غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب نظم عبد الرحمن بن عياش (ت/ 853) تحقيق ودراسة وشرح (من بداية سورة يونس إلى آخر القرآن)

ملخص الرسالة

غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب

نظم / عبد الرحمن بن عياش (ت/ 853)

تحقيق ودراسة وشرح

(من بداية سورة يونس إلى آخر القرآن)

المقدمة:

الحمد لله الذي أنزل القرآن معجزة خالدة، باقية دائمة غير بائدة، وجعل معجزته على جميع الأزمنة والعصور، وأودع فيه حِكَمًا تتجلى على مر الدهور، وإن اختلفت الأماكن والبقاع والدور.

والصلاة والسلام على خير البرية، المبعوث بالقرآن رحمة للبشرية، وعلى آله وصحبه أولي النفوس الزكية، والعقول السنية، ومن تبعهم بأعمال طيبة رضية. أما بعد:

فَالْعِلْمُ أَحْلَى وَأَغْلَى مَا لَهُ اسْتَمَعَتْ أُذْنٌ وَأْعْرَبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ وَالْعِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُهُ لِلَّهِ أَكْرَمُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قدم[1]

هذا، وإن الكوكب الأغر، والنجم اللامع، والمشعل الوضّاء، القرآن الكريم هو أفصح تنزيل، وأفسح سبيل، أيسر تبيان، وأبدع برهان، نزل به الروح الأمين، على الصادق الأمين، ليبلغه إلى خير أمة أخرجت للناس، ومن هنا نال متعلم القرآن ومعلمه فضلهما، واكتسبا شرفهما لشرف المعلوم، حتى قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[2]، ولعل السر في ذلك أن القرآن هو عمدة هذا الدين، وكل العلوم إنما هي مستنبطة منه، فمن حافظ عليه تلاوةً وتدبرًا ودراسةً حاز العلوم والفنون.

وبهذا يظهر لنا فضل كل علمٍ له علاقة بالقرآن الكريم، قراءة أو تفسيرًا أو استنباطًا، وفي مقدمة ذلك علم القراءات الذي يخدم القرآن من جهة ألفاظه، ثم معانيه المترتبة على اختلاف تلك الألفاظ، ونحن بحاجة ماسة إلى هذا العلم لفهم الكتاب، إضافة إلى أن القراءات تمثل ينبوعًا من ينابيع إثراء اللغة العربية، كما تُنَمِّي القدرات الذهنية والحفظية لدى ممارسيها.

وقد كان للعلماء - قديما ًوحديثًا - دورٌ في الحفاظ على هذا العلم، فكم وضعوا سواد دواتهم على بياض صحائفهم، وفضّلوا صرير أقلامهم على سرير منامهم، ليبينوا للأمة كيفية قراءة هذا الكتاب العزيز، وفرَّغوا جهدهم لِيَبْلغوا قصدهم في تتبع معاني ألفاظه وجمله، واستنباط الحِكَم والأحكام من دلالة كل لفظ، واستخراج كمين أسراره وخفي إشارته، ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾ [آل عمران: 195] ومن ذا يقيس الدر بالأصداف؟، فقد تركوا للأمة كمًّا هائلًا من التراث لم يزل الناس- إلى يومنا هذا - معتكفين عليه، لينهلوا من معينه، ويغترفوا من بحوره، ويستخرجوا لآلئه وكنوزه.

وما إن يتكلم حول هذا إلا وتجد النفس تتذكر أمثال أبي عبيد القاسم بن سلام[3]، وأبي حاتم السجستاني[4]، وابن جرير الطبري[5] وابن غلبون[6]، والإمام الداني[7]، وأبي القاسم الهذلي[8]، وأبي القاسم الشاطبي[9]، وابن القاصح (ت 801 هـ)، والإمام ابن الجزري (ت 833 هـ)، وغيرهم من الفحول ودواوين هذا العلم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وجزاهم عنا خير الجزاء.

فكل هؤلاء وغيرهم ألفوا كتبًا مفيدة في هذا العلم، منها ما هو نظم ليسهل حفظه، ومنها ما هو نثر للبسط والتوضيح، فمن الأول كتاب غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب، لعبد الرحمن بن عياش (ت 853 هـ) رحمه الله، ولا يخفى علينا ما للنظم من الأهمية في تسهيل عملية حفظ محتويات الكتب ومضامينها، ولقد أحسن السفَّاريني حيث يقول في مطلع منظومته:

وصار من عادة أهل العلم أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم لأنه يسهل للحفظ كما يروق للسمع ويشفي من ظما[10]

وقد اطلعت على المنظومة فألفيتها مختصِرةً للقراءات الثلاث في أبيات رائعة سلسة، لكنها لم تزل غارقةً في بحر المخطوطات، تمد يديها علها تصادف من يخوضه سعيًا لإخراجها، فقررت القيام بذلك على الرغم من طول شاطئه وتلاطم أمواجه، وغياهيب سحابه وظلام لججه، على أن يكون موضوع بحثٍ تكميليٍ أقدمه لنيل درجة الماجستير، وعنوان رسالتي: (غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب) نظم عبد الرحمن بن عياش (ت/853هـ) تحقيقًا ودراسةً وشرحًا من بداية سورة يونس إلى آخر القرآن.

فأسأل الله تعالى أن يعينني على هذا العزم، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وينفعني به والمسلمين.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره.

تتجلى أهمية هذا الموضوع في كونه يتعلق بعلم القراءات، والذي له علاقة مباشرة بكتاب الله العزيز،كما أننا نجد أغلب المؤلفات في القراءات الثلاث ما زالت في عالم المخطوطات، والحاجة إليها ماسة جدًا؛ فكان ولا بد من إخراج كل مخطوط هذا حاله في مثل هذا الموضوع؛ ليكون في حيز كل متخصص أو من رام الفائدة.

ألخص أسباب اختياري لهذا الموضوع في النقاط التالية:

1- رغبتي في المساهمة - ولو بجهد مقل- في خدمة كتاب الله العزيز، وخدمة هذا العلم على وجه الخصوص.

2- الوقوف على جهود العلماء، وما سطرته أقلامهم خدمةً لهذا العلم وإخراجه للأمة الإسلامية.

3- إفادة المختصين في هذا الفن، وإتحافهم بهذه القصيدة من عالم متقن، خاصة وأنها تقارب وتحاذي درة ابن الجزري زمنًا ومقصدًا.

4- القيمة العلمية لهذه المخطوطة وذلك لقدمها، وكون موضوعها في القراءات الثلاث والتي ندر المؤلفات المطبوعة فيها.

5- سلاستها وعذوبة نظمها ووضوحها مما يسهل حفظها، فاحتاجت إلى الإخراج عل الناس ينتفعون بها.

6- اعتماد مؤلفها على بعض الكتب القيمة التي اعتمد عليها ابن الجزري في نشره كالإرشاد وغيره.

7- إثراء التراث الإسلامي والمكتبات الإسلامية بهذه القصيدة الحسناء الغراء، لعل الله سبحانه وتعالى أن يبوأها مكانًا عليًا، ويكسيها لباس القبول، إنه سميع قريب.

خطة البحث:

قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وقسمين.

(1) المقدمة: وتشتمل على:

أ‌- أهمية الموضوع وسبب اختياره.

ب‌- خطة البحث.

ت‌- منهج التحقيق.

(2) التمهيد: ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: (التعريف بعلم القراءات) وتحته ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تعريف القراءات لغة واصطلاحا.

المطلب الثاني: أركان القراءة الصحيحة.

المطلب الثالث: مسألة تواتر القراءات الثلاث.

المبحث الثاني: (التعريف بالقراء الثلاث ورواتهم) وتحته ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: ترجمة أبي جعفر وراوييه.

المطلب الثاني: ترجمة يعقوب وراوييه.

المطلب الثالث: ترجمة خلف وراوييه.

المبحث الثالث: المؤلفات في القراءات الثلاث المخطوطة والمطبوعة.

القسم الأول: (التعريف بالمؤلف ودراسة الكتاب) وتحته فصلان:

الفصل الأول: (ترجمة المؤلف) وتحته أربعة مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه ومولده ووفاته.

المبحث الثاني: نشأته ورحلاته.

المبحث الثالث: شيوخه وتلامذته.

المبحث الرابع: ومذهبه مكانته العلمية.

الفصل الثاني: (دراسة الكتاب) وتحته ستة مباحث:

المبحث الأول: اسم الكتاب ونسبته للمؤلف وتحقيق عنوانه.

المبحث الثاني: منهج المؤلف في كتابه.

المبحث الثالث: مصادر المؤلف التي استند إليها.

المبحث الرابع: الطرق التي اعتمد عليها المؤلف في الكتاب.

المبحث الخامس: قيمة الكتاب العلمية.

المبحث السادس: وصف النسخ الخطية للكتاب.

القسم الثاني: (النص المحقق)

من سورة يونس إلى آخر سورة الناس.

الخاتمة: وتحوي أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال البحث.

الفهارس: وتضم أنواع الفهارس التالية:

1-فهرس الآيات القرآنية.

2- فهرس الأحاديث النبوية.

3- فهرس الأعلام المترجم لهم.

4- فهرس المصادر والمراجع.

5- فهرس الموضوعات.

منهج التحقيق والشرح:

سيتم تحقيق المنظومة وشرحها إن شاء الله تعالى حسب المنهج التالي:

1- كتابة المخطوط وفق القواعد الإملائية الحديثة وإخراج النظم إخراجًا صحيحًا وسليمًا.

2- المقابلة بين النسخ الموجودة.

3- كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني.

4- عزو الآيات الكريمة إلى سورها بذكر اسم السور ورقم الآية.

5- إثبات علامات الترقيم حسب المتعارف عليه في أصول التحقيق وضبط ما يحتاج إلى الضبط.

6- شرح الأبيات بقدر ما يفهم المراد منها متبعًا في ذلك الخطوات التالية:

• بيان معاني الكلمات الغريبة.

• إعراب ما يحتاج إلى الإعراب إن اقتضت الحاجة ذلك.

• بيان المعنى الإجمالي للبيت.

• تفصيل القراءات مع توجيهها.

7- توثيق الأقوال والنصوص التي نقلها المؤلف وعزوها إلى مصادرها.

8- التعليق في الحاشية للبيان والتوضيح أو ذكر الخلاف أو الاستدراك.

9-كتابة الرموز وإبرازها بين قوسين.

10- الترجمة للأعلام الواردة في النص.

11- تذييل البحث بفهارس علمية تسهل عملية النظر فيه.

وغير ذلك مما قد يستجد خلال البحث والذي هو في صالحه وخدمته.

هذا وأسأل الله أن يمدني بمدد من عنده، ويسدد فهمي وقلمي، ويسهل لي بحثي، حتى يأتي البحث على الوجه المرضي، فله الأمر من قبل ومن بعد.

فهرس الموضوعات