الجهود الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد دراسة وصفية ميدانية

ملخص الرسالة

الجهود الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد

دراسة وصفية ميدانية

منطقة القصيم أنموذجًا للدراسة

الفترة من 1414هـ إلى 1430هـ

المقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71][1].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار[2].

ألا وإن أجل نعم الله تعالى على المؤمنين أن بعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فدعا - صلى الله عليه وسلم - إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أكمل الله - عز وجل - لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا.

ولما انتقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، حمل شرف الدعوة إلى الله - تعالى - أفضل الخلق من بعده، خلفاؤه الراشدون، وصحابته الكرام، وخيار الأمة في كل زمان، عملا بقوله - عز وجل -:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

ومسارعة إلى نيل فضيلة الدعوة إلى الله، وحيازة السبق في الاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

لذا فإن مقام الدعوة في الإسلام عظيم، بل هي أساس من أسس انتشارهِ، وركن من أركان قيامه.

فلولا الدعوة إلى الله لما قام دين، ولا انتشر إسلام، ولولاها لما اهتدى عبد، ولما عَبدَ الله عابد.. ولما دعا الله داع. ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ [المائدة: 67].

فبالدعوة إلى الله تعالى: يُعبَد الله وحده، ويهتدي الناس، فيتعلمون أمور دينهم، من توحيد ربهم، وعبادته، وأحكامه من حلال وحرام، ويتعلمون حدود ما أنزل الله.

وبالدعوة إلى الله تعالى: تستقيم معاملات الناس، من بيع وشراء، وعقود، ونكاح، وتصلح أحوالهم الاجتماعية والأسرية.

وبالدعوة إلى الله تعالى: تتحسن أخلاق الناس، وتقل خلافاتهم، وتزول أحقادهم وضغائنهم، ويقل أذى بعضهم لبعض.

وإذا قامت الدعوة على وجهها الصحيح، واستجاب الناس لها، تحقق للدعاة وللمدعوين سعادة الدنيا والآخرة.

قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ﴾ [يونس: 25].

وقال تعالى: ﴿ وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ [غافر: 41].

وبالدعوة إلى الله تعم الرحمة بين العباد، قال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

وبالدعوة إلى الله ينتشر الأمن، ويسود السلام، ويتحقق العدل بين الأنام.

قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النور: 55].

وإذا استجاب الناس للدعوة، وعملوا بالشريعة، حُفظت الأموال، وعُصمت الدماء، وصينت الأعراض، فأمن الناس على أنفسهم، واطمأنوا على أموالهم وأعراضهم، وانتشر الخير، وانقطع الفساد.

قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

كل ذلك لا يتم إلا بالدعوة إلى الله عز وجل، لذلك كان للدعوة في الإسلام، الحظوة الكبرى، والقَدَْح المعلاّ، والفضل العظيم، وهي وظيفة الأنبياء الأولى.

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46].

فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة خير قيام ثم خلفه من بعده صحابته الكرام ومن بعدهم من التابعين وتابعيهم، وفي القرن الثاني عشر الهجري أراد الله - تعالى - بجزيرة العرب خيرًا، فبعث فيها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، وقيض الله لهذه الدعوة من يناصرها بقوة السلطان، ويضم إلى الحجة والبرهان قوة السيف والسنان، وهو الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - فأحيا الله بهذه الدعوة المباركة من معالم الدين ما كان قد اندرس، وأمات بها من مظاهر الشرك والبدع ما كان قد انتشر؛ فكانت الدعوة إلى الله - تعالى - هي القاعدة الأساس التي بنيت عليها الدولة السعودية منذ عهدها الأول.

وقد قويت هذه الدعوة، ورسخ بنيانها، واتسع نطاقها، وتعددت وسائلها في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي أعاد مجد البلاد، وأنشأ دولة قوية بناها على القرآن والسنة، وحكّم فيها الشريعة الإسلامية.

