• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

البحرية الإسلامية في بلاد المغرب في عهد الأغالبة

فوزية محمد عبدالحميد نوح

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
التخصص: قسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية
المشرف: د. أحمد السيد دراج
العام: 1404- 1405هـ

تاريخ الإضافة: 3/1/2012 ميلادي - 8/2/1433 هجري

الزيارات: 45549

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

البحرية الإسلامية في بلاد المغرب في عهد الأغالبة

184-296هـ

800 - 908م

 

المقدمة

الحمدُ لله ربِّ العالمين، نحمدُه ونشكره على نعمِه الكثيرة التي أنعمها علينا، ونستغفره ونستهديه فهو الهادي إلى سواءِ السبيل، نصلِّي ونسلِّم على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ النبي الأمي، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أمَّا بعد:

فإنَّ البحريةَ الإسلامية في بلادِ المغرب في عهد الأغالبة تعدُّ من الموضوعاتِ الهامة الجديرة بالبحث؛ لما كان لبحريةِ الأغالبة من دورٍ كبير في فتحِ جزر الحوضين الأوسط والغربي للبحرِ الأبيض المتوسط وجنوب إيطاليا، وما تبع ذلك من بسطِ السيادةِ الإسلامية على هذه الجهات ونشرِ الإسلام فيها، بل إنَّ بحريةَ الأغالبة بعد نجاحها في غزو هذه المناطق وفتحها، ما لبثت أن ورثتِ البحريةَ البيزنطية في السيطرةِ على الحوض الأوسط للبحر الأبيض المتوسط، كما ورثت عن البحريةِ البيزنطية التجارية النشاطَ التجاري البحري بين حوضي البحر الأبيض المتوسط الشرقي والغربي.

 

هذا، ولم تكن هذه الدراسةُ بالأمرِ اليسير؛ ذلك أنَّ مصادرَ التاريخ الإسلامي العامة، ومصادر تاريخ المغرب بصفةٍ خاصة لم تقدِّمْ لنا إلا إشارات بسيطة وموجزة عن بحريةِ الأغالبة، وذلك في سياق حديثها عن فتوحات الأغالبةِ لجزيرة صقلية وما جاورها من جُزُرِ الحوض الأوسط للبحر الأبيض المتوسط ولجنوب إيطاليا، بل إنَّ حديثَها عن هذه الفتوحات - التي استمرَّتْ قُرابة قرن من الزَّمانِ والتي برز دورُ بحرية الأغالبة فيها - اتسم في كثيرٍ من الأحيان بالإيجاز، بل وأحيانًا أخرى بالتناقُضِ مع بعضِها البعض.

 

كما أنَّ المراجعَ العربية والمعربة تركزت دراساتُها عن البحريةِ الإسلامية في الحوضِ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وعن البحريةِ الإسلامية في المغربِ والأندلس بصفة عامَّة، بل إنَّ تلك المراجع التي تحدثت عن البحرية الإسلامية في بلادِ المغرب والأندلس لم تعطِ لموضوع بحرية الأغالبة ودورها ما تستحقُّه من البحث، هذا بالإضافة إلى أنَّ الدراساتِ الحديثة التي تناولت تاريخَ الأغالبة عالجت بصفةٍ موجزة فتوحاتِ الأغالبة لجزيرة صقلية وما جاورها من جزرِ الحوض الأوسط للبحر الأبيض المتوسط ولجنوب إيطاليا.

 

ومن ثَمَّ تتضحُ لنا أهميةُ موضوعِ البحرية الإسلامية في بلاد المغرب في عهد الأغالبةِ، واختياري له كرسالةٍ أتقدَّمُ بها لنيل درجة (الماجستير) في التاريخِ الإسلامي، من كليةِ الشَّريعة والدراسات الإسلامية بجامعةِ أمِّ القرى، وأرجو من خلال هذا البحث - أن أكونَ قد وُفِّقتُ في إبرازِ هذه الواجهة المشرقة من تاريخِ دولة الأغالبة، التي قامت بفضلِ اهتمامها بالبحريةِ بدورٍ رئيس في الجهادِ الإسلامي في الحوضِ الأوسط للبحر المتوسط، وفي جنوب إيطاليا، ورفعت رايةَ الإسلامِ خفَّاقة في هذه المناطقِ لفترةٍ زمنية طويلة.

 

والبحثُ يتكوَّنُ من مقدمةٍ وأربعة فصول ثم خاتمة؛ أبين فيها أهمَّ ما توصَّلَ إليه البحثُ من نتائج ومعلومات عن بحريةِ الأغالبة (184هـ - 296هـ، 800م - 908م).

 

ففي المقدمةِ تحدثتُ عن أهميةِ الموضوع الذي أنا بصدد بحثه، بينتُ فيها سببَ اختياري له، ثم استعرضتُ خطةَ البحث مع تلخيصٍ يسير لكلِّ فقرة من فقراتها.

 

وبعد ذلك تحدثتُ عن أهمِّ المصادر والمراجع التي رجعتُ إليها، والتي استخرجتُ منها أكثرَ المادةِ العلمية لهذا الموضوع.

 

وفي الفصل الأول: تحدثتُ عن تاريخِ البحرية في المغرب قبل ظهورِ دولة الأغالبة، وتناولتُ فيه الأسبابَ التي أدَّتْ بالقائدِ العظيم حسَّان بن النعمان إلى بناءِ دار الصناعة في تونس، مع بيانِ تفاصيل إنشاء هذه الدَّار منذ أن كانت فكرةً، حتى أصبحت أولَ دارٍ لصناعة السُّفن بإفريقية، والتي بنيت فيها أول قوة بحرية إسلامية في إفريقية، يدافعُ بها المسلمون عن شواطئهم ضدَّ غارات الرُّوم، دون الحاجةِ إلى البحرية الإسلامية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ثم انتقلتُ للحديثِ عن فترةِ دفاع المسلمين عن شواطئ إفريقية منذ ولاية موسى بن نصير إلى ولاية آخر والٍ من وُلاةِ إفريقية من قِبل الخلافةِ الأموية والعباسية، وفي الفترة الأخيرة من عصرِ ولاة الأمويين والعباسيين في إفريقية اتسم نشاطُهم البحري في الدِّفاعِ عن شواطئ إفريقية بالخمول، واقتصر الأمرُ في هذا الصدد على المحارس والأربطة التي كانت مقامةً على شواطئ إفريقية للدفاع عنها، إلى أنْ جاء العهدُ الأغلبي الذي سيجعلُ للبحريةِ الإسلامية في بلادِ المغرب الأهميةَ التي تجعلُ دولةً عظمي كالدولة البيزنطية تخشاها وتخافُ منها.

 

أما الفصل الثاني: فقد خصصتُه لأبينَ فيه مدى اهتمام ولاة الأغالبة بالبحرية، وبدأتُ حديثي في هذا الفصل عن مدى توفر الموادِّ اللازمة لإنشاءِ دور الصناعة، مع إعطاء أمثلة لبعضِ المدن التي تتوفَّرُ فيها هذه المواد.

 

ثم تحدثتُ عن دورِ الصِّناعة في دولةِ الأغالبة، فقد أضاف الأغالبةُ إلى دارِ صناعة مدينة تونس ثلاثَ دور للصناعة؛ وهي دار صناعة مدينة سوسة، ودار صناعة مدينة طرابلس، ودار صناعة مدينة مسينا في صقلية، بالإضافةِ إلى دار صناعة جزيرة مالطة، وأخيرًا دار صناعة جزيرة قوصرة.

 

وبعد ذلك انتقلتُ إلى الحديثِ عن التحصينات البحرية الدفاعية التي قامَ بها الأغالبةُ للسَّاحل الإفريقي، والتي تتمثَّلُ في المحارسِ والأربطة وتحصينات أسوار المدن البحرية الهامَّة التي قام بها ولاةُ إفريقية ثم أمراء الأغالبة، فتحدثتُ أولاً عن معنى كلمة (رباط) بمناسبةِ بناء الوالي هرثمة بن أعين لرباطِ المنستير في سنة (180هـ/ 796م)، وبينتُ فائدتَه ووظائفه بالنسبةِ لسكانِ إفريقية، وبعد ذلك انتقلتُ لتعدادِ منشآت الأغالبة، فتحدثتُ عن رباطِ سوسة وعن تدعيمهم لرباط المنستير، وعن سور سوسة وسور صفاقس، وأخيرًا تحدثتُ عن مدى اهتمام أمراء الأغالبة بإقامةِ المحارس والأربطة على طولِ السَّاحل الإفريقي.

 

وفي الفقرةِ الرابعة من هذا الفصلِ تحدثتُ عن القواعدِ البحرية والمراسي في دولةِ الأغالبة، وفي البداية ذكرت أهميةَ الساحل التونسي لسكانِه، وما يفرضه عليهم من حياةٍ بحرية، وبينتُ مدى طول هذا السَّاحل وعدد المراسي التي يحتويها شاطئه.

 

ثم تحدثتُ في الفقرةِ الأخيرة من هذا الفصل عن حجم وقوة البحرية الأغلبية، وذلك من واقعِ ما نستطيعُ أن نستخلصَه من بعضِ النصوص التاريخية التي أشارتْ في بعضِ الغزوات البحرية التي قام بها الأغالبةُ عن عددِ السُّفن التي اشتركتْ في كلِّ غزوةٍ من هذه الغزوات، وقد أتبعتُ ذلك بما استطعتُ استخراجه من المصادرِ التاريخية المعاصرة، التي روت لنا هذه الغزوات البحرية للأغالبة وفتوحاتهم في جزرِ الحوض الأوسط للبحر الأبيض المتوسط وفي جنوب إيطاليا، عن أنواعِ السُّفن التي كانت تتكوَّنُ منها البحريةُ الأغلبية؛ وهي الشواني والحراقات والشلنديات، والسُّفن الحربية، والنواشي والفتاشي.

 

وأمَّا الفصل الثالث: فقد خصصتُه لأبين الدورَ الذي لعبته البحريةُ في عهدِ الأغالبة.

 

وفي البدايةِ ذكرتُ فتحَ الأغالبة لجزيرةِ قوصرة؛ وهي أقرب جزيرة للسَّاحلِ التونسي.

 

ثم انتقلتُ بحديثي عن أهمِّ حدثٍ في تاريخ البحرية الإسلامية في ذلك الوقت، ألا وهو فتح جزيرة صقلية التي تُعتبرُ من أهمِّ جزر البحرِ الأبيض المتوسط، وقد استمرَّ فتحُها قرابة القرن من الزَّمانِ؛ أي: منذ عهد ثالث ولاة الأغالبة زيادة الله، حتى نهاية دولة الأغالبة.

 

وفي الفقرةِ الثالثة من هذا الفصل تحدثتُ عن فتحِ الأغالبة لجنوبِ إيطاليا، ووصول غاراتهم إلى روما - قلب إيطاليا ومركز البابوية الرئيس - عدة مراتٍ وتهديدها.

 

وذكرتُ أيضًا ما أنشأه المسلمون في جنوبِ إيطاليا من ولاياتٍ مستقلة التي رغم قصر مدة بقائها إلاَّ أنها تدلُّ على قوةِ مسلمي إفريقية ومدى ما وصلتْ إليه بحريتُهم من قوةٍ في ذلك الوقت.

 

أما الفقرة الرابعة من هذا الفصلِ فقد تحدثتُ فيها عن فتحِ الأغالبة لبقية جزر البحر الأبيض المتوسط، التي وقعت تحت سيطرتِهم؛ كجزيرةِ مالطة وغيرها من الجزرِ الصغيرة، التي تقعُ في وسطِ البحر الأبيض المتوسط، إلى جانبِ المحاولات التي قاموا بها للاستيلاء على جزيرة سردانية.

 

هذا وقد خصصتُ الفصلَ الرابع والأخير: للحديثِ عن النَّشاطِ التجاري لبحرية الأغالبة، وفي هذا الفصل بينتُ أهميةَ هذا النشاط الذي أعطى للمسلمين دورًا كبيرًا في تجارةِ البحر الأبيض المتوسط بين المشرق والمغرب، بالمقارنة بما كانت عليه هذه التجارةُ عندما كانت السيادةُ البحرية لهذا البحرِ في يدِ بيزنطة، وعندما كانت تفرض رقابتَها على طرقِ التجارة به.

 

وفي الخاتمة: استعرضتُ أهمَّ النتائج والمعلومات التي توصلتُ إليها في بحثي هذا عن البحريةِ في عهد الأغالبة، وقد زودت البحثَ ببعضِ الخرائط التوضيحية.

 

التعريف بأهم المصادر والمراجع

التي اعتمد عليها البحث

أولاً: المصادر:

1- ابن عذارى المراكشي (ت: 695هـ/ 1295م):

هو مؤرخٌ من مؤرخي القرن السابع الهجري، كتابه الذي رجعتُ إليه هو: "البيان المغرب في أخبارِ الأندلس والمغرب" في أربعةِ أجزاء، ويعتبر من المصادرِ المهمة في تاريخِ المغرب والأندلس؛ وذلك لما يحويه من معلوماتٍ على درجةٍ كبيرة من الأهمية.

 

وقد امتاز ابنُ عذارى بالأمانةِ العلمية؛ فهو في أثناء كتابتِه يقومُ بذكرِ المصدر الذي أخذ منه هذه المعلومات.

 

وقد اعتمدت على الجزءِ الأول من هذا الكتاب؛ إذ وجدتُ به شرحًا مفصلاً ووافيًا عن المغربِ وأحواله والدول الموجودة فيه؛ كالأدارسة والرستميين والأغالبة والفاطميين، أمَّا بالنسبة للأغالبة فقد ذكر ابنُ عذارى فيما كتبَهُ عنهم معلوماتٍ هامَّة جدًّا أمدتني بمادةٍ علمية جيدة استفدت منها كثيرًا في بحثي هذا.

 

2- أبو عبيد البكري (ت 487هـ/ 1094م): وقد رجعتُ لكتابِه: "المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب"، وهو كتابٌ من كتب الجغرافيا والمسالك والممالك يتحدَّثُ فيه مؤلفُه أبو عبيد البكري عن المدن والقرى في الطَّريقِ من مصر إلى برقة والمغرب، فهو يذكرُ جميعَ المدن الساحلية والمراسي الموجودة في السَّاحل الإفريقي، وكذلك يذكر المدنَ الداخلية بهذه البلاد، وفي نهايةِ كتابه يأتي إلى ذكرِ بلاد السودان ومدنها المشهورة واتصال بعضها ببعض، والمسافات بينها، وما فيها من الغرائبِ وسير أهلها.

 

وقد استفدتُ كثيرًا من هذا المصدرِ القيم ووجدت فيه مادةً علمية ذات أهمية كبيرة بالنسبةِ لبحثي.

 

3- أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أبي بكر القضاعي، المعروف بابن الأبار (ت 595هـ – 658هـ/ 1199 - 1260م): وقد رجعتُ لكتابه: "الحلة السيراء" الجزء الأول، وهو من كتبِ التراجم ويحتوي على تراجمِ أهل المئات الأولى والثانية والثالثة والرابعة، حقَّقهُ وعلق على حواشيه الدكتور حسين مؤنس، وهو كتابٌ قيم به تراجمُ في غايةِ الأهمية والفائدة لعددٍ كبير من الشخصيات التاريخية في المغربِ والأندلس، من القرنِ الأول الهجري إلى منتصف القرن السابع الهجري، مع مادةٍ تاريخية لا بأسَ بها عن أعلامٍ مشارقة من أهلِ القرن الأول، كان لهم نصيبٌ في فتوح المغرب والأندلس، وقد استفدت كثيرًا من هذا المصدرِ في كتابة مادة هذا البحث.

 

4- أبو زيد عبدالرحمن بن محمد الأنصاري الأسيدي الدباغ (ت: 605/ 696هـ): كتابه: "معالم الأيمان في معرفةِ أهل القيروان"، أكمله وعلَّقَ عليه أبو الفضل أبو القاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي (ت 839هـ)؛ يتكوَّنُ من أربعةِ أجزاء، وهو من كتبِ التراجم، وقد احتوى على تراجم لأهل القيروان سواء كانت تراجم لولاةٍ أو قضاة أو شيوخ، وقد احتوى على مادةٍ تاريخية جيدة.

 

وقد اعتمدتُ في كتابةِ هذا البحث على الجزء الثاني منه، الذي بدأه مؤلِّفُه بترجمة الأمير القاضي أسد بن الفرات بن سنان قاضي القيروان وأمير الحملة البحرية التي قامت بفتحِ جزيرة صقلية في عهد زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، وقد احتوى هذا الجزءُ على شخصياتِ أهل القيروان في عهدِ دولة الأغالبة، ولهذا كان ذا فائدةٍ كبيرة لبحثي هذا.

 

5- ابن الأثير الجزري (ت: 630هـ/ 1232م): كتابه: "الكامل في التاريخ"؛ يتكوَّنُ من تسعةِ أجزاء، وهو كتابٌ جمعَ فيه ابنُ الأثير خلاصةَ الكتب التي سبقته، ولكنه هذَّبها ونقحها فاستحقَّ أن يسمَّى بالكامل، فقد أخذ كلَّ ما كتبه أبو جعفر الطبري مع التعليقِ عليه والزيادة عليه حقائقَ أخرى استخرجَهَا من كتبٍ تاريخية أخرى، هذا بالإضافةِ لأحداث الفترة التي تلت تاريخَ الطبري.

 

وطريقة ابن الأثير في سردِ الأحداث هي الحوليات، ففي كلِّ سنة يذكر أحداثَها، إلا أنه في بعضِ الأحيان يشذُّ عن هذه القاعدة، فعندما تأتي أحداثٌ معينة لموضوعٍ معين في سنةٍ معينة لا يستطيعُ فصلَها، كان يذكر معها أحداث السنوات التي تليها والتي تكمل هذا الموضوع.

 

وقد استفدتُ في بحثي من الجزأين الخامس والسادس، فقد وجدت بهما مادةً علمية غزيرة وبخاصة عن فتح الأغالبة لصقلية.

 

6) ابن خلدون (ت: 808 هـ): كتابه هو: "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيامِ العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"؛ وهو في سبعةِ مجلدات.

 

وهو مصدرٌ قيم يعتبر ثروةً من ثرواتِ الكتب العربية والإسلامية التي تؤرِّخُ تاريخ العالم أجمع، منذ بدء الخليقة إلى ما قبل وفاة مؤلفِه بعدة سنوات.

 

أما بالنسبة لتاريخِ المغرب والأندلس، فهو كتابٌ قيم لا بد لكلِّ باحثٍ من الرجوع إليه والتزود من علمِه.

 

وقد استفدت في بحثي هذا من المجلدِ الرابع الذي تحدَّثَ فيه عن دولة الأغالبة، وكذلك عن الفترةِ التي قبلها من ولاة بني أمية وولاة بني العباس.

 

7) الناصري (ت 1315 هـ/ 1897م): كتابه: "الاستقصا لأخبارِ دول المغرب الأقصى"، حقَّقه وعلَّقَ عليه ولدا المؤلف؛ الأستاذ جعفر الناصري، والأستاذ محمد الناصري، ويتكوَّنُ من تسعةِ أجراء.

 

وهو كتابٌ قيم استفدتُ من الجزءِ الأول منه في بحثي هذا، وهو يحتوي على تاريخِ الفتح الإسلامي للمغربِ وفترة ارتباط المغرب بالخلافةِ الإسلامية، ثم الدولة الإدريسية والدول الأخرى التي قامتْ في بلاد المغرب منذ منتصفِ القرن الثاني الهجري.

 

وقد كانت استفادتي منه في الفصلِ الأول؛ حيث أخذتُ منه مادةً علمية جيدة عن بدايةِ عهد زهير بن قيس البلوي، وما تلاه من ولاةٍ من قبلِ الدولة الأموية ومن تلاهم من ولاةٍ لإفريقية في خلافةِ العباسيين.

 

8) ابن حوقل (ت: 380 هـ/990 م):كتابه: "صورة الأرض"، مؤلفه عاش في القرنِ الرابع الهجري، وهو من التجارِ الرحَّالة المثقفين الذين اتخذوا التجارةَ وسيلةً لتفهمِ خصائص الأقاليم، وطبائع الشعوب، وتدوين ما يتعرَّفون عليهمن ميزاتِ الناس ونوادرِهم وغرائبهم.

 

فكانت نتيجة رحلاته هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ويتكوَّنُ من جزأين.

 

وقد استفدتُ في بحثي من الجزءِ الأول منه، ويحتوي على معلوماتٍ قيمة عن صورةِ الأرض، ففي القسم الأول منه يتحدَّثُ عن ديارِ العرب وعن بحر فارس والمغرب والأندلس وصقلية ومصر والشام وبحر الروم والجزيرة والعراق، وفى القسمِ الثاني منه يتحدَّثُ عن بلادِ المشرق الإسلامي، وقد استفدتُ من القسمِ الأول كثيرًا، وخاصة في التعريفِ بالكثير من المدن التي ورد ذكرها في الفصلين الثاني والثالث.

 

9) المقدسي (ت387هـ/ 997م): كتابه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، ويعتبر من الكتبِ الجغرافية القيمة ذات الفائدة الجمَّة، فقد ذكََرَ فيه مؤلِّفُه الأقاليم الإسلامية بما فيها من مفاوز وبحار وبحيرات وأنهار، وقام فيه بوصفِ أمصار هذه الأقاليم ومدنها المشهورة والطرق المؤدية إليها، وما بها من خيراتٍ زراعية ومعدنية، وذكر تجاراتِها وعاداتِ أهلها وتقاليدهم ولغتهم وألوانهم وغير ذلك من معلومات، فلم يتركْ صغيرةً ولا كبيرة بهذه الأقاليم إلاَّ وذكَرَها.

 

وقد استفدتُ منه كثيرًا فيما أورده من معلوماتٍ عن مدنِ المغرب وصقلية.

 

10) ياقوت الحموي (ت: 626 هـ/1228م): كتابه: "معجم البلدان" يتكوَّنُ من خمسةِ أجزاء، ويعتبر من المصادرِ المهمة ومن المعاجمِ التي يعتمدُ عليها كثيرًا، وقد استفدت منه كثيرًا في بحثي في التعريفِ بالمدن التي ورد ذكرُها في الفصلِ الثاني خاصة.

 

11) الحميري (ت: 900 هـ/1494م): كتابه: "الروض المعطار في خبرِ الأقطار "، وهو من المعاجمِ الجغرافية القيمة التي تحتوي أيضًا على سردٍ عام لبعضِ الأحداث التاريخية، وقد استفدتُ منه كثيرًا في بحثي التعريفَ بالمدن التي ورد ذكرها في فصول هذه الرسالة وما بها من ثرواتٍ ومعادن.

 

12) لسان الدين ابن الخطيب (713 - 776 هـ/1313 - 1374م): كتابه: "أعمال الأعلامِ فيمن بُويع قبل الاحتلالِ من ملوكِ الإسلام، وما يجر ذلك من شجون الكلام"، وهو آخرُ إنتاجٍ علمي لابنِ الخطيب، وهو عبارةٌ عن تاريخٍ عام للعالم الإسلامي، وينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسام:

القسم الأول: يتناولُ المشرقَ الإسلامي من السيرة النبوية حتى عصر المماليك، وهو لا يزالُ مخطوطًا لم ينشر بعد.

القسم الثاني: عبارة عن تاريخٍ عام للأندلسِ من الفتح العربي حتى عصر المؤلف؛ أي: حتى القرن الثامن الهجري، وقد أضاف إليه ابنُ الخطيب مختصرًا لتاريخِ الممالك المسيحية الإسبانية؛ مثل قشتالة وأرجوان والبرتغال، فهو أولُ تاريخٍ شامل لإسبانيا، وقد نشره المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال سنه1934م.

والقسم الثالث: وهو المهمُّ لبحثي هذا، فقد تناولت فيه ابنُ الخطيب تاريخ المغرب العربي من أحواز برقة شرقًا إلى المحيطِ الأطلسي غربًا، حتى بداية عصر الموحدين، وهي نهايةٌ غير طبيعية بالنسبةِ للقسمين الأول والثاني التي بلغت عصر المؤلف نفسه، مما يجعلُنا نعتقدُ أنَّ ابن الخطيب قد قُتِل قبل أن يتمَّ هذا القسم الثالث والأخير من كتابِه.

وقد استفدتُ من هذا القسم الأخير كثيرًا في كتابه موضوع بحثي.

 

ثانيًا: المراجع العربية والمعربة:

1) السيد عبدالعزيز سالم، وأحمد مختار العبادي:

الكتاب: "تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس".

وهو من الكتبِ المهمة في البحريةِ الإسلامية؛ لمايحتويه من معلوماتٍ جيدة صاغها مؤلِّفاه الفاضلان في أسلوبٍ سهلٍ مع التحليل المستمر لكلِّ ما يعترضُهما من اختلافٍ في آراء المؤرخين.

 

وينقسمُ الكتاب إلى قسمين:

القسم الأول: يتحدَّثُ فيه الدكتور السيد عبدالعزيز سالم عن البحريةِ الإسلامية في المغرب والأندلس في القرون الخمسة الأولى للهجرة.

أمَّا القسم الثاني: فيتحدَّثُ فيه الدكتور أحمد مختار العبادي عن البحريةِ الإسلامية في المغرب والأندلس، منذ قيام دولة المرابطين حتى سقوط مملكة غرناطة.

 

وما يهمنا في هذا الكتابِ هو ما كتبه الدكتور السيد عبدالعزيز سالم، والذي يتحدَّثُ فيه عن قيامِ البحرية العربية في المغربِ حتى نهاية الخلافة الأموية، ثم عن أسباب تفوق االبحرية المغربية والأندلسية في القرنين الثالث والرابع للهجرة، وبعد ذلك عن فتحِ المسلمين في المغرب والأندلس لجزرِ البحر الأبيض المتوسط؛ الأوسط والغربي، وتهديد مسلمي غربِ البحر الأبيض المتوسط لسواحلِ إيطاليا وفرنسا الجنوبية في القرنين الثالث والرَّابع للهجرة.

 

وهذه المعلوماتُ مهمَّةٌ جدًّا بالنسبةِ لموضوع بحثي، ولذلك فقد استفدتُ كثيرًا من هذا المرجع القيم.

 

2) السيد عبدالعزيز سالم:

الكتاب: "المغرب الكبير" الجزء الثاني، العصر الإسلامي.

 

يتحدَّثُ مؤلِّفُه في القسمِ الأول منه عن المغربِ في ظلِّ الوندال والبيزنطيين، أمَّا القسم الثاني منه فيحتوي على أربعةِ أبواب، يتكلَّمُ فيها عن المغربِ في العصر الإسلامي.

 

ففي البابِ الأول يتكلَّمُ عن فتحِ العربِ لبلاد المغرب.

 

أمَّا الباب الثاني فيتحدَّثُ فيه عن المغربِ الإسلامي في عصرِ الدولتين الأموية والعباسية، وفي الباب الثالث يتحدَّثُ عن المغربِ في ظلِّ الفاطميين، والمغرب الأدنى والأوسط في ظلِّ بني زيري وبني حماد الصنهاجيين، أمَّا الباب الرابع فيتناول فيه المغربَ الإسلامي في ظلِّ دولتي المرابطين والموحدين، وأخيرًا في الخاتمةِ يتحدَّثُ عن ورثةِ الموحدين في المغربِ من بني مرين في المغرب الأقصى، وبني عبدالواد في المغربِ الأوسط، وبني حفص في المغرب الأدنى.

 

وهو من المراجعِ المهمَّة جدًّا لتاريخ المغرب التي لا بدَّ لمن يبحثُ في تاريخِ المغرب من أن يطَّلِعَ عليه؛ لما له من أهميةٍ علمية قيمة سواء من الناحية التاريخية أو الناحية الحضارية، وقد أفادني كثيرًا البابُ الثاني من القسمِ الثاني بصفةٍ خاصة، والذي يتحدَّثُ فيه عن المغربِ الإسلامي في عصرِ الدولتين الأموية العباسية.

 

3) سعد زغلول عبدالحميد:

كتابه: "تاريخ المغرب العربي" في جزأين وهو من المراجعِ المهمة في تاريخِ المغرب؛ إذ يحتوي على معلوماتٍ هامَّة يعتمدُ عليهما كثيرًا كلُّ باحثٍ في تاريخ هذه المنطقة من وطننا العربي.

 

وقد استفدتُ من كلا الجزأين، ففي الجزء الأول يتحدث المؤلفُ عن تاريخِ المغرب العربي من الفترةِ التي سبقت الفتح الإسلامي، وحتى نهاية أسرة الفهريين بإفريقية، أمَّا الجزء الثاني فيتحدَّثُ فيه مؤلفُه عن الفترات التي تلت ذلك.

 

وقد أفادني الجزء الأول من هذا الكتابِ في كتابة الفصل الأول من بحثي هذا، أمَّا الجزء الثاني فقد أفادني كثيرًا الفصلُ الثاني منه، والذي يتحدَّثُ فيه مؤلِّفُه عن صقلية الأغالبة واستقرار العرب في جنوب إيطاليا من الفتح إلى نهاية الأغالبة (212 هـ/827 م - 296هـ/ 908م)، وقد أفادني هذا الفصلُ بمعلوماتٍ مهمة للفصلِ الثالث من هذا البحث.

 

4) محمود شيت خطاب:

كتابه: "قادة فتح المغرب العربي" الجزء الأول، وهو من الكتبِ المهمة التي تحدثت عن قادةِ فتح المغرب العربي الذين حملوا راياتِ الإسلام إلى المحيطِ الأطلسي، وقد تحدَّثَ مؤلفه في مقدمته عن البلاد والسكان والتاريخ قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه، فأعطانا بذلك صورةً واضحة عما عاناه الفاتحون؛ سواء كانوا قادة أو جنودًا في جهادِهم وجهودهم لاستكمالِ الفتح.

 

ثم بعد ذلك تناول كلاًّ من قادةِ هذا الفتح على حدة، من بدايةِ تولّيه ولاية إفريقية والجهاد بها إلى ذكره كإنسان وكقائد، كلُّ ذلك بنظرةٍ تحليلية فاحصة وبأسلوبٍ سهل قوي جميل، ثم بعد ذلك يتحدَّثُ عنه من حيث المكانة التي تربع عليها في التاريخِ الإسلامي.

 

والشخصيات التي تناولها بالدراسةِ هي: عبدالله بن سعد بن أبي سرح العامري، ومعاوية بن حديج السكوني، وعقبة بن نافع الفهري القرشي، وأبو المهاجر دينار، وزُهير بن قيس البلوي، وحسَّان بن النعمان الأزدي الغسَّاني، وأخيرًا موسى بن نصير اللخمي.

 

وقد استفدتُ كثيرًا من هذا المرجعِ ومن نظرةِ مؤلفه العسكرية الفاحصة لكلِّ معركةٍ من معارك الفتح الإسلامي، وذلك في كتابة الفصلِ الأول من بحثي هذا.

 

5) أحمد توفيق المدني:

كتابه: "المسلمون في صقلية وجنوب إيطاليا"، وهو كتابٌ مهم لتاريخِ صقلية وجنوب إيطاليا، تحدَّثَ فيه مؤلِّفُه في القسم الأول عن وصف جزيرة صقلية، وأمَّا القسم الثاني فهو موجزٌ عن تاريخِ صقلية.

 

وفي القسم الثالث: تحدث عن أمهاتِ المدن والمعالم والآثار بصقلية، وفي القسمِ الرابع تحدَّثَ عن الحكم الإسلامي الأغلبي بها، منذ نشأة دولة الأغالبة وحتى نهايتها.

 

وأمَّا القسم الخامس: فتحدَّثَ فيه عن الحكمِ الإسلامي الفاطمي بها.

 

وفي القسم السادس: تحدَّثَ عن عصرِ الاستقلال الذاتي.

 

أمَّا القسم السابع: فتناولَ فيه صقليةَ الإسلامية تحت الحكمِ النورماني.

 

وأمَّا القسم الثامن: فتحدث فيه عن التمدنِ والعمران بها.

 

وأخيرًا تناول في القسمِ التاسع العلومَ والآداب في صقلية، والمؤلِّفُ يذكر فتوحَ المسلمين في جنوب إيطاليا في أثناء ذكره لفتوحهم في صقلية وجزر البحر الأبيض المتوسط.

 

وقد استفدت من هذا المرجعِ كثيرًا فيما يخصُّ المادة العلمية للفصلِ الثالث من بحثي هذا، وكذلك استفدتُ من تعريبه للفصلِ الثاني من كتاب: "غارات الهمج"؛ تأليف المؤرِّخ فردينان لوط، والذي ضمنه كتابه هذا لما حواه من خلاصةٍ لتدخل المسلمين في البلادِ الإيطالية.

 

والكتاب يعتبر بحقٍّ تاريخًا شاملاً لصقلية وجنوب إيطاليا منذ دخول المسلمين بهما حتى استيلاء النورمان عليها، كما يبرز أوجهَ الحضارةِ والتمدن التي تركها المسلمون بهذه البلاد، والتي لا زالت آثارُها باقيةً إلى وقتِنا الحاضر.

 

6) إبراهيم علي طرخان:

كتابه: "المسلمون في أوربا في العصور الوسطى"، وهو من المراجعِ المهمَّة التي تتحدَّثُ عن عالم البحر الأبيض المتوسط، فقد ذكر البحرَ الأبيض المتوسط والقوى التي كانت مسيطرة عليه حتى بداية الفتوح الإسلامية، ثم تحدَّثَ عن الفتوحِ الإسلامية والبحرية الإسلامية، وعن النفوذِ الإسلامي في جزر البحر المتوسط، وفي إيطاليا، وبعد ذلك تحدَّثَ عن نهايةِ النفوذ الإسلامي في أوربا الجنوبية، كما ذكر بعضَ الملاحق في آخر كتابه، وقد استفدتُ من هذا المرجع كثيرًا في كتابة معظم فصول بحثي لهذا.

 

7) أرشيبالد لويس:

كتابه: "القوى البحرية والتجارية في حوضِ البحر المتوسط"؛ ترجمة أحمد محمد عيسى، وراجعه وقدم له محمد شفيق غربال.

 

هذا المرجعُ مهمٌّ جدًّا في دراسة القوى البحرية والتجارية في حوضِ البحر المتوسط؛ وذلك لأنه يتميز بجمعِه بين الحربِ البحرية والتجارة في دراسة واحدة، وهذه الدراسة تشمل الفترة الممتدة من سنة 500 م وحتى سنة 1100م، وقد حاولَ مؤلِّفُه أن يبيّن فيها:

أولاً: كيف كانت حالة القوة البحرية أوائل العصور الوسطى، وليتبين فيها.

ثانيًا: مدى تأثيرِ تلك القوة على تجارةِ البحر المتوسط وتاريخه.

 

وعمومًا هذا المرجع يعتبرُ إضافةً قيمة للدراساتِ التاريخية التي تهم كل دارس لهذه الفترة من تاريخِ الأمم، وتهم بالذات الباحث العربي؛ لأنَّ بها مادة قيمة عن بحريةِ المسلمين وتجارتهم في البحرِ الأبيض المتوسط.

 

وقد استفدتُ من هذا المرجع استفادةً كبيرة في جمع معلومات كبيرة من بحثي، وبخاصة الفصل الرابع منه الذي أتحدَّثُ فيه عن النَّشاطِ التجاري لبحرية الأغالبة.

 

8) صابر محمد دياب:

كتابه هو: "سياسة الدول الإسلامية في حوض البحر المتوسط من أوائل القرن الثاني الهجري حتى نهاية العصر الفاطمي"، وهو يعتبر بحقٍّ مرجعًا مهمًّا للبحرية الإسلامية في هذه الفترة الزمنية من التاريخ الإسلامي، فتناول المؤلِّفُ موضوعَه هذا في خمسة أبواب، تحدَّثَ في البابِ الأول عن البحرية الإسلامية في حوض البحر المتوسط حتى قيام الخلافة الفاطمية بالمغرب.

 

وفي الباب الثاني ذكر الفاطميين بالمغربِ ونشاطهم في البحرِ المتوسط.

 

أمَّا الباب الثالث فتحدَّثَ فيه عن الفاطميين بمصر والشام، ونشاطِهم في حوضِ البحر المتوسط.

 

وفي الباب الرابع أوضح المؤلِّفُ العلاقاتِ بين الدولة الفاطمية في مصر والدولة البيزنطية والمدن الإيطالية.

 

وأخيرًا في الباب الخامس كان حديثُه عن مدى انحلالِ الدولة الفاطمية وأثره على شاطئها البحري في شرق البحر المتوسط.

 

وقد قام المؤلف بهذا الجهد الكبير الذي يُشكرُ عليه في أسلوبٍ واضح سلس، فاحتوى على معلوماتٍ قيمة، استفدتُ منها في بحثي هذا.

 

هذه أهمُّ المصادر والمراجع التي اعتمدتُ عليها في كتابة هذه الرسالة، وسيجد القارئ الكريم في نهايتِها ثبتًا كاملاً لكل ما رجعتُ إليه من مصادر ومراجع.

 

والله الموفق.

 

الخاتمة

في خاتمةِ هذا البحث أتعرَّضُ لذكر أهم النتائج التي توصلتُ إليها بعد دراستي لموضوعِ البحرية الإسلامية في بلاد المغرب في دولة الأغالبة (184 - 296 هـ/ 800 - 908م).

 

فممَّا توصلت إليه في الفصلِ الأول معرفة الأسباب التي دفعتِ المغاربةَ المسلمين لإنشاء دار الصناعة في تونس، سواء كانت أسبابًا مباشرة أو غير مباشرة، كذلك عرفت كيف أنشؤوا هذه الدَّار، لتكون أولَ قوةٍ بحرية مغربية إسلامية في إفريقية.

 

وقد اتضحَ لي مدى نشاط هذه الدار البحرية في عصر الولاة للدَّفاعِ عن شاطئ إفريقية من أيةِ غارة بيزنطية، إلى جانبِ قيام المسلمين بالجهادِ في جزر البحر الأبيض المتوسط، في حوضَيْه الأوسط والغربي.

 

ولكن للأسف لم يستمر هذا النَّشاطُ بسبب الفتن والثورات التي اشتعلت في إفريقية بين البربر الخوارج الصفرية والإباضية، مما شغلَ الولاةَ عن الخروجِ للجهاد، واقتصار دور البحرية في الدِّفاعِ عن شواطئ إفريقية، إلى جانب الأربطة التي وجدت في هذه الفترةِ من تاريخ إفريقية.

 

أما الفصل الثاني فقد اتضح لي فيه مدى اهتمام الأغالبة بالبحرية - وقد حاولتُ في هذا الفصل أن أجمعَ معلوماتٍ تعطينا صورةً مكتملة بعض الشيء عن بحرية الأغالبة - وقد عرفتُ من هذا الفصل كيف تعددت دور الصناعة؛ وذلك لتوفر مواد الصناعة التي كانت متوفرة في دولة الأغالبة سواء في إفريقية أو في جزيرة صقلية، أو في بقية الجزر التابعة للأغالبة.

 

وقد اتضحَ لي سبب اهتمام الأغالبة ببناءِ دور الصناعة في أملاكهم، وجلب المواد اللازمة لها؛ وذلك لإحساسِهم بالخطر البيزنطي بعد نقضِ الْهُدنتين اللتين كانتا بين أمراءِ الأغالبة وبين القادةِ الروم في صقلية.

 

كذلك اتضح لي مثالٌ آخر لمدى اهتمام الأغالبة بالبحريةِ، وذلك بتأمينِ شواطئ بلادهم، بأن أقاموا التحصيناتِ على طولِ الشواطئ الإفريقية للدِّفاعِ عنها، وقد كان أمراء الأغالبة مولعين بحبِّ البناء والتشييد.

 

وقد ساعد الأغالبة على تكوينِ هذه القوة البحرية القوية - كثرة القواعدِ البحرية والمراسي على طولِ شواطئهم، مما جعلها قوةً يخشاها أعداؤها، ويحسبون لها ألفَ حساب.

 

وقد اتضح لي في هذا الفصل أيضًا مدى قوة البحرية الأغلبية، وعدد قطع أسطولِها المشترك في كلِّ معركة، وذلك حسب النصوص التاريخيَّة المتوفرة.

 

هذا إلى جانبِ تقديم المعلومات الوافية عن هذه القطع من حيث أسماؤها، والنصوص التي تثبت وجودها في الأسطول الأغلبي، ومن حيت وضعها ومعرفة وظيفتِها والفائدة منها داخل الأسطُولِ الأغلبي.

 

ومما اتضح لي في الفصلِ الثالث أنَّ جهاد المسلمين الأغالبة في البحرِ الأبيض المتوسط كان ملحمةً رائعة، سواء كان جهادهم هذا لفتحِ بعض الجزر به؛ كفتح جزيرة قوصرة، ذلك الفتح الذي اتضح لي أنه كان في عهدِ الأغالبة حسب نص ابن خلدون ورواية أرشيالد لويس، في حين أنَّ كثيرًا من المصادرِ والكتب التاريخية لا تذكرُ أيَّ فتحٍ لها في عهدِ الأغالبة، فهم يقتصرون في ذكر فتحها على الفتح الأول - الذي اعتبروه نهائيًّا - في عهدِ والي إفريقية عبدالرحمن بن حبيب الفهري سنة (130هـ/747م)، في حين أنَّها فتحت ثانيًا في عهد زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب سنة (221هـ، 835م).

 

وفى الفقرة الثانية من هذا الفصلِ اتضح لي كيف تَمَّ لمسلمي الأغالبة فتحُ جزيرة صقلية، التي تعتبرُ أهمَّ الأحداثِ التاريخية في تاريخِ البحر الأبيض المتوسط عامة وتاريخ دولة الأغالبة خاصة، في هذه الفترةِ من تاريخ العصور الوسطى، وقد استمرَّ فتحُها قرابة القرن.

 

وعرفتُ كذلك كيف فُتحت كلٌّ من جزيرةِ مالطة وجزيرة لبندوشة وجزيرة نموشة، هذا إلى جانبِ إيضاح محاولات بحرية الأغالبة لفتحِ جزيرة سردانية.

 

كما بلغ نشاطُ بحريةِ الأغالبة أنْ وصلت فتوحاتُهم إلى جنوبِ إيطاليا، وتهديدهم مدينة روما نفسِها عدة مرات، والتي تعتبر قلبَ إيطاليا، ومقرَّ البابوية، ومعقل الكنيسة والمسيحية، فقد قاموا بحصارِها وتخريبِ أرياضِها ونهب كنائسها، وهذا في حدِّ ذاته يعتبر نصرًا كبيرًا للمسلمين الأغالبة، حتى ولو لم يستطيعوا الاستيلاءَ عليها، فهو يدلُّ على ما وصلتْ إليه البحريةُ الأغلبية من قوةٍ وبطش.

 

هذا إلى جانب ما اتضح لي من إنشاءِ دُوَيلات عربية في جنوبِ إيطاليا، بقيت مدةً من الزَّمنِ تهدِّدُ جنوبَ إيطاليا عامة ومدينة روما خاصة، ولاية لامبدوزا، وبرنديزي، وباري، ومونت جاريليانو.

 

ومما اتضح لي في الفصلِ الرابع أنه على الرَّغم من أنَّ البحرية البيزنطية هي التي كانت سائدةً على البحر الأبيض المتوسط، وأنها كانت كذلك مسيطرةً على تجارتِه البحرية، إلا أنه جاء الوقتُ الذي ضعفتْ فيه، في حين قويت البحريةُ الأغلبية إلى جانبِ بحرية مسلمي كريت وبحرية مسلمي الأندلس، فأصبح للمسلمين الغلبة على البحرِ الأبيض المتوسط، وأصبح للبحريةِ الأغلبية بصفةٍ خاصة، والبحرية الإسلامية بصفة عامة دورُها الفعَّال في التجارةِ بين المشرق والمغرب، وبذلك اعتبرت البحرية الإسلامية بحقٍّ وريثةَ السيادةِ البيزنطية البحرية والتجارية في هذا البحر، وقد أسهم هذا الدورُ التجاري للبحريةِ الأغلبية في الازدهارِ الاقتصادي لدولة الأغالبة.

 

وبذلك أكون قد أبرزتُ بهذا البحث - عن بحرية الأغالبة - صورةً مشرقة من تاريخِ الأمَّةِ الإسلامية كانت غيرَ واضحة بالشكل الجدير بها، وأرجو أن أكونَ قد وفقتُ في ذلك، كما أرجو أن تتحقَّقَ للقارئ الكريم هذه الصورةُ المشرقة التي تحققتْ على أيدي أمراء الأغالبة - بواسطة بحريتهم - للإسلامِ وللحضارة الإسلامية، في جزر الحوض الأوسط والغربي للبحر الأبيض المتوسط وفي جنوب إيطاليا.

 

والله ولي التوفيق.

 

الفهرس


الموضوعات

الصفحة

شكر وتقدير

1

المقدمة

 

الفصل الأول: البحرية الإسلامية في بلاد المغرب قبل قيام دولة الأغالبة

18

1- إنشاء دار الصناعة في تونس

19

2- دور البحرية الإسلامية الناشئة في الدفاع عن شواطئ بلاد المغرب

37

الفصل الثاني: اهتمام الأغالبة بالبحرية

61

1- توفر المواد اللازمة لصناعة السُّفن

66

2- تعدد دور الصناعة

73

3- التحصينات البحرية الداعية للساحل الأفريقي

80

4- القواعد البحرية والمراسي

95

5- البحرية الأغلبية

102

الفصل الثالث: دور البحرية الإسلامية في عهد الأغالبة

111

1- فتح جزيرة قوصرة

113

2- فتح جزيرة صقلية

120

3- فتوح الأغالبة بجنوب إيطاليا

242

4- فتح جزيرة مالطة، وجزيرة لبندوشة ونموشة

279

ومحاولات فتح جزيرة سردانية

285

الفصل الرابع: النشاط التجاري لبحرية الأغالبة في حوض البحر الأبيض المتوسط

289

1- زوال السيادة البحرية البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط

290

2- بحرية الأغالبة تلعب الدور الرئيس في الحركة التجارية البحرية بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه

298

الخاتمة

311

الملاحق

315

1- قائمة بأسماء أمراء الأغالبة

315

2- قائمة بأسماء ولاة صقلية في عهد الأغالبة

318

3- الخرائط التوضيحية

320

قائمة المصادر والمراجع

333

الفهرس

347







 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • معركة زونكيو البحرية .. يوم ابتكر المسلمون المدفعية البحرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ضوء جديد على علاقة بلاد هكار بالدولة المصرية في عهد المماليك البحرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • البحرية الإسلامية .. تاريخ نفاخر به(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القرصنة البحرية كظاهرة بين الصراع والتقارب العربي الأوروبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معركة ذات الصواري البحرية(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • معركة بروزة.. مجد البحرية العثمانية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المماليك البحرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة المقامة البحرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نشيد البحرية(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • ميانمار: قلق الأمم المتحدة من تعامل البحرية التايلاندية مع اللاجئين الروهنجيا(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- أكبر أسطول إسلامي عربي
علي محمد آل عبدالله التميمي - السعودية 12-07-2015 10:09 PM

لم يعرف المسلمين والعرب والمؤرخون أقوى أسطول للمسلمين بعد ( أسطول الأغالبة البحري ) وعجز العرب والمسلمون عن بناء جيش مثلة منذ أكثر من ١٢٦٠ سنة .

1- شكر
saeed-palani - iraq 19-03-2013 10:13 AM

good

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب