• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الثبات على الدين: أسبابه وآثاره ومعوقاته (جمع ودراسة)

تورى طه

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
التخصص: العقيدة
المشرف: أ.د. إبراهيم بن عامر الرحيلي
العام: 1426-1427هـ

تاريخ الإضافة: 22/3/2022 ميلادي - 18/8/1443 هجري

الزيارات: 43236

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الثبات على الدين أسبابه وآثاره ومعوقاته

جمع ودراسة

 

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أمّا بعد:

فإنّ أعظم نعم الله على عبده إطلاقًا هدايته له وتثبيته له على هذا الدّين، بأن يرشده لسنن الهدى، ويأخذ بيده إلى سبيل الرّشاد، ويبعده عن مسالك الغواية، وطريق المغضوب عليهم، والضّالين.

 

قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 74]، فأخبر تعالى أنّه لولا تثبيته لنبيّه - صلى الله عليه وسلم -أنّه قد كاد يُغلب من قبل المشركين فيركن إليهم ولو في شيء قليل، وحاشاه أن يفعل ذلك لكن إشارة إلى قوّة مورد الشبهة وتعددها، وفي هذا تأكيد لحاجة أمّته من باب أولى إلى تثبيت الله تعالى لهم في كلّ شيء، إذكلما زاغ القلب عن الدّين، ولم يثبت، تعرّض صاحبه للعقوبة ﴿ إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 75].

 

وباستقامة أهل الإيمان على الدّين، يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لأنّ الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان، قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

فالثبات على الدّين نتيجة توفيق الله لعبده ورحمته به؛ كما أنّ خذلان الله للعبد حاصل، إذا لم يثبت على الدين، ولم يرفع رأسًا لما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

 

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].

 

وإذ قد أعمى الله بصيرة أهل البدع، لمّا قدّموا الأهواء على السنّة والابتداع على الاتباع، حتّى غدا كلّ صاحب بدعة،من جهمي، ومعتزلي، ورافضي، وخارجي، ومرجئي، بله الإتحادية، والقائلين بوحدة الوجود، غدا هؤلاء كلّهم لا يرون الحق إلاّ في بدعتهم، وقد زعم الكلّ- حين صدّق عليهم إبليس ظنّه - أنّ ما هم عليه من البدع والهوى - هو عين الحق، الذي بعث الله به نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، والذي يجب الثبات والاستقامة عليه، والتمسك والعض عليه بالنواجذ!!، ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 8].

 

فلزم من ذلك أن يتصدّى طلبة العلم لهذا الموضوع، بحثًا ودراسةً، بتحقيق مسائله، وتوضيح مباحثه، وبيان مزالق الخطأ فيه، وذلك من خلال بيان منهج السلف الذي لا يسع مسلم أبدًا سواه، وتقرير مسلكهم في الثبات على الدّين، ليتبيّن فساد ما عليه الفرق الضالة من الباطل، وإن سموه دينا، ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18].

 

فرأيت - بعد استخارة الله تعالى - أن أقدّم هذا الموضوع ( الثبات على الدّين أسبابه وآثاره) عنوانًا لنيل الدرجة العالمية (الماجستير) لرسالتي، في قسم العقيدة، بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوّية، لأساهم في دفع عجلة الصحوة العلمية للأمّة الإسلامية، وإثراء مكتبة العقيدة الإسلامية السلفية بهذا الجهد المتواضع، والله أسأل أن يعينني على حسن تحقيقه، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وحجة لي يوم العرض عليه لا حجة عليّ، إنّه جواد قريب مجيب، وعليه التكلان، وهو حسبي وكفى ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.

 

أهمية الموضوع:

لقد شحذ همّتي وقوّى عزمي - بعد استخارة الله تعالى، ثمّ استشارة أساتذتي- على اختيار هذا الموضوع جملة من الأمور أذكر من أهمها:

1- جدة الموضوع وكونه لم يقدّم في رسالة علمية من خلال المباحث العقدية حسب المنهج العلمي الذي سلكته تعنى باستقصاء القول في جوانبه، وتحقيق مسائله، وتقريب مباحثه، مع شدة الحاجة إلى ذلك، فإنّ الثبات على الدين والاستقامة عليه حتى الموت، هو المطلب الأسمى، والمبتغى الجلل، الذي يقف وراء كلّ الجهود التي يبذلها المسلمون في سبيل هذا الدين، فكان لا بدّ من بيان مسائله، وتقرير مباحثه، وإيضاح حقائقه.

 

2- كونه من أهم مواضيع العصر التي تشتد الحاجة إلى معرفته، فإنّ المسلم بحاجة إلى الثبات على دينه وخاصة في أوقات الفتن، وفشوّ الجهل، وقلة العلماء، إذ يكثر فيه التعرض للبدع والتأويلات الباطلة والقيل والقال المضلة، في ظل إعجاب كلّ ذي رأي برأيه، وكثرة خوض الرويبضة[1]في الأمور العظام، فناسب كتابة هذا الموضوع لبيان منهج السلف- وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم- والتابعون لهم بإحسان.

 

3- وأيضًا لمّا كان تفسير الثبات على الدين يتبع معتقد مفسره، فالمبتدعة من الفلاسفة والجهمية والمعتزلة، والرافضة وغيرهم، يفسرون الثبات على الدين، بالثبات على ما هم عليه من البدع والضلال، قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى[2]: (( وكلمّا بعد العهد، ظهرت البدع، وكثر التّحريف الذي سمّاه أهله تأويلًا ليقبل، وقلّ من يهتدي إلى الفرق بين التّحريف والتأويل...فاحتاج المؤمنون بعد ذلك إلى إيضاح الأدلة، ودفع الشبه الواردة عليها ))[3].

 

فهذا مسلك المبتدعة في كلّ ما خالفوا فيه الجادّة، ومن هنا كان لا بدّ من تناول موضوع الثبات على الدين بالدراسة والنظر، ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيا عن بينّة.

 

4- بيان ما للثبات على الدّين - بناء على ما هو مقرر في عقيدة أهل السنّة والجماعة - من ضوابط، وثوابت، وأسس، منهجية، علمية وعملية، والذي هو الميزان الصحيح، الذي يعرف به مدى ثبات الفرد والمجتمع على دين الله تعالى، فكان الإلمام به ضرورة للفرد والمجتمع على حد سواء.

 

5- اشتمال الموضوع؛ على مسائل مهمة في العقيدة، ومباحثها؛ إلى جانب بيانه لما يقابل ذلك، من أنواع البدع وصنوف الضلال من الغلو والتفريط، والأهواء المضلة والآراء المدخولة.

 

6- شدة عناية السّلف بهذا الباب، وفقههم للحاجة الشديدة إليه في كلّ وقت، وتعليمهم لأتباعهم على ضوء تلك العناية، مع عنايتهم بتلاميذهم على وفقه في التربية والتعليم بتأصيل أصوله لديهم، فنفع الله بعلمهم أينما وقع، إذ كانت الأصول صحيحة والمشارب صفوًا، بخلاف من ورد الماء العكر ممّن قد جاء من بعدهم، فخالف نهجهم القويم فَهُم مِن عِلم أقل وجهل طام في ظلمات من الضلال الحالكة يتخبطون.

 

7- تحقيق منهج السّلف، القائم على الجمع بين الفقه في الدّين، والعمل به، في أبواب العقائد والعبادات، والمعاملات، مع الحرص على ذلك، في ضوء الجمع بين النّصوص في جميع الأبواب، والمسائل.

 

8- بيان خطورة الشبهات وآثارها الوخيمة، في فساد الملل والعقائد. وتقرير منهج السلف في توقّيها، مع بيان أثر ذلك في تحقيق الثبات على الدّين.

 

9- تقرير ضرر أمراض الشهوة، وأنّها بريد الكفر، وبيان منهج السلف في الحذر من الوقوع فيها، مع بيان أثرها في فساد الفرد والمجتمع. ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الصف: 5].

 

10- كثرة الهجوم الفكري على العالم الإسلامي، وتعاون الكفر ضدّ الإسلام وأهله بخرق صفوفهم من خلال الفضائيات بأنواعها وأشكالها ممّا يجعل الضرورة ملّحة إلى هذا الموضوع من أجل ضبط حقيقة هذا الدّين بتقرير جماله وكماله ورحمته للعالمين أجمعين.

 

11- تخبط كثير من المسلمين نتيجة قوة مورد الشبهات التي تبثّها الجماعات المنحرفة عن عقيدة أهل السّنة والجماعة، فانتشر الفكر التّكفيري بأشكال وصور لم تعرف فيما قبل، بجهود من أصحابها في كالات وتنظيمات عالمية يرعى بعضها دول عالمية كبرى ممّا يجعل المسلم في مهب تلك التيارات الجارفة في تيه من أمر دينه، فكان لا بدّ من تناول الأمر من أصله من خلال الحق الذي كلّ ما سواه باطل ولا محالة: عقيدة أهل السّنة والجماعة.

 

سبب اختيار الموضوع:

لا خلاف بين أهل الإسلام في أنّ الثبات على الدّين علمًا وعملًا وتحقيقًا في سلوك الفرد والمجتمع غاية في الأهمية، ومعلوم أنّ كلّ علم إنّمّا يشرف بأحد الأمرين:

أحدهما: بمتعلّقه فما تعلّق بالله عزّ وجلّ من علم كالعلم بتوحيد الله تعالى وتحقيق العبودية له وحده لا شريك له والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته وتحقيق القول في ذلك بالرّد على أهل الأهواء والبدع فإنّ ذلك أشرف العلوم إطلاقًا.

 

الثاني: بحكمه فإنّ العلم بالواجب أفضل من العلم بالمستحب، والعلم بأصول الدّين، ومسائل السنة أشرف بغيرها من العلوم الشرعية.

 

ومن هنا فمن أهمّ الأسباب التي حملني على اختيار هذا الموضوع ما يلي:

1- ما قد ابتليت به الأمّة، من كثرة خروج شبابها عن منهج سلفها القويم، والسقوط صيدا سهلا في ضلال جماعات حزبية، لا تنزع في عن منهج السلف في العلم، والمنهج، والسلوك، والمعتقد، وإنّما تنطلق في ثوابتها من أهواء وبدع رضوا بها لأنفسهم، فعقدوا عليها الولاء والبراء، ولها أقاموا الخصومات وخاضوا المعارك.

 

2- كثرة ورود مسمّى هذا الموضوع في دعاء النّبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من بعده رضوان الله عليهم، وكذلك في مصنفات العلماء، ممّا يجعله ا ذا أهمية بالغة يستحق من المسلم الحرص على تحقيقه ومن الباحثين العناية والدّراسة من خلال رسالة علمية تعنى بجوانبه.

 

3- الفائدة العلمية التي رجوتها لنفسي، من خلال تقديم هذا الموضوع بمعالجة عقيدية بصورة علمية يفيد المسلم في دينه، والمربّي في بيته، والمعلم بين تلامذته، والدّاعية في مجتمعه، خاصة المجتمعات البعيدة عن قلاع العلم في العالم الإسلامي، فكان من أجمل الطرق -حسب رأيي - تقديم أصل الأصول إلى هؤلاء من خلال ما يعرفونه ويسعون لتحقيقه.

 

4- تباين فهم النّاس حول مسألة الثبات، كما يظهر في الدراسات التي قدّمت عنها،كما سيأتي بإذن الله تعالى[4]- ولا يلزم أن يكون ذلك لخلاف عقدي لكن أكثر من تناول هذا الموضوع في مقال أو دراسة، قد غلب على دراساتهم جانب ضرب الأمثلة بعد جمع نصوص الباب، وهذا يميت أهمية الثبات في النّفوس بدل أن يحييها، حتّى قد يتوهمّ من لم يسبر غور هذا الموضوع، أنّه ليس بموضوع علمي من شأنه أن يستوقف الباحثين معتقدين قلة المادّة العلمة فيه من ناحية، وغلبة الجانب العاطفي عليه من ناحية أخرى، فكان لا بدّ من إزالة هذه الشبهات، بتقديم دراسة يتناول الموضوع من خلال أصل الأصول فيقرّر شموليته لأبواب الدّين كلّها.

 

خطة البحث:

اشتمل هذا البحث على مقدّمة وأربعة فصول، وخاتمة، وفهارس علمية مختلفة.

 

أمّا المقدمّة؛ ففيها:

1- الافتتاحية.

2- أسباب الاختيار وأهمية الموضوع.

3- خطة البحث.

4- المنهج المتبع في البحث.

5- الشكر والتقدير.

6- الدّراسات السّابقة في الموضوع.

 

المدخل: في معنى الثبات على الدّين:

وتحته سبعة مطالب:

المطلب الأوّل: تعريف الثبات لغةً.

المطلب الثاني: تعريف الثبات شرعًا:

المطلب الثالث: تعريف الدين لغةً.

المطلب الرابع: تعريف الدّين شرعًا.

المطلب الخامس: تعريف الثبات على الدّين.

المطلب السادس: بيان مرادفات الثبات على الدّين في الشرع.

المطلب السابع: مفهوم الثبات على الدين عند الطوائف.

 

أمّا الفصول فعلى النّحو التّالي:

الفصل الأوّل: مراتب الثبات على الدّين:

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأوّل: الثبات على أصل الدّين.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأوّل: مفهوم الثبات على أصل الدّين.

المطلب الثاني: أدلة تقرير مفهوم الثبات على أصل الدّين.

المطلب الثالث: ما يضاد هذه المرتبة، وهو الكفر.

المطلب الرابع: الأدلة على تقري مضادة الكفر للثبات على أصل الدّين.

 

المبحث الثاني: الثبات على السنّة وما يضاده وهي البدعة.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأوّل: مفهوم الثبات على السنّة.

المطلب الثاني: الأدلة على تقرير مفهوم الثبات على السنة.

المطلب الثالث: ما يضاد هذه المرتبة وهي البدعة.

المطلب الرابع: الأدلة على تقرير مضادة البدع للثبات على السّنّة.

 

المبحث الثالث: الثبات على الطاعة وما يضاده من المعصية.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأوّل: مفهوم الثبات على الطاعة.

المطلب الثاني: الأدلة على تقرير مفهوم الثبات على الطاعة.

المطلب الثالث: ما يضاد هذه المرتبة وهي المعصية.

المطلب الرابع: الأدلة على تقرير مضادة المعصية للثبات على الطاعة.

 

المبحث الرابع: الثبات على المرتبة التي بلغها العبد من الدين، ويضاده التقصير:

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأوّل: مفهوم الثبات على المرتبة التي بلغها العبد من الدين.

المطلب الثاني: الأدلة على تقرير مفهوم الثبات على المرتبة التي بلغها العبد من الدّين.

المطلب الثالث: ما يضاد هذه المرتبة وهو التقصير.

المطلب الرابع: الأدلة على تقرير مضادة التقصير للثبات على المرتبة التي بلغها العبد من الدّين.

 

الفصل الثاني: أسباب الثبات على الدّين:

وفيه أحد عشر مبحثا:

المبحث الأوّل: العلم، والفقه في الدّين.

المبحث الثاني: الإخلاص.

المبحث الثالث: إتباع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

المبحث الرابع: الدّعاء.

المبحث الخامس: التّوكّل على الله.

المبحث السادس: الأعمال الصالحة.

المبحث السابع: تجنب المعاصي.

المبحث الثامن: الصبر، والرضا بقضاء الله تعالى.

المبحث التاسع: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم.

المبحث العاشر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المبحث الحادي عشر: الحب في الله والبغض في الله.

 

الفصل الثالث: آثار الثبات على الدّين:

وفيه مبحثان:

المبحث الأوّل: آثار الثبات على الدّين في الدنيا.

وفيه عشرة مطالب.

المطلب الأوّل: تمكين الله لعباده المؤمنين في الأرض.

المطلب الثاني: رحمة الله لأهل الثبات على الدين.

المطلب الثالث: محبة الله لأهل الثبات على الدّين.

المطلب الرابع: حفظ الله لأهل الثبات على الدّين.

المطلب الخامس: سعة الأرزاق وكثرة النّعم.

المطلب السادس: صلاح ذريّة أهل الثبات على الدّين.

المطلب السابع: استجابة الله لدعاء أهل الثبات على الدّين.

المطلب الثامن: صلاح العقائد والأخلاق.

المطلب التاسع: تعظيم شعائر الدّين، وإقامتها في المجتمع.

المطلب العاشر: إشاعة الأمن والسعادة في المجتمعات.

 

المبحث الثاني: آثار الثبات على الدين في الآخرة:

وفيه سبعة مطالب:

المطلب الأوّل: الثبات على كلمة التوحيد عند الموت.

المطلب الثاني: الثبات عند المسألة في القبر.

المطلب الثالث: الثبات في عرصات القيامة.

المطلب الرابع: الثبات على الصراط في الآخرة، كما ثبت على الصراط المستقيم في الدّنيا.

المطلب الخامس: نيل رضا الله تعالى.

المطلب السادس: دخول الجنّة.

المطلب السابع: النّظر إلى وجه الله تعالى.

 

الفصل الرابع: معوقات الثبات على الدّين:

وفيه اثنا عشر مبحثا:

المبحث الأوّل الغلو.

المبحث الثاني: اتباع الهوى.

المبحث الثالث: الشبهات.

المبحث الرابع: الشهوات.

المبحث الخامس: الجهل بالدّين.

المبحث السادس: الأمن من مكر الله.

المبحث السابع: مخالطة أهل الشر.

المبحث الثامن: الخروج على الجماعة.

المبحث التاسع الدخول في الفتن.

المبحث العاشر: أكل الحرام.

المبحث الحادي عشر: الظلم.

المبحث الثاني عشر: المعاصي.

أمّا الخاتمة: ففيها أهم نتائج البحث.

 

وأمّا الفهارس العلمية فعلى النّحو التّالي:

أ- فهر الآيات القرآنية.

ب- فهرس الأحاديث النبويّة.

ج- فهرس الآثار.

د- فهرس الفرق والطّوائف.

هـ- فهرس الأعلام المترجم لهم.

و- فهرس الأشعار.

ز- فهرس البلدان.

ك- فهرس المصادر والمراجع.

ل- فهرس الموضوعات.

 

منهجي في البحث:

لقد اتبعت في البحث المنهج التالي:

1- عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها من المصحف ببيان اسم السورة ورقم الآية.

 

2- خرّجت الأحاديث النبوية الواردة في البحث بذكر الكتاب المصدر، والباب، ورقم الحديث، والصفحة، وحيث يكون الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإني أكتفي بذلك، عن تخريجه من كتب الأحاديث الأخرى، وبيان درجته، وإذا لم يكن في الصّحيحين أو أحدهما خرجته من السنن والمسانيد مبينا درجته من حيث الصحة والضعف معتمدا في ذلك على أقوال العلماء.

 

3- خرجت الآثار الواردة في البحث، من كتب الآثار.

 

4- وثقت النقول الواردة في البحث من أقوال العلماء، والباحثين، بوضعها بين قوسين إذا كان النّقل حرفيا، مع توثيق مصدره في الحاشية، وحيث أتصرّف فيه أكتفي بتوثيقه في الحاشية، ولا أضعه بين قوسين، مشيرًا إليه في الهامش بقولي: (انظر).

 

5- ترجمت الأعلام الواردة في البحث، ولم ألتزم الترجمة للصّحابة إذ أكثرهم مشهورون.

 

6- عرّفت بالمصطلحات العلمية الواردة في البحث.

 

7- استخدمت علامات الترقيم العلمية، بما يسهل فهم البحث، وقراءته إن شاء الله تعالى.

 

8- شرحت الكلمات الغريبة الواردة في البحث.

 

9- حرصت على الربط بين فصول البحث، ومباحثه، ومطالبه، بحيث أختم السابق منها بما ينبه على التالي.

 

10- ربطت بين معلومات البحث، بحيث إذا تقدّم التعريف بعَلم، أو تخريج حديث ثمّ تكرّر فإنّي أحيل إلى الموضع المتقدّم، للربط بين فقرات البحث، واجتناب التكرار الذي يفقد البحث رونقه وجماله.

 

11- ضبطت بالشكل الكلمات التي احتاجت إلى ذلك درءًا ودفعًا للوهم.

 

12- لقد عوّلت كثيرًا على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيّم، لشدة صلة كتبهما بالموضوع، ولما يتوفّر في كتبهما من تحقيقات مفصلة، قلمّا تجتمع لغيرهما.

 

13- حين يتكرر النّقل من مرجع واحد على التوالي، لا أعيد عنوان المرجع بل أكتفي بقولي (( المرجع السّابق )) وقد حرصت أن لا يتوالى النّقل الحرفي عن مرجع واحد على التوالي.

 

14- إذا لم أجد تعريفًا اصطلاحيًا شرعيًا لكلمة من كلمات مباحث البحث أو مطالبه، اجتهدت في تقديم تعريف شرعي له من خلال الإفادة من مجمل كلام أهل العلم فيها.

 

15- استهل المباحث والمطالب بتقديم تعريف لغوي وشرعي للعناوين، مع تقرير المعاني المناسبة للموضوع، من أجل تقديم تصوّر كامل للعنوان قبل معالجته بالدراسة.

 

16- سرت على تقسيم وتفريع أوجه الاستدلال داخل المباحث والمطالب من أجل تحديد جوانب الموضوع المختلفة، وتقريب فهمه.

 

17- عرّفت البلدان الواردة في البحث، لما قد يحتوي التعريف عنها من معلومات تفيد البحث في تحديد المراد بالبلد المعيّن، ولا سيما عند إشكال تشابه الأسماء للبلدان.

 

18- عند تقرير مسألة في مباحث الموضوع ومطالبه أبدأ بتقرير الجانب المتعلّق بالعقيدة، ثمّ أتناوله بالدراسة لأهمية ربط المسائل بالعقيدة من ناحية، ولأنّ تناول تلك المسائل دون تقرير الجانب العقدي، يقللّ من أهميته.

 

20- ذيّلت البحث بخاتمة جمعت فيها أهمّ ما توصّلت إليه خلال هذا البحث من فوائد علمية.

 

شكر وتقدير:

أحمد الله تعالى على ما أولاني من التوفيق والامتنان، وأشكره تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، من أجلّها بعد نعمة الإسلام والإيمان، نعمة الدراسة في مدينة الرّسول- صلى الله عليه وسلم -، أعظم بها من نعمة.

 

وأسأله تعالى المزيد من فضله وأن يتمّ نعمته عليّ بالثبات على منهج السلف الصالح حتى الموت، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

 

ثمّ أشكر المملكة العربية السعودية، حكومة وشعبا، على جهودها المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين في ربوع العلم، وخاصة على هديتها الثمينة للعالم الإسلامي والمتمثلة في هذه القلعة العلمية (الجامعة الإسلامية)، فأسأله تعالى أن يُديم على هذه الدولة نعمها ورخائها وأمنها.

 

ثمّ أشكر المسئولين في الجامعة الإسلامية، من رؤساء، وموظفين وأعضاء هيئةتدريس، على ما بذلوا ويبذلون في سبيل تعليم أبناء المسلمين من ربوع العالم، وأخص بالشّكر فضيلة شيخي ومشرفي الدكتور إبراهيم بن عامر الرّحيلي، على عنايته العلمية، والتربوية، الخاصة بي.

 

فقد تعرّفت عليه منذ السّنة الثانية من الكلية، وحتى كتابة هذه الرسالة، لم يزل الشيح يحوطني برعايته، في دروسه العامّة، وتوجيهاته العلمية.

 

ولقد وجدت فيه مثالا للحب في الله، والحرص على العلم والعناية بالتحقيق والتدقيق في المسائل، ولا جرم أنّ ذلك قد أثر في تكويني علميًا، فجزاه الله خيرا، وبارك الله له في ذريته، وأمدّ له في عقبه، ونفع بعلمه.

 

كما لا يفوتني أن أشكر الشيخين الفاضلين:

د. عبد الله الغفيلي.

د. محمود بن عبد الرّحمن القدح.

على قبولهما مناقشة هذه الرّسالة رغم كثرة الصّوارف لديهما، ولا شكّ أنّ الشيخين ممّن قد تلقيت على أيديهم في بداية هذه المرحلة بالمنهجية ممّا بقي أثره الطيّب عليّ بإذن الله تعالى، وخاصّة الشيخ الدّكتور محمود قدح والذي درسني قبل ذلك في الكلية بالشريعة، فجزاهما الله خيرًا ونفع بعلمهم وبارك فيهما في عقبهما.

 

وأسأل الله تعالى أن يغفر لوالدِي وأن يسكنه فسيح رحمته، وأن يبارك لي فيما بقي من عمر والدتي، ويقر عينها بي وبإخوتي، ويرزقنا برها، وأن يغفر لي وللمسلمين جميعًا، إنّه قريب مجيب الدّعوات. آمّين.

 

الدراسات السّابقة في الموضوع:

إنّ موضوعًا بمثل هذه الأهمية في حياة كلّ مسلم لابدّ أن يحظو بعناية العلماء والباحثين وطلبة العلم قديمًا وحديثًا، ومن هنا فقد تنوعت مسالك العلماء في معالجة هذا الموضوع لاختلاف حكمهم في اعتبار الجانب الذي ينبغي التركيز عليه في باب الثبات على الدّين، وتلك الدراسات قديمة وحديثة:

أمّا القديمة: فلعل من أهمّها:

أوّلًا: الثبات عند الممات:

للإمام أبي الفرج جمال الدّين بن الجوزي، تحقيق عبد الله الليثي الأنصاري، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1406هـ 1986م.

 

وأهمية هذا الكتاب:

1-: بالنّظر إلى مؤلفه فهو من أعلام العلماء السابقين المعروفين بالتحقيق في العلم والتدقيق، ولا شكّ أنّ هذا يعطي قوّة لكتابه هذا.

 

2-: أنّه خص بالدّراسة موضوع الثبات عند الممات، ولعل تخريج هذا التخصيص راجع إلى ما جاء من نصوص محذرة من سوء الخاتمة، وأنّها معقل الأمور من حيث نجاة العبد من أليم عقاب الله تعالى، ونيل رضوانه والجنّة.

 

يقع الكتاب في (280) صفحة، ويتميّز بكثرة ما أورد فيه المؤلف رحمه الله تعالى من الآثار عن السّلف، كما يناقش المسائل المتعلقة بالموت والبرزخ، ومسائل القيامة.

 

ثانيًا: الاستقامة لابن تيمية:

أبي العباس تقيّ الدّين أحمد بن عبد الحليم، شيخ الإسلام:

وتظهر أهمية هذا الكتاب في أنّ موضوعه هو عين موضوع الثبات على الدّين، ومؤلفه في الباب معروف، فهو من أهل التحقيق من العلماء، خاصة جهوده الفريدة في فروع مسائل هذا الموضوع، والرد على المخالفين لمنهج السّلف رحمهم الله تعالى.

 

ثالثًا: كتاب مدارج السّالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، للإمام شمس الدّين ابن القيّم رحمه الله تعالى.

 

وتظهر أهمية هذا الكتاب:

1- بالنّظر إلى مؤلفه، فهو من أعلام الأمة والمعروفين بالتحقيق في العلم، والعناية بمسائل العقيدة مع كثرة التصنيف فيها، والرد على المخالفين لمنهج السلف.

 

2- في تقريره موضوع الثبات على الدّين في أنّه انطلق من خلال شرح تفصيلي للعبودية من خلال مرجع الأصول في ذلك وهو قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

 

كما أنّه ألّفه شرحًا على كتاب منازل السّائرين للهروي، فصار الكتاب بذلك من أحسن الكتب في الباب وأجودها، إذ حوى تفصيل الحق وتقريره، مع بيان الباطل والرّد عليه، وتفنيد الشبه التي تثار باسم الدّين.

 

وأمّا الحديثة:

فلعل من أهمّها كذلك كتاب (الثبات على الدين وأثره في حياة المسلم في ضوء الكتاب والسنة) للدكتور الأمين الصّادق الأمين، وأصله رسالة علمية تقدّم بها الباحث لنيل الدرجة العالية (الدكتوراه).

 

وتظهر أهمية هذا الكتاب من خلال منهج مؤلفه إذ تركز البحث على بيان الثبات في مواطن يرى المؤلف أنّها الهدف الأسمى للثبات على الدين إذ ما سواه يكون تبعًا لها، فيذكر الثبات على الدين في تلك المواطن بالأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف في تقرير علمي رصين، ثمّ يورد عوامل الثبات في كل موطن على النّسق نفسه.

 

فكانت الجوانب التي رأى المؤلف أنّها المقصودة بالثبات على الدين، هي ما صنف إليه أبواب رسالته على ضوء ما يلي:

الباب الأوّل: الثبات في الفتن.

الباب الثاني: الثبات عند الابتلاء.

الباب الثالث: الثبات في الدعوة إلى الله تعالى.

الباب الرّابع: الثبات في الجهاد.

الباب الخامس: الثبات على المنهج الحق.

الباب السادس: الثبات عند الموت.

الباب السابع: الثبات في القبر.

 

وهذه الرّسالة على قوّتها في المادة العلمية ومكنة الباحث في معالجة أبواب الرّسالة إلاّ أنّها لا تسد الحاجة التي من أجلها، كتبت رسالتي وعلى ضوئها رسمة خطتها وذلك من خلال ما يلي:

أوّلًا: من خلال صعوبة انضباط هذا المنهج القائم على معالجة الموضوع عن طريق بعض أفراده الكلية الداخلة فيه دخول الأمثلة، إذ تقسيم موضوع الثبات على الدّين بهذا الطريقة لا يعرف له حد يقف عنده، لإمكان فتح بابه على جميع شعائر الدّين فيقال: الثبات على ذكر الله، والثبات في وقت الشباب، والثبات في طلب العلم...وهكذا ثمّ يجمع النّصوص الواردة في الباب على أنّها عوامل الثبات في هذه الطاعات، وهذا ظاهر.

 

ثانيًا: من خلال التسلسل المنطقي للموضوع، فحين لا يكون تصوّر موضوع الثبات على الدّين واضحًا من خلال أصل الدين والسنة، والطاعة الواجبة والمستحبة، لا ينسجم ترتيب الأبواب أبدًا، ومن هنا نلاحظ أنّ باب الثبات على المنهج الحق قد جاء الخامس لدى المؤلف بينما سبقه أبواب هي من آثار الثبات على المنهج في الحقيقة.

 

ثالثًا: أنّ المناسب لعنوان المؤلف - حسب منهجه في تقسيم الخطة- أن يكون هكذا (الثبات على الدين في الفتن، والابتلاء والدعوة والجهاد، وعلى المنهج الحق وعند الموت وفي القبر) أمّا إذا أراد الثبات على الدّين كلّه فإنّه بلا شك قد فاته أهمّ الأركان في ذلك وهو الثبات على أصل الدّين وعلى التّوحيد.

 

ومن هنا أشرت إلى أنّ مسلك معالجة الموضوع من خلال بعض أجزائه، يجعل الموضوع وكأنّه لا يصلح إلاّ في ذلك وهو مسلك غلب على كثير ممّن تناول هذا الموضوع في مقال أو بحث من المعاصرين، فكان لا بدّ إذًا من تقديم بحث علمي ينحى به منحى الشمول في استعاب ما يتعلّق بالموضوع، ومن هنا فقد تميّز بحثي هذا في خطته بما يلي:

أوّلًا: التقسيم المنطقي التسلسلي لمبا حث الموضوع بحيث يكون لاحق بمكانه من السّابق دائمًا.

 

ثانيًا: الخطة المنهجية الشّاملة للموضوع: بحيث جاءت مباحث أسباب الثبات وآثاره ومعوقاته تنسحب على أبواب الدين كلّها فمثلًا الإخلاص ليس فقط سببًا للثبات على التوحيد، بل هو سبب لذلك وللثبات كذلك على السنة وعلى الطّاعة الواجبة والمستحبة، بخلاف من سلك مسلك ضرب الأمثلة: فإنّ ما يورد مثلًا على أنّه من عوامل الثبات في الجهاد، قد يتوهّم أنّ غير المجاهد لا يحتاج إليه وهكذا.

 

ثالثًا: تحقيق حدود هذا الموضوع: فإنّ هذا الموضوع كغيره من المواضيع له بداية ونهاية، ولا يمكن تحديد ذلك إلاّ من خلال مثل المنهج الذي سرت عليه، فبداية الثبات على الدّين بالثبات على أصل الدّين، ونهايته بالثبات والمداومة على ما بلغه العبد من نوافل العبادات، فيكون ذكر المعوقات وأسباب الثبات وآثاره بعد ذلك من باب الإمداد، والتحذير، والشحذ.

 

رابعًا: أنّ موضوع الثبات على الدّين من خلال منهج ضرب الأمثلة يبدوا طويلًا لا يمكن البت فيه - ولو مجملًا في كلمة- بينما إذا اعتبرنا المنهج الذي سرت عليه نجد أنّ هذا الموضوع بشموله وطوله يمكن طرحه في خطبة، وفي محاضرة، وفي مقال... بحيث يستوعب الحاضر جميع المقصود بالثبات على الدّين إجمالًا، ولا شكّ أنّ هذا مقصد شرعي نبيل.

 

خامسًا: أنّ تناول موضوع الثبات على الدّين بهذا الأسلوب يجعله قريبًا عمليًا إلى جميع المسلمين، فهو يخاطب السّابقين والصديقين، كما يخاطب المقتصدين أهل التّفريط، ويحدد لكلّ ما قد حققه من الدّين، وماذا بقي عليه فيما بعد، بينما قد يتوهم من المنهج الآخر أنّه لا يخاطب إلاّ أهل الاستقامة من المسلمين.

 

فبمجموع هذه الأسباب كان لا بدّ من تقديم هذا الموضوع الثبات على الدّين بهذا المنهج لما فيه من الفوائد العظيمة - إن شاء الله تعالى - للأمة، والله تعالى أعلم.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات، وبتوفيقه وسداده تنال الغايات، أحمده حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، وأشكره على نعمه الكثيرة عليّ والتي من أجلّها نعمة الإسلام، على عقيدة أهل السنة والجماعة، ثمّ تلقّي العلم الشرعي في مدينة رسوله- صلى الله عليه وسلم - على يد علماء ومشايخ سلفيين، وفي كنف دروس علمية في المسجد النبوي وأرجاء المدينة، أدخرها زادًا لنفسي ولبني جلدتي ممّن ينتظرونني في بلدي بعد التحصيل.

 

ثمّ الصلاة والسّلام على رسوله الأمين نبيّنا محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى آله الطيّبين، وأصحابه البررة الكرام، وعلى كلّ من استنّ بسنته - صلى الله عليه وسلم - وسار على هديه إلى يوم الدّين.

 

أمّا بعد:

فهذه أهمّ النتائج التّي توصّلت إليها خلال هذا البحث ذي الموضوع المهم (الثبات على الدّين) أوجزها فيما يلي:

أوّلًا: تقريب موضوع الثبات على الدّين بدراسة منهجية تحدّد لكلّ من يطلع على هذه الرّسالة بإذن الله تعالى منزلته من هذا الأصل الجلل الثبات على الدّين، فإن كان من أهل العلم والمعرفة فهو تذكير له وتنبيه، والذكرى تنفع المؤمنين، وإن كان من طلبة العلم فهو من أحسن مسالك التأصيل له.

 

ثانيًا: تقرير مراتب الثبات على الدّين، وهي: الثبات على أصل الدّين، والثبات على السنّة، والثبات على الطّاعة، والثبات على المرتبة التي يبلغها العبد من الطاعة، مع تحقيق القول فيما يضاد كلّ مرتبة من تلك المراتب ليكون المسلم على بينة بما حقق منها وكيف يسلم ممّا يفسد عليه ذلك، لينطلق نحو المراتب الأخرى.

 

ثالثًا: أهمية الدّراسات المنهجية القائمة محاولة تقريب شتات أبواب المسألة، فإنّ موضوع الثبات على الدّين يمكن معالجته بأكثر من طرق بحثي لكن الطّريق القائم على المنهجية في الطرح والنّظر أسدّها وأكملها، إذ وإن بدت مختصرة بحكم طبيعة الموضوع إلاّ أنّه يبقى شاملا لمفرداته دالًا بالإشارة إلى ما قصرت عنه العبارة، فقد قامت الدراسة على تحديد جميع مجال الدّين من التوحيد إلى الأعمال الصالحة التي يفعلها العبد تطوعًا وقد يفتر عنه، وبذلك شملت الدراسة الدّين كله، وهذه فائدة كبيرة للباحث المبتدئ مثلي حيث أنار لي الطريق في كيفية تقسيم الموضوع لتكون الدراسة أشمل.

 

رابعًا: تقرير تفاوت النّاس في الثبات على دين الله تعالى، والاستقامة على طاعته، بحكم ما يحققون من أسباب الثبات بتوفيق الله تعالى، فمنهم السّابق بالخيرات، الذي قد تحققّ فيه الحديث القدسيّ في الوليّ، ومنهم المقتصد الذي ثبت على فعل الواجبات وترك المحرّمات، ودونهما الظّالم لنفسه الذي ضيّع بعض الواجبات، ووقع في بعض المحرّمات.

 

خامسًا: أهمية العلم بأسباب الثبات على دين الله تعالى، وفضل الفقه فيها لما يترتب عليه من القيام بها، والحرص عليها، وتربية الشباب على ضوئها، والاهتمام بها حسب الأولى فالأولى في بناء الفرد والمجتمع.

 

سادسًا: أهمية العلم بمعوّقات الثبات على الدّين، لسدّ الذرائع المفضية إليها، وتحذير الأمّة من الاغترار بمن يدعو إليها، أو يتهاون بها، وبالأخص الشبهات المضلة، والشهوات المجهلة.

 

سابعًا: تقرير جمال الإسلام وكماله من خلال تحقيق القول في آثار الثبات على الدين في الدّنيا والآخرة، سواء في حياة الفرد أو المجتمع.

 

سابعًا: تقرير حاجة الأمّة إلى هذا الموضوع في ظلّ تفشّي الجهل في المجتمعات، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، لما له من الآثار الطيبّة في تعريف الأمّة بدينها بمنهجية تقوم على تقرير العلم والعمل معًا.

 

ثامنًا: الفوائد العلمية الجليلة التي استفدتها خلال هذه الفترة حيث قويت صلتي بكتب العلماء، واتسع مجال إطلاعي، فاستفدت حب القراءة من أجل الفهم والتّقرير، كما استفدت من منا قشة آراء العلماء تقريرًا وتأييدًا أو وترجيحًا ممّا سوف تبقى بصماته بإذن الله تعالى في مسيرتي العلمية.

 

تاسعًا: كمال هذا الدّين وجماله وتمامه حيث احتوى على كلّ ما من شأنه إسعاد الفرد والمجتمع، وجلب الخير للبشرية كلّها، وأنّ بقاء هذا العالم ودوامه، وكلّ ما فيه من خير ورحمة فمصدره هذا الدّين العظيم، الذي كلّما تمسك به النّاس كانوا في خير ورحمة.

 

عاشرًا: أهمية توحيد الله تعالى أصل الدّين، وأنّه الأصل الذي لا ينفع قول ولا عمل ولا معتقد إلا بعد تحقيقه، على ضوء ما ورد في الكتاب والسنّة بناء على فهم السّلف الصّالح.

 

الحادي عشر: كمال عقيدة أهل السّنة والجماعة، وأنّها العقيدة الوحيدة التي أهلها الفرقة النّاجية، فإنّ الثبات على الدّين هو المطلب الأسمى الذي يرنوا إليه كلّ مسلم ولا دين إلاّ بمتابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما شرع وأمر.

 

الثاني عشر: أهمية السّنة وأنّها العصمة من البدع والضلالات والكفريات التي تحصل من غلاة المبتدعة، ممّا جعلوها دينًا، وعقدوا على أساسها الولاء والبراء، فلم يسلم من ذلك إلاّ السني المتمسّك بنهج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من بعده رضوان الله عليهم.

 

الثالث عشر: تفسير كلّ طائفة من طوائف الأهواء والبدع الثبات على الدّين من خلال بدعته ممّا يلبّس الأمر على العامّة، وخاصّة إذا صاحب ذلك شدة في العبادة، وغلو وجهل فيظنّ النّاس أنّ ذلك كلّه من الأصول التي ينبغي السير عليها.

 

وتنطلق الفرق البدعية في تقرير ذلك من خلال تعريفهم للإيمان، ومن هنا فكلّ فرقة تملي عقيدتها بدعوى أنّها الدّين الذي ينبغي الثبات عليه، فالمرجئي، والجهمي الغالي يجعلون من الثبات على الدّين بل أصل الثبات الإرجاء، بينما عند الخارجي والمعتزلي فالثبات على الدّين يكون بتكفير النّاس بالمعاصي والغلو مع الجهل المطبق في فهم النّصوص وتقرير مسائله، أمّا الرافضي والصّوفي فالثبات على الدّين رهن القبور والطواف بها، والبكاء عندها، فجاءت هذه الدّراسة بإذن الله تعالى لتسهم في بيان الحق وسبيل الهدى ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بيّنة.

 

الرابع عشر: أنّ من فقه الثبات على الطاعة الموافق لهدي النّبي - صلى الله عليه وسلم - الالتزام والاستمرار على العمل الصّالح الذي يفعله العبد، وهذا يقتضي أن يأخذ من العمل ما يستطيع مع إختلاف الأحوال والصوارف المداومة عليه، بخلاف منهج أهل التنطع والتشدد الذين، يتنقلون بين كلّ جديد ولا يثبتون على أمر، فهؤلاء على خلاف هدي النّبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

الخامس عشر: حرص السّلف رحمهم الله تعالى على الثبات على الدّين، وظهور ذلك في دعائهم وكلامهم، وتعليمهم النّاس السبل والأسباب المعينة على ذلك.

 

السادس عشر: أثر التفسير الباطل على الدين، وأنّه من أسباب انحراف الفرق، مثل الصوفية الذين فسروا اليقين في قوله تعالى ﴿ واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين ﴾ بمرتبة يبلغها العبد من الدّين يسعه عندها ترك الطّاعة، فجعل من الآية التي من شأنّها حث النّاس على الاجتهاد في العبادة والثبات عليها، دالة على الدعة والكسل والفتور.

 

السابع عشر: أنّه لا يسع العبد إلاّ الثبات على الدّين، فإنّّه إذا لم يثبت على الدّين فلا بدّ أن يشبه إحدى الطائفتين: المغضوب عليهم أو الضالين، فإن انحرف مع الجهل كان من الضالين، وإن كان عالمًا مع الانحراف ففيه شبه بالمغضوب عليهم وكلتا الطّائفتين مطرود ملعون من رحمة الله حتّى يؤمنوا بمحمّد - صلى الله عليه وسلم -.

 

عاشرًا: ضلال النّظار من الفلاسفة والمتكلمين في أول واجب على المكلّف إذ ذهبوا إلى أنّه الشك، فأورثهم ذلك شكًا لا يقين معه البتة، فصار أحدهم يشك في كلّ شيء، ومن هنا كان سبيلهم أبعد السبل عن نور الهداية والثبات على دين الله تعالى.

 

الحادي عشر: قبح الشّرك وفساد فعل أهله، والتّقرير بالأدلة من الكتاب والسنة والمعقول بأنّهم أبعد خلق الله تعالى من الهداية والثبات على دين الله تعالى.

 

التاسع عشر: قبح النّفاق وخسارة أهله إذ لا هم كفار أصليون ولا مسلمون، مع تقرير شدةّ مكرهم لأهل الإسلام، وفسادهم من الدّاخل، حتّى كان التنبيه عليهم أشد وأظهر لخطورة أمرهم مع خفائه على النّاس.

 

الثالث عشر: أهمية كلمة الشهادة، في الثبات عل الدّين خاصّة في لحظة الوفاة، وأنّ من حققها دخل الجنّة على ما كان من العمل.

 

العشرون: قبح الرّدة عن دين الله تعالى، وشدة غضب الله تعالى وخذلانه للمرتدين، والوعيد لهم بأليم العقاب في الدنيا والآخر ة، لأنّهم عرفوا أسرار المسلمين ثمّ خرجوا من الإسلام، فلم يبق حل لمعضلتهم إلاّ حسم مادة وجودهم بقتلهم ردة وكفرًا.

 

الحاديى والعشرون: حماية النّبي - صلى الله عليه وسلم - حمى التّوحيد من الشرك والغلو والبدع كلّها، ودلالته أمته على خطورة الشرك، وسرعة وقوع النّاس فيه إذا غلب الجهل أو الهوى وحب الظهور.

 

الثاني والعشرون: إطلاقات السنّة عند مختلف المدارس علماء الإسلام وتقرير تعريفها شرعًا بتفصيل، مع البيان أنّ الثبات على السنّة شامل لذلك كلّه بحسب ما يفتح الله على العبد من الإيمان الواجب والمستحب.

 

الثالث والعشرون: حرص السّلف على تحذير النّاس من الأهواء المضلة والفتن، والخوض في الآراء الكلامية التي لا تثمر علمًا ولا تنفع في فهم بل هي من أقرب السبل إلى الضلال فإنّ الله تعالى ما أهلك قومًا إلاّ بعد أن رزقهم الجدل فقست قلوبهم.

 

الثامن عشر: تقرير أوجه ما بين السّنة والكتاب من البيان والوفاق، والرد على من يزعم تعذر الجمع بينهما في العمل، وأنّه إنّما يأخذ بالكتاب دون السّنة وتقرير بطلان مسلكه بالنص والمعقول.

 

الرابع والعشرون: تقرير ذم الافتراق والأهواء بما ورد في ذلك من الكتاب والسّنة، وآثار عن السّلف، ممّا لا يضع أيّ مجال للشكّ بأنّ من سلك سبيل التفرق أو تعاطى أسبابه فقد اختار طريق الغواية، وآثر سبيل الشيطان.

 

الخامس العشرون - تقرير أهمية السّنة بأكثر من وجه، وبيان أنّ أهلها في أهل الإسلام كأهل الإسلام في الملل، وذلك من خلال ما ورد في ذلك من نصوص ومن كلام العلماء في الحث عليها والذود عن البدع والأهواء.

 

السادس والعشرون- تقرير مضادة المعاصي للثبات على دين الله تعالى بالأدلة من الكتاب والسّنة ومن أقوال السّلف، مع بيان أنواع المعاصي ودركاتها، وسبل الوقاية منها وأسباب الوقوع فيها، والتحذير من التساهل في ذلك بالتّقرير أنّها بريد الكفر وفاتحة الضلال فربّ كلمة جرّت إلى الويلات.

 

السابع والعشرون- شرح النّصوص من الكتاب والسّنة من خلال إيراد أقوال العلماء، والآثار الواردة عن السّلف مع تقديم بعض الأمثلة لتقريب معانيها.

 

الثامن والعشرون- الإكثار من إيراد جوامع كلم النّبي - صلى الله عليه وسلم - والتي من شأنها ضبط أصول العلم والعمل بأوجز العبارة مثل حديث الأعمال بالنيات، وحديث الدين النصيحة وغيره، ممّا يعطي مع شرح العلماء لها فهمًا دقيقًا لمسائل الباب وتقريبها بكل وضوح.

 

التاسع والعشرون- تقرير أبواب ثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدّين، مع تعريف يقرب حقيقة هذه المسألة التي فهمها أولًا محل جهد لدى كثير من النّاس، بله العمل به على ما أراد الله تعالى وشرعه على لسان نبيّه- صلى الله عليه وسلم - فبيّنت الأخطاء التي يقع فيها كثير من النّاس في هذا الباب نتيجة الجهل بأولى الأعمال بالنسبة لهم.

 

الثلاثون- تقرير أوجه تفاضل الأعمال من خلال الأدلة من الكتاب والسّنة بالبيان أنّ ذلك يكون تارة باعتبار الزمان أو المكان أو هما معًا وتارة باعتبار العامل إلى غير ذلك من الاعتبارات المهمّة التي ينبغي الفقه بها لضبط باب الثبات على الدّين.

 

الحادي والثلاثون- بيان أهمية فقه العمل وذلك من خلال حب العمل الدائم والحرص عليه وإن قلّ، وأنّ ذلك يزيد على العمل الكثير الذي ينقطع صاحبه، بينما صاحب العمل القليل الدّائم مستمر في عمله.

 

الثاني والثلاثون- تقرير خطورة التشدّد والتنطع من خلال الكتاب والسّنة مع بيان هدي النّبي- صلى الله عليه وسلم - في عبادته وموقف السّلف من المتنطعين المتشددين.

 

الثالث والثلاثون- البيان أنّ التقصير سواء بالغلو أو الكسل مانع من الثبات على الدّين، وأنّ كلًا من الغلو والتقصير مصيدة من الشيطان يوقع بها النّاس، وذلك من خلال نصوص الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في الباب.

 

الرابع والثلاثون- اشتمل البحث على تقرير جملة من المسائل المتعلقة بالثبات على الدّين من خلال أقوال أهل العلم لا سيما الشيخان شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيّم.

 

الخامس والثلاثون- ضرب العديد من الأمثلة للمسائل التي قررتها من خلال أفعال السّلف لأهميته في رسم الأسوة للأمة.

 

السادس والثلاثون- بيان أهمّ أسباب الثبات على دين الله تعالى وممّا جاء في ذلك:

الثامن والثلاثون- تقرير أهمية العلم ودوره في الثبات علىالدين وأنّ الثبات على الدّين لا يستقيم مع الجهل لأنّ دين الله دين علم ومعرفة، وليس دين جهل وغفلة.

 

التاسع والثلاثون- تقرير أهمية التّوحيد ودوره في الثبات على الدين وكذلك الإخلاص مؤيّدًا ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ومن آثار السّلف وأقوال العلماء.

 

الأربعون- تقرير أهمية الاتباع في الثبات على دين الله تعالى، ومثله حب السلف الصّالح وملازمة هديهم، والدعاء ومسائله، والتوكل على الله تعالى ببيان المسائل المتعلقة به في باب العقيدة.

 

الحادي والأربعون-بيان أهمية الأعمال الصّالحة والاجتناب من المعاصي، وأنّه من أسباب الثبات على دين الله تعالى.

 

الثاني والأربعون-بيان الصبر والرضا بقضاء الله تعالى وكونهما من أعظم أسباب الثبات على دين الله تعالى.

 

الثالث والأربعون- تقرير آثار الثبات على الدّين ودوره في صلاح الفرد وسعة رزقه وسلامة المجتمع من البلاء والأوجاع، والكوارث، وحفظ الله تعالى للذرية والأموال والنسل والنفس بسبب الثبات على دينه سبحانه وتعالى.

 

الرابع والأربعون- وفي الختام بيّنتُ معوّقات الثبات على دين الله تعالى للتحذير منها وقد ذكرت هنالك اثني عشر عائقًا مهمًا مع تقرير ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة.

 

وأخيرًا أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد المقل وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وذخرًا يوم العرض عليه إنّه على كلّ شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1

أهمية الموضوع

4

سبب اختيار الموضوع

7

خطة البحث

9

منهجي في البحث

14

شكر وتقدير

16

الدّراسات السابقة في الموضوع

18

الدراسات القديمة

18

الدراسات الحديثة

19

المدخل: التعريف بالثبات والدّين

22

المطلب الأوّل: تعريف الثبات على الدين لغة

23

المطلب الثاني: تعريف الثبات شرعًا

25

المطلب الثالث: تعريف الدّين لغة

30

المطلب الرّابع: تعريف الدّين شرعًا

32

المطلب الخامس: تعريف الثبات على الدين اصطلاحًا

36

المطلب السّادس: في بيان مرادفات الثبات على الدين في الشرع

46

المطلب السابع: مفهوم الثبات على الدين عند الطوائف

50

أوّلًا: الجهمية

50

ثانيًا: الخوارج والمعتزلة

52

ثالثًا: المرجئة

54

الفصل الأوّل: مراتب الثبات على الدين

57

المبحث الأول الثبات على أصل الدين

57

المطلب الأوّل: مفهوم الثبات على أصل الدين

58

المطلب الثاني: أدلة تقرير مفهوم الثبات على أصل الدين

61

المطلب الثالث: ما يضاد الثبات على أصل الدين وهو الكفر

69

المطلب الرّابع: الأدلة على مضادة الكفر للثبات على أصل

71

المبحث الثاني: الثبات على السنة، وما يضادها وهي البدعة

77

المطلب الأول: مفهوم الثبات على السّنة

78

تعريف السنة في اللغة

78

تعريف السنة في الشرع

79

المطلب الثاني: أدلة تقرير مفهوم الثبات على السنة

86

المطلب الثالث: ما يضاد الثبات على السنة وهي البدعة

93

أنواع البدع ومخالفتها للثبات على الدين

96

المطلب الرّابع: الأدلة على تقرير مضادة البدعة للثبات على السنة

98

ما جاء في ذمّ الافتراق والأهواء

99

المبحث الثالث: الثبات على الطاعة، ويضادها المعصية

103

المطلب الأوّل:مفهوم الثبات على الطاعة

104

المطلب الثاني: الأدلة على تقرير مفهوم الثبات على الطاعة

112

المطلب الثالث: ما يضاد الثبات على الطاعة وهي المعصية

119

المطلب الرابع: الأدلة على تقرير مضادة المعصية للثبات على الطاعة

123

المبحث الرّابع: ثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدين

129

المطلب الأول: مفهوم ثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدين

130

المطلب الثاني: الأدلة على تقرير ثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدين

138

المطلب الثالث: ما يضاد ثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدين وهو التقصير

143

المطلب الرابع: الأدلة على مضادة التقصير لثبات العبد على المرتبة التي بلغها من الدين

148

الفصل الثاني: أسباب الثبات على الدين

152

المبحث الأوّل: العلم والفقة في الدين

156

المبحث الثاني: الإخلاص

172

المبحث الثالث: اتباع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -

182

المبحث الرّابع: الدعاء

200

المبحث الخامس: التوكل على الله تعالى

230

المبحث السادس: الأعمال الصّالحة

248

المبحث السابع: تجنب المعاصي

260

المبحث الثامن: الصبر والرّضا بقضاء الله تعالى

284

المبحث التايع: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم

297

المبحث العاشر: الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر

308

المبحث الحادي عشر: الحب في الله والبغض في الله

316

الفصل الثالث: آثار الثبات على الدين

323

آثار الثبات على الدين في الدنيا

324

المطلب الأوّل: تمكين الله لعباده المؤمين في الأرض

325

المطلب الثاني: رحمة الله لأهل الثبات على الدين

329

المطلب الثالث: محبة الله لأهل الثبات على الدين

334

المطلب الرّابع: حفظ الله لأهل الثبات على الدّين

337

المطلب الخامس: سعة الأرزاق وكثرة النّعم

339

المطلب السادس: صلاح ذرّية أهل الثبات على الدين

343

المطلب السابع: استجابة الله لدعاء أهل الثبات على الدين

345

المطلب الثامن: صلاح العقائد والأخلاق

347

المطلب التاسع: تعظيم شعائر الدين، وإقامتها في المجتمع

350

المطلب العاشر: إشاعة الأمن والسعادة في المجتمعات

354

المبحث الثاني: آثار الثبات على الدّين في الآخرة

360

المطلب الأوّل: الثبات على كلمة التّوحيد عند الموت

361

المطلب الثاني: الثبات عند المسألة في القبر

365

المطلب الثالث: الثبات في عرصات القيامة

369

المطلب الرّابع: الثبات على الصّراط في الآخرة

371

المطلب الخامس: نيل رضا الله تعالى

375

المطلب السادس: دخول الجنة

378

المطلب السابع: النّظر إلى وجه الله تعالى

383

الفصل الرابع: معوقات الثبات على الدين

385

المبحث الأوّل: الغلو في الدين

387

المبحث الثاني:اتباع الهوى

390

المبحث الثالث: الشبهات

394

المبحث الرّابع: الشهوات

398

المبحث الخامس: الجهل

402

المبحث السادس: الأمن من مكر الله

406

المبحث السابع:

410

المبحث الثامن:

415

المبحث التاسع:

419

المبحث العاشر: أكل الحرام

425

المبحث الحادي عشر: الظلم

428

المبحث الثاني عشر: المعاصي

431

الخاتمة

433

فهرس الآيات القرآنية

440

فهرس الأحاديث النبوية

451

فهرس الآثار

495

فهرس الفرق والطوائف

462

فهرس الأعلام المترجم لهم

463

فهرس الأشعار

466

فهرس البلدان

468

فهرس المصادر والمراجع

481

فهرس الموضوعات

488



[1] هوالرّجل الحقير التّافه ينطق في أمر العامّة، انظر لسان العرب، لابن منظور: (5/ 111).

[2] هو الإمام العلامّة صدر الدّين، أبو الحسن عليّ بن علاء ولد بدمشق، كان على مذهب السّلف الصالح، حسن العقيدة، متمسكا بالكتاب والسنة والآثار المروية، وتوفي سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة، انظر سير الأعلام للذهبي: (22/ 5-9).

[3] (1/ 116).

[4] انظر صفحة: (18) من هذا البحث.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الثبات على الدين (2) الطريق إلى الثبات (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الثبات... الثبات...(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات الثبات عباد الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا مسلمي أوربا: الثبات الثبات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الثبات على الدين (3) ثبات الرسل عليهم السلام(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الثبات والمرونة في الدعوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر القرآن في الثبات عند الأزمات(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ ناصر بن علي القطامي في محاضرة: أثر القرآن في الثبات عند الأزمات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الثبات على الدين وأسبابه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الثبات على الدين الحق(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب