• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

المناظرة عند ابن قيم الجوزية

فوزيه بنت فهد بن علي المسند

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: كلية الدعوة والإعلام
التخصص: الدعوة والاحتساب
المشرف: أ.د. عطية بن عطية الله المزيني
العام: 1426 هـ- 2005 م

تاريخ الإضافة: 22/7/2023 ميلادي - 4/1/1445 هجري

الزيارات: 5595

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المناظرة عند ابن قيم الجوزية


المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[1]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[2]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[3].

 

أما بعد[4]: فإن عالَمَنا المعاصر يعيش حالة صراع بين الحق والباطل، وهو صراع غير جديد في حياة البشرية؛ فقد عاشه أفضل الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعون الكرام.

 

وإظهار الحق من خلال الحجة الواضحة وسيلة مهمة للدعوة إلى الرشاد، وهي جلية في كتاب الله الكريم.

 

ولأنها السبيل القويم لاعتلاء صوت الحق على الباطل؛ سلكها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - واقتفى الصحابة الكرام أثره، وأعقبهم التابعون لهم بإحسان.

 

وعلى الرغم من الدلائل الواضحة التي أيد الله بها دينه، فإن صوت الباطل لا يكاد يخفت في عصر من العصور؛ من أجل ذلك هبَّ علماء الإسلام للذود عنه ودعوة أهل الزيغ إلى حياضه العذبة من خلال تبصيرهم بإزالة ماران على قلوبهم من صدأ وما أطبق على أبصارهم من غشاوة. وكانت المناظرة من أنجع الوسائل وأسهل السبل المؤدية إلى ذلك.

 

وقد شهد تاريخنا الإسلامي جملة من الأئمة والعلماء الأفذاذ الذين أوتوا حظًا من العلم وقدرة على الإقناع من خلال البراهين والأدلة الدامغة التي دحضوا بها أهل الكفر والعناد.

 

وإبراز تلك الجهود من الواجبات التي ينبغي أن ينبري لها طلبة العلم في هذا الزمان؛ نشرًا للعلم وقضاءً لحق أهله، وليستفيد منها الدعاة إلى دين الله؛ لذلك أقدمتُ على دراسة (المناظرة عند ابن قيم الجوزية)، محاولة - ما استطعت - إبراز الجهود الخيرة التي اضطلع بها هذا الإمام الجليل في سبيل نشر الحق ودحض الباطل.

 

وتنبع أهمية هذا الموضوع من أمور كثيرة، من أهمها ما يلي:

1- وورد المناظرة في الكتاب والسنة، ووقوعها من الأنبياء.

 

2- في المناظرة تحقيق لمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين هما من صفات المؤمنين وواجباتهم، بل من مقتضيات الإيمان بالله.

 

3- أسلوب المناظرة، من أساليب الدعوة المعتبرة شرعًا، ولا يقل أهمية عن الأساليب الدعوية الأخرى.

 

4- اهتمام علماء الأمة بالمناظرة. والدليل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-: "فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور، وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين"[5].

 

5- تجرُّؤ خصوم الإسلام على الطعن في العقيدة والشريعة والأخلاق؛ مما يستلزم محاورتهم وإفحامهم بالرد على شبهاتهم من خلال المناظرة التي تعد لونًا من ألوان بيان الحق وتأييده وقمع الباطل وتزهيقه، وهما ما يهدف إليهما كل داعية إلى الله.

 

6- أنه بمقدار ما يكون الداعية متمكنًا من فنّ المناظرة، محيطًا بآدابهما وأساليبها؛ يكون أقدر على النجاح في دعوته، وقد كان ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى- نموذجًا رائدًا في هذا المجال.

 

وهناك أسباب كثيرة دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع، من أهمها ما يلي:

1- الرغبه في الاستفادة من مناظرات الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- من خلال دراسة علمية عميقة؛ ليفيد منها الدعاة إلى الله، إذ إن دراسة مناظرات إمام جليل كابن القيم تفيد الدعاة إلى الله في هذا العصر في صقل ملكة الحوار والمناظرة، حيث التعرف على طرق إبرام الأقوال الصحيحة وهدم الأقوال الباطلة؛ وذلك لتميز ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- في هذا المجال وفي غيره من المجالات العلمية.

 

2- حاجة الدعوة الإسلامية إلى المناظرة؛ لأن خصوم الدعوة يعاندون ويجادلون في قبول الحق، ولابد من مناظرتهم ومجادلتهم بأسلوب علمي صحيح يتوخى الأدلة والبراهين ولا يعتمد العاطفة والحماسة؛ فالمناظرة إذن إحدى السبل المثلى لإيقاف ما يعرض للإسلام في هذا العصر من حملات شرسة من أعدائه الذين شككوا في مسلماته، مثيرين الشبهات حوله، بل إن الحوار مع الحضارات الأخرى وبيان سماحة ديننا الإسلامي وعدله بالحجة الصحيحة من خلال المناظرة أعظم تأثيرًا على الأعداء وأقل خطرًا على الأمة من التصادم مع خصومها.

 

3- عدم قبول كثير من المعاندين والمكابرين للأدلة الصحيحة الصريحة؛ مما يستلزم استخدام أسلوب الحوار في دعوتهم، وذلك من خلال المناظرة، كما في قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾، ثم بيَّن - سبحانه وتعالى - أن هناك صنفًا قد يحتاج معه إلى غير ذلك، فقال - جلت قدرته-: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾[6].

 

4- عدم وجود دراسة علمية في هذا الموضوع، على الرغم من توافر مادة تستحق ذلك.

 

ومن أهم الأهداف المتوخاة من هذا البحث:

1- إبراز أهمية المناظرة وحاجة الدعوة الإسلامية إليها.

 

2- تفعيل الخطاب الإسلامي في الدعوة مع غير المسلمين، باستخدام أسلوب المناظرة والتركيز على الأصول العلمية للمناظرة في الكتاب والسنة.

 

3- تبصير الدعاة إلى الله بأسلوب المناظرة عند عالم من علماء السلف (ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالى-)؛ للإفادة من مناظراته في الدعوة إلى الله.

 

4- بيان كيفية مجابهة خصوم الإسلام؛ بالرد على شبهاتهم وتفنيدها ومواجهتهم بالأدلة العلمية الدامغة، من خلال فهم أسلوب المناظرة.

 

5- إثراء المكتبة الإسلامية بهذه الدراسة العلمية؛ ليفيد منها الدعاة والعاملون في حقل الدعوة.

 

وقبل الشروع في هذه الدراسة، اجتهدت في البحث والتحري في الجهات العلمية ذات الاختصاص؛ للتأكد من أن هذا الموضوع لم يدرس، فاتضح أن الدارسين لم يتناولوا مناظرات ابن قيم الجوزية، على أن ثمة دراسات علمية ذات صلة بهذا الموضوع، مثل:

1- الحسبة عند ابن قيم الجوزية، لمحمد قرين: وقد اطلعت على هذه الدراسة، فاتضح أن الباحث لم يتناول المناظرة، بل أشار إليها إشارة عابرة، جاءت ضمن حياته العلمية في أثناء تعداد أعماله في مجال العلم.

 

2- منهج ابن القيم في الدعوة إلى الله، للدكتور أحمد الخلف: وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تتناول منهج ابن قيم الجوزية في الدعوة إلى الله؛ فإنها لم تفرد المناظرة بحديث يكشف هذا الجانب المهم في دعوته - رحمه الله تعالى-.

 

3- ابن قيم الجوزية - حياته وآثاره- للدكتور بكر أبو زيد: وقد كشف المؤلف عن كثير من جوانب حياة ابن قيم الجوزية - يرحمه الله- متناولًا بيئته وشخصيته وآثاره، دون الإشارة إلى المناظرة.

 

4- أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام (دراسة تحليلية تقويمية للمناظرات التي جرت في أمريكا الشمالية في الفترة (1400- 1410هـ)، للدكتور إبراهيم الحميدان: وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة وكونها تبحث في المناظرة ومكانتها بين أساليب الدعوة؛ فإن موضوعها يقضي بعدم تناول المناظرة عند ابن قيم الجوزية.

 

5- المناظرة في أصول التشريع الإسلامي (دراسة في التناظر بين ابن حزم والباجي)، لمصطفى الوضيفي: وهي دراسة مهمة، لكنها لم تتناول ابن قيم الجوزية.

 

6- إرشاد القرآن والسنة إلى طريق المناظرة وتصحيحها وبيان العلل المؤثرة (من كتاب بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية)، للدكتور أيمن الشوا: وقد عرض فيه المؤلف مقتطفات من كتاب ابن قيم الجوزية دون دراسة تحليلية للمناظرات.

 

وقد قمت بالاستقراء التام لكتب ابن قيم الجوزية - رحمه الله - لاستخلاص مناظراته، ثم شرعت بالدراسة، متخذة المنهج الوصفي التحليلي، محددة المصادر الأساسية والثانوية، مثل كتب ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- وتأتي في المرتبة الأولى، ثم كتب العلماء المعاصرين لـه، ثم الكتب والبحوث المعاصرة.

 

وإذا كانت الدراسة قد قامت على عشر مناظرات، فإن الواقع أنها لم تكن محدودة في صفحات قليلة، بل يكفي أن نعلم أن واحدة منها قد وردت في مجلد تزيد صفحاته على الثلاثمئة، ومنها ما جاء في أكثر من مئتي صفحة، كما أنه في إحداها عرض واحدًا وثمانين وجهًا في رده، جاءت فيما يزيد على ستين صفحة.

 

ولم يكن استخلاص المناظرات أمرًا سهلًا؛ ذلك أن منها ما جاء من خلال التساؤل، مما استلزم شروطًا يجب توافرها لكي تعد مناظرة، مثل: الاشتمال على أسلوب خطابي حضوري، وتوافر السائل والمعلل.

 

ودراسة المناظرة عند إمام جليل كابن قيم الجوزية يقضي بمداومة النظر في كتب العقيدة والفقه، كما أن دراسة ضوابط المناظرة يستلزم الرجوع إلى كتب المنطق وفهمها؛ لتطبيقها على مناظرات ابن قيم الجوزية، وهذا قد أخذ قسطًا كبيرًا من الوقت.

 

وقد بدأت بتمهيد تناولت فيه حياته وآثاره، ومفهوم المناظرة وضوابطها وآدابها.

 

ثم جاء الفصل الأول من هذه الدراسة عن المناظرة في فكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- حيث الحديث عن أهمية المناظرة وأهدافها عند ابن قيم الجوزية، وضوابط المناظرة وآدابها عنده، وكذلك استدلاله في مناظراته.

 

وفي الفصل الثاني تعريف بمناظرات ابن قيم الجوزية -يرحمه الله- ونتائجها، حيث يتضح فيه أطراف المناظرات، وموضوعاتها، وأبرز محاورها، ثم ما أسفرت عنه من نتائج، كما تتبين في هذا الفصل قضايا المناظرات التي خاضها ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- وطرق الاستدلال عليها.

 

ويأتي الفصل الثالث لبيان الدروس الدعوية المستفادة من المناظرة عند ابن قيم الجوزية، شاملة الدروس الدعوية المتعلقة بضوابط المناظرة، والدروس الدعوية المتعلقة بآداب المناظرة، والدروس الدعوية المتعلقة بموضوعات المناظرة وطرق الاستدلال عليها.

 

وتتضمن الخاتمة خلاصة بأهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.

 

وقد تضمنت هذه الدراسة تعريفًا مختصرًا بالأعلام الواردة وتخريجًا للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.

 

وأخيرًا: أحمد الله الميسر لكل مأمول، المستحق للشكر جزاء ما أمدني من عون وحاطني من رعاية حتى أتممت هذا البحث، ثم الشكر لمن تعاهد هذا العمل بالإشراف والتقويم، شيخي الفاضل الدكتور إبراهيم بن صالح الحميدان، حيث أتاح لي أن أنهل من علمه وأستنير بآرائه السديدة وتوجيهاته القيمة التي أضاءت لي - بتوفيق الله- دروبًا كانت معتمة.

 

وأحسب أن كلمة الشكر هذه لا تفي قدر أستاذي الذي أفدت من علمه وتأثرت بخلقه وحسن تعامله، وربما لا أجد أفضل من الدعاء أكافئه به (فجزاه الله عني خير الجزاء).

 

كما أشكر أساتذتي الفضلاء في قسم الدعوة والاحتساب الذين أفدت من علمهم والعلماء الأجلاء الذين أفدت من آثارهم، وأخص بالذكر عضوي لجنة المناقشة اللذين سيبذلان جهدًا في قراءتها وتقويمها.

 

أرجو أن يكون جهدي هذا لبنة تساهم في سد ثغرة من ثغرات ما زالت بحاجة إلى جهد الباحثين، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، إنه - جلت قدرته- الهادي إلى سواء السبيل.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي أكرمني بعونه على إنجاز هذا البحث الذي أرى من المفيد في خاتمته أن أوجز ما أسفر عنه من ملامح وما توصل إليه من نتائج:

فقد بدأ بتمهيد عن حياة ابن قيم الجوزية وآثاره العلمية، تناول فيه الحديث اسمه ونسبه وحالة عصره السياسية والاجتماعية والعلمية، وشمل الحديث طلبه للعلم وشيوخه؛ فاتضح أنه اشتغل - يرحمه الله - بتحصيل العلم في سن مبكرة، وأنه ثمة عوامل عديدة أثرت في تحصيله العلمي، مثل: أسرته، وموطنه دمشق، وموهبته، وعلاقته بشيخه ابن تيمية، ورحلاته.

 

واتضح في الحديث عن شيوخه أنه - يرحمه الله - تتلمذ على عدد من كبار الأساتذة والمربيين الذين اشتهروا بغزارة العلم وسعة الاطلاع، وعرفوا بالتقوى والورع والإخلاص.

 

وتبين أن ابن قيم الجوزية - يرحمه - صنف تصانيف كثيرة في علوم مختلفة وأن جماعة من طلاب العلم تتلمذوا عليه حتى أصبحوا علماء في ذلك العصر.

 

وجاء المبحث الثاني من التمهيد عن مفهوم المناظرة وضوابطها وآدابها ذكرت فيه تعريف المناظرة في اللغة مع الإشارة إلى أن ثمة تعريفات اصطلاحية عديدة للمناظرة، عرفت أهمها، وانتهيت إلى تعريف ارتضيته.

 

وأومأت في هذا البحث إلى حاجة الناس في العصور المتأخرة إلى تعريفهم بضوابط المناظرة وإلى استنباط قواعد يلتزمها من يجريها، وعرفت أنواع التعريف، والتقسيم، والتصديق وضوابط المناظرة في كل منها والخطوات التي يجب اتباعها في هذه الأقسام. وشمل الحديث المناظرة في النقل والمركب الناقص والعبارة، وكيفية إجراء المناظرة في كل منها.

 

وتتناول الحديث في هذا المبحث الآداب التي يجب أن يلتزم بها المتناظرون كي يتحقق الهدف السامي للمناظرة.

 

ثم تناول الفصل الأول من هذه الدراسة المناظرة في فكر ابن قيم الجوزية - يرحمه الله - اتضح من خلال متابعة النتاج الفكري لعالمنا الجليل أن للمناظرة أهمية لكل طالب حق، فضلًا عن أن يكون طالب علم، أو عالم جليل كابن قيم الجوزية؛ حيث تعين على إقامة الحجج الصحيحة ودفع الشبهات وتدعو إلى التناظر لمعرفة الحق والصواب من خلال نصوص القرآن الكريم، وإقامة الحجة على المجادل.

 

وشمل الحديث في هذا المبحث أهم أهداف المناظرة عند ابن قيم الجوزية - يرحمه الله - اتضح فيه ما قام به من تفنيد لشبه النصارى واليهود وإثبات لنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ومناقشة لقضايا فقهية مختلف فيها، وانحراف عقدي عند بعض الفرق.

 

وتناول المبحث الثاني من هذا الفصل ضوابط المناظرة وآدابها عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله - اتضح في الحديث عن الضوابط الشرعية عنده أن مناظراته - يرحمه الله - قد خضعت لضوابط تمثل قناعاته بما يجب أن يتحلى به المناظر، مثل: سعة العلم وصحة الفهم، والنصح والإخلاص، والبيان، والعدل، والقدرة على المناظرة.

 

وتبين في الحديث عن الضوابط الإجرائية أن ابن قيم الجوزية - رحمه الله - قد طبقها عمليًا في مناظراته وعرضت في هذا المبحث لأهم القواعد والآداب التي اشتملت عليها مناظرات ابن قيم الجوزية - رحمه الله - مع الإشارة إلى أنها نبراس للمناظر؛ يضيء لـه السبيل حين يبحث عن الحق ونصرة الدين.

 

أما المبحث الثالث من هذا الفصل فقد كان للحديث عن الاستدلال في المناظرة عند أن قيم الجوزية - يرحمه الله - وضح فيه انقسامه إلى نقلي وعقلي، وأنه قد التزم منهج شيخه ابن تيمية - يرحمهما الله - في تقديم الاستدلال النقلي على العقلي.

 

وكان الفصل الثاني من هذه الدراسة للحديث عن مناظرات ابن قيم الجوزية - يرحمه الله - وضح فيه أنها عشر مناظرات، وأن فيها ما كان جليًا وفيها ما بني على رأي ابن قيم الجوزية؛ حيث إنه جعل إيراد الأسئلة والإجابة عليها مناظرة، كما اتضح أنها في موضوعات عديدة، سواء كانت عقدية أم فقهية.

 

وقد عرضت في المبحث الأول أطراف المناظرة، وموضوعاتها وأبرز محاورها، وختمت هذا المبحث بحديث عن نتائج المناظرات التي قام بها ابن قيم الجوزية - يرحمه الله -.

