• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

البديع بين ابن أبي الإصبع العدواني المصري والخطيب القزويني

عواطف بنت صالح بن سالم الحربي

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: أم القرى
الكلية: اللغة العربية
التخصص: البلاغة والنقد
المشرف: أ.د. محمد بن إبراهيم شادي
العام: 1426هـ - 2005م

تاريخ الإضافة: 9/7/2013 ميلادي - 1/9/1434 هجري

الزيارات: 52040

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

البديع بين ابن أبي الإصبع العدواني المصري والخطيب القزويني


 

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرَف المرسَلِين، وعلى آله وصحْبه أجمعِين.

 

هذا البحث بعُنوان:

(البديع بين ابن أبي الإصْبع المصري والخطيب القزويني)

 

لبيان وكشْف الفُروق بين العالِمَيْن في بعض النماذج المهمة في هذا العِلم، وإبراز المزايا التي تفرَّد بها كلُّ واحدٍ منهما بأسهل عبارة، وذلك من خِلال خطَّة تحوي أبعادَ هذه الدراسة، وتحيط بمتطلَّباتها، ممثَّلة في مقدمة وتمهيد وفصلين من عدَّة مباحث وخاتمة وفهارس مجملة.

 

فاحتوَت المقدمة على بَيان أهميَّة الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطَّة البحث.

 

وتضمَّن التمهيدُ الحديثَ بإيجازٍ عن علم البديع (أصله ونشأته وأثره في أداء المعاني)، ثم الحديث عن العالِمَين بصورةٍ تتكشَّف من خلالها العوامل التي أثرت في تشكيل طبيعة الاتِّجاهات والميول عند كلِّ واحدٍ منهما.

 

أمَّا فصلا الدراسة، فأتناول فيهما مفهوم كلِّ لونٍ بديعي ونشأته ومزيَّته البلاغية، كمقدمة ضرورية لكلِّ مبحث قبلَ الدخول في الموازنة بين العالِمَين.

 

فالفصل الأول: (محسنات معنوية)، مكوَّن من خمسة مباحث:

• المبحث الأول: الطباق والمقابلة والفرق بينهما، وكيف تناوَلهما العالِمَان.

 

• المبحث الثاني: مراعاة النظير والائتلاف والفرق بينهما، وطريقة عرض العالِمَين له.

 

• المبحث الثالث: المشاكلة وصلتها بالمجاز، وكيف تناولها كلٌّ من العالمين.

 

• المبحث الرابع: المبالغة وموقف النقَّاد منها، والفرق بين المبالغة في القُرآن والمبالغة في الشعر، ومنهج العالِمَين في عرضها.

 

• المبحث الخامس: التورية والتوجيه البلاغي لها في القُرآن الكريم، ومنحى كلٍّ من العالِمَين في تناولها.

 

والفصل الثاني: (محسنات لفظية)، مكوَّن من ثلاثة مباحث:

• المبحث الأول: الجناس والفرق بينه وبين بعض الألوان التي تتداخَل معه؛ كالترديد والتصدير، وفروق التناول بين العالِمَين.

 

• المبحث الثاني: السجع والخلاف في إطلاقه في القُرآن والشعر، واختلاف عرضه عند كلٍّ من العالمين.

 

• المبحث الثالث: لزوم ما لا يلزم وصلته بالأسجاع والفواصل، وخطة العالِمَين في تناوله.

 

ثم أجملت في خاتمة هذا البحث أهمَّ ما توصَّلت إليه من نتائجَ وحقائق، مُذيلاً بفهارس للآيات القُرآنية، والأحاديث الشريفة، والأبيات الشعرية، ثم أهم المصادر والمراجع، فأهم الموضوعات.

 

والله الهادي إلى سواء السبيل، وله الحمد في الأولى الآخرة.

 

الباحثة: عواطف صالح سالم الحربي

إشراف: أ.د محمد إبراهيم شادي

 

المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا يليق بجلاله وكماله، والصلاة والسلام على محمد وآله، ومَن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.

 

وبعدُ:

فرغم استقلال علم البديع كعلمٍ منفرد بعد أنْ كان مفهومًا عامًّا يتردَّد، دالاًّ فقط على الحسن المستحدَث من الشعر أو النثر، ورغم ما يُحفَظ لبدر الدين بن مالك (ت 686هـ) بذرة ذلك الاستقلال، وما يُحفَظ للخطيب القزويني (ت 739هـ) رعاية تلك البذرة؛ حتى كبرت وتشعبت وأينعت، وآتت أكلها، فإنَّ هذا العلم مع هذا التحديد ما يزال يحتفظ بالمفهوم العام له عند أصحاب المدرسة الأدبيَّة في الدراسة البلاغيَّة؛ كابن الأثير (ت 637هـ)، والعلوي (ت 705هـ)، وابن حجة الحموي (ت 837هـ)، وابن أبي الإصبع المصري.

 

وعلم البلاغة عامَّة والبديع خاصة تلقَّفتْه بالدراسة والبحث أيدي علماء شتى مختلفي المذاهب والمناهج والاتِّجاهات، وهذه طبيعةٌ بشريَّة في الاختلاف والتبايُن بحسب الظروف والنشأة، وبحسب الطباع والميول أو الاتِّجاهات.

 

وبالنظَر إلى هذا المحور فإنَّ أيَّ دارسٍ يجدُ نفسه أمامَ مدرستين مختلفتين عريقتين في تناوُل هذا العلم، بما وهَبَها الله - سبحانه - من أدوات، وبما صقل فيها من حنكة وقُدرة وحكمة وفهمٍ للنصوص، وقدرة على سبك وإحكام عرضها بالصورة اللائقة بها، التي تكشف بوضوحٍ عن جوانب أيِّ لون بديعي أو بلاغي، وإبراز محاسنه وتبيان حقيقته.

 

هاتان المدرستان هما:

• مدرسة الأسلوب العلمي.

• ومدرسة الأسلوب الأدبي.

 

فالأولى تتَّجه بالبلاغة اتِّجاهًا تغلب عليه العقليَّة المنطقيَّة، فتصوغُها في أفكارٍ مجرَّدة تنتَظِم قواعد وضوابط يغلب عليها تحديد العبارات وتحديد المصطلحات بدقَّة... وتمتاز بقلَّة الشواهد الأدبية والصياغة العلمية في أسلوبٍ تقريري مباشر، واضح أحيانًا وغامض أحيانًا أخر، بل يكتفي أصحابُ هذا الاتجاه بالمثل في شرح القاعدة، ويميلون في إثباتها إلى المنطق لا إلى الذوق الوجداني الأدبي والفني والنفسي، إلا مَن ندر[1]، وينتمي لهذه المدرسة كلٌّ من: الرازي، والسكَّاكي، والخطيب، والشراح.

 

والمدرسة الثانية: تتَّجه بالبلاغة اتِّجاهًا أدبيًّا وجدانيًّا، وتصبغ كثيرًا من موضوعاتها بصبغةٍ أدبية؛ لما امتازوا به من أدبٍ غزير وذوق سليم، لا يُعنَى رجالها بالتعريف ولا بالتقسيم المنطقي عنايتهم بإظهار أثر الصورة في تجسيم المعنى، وغالبًا ما يذكُرون القاعدة في سطر أو سطرين، ثم يوجهون جلَّ همهم إلى تحليل النصوص واستعمال المقاييس الفنية في الحكم عليها؛ ولذلك نجدها مرة تستطيع التعليل، ومرة لا تستطيع ذلك، وترجعه إلى الذوق والإحساس الفني، ولم تكن أمثلتهم مقصورةً على الجملة أو بيت الشعر، وإنما تعدَّتها إلى القطعة الشعرية والرسالة الأدبية أو السورة القُرآنية؛ ممَّا يساعد على تربية الذوق وتنمية ملكة الأدب والحس البلاغي[2]، وينتمي لهذه المدرسة كلٌّ من: عبدالقاهر الجرجاني (ت 471هـ) - وهو المؤسِّس لها - وابن الأثير، والعلوي، وابن أبي الإصبع العدواني، وابن حجة الحموي، وابن معصوم.

 

وما أحوج الدارسين في علم البلاغة إلى دراسة أساليب العلماء والأدباء من كلا المدرستين دراسةً تُحدِّد ملامح الشخصيَّة من خلال تحديد ملامح أساليبها.

 

ودراسة أيِّ أسلوب أو الكشف عنه يظهر جليًّا في إقامة الموازنات، وهو مَسلَك معروف عريق؛ لذا وقَع اختياري في هذه الدراسة على موازنةٍ بين علمين بارزين لم تسبق الموازنة بينهما في تناولهما لعلم البديع، ولم يأخُذا حقهما من الدراسة، خاصَّة وأنهما ينتميان إلى مدرستين مختلفتين؛ إذ يُلمَح في مقدمة كلٍّ منهما وفي تناولهما للألوان البلاغية إشاراتٌ واضحة ودالَّة على الأسلوب والمنهج الذي ينتهجه كلٌّ منهما ويتميَّز به عن الآخر، وإنِ اشتركا في بعض التفاصيل.

 

ولا شكَّ أنَّ هذا الاختلاف البيِّن بين العالمين هو مادَّة خصبة للبحث العلمي، ثم إنَّ أيَّ موازنة قائمة على أسس متينة وأهداف بيِّنة تستحقُّ أنْ تكون مجالاً للدراسة - هي بلا جَرم ستُثري أيَّ بحثٍ علمي وأي باحث جادٍّ؛ لأنها ستكشف الفروق في المنهج والفكر، وكيفيَّة التعبير التي هي نتاج الدلالات النفسية والذهنية والفكرية[3]، وستكشف العلَّة التي مالَ إليها العلماء في بحوثهم ودراساتهم نقدًا وتحليلاً واستشهادًا وطرحًا.

 

وممَّا يُعطِي لهذه الدراسة الصدق والموضوعيَّة أنها بين علَمَين كانا في زمانٍ متقارب؛ إذ توفي ابن أبي الإصبع سنة (654هـ)، والخطيب سنة (739هـ)، وإلا فإنَّ أيَّ موازنة بين عَلَمين تشطُّ المسافة بينهما ستكون غيرَ مُنصِفة أو غيرَ عادلة.

 

وقد اخترتُ الموازنة بينهما في مجال علم البديع خاصَّة؛ لأنَّه لم يأخُذ حظَّه من الدرس البلاغي بالقياس إلى علمي المعاني والبيان، بل إنَّ من النقَّاد مَن يهمل الجانب البديعي عند تعرُّضه بالنقد لنص شعري أو نثري والحكم عليه؛ ظنًّا منه أنَّه جانبٌ لا يقدِّم أو يؤخِّر كثيرًا في الحكم على جودة التعبير وحسن أدائه للمعنى بكلِّ ظلاله.

 

ولعلَّ السبب في العزوف عن هذا العلم من جانب بعض الدارسين والنقاد المعاصرين هو إسراف الشعراء والأدباء في العصور المتأخِّرة غاية الإسراف في استعمال المحسنات البديعية، إمَّا إعجابًا بها، وإما إخفاءً لفقرهم في المعاني؛ وبهذا انحطَّ نتاجهم الأدبي، ولو عرف الدارسون والنقَّاد أنَّ العيب ليس في البديع ذاته وإنما هو في سُوء فهمه واستخدامه، لقلَّلوا من عُزُوفهم عنه، ولأعطوه حقَّه من العناية والدراسة، ولردُّوا إليه اعتباره كعنصرٍ بلاغيٍّ مهم عند تقييم الأعمال الأدبية والحكم عليها.

 

ولعلَّ في هذا البحث العلمي تأكيدًا على أنَّ دراسة أصول هذا العلم، والأناة في تفهُّمها وتذوُّقها جديرةٌ بإقناع الدارس أيًّا كان بأنَّ استبعاد الجانب البديعي عند الحكم على عمَل أدبي هو إجحافٌ به وانتقاصٌ في الحكم عليه[4].

 

والنماذج المطروحة من الألوان البديعيَّة هنا خاصَّة هي مجال الموازنة في هذه الدراسة؛ لأنَّ فيها قدرًا كافيًا لبحثي كي تتحقَّق السيطرة على موضوعه والإلمام بكلِّ جوانبه وأبعاده وأطرافه، ولا سيَّما وأنَّ بين العالِمَين من الفُروق الدقيقة والكثيرة ما يحتاج إلى بسْط وتحليل، إضافةً إلى أنَّ في هذه النماذج قدرًا كافيًا لتقديم تصوُّر كامل عن فكر العالِمَين الفاضلين ومنهجهما وطريقتهما في العرض والاستشهاد والتحليل.

 

ومن هذه النماذج: الطباق، والمقابلة، والمشاكلة، ومراعاة النظير، والتورية، والمبالغة، والجناس، والسجع، ولزوم ما لا يلزم.

 

ولما كانت البلاغة القُرآنية هي النموذج الأمثل والأسمى الذي ينبغي أنْ تتَّجه عناية الدارسين إليه، والمَعين الذي لا ينضَب ولا يغيض، لم أجدْ أفضل من كتاب بديع القُرآن؛ لابن أبي الإصبع العدواني المصري لأختاره في هذه الموازنة دون غيره؛ لأنَّه من الكتب التي وظَّفت الدراسة البلاغيَّة للوصول إلى إعجاز القُرآن الكريم وما تميَّزت به بلاغته، ومحاولة كشفها للناس بروعة الأداء ورُقِيِّ العرض والتحليل.

 

واخترت مقابلاً له كتاب الإيضاح؛ للخطيب القزويني؛ لأنَّ مؤلفه استطاعَ أنْ يخفف من جفاف العرض عند السكاكي، وأنْ يمزج بين آراء السكاكي وعبدالقاهر الجرجاني والزمخشري وابن الأثير، بل رغبة أيضًا في إنصاف هذا الرجل الجهبذ والعالم الفذِّ الذي أنكر كثيرٌ من الدارسين فضله على البلاغة العربية، وإعادة صِياغتها بشكل أكثر استقرارًا وأكثر تهذيبًا، فتناوَلوه بالنقد والقدح والتقصير، حتى وصَمُوه بأنَّه السبب في جُمود البلاغة، ووصَمُوا جهوده ومباحثه الجليلة بأنها ظلَّت تتسلَّق على شجرة البلاغة حتى خنقتها خنقًا، لكن:

وَإِذَا أَرَادَ اللهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ
طُوِيَتْ أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ

 

ثم إنَّ بلاغة القُرآن الكريم كانت ممَّا يستهويني، والبحث فيها قدر استطاعتي يحقِّق رغبة لديَّ خاصَّة، إضافة إلى أنَّ اختيار هذا الموضوع صادَف أيضًا حاجة في نفسي؛ حيث صحبتُ فيه كثيرًا من البلاغيين في فهمهم للأساليب الرفيعة، ومحاوراتهم المهذبة الرقيقة، سواء من المتقدِّمين منهم أو المتأخِّرين من أصحاب المدرستين اللتين ينتمي إليهما العالمان الجليلان.

 

تلك إذًا الأسباب الدافعة إلى اختيار هذا الموضوع خاصَّة، أوجزتُ فيها الدوافع الموضوعية بدوافعي الذاتية.

 

أمَّا عن المنهج الذي اتَّبعته في هذه الدراسة فهو المنهج التاريخي أثناء تتبُّع نشأة علم البديع ونشأة الألوان البديعية المقصودة بالدراسة، ثم المنهج الوصفي التحليلي أثناءَ العرض والموازنة بين العالِمَين الفاضلين.

 

وقد سرت في الخطَّة حسبما يقتضيه البحث.

 

وهي تشتَمِل على: مقدمة، وتمهيد، وفصلين من عدَّة مباحث، وخاتمة، وفهارس للآيات القُرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والأبيات الشعريَّة، ثم فهرس بأهمِّ المصادر والمراجع، وآخَر بأهم الموضوعات.

 

وتتضمَّن المقدمة: أهميَّة الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطَّة البحث.

 

أمَّا التمهيد فيتضمَّن بإيجاز: الحديث عن العالمين الجليلين بشكلٍ يكشف عن العوامل المؤثرة قي طبيعة الاتجاه عند كلٍّ منهما، كما يتضمَّن أيضًا موجزًا عن نشأة البديع وتطور مفهومه، وأثره في بناء المعاني.

 

ويشتمل الفصل الأول على محسنات معنوية أتناول فيها مفهوم اللون، ونشأته، ومزيَّته، ونواحي الالتقاء والافتراق بين الخطيب القزويني وابن أبي الإصبع العدواني، والخصوصيَّات المميزة لكلٍّ منهما في المباحث التالية:

• المبحث الأول: الطباق والمقابلة والفرق بينهما.

• المبحث الثاني: مراعاة النظير والائتلاف والفرق بينهما.

• المبحث الثالث: المشاكلة وصلتها بالمجاز.

• المبحث الرابع: المبالغة وموقف النقَّاد منها، والفرق بين المبالغة في القُرآن والمبالغة في الشعر.

• المبحث الخامس: التورية والتوجيه البلاغي لها في القُرآن الكريم.

 

أما الفصل الثاني: فيشتمل على محسنات لفظية، أتناول فيها مفهوم اللون ونشأته ومزيَّته، ونواحي الالتقاء والافتراق بين العالِمَين، والخصوصيَّات المميزة لكلٍّ منهما في المباحث التالية:

• المبحث الأول: الجناس والفرق بينه وبين بعض الألوان التي تتداخَل معه؛ كالترديد والتصدير.

• المبحث الثاني: السجع والخلاف في إطلاقه في القُرآن والشعر.

• المبحث الثالث: لزوم ما لا يلزم وصلته بالأسجاع والفواصل.

 

ولقد حاولتُ الاجتهادَ قدرَ استطاعتي في معالجة هذه الرسالة العلمية التي لم تسبق دراستها، وإن كانت هناك دراسات سابقة حول فنون البديع نظريًّا وتطبيقيًّا؛ مثل:

• توضيح البديع في البلاغة؛ لمحمد طه هلالي.

• البديع في شعر شوقي؛ لمنير سلطان.

 

ومن الرسائل العلمية في هذا:

• البديع دراسة أسلوبية؛ للباحث: خالد علي أحمد، جامعة الزقازيق.

• البديع المعنوي في التحرير والتنوير لابن عاشور؛ للباحث: ضياء محمد عبدالمجيد، جامعة الأزهر.

 

ومن المقالات:

• القُرآن الكريم والبديع؛ لأحمد مطلوب.

• مفهوم المبالغة في المعاني القُرآنية؛ لشلتاغ عبود شداد.

 

ودراسات سابقة حول الخطيب وكتابه الإيضاح، أهمها:

• استدراكات التفتازاني على الخطيب قي كتابه (المطول)؛ للباحث: أحمد هنداوي، جامعة الأزهر.

• بلاغة الخطيب؛ لأحمد مطلوب.

 

ومن المقالات:

• معركة القزويني في الأزهر؛ لمحمد عبدالمنعم خفاجة.

• حول معركة القزويني في الأزهر؛ لعباس خضر.

 

أمَّا الموازنة في حدِّ ذاتها، فقد وقفت على عدَّة رسائل علمية، منها:

• البحث البلاغي والنقدي بين الخطيب والرازي وابن حمزة العلوي؛ للباحث: محمد حسين إبراهيم، جامعة الأزهر.

• البلاغة بين أبي هلال العسكري وضياء الدين ابن الأثير؛ للباحث: أحمد النادي، جامعة الأزهر.

• فنون البديع بين ابن المعتز وأبي هلال العسكري؛ للباحث: حنيدق محمد خليفة، جامعة الأزهر.

• المقاييس البلاغية بين ابن أبي الإصبع والسبكي؛ للباحث: محمود عبدالعظيم، جامعة الأزهر.

 

وقد حرصت في هذه الدراسة على:

أ- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة من دواوين السنة؛ من الصحاح والسنن والأسانيد.

 

ب- عزو الشواهد إلى أصحابها قدر الإمكان بالبحث عمَّن نسبها في المصادر الرئيسة للبحث، وخاصَّة معاهد التنصيص.

 

ج- ترجمة أغلب الأعلام الذين لهم تعلُّق بالبحث، والذين تيسَّر لي الترجمة لهم.

 

د- العودة إلى أشهر المعاجم وبعض الدواوين الشعرية؛ لبيان معاني الأبيات وشرحها.

 

هـ- الرجوع في كلِّ علم تعرَّضت له الرسالة إلى مصادر ذلك العلم، ولم أكتفِ بما تنقله المراجع الحديثة.

 

و- العمل على تتبُّع نشأة كلِّ لون بديعي بنفسي، وعدم الاكتفاء بِمَن سبقني، خاصة في الفصل الثاني؛ لأنني لم أجد دراسات وافية أتَّكئ عليها لمعرفة نشأة كلِّ لونٍ من مباحثه إذا كانت مجهولة لدي.

 

وفيما ذكرتُه كفاية يُنتهى إليها، ويُقتصر عليها؛ لأنَّ الارتقاء إلى ما فوقها هذرٌ، كما أنَّ القصور عنها عيٌّ وحصرٌ، ونعوذ بالله منهما[5].

 

وبعدُ:

فإنَّني أقدم هذا الجهدَ المتواضع وهذه الرسالةَ العلمية على استحياء بين يدي لجنة المناقشة للنظر فيما أصبتُ وفيما أخطأت، شاكرةً لهما حسن القبول، والتكرُّم عليَّ بدراستها، ومن ثم مناقشتها، فإن يكن التوفيق قد حالفني فذلك فضلٌ من الله، وإنْ تكن الأخرى فحسبي أنني أخلصتُ العمل، ورجوت السدادَ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

ثم لا يفوتني في خاتمة هذه المقدمة أنْ أتقدَّم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الفاضل الدكتور: محمد شادي، الذي أشرَفَ على هذا البحث، واحتمل عثراته وسقطاته برحابة صدرٍ في توجيهٍ سديدٍ، ونصحٍ أمينٍ، فجزاه الله عني خير الجزاء.

 

كما أتقدَّم بالشكر والامتنان إلى جامعة أم القرن بمكة المكرمة، وإلى جميع منسوبيها بدون استثناء.

 

وأخص بالشكر الدكتورة رباب جمال، والأخت الفاضلة جواهر، فجزاهما الله عنِّي خير الجزاء.

 

وإلى جميع مَن قدَّر معي مسؤولية البحث، ورفع يديه خالصًا بالدعاء لي، خاصَّة أمي الحبيبة، فجزاها الله عني خير الجزاء.

 

كما لا يفوتني أنْ أتوجَّه بالشكر والتقدير إلى مكتبة الحرم المكي الشريف، وإلى مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، جعل الله ما يُقدِّمونه خدمةً للباحثين والباحثات في ميزان حسناتهم يوم القيامة.

 

والله أسأله القبول والرضا والصفح عن الزلل، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.

 

الخاتمة

وبعدُ:

فلقد أنهيتُ هذا البحث، وهاأنذا أقفُ على عتباته الأخيرة، وقد تراءى لي الإحساس الأول وهو يتنقَّل بي من مرحلةٍ إلى أخرى، إلى أنِ استَوَى واستقام.

 

فبعد التهيُّب والتردُّد، ثم الخوض في هذه الدراسة والتفكُّر في مسائلها المتعدِّدة، واتخاذ القرار والخيار في معمعة الموازنة وضجيج الاختلاف بين العالِمَين، وتنازع المعارضين أو المختلفين، والمؤيِّدين أو المعجبين، وجلبتهما حول آرائهما، فإنني مضيت في هذا البحث من أوله ودخلته متحيزةً لابن أبي الإصبع المصري، لاتجاهه الأدبي، ومتأثرةً بنقد مَن نقدوا الخطيب وحطوا من شأنه وصنيعه.

 

غير أنَّ العصبية - كما قال القاضي الجرجاني - ربما كدرت صفو الطبع، وفلَّت حدَّ الذهن، ولبَّست العلم بالشك، وحسَّنت للمنصف الميلَ، ومتى استحكمت ورسخت صورت لك الشيء بغير صورته، وحالتْ بينك وبين تأمُّله، وتخطَّت بك الإحسان الظاهر إلى العيب الغامض، وما ملكت العصبيَّة قلبًا فتركت فيه للتثبُّت موضعًا، أو أبقت منه للإنصاف نصيبًا[6].

 

وعلمت أنَّه مهما ذكرته من كلام فليس بمغنٍ، ولا القول نافع، ولا الحجة مسموعة حتى تجد مَن فيه - كما يقول عبدالقاهر - عونٌ لك، ومَن إذا أبى عليك أبى ذاك طبعه فردَّه إليك، وفتح سمعه لك، ورفع الحجاب بينه وبينك، وأخَذ به إلى حيث أنت، وصرف ناظره إلى الجهة التي إليها أومأت، فاستبدل بالنفار أُنسًا، وأراك من بعد الإباء قبولاً[7].

 

وهاأنذا أتنقَّل من التعصُّب لابن أبي الإصبع إلى الاعتدال ثم التعصُّب مرة أخرى، ولكن للخطيب القزويني هذه المرَّة، إلى أن استوى في عيني مقام الرجلين معًا، فعلمتُ أنَّني قد وصلت إلى درجةٍ من الوعي جعلتني أنتصف لهما وأعتدل معهما، ولكلٍّ منهما ما له وعليه ما عليه، وكما صرَّح ابن أبي الإصبع نفسه في مقدمة كتابه تحرير التحبير: "وكلُّ أحدٍ مأخوذ من قوله ومتروك إلا مَن عصمه الله من أنبيائه - صلوات الله عليهم وسلامه - والسعيد مَن عُدَّت سقطاته، وما أبرى نفسي، ولا أدَّعي سلامةَ وضعي دون أبناء جنسي"[8].

 

ولقد أوصلتني رحلتي الشيقة الشَّاقة معهما إلى الحقائق التالية:

• أنَّ أوَّل محاولة علمية جادَّة في علم البديع لم تكن محصورة حقيقةً في شخص ابن المعتز وحدَه، كما ذهب إلى ذلك كثيرٌ من الدارسين، إنما ينازعه في هذا الفضل أستاذه أبو العباس ثعلب، إلا أنَّ كلاًّ منهما جمع تلك الألوان البديعة تحت اسمٍ آخر، فكان البديع عند ابن المعتز، وكانت قواعد الشعر عند ثعلب.

 

• أنَّه لا يمكن التسليم أبدًا بأنَّ الخطيب هو أوَّل الجانين على ألوان البديع بوضعها هذا الوضع الشائن البغيض على حدِّ تعبيرهم، وإنما كما ذكر الأستاذ أحمد موسى - وأتَّفق معه - أنَّ أصباغ البديع التي تجري على نمط ما اختارَه الخطيب في القبول والصفاء، من البلاغة في أكرم موضع وأعزِّ مكان، وسواء بعد ذلك جعلها علمًا مستقلاًّ أو تابعةً لأحد العِلمَين (البيان والمعاني) أو موزعةً بينهما.

 

• أنَّ ابن أبي الإصبع لم يكن مشهورًا سوى بلقبه (المصري)؛ غير أنِّي عثرت على عدَّة مصادر تؤكِّد له اللقب الثاني، وهو (العدواني)، أهمها: النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة، ومعاهد التنصيص، هذا خلا المصدر الوحيد الذي ذكره الدكتور حفني شرف، وهو الدليل الشافي على المنهل الصافي.

 

• نقلتُ من بعض الدارسين أنَّ الخطيب القزويني تأثَّر بابن أبي الإصبع المصري، غير أنَّه لم يتبيَّن لي أثناء الدراسة أنَّه تأثَّر به على الإطلاق، بل على العكس؛ فإنَّ بعض المصطلحات التي يفهم من لهجة الخطيب أنَّه متحفظٌ عليها، أو غير راضٍ عن إطلاقها، تبين لي أنَّ ابن أبي الإصبع كان يرتضيها ويفضِّلها، فالأولى أنْ يقال إذًا: أنَّه كان منتقدًا له لا متأثرًا به.

 

• تبيَّن لي في غُضون البحث وأثناء الموازنة تأثُّر ابن أبي الإصبع بالزمخشري في اجتهاداته وتحليلاته الدقيقة للآيات القُرآنيَّة وبديعها، وكذلك تأثُّره بأسامة بن منقذ في النقل عنه، واستخدام أغلب مُصطَلحاته، وكذلك تأثُّره بابن رشيق وابن الأثير وقدامة، وإنْ كان الدارسون قد أشاروا إلى الأخيرين منهم، غير أنهم لم يذكروا تأثره بالزمخشري وأسامة، خاصَّة وأنَّ هذا التأثر لم يكن يسيرًا كما بدا لي، إنما كان بشكل كبير وملحوظ.

 

• توصَّلتُ إلى عشرة نقاطٍ لتأكيد الصلة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لمفهوم الطباق، ردًّا على مَن ينكر هذا، هداني الله إليها بإشاراتٍ من بعض البلاغيين؛ كالزمخشري، وابن الأثير، وابن سنان، وابن معصوم، والسيوطي، وبعض من الدراسات الحديثة؛ كعلم البديع دراسات تاريخية وفنية؛ لبسيوني فيود، ومن وجوه تحسين الأساليب؛ لمحمد شادي.

 

• من سمات تأثُّر ابن أبي الإصبع بابن رشيق في مبحث الطباق والمقابلة هو التقاط بعض الإشارات منه وتوسُّعها؛ كالفرق بين المقابلة والطباق مثلاً، ثم تأثُّر السيوطي وابن حجة وغيرهما بابن أبي الإصبع المصري من بعد.

 

• تبيَّن لي أنَّه ليس بالضرورة كما ذهب إلى ذلك كثيرٌ من البلاغيين والدارسين؛ كابن حجة مثلاً ود. عبدالفتاح لاشين - أنَّ كثرة المقابلات تدلُّ على بلاغة الكلام، فالعبرة بالكيف لا بالكم.

 

• التأكيد على أنَّ الترشيح ليس نوعًا من الطباق كما أشار بعض المحدثين؛ إنما هي حالة تَطرَأ عليه تزيده بهاءً وحُسنًا، قال ابن معصوم: "إنَّ الترشيح لا يختصُّ بنوع من البديع، فمَن زعم أنَّه ضربٌ من التورية فلا معنى لجعله نوعًا برأسه، فقد توهَّم"[9]، وما يُقال في التورية يقال في الترشيح.

 

• إذا كان العلماء قد أشاروا إلى مخالفة قدامة الجمهور في تسمية التضاد بالتكافؤ، فإنَّ ابن أبي الإصبع هو أوَّل من التمس الفرق بين الاثنين، وإنْ كان الباقلاني قبلَه قد أحسَّ بهذا الفرق عندما أفرد للتكافؤ بابًا، وقال: "ومن البديع باب التكافؤ"[10]، إلا أنَّه لم يفرق فعليًّا بينهما كما فعَل ابن أبي الإصبع، حتى قال ابن حجة: "لقد شفى زكي الدين القلوبَ فيما قرَّره"[11].

 

• اتَّضح لي في هذا المبحث أيضًا أنَّ تأثُّر ابن أبي الإصبع بأبي هلال العسكري في أسلوبه في التحليل، راجِعٌ إنْ شئت تعليق الرجلين حول قوله - تعالى -: ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ﴾ [النجم: 43-44]، والتفسير الأدبي عند كلٍّ منهما لباب (السلب والإيجاب).

 

• توصَّلت إلى أنَّ ما سماه بعض البلاغيين الطباق المعنوي -كالمصري وابن معصوم والسيوطي - هو الطباق الخفي، بدلائل ذكرتها، ويمكن العودة إليها، وأنَّه ملحقٌ بالطباق، وليس منفصلاً عنه أو داخلاً فيه.

 

• لم يشر أيٌّ من البلاغيين إلى أنَّ التجنيس يختلط بالمطابقة سوى ابن رشيق، ولم يكن متأثِّرًا بأحد قبله، ولم ينقل عنه أحدٌ من بعد، تبيَّن هذا أثناء تتبُّعي لجذور الطباق الخفي.

 

• تبيَّن لي أثناء هذا التتبُّع أيضًا أنَّ الخطيب القزويني أو ابن أبي الإصبع المصري لم يكنْ أحدهما هو أوَّل مَن تنبَّه لهذا اللون من الطباق - أي: الخفي - رغم اختلاف التسمية عند كلٍّ منهما؛ إنما كان لهذا اللون جُذورُه وإنْ لم تُعرف له تسمية.

 

• أنَّ ما تفرَّد به ابن أبي الإصبع من طباق الترديد ليس له أصلٌ، وإنما هو من اختراعاته، فضلاً عن اختراعاته لبعض الأبواب التي أشار إليها أغلب الدارسين.

 

• تبيَّن لي أنَّ أوَّل مَن عرَّف طباق التدبيج وسماه بذلك هو ابن أبي الإصبع المصري، غير أنَّه لم يكن هو أوَّل مَن اكتشفه أو تنبَّه له، فلقد وجدتُه عند ابن رشيق، وأشار بعض الدارسين إلى ابن سنان أيضًا، وقد ذكرتهما معًا.

 

• لم يُشِرْ أيٌّ من الدارسين إلى وجود مُراعاة النظير عند ابن رشيق، وقد أشرتُ إلى هذا أثناء تتبُّع النشأة التاريخية له، ثم اتَّضح لي أثناء الموازنة أنَّ الزمخشري أيضًا أشارَ إلى مراعاة النظير بما يتناسب مع رؤية ابن أبي الإصبع [12].

 

• أعرض الخطيبُ القزويني في باب (مراعاة النظير) عن كثيرٍ من شواهد السكاكي، واستبدلها بما هو أكثر منها مناسبة.

 

• لم يكن ابن أبي الإصبع - خاصَّة في هذا الباب - يمرُّ مرورًا سريعًا على كتاب الله - عزَّ وجلَّ - بل يَغُوص إلى قَرار المعاني في الآيات، ثم يُفتِّش عن سرِّ كلِّ قرارٍ وما اكتنفه من خَفايا وأسرار.

 

• تبيَّن لي أنَّ الخطيب كان مُصِيبًا في عدم اعتبار التفويف فنًّا مستقلاًّ، وإنْ أفرده كثيرٌ من البلاغيين؛ كابن أبي الإصبع، وابن حجة، وابن معصوم، والسيوطي؛ إذ منه ما هو داخلٌ في مراعاة النظير، ومنه ما هو من التضاد كما جاء عند الخطيب، ومنه ما هو من السجع كما يُفهم من شواهد ابن أبي الإصبع، ومنه ما هو من التقسيم والتقطيع كما جاءت بعض شواهده عند ابن رشيق، وقد ذكره صاحب معاهد التنصيص ضمن شواهد التقسيم، فلا وجه إذًا لأنْ يكون التفويف لونًا بديعًا مستقلاًّ؛ لأنَّه غير مستقلٍّ أصلاً، إنما يدخُل في ألوان أُخَر.

 

• من الفروقات الواضحة عند العالِمَين الفاضلين في باب (مراعاة النظير) أنَّ الخطيب القزويني لم يذكر ائتِلاف اللفظ مع المعنى، رغم أنَّه يعدُّ ملحقًا بمراعاة النظير أيضًا، بينما ذكره ابن أبي الإصبع وعدَّ منه المعنوي واللفظي، أو الظاهر والخفي، والذي جمعهما السيوطي من بعد تحت باب واحد سماه (ائتلاف اللفظ مع اللفظ، وائتلافه مع المعنى)[13].

 

• من العلامات المضيئة لابن أبي الإصبع في هذا الباب، والتي لم يقف عليها الخطيب القزويني ولا غيره من البلاغيين السابقين هي التماس المناسبة في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]، ولم يكنْ قد ذكَرَها - حسب علمي - في هذه الآية أحدٌ قبله، وقد تبعه في ذكرها متأثرًا به العلوي والزركشي والسيوطي، بل كما يبدو كانوا ناقلين عنه، إنما كانت هناك إشارةٌ يسيرة من الزمخشري في تفسيره حول هذه الآية، ربما تكون هي التي فتحت الباب أمام ابن أبي الإصبع، فقال ما قال، وقد ذكرتُها في هذا المبحث[14]، ويبدو أنَّ الجاحظ هو أوَّل مَن تنبَّه إلى ائتلاف اللفظ مع المعنى[15].

 

• تبيَّن في أثناءَ البحث أنَّ لابن أبي الإصبع آراءَه البارزة والمتفرِّدة، فهو - مثلاً - أدرَجَ قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118-119]، في بابٍ سماه (التوهيم)، بينما هي من المقابلة عند الزركشي والسيوطي، ومن مراعاة النظير كما هي عند ابن رشيق والعلوي، ولم يذكرها الخطيب أو يدرجها تحت أيِّ باب من الأبواب.

 

• أنَّه لا يمكن التسليم مطلقًا - كما ذهب بعض الدارسين - أنَّ المشاكلة ينبغي أنْ تكون باللفظ الثاني المُشاكِل للأول؛ بدليل قوله - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ [الجاثية: 34]، وقوله - عليه السلام -: ((فإنَّ الله لا يملُّ حتى تملُّوا...)).

 

فالمشاكلة في النصَّين هنا وقعتْ في اللفظ الأول المشاكل للثاني.

 

• توصَّلت من نصٍّ للرماني - ذكرته في مبحث (المشاكلة) - أنَّ المشاكلة ليست مجازًا بحتًا أو حقيقة بحتة؛ إنما هي من أساليب المجاز، والمجاز لا بُدَّ فيه أحيانًا من مصاحبة المشاكلة، ويبدو أنَّ هذا النص لم يُلتَفت إليه من قبل - حسب علمي.

 

• أنَّ باب (المناقضة) الذي عقَدَه ابن أبي الإصبع ومثَّل عليه بشواهد للمشاكلة، بدَا لي بعيدًا عن ألوان البديع؛ لأنَّه يعني المناقضة بمعناها اللغوي، ولم يكن هذا الباب من اختراعه، فقد ذكَر بعض الدارسين أنَّ له أصولاً عند أسامة بن منقذ، وتبيَّن لي أنَّ له أصولاً عند قدامة بن جعفر أيضًا وابن سنان الخفاجي، غير أنَّه لم يستشهد أحدٌ منهم بمثل شواهد ابن أبي الإصبع التي تنطبق تمامًا على مفهوم المشاكلة المعروف.

 

• كذلك تبيَّن لي أنَّ ابن أبي الإصبع غير مُقِرٍّ أصلاً بمفهوم المشاكلة المصطلَح عليه علميًّا عن جمهور البلاغيين؛ إنما غيَّره إلى مفهومٍ آخر، بدليل أنَّ شواهد المشاكلة المعروفة وجدتها منتشرة عنده تحت أبوابٍ شتَّى من كتابيه.

 

• ذهب بعض الدارسين إلى أنَّ المبالغة موجودة عند السكاكي، فتبيَّن لي أنَّه لم يشرْ إليها البتة، وفي المقابل نفى البعض أنَّه أشار إلى التورية، إنما هي من زيادات الخطيب، لكن بالعودة إلى مفتاح العلوم اتَّضَح لي أنَّه ذكرها تحت اسم (الإيهام)[16]، ومن ثَمَّ فإنها لم تكن من زيادات الخطيب، إنما فضَّل الخطيب تسميتها باسمٍ آخر.

 

• ظهَر بشكلٍ جليٍّ تأثُّر ابن أبي الإصبع بابن رشيق في باب (المبالغة) أو (الإفراط في الصفة) كما سماه هو عندما خلط بين الغلو والإغراق كما خلط ابن رشيق.

 

• أنَّ ما استشهد به ابن أبي الإصبع على التبليغ أو الإغراق أو الغلو في باب (الإفراط في الصفة) في كتابه تحرير التحبير كان بغرض الكشف عن مزية المبالغة وأثرها في الارتقاء بالمعنى؛ إذ الإفراطُ في الصفة مختلف في الكتابين عنده.

 

• لم يتطرَّق الخطيب القزويني وابن أبي الإصبع المصري إلى نوعين من التورية - على وجه التفصيل - ذكرهما المتأخِّرون بعدهما؛ كابن حجة وابن معصوم، وهما: المبينة، والمهيأة، رغم أنَّ شواهدهما واردة في كتابيهما؛ وما ذلك إلا لأنَّ المهيأة يمكن أنْ تدخل في المرشحة، وقد أثبت هذا بدلائل.

 

أمَّا المبينة فكان لهما الحق في صرف النظَر عنها؛ لأنها تميتُ الإحساس بمعنى التورية والغرض أو الغاية منها كما ذكرت ما دام أنَّ المتكلم سيبينها.

 

• أنَّ الترشيح في توريات القُرآن الكريم لا يُؤدِّي إلى لبسٍ، كما قد يُؤدِّي في توريات الشعراء؛ كقول أبي الفضل عياض:

كَأَنَّ كَانُونَ أَهْدَى مِنْ مَلاَبِسِهِ
لِشَهْرِ تَمُّوزَ أَنْوَاعًا مِنَ الحُلَلِ
أَوْ الغَزَالةَ مِنْ طُولِ المَدَى خَرَفَتْ
فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَدْيِ وَالحَمَلِ[17]

 

وما زال هذا الشاهد من المختلف عليه إلى الوقت الحاضر، ولكلٍّ وجهة نظر لها ما يُسوِّغها، وقد فصَّلت القول في هذا.

 

• تبيَّن لي من هذا المبحث خاصَّة (مبحث التورية) أنَّ كلا الرجلين كانت له سَطوته، وكان له أثره فيمَن بعده، فكان أكثر الناس المتأثِّرين بابن أبي الإصبع من المتأخِّرين: ابن حجة الحموي، والسيوطي.

 

أمَّا الخطيب فقد تأثر به الشراح بدون شكٍّ، وابن معصوم في أغلب الأحيان.

 

• إذا كان ابن أبي الإصبع قد سمى التورية توجيهًا من وجهة نظر خاصَّة، فإنَّ التوجيه عند الخطيب هو جزءٌ من الإيهام عند ابن أبي الإصبع؛ إذ كان فيه متوسعًا؛ ممَّا سوَّغ لابن حجة القول بأنَّ الإيهام أليق لئنْ يسمى بذلك من التوجيه.

 

وكان حَرِيًّا بابن أبي الإصبع أنْ يعقد للتوجيه بابًا منفصلاً عن التورية وعن باب (الإيهام).

 

• تردَّد كثيرًا في بعض كتب الدارسين "أنَّ الأصمعي كان يدفع قول العامَّة إذا قالوا: هذا يجانس هذا، إذا كان من شكله، ويقول: هذا ليس بعربي خالص"، وربما هذا كان تأثُّرًا بالعلوي وابن حجة[18]، إلا أنَّني عثرتُ في القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي على ما يدفع هذا الخطأ وهذه التهمة عن الأصمعي؛ إذ جاء أنَّ هذا غلط لأنَّ الأصمعي هو واضع كتاب الأجناس، وهو أوَّل مَن جاء بهذا اللقب[19]، وظنِّي أنَّ هذا هو القول الأصوب الذي ينبغي أنْ يُؤخَذ به ويصحح في بعض الكتب.

 

• أنَّ ابن رشيق هو أوَّل مَن وسع الحديث عن الجناس وشعَّب صوره وأكثر من شواهده.

 

• أنَّ ابن سنان هو أوَّل مَن عرَّف جناس التركيب وسمَّاه بذلك، وإن نسب هذه التسمية إنما إلى أبي العلاء المعري.

 

• أنَّ أسامة بن منقذ هو أوَّل مَن أتى على ذكر جناس العكس أو القلب.

 

• أنَّ الرازي هو أوَّل مَن وضع بعض المصطلحات في الجناس، كالمذيل واللاحق، وهو أوَّل مَن اخترع جناس التشويش وجناس الإشارة، وهو أوَّل مَن التفت إلى المزدوج منه، وإنْ كان مذكورًا عند أبي هلال العسكري.

 

• أنَّ الجناس إذا اجتمع مع المشاكلة فإنَّه لا يكون إلا مع الجناس التام المتَّفق في الصورة فقط.

 

• تأثُّر الخطيب القزويني في التفريق بين الجناس التام والناقص بالإمام الرازي، وتأثُّر ابن أبي الإصبع في الجناس كله بالتبريزي، ونقله عنه والأخْذ بآرائه.

 

• أنَّ جناس الاشتقاق عند الخطيب ملحق بالجناس عنده، وهو عند ابن أبي الإصبع أصل الجناس كله.

 

• أصابَ الخطيب القزويني في فصْل جناس التصحيف عن الجناس كله متفقًا في هذا مع التبريزي، كما يُفهم من كلامهما؛ لأسباب ذكرتُها في هذا المبحث.

 

• أصابَ ابن أبي الإصبع والخطيب القزويني معًا في تجاوُز ما يُعرف بجناس الإشارة والإضمار، الذين أضافَهما بعض المتأخِّرين، كابن حجة؛ لأنَّه ليس فيهما غيرُ العقادة والتكلُّف.

 

• أنَّ الازدواج عند الخطيب القزويني غير الازدواج عند ابن أبي الإصبع.

 

• أنَّ كلَّ ما كان في أبواب منفصلة عن السجع وهو منه عند مَن سبق الخطيب القزويني؛ كقدامة بن جعفر، وأبي هلال العسكري، وابن رشيق، وأسامة بن منقذ، وابن الأثير، وابن أبي الإصبع، والعلوي - جاء عند القزويني تحت باب السجع؛ لأنَّه منه ويجري مجراه؛ كالتصريع والترصيع والتشطير والمتوازن.

 

• أنَّ التجزئة والتسميط التي عدَّهما البعض من السجع في الشعر كان ينبغي أنْ يدخلا تحت الحديث عن الشعر وما يتعلَّق به، كما جاءتْ عند ابن رشيق بدلاً أنْ يعدَّا لونين من ألوان البديع؛ لذا أضرَبَ عنهما الخطيب القزويني ولم يُشِرْ إليهما أصلاً في باب البديع كله، وليس في السجع فقط.

 

• إذا كان الباقلاني هو أوَّل مَن عارَض القول بالسجع في القُرآن ونَفاه عنه، فإنَّ ابن الأثير هو أشدُّ مَن تحامل على القائلين بنفيه كما يظهر من نصوصه.

 

• أنَّ الخصوصيَّة في إطلاق الفواصل على أسجاع القُرآن أو إطلاق الأسجاع على الفواصل القُرآنية قائمةٌ بقيام صِفة الخصوص والعموم بين الأسجاع والفواصل؛ إذ الفاصلة أعمُّ والسجع أخصُّ.

 

• جاء عند القدماء ما يُعرَف بالترصيع مع التجنيس، غير أنَّ اللافت أنَّه لم يُمثِّل عليه أحدٌ من القُرآن الكريم سوى الباقلاني، الذي نفى السجع عن القُرآن، وإنْ كان يسميه تسمية أخرى، فمثَّل عليه بقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201-202].

 

وغيرها من الآيات، منها قوله - تعالى -: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾ [القلم: 2-3][20].

 

• لم يكن ابن المعتز هو أوَّل مَن تنبَّه للون البديعي (اللزوم) أو (لزوم ما لا يلزم)، أو كما سماه: (الإعنات)، وإنْ كان هو مَن أظهره للنور وعرَّفه وحدَّده، إنما ظهر لي أنَّ الجاحظ حسبما نُسِبَ إليه من أبياتٍ هو أوَّل مَن تنبَّه له ونظَم عليه، وإنْ لم يُسمِّه، كما جاء في أوَّل الحديث عن نشأة هذا اللون[21].

 

• أنَّ الردف والتِزام الحركة هو من التوسُّع في باب لزوم ما لا يلزم، وإلا فإنَّ أجود الشعر - بصرف النظر عن هذا اللون البديعي - واردٌ فيه الردف، وواردٌ فيه التزام الحركة؛ لذا لم يَعتدُّ به كلٌّ من العالِمَين الفاضلين؛ لأنَّه وارد طوعًا فيما استشهدا به من شواهد على اللزوم.

 

لكن يمكن أنْ يكون التزام حركة حرف ما قبل الرويِّ داخلاً في لزوم ما لا يلزم إذا صاحَب هذا التزامٌ في الحرف أيضًا، لكن هذا مطلب شاقٌّ لا يقدر عليه إلا الفحول من الشعراء، ولا يقبل إلا منهم، ولا يُستساغ إلا في شعرهم، ولو كان من غيرهم لجاء متعسرًا، ولخرج نكدًا متكلفًا لا تستسيغه الأذواق، ولا تتقبَّله النفوس.

 

• تفرَّد الخطيب في لزوم ما لا يلزم بذكر حالةٍ من حالاته لم يذكرها ابن أبي الإصبع المصري، وهي وقوعُه في غير الفاصلتين، ومثَّل عليه بقول الحريري: ما اشتار العسل من اختار الكسل[22].

 

• تبيَّن لي أثناء هذه الدراسة خطأُ أكثر الشرَّاح المعترضين على الخطيب القزويني، وقد ناقشتُ بعضَ هذه الاعتراضات؛ إذ لم يكونوا حقيقةً أكثر منه علمًا ودقةً وفهمًا، خاصَّة عصام الدين ابن عربشاه، وإلا فإنَّ السعد كان أقربهم فهمًا لنصوص الخطيب، وأشدهم التماسًا له في العذر.

 

• أنَّ الفروق بين العالمين الفاضلين تتجاوَز علم البديع إلى علمي البيان والمعاني، بل هي فيهما أوضح وأوسع، وهي جديرة بالدراسة والاهتمام.

 

• إذا كانت هناك استدراكات على الخطيب قد بُحثت من قبلُ؛ ومن ثَمَّ دُرست هذه الاستدراكات نفسُها من قِبَل أحد الباحثين، فإنَّه قد ظهر لي أنَّ على ابن أبي الإصبع استدراكات أكثر ممَّا هي عند الخطيب القزويني في كتابيه، ويجدر بالباحثين بحثها ودراستُها، خاصَّة وأنَّ ابن أبي الإصبع لم يأخُذ حظَّه من الدراسة كما أخذه الخطيب القزويني.

 

• أنَّ السبيل الأمثل لإحياء التراث والفكر البلاغي عند العلماء من ناحية، وإبراز جهودهم وما يتميَّز به كلُّ عالم من ناحية أخرى، إنما يكون عن طريقة إقامة الموازنات، وهي مرتع خصب للباحثين لإجراء العديد منها.

 

إلى هنا تنتهي رحلتي الطيِّبة مع ابن أبي الإصبع المصري والخطيب القزويني وغيرهما من البلاغيين الذين ورد ذكرهم في هذا البحث، وأرجو أن أكون قد أحسنت صحبتَهم، وعرفتُ لهم أقدارهم، والتزمت معهم أدب الحوار والمناقشة، وأستغفر الله من خطأ القول، كما أستغفره من خطأ العمل، وأسأله أن يمنَّ علينا بالهداية والعصمة في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

 

فهرس الموضوعات

الموضوعات

الصفحة

إهداء

ج

ملخص البحث

د

المقدمة

1

التمهيد

10

نشأة البديع

10

أثر علم البديع في أداء المعاني

21

نشأة ابن أبي الإصبع العدواني المصري

24

مصنفاته

31

نشأة الخطيب القزويني

35

مصنفاته

39

الفصل الأول: محسنات معنوية

 

المبحث الأول: الطباق والمقابلة

45

نشأة الطباق

50

الفرق بين الطباق والمقابلة

62

المزية البلاغية للطباق والمقابلة

64

الطباق والمقابلة بين أبي الإصبع العدواني المصري والخطيب القزويني

71

تعريف الطباق

72

التكافؤ وإيهام التضاد

74

طباق السلب وطباق الإيجاب

80

الطباق المرشح

85

الطباق الخفي

86

الطباق المسمى تدبيجًا

101

المقابلة بين العالمين

110

المبحث الثاني: مراعاة النظير

129

نشأة مراعاة النظير

131

الفرق بين مراعاة النظير والائتلاف

137

المزية البلاغية لمراعاة النظير

142

مراعاة النظير بين ابن أبي الإصباغ العدواني المصري والخطيب القزويني

146

تعريف مراعاة النظير

147

تشابه الأطراف

159

إيهام التناسب

169

التفويف

171

ائتلاف اللفظ مع المعنى

175

جمع المؤتلفة والمختلفة

186

خلاصة المبحث

188

المبحث الثالث: المشاكلة

190

نشأة المشاكلة

194

صلة المشاكلة بالمجاز

197

المزية البلاغية للمشاكلة

201

المشاكلة بين ابن أبي الإصبع العدواني والخطيب القزويني

204

المبحث الرابع: المبالغة

218

نشأة المبالغة

218

آراء النقاد حول المبالغة

226

المبالغة في الشعر وقيمتها الفنية

235

المبالغة في القُرآن الكريم

239

المبالغة بين ابن أبي الإصبع العدواني والخطيب القزويني

250

تعريف المبالغة

251

أقسام المبالغة

253

الإغراق والغلو والتبليغ

261

المبحث الخامس: التورية

279

نشأة التورية

281

المزية البلاغية للتورية

290

التوجيه البلاغي للتورية في القُرآن الكريم

294

التورية بين ابن أبي الإصبع العدواني والخطيب القزويني

301

تعريف التورية

302

أقسام التورية

306

الإيهام

317

التوجيه

323

الفصل الثاني: محسنات لفظية

 

المبحث الأول: الجناس، والفرق بينه وبين بعض الألوان التي تتداخل معه، كالترديد والتصدير

332

نشأة الجناس

333

نشأة هذا الفن العلمية

338

المزية البلاغية للجناس

349

الفرق بين التجنيس وبين بعض الألوان التي تتداخل معه

354

الجناس بين ابن أبي الإصبع العدواني والخطيب القزويني

358

تعريف الجناس

362

جناس الاشتقاق

363

الجناس التام: (أ) المتماثل

373

الجناس التام: (ب) المستوفي

376

الجناس التام: (ج) المركب

380

الجناس الناقص

386

الجناس المضارع واللاحق

396

جناس التصحيف والتحريف

400

جناس القلب

408

المبحث الثاني: السجع والخلاف في إطلاقه على القُرآن والشعر

417

نشأة السجع

418

مزية السجع البلاغية

430

الخلاف في إطلاق السجع على القُرآن الكريم والشعر

434

أولاً: الشعر

343

ثانيًا: الخلاف في إطلاقه على القُرآن الكريم

442

السجع بين ابن أبي الإصبع العدواني المصري والخطيب القزويني

452

تعريف السجع

454

أقسام السجع

455

أضرب السجع عند الخطيب

462

أولها: السجع المطرف

462

التشطير

484

التصريع

488

المبحث الثالث: لزوم ما لا يلزم وصلته بالأسجاع والفواصل

499

نشأته

500

مزية لزوم ما لا يلزم البلاغية

516

صلة اللزوم بالأسجاع والفواصل القُرآنية

519

لزوم ما لا يلزم بين ابن أبي الإصبع العدواني والخطيب القزويني

527

تعريف اللزوم

528

التزام الحركة

540

الردف

542

الخاتمة

547

 

الفهارس

فهرس الآيات القُرآنية

559

فهرس الأحاديث النبوية الشريفة

576

فهرس الأبيات الشعرية

578

فهرس المصادر والمراجع

592

فهرس الموضوعات

603

 

 

Research Summary

Praise be to Allah، the Cherisher and Sustainer of the worlds، and all peace and blessings of Allah be upon the noblest of the messengers and all of his family and companions.


The title of the research is "Al-Badeea between Ibn Abi-Alasba Almasri and Al-Khateeb Al-Kazwini" to explain and to explore the differences between the two scholars in some important models in this science، as well as the most prominent


unique characteristics of each of them regarding the easiest statement. The plan contains the dimensions of this study and it's requirements The content of the study composed of an introduction، preface، two chapters، end and indexes. The introduction contains the importance of the subject and reasons to choose it، the related literatures and the plan. The preface includes the science of "AI-Badeea"


its origin and it's evolution and it's role to explain the meanings and statements about the worker from which we can perceive the factors that affect the style and tenancy of each scholar. The two chapters include the conception of each "Badeea" style as well as it's origin and it's characteristics and advantages.


Chapter (1): meanings goodness، which is formed of five searches. The first is identicalness، comparison، and the difference between them and how the two scholars dealt with them. The second is taking care of the counterpart harmony and the difference between them. The Third search، arguments and dealing with it by metaphor and the method presented by both scholars. The fourth search، hyperbole and pundit point of view and the difference between the hyperboles in coupling in front of the hyperbole in poetry and their methodology of the two scholars in the presentation. The Fifth search، double entendre and it's eloquence in the Holy Quran and the method of both scholar in presenting them.


Chapter (2): Word goodness is formed of three searches، The first search the paronomasia the difference between it and the other similar forms، the method of both scholar in presenting them. The second search، rehymed prose in the Holy Quran and in the poetry، the method of both scholar in presenting them. the third search، doing what is needed added to rhymed prose and the method of both scholars in presenting them. Finally I presented the important results followed by the indexes for the Holy Quran verses and the Hadeeth as well as some poetry the most important references then the most important subjects. praise be to Allah at the first and at the end. Researcher: Awatef Saleh Salem Al-Harbe.


Supervisor: prof.Dr. Mohammad Ibrahim Shadi.



[1] الصور البديعية بين النظرية والتطبيق، ص262، بتصرف.

[2] راجع: المرجع السابق، ص263، والبلاغة والتطبيق، ص32، 33، والمختصر في تاريخ البلاغة، ص14.

[3] خطوات البحث البلاغي والنقدي، ص287، بتصرف.

[4] علم البديع، عبدالعزيز عتيق، دار النهضة العربية، بيروت، د.ط، 1405هـ-1985م، ص8، بتصرف يسير.

[5] الصناعتين، ص485.

[6] انظر: الوساطة، ص414.

[7] انظر: دلائل الإعجاز، ص628.

[8] مقدمة تحرير التحبير، ص91.

[9] أنوار الربيع، ج6، ص173.

[10] إعجاز القرآن، ص97.

[11] خزانة الأدب، ج2، ص73.

[12] انظر: ص170.

[13] انظر: الإتقان، ص655.

[14] انظر: ص178.

[15] انظر: البيان والتبيين، ج2، ص240.

[16] انظر: مفتاح العلوم، ص427.

[17] الإيضاح، ج4، ص27.

[18] انظر: الطراز، ج2، ص185، وخزانة الأدب، ج1، ص378.

[19] انظر: القاموس المحيط، ص692.

[20] انظر: إعجاز القرآن، ص96.

[21] انظر: ص505، 506.

[22] انظر: الإيضاح، ج 4، ص91.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • القول البديع في علم البديع (8/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (7/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (6/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (5/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (4/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (3/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (2/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القول البديع في علم البديع (1/8)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كتاب البديع لابن المعتز: نظرات في قراءات معاصرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة الإظهار البديع على المدخل في المعاني والبيان والبديع(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- من دل على خير فله مثل أجر فاعله
ام عبدالرحمن - الكويت 09-08-2014 10:57 PM

السلام عليكم

لو تتم محاولة أخرى لنشر الرسالة ...بارك الله فيكم

1- تعليق سريع
مصطفى الحسن - سورية 26-07-2014 12:59 PM

بحث قيّم جداً والجهد المبذول فيه كبير ولا سيما أنه رسالة مُعدة لنيل درجة الماجستير، لكن كيف لنا أن نقرأ البحث كاملاً

سكرتير التحرير: 

شكرا لكم، ونفيدكم أننا لم نحصل سوى على ملخص الرسالة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب