• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

البواعث النفسية في شعر فرسان عصر ما قبل الإسلام (دراسة نفسية تحليلية)

ليلى نعيم عطية الخفاجي

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية الآداب
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: أ.د. محمود عبد الله الجادر
العام: 1423هـ- 2002م

تاريخ الإضافة: 14/3/2022 ميلادي - 10/8/1443 هجري

الزيارات: 9796

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

البواعث النفسية في شعر فرسان عصر ما قبل الإسلام

(دراسة نفسية تحليلية)


مستخلص البحث

دراسة نفسية تهدف إلى ربط الأدب بعلم النفس، لأن النفس مصنع الأدب والخلق والإبداع. وقد ركز البحث على صياغة الشعر الجاهلي وخاصة شعر الفرسان بأسلوب جديد يتماشى مع جدة الدراسات العلمية وحداثتها لأنهم الشريحة المتميزة في شرائح المجتمع الجاهلي، والتي أغنت الشعر الجاهلي بقيم الفروسية النبيلة والمثل العليا من خلال الصراع الدائر آن ذاك لأسباب مختلفة اقتضتها طبيعة العصر الجاهلي وطبيعة التعامل بين القبائل التي كانت تعيش في الصحراء للوقوف على خبايا النفس البشرية والذات المبدعة وما تحمله من بواعث وانفعالات هيأت لها أعظم المواقف في مواجهة التحديات وأنبل العواطف في رسم السلوك الإنساني المتكامل.

 

إن هذا البحث يكشف عن تجليات نفسية لها أكبر الأثر في توجيه سلوك الفرسان وإبداعاتهم الشعرية ويتعامل البحث مع النصوص الشعرية لهؤلاء على وفق منظور النفسي يفصح عن البواعث الكامنة وراء إبداعهم الشعري.

 

وخلص البحث إلى إن الشعر كان نتيجة بواعث نفسية تعتمل في ذات المبدع وتحفزه على الإنتاج الإبداعي تقف وراء أصالة التجربة الشعرية ونضجها الفني.

 

إن القيم العليا التي جسدها الفرسان أصبحت معينًا لا ينضب يستقي منه أبناؤنا وفرساننا الإبطال في صراعهم الدائر وهم يواجهون أشرس التحديات الحديثة متمثلة في معاركهم النبيلة في القادسية وأم المعارك الخالدة ولا عجب وهم غرس أولئك الإبطال العظام الذين أرسوا قواعد الفروسية وأسسها وما تحمله من قيم عليا وخلق نبيل.

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي الأمين، خاتم النبيين وسيد المرسلين، سبحان الذي هدانا لمسالك الخير والصواب وأبعدنا عن مسالك الشر والآثام. به نستعين، وبسيرة رسوله الكريم نقتدي، وبكتابه العظيم نهتدي.

 

ما يزال الشعر الجاهلي مادة ثرة ومعينًا لا ينضب، يُغري الباحثين بالاطلاع والاستقصاء، ويفتح أمامهم أفضل السبل للحصول على مادة شيقة بأسلوب جديد يتماشى مع جدة الدراسات العلمية وحداثتها.

 

فالنص الشعري تركة موروثة للباحث العلمي ينهل منه ما يشاء، وليس تركة مقصورة على باحث دون غيره أو دراسة دون أخرى. وما يزال يفتح آفاقًا جديدة تمنح الدارس متعة وشوقًا، يستلهم منه ما يشاء له أن يستلهم من معانٍ ودروس وعبر تُغني مسيرتنا العلمية الطويلة التي لا تقف عند حد معين. ويبقى النص الشعري طاقة متجددة ذات قدرة هائلة على البث باتجاهات مختلفة. إن هذا البحث لم يكن وليد الساعة، فقد تبلور في ذهني منذ دراستي للشعر الجاهلي في مرحلة البكالوريوس، لأنني وجدت فيه ضالتي التي أبحث عنها، وهي صياغة البحث في الشعر الجاهلي بأسلوب جديد وشعر الفرسان خاصة، لأنهم الشريحة المتميزة من شرائح المجتمع الجاهلي والتي أغنت الشعر الجاهلي بقيم الفروسية النبيلة خلال الصراع الدائر آنذاك لأسباب مختلفة اقتضتها طبيعة العصر الجاهلي، وأساليب التعامل بين القبائل التي كانت تعيش في الصحراء. وظل موضوع البحث يراود مخيلتي ولاسيما بعد اطلاعي على مجموعة من الدراسات التي حاولت ربط الأدب بعلم النفس الحديث، الأمر الذي زادني شوقًا لفتح آفاق جديدة في صياغة شعر الفرسان بأسلوب جديد يتزامن مع ظهور هذه الدراسات النفسية الحديثة، للوقوف على خبايا النفس البشرية وما تحمله من بواعث وانفعالات هيأت لها أعظم المواقف في مواجهة التحديات وأنبل العواطف في رسم السلوك الإنساني المتكامل. ومن هذه الدراسات الحديثة:

