملامح شخصية أدبية عربية قديمة، دار حول أدبها الكثيرُ من الملاحظات البلاغية والنقدية، وشغلت حيِّزًا لا بأس به من اهتمام القدماء وبعض الدارسين المحدَثين.

 

• كما كشفت عن بعض الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والنفسية في حياة هذا الأديب.

 

• علَّلتْ تنوُّع أدوات البناء وطرق البناء، بتموُّج العاطفة الشعورية عند الشاعر.

 

• أظهرت أنساق بنائية بلاغية متَّحدة في لغة الشاعر تختلف عن غيرها عند غيره.

 

• أثبتت صحَّة بعض المقولات الشهيرة، كقول:

ابن الأعرابي: "إنَّ شعر القدماء كالمسك؛ كلَّما حرَّكته ازداد طيبًا".

 

طه حسين: "هو شعرٌ لا زال يترَقرَقُ منه ماء الحياة".

 

عبدالقاهر: "إنَّ الشعر يُفسِّر الشعر".

 

حازم القرطاجني: "يمكن تفسير القصص بالشعر".

 

بيفون: "الأسلوب هو الرجل ".

 

3- وأخيرًا تنصح هذه الدراسة بالتوصيات الآتية:

• إدامة النظر في كلام العرب؛ لاستِخراج بعض اللطائف البلاغيَّة، والتي لم يتنبَّه لها السابقون.

 

• قيام دراسة نحوية صرفية معجمية، تُعنَى بالمقارنة في الجانب اللغوي بين امرئ القيسي وعلقمة الفحل.

 

واللهَ أسألُ أنْ يكون عمَلُنا خالصًا لوجهه الكريم، وأنْ ينفع به في الدنيا والآخِرة.

 

والحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنَّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله، وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.

 

الفهرس

الموضوعات

الصفحة

الإهداء

 

الشكر والتقدير

 

المقدمة

أ – و

التمهيد

1

أولاً: التعريف بالشاعر وشعره

1

ثانيًا: شعره وعلاقته بمفاهيم: النقد والبلاغة والبناء

8

ثالثًا: شعره في التراث البلاغي والنقدي

21

الباب الأول: بناء أعمدة البيان

34

الفصل الأول: بناء التشبيه في شعره

35

أولاً: بناء التشبيه في أوصاف الرجال

35

ثانيًا: بناء التشبيه في أوصاف المرأة

49

ثالثًا: بناء التشبيه في أوصاف الناقة

68

رابعًا: بناء التشبيه في أوصاف الفرس

89

خامسًا: بناء التشبيه في أوصاف الظليم

101

سادسًا: بناء التشبيه في متعلقات الأوصاف

112

سابعًا: نسق بناء التشبيه من حيث الأداة

122

الفصل الثاني: بناء الاستعارة في شعره

124

أولاً: بناء الاستعارة الملتبسة

126

أ- الاستعارات الملتبسة بالحقائق

127

ب- الحقائق الملتبسة بالاستعارات

137

ثانيًا: بناء الاستعارات الشائعة

140

أ- من جهة المستعار

140

ب- من جهة المستعار له

160

ثالثًا: بناء الاستعارات النادرة

166

أ- الاستعارات المبنية على التشخيص

166

ب- الاستعارات التمثيلية

180

جـ- الاستعارة في الأفعال

184

النسق البنائي للاستعارة في شعره

191

الفصل الثالث: بناء الكناية

195

أولاً: الشجاعة في مباني الكناية

197

ثانيًا: المرأة في مباني الكناية

210

ثالثًا: الكرم في مباني الكناية

220

رابعًا: الفرس في مباني الكناية

226

خامسًا: الأوقات في مباني الكناية

228

سادسًا: البعد في مباني الكناية

232

سابعًا: المعاني الأخرى في مباني الكناية

234

النسق البنائي للكنايات في شعره

239

الباب الثاني: بناء القواعد واللبنات التركيبية

244

الفصل الأول: بناء الأساليب الإنشائية في شعره

244

أولاً: بناء أساليب الاستفهام

244

ثانيًا: بناء أساليب الأمر

258

ثالثًا: بناء أساليب النهي

266

الفصل الثاني: الأخبار المؤكدة في شعره

269

أولاً: بناء أساليب التوكيد بـ"قد"

269

ثانيًا: بناء أساليب التوكيد بـ"إن"

275

ثالثًا: بناء أساليب التوكيد بـ"الحروف الزائدة"

278

رابعًا: بقية المؤكدات في شعره

279

الفصل الثالث: بناء أساليب التقديم والتأخير في شعره

281

أولاً: تقديم المسند إليه

281

ثانيًا: تقديم المسند

291

ثالثًا: التقديم في المتعلقات

304

1- تقديم متعلقات الفعل عليه

304

2- تقديم المتعلقات بعضها على بعض

310

الباب الثالث: بناء نقوش البديع في شعره

320

الفصل الأول: بناء مطالع القصائد

320

الفصل الثاني: بناء المطابقة

326

الفصل الثالث: بناء الجناس

348

الخاتمة

358

أولاً: النتائج الخاصة

358

ثانيًا: النتائج العامة

360

ثالثًا: التوصيات

361

الفهارس

363

فهرس المصادر والمراجع

363

فهرس الموضوعات

382



[1] وهي القصيدة البائية التي عارض فيها امرأ القيس في قصة أم جندب - كما سيأتي بمشيئة الله - وشكَّك في هذه البائية كبارُ النقَّاد العرب المحدَثين؛ كالرافعي في "تاريخ آداب العرب" 3/218، 219، وطه حسين في كتابة "من تاريخ الأدب العربي" ص 214، 215، وطه إبراهيم في "تاريخ النقد الأدبي عند العرب": 28، 29، وغيرهم كثير.

[2] "دراسة في البلاغة والشعر" 183.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ابن البناء وابنه أبو غالب بن البناء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فرنسا: عمدة فريوس يوقف بناء مسجد المدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أحوال البناء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ظاهرة البناء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف تبني نفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فرنسا: البلدية توقف بناء مسجد بوتو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كتابية الشعر وتحولات البناء لأحمد كريم بلال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشعر ودوره في البناء العام(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حول ظاهرة الخرم وأثرها في البناء الشعري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • البناء الفني في شعر عمر بهاء الدين الأميري (WORD)(كتاب - موقع الدكتور خالد بن سعود الحليبي)

 


تعليقات الزوار
1- البناء البلاغي في شعر علقمة
محمد الفقي - مصر 30-07-2021 10:51 PM

رسالة جيدة وجهد مشكور وفقكم الله وسدد خطاكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب