وقف عقد العمل (دراسة مقارنة)

ملخص الرسالة

وقف عقد العمل (دراسة مقارنة)

المقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه؛ والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فإن عقد العمل من العقود التي تنتج سلسلة من الآثار مع مرور الوقف، فيرتب عدة التزامات على طرفيه خلافًا للعمل والأجر اللذين يشكلان موضوع العقد.

وأثناء سريان العقد، وإنتاجه لآثاره، من الممكن أن يعرض له وقف مؤقت يترتب عليه عدم أداء العمل من جانب العامل، وعدم دفع الأجر من جانب صاحب العمل، ومع ذلك فإن العقد يبقى قائمًا، وموجودًا، ومنتجًا لبعض الآثار الأخرى، وسوف يعود لإنتاج كافة آثاره في المستقبل على الأقل من وجهة نظر أطرافه.

وهذه الحالة لبقاء العقد قائمًا مع تخلف بعض الالتزامات - مثل الالتزام بأداء العمل والأجر وبقاء بعضها الآخر مثل الالتزام بعدم المنافسة والالتزام بحفظ أسرار العمل - تسمى وقف عقد العمل.

وهذا الوقف بصفة عامة يهدف إلى حماية الوظيفة، لأنه يسمح باستمرار علاقات العمل وعدم فسخها رغم عدم أداء العمل فهو يقابل إنهاء عقد العمل، ويعتبر بديلًا عنه.

فأردت من خلال هذا البحث (وقف عقد العمل) أن أبين تعريف وقف عقد العمل، وأسباب وقف عقد العمل، وآثار هذا الوقف.

سائلًا المولى عز وجل التوفيق لي في هذا العمل، وأن يجعله مباركًا نافعًا لمن كتبه، وقرأه.

أهمية الموضوع:

الموضوع له أهمية كبيرة، لأنه يحفظ وجود العقد في غالب الأحوال، وقد يحقق مصلحة الطرفين معًا فيبقى العامل في مشروعه، ويحتفظ صاحب العمل بعماله المهرة، وتظهر أهمية الموضوع في محاولة تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف وتغليب أحدهما على الآخر إذا لزم الأمر، وغالبًا تغلب مصلحة العامل باعتباره الطرف الضعيف اقتصاديًا على مصلحة صاحب العمل.

أسباب اختيار الموضوع:

1- المساهمة في دراسة الموضوع، وتأصيله نظامًا وفقهًا.

2- لاحظت اهتمام الأنظمة بهذا الموضوع فوجدت أنه لزامًا علي أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، وأبين مدى عدالة الأحكام الإسلامية واهتمامها بعقد العمل، وما يتعلق به من جميع الجوانب.

3- الرغبة في الإسهام بإثراء المكتبة العربية، والإسلامية، خاصة أن قسم السياسة الشرعية يقوم على منهج التأصيل الشرعي، والمقارنة بين النظام والفقه.

الدراسات السابقة:

• وقف عقد العمل

للدكتور: رمضان عبد الله صابر غانم.

وهو بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه من كلية حقوق بني سويف جامعة القاهرة عام 1997م.

الوصف: قسم الباحث بحثه إلى أربعة أبواب:

نحاول في الباب الأول: مفهوم وقف عقد العمل، وفي الباب الثاني: آثار وقف عقد العمل، وفي الباب الثالث: دور الزمن في وقف عقد العمل، وفي الباب الرابع: تطبيقات وقف عقد العمل.

الاختلاف بين البحثين:

1- دراسة الباحث قامت على نظام العمل المصري بينما دراستي تقوم على نظام العمل السعودي الصادر عام 1426هـ.

2- أن بحث الباحث قائم على النظام فقط بينما دراستي تقوم على النظام ومقارنته بالفقه الإسلامي.

3- ركز الباحث في بحثه على آثار وقف عقد العمل وذكر بعض التطبيقات، بينما سأتناول في دراستي الأسباب والآثار ومزيد من التطبيقات.

♦ ♦ ♦

• وقف عقد العمل.

كتاب/ تأليف: وفاء حلمي أبو جميل، كلية الحقوق جامعة الزقازيق عام 1990م.

الوصف: قسمت البحث إلى بابين:

تناولت في الباب الأول: التمهيد وذكرت فيه ماهية وقف العقد وتطبيقاته، وفي الباب الثاني: وقف عقد العمل آثاره وأهم تطبيقاته.

الاختلاف بين البحثين:

1- أن الدراسة قائمة على نظام العمل المصري بينما دراستي تقوم على نظام العمل السعودي الصادر عام 1426هـ.

2- أن الدراسة قائمة على النظام فقط بينما دراستي تقوم على النظام ومقارنته بالفقه الإسلامي.

♦ ♦ ♦

• الوسيط في شرح نظامي العمل والتأمينات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.

تأليف الدكتور/ السيد عيد نايل وهو كتاب يشرح فيه نظام العمل السعودي الصادر عام 1389هــ.

الوصف: تناول المؤلف في الباب الثاني الفصل السابع المطلب الأول ماهية وقف العقد وفي المطلب الثاني: آثار وقف عقد العمل.

أوجه الخلاف:

1- أن الدراسة قامت على نظام العمل والعمال الصادر عام 1389هـ بينما دراستي تقوم على نظام العمل السعودي الصادر عام 1426هــ.

2- أن بحث الباحث قائم على النظام فقط بينما دراستي تقوم على النظام ومقارنته بالفقه الإسلامي.

3- ركز الباحث في بحثه على آثار وقف عقد العمل ولم يذكر الأسباب، بينما سأتناول في دراستي الآثار والأسباب (التطبيقات).

♦ ♦ ♦

أسباب العقد الموقوف وأحكامه:

للطالب: عبد الله بن محمد الضالع، وهو بحث تميلي مقدم لنيل درجة الماجستير وفقه مقارنة من المعهد العالي للقضاء عام 1401هـ.

الوصف: قسم الباحث بحثه إلى تمهيد وسبعة فصول كل فصل يشتمل على سبب من أسباب العقد الموقوف في الشريعة الإسلامية.

أوجه الخلاف:

تطرق للعقد الموقوف في الشريعة الإسلامية بينما سأتناول وقف عقد العمل وأوضح الفرق بينهما حيث أن العقد الموقوف موقوف على إجازة من له الحق في إمضاء العقد كعقد الصبي موقوف على إجازة الولي، أما وقف عقد العمل فهو عبارة عن مرحلة بين بداية العقد وانتهائه يتوقف فيها العمل لوجود سبب من أسباب وقف عقد العمل.

منهج البحث:

أرى أن المنهج الاستقرائي التحليلي مناسبة لهذه الدراسة ولهذا اعتمدته في دراستي للبحث حيث سأقوم - إن شاء الله - باستقراء المسألة موضوع الدراسة من كتب الفقه والنظام ثم أقوم بتحليلها بقصد الوصول إلى الصواب.

أولًا: ما يتعلق بمنهج الكتابة في الموضوع:

سيكون المنهج بحول الله وقوته فيما يتعلق بالكتابة في الموضوع على النحو الآتي:

1- استقراء المسألة، وبيانها فقهيًا ونظامًا.

2- الاعتماد - عند التوبة - على المصادر الأصلية في كل مسألة بحسبها.

3- التمهيد للمسألة بما يوضحها إن احتاج المقام لذلك.

4- سأتبع - إن شاء الله - في دراسة التعريفات المنهج الآتي:

أ- البدء بالتعريف اللغوي، ثم التعريف الاصطلاحي في الفقه الإسلامي، ثم التعريف الاصطلاحي في النظام.

ب- توثيق المعاني من معاجم اللغة المعتمدة ودون الإحالة عليها بالمادة والجزء والصفحة.

ج- بالنسبة للمعاني الاصطلاحية في الفقه الإسلامي فيتم توثيقها - بعون الله - من الكتب المعتمدة في الفقه الإسلامي أو الكتب المتخصصة والمعتمدة في بيان المصطلحات الفقهية.

د- بالنسبة للمعاني الاصطلاحية في النظام فيتم توثيقها - بعون الله - من نصوص النظام أو من الكتب المتخصصة والمعتمدة في بيان الاصطلاحات القانونية.

5- المنهج الذي سأتبعه في دراسة المسائل الخلافية سيكون على النحو الآتي:

أ- تحرير محل النزاع إذا كان بعض صور المسألة محل اتفاق وبعضها محل خلاف.

ب- ذكر الأقوال في المسألة وبيان من قال بها من أهل العلم، والاقتصار على المذاهب المعتبرة، وتجنب ذكر الأقوال الشاذة.

ت- ذكر الأدلة لكل قول مع ما ورد عليه من مناقشات وما ورد على المناقشات من أجوبة، والترجيح بين الأقوال مع ذكر سبب الترجيح.

6- العناية بضرب الأمثلة الواقعية في أثناء البحث مما له علاقة بالموضوع مع ذكر التطبيقات القضائية.

7- يكون مقدار البحث لأي مسألة، حسب ما يناسب مقام ذكرها في البحث.

8- الكتابة ستكون - إن شاء الله - بأسلوبي ما لم يتطلب المقام ذكر النص.

9- ذكر أهم النتائج والتوصيات في ختام البحث.

10- ختم الرسالة بالفهارس المتعارف عليها:

أ- فهرس الآيات القرآنية.

ب- فهرس الأحاديث والآثار.

ت- فهرس الأعلام.

ث- فهرس المراجع والمصادر.

ج- فهرس الموضوعات.

ثانيًا: ما يتعلق بمنهج التعليق والتهميش:

1- أبين أرقام الآيات وأعزوها لسورها، فإن كانت آية كاملة قلت: سورة (كذا) الآية رقم (...)، وإن كانت جزءًا من آية قلت: سورة (كذا) من الآية رقم (...).

2- تخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية وإثبات الباب والباب، والجزء، والصفحة، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالتخريج منهما.

3- أعزو نصوص العلماء وآرائهم لكتبهم مباشرة - ما أمكن ذلك -، ولا ألجأ للعدو بالواسطة إلا عند تعذر الأصل.

4- توثيق المعاني اللغوية من معاجم اللغة المعتمدة، وتكون الإحالة عليها بالجزء والصفحة والمادة.

5- الترجمة للأعلام غير المشهورين بإيجاز، وذلك بذكر اسم العالم، ونسبه، وتاريخ مولده، ووفاته.

6- تكون الإحالة إلى المصدر - في حالة النقل منه بالنص - بذكر اسمه والجزء والصفحة مباشرة، وفي حالة النقل بالمعنى أذكرها مسبوقة بكلمة (انظر).

ثالثًا: ما يتعلق بالمنهج الشكلي للبحث:

1- العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء وعلامات الترقيم، والنقاط، وعلامات الاستفهام، والتعجب، وما إلى ذلك.

2- أورد الآيات القرآنية بين قوسين بهذا الشكل: { }.

3- أورد الأحاديث النبوية بين العلامتين: ().

4- أورد الآثار وأقوال العلماء بين: " ".

خطة البحث:

وتكون من: (مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة).

المقدمة.

التمهيد:

المبحث الأول: تعريف وقف عقد العمل باعتباره مركبًا إضافيًا:

المطلب الأول: تعريف وقف عقد العمل باعتباره مركبًا إضافيًا في النظام.

المطلب الثاني: تعريف وقف عقد العمل باعتباره مركبًا إضافيًا في الفقه.

المبحث الثاني: تمييز وقف عقد العمل عما يشتبه به.

المطلب الأول: تمييز وقف عقد العمل عن العقد الموقوف.

الفرع الأول: تمييز وقف عقد العمل عن العقد الموقوف في النظام.

الفرع الثاني: تمييز وقف عقد العمل عن العقد الموقوف في الفقه.

المطلب الثاني: تمييز وقف عقد العمل عن الفسخ.

الفرع الأول: تمييز وقف عقد العمل عن الفسخ في النظام.

الفرع الثاني: تمييز وقف عقد العمل عن الفسخ في الفقه.

المطلب الثالث: تمييز وقف عقد العمل عن القوة القاهرة.

الفرع الأول: تمييز وقف عقد العمل عن القوة القاهرة في النظام.

الفرع الثاني: تمييز وقف عقد العمل عن القوة القاهرة في الفقه.

الفصل الأول

أسباب وقف عقد العمل

المبحث الأول: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى العامل.

المطلب الأول: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى العامل في النظام.

المطلب الثاني: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى العامل في الفقه.

المبحث الثاني: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى صاحب العمل.

المطلب الأول: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى صاحب العمل في النظام.

المطلب الثاني: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى صاحب العمل في الفقه.

المبحث الثالث: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى أسباب اسنتنائية خارجية (القو ة القاهرة).

المطلب الأول: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى أسباب استثنائية خارجية في النظام.

المطلب الثاني: أسباب وقف عقد العمل التي ترجع إلى أسباب استنثائية خارجية في الفقه.

الفصل الثاني

آثار وقف عقد العمل

المبحث الأول: تحرير المتعاقدين من بعض الالتزامات.

المطلب الأول: الالتزامات التي يتحرر منها المتعاقدان أتتاء فترة الوقف.

الفرع الأول: الالتزامات التي يتحرر منها المتعاقدان أتتاء فترة الوقف في النظام.

الفرع الثاني: الالتزامات التي يتحرر منها المتعاقدان أتتاء فترة الوقف في الفقه.

المطلب الثاني: الالتزامات التي تظل باقية أثناء فترة الوقف.

الفرع الأول: الالتزامات التي تظل باقية أثناء فترة الوقف في النظام.

الفرع الثاني: الالتزامات التي تظل باقية أثناء فترة الوقف في الفقه.

المبحث الثاني: أثر الوقف على انتهاء عقد العمل.

المطلب الأول: الوقف وعقد العمل المحدد المدة.

الفرع الأول: الوقف وعقد العمل المحدد المدة في النظام.

الفرع الثاني: الوقف وعقد العمل المحدد المدة في الفقه.

المطلب الثاني: الوقف وعقد العمل غير محدد المدة.

الفرع الأول: الوقف وعقد العمل غير محدد المدة في النظام.

الفرع الثاني: الوقف وعقد العمل غير محدد المدة في الفقه.

المبحث الثالث: استئناف تنفيذ عقد العمل بعد انتهاء فترة الوقف.

المطلب الأول: اسنئناف تنفيذ عقد العمل بعد انتهاء فترة الوقف في النظام.

المطلب الناني: استئناف نتفيذ عقد العمل بعد انتهاء فترة الوقف في الفقه.

الخاتمة:

وتتضمن أهم نتائج البحث والتوصيات.

الفهارس: وتتضمن الفهارس التالية:

1- فهرس الآيات القرآنية.

2- فهرس الأحاديث والآثار.

3- فهرس الأعلام.

4- فهرس المراجع والمصادر.

5- فهرس الموضوعات.

6- شكر وعرفان.

شكر وعرفان

استهل شكري هذا بالثناء على الله سبحانه وتعالى، فهو الذي ذلل لي الصعاب، ويسر العسير، وأعان على إتمام هذا البحث، سبحانه وتعالى لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فله الحمد والشكر.

ثم الشكر الجزيل والثناء الجميل لأستاذي ومرشدي فضيلة الدكتور: مصطفى محمد الباز، فقد كان نعم الموجه ونعم المرشد ونعم الناصح، فقلبه مفتوح لجميع استفساراتي وتساؤلاتي قبل باب مكتبه، ولم يتوان عن مساعدتي في بحثي وإرشادي مع كثرة أشغاله، فجزاه الله خير الجزاء، وزاده علمًا، وبارك له في رزقه، ونسأ له في أجله، وكثر من أمثاله.

كما يمتد شكري لوالدي الكريمين، وإخوتي وأخواتي وزوجتي، وأخص بالشكر الأخ: مبارك الحارثي، والأخ: جمال الشهري، فما فتئوا جميعًا يمدوني بالدعم والمؤازرة، فهم رمز للبذل والعطاء، فاللهم اغفر لهم وارحمهم.

وأختم شكري بشكر جميع مشايخي وأساتذتي الذين قدموا المساعدة لي، سواء بنصيحة، أو توجيه، أو دلالة على كتاب، أو إرشاد إلى معلومة، وأخص بالشكر فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن محمد بالخيل - مناقش البحث -، فجزاهم الله جميعًا خير الجزاء، ورزقهم خيري الدنيا والآخرة.

فهرس الموضوعات