 

وجاء المبحث الثاني للحديث عن قضايا المناظرات عند ابن قيم الجوزية - يرحمه الله - وطرق الاستدلال عليها؛ اتضح فيه أنها اشتملت على قضايا عقدية، وعقدية فقهية، وفقهية، صُنِّفت حسب القضايا الرئيسة فيها مع إيضاح القضايا المتفرعة منها.

 

وانتهى الحديث في الفصل الثالث إلى الدروس الدعوية المستفادة من المناظرة عن ابن قيم الجوزية؛ حيث وضحت الدروس الدعوية المتعلقة بضوابط المناظرة وآدابها وموضوعاتها وطرق الاستدلال عليها.

 

أرجو أن يكون هذا العمل قد آتى ثماره؛ إذ تناول جانبًا مهمًا في فكر ابن قيم الجوزية لم يلفت إليه الدارسون.

 

ولعله يغري باحثين آخرين لإكمال الجهد بدراسات تتناول جوانب أخرى عند عالمنا الجليل، مثل الحوار عند ابن قيم الجوزية، وغيره من العناصر التي يمكن أن تقوم عليها دراسات عديدة.

 

أرجو من البارئ - جل شأنه - أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم، والحمد لله في الأولى والآخرة.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1

الفصل التمهيدي

8

المبحث الأول: ابن قيم الجوزية - رحمه الله - حياته وآثاره العلمية

9

المطلب الأول: اسمه ونسبه وعصره

10

المطلب الثاني: طلبه للعلم وشيوخه

19

المطلب الثالث: آثاره العلمية وتلاميذه

28

المبحث الثاني: المناظرة مفهومها وضوابطها وآدابها

33

المطلب الأول: مفهوم المناظرة

34

المطلب الثاني: الضوابط الإجرائية للمناظرة

37

المطلب الثالث: آداب المناظرة

70

الفصل الأول: المناظرة في فكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

73

المبحث الأول: أهمية المناظرة وأهدافها عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

74

المطلب الأول: أهمية المناظرة

75

المطلب الثاني: أهداف المناظرة

82

المبحث الثاني: ضوابط المناظرة وآدابها عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

86

المطلب الأول: الضوابط الشرعية والإجرائية

87

المطلب الثاني: آداب المناظرة

101

المبحث الثالث: الاستدلال في المناظرة عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

106

المطلب الأول: الاستدلال النقلي

107

المطلب الثاني: الاستدلال العقلي

113

الفصل الثاني: مناظرات ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

120

المبحث الأول: التعريف بمناظرات ابن قيم الجوزية - رحمه الله - ونتائجها

121

المطلب الأول: أطراف المناظرات

122

المطلب الثاني: موضوعات المناظرات وأبرز محاورها

130

المطلب الثالث: نتائج المناظرات

141

المبحث الثاني: قضايا المناظرات عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله - وطرق الاستدلال عليها

147

المطلب الأول: القضايا العقدية وطرق الاستدلال عليها

152

المطلب الثاني: القضايا الفقهية وطرق الاستدلال عليها

193

الفصل الثالث: الدروس الدعوية المستفادة من المناظرة عند ابن قيم الجوزية - رحمه الله -

206

المبحث الأول: الدروس الدعوية المتعلقة بضوابط المناظرة

213

المبحث الثاني: الدروس الدعوية المتعلقة بآداب المناظرة

225

المبحث الثالث: الدروس الدعوية المتعلقة بموضوعات المناظرة، وطرق الاستدلال عليها

240

الخاتمة

249

فهرس الآيات

252

فهرس الأحاديث

262

فهرس الأعلام المترجم لهم

265

ثبت المصادر المراجع

267

المحتويات

277

 

 



[1] سورة آل عمران، الآية 102.

[2] سورة النساء، الآية 1.

[3] سورة الأحزاب، الآية 70، 71.

[4] هذه خطبة الحاجة كما روى أبو الأحوص وأبو عبيدة عن عبدالله قال: "علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: إن الحمد لله..."، أخرجه أبو داود في السنن، كتاب النكاح، باب خطبة النكاح، رقم الحديث (2118)، بيروت دار الكتب العلمية ط1، 1410هـ، ج1، ص108، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، المكتب الإسلامي، بيروت 1409هـ، ج2، ص398، رقم الحديث (1860).

[5] فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، ج2، ط2، 1414هـ، دار عالم الكتب، الرياض، ص164، 165 ؛ وانظر: درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية 1/ 351.

[6] سورة النحل، الآية 125.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناظرة الحيدة: المناظرة الكبرى (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين الكتاب والمقال صورة من فنون المناظرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فن المناظرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب