اسم التفضيل في القرآن الكريم - دراسة دلالية

ملخص الرسالة

اسم التفضيل في القرآن الكريم

- دراسة دلالية -

الملخص

تقع هذه الرسالة ضمن الدراسات الدلالية في القرآن الكريم، وقد تم اختيار موضوعها لأهميته في الكشف عن الدلالات المتعددة لاسم التفضيل في الكتاب العزيز، وبيان الإشكال الحاصل لكثير من دلالاته في الآيات الكريمة، وسبب الإشكال فيها، وسبيل الخلاص منه.

ومنهجنا يقوم على بيان التطور الدلالي موازنة بين ما جاء في المعجم متمثلًا بالدلالة اللغوية لاسم التفضيل، وما جاء في الآية أو الآيات القرآنية متمثلًا بالسياق القرآني، وهو أيضًا يقوم على تحليل التركيب النحوي لاسم التفضيل إذا كان معرفًا بـ (ال) أو مضافًا أو مقترنًا بـ (من) وعلى بيان الفرق بين تركيب وآخر من تركيبات اسم التفضيل، وعلى هذا الأساس جاءت الخطة مكونة من تمهيد وثلاثة فصول وملحق وخاتمة.

أما التمهيد فقد قدمنا فيه اسم التفضيل بكل جوانبه قبل الانتقال إلى بيان دلالته، ومن أبرز موضوعاته: تعريف اسم التفضيل، أركانه، اختلاف النحاة في جواز خلوه عن معنى التفضيل، وعدم جواز ذلك، وشروط صوغه، وأحواله باعتبار ما يقترن به أو يضاف إليه.

أما الفصول الثلاثة فقد اعتمدنا في تصنيفها على المفضل عليه من حيث ذكره وحذفه؛ لأنه يعد ركنًا فيصلًا بين إرادة التفضيل أو عدم إرادته عن طريق ذكره أو عدم الالتفات إليه.

وبناءً عليه جاء الفصل الأول مصدرًا بعنوان ما ذكر فيه المفضل عليه، فجميع أسماء التفضيل الواردة في هذا الفصل جاء بعدها المفضل عليه أما مجرورًا بـ (من) أو بالإضافة إلى اسم التفضيل.

ووقع الفصل الثاني تحت عنوان ما حذف منه المفضل عليه، فأسماء التفضيل التي اشتمل عليها هذا الفصل لم يذكر معها المفضل عليه لفظًا لكنه مذكور حكمًا يُلمح إليه بدلالة السياق، إلا إذا جاء اسم التفضيل من غير نظر إلى مفاضلة.

وكان المفضل عليه بين الذكر والحذف عنوانًا للفصل الثالث، فاسم التفضيل في هذا الفصل يذكر معه المفضل عليه في موضع ويحذف في آخر.

ثم جاءت الخاتمة تلخيصًا لأهم النتائج التي كان منها: إن مهمة التفضيل الأولى تفضيل شيء على آخر في أصل الوصف المشترك لكنه أحيانًا يرد لقصر الصفة على الموصوف دون النظر إلى مقابله، وأن الصفة التي يقوم على أساس وجودها التفضيل قد يشترك فيها المتفاضلان وقد يخلو منها أحدهما أو كلاهما، وأن المشاركة قد تكون حقيقية أو تقديرية أحيانًا اعتقادية وإن كان الاعتقاد باطلًا، وأن التفضيل قد يقع على سبيل التوهم أي: توهم المشاركة بين المتفاضلين في أصل الوصف.

إن أهمية هذا البحث تكمن في أنه أسهم ببيان اسم التفضيل في أفصح الأساليب على الإطلاق إلا وهو القرآن الكريم، فهو دراسة وصفية تطبيقية وهو جهد بشري لا يوصف بالكمال لانعدامه في مقدمه لكنني بذلت له الجهد وبتُّ أحتسب الأجر على الله الوهاب.

ABSTRACT

This study explores comparative form in the Holy Quran, as they are numerous and has selected the most worth of studying for their semantic controversies. It is based on explaining the development between what is mentioned in the dictionary, indicated by the linguistic semantics of the word before comparative form is derived, and it is derived form in the Quran indicated by the Quranic context. The study explains all what have been said about its reference. The study explains all what have been said about its reference, makes the possible classifications, states much of the misunderstating in many of its references, mentions the reason and puts the solution, analyzes the syntactical structure of the comparative sentence and states the structural and significant differences between comparatives and their structure. The inflectional aspect is referred to, when necessary.

The study consists of an introduction, three chapters and a conclusion.

The introduction deals with comparatives: the definition, the parts, grammarians opinions regarding comparatives, conditions of formulation and cases. It also deals with the preposition (من) and specification.

Chapters division is based on the compared object whether mentioned or deleted. Chapter one deals with the mentioned compared object where all comparatives are followed by the compared, either expressed by mean of the preposition (من) or be the genitive construction. Chapter two deals with the deleted compared object. Concerning chapter three, it deals with the mentioned and deleted compared object.

Comparative are arranged alphabetically and included (40). A semantic appendix is also included and contains (21) of the comparatives. Thus, the study numerates (61) comparatives.

The study concludes the following:

• The comparatives are used when adjective is mainly referred to.

• Agreement between the two compared objects could be real, estimated or conceived.

• The adjective that the comparative is based on could be common between the two compared objects.

• Comparatives between two different adjectives is mentioned in the Quran.

Other conclusions concerns specific comparatives.

ثبت المحتويات

الخاتمة

إذا كانت الأعمال بخواتمها - كما قيل - فإنني وبفضل من الله ومنٍّ منه رأيت أن خير ما يتمم منتهى عملي خلاصة رأيتها وافية دونت فيها غالبَ ما توصلت إليه هذه الرسالة، وأشهدُ اللهَ أنني حاولت صادقًا ومخلصًا أن أرتقي بها مستوى الطموح، وما بذلت من بذل وما سعيت من سعي إلا وكنت فيه قاصدًا وجه الكريم، والله يعلم السر وأخفى:

• مهمة التفضيل الأولى تفضيل شيء على آخر في أصل الوصف المشترك، لكنه أحيانًا يرد لقصر الصفة على الموصوف دون النظر إلى مقابله.

• الصفة التي يقوم على أساس وجودها التفضيل قد يشترك فيها المتفاضلان، وقد يخلو منها أحدهما، أو كلاهما، كما في قوله عز وجل: (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ).

• المشاركة بين المتفاضلين قد تكون حقيقية كقوله تعالى: (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) أو تقديرية كقوله تعالى: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) أي: أقل بغضًا، أو اعتقادية وإن كان الاعتقاد باطلًا كقوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) على اعتقاد أنّ في مسجد الضرار حق.

• إنّ التفضيل بين شيئين في صفتين مختلفتين قد وقع في القرآن الكريم، كقوله عز وجل: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) أي: خيرية مستقر أصحاب الجنة وأحسنية مقيلهم زائدة على شرية مستقر أهل النار ومقيلهم، وهو ما يسمونه - بمثاله - العسل أحلى من الخل، أو على طريقة: الصيف أحر من الشتاء.

• أدّى اسم التفضيل دورًا بارزًا في تنويع المعاني القرآنية عن طريق تجرده وعدم التصريح بالمفضول، وبما تضمنه من الدلالة على التفاوت والتفاضل الحاصل بأدنى مشاركة، وبهذا تتوسع دائرة المعاني بأيسر الالفاظ وأقل التركيبات.

• كانت للدراسة وقفة مع الشواهد التي أوردها النحاة دليلًا على صحة خروج اسم التفضيل عن دلالته، فهي لم تدل على ذلك بل أثبتت غيره وهو أنّ الشعراء حين أرادوا استعمال اسم التفضيل غير مراد به معناه أجروا عليه شيئًا من التغيير وأخرجوه عن وزنه الأول ليؤدي معنى غير معنى التفضيل كمعنى الصفة المشبهة أو اسم الفاعل.

• إنّ التفضيل قد يقع على سبيل التوهم، أي: توهم المشاركة بين المتفاضلين في أصل الوصف كقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أزكى لَهُمْ) على توهم أنّ في النظر الحرام نفعًا.

• إنّ بناء اسم التفضيل من العيوب الباطنة التي على وزن (أفعل) قد جاء في القرآن الكريم مما يثبت صحته، وذلك في قوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا) أي أشد عمى وأضل سبيلًا، وهو من عمى البصيرة.

• إنّ اسم التفضيل (أشد) قد جيء به للوصول إلى المفاضلة، مع أن الاسم المنصوب بعد أشد على التمييز مما يصح صوغ اسم التفضيل من فعله كقوله تعالى: (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)، وكذلك أشد حرًا، وأشد قوة، وغيرها.

• إبقاء اسم التفضيل الوارد على إطلاقه أبلغ في التفضيل.

• إنّ القرآن الكريم قد شمل الإفراد والمطابقة في اسم التفضيل ولم يقتصر على أحدهما.

• تبين أنّ قسمًا من أسماء التفضيل قد غاب عنها معنى التفضيل فصارت اسمًا صريحًا لا يدل على المشاركة والزيادة، كالدنيا، والقربى، والحسنى، في قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) أي: الجنة، ولهذا لم تجرِ على موصوف غالبًا.

• كشفت الدراسة عن أسلوب القرآن الكريم في توسيع دلالة اسم التفضيل عن طريق مقابلته باسم تفضيل آخر يصرف معنى الأول إلى المعنى المقابل للثاني كقوله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ) فالأكبر إنما يقابل بالأصغر والأدنى يقابل بالأبعد.

• أوضحت الدراسة أن تعدد جوانب المفاضلة في اسم التفضيل اقتضى ذكر المميز، لتعيين أحدها، كما في قوله تعالى: (آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًًا) فلو لو يقل: (نفعًا) لاحتمل (أقرب) أن يكون في النسب أو المحبة، فلما قال: (نفعًا) انتفى غيره، مما يدل على أن اسم التفضيل من المبهمات التي تحتاج إلى مفسر.

• إنّ من أسماء التفضيل ما يكون ظرفًا كأول وأسفل.

• دلالة اسم التفضيل على الاشتراك والزيادة أقوى من مجرد الوصف الذي لا يدل على الزيادة.

• من أسماء التفضيل ما يستعمل في تجسيد المعاني وضرب الأمثال.

• إنّ آخر قد انمحى عنه معنى التفضيل كليًا فاستعمل بمعنى (مغاير).

• إن من أسماء التفضيل ما قد يقترن لمعاني الترغيب والترهيب أو التهديد والتهويل.

• أعلم لم يذكر إلاّ والمفضل هو الله تعالى، فدل على كمال علمه وإحاطته بجميع الأشياء.

• أزكى لم يستعمل إلا في بيان العلاقات الاجتماعية، العامة والخاصة.

• من أسماء التفضيل ما يكون صفة لله تعالى نحو: الأول والأعلى والأكرم.

• قد يقتضي السياق القرآني اسم تفضيل ما في تركيب لا يتناسب هذا الاسم والتركيب نفسه في سياق آية أخرى، كقوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ) و(وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ).

• يصح استعمال اسم التفضيل مرادًا به فردًا بعينه أو جماعة خاصة بلغت أعلى مراتب المفاضلة مدحًا أو ذمًا، ففي الإفراد جاء (أشقاها) وهو قُدار بن سالف، و(الأتقى) وهو أبو بكر - رضي الله عنه -، وفي الجماعة (أحرص الناس) وهم اليهود، و(الأرذلون) وهم أتباع نوح - عليه السلام - حسب اعتقاد الكفار.

• اشتمل القرآن الكريم على اسم التفضيل بدلالاته المتعددة وصيغه المختلفة، كالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث إلا صيغة (الفعليات) جمع (الفعلى) فلم ترد فيه كما ضم اسم التفضيل المضاف إلى المعرفة والنكرة والمقترن بـ من وأل ومجردًا من كل ذلك مما يدل على سعة واهتمام.