الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة المنورة - دراسة تحليلية ميدانية

ملخص الرسالة

المباحث الدعوية في الأحاديث القدسية

دراسة تأصيلية تحليلية

المقدمة:

الحمد لله حمدا يليق بجلاله، عدد خلقه ورضى نفسه، ومداد كلماته، أحمده ربي، وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، والصلاة والسلام على من بعث بالحق نبيا ورسولا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين، وصحابته الأخيار، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن من أشرف ما يتشرف الخلق به إتباعهم منهج النبوة واقتفاء أثره والدعوة إلى الله تعالى والبلاغ والنذارة والبشارة على بصيرة وهي من أبرز خصائص رسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46].

وحرصًا من المملكة على أداء رسالتها الدعوية في نشر الإسلام والتشرف بخدمة المسلمين والقيام بتوفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإرشادهم وتوجيههم في الأحكام الشرعية المتعلقة بالحج والزيارة. فقد أنشأت العديد من المؤسسات الدعوية التي قامت بجهود مشكورة في الدعوة إلى الله على منهج السلف ومن هذه الجهود إرشاد الزوار للأماكن المشروع زيارتها بالمدينة، وإيضاح آداب الزيارة الشرعية للمقابر، وتنبيه الزوار للأخطاء التي تقع أثناء الزيارة.، وتحذيرهم من الوقوع في الممارسات الشركية أو البدعية والحيلولة دون ارتكابها، مثل: التبرك بالمقابر ومواقع الزيارة، والتمسح بالمساجد الأثرية من داخلها وخارجها و السجود أو الصلاة داخل المقابر أو إلى أصحابها، والطواف بالقبور إلى غير ذلك من الممارسات الشركية.

ولأهمية هذا الموضوع: فقد اخترته لدراسة الماجستير في قسم الدعوة ولثقافة الإسلامية، كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية، وسوف أتناول فيه نشاط هذه الجهات الدعوية، وما تقوم به من خدمات إرشادية، وتوجيهية للحجاج، والمعتمرين، والزوار بالمدينة المنورة.

أهمية الموضوع:

1) تعود أهمية هذا البحث إلى الأهمية الخاصة للمدينة المنورة في قلوب المسلمين حيث يفد إليها في كل عام أعداد كثيرة من المسلمين لزيارة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأماكن الزيارة المشروعة وما يصاحب ذلك من وقوع بعضهم في الأخطاء نتيجة للجهل وانتشار بعض المفاهيم الخاطئة، والشركيات المنتشرة في أكثر البلاد الإسلامية.

2) تسليط الضوء على أهمية دور الدعاة إلى الله تعالى في القيام بواجب الدعوة ومعرفة أحوال المدعوين وما يحتاجون إلى معرفته وإيضاح الدين الصحيح لهم من منبعه الأصيل: كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

3) إبراز جهود الجهات الدعوية في المدينة المنورة للاستفادة منها وتوظيفها في نشر الدعوة.

4) إن الوقوف على طبيعة عمل الجهات الدعوية، وبرامجها يساعد على مزيد من المراجعة والتقويم، بغية إرشادها وتسديدها نحو درجات الجودة والإتقان.

5) يبين هذا البحث جوانب مهمة جديرة بالكشف والدراسة وبخاصة الجانب الدعوي في المدينة المنورة، وما طرأ عليه من تطورات في الوسائل، والأساليب، والأنظمة، والإدارة، ليستفاد من الجهود التي تبذل في خدمته داخليًّا وخارجيًّا؛ من قبل الدولة، والعلماء، والدعاة.

وقد حبا الله تعالى المملكة العربية السعودية شرف وخدمة الحرمين الشريفين وزائريهما والمسلمين في كل مكان وذلك من خلال جهود المملكة بإرسال الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى إلى داخل وخارج المملكة ومن خلال المراكز الإسلامية والبعثات الجامعية والمحاضرات والندوات وكذلك الأهمية التي توليها المملكة للحجاج والمعتمرين والزوار عند قدومهم المملكة في دعوتهم وتكثيف المناشط الدعوية لهم وخاصة ما يتعلق بتصحيح العقيدة بعيدًا عن البدع والخرافات، وكان لهذه الجهود الدعوة منذ عهد مؤسس هذا الكيان إلى يومنا هذا الأثر البالغ في تصحيح عقيدة كثير من المسلمين والاهتمام بدعوتهم إلى التوحيد داخل البلاد وخارجها ولعل الجهات الدعوية المكلفة بهذا الشأن وخاصة في الحرمين الشريفين خير دليل على عناية المملكة بإصلاح عقائد المسلمين وتصحيحها.

أسباب اختيار الموضوع:

تعددت الأسباب التي دعت الباحث إلى اختيار هذا الموضوع ومن أهمها:

1) أن هذه الدراسة تعد إكمالا مهما لما تم البدء به من دراسات سابقة تناولت جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله تعالى في الخارج.

2) لفت الأنظار إلى ما قامت به الدولة السعودية في هذا العهد من جهود في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، وما سخرته للدعوة الإسلامية من إمكانات.

3) إبراز الجهود الدعوية التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه الزوار وقاصدي الحرمين الشريفين.

4) إظهار الجهد الدعوي الذي تقوم به الجهات الدعوية والحكومية تجاه زوار المدينة المنورة بالشكل الذي يتناسب مع اهتمام الدولة بخدمة الزوار والعناية بهم والسعي على راحتهم ونشر الدعوة الصحيحة على منهج السلف الصالح.

5) بيان أن ما حصل للدعوة من تطور في الأنظمة والإدارة؛ إنما ينطلق من الثوابت التي انطلقت منها الدعوة الإصلاحية التي قام بها الإمام محمد بن عبد الوهاب، وبيان صلاحية هذه الدعوة للإنسان في كل زمان ومكان.

6) الرد على ما يثار من افتراءات حول تصرفات الجهات الدعوية مع الزوار من الإساءة والغلظة فيهم وعدم تمكينهم من الزيارة للأماكن المشروعة.

مشكلة البحث:

دراسة الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة المنورة ستجيب عن التساؤلات التالية:

1) ما الجهات التي تقوم بالدعوة في المدينة المنورة؟

2) ما وسائل الدعوة التي تقوم بها كل جهة من الجهات المعنية بالدعوة؟

3) ما الأساليب المناسبة لدعوة زوار المدينة؟

4) ما المشكلات والمصاعب التي تواجه الدعاة؟

5) ما الحلول والاقتراحات للجهود الدعوية المقدمة للزائرين في المدينة المنورة؟

حدود البحث:

يدرس الباحث الجهود الدعوية لزائري المدينة المنورة وفق الحدود التالية:

أ) الحدود الموضوعية:

1) يتناول البحث الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة المنورة.

2) لن يتجاوز الباحث موضوع دراسته إلا بما يخدم البحث.

3) لن يتطرق البحث إلى أي قضايا غير القضايا الدعوية.

ب) الحدود المكانية:

يشمل البحث دراسة الجهود الدعوية في المدينة المنورة فقط.

ج) الحدود الزمانية:

1) حصر الدراسة في مدة زمنية تبدأ من عام 1428هـ إلى عام 1430هـ.

2) سيتعرض الباحث لنشأة الجهات الدعوية الرسمية بشكل مختصر مركزًا على المهام والواجبات إيضاحًا للقارئ عن هذه الجهات ومبينا ما طرأ عليها من تطور في فترة الدراسة المحددة إن وجد ذلك.

الدراسات السابقة:

بعد البحث في فهارس المراكز المتخصصة والجامعات لم يعثر الباحث على دراسات سابقة ذات ارتباط مباشر بموضوع الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة المنورة، وما وجد من دراسات فهي دراسات عامة حول جهود المملكة في الدعوة إلى الله تعالى أو ما يخص الوسائل الدعوية لبعض الجهات الدعوية وتفصيلها كما يلي:

الدراسة الأولى:

دراسة لـ/ عبد الله بن صالح بن عبد الله العبود

بعنوان: (جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله من خلال الجامعة الإسلامية).

من قسم الدعوة - كلية الدعوة وأصول الدين - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز الدور الذي تقوم به الجامعة الإسلامية في الدعوة إلى الله.

وقد اشتملت هذه الدراسة على أربعة أبواب:

تناول الباحث في الباب الأول: عن تأصيل الاهتمام بالدعوة إلى الله تعالى في المملكة العربية السعودية.

أما الباب الثاني: فيتناول إنشاء المملكة العربية السعودية الجامعة الإسلامية. وأما الباب الثالث: فيتمحور حول جهود الجامعات العربية السعودية في إعداد الطلاب ورعايتهم.

والباب الرابع: يتناول جهود الجامعة الإسلامية الدعوية الأخرى في الخارج.

الفرق بين الدراستين في الآتي:

1) تركز الدراسة السابقة بوضوح على جهود الجامعة الإسلامية ودورها الدعوي في الخارج، ودراستي تختص في الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة المنورة.

2) ستضيف الدراسة الجهود الدعوية لعدد من الجهات الدعوية التي تقدم لزوار المدينة.

الدراسة الثانية:

دراسة لـ/ عبد الحكيم عبد السلام بعنوان / دور المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام، رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراة، من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الدعوة للعام 1417، 1418هـ وقد تكونت الدراسة من أربعة أبواب تحدث الباحث في:

الباب الأول: عن دور الدولة السعودية الأولى، والثانية: في خدمة الإسلام.

والباب الثاني: عن الصبغة الإسلامية للمملكة العربية السعودية.

والباب الثالث: عن اهتمام المملكة بالدعوة الإسلامية في الداخل، والخارج.

والباب الرابع: عن دور المملكة في القضايا الإسلامية المعاصرة.

الدراسة السابقة تتكلم بشكل عام عن دور المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد تحدث الباحث في الباب الرابع، عن النشاطات الدعوية للمملكة في الداخل بإقامة مؤسسات دعوية، كوزارة الشئون الإسلامية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشئون الحرمين وغيرها من المؤسسات الدعوية والخيرية.

الفرق بين الدراستين:

الدراسة السابقة تتحدث عن جهود المملكة في إنشاء هذه المؤسسات الدعوية على وجه العموم بينما دراستي تتكلم عن جهود دعوية لبعض فروع هذه المؤسسات الدعوية بشكل خاص في المدينة مع الزوار. وتلتقي الدراستان في ذكر مهام بعض هذه المؤسسات الدعوية التي أورتها في ثنايا البحث.

الدراسة الثالثة:

مشروع بحث في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية لصالح الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنوان"مشروع تطوير جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الزوار، وهو مشروع لم يكتمل بعد، ويختص بالجوانب التطويرية والعلمية لجهود الهيئة فقط مع الزوار وقد استفسرت من رئيس قسم العقيدة فأفادني بعدم وجود علاقة بين هذا المشروع وموضوع بحثي وشجعني على الكتابة في هذا الموضوع.

الدراسة الرابعة:

بعنوان: الوسائل الدعوية في المسجد النبوي في العصر الحاضر. تأليف (بركة بنت مضيف بن علي الطلحي ). رسالة لنيل درجة الماجستير في الدعوة من كلية الدعوة، فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة سابقًا.

وتهدف هذه الدراسة إلى:

أولًا: بيان أهمية المسجد النبوي في الدعوة إلى الله وما مر به من توسعات حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدا لعزيز - يرحمه الله - وذلك في المبحث الأول والثاني من التمهيد.

ثانيًا: تحدثت الباحثة في المبحث الثالث عن الجهات القائمة بالدعوة إلى الله في المسجد النبوي، ثم تحدثت في الفصل الأول والثاني من الرسالة عن الوسائل الدعوية في المسجد النبوي وبينت في الفصل الثالث أثر هذه الوسائل.

الفرق بين الدراستين:

الدراسة السابقة تختص بالمسجد النبوي والوسائل الدعوية فيه بينما دراستي للجهود الدعوية مع الزوار داخل المسجد النبوي وخارجه وستضيف الدراسة بعض الوسائل المستخدمة في الدعوة داخل المسجد النبوي وتلتقي الدراستين في الحديث عن الجهود الدعوية داخل المسجد النبوي ووسائل الدعوة فيه.

خطة البحث:

تحتوي هذه الدراسة على مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة وفهارس:

المقدمة: وتشتمل على:

أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، ومشكلة البحث، وحدود البحث، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج البحث.

التمهيد، مفهوم الدعوة إلى الله وأهم مصطلحاتها وحكمها وأهميتها.

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: مفهوم الدعوة.

المبحث الثاني: مصطلحات الدعوة والعلاقة بينها.

المبحث الثالث: حكم الدعوة.

المبحث الرابع: أهميتها.

الفصل الأول: الجهات الدعوية التي لها علاقة مباشرة بالدعوة إلى الله في المدينة المنورة.

ويشتمل على خمسة مباحث:

المبحث الأول: مركز الدعوة التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

المبحث الثاني: فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة.

المبحث الثالث: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد النبوي الشريف.

المبحث الرابع: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

المبحث الخامس: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

الفصل الثاني: وسائل الدعوة التي تقوم بها كل جهة من الجهات المعنية بالدعوة

ويشتمل على ستة مباحث.

المبحث الأول: الإرشاد والتوجيه.

المبحث الثاني: توزيع الكتب والمطويات والأشرطة.

المبحث الثالث: الدروس ومراكز الإفتاء.

المبحث الرابع: اللوحات الإرشادية.

المبحث الخامس: توفير الدعاة والمترجمين باللغات الأجنبية.

المبحث السادس: العناية بالزوار ومرافقة الدعاة لهم إلى المزارات المشروعة.

الفصل الثالث: أساليب الدعوة التي تقوم بها الجهات الدعوية بمنطقة المدينة المنورة:

ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الحكمة.

المبحث الثاني: الموعظة الحسنة.

المبحث الثالث: المجادلة بالتي هي أحسن.

الفصل الرابع: آثار جهود هذه الجهات الدعوية على زوار المدينة المنورة، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الآثار العلمية والثقافية.

المبحث الثاني: الآثار النفسية.

المبحث الثالث: الآثار الاجتماعية.

الفصل الخامس: الدراسة الميدانية لواقع الجهود الدعوية المقدمة لزائري المدينة:

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: مجتمع الدراسة:

ويشمل الجهات الدعوية المعنية بتقديم خدمة الدعوة لزائري المدينة المنورة.

المبحث الثاني: أداة الدراسة:

يستخدم الباحث الاستبانة التي يتم تصميمها حسب المواصفات العلمية لهذه الدراسات ويتم تحكيمها ومن ثم تطبيقها.

المبحث الثالث: عينة الدراسة:

وتكون العينة على مجموعة من رجال الدعوة في الجهات الدعوية وكذا بعض زائري المدينة من خلال المواقع المختلفة في المدينة.

المبحث الرابع: نتائج الدراسة وتحليل النتائج.

الخاتمة: وفيها أهم النتائج، والتوصيات.

الفهارس: وتشتمل على:

1) فهرس الآيات القرآنية.

2) فهرس الأحاديث.

3) فهرس المصطلحات العلمية.

4) فهرس الكلمات الغريبة.

5) فهرس الأعلام.

6) فهرس الأماكن.

7) فهرس الفرق.

8) فهرس المصادر والمراجع.

9) فهرس الموضوعات.

منهج البحث:

سيعتمد الباحث في تناوله لهذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف وتحليل الجهود الدعوية التي تقوم بها الجهات الرسمية الدعوية. والرجوع إلى مصادر هذه الجهات الدعوية حسب ما يتوفر للباحث[1].

وسيقوم الباحث بجمع المادة العلمية من خلال:

1) الكتب العلمية، والدراسات والوثائق الموثوق بها والتقارير، والبيانات المتوفرة.

2) مقابلة بعض القائمين على إدارة هذه الجهات الدعوية في المدينة المنورة.

3) توزيع الإستبانات على المعنيين من الدعاة والزوار، ومن ثم تحليلها، وإعداد الحلول والاقتراحات وفق مايظهر له من خلال الدراسة الميدانية والتحليلية.

وسأتخذ الخطوات التالية في التعامل مع المادة العلمية:

1) عزو الآيات القرآنية بذكر سورها وأرقامها مع كتابتها بالرسم العثماني.

2) عزو الأحاديث النبوية، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالعزو إليهما أو إلى أحدهما. وما لم يكن فيهما عزوته إلى مظانه من كتب السنة مع ذكر كلام أهل العلم في بيان درجته.

3) توثيق النصوص والنقول من مصادرها الأصيلة.

4) ترجمة الأعلام غير المشهورين ترجمة موجزة.

5) شرح الألفاظ الغريبة والمصطلحات العلمية الواردة في البحث.

6) التعريف الموجز بالأماكن والبلدان والقبائل والطوائف، وكل ما يحتاج إلى تعريف.

7) الالتزام بعلامات الترقيم، وضبط ما يحتاج إلى ضبط.

8) تذييل البحث بفهارس فنية على النحو المبين في الخطة.

وسنبدأ بتوفيق الله تعالى بدراسة فصول البحث على نحو ما بيناه في الخطة بادئين بالتمهيد، ونسأل الله التوفيق والسداد.

التمهيد:

ويشتمل على أربعة مباحث:

المبحث الأول: مفهوم الدعوة.

المبحث الثاني: مصطلحات الدعوة والعلاقة بينها.

المبحث الثالث: حكم الدعوة.

المبحث الرابع: أهميتها.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشكره عز وجل على ما وفقني إليه من إتمام هذا البحث المتواضع على قدر الجهد المبذول، والمتكون من تمهيد وأربعة فصول والدراسة الميدانية وبينت أهم النتائج التي توصلت إليها في ثنايا البحث وقد اشتمل البحث على جانبين الجانب النظري والجانب الميداني وقد أجملت نتائج الدراسة النظرية في النقاط التالية:

1) الداعية الى الله يسلك سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته في الدعوة إلى الله، حتى تكون هذه الجهود المبذولة للزائر تؤتي ثمارها المنشودة.

2) الدعوة الى الله عز وجل، هي دعوة الناس بالقول والعمل إلى الإسلام، وإلى تطبيق منهج الإسلام واعتناق عقيدته، وتنفيذ شريعته.

3) يتبين للداعية الى الله عندما تتعدد مصطلحات الدعوة أن الهدف منها هو تبليغ الإسلام للناس، وتعليمه إياهم، وتطبيقه في واقع حياتهم.

4) أن المتتبع لحال الناس اليوم يجد أن العالم كله في أشد الحاجة إلى الدعوة الإسلامية الواضحة الجلّية التي تشرح للناس حقيقة الإسلام من منبعه الصافي.

5) الجهات الدعوية المباشرة للدعوة في المدينة النبوية، متعددة ومنه: مركز الدعوة والإرشاد، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد النبوي، والجامعة الإسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وغيرها من الجهات.

6) لعل من المهم لزائر المدينة الاهتمام به في التوجيه والإرشاد ميدانيًا من جميع الجهات الدعوية كلًا حسب المهام المناطة به وأغلب مهامها تنصب حول دعوة الزائر والاهتمام بخدمته والسعي لها.

7) لما كانت الدعوة الإسلامية دعوة عالمية لكل الناس، وصالحة لكل زمان ومكان، وجب استعمال كل وسيلة مشروعة من شأنها أن يتحقق من خلالها أهداف الدعوة إلى الله.

8) إن وسائل الدعوة التي تقوم الجهات الدعوية في المدينة تتركز حول الإرشاد والتوجيه، وتوزيع الكتب والكتيبات والأشرطة، والدروس ومراكز الإفتاء، واللوحات الإرشادية، وتوفير الدعاة والمترجمين باللغات الأجنبية، والعناية بالزوار ومرافقتهم إلى المزارات بالمدينة وكل ما من شأنه خدمة زائر المدين دعويًا.

9) جميع الجهات الدعوية أدركت الحاجة الملحة لوسائل الدعوة وأهميتها في توصيل الرسالة الدعوية بالشكل الصحيح المؤدي للفهم والإيضاح فأصبح لهذه الجهات نصيب جيد من استخدام الوسائل الدعوية كلًا في ميدانه وموقعه.

10) إن للتعاون بين الجهات الدعوية في خدمة الزائر ثمرة جيدة في إظهار الجهود الدعوية التي تقوم بها الجهات الدعوية وتظافر هذه الجهود في خدمة الزائر.

11) إن الإرشاد والتوجيه من الوسائل الناجحة في توصيل الرسالة الدعوية وهذا متوافق مع الدراستين النظرية والميدانية.

12) ظهر من خلال الدراسة أن هناك تقصير في بعض الوسائل الدعوية ويلزم وتفعيلها بالشكل الصحيح من جميع الجهات الدعوية كالاهتمام بالزائر في سكنه مما يعطي صورة جيدة عن الجهود المبذولة لزائر المدينة المنورة

13) مما يستفيد منه الزائر للمدينة ترجمة الدروس في المسجد النبوي أثناء الدرس للاستفاد منها.

14) إن أساليب الدعوة الناجحة تقوم على تشخيص الداء في المدعوين، وإزاحة الشبهات التي تمنع المدعوين من رؤية الداء والإحساس به، وترغبهم في استعمال الدواء وترهبهم من تركه.

15) إن استخدام الأساليب الدعوية والمستقاة من القرآن والسنة النبوية، والتمسك بهذا النهج الذي يقرب من الغاية ويوصل إلى المراد وهو الدعوة إلى الله بالحسنى.

16) لقد استخدمت الجهات الدعوية الأساليب المناسبة لدعوة الزائر واتفقت هذه الجهات على أهمية أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن ووضع كل أسلوب في مكانه الصحيح وكيفية استعماله والنظر في ذلك من حال المدعوين.

17) أن هذه الأساليب لها فعالية كبيرة في الدعوة، ولمعرفة الجهات الدعوية لفعاليتها والأثر العظيم في استخدامها وقبولها أصبحت أكثر حرصًا على استخدامها في الدعوة إلى الله وأن يتصف الدعاة بهذه الأساليب الدعوية المؤثرة وهذا ما أشارة إليه الدراسة الميدانية لهذه الوسائل.

18) أن للجهود الدعوية التي تقوم بها الجهات الدعوية في المدينة النبوية تجاه زائر المدينة آثار طيبة تعود على الزائر بالخير والنفع والفائدة.

19) من الآثار ما يعود على الزائر من تصحيح المفاهيم الخاطئة عنده، في العقيدة والعبادة، وسيكون له أثرًا حميداَ على سلامة معتقده وصحة عبادته من، صلاة، وصيام. وحج، وغيرها من العبادات.

20) الأثر النفسي الذي يعود على الزائر من خلال تواجده في المدينة وإطمئنانه النفسي في أداء عبادته وصحتها وارتياحه، وما يعيشه في المدينة النبوية من الأمن والأمان، الذي هو مطلب فطري وحاجة ملحة للإنسان.

21) آثار اجتماعية تعود على الزائر في التواصل مع الدعاة وبناء علاقة أخوية تعود على الزائر بالنفع والخير، كما أن لهذه الجهود الدعوية أثرًا على أسرة الزائر، ومجتمعه الذي يسكن فيه، وينشر ما استفادة من الخير، ويؤثر على غيره وهو مطلب ينشده الدعاة إلى الله.

نتائج الدراسة الميدانية:

وتتضح نتائج الدراسة الميدانية إجمالًا في النقاط التالية:

1) تنوع الجنسيات من عينات الدراسة من الدعاة والمترجمين يعطي الدراسة أهمية في تحديد الأولويات ومايطلب من الجهات الدعوية فعله تجاه زائر المدينة في إيصال الدعوة له بشكل صحيح مقبول.

2) تنوع البلدان من عينات الدراسة من الزوار من بلدان مختلفة وجنسيات مختلفة وصلت العينات إلى ثلاثين بلدًا وذلك طلبا لمعرفة المزيد من الآراء حتى نصل إلى الهدف من هذه الدراسة.

3) إن وسيلة الإرشاد والتوجيه هي الوسيلة التي اختارها أغلب عينات الدراسة من الدعاة والزوار مما يدل دلالة واضحة لأهمية هذه الوسيلة وملائمتها لتوصيل الرسالة الدعوية، وأن أقل الوسائل فعالية وأهمية هي: وسيلة التلفزيون والإذاعة إن للإعلام أثر فعال في الرسالة الدعوية في تغيير مفاهيم الناس فلا شك أن أثره كبير في الرسالة الدعوية الموجهة للزائر ولكنه من خلال الدراسة الميدانية لوحظ أن الزائر للمدينة منشغل عن هذه الوسيلة، كما أن هذه الوسيلة (التلفاز، الإذاعة) ينقصها مادة الترجمة فتقل فعاليتها.

4) يرى النسبة الأكبر من عينة الدراسة من الدعاة أن الوسائل الدعوية الموجهة للزائر غير كافيه وهذا ربما يرجع إلى نقص الوسائل الدعوية الموجهة للزائر في أماكن الزيارة وكذلك النقص في عدد الدعاة.

5) اتضح من عينة الدراسة أن تواجد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة أكثر جهة لها فعالية مع الزوار ويرجع ذلك إلى كثرة مراكز الهيئة في مواقع الزيارة وتواجد دعاتها.

6) إن أكثر الأساليب فعالية في الدعوة هي الموعظة الحسنة وقد اختارها أفراد العينتين لمعرفتهم لفعاليتها والأثر العظيم في استخدامها وقبولها.

7) إن أصعب ما يواجه الدعاة في أداء الرسالة الدعوية بالشكل الصحيح إجادة اللغات غير العربية فزوار المدينة يتكلمون بعدة لغات من بلدان مختلفة، وهنا تأتي أهمية تعلم اللغات غير العربية التي تفيد الداعية في مخاطبة الزائر عندما يقوم بالتوجيه والإرشاد لهؤلاء الزوار وباللغة التي يتحدثون بها، وهذا عاملًا مهماَ في تلقي الرساله.

8) إن المرشد للحملة له دور كبير في توجيه الزائر في زيارته مما يحتم على الدعاة الاهتمام بمرشدي الحملات لتوعيتهم والاهتمام بهم ومرافقة الحملات.

9) ساعدت الدراسة الميدانية في إعطاء صورة جيدة في طريقة تعامل الدعاة في نصحهم للزوار.

10) بينت الدراسة الميدانية مستوى متميز للدعاة في المظهر أمام الزائر وطريقة التعامل معه واستقباله مما يعطي انطباع متميزًا عن الدعاة في المدينة وأدعى لقبول الدعوة.

11) أظهرت النتائج لعينة الدراسة من الزوار أن نسبة 54.5% من أفراد عينة الدراسة من الزوار يرون أنهم استفادوا من الدعوة المقدمة إليهم أثناء زيارة المدينة المنورة بدرجة متوسطة وهذه النسبة تعد جيدة إضافة إلى من استفاد بدرجة كبيرة مما يدل على أن هناك جهد مبذول لاستفادة الزائر من الدعوة في المدينة.

التوصيات:

وبعد عرض لهذه الجهود الدعوية التي تقدمها هذه الجهات الدعوية في المدينة فإنني أرى من المهم الاعتناء بالجوانب التالية:

1) التنسيق بين الجهات الدعوية فيما تقدمه للزائر من الوسائل الدعوية وخاصة في توزيع المواد الدعوية المقروءة.

2) الاهتمام بالدعاة في الجوانب الشرعية والثقافية وكيفية التعامل مع الزائر وحسن اختيارهم.

3) تدريب الدعاة في الجهات الرسمية الدعوية على تعلم لغات الزوار حيث يكون قادرًا على الشرح والبيان لحاجة الدعوة لتعلم هذه اللغات ويكون كل داعية عنده لغة غير لغته العربية.

4) توزيع المهام بين الجهات الدعوية بشكل أفضل.

5) الاهتمام بالزائر في مقر سكنه من قبل الجهات الدعوية وترتيب ذلك بشكل منظم.

6) الاهتمام بالعلماء والمثقفين من الزوار بما يتناسب مع حالهم ومكانتهم.

7) على الجهات الدعوية الحرص على استمرار العمل طيلة العام

8) تكثيف الدعاة والمترجمين في مواقع الزيارة.

9) الاستفادة من التقنيات الحديثة من قبل الجهات الدعوية في المدينة.

10) تشجيع الدراسات البحثية الميدانية في الجهات الدعوية والاستفادة من تعميمها بين تلك الجهات.

وختمت البحث بجملة من الفهارس التي تعين القارئ للرجوع لمادة البحث والاستفادة منها كما ورد في خطة البحث. وهذا جهد المقل فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان. وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

فهرس الموضوعات