وقد سار أبناؤه البررة على المنهج القويم الذي انتهجه والدهم، مؤكدين في كل مناسبة تمسكهم به وحرصهم عليه. وكان من اهتمام هذه الدولة المباركة أن قامت بإنشاء وزارة تستقل بهذا العبء لتكون أقدر على أداء واجبها وتحقيق أهدافها، وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

وبهذا قامت هذه الوزارة بتنشيط الدعوة ونشرها عن طريق مراكز الدعوة المنتشرة في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها فانتشرت الدعوة وعم نفعها أرجاء هذه البلاد بأساليب متنوعة ووسائل حديثة فنفع الله بها العباد والبلاد.

ومن خلال بحثي عن موضوع مناسب لتقديمه لقسم " الدعوة والثقافة الإسلامية " في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لنيل درجة الماجستير ظهر لي بحكم العمل تلك الجهود المباركة التي تبذلها مراكز الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من نشر للدعوة وتعليم الناس بأمور دينهم ودنياهم.

ومن واقع أهمية هذا الموضوع فقد قمت باختياره على أن يكون بعنوان: (الجهود الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد،، دراسة وصفية ميدانية،منطقة القصيم أنموذجًا للدراسة) والذي سأتناول فيه بإذن الله تعالى جهود المراكز الدعوية في بذل الدعوة ونشر العلم عبر الوسائل والأساليب المختلفة.

أهمية الموضوع:

فنظرًا للظهور البارز لمراكز الدعوة في الميادين الدعوية في كل مناسبة عبر الوسائل والأساليب المتنوعة وما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلةً بمراكز الدعوة والإرشاد الموزعة على جميع مدن ومحافظات المملكة من نشر للدعوة وبذل للخير وتعليم للناس أمور دينهم ودنياهم رغبتُ أن اكتب عن هذا الصرح الدعوي، الراعي الأول للدعوة والدعاة في هذه البلاد المباركة وذلك نظرًا لأهميته واطلاع المجتمع لأعماله الدعوية التي قد تخفى على بعض الناس، وقد أشرت لشيء من هذا في مقدمة البحث.

أسباب اختيار الموضوع:

فنظرًا لعلاقتي القوية بمراكز الدعوة منذ أكثر من اثني عشر عامًا تنقَّلت خلال هذه المدة في عددٍ من الأعمال الإدارية والدعوية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كان آخرها مديرًا لمركز الدعوة والإرشاد في بريدة، وبحكم قُربي من هذا الجهاز رغبت أن يكون موضوع الرسالة عنه وتكون دراسة وصفية تقويمية يُعرض فيها المناشط والجهود التي تبذلها مراكز الدعوة والمكاتب التعاونية بين الواقع والمأمول. ومن الأسباب الأخرى أيضًا:

1- عدم وجود دراسة مستقلة لمراكز الدعوة والإرشاد في بيان مالها وما عليها.

2- إظهار رعاية هذه الدولة المباركة للدعوة والدعاة والدعم الدائم للصروح الدعوية.

3- إبراز الجهود الدعوية لمراكز الدعوة من خلال المناشط المتنوعة والأساليب المختلفة.

4- بيان جهود الدعاة الرسميين التابعين للوزارة في الوعظ والإرشاد والتعليم في القرى والهجر وفي القطاعات العسكرية والصحية وغيرها.

5- إيضاح جهود المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وعلاقة هذه المكاتب بالمراكز.

6- عدم معرفة بعض الناس لهذه المراكز وماهيتها وهل هي حكومية أو أهلية؟

7- إبراز الدور الكبير الذي تقوم به مراكز الدعوة والإرشاد في الدعوة إلى التوسط دون إفراط أو تفريط.

8- حرص الوزارة على إخراج رسالة مستقلة تُعنى بهذا الموضوع وذلك لغرض الاستفادة منها.

9- اقترحَ على الباحث عددٌ من مسؤولي الوزارة باختيار هذا الموضوع لأهميته وحاجة الوزارة والمجتمع إليه.

أهداف دراسة الموضوع:

1- بيان جهود "مراكز الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في نشر الدعوة بأساليب مختلفة ووسائل متعددة " التي تعتبر هي الجهة الرسمية لرعاية الدعوة والدعاة.

2- تعتبر دراسة هذه الجهود الدعوية من عدة نواحي مرجعًا معينًا للدعوة والدعاة في بيان ما لمراكز الدعوة وما عليها.

3- إظهار النواحي الجلية والخفية وهو ما يتميز به البحث العلمي عن هذه المراكز من خلال جهودها ووسائلها وأساليبها يعتبر مادة علمية دعوية ينتفع بها الدعوة والدعاة والمجتمع.

4- جمع الجهود الدعوية عن هذه المراكز إضافة قيمة للمكتبة الدعوية.

تساؤلات الموضوع:

تنطلق تساؤلات البحث من خلال الأسئلة الآتية:

1- ما السيرة الذاتية لمراكز الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؟

2- ما السيرة الذاتية للمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات الواقعة تحت إشراف مراكز الدعوة والإرشاد، وما علاقة المكاتب بالمراكز؟

3- ما الجهود والمناشط الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد؟

4- ما منهج مراكز الدعوة ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الدعوة إلى الله؟

5- ما الفرق بين الدعاة الرسميين والدعاة المتعاونين؟

6- ما الخطط المستقبلية للأعمال الدعوية؟

7- ما النتائج والآثار المترتبة على الجهود المبذولة من قِبل مراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية؟

8- ما الإحصائيات الدعوية للمحاضرات والدروس والدورات والكلمات والمخيمات وغيرها من المناشط الدعوية الواقعة تحت نطاق البحث؟

حدود الدراسة:

أ - حدود موضوعية:

تقتصر دراستي في هذا البحث على الجهود الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في نشر العلم والدعوة إلى الله وذلك من خلال أعمالها وآثارها، والتطرق إلى أساليبها ووسائلها ومالها وما عليها.

ب - حدود زمانية:

تقتصر الدراسة على نشأة وزمن هذه المراكز والمكاتب التعاونية في الفترة من 1414هـ إلى 1430هـ والتطرق بكافة وسائلها القائمة على نشر الخير وبذل المعروف خلال الأعوام السابقة.

ج - حدود مكانية:

تقتصر الدراسة على نطاق البحث المنصوص عليه في عنوان الرسالة وهي منطقة القصيم ولاتخرج الدراسة عن النطاق إلا ما كان على سبيل الاستشهاد.

الدراسات السابقة:

بعد أن وقع اختيار الباحث على هذا العنوان ليكون موضوع دراسته نقب الباحث عما سبق من دراسات تناولت مراكز الدعوة والإرشاد بدراستها كمؤسسة، أو بدراسة جهودها، وذلك في الأماكن التي تكون مظنة توافر ماكُتب عن هذا الجهاز وغيره كمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة الملك فهد الوطنية، وقسم الرسائل العلمية بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقسم الرسائل العلمية بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وقسم الرسائل العلمية بالمكتبة المركزية بجامعة أم القرى وقسم الرسائل العلمية بجامعة طيبة كما تم المرور على أقسام الدعوة في الجامعات السابقة، وكذلك مراجعة الإدارة العامة للعلاقات العامة في الوزارة ووكالة المطبوعات والبحث العلمي في الوزارة، وخلص إلى أنه لا يوجد رسالة علمية أكاديمية في هذا الموضوع.

أدوات البحث:

سيستخدم الباحث في الجانب التطبيقي لهذه الدراسة.

الاستبانة: وهي نموذج تحريري يتضمن الأسئلة المتعلقة بجوانب الدراسة.

خطة البحث:

تتكون خطة البحث من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة ثم فهارس فنية وهي على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها بيان أهمية الموضوع، وأسباب اختياره وحدود البحث، وأدواته، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجي فيه.

التمهيد: أهمية الدعوة إلى الله. وفيه مبحثان:

المبحث الأول: فضل الدعوة إلى الله.

المبحث الثاني: حكم الدعوة إلى الله.

الفصل الأول: مراكز الدعوة والإرشاد في الداخل والخارج. وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: تاريخ مراكز الدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.

المبحث الثاني: جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في نشر ودعم مراكز الدعوة والإرشاد ماديًا ومعنويًا.

المبحث الثالث: الصلاحيات الممنوحة لمراكز الدعوة من قِبل الوزارة. وفيه مطلبان: المطلب الأول: صلاحيات إدارية.

المطلب الثاني: صلاحيات دعوية.

المبحث الرابع: الدعاة المنتسبون إلى مراكز الدعوة ووسائلهم وأساليبهم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الدعاة. وفيه فرعان:

الفرع الأول - الدعاة الرسميون.

الفرع الثاني - الدعاة المتعاونون.

المطلب الثاني: الوسائل والأساليب الدعوية.

الفصل الثاني: المناشط الدعوية لمراكز الدعوة والإرشاد.

وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: الوعظ والإرشاد. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: المحاضرات التوجيهية.

المطلب الثاني: الكلمات الوعظية. وفيه فرعان:

الفرع الأول - الكلمات في المساجد.

الفرع الثاني - الكلمات في الإدارات الحكومية والقطاعات التعليمية والعسكرية والصحية.

المبحث الثاني: الدورات العلمية والدروس الدائمة والموسمية. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الدورات العلمية. وفيه أربعة فروع:

الفرع الأول - الدورات العلمية المكثفة.

الفرع الثاني - الدورات العلمية المتقدمة.

الفرع الثالث - الدورات العلمية الفصلية.

الفرع الرابع - الدورات العلمية الأولية.

المطلب الثاني: الدروس العلمية. وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأول - الدروس العلمية الدائمة.

الفرع الثاني - الدروس العلمية الموسمية.

الفرع الثالث - الدروس التربوية.

المبحث الثالث: المخيمات الدعوية. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: المخيمات الدعوية في المدن والقرى والهجر.

المطلب الثاني: المخيم الموسمي السنوي في مدينة الحجاج.

المطلب الثالث: المشاركة بإقامة المخيمات والأجنحة في المعارض والحملات الفعاليات الصيفية.

المبحث الرابع: الجولات الدعوية الدورية في القرى والهجر.

المبحث الخامس: طباعة ونشر الكتب والأشرطة والمطويات والمسابقات العلمية.

المبحث السادس: المشاركة في دراسة المشاكل الأسرية.

الفصل الثالث: المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات الواقعة تحت إشراف المراكز. وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: تاريخ المكاتب التعاونية.

المبحث الثاني: أهمية العمل التطوعي في الدعوة.

المبحث الثالث: المناشط الدعوية للمكاتب التعاونية. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.

المطلب الثاني: إقامة المحاضرات والدروس والدورات العلمية والتربوية والمخيمات الدعوية.

المبحث الرابع: المكاتب التعاونية بين الواقع والمأمول

الفصل الرابع: الدراسات الميدانية لمراكز الدعوة والإرشاد. وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: منهج الدراسة

المبحث الثاني: حدود الدراسة

المبحث الثالث: عينة الدراسة. وفيه مطلبان:

المطلب الأول / فئة الدعاة.

المطلب الثاني / فئة المدعوين.

المبحث الرابع: أهم نتائج الدراسة.

المبحث الخامس: توصيات الدراسة.

المبحث السادس: الآراء والمقترحات لتنشيط وتفعيل وتطوير العمل الدعوي بمراكز الدعوة والإرشاد بالوسائل والأساليب الحديثة.

الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث والتوصيات.

الفهارس وهي:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس الأعلام.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

منهج البحث:

نظرًا لطبيعة هذه الدراسة وأنها ستُبحث من جانبين، جانب وصفي، وآخر تطبيقي، فإن الباحث سيستخدم المنهج الوصفي الميداني.

• سيستخدم الباحث في الجانب النظري للدراسة أدوات البحث الكيفي من الكتب والمراجع والدراسات العلمية والتقارير ذات العلاقة بموضوع الدراسة.

• تخضع هذه الدراسة في جانبها التطبيقي للمنهج الكمي: حيث أن هذا المنهج أحد المناهج المستخدمة في دراسات الاتصال الإنساني، والتي تعتمد على جمع البيانات والمعلومات في شكل قوائم وجداول بهدف تفسيرها وتحليلها والخُلُوص منها إلى رؤية تقويمية ملائمة.

من حيث نوع الدراسة فإن هذه الدراسة تعد دراسة وصفية حيث تسعى لوصف موضوع الدراسة وتحليله بأسلوب كيفي يستند إلى البيانات الكمية التي تم جمعها من خلال أداة البحث.

وسأتخذ الخطوات التالية في التعامل مع المادة العلمية:

1- عزو الآيات القرآنية بذكر سورها وأرقامها مع كتابتها بالرسم العثماني.

2- عزو الأحاديث النبوية والآثار، فما كان منها في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالعزو إليهما أو إلى أحدهما، وما لم يكن فيهما عزوته إلى مظانه من كتب السنة مع ذكر كلام أهل العلم في بيان درجته.

3- توثيق النصوص والنقول من مصادرها الأصلية.

4- التعريف بالأماكن والبلدان والقبائل والفرق والطوائف وكل ما يحتاج إلى تعريف.

5- شرح الألفاظ الغريبة، والمصطلحات العلمية.

6- ترجمة الأعلام غير المشهورين ترجمة موجزة.

7- الالتزام بعلامات الترقيم وضبط ما يحتاج إلى ضبط.

8- تذييل البحث بفهارس فنية على النحو المبين في الخطة.

شكر وتقدير:

إني لأرى حقًا علي في هذا البحث أن أزجي الشكر الوافر والثناء العاطر إلى كل من أعانني في عملي هذا بأي شكل من أشكال العون.

وأول الشكر وآخره، ومبدأ الحمد ومنتهاه هو لولي الحمد ومستحقه سبحانه ذي المنن الجزيلة، فله الحمد ومنه الحمد حمدًا لا منتهى له ولا مبلغ لأمده.

وحيث إنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فالشكر لوالدتي وإخوتي وزوجتي شكرًا بالغًا وثناءً جميلًا.

ثم أعقِّب بالشكر لفضيلة الدكتور / توفيق بن عبدالعزيز السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المشرف على الرسالة، الذي غمرني بخُلُقه قبل علمه، ومنحني الشيء الكثير من جهده ووقته، وأسدى إليَّ غالي النصح والتوجيه، وتفضل عليّ بتوجيهاته الكريمة وآرائه السديدة سعيًا لإخراج هذه الرسالة على الوجه المطلوب.

ثم الشكر موصول إلى فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم، ممثلةً بمديرها وموظفيها، وكذلك إدارة الدعوة في الداخل وإدارة الدعوة في الخارج، وكذلك مركز الدعوة والإرشاد في بريدة والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمنطقة القصيم، أشكرهم جميعًا على استجابتهم لي وتزويدي بالمعلومات التي استفدت منها في هذا البحث.

كما أختم بالشكر الجزيل للجامعة الإسلامية، ممثلةً بمعالي مديرها وفضيلة عميد كلية الدعوة وأصول الدين ومشايخي الذين تتلمذت عليهم في السنة التمهيدية فلهم مني الشكر والدعاء.. والشكر موصولٌ لأصحاب الفضيلة مناقشي هذه الرسالة وهم: د. عبيد بن عبد الله السحيمي، و د. سلطان بن عمر الحصين.

فجزى الله الجميع خير الجزاء وأجزل لهم المثوبة والعطاء.

وأخيرًا أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبته في هذا البحث من العمل الصالح وأن يجعله خالصًا لوجهه، صوابًا بموافقته لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

يجدر بي في نهاية هذه الرسالة تسجيل أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها وهي كما يلي:

أ. النتائج:

1- الدعوة إلى الله عزّ وجل وظيفة الرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، لذا فالقيام بها من أهم ما يجب الاهتمام به سواء من ولاة الأمر أو الرعية.

2- الدعوة إلى الله أساس قيام هذه الدولة - المملكة العربية السعودية - وتمثَّل هذا الأساس بالتعاون بين العلماء والدعاة، وبالتحديد التعاون بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود رحمهما الله، حيث نصت المادة (23) من النظام الأساسي للحكم على أن تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله.

3- تعتبر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الجهة المسؤولة عن تنظيم شؤون الدعوة في الداخل والخارج وذلك بإشرافها على مراكز الدعوة والإرشاد التي مرت خلال إنشائها بمراحل يمكن اعتبار بدايتها مع بداية إنشاء المملكة العربية السعودية.

4- تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتقديم الدعم المادي والمعنوي ومنح الصلاحيات الإدارية والدعوية للقائمين على مراكز الدعوة في الداخل والخارج ومتابعة وتقييم العمل الدعوي بشكل عام لضمان استمراريته وكفاءته.

5- يتم تعيين الدعاة الرسميين حسب سلم الموظفين المعتمد من وزارة الخدمة المدنية، وذلك بعد أن يجتازوا اختبارات من قبل لجان شرعية وعلمية متخصصة، ويتم تأهيلهم شرعيًا ومهاريًا خلال دورات متخصصة، وأما الدعاة المتعاونون فقد وضعت

الوزارة ضوابط ومعايير لاختيارهم وندبهم للقيام بمهمة الدعوة، حيث تعتمد الوزارة على هؤلاء الدعاة بشكل كبير، نظرًا لاتساع الميدان وللحاجة الماسة لهم.

6- مشروعية استخدام جميع الوسائل والأساليب الدعوية التي يتوصل بها إلى المقصد مع مراعاة الضوابط الشرعية لها، وأهم ضابط عدم معارضتها لأي نص من نصوص الكتاب أو السنة، وقد تعددت هذه الوسائل والأساليب بما لا يمكن حصرها، وما تم التطرق إليه في هذه الدراسة من وسائل وأساليب إنما هي الغالب استخدامه في مراكز الدعوة والمكاتب التعاونية.

7- تعد المكاتب التعاونية فكرة رائدة في الدعوة نشأت في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، وكانت موجهة في البداية إلى الجاليات من غير المسلمين، ثم تطورت وأصبحت تقوم بكافة المناشط الدعوية سواء للمسلمين أو لغير المسلمين، وتقع تحت إشراف المراكز الدعوية في المناطق، وتم إصدار لوائح إدارية ومالية لتنظيم عملها من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

8- يقوم العمل الدعوي في المكاتب التعاونية على العمل التطوعي، إلا أن الغالب في العمل التطوعي اجتهادي فردي، يفتقد إلى التنظيم المؤسسي.

9- من أهم مناشط المكاتب التعاونية دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، حيث أن الأساس الذي انطلقت منه فكرة المكاتب كانت دعوة غير المسلمين، ثم يأتي بعد ذلك المحاضرات والدروس والدورات العلمية والتربوية والمخيمات الدعوية، ثم بقية المناشط الدعوية الأخرى.

10- إن المتأمل لواقع المكاتب التعاونية يجد حراكًا نشطًا وسعيًا حثيثًا لتحقيق أهدافها في الدعوة إلى الله ونشر الدين القويم، إلا أن هناك قصورًا ملحوظًا في بعض النواحي لدى هذه المكاتب، ومن ذلك القصور في الجانب الإداري والإعلامي.

ب- التوصيات:

وأما التوصيات التي أوصي بها فهي ما يلي:

1- تخصيص دراسة علمية أكاديمية مستقلة عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة، تُعرِّف بها وبمهامها وتاريخها، وتبرز الجهود الدعوية التي تقوم بها، وتقف على أهم المعوقات التي تواجهها، وتبحث عن أسرع الحلول المناسبة لها وغير ذلك مما تختص به الوزارة.

2- الاستثمار الأمثل للأوقاف الموجودة في الوزارة التي أوقفت حصرًا للأعمال الخيرية والدعوية، أو الأوقاف العامة للأعمال الدعوية وبرامجها، وتخصيص جزءًا منها للمكاتب التعاونية لتطويرها، وحث المكاتب التعاونية على الاهتمام بالأوقاف، والاستفادة من الدراسات التي عنيت بالأوقاف وبالاستثمار فيها وإذا لم يوجد هناك دراسات عنيت بهذا الأمر أن تتولى الوزارة تنفيذ دراسات يمكن الاستفادة منها في هذا المجال.

3- الاهتمام بالعمل التطوعي من قبل وزارة الشؤون الإسلامية الأوقاف والدعوة والإرشاد بشكل عام، ومراكز الدعوة في المناطق والمكاتب التعاونية على وجه الخصوص وحث الناس على التطوع في الدعوة، وتنظيم هذا العمل من خلال مؤسسات رسمية، والتعاون في هذا المجال مع وزارات الدولة مثل وزارة العمل، ووزارة الشؤون الاجتماعية حيث كان هناك مطالبة من قبل البعض بصرف إعانات حكومية للعاطلين عن العمل بل ونوقش الأمر في مجلس الشورى، فبدلًا من إعطائهم هذه الإعانات دون عمل يكون استقطابهم في هذا المجال وإعطائهم هذه الإعانات، وكذلك استثمار المتقاعدين في هذا المجال أيضًا.

4- الاستمرار في تنظيم الملتقيات الدعوية بين مديري المكاتب التعاونية، وتفعيل ما تم طرحه في الملتقيين السابقين، حيث أن البحوث التي قدمت فيها كانت على مستوى عالٍ وطرحت أفكارًا جديرة بالتوسع في البحث فيها وتطبيقها على أرض الواقع.

5- إجراء دراسات علمية أكاديمية حول المراكز والمساجد الإسلامية التي ترعاها المملكة وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الخارج، لبيان الحاجة الفعلية لهذه المراكز من كافة أنواع الدعم سواء المادي أو البشري أو المعنوي، وإبراز جهود الدعوة الخارجية في تلك المراكز.

6- العمل على تطوير بعض المناشط الدعوية الجماعية التي لاقت قبولًا ورواجًا وحفظت الشباب وأوقاتهم من الضياع، وأسهمت بعد توفيق الله عزّ وجل في إسلام عدد كبير من الجاليات مثل: الدورات العلمية، والمخيمات الدعوية، ورحلات الحج والعمرة، ومشاريع تفطير الصائمين.

7- إنشاء كادر جديد للدعاة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مثل كادر المعلمين وغيرهم. وذلك لأن الداعية يقوم بأعظم مهمة ألا وهي الدعوة وإلى الله، وعلى عاتقه أكبر مسؤولية، فعمله لا ينتهي بوقت محدد فكل وقت هو في مهمة.

وأخيرًا: أسأل الله أن يتقبل مني هذا العمل، وأن يجعله من العمل الصالح الذي يُنتفع به في العاجلة والآجلة، وأن يتجاوز عما وقع فيه من الخطأ والزلل إنه خير مسئول.

والحمد الله رب العلمين.....

فهرس الموضوعات