دراسة الدكتور عز الدين إسماعيل في "التفسير النفسي للأدب".

دراسة الدكتور ريكان إبراهيم في "نقد الشعر في المنظور النفسي".

دراسة محمد خلف الله في "من الوجهة النفسية في دراسة الأدب ونقده".

دراسة الدكتور محمد النويهي في "الشعر الجاهلي منهج في دراسته وتقويمه".

دراسة يوسف اليوسف في "مقالات في الشعر الجاهلي".

دراسة إيليا حاوي في "نماذج في النقد الأدبي وتحليل النصوص".

دراسة الدكتور مصطفى سويف في "الأسس النفسية للإبداع الفني في الشعر خاصة".

 

دراسة الدكتور عبد القادر فيدوح في "الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي" واقتضت طبيعة البحث أن يكون في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.

 

ففي التمهيد تطرق البحث إلى:

(1) مفهوم الفروسية في اللغة والاصطلاح.

(2) البواعث في المنظور النفسي.

(3) البواعث النفسية لعملية الإبداع عند القدماء.

(4) نظريات التحليل النفسي.

 

وفي الفصل الأول تطرق البحث إلى خلفيات البواعث النفسية في شعر الفرسان التي تضمنت: البيئة وتأثيرها النفسي في تشكيل الفروسية، والإحساس بالذات، والحرب التي عاش الفرسان أجواءها، والمرأة ملهمة الفرسان وباعث فروسيتهم، والانتماء القبلي الذي ينطوي تحت لوائه الفرسان ويؤكد مدى تلاحمهم المصيري، وعقدة اللون التي كانت عاملًا من عوامل التفوق في الإبداع الحربي عند بعض الفرسان.

 

وفي الفصل الثاني تطرق البحث إلى منافذ التعبير النفسي في تمهيد قصائد الشعراء الفرسان والذي تضمن:

(1) حوار العاذلة. (2) الطلل. (3) النسيب. (4) لوحة الظعن. (5) وصف الشيب. (6) وصف الطيف.

 

وفي الفصل الثالث تطرق البحث إلى:

أولًا: التجليات النفسية لشعر ما قبل الحرب وأجوائها والذي تضمن:

(1) الاستعداد الحربي. (2) التهديد والوعيد. (3) التوثيب الحربي. (4) الزخم النفسي في استقبال أجواء الحرب.

 

ثانيًا: التجليات النفسية لشعر ما بعد الحرب والذي تضمن:

(1) وصف الحرب والمعارك الحربية. (2) الإنصاف الحربي. (3) فلسفة الموت ودلالاته النفسية. (4) الحكمة.

 

وفي الفصل الرابع تطرق البحث إلى:

(1) اللغة والتراكيب الأسلوبية. (2) الصورة الشعرية. (3) موسيقى الشعر.

وخاتمة البحث هي خلاصة ما توصلتُ إليه من نتائج.

 

وأخيرًا، فإن من دواعي الشكر والعرفان بالجميل أن أُشيد بالجهود المضنية التي بذلها أستاذي المشرف الدكتور محمود عبد الله الجادر في رعايته وتوجيهه لي بإرشادات علمية قيمة ذللت أمامي الكثير من الصعاب، فقد منحني ثقة عالية في النفس وحرية في البحث والاستقصاء، إنه بحق نعم الأستاذ الموجه والأخ الناصح والصديق المخلص، فجزاه الله عني خير الجزاء، وأطال الله عمره وأبقاه.

 

وأجد لزامًا عليَّ أن أقدم شكري وتقديري وامتناني لأستاذي الفاضل الدكتور عناد غزوان إسماعيل لرعايته المستمرة لي في تقديمه شتى سبل العون والمساعدة، فمهما قلت من كلمات لا أستطيع أن أُوفيه حقه، لأن مواقف الخيرين لا يعبر عنها بالكلمات، بل تبقى خالدة في ضميري ووجداني، أثابه الله جزاءً كبيرًا، وأمده بعمر طويل كما أُشيد بذكرى أستاذي المرحوم الدكتور نوري حمودي القيسي، تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته الذي ترسمت خطاه في دراسة شعر الفروسية اعتزازًا مني وتقديرًا ووفاءً.

 

وأقدم شكري وتقديري لكل أساتذة قسم اللغة العربية في كلية الآداب ولكل من مد لي يد العون والمساعدة، أطال الله أعمارهم وأبقاهم ذخرًا لخدمة المسيرة العلمية، وأتوجه بشكري وتقديري إلى كافة موظفات مكتبة الدراسات العليا ومكتبة كلية الآداب والمكتبة المركزية ومكتبة قسم اللغة العربية لما قدموه من عون ومساعدة، وختامًا فأنني لا أدعي الكمال بما قدمته، لأن الكمال لله وحده، ولكني أسال الله العلي القدير أن أكون قد وفيت هذا البحث حقه، لأنني لم أدخر جهدًا إلا وبذلته.

 

فلله الحمد أولًا وآخرًا.

 

نتائج البحث

ما يزال الشعر الجاهلي منارًا ساطعًا ومنهلًا صافيًا من مناهل المعرفة وسرًا من أسرار العبقرية العربية في عصر ما قبل الإسلام. ويؤكد قولنا هذا ما وصل إلينا من تراث عريق يحمل بين طياته سر النبوغ العقلي الذي يتسم به الشاعر الجاهلي وما أوتي من فصاحة اللسان وضروب البيان.

 

وكان لهذا البحث أن يتناول البواعث النفسية في شعر فرسان عصر ما قبل الإسلام ويكشف عن تجليات نفسية لها أكبر الأثر في توجيه سلوك الفرسان وإبداعاتهم الشعرية، ويتعامل البحث مع النصوص الشعرية لهؤلاء على وفق منظور نفسي يفصح عن البواعث الكامنة وراء عملية إبداعهم الشعري.

 

خلص البحث في التمهيد إلى أن الشعر لم يكن ضربًا من الخوارق والقوى الخفية والهواجس الغيبية التي تتجسد في شياطين الشعر، بل كانت نتيجة بواعث نفسية تعتمل في ذات المبدع وتحفزه على الإنتاج الإبداعي تقف وراء أصالة التجربة الشعرية ونضجها الفني.

 

وتوصل البحث في الفصل الأول إلى خلفيات البواعث النفسية في شعر الفرسان والتي تمثلت بالبيئة التي كان لها أكبر الأثر في بلورة شخصية الفارس وتوجيه سلوكه نحو واقع الغزو والتناحر والتنازع لتثبيت وجوده وديمومته في الحياة، فالبيئة تعكس مدى استجابة الشاعر لمواجهة التحديات البيئية وأنواع الصراع الدائر الذي فرضته قسوة الطبيعة ووعورة الحياة، كما أن الفعل البطولي والصدام المستمر كانا وراء تضخم الذات والنرجسية عند الشاعر الفارس، يعكسان حالة الزهو والاعجاب اللتين يشعر بهما، فنراه يتشبث بذاته ولا يستطيع التنازل عنها.

 

إن طغيان حالة (الأنا) على (النحن) واضح في نصوصهم الشعرية يبرز في صور متعددة كما أن أجواء الحرب التي عاشتها الجزيرة العربية دفعت الفارس إلى المواجهة الدائمة والثبات في ساحات الوغى، منطلقًا من نزعة إنسانية، نزعة تحتم عليه البقاء ومواصلة الحياة والتكيف مع ظروف البيئة الصحراوية. وبذلك تكون الحرب باعثًا ضروريًا من بواعث الفروسية عند الشعراء الفرسان تعزز عطاءهم الفكري والفني وترفدهم بصور التدفق العاطفي المشحون بمفردات البطولة وعناصر الفروسية، ينعكس من خلالها مستوى الالتزام الأخلاقي والتمسك بالقيم العليا التي فرضها العرف الاجتماعي، فالحرب حالة مفروضة عليهم يخوضها الفرسان مجبرين لا راغبين، لأن نفسية العربي لم تكن نفسية بدائية تفترس الآخرين، بل كانت نفسية مجبولة على الشجاعة والانتفاض للكرامة. ومثلما تكون الحرب باعثًا من بواعث الفروسية، فإنها تفصح عن وعي الشعراء وطموحهم إلى تجنبها بوصفها تجربة مرة لا ينبغي خوضها والاستمرار فيها، وينبغي للفارس الواعي الملتزم الحد منها باستخدام الوسائل السلمية المتاحة إلا إذا استنفد هذه السبل فيدخلها كارهًا غير راغب ولا يخلو من دلالة أن يكون أحد أسماء الحرب عندهم يوم كريهة.

 

كذلك كانت المرأة باعثًا من بواعث الفروسية عندهم فهي ملهمتهم في السلم والحرب وذات تأثير مباشر في إثارة عواطفهم ومشاعرهم وعنصر من عناصر الاستثارة النفسية عندهم، ومشارك نفسي وإنساني محفز، ورافد من روافد إبداعاتهم الشعرية يسقطون عليها أحاسيسهم لتركيز قيم العرف الاجتماعي التي آمنوا بها سواء أكانت رمزًا أم حقيقة، يطوعها الفارس من خلال رمز العاذلة الذي عده البحث إسقاطًا أو نوعًا من الحيل الدفاعية التي يعمد إليها الفرسان لتخفيف حالة التوتر والقلق عندهم وتحقيق صورة التوازن النفسي في دواخلهم.

 

وبما أن الشاعر ينضوي تحت راية القبيلة، فإنه يجد نفسه مضطرًا للدفاع عنها، فهو والقبيلة عنصران مترابطان يؤثر أحدهما في الآخر، ومتداخلان يمد أحدهما الآخر بعناصر النماء وعوامل الديمومة، فالانتماء يعكس مدى التلاحم المصيري بين الشاعر وقبيلته. وتبدو عقدة اللون عند الشعراء الفرسان السود باعثًا من بواعث الفروسية وعاملًا مؤثرًا من عوامل الكفاح من أجل التفوق. حيث أن النفس البشرية تحمل ميولًا ونزعات تشحذ طاقة الفارس المبدع وترفده بروافد النجاح والتفوق، منبثقة من حدة الألم والصراع ومرارة الاغتراب النفسي، فيتحول مركب النقص والاحساس بالسواد والعبودية عنده إلى نقيض من العظمة والتسامي الذي يفجر طاقات الإبداع عنده.

 

وتوصل البحث في الفصل الثاني إلى الكشف عن منافذ التعبير النفسي في تمهيد قصائدهم حيث شكل حوار العاذلة حضورًا متميزًا في مقدمات قصائدهم، كما أنه عكس مسألة التجاوب العاطفي وصدق التعامل النفسي مع المرأة.

 

وعكست لوحة الطلل استجابة الشعراء النفسية لصورة الفناء المقترنة بما خلفته الحرب أو اضطرت إليه حالات ظرفية خاصة. إن وقوفهم على الإطلال البالية يعمق في نفوسهم مرارة الموت فيؤمنون بزوالهم المحتم، وقدرة الزمن على التحطيم والفناء، فيتطلعون إلى الارتواء من ملاذ الحياة.

 

فهي لحظة نفسية صادقة تعكس التمازج بين المتعة والألم، بين الموت والحياة في آن واحد. وقد شكلت لوحة النسيب باعثًا بواعث الإثارة، كما أنها أعطت بعدًا رمزيًا قادرًا على استجلاء العواطف الإنسانية المشتركة بينهم وبين الحبيبة، كما أن الملامح الجمالية التي وظفها الشعراء الفرسان في لوحة النسيب أعطت بعدًا رمزيًا للتعبير عن صورة السلام ونبذ الحرب، أو غدت عنصرًا من عناصر الطرب والنشوة أو باعثًا من بواعث الفخر الذاتي والزهو النفسي.

 

وكشفت لوحة الظعن في مقدمات قصائدهم عن دلالات مادية تتمثل بمشاهد الرحيل ومناظر النوق التي تحمل الهوادج والنساء الظاعنات، مقترنة بأسباب بيئية أو حربية أو ظروف اقتضتها حالات الثأر أو ظروف البيئة، ودلالات نفسية تعكس استجابة الشعراء لمناظر الرحيل المؤلمة.

 

إن مشاهد الرحيل عامل مهم في إثارة الذكريات وسعادة الأيام الخوالي عندهم، فهي مسلك نفسي من مسالك الرجوع إلى الماضي السعيد الحافل بالملذات والوقوف على الحاضر الراهن بكل ما يحمله من حرمان وآلام. فضلًا عن كونها لا تخرج عن نطاق الحرب وأجواء الملاحم.

 

ومثلت لوحة الشيب عملية إسقاطية يحاول فيها الشعراء الفرسان استرجاع أيام الشباب وملامح البطولة وأمجاد الفروسية، كما أنها لحظة نفسية تأملية للوقوف على صور الماضي الحافل بالبطولات، تعكس قدرة الزمن على التحطم والفناء ومدى الصراع النفسي بين الحياة والموت، وترتفع بهم من حالة الإحباط إلى حالة المكابرة واللامبالاة وعدم الاستسلام، فيتسامى الشعراء بسرد مواقفهم البطولية النادرة وعرض حالات الاقتدار الفردي والخروج عن دائرة الحزن والألم إلى حالة الانتشاء النفسي بزهو الماضي وذكرياته التي تثير الفخر وتبعث في نفوسهم الانتصار وقهر الزمن.

 

وكشفت لوحة الطيف عن حلم جميل من أحلام اليقظة يسبح في آفاقه الشعراء لينقلهم من الرؤيا المجردة إلى الحقيقة والواقع، يستخدمون لها عناصرها اللاشعورية المكبوتة، لتكون جسر الانطلاق والوصول إلى لقاء المرأة البعيدة، لتستقر في مخيلتهم واقعًا ملموسًا ووسيلة للنجوى وبث المشاعر من خلال الطيف أو الخيال، لتنتصر على لحظة العجز والحرمان والمتعة من المرأة الحبيبة وتجسد لحظة الاتصال الروحي والنفسي لاستيعاب عمق المرارة وألم الحرمان وحالات الصراع النفسي.

 

وتناول البحث في الفصل الثالث التجليات النفسية حيث تمثلت هذه التجليات بالاستعداد الحربي والتعبئة المادية التي عكست قوتهم واقتدارهم لملاقاة الأعداء بما امتلكوه من سلاح وذخيرة حربية، حيث ركزوا على آلتهم الحربية وعدتهم في القتال واستخدموها دعاية تستهدف التأثير على عواطف وأفكار القوة المعادية. إن وصفهم لإعدادهم الحربي وحسن استعدادهم للقتال يشكل حربًا هجومية يشنها الشعراء الفرسان لإضعاف عدوهم وشل قدرته القتالية.

 

وإلى جانب الاستعداد الحربي يقف عنصر التهديد والوعيد ليشكل قوة معنوية تضاف إلى القوة المادية التي يمتلكونها، فقد أخذ مسالك متعددة طوعها الشعراء الفرسان لتحقيق رغباتهم وطموحاتهم ممتزجًا بالزهو النفسي والمباهاة، وتكون الحرب الخيار الأول في حسم النزاع بعد استنفاد سبل السلام والرغبة في الصلح، أو تطويع التهديد لدوافع إنسانية نبيلة تعزز قيمة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة من خلال مسلك السلام ونبذ الحرب.

 

وكشف شعر التوثيب عن إثارة الشعور النفسي لدى الشعراء الفرسان للوصول بقومهم إلى حالة التسامي وخلق حالة الفروسية النادرة التي تحفظ كرامتهم. إن مهمة الشاعر الفارس تقتضي منه تحقيق الاستجابة الوجدانية الواعية القادرة على إرضاء نزعات قومه وتلبية طموحاتهم. فمهمة التوثيب هي استجلاء مفهوم الانتماء القومي المتمثل بوحدة المصير المشترك.

 

كما كشف البحث عن مدى الزخم النفسي في استقبال أجواء الحرب. حيث يهتم الفرسان بتصوير شعورهم الداخلي الذي ينعكس انعكاسًا مباشرًا في هيأتهم الجسدية كما ينعكس هذا الشعور على حالة الاعداء النفسية وما يعتريها من ذهول واضطراب عند احتدام المعارك. وتترجح نفس الفارس بين الإقدام والإحجام واضطراب النفس وترددها، حيث تبدو النفس في أصدق تجلياتها.

 

وكشف البحث عن تجليات نفسية أفرزها شعر ما بعد الحرب تتمثل بوصف الحرب والمعارك الحربية التي طبعت آثارها في ذهن الشعراء الفرسان، يستقون منها العبر والدروس، وتتصارع فيها صور الاقتدار الفردي والجماعي. ويعمد فيها الشاعر الفارس إلى الكشف عن معانٍ إنسانية نبيلة استوعبت نتائج الحرب وأهوالها، فيصور بشاعتها منطلقًا من وعي والتزام أخلاقي وخبرة عميقة ومعرفة جادة بمردوداتها السلبية في قهر حرية الإنسان وحقه في العيش ومواصلة الحياة.

 

وحين يصف الفارس المعارك الحربية لا ينسى أن يجعل من (الأنا العليا) نمطًا مثاليًا وأنموذجًا رائعًا قادرًا على استيعاب زخم المواقف يدفع به إلى التسامي والشعور بالعظمة.

 

ويمثل شعر الإنصاف الحربي إسقاط ما في نفوسهم من مدركات شعورية ولا شعورية على الخصم منطلقين من المثل العليا التي يؤمنون بها ومن تقديرهم لمفهوم الشجاعة والفروسية.

 

وكشف البحث عن تجليات الموت ودلالاته النفسية عند الشعراء الفرسان في مقدمة النصوص التي تعرضت لرثاء الأبطال أو رثاء أنفسهم، فهم يرون أن الموت هو النتيجة الحتمية للحياة التي لا بد منها مستقاة من تجربة واقعية خاضها الفرسان وخبروا معانيها في ساحات القتال وهي في حد ذاتها فلسفة دنيوية لا تنطلق من عقيدة دينية تؤملهم في حياة أخرى تعقب الموت، وقد سعى الفرسان إلى تحقيق الخلود المعنوي من خلال الفعل البطولي والمثل العليا التي آمنوا بها. ولم تقتصر فلسفة الموت عندهم على غرض الرثاء أو رثاء النفس أو الفخر أو المديح وإنما تجلت بشكل أعمق في حديثهم عن الخمرة أو الشيب، ولكنها اتسمت بروح الفروسية والتركيز على قيم البطولة والأمجاد الحربية.

 

واتضح للبحث أن التجارب التي خاضها الفرسان قد أفرزت مسالك فكرية رائعة حددت لهم مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم منطلقين من فكر صائب وتجربة حياتية واقعية أملتها عليهم الظروف القتالية. فالحكمة عندهم مخاض فكري يرسم النموذج الأمثل للشخصية العربية، ويحدد عصارة المحتوى الفكري الذي تقف عنده قصيدة الحرب، يستلهم منه الشاعر تقويم المسالك الفكرية لتجربة الحرب وتحديد المسار الصائب لها.

 

ثم تهيأ للبحث أن يستجلي من خلال الإضاءة الفنية التي ألقت بظلالها على المفردات اللغوية والتراكيب الأسلوبية التي استخدمها الفرسان والتي تكمل البناء الإبداعي لقصائدهم وتكشف عن دواخل نفسية الشاعر من خلال اختياره لهذه المفردات والتراكيب. إن لغتهم جاءت مستقاة من واقعهم الفروسي وطبيعة تعاملهم مع حالة الصدام والفعل القتالي، فهي تلقائية تتماشى مع واقعية الممارسات القتالية ولا تخرج عنها. معبرة عن اللحظة الآنية التي جسدت مشاعرهم النفسية وانفعالاتهم الذاتية قبل الحدث وبعده.

 

وألقى البحث الضوء على الصور الشعرية التي استخدمها الشعراء الفرسان في قصائدهم والتي كشفت عن قدرة الشاعر الإبداعية في تشكيل هذه الصور الحية التي تعكس مشاعرهم وانفعالاتهم وتحمل في ثناياها رموزًا وإيماءات تتماشى مع مواقفهم الحربية وملامحهم البطولية. فالصور بكل جزئياتها تتعامل مع الفعل الفروسي مجسدة قيمة عليا ترتقي بالعمل الفني إلى طاقة إيحائية خلاقة تتضح فيها أهمية العاطفة في خلق هذه الصور.

 

أما الأوزان والبحور الشعرية والقوافي التي استخدمها الشعراء الفرسان في قصائدهم فقد توصل البحث إلى أنها جاءت متوافقة مع عاطفة الشاعر وحالته النفسية وطبيعة الغرض الشعري الذي يعالجه. ولستُ أدعي أن الحقائق التي خرجت بها الدراسة واستخلصتها من النصوص المتوافرة تمثل الصورة المكتملة، فضياع الكثير من الشعر العربي قبل الإسلام سيظل عائقًا أمام تحقيق ذلك في أية دراسة تتناوله ولكن حسب البحث أنه استقصى وتأمل واستنبط وتلك غاية كنتُ أطمح إلى تحقيقها. أسأل الله أن أكون قد وُفقتُ فمنه السداد والتوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

قائمة المحتويات

 

ت

الموضوع

الصفحة

 

المقدمة

أ- ج

 

التمهيد

1-12

1.

الفروسية لغةً واصطلاحًا

1

2.

البواعث في المنظور النفسي

3

3.

البواعث النفسية لعملية الإبداع عند القدماء

5

4.

نظريات التحليل النفسي

7

الفصل الأول

 

خلفيات البواعث النفسية في شعر الفرسان

13-62

1.

البيئة

13

2.

الإحساس بالذات

22

3.

الحرب

27

4.

المرأة

39

5.

الانتماء القبلي

52

6.

عقدة اللون

57

الفصل الثاني

 

منافذ التعبير النفسي في تمهيد قصائد الشعراء الفرسان

63-111

1.

حوار العادلة

63

2.

الطلل

65

3.

مطلع النسيب

80

4.

لوحة الظعن

93

5.

وصف الشيب

101

6.

وصف الطيف

106

الفصل الثالث

 

أولًا: التجليات النفسية لشعر ما قبل الحرب وأجوائها

112-133

1.

الاستعداد الحربي

112

2.

التهديد والوعيد

119

3.

شعر التوثيب الحربي

126

4.

الزخم النفسي في استقبال أجواء الحرب

130

 

ثانيًا: التجليات النفسية لشعر مابعد الحرب

134-170

1.

وصف الحرب والمعارك الحربية

134

2.

شعر الإنصاف الحربي

142

3.

فلسفة الموت ودلالاته النفسية

148

4.

الحكمة

164

الفصل الرابع

 

إضاءة فنية

171 - 213

1.

اللغة والتراكيب الأسلوبية

171

 

الصورة الشعرية

178

 

أ. الصورة - قيمتها- ودلالاتها النفسية

178

 

ب. الصورة - رمزيتها - ودلالاتها النفسية

181

 

ج. الصورة - الحكاية والسرد القصصي -

189

 

د. التصوير الملون ودلالاته النفسية

195

 

هـ. الصورة -واقعيتها-

198

2.

موسيقى الشعر

203

 

نتائج البحث

213 -217

 

قائمة المصادر والمراجع

218 - 227

خلاصة البحث باللغة الإنكليزية





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • بواعث الصحابة على خدمة السنة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحروب الصليبية من فرسان الإسبتارية إلى دولة فرسان مالطا وبلاك ووتر(مقالة - ملفات خاصة)
  • من بواعث الشعر في الأندلس(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • أنواع الرفق بالنظر إلى باعثه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بواعث الصحابة على خدمة السنة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بواعث الصحابة على خدمة السنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المعلق قلبه بالمساجد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من جماليات الفكر: القصد والتناسق والتنظيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الباعث الشريف وأثره على الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي (دراسة مقارنة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب