تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر من خلال سور (هود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل)

ملخص الرسالة

تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر

من خلال سور (هود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل)

مقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله عز وجل من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، بّلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، حبل الله المتين، والعروة الوثقى والصراط المبين، وخير الهَدْي هَدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، من تمسك بهما فقد هُدي إلى صراط مستقيم، ونال سعادة الدَّارين.

وقد تصدى لتفسير كتاب الله تعالى وبيان معانيه جمهرة من علماء المسلمين على مرّ العصور، غاصوا في أعماقه والتقطوا نفائسه ودرره، وقدموها لنا على اختلاف وسائلهم ومناهجهم، ولمّا كان كتاب الله تعالى لا تنقضي عجائبهُ ولا يَخْلَق على كثرة الردّ؛ فقد ظهرت في كل فترة تفاسير تضيف أبعادًا جديدة للتفسير على مرّ العصور، فأرادت الباحثة أن تشارك في تفسير القرآن الكريم من خلال تعدد قراءاته، فكانت هذه الدراسة بعنوان " تفسير القرآن بالقراءات العشر من خلال سور (هود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل)، وهي عبارة عن إكمال لجهد سابق قام به إخوة من طلبة الماجستير بالجامعة الاسلامية- بغزة.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1) حداثة الموضوع من حيث العرض.

2) الموضوع يبين لونًا من ألوان الإعجاز القرآني.

3) عناية المسلمين بتعلم القرآن بالقراءات العشر.

4) أهمية تفسير كتاب الله تعالى في حياة المسلمين.

5) أثر القراءات القرآنية في إضافة معانٍ جديدة، وفي الاستنباطات الفقهية وغيرها.

أهداف البحث:

1) بيان ارتباط القراءات القرآنية بعضها ببعض.

2) إبراز أثر القراءات القرآنية في التفسير.

3) إبراز وجه من وجوه إعجاز القرآن من خلال القراءات القرآنية.

4) إضافة لون جديد من ألوان التفسير إلى المكتبة الإسلامية.

5) بيان أهمية تعلم القراءات القرآنية ودراستها وفهمها.

منهج البحث:

اتبعت الباحثة المنهج الاستقرائي التحليلي، حيث تتبعت القراءات القرآنية الواردة في سور (هود ويوسف والرعد والحجر وإبراهيم والنحل)، وقامت بوضع تفسير للآيات التي وردت فيها القراءات المختلفة في هذه السور، من خلال الجمع بين القراءات القرآنية المتواترة في الكلمة الواحدة، وقد اقتصرت الباحثة من القراءات على فرش الحروف مما له علاقة بالمعنى، ذكرها المفسرون أو أصحاب كتب توجيه القراءات أو توصلت إليها الباحثة بالدراسة والتأمل والقياس، ولم تستثن من الفرش إلا كلمات قليلة لم تجد لها بعد البحث والتقصي علاقة بالمعاني، وقد تبادرت إلى ذهن الباحثة معانٍ أعرضت عن كتابتها خشية التعسف والتكلف، واستثنت الباحثة الأصول لأنها يكثر دورانها ويطول بيانها وتحتاج إلى دراسة مستقلة.

أمّا عن أسلوب التفسير المتبع فهو:

1) كتابة الآية القرآنية مدار البحث كاملة ومُشكَّلة برواية حفص عن عاصم.

2) بيان القراءات المختلفة في الآية بالرجوع إلى كتب القراءات المشهورة وضبط الألفاظ القرآنية بالكلمات والحركات.

3) بيان المعنى اللغوي للقراءات القرآنية مفصلًا، بالرجوع إلى كتب اللغة وقواميسها وكتب غريب القرآن.

4) تفسير الآية تفسيرًا إجماليًا، بالرجوع إلى كتب التفسير القديمة والحديثة، مع الالتزام بالقواعد المقررة في التفسير.

5) توجيه القراءات من خلال الرجوع إلى كتب توجيه القراءات والاحتجاج لها، ومعاني القراءات، وكذلك كتب التفسير، ومعاني القرآن، واللغة، وغيرها من الكتب التي تضمنت الحديث عن القراءات وتوجيهها.

6) بيان العلاقة التفسيرية بين القراءات القرآنية، والمعاني التي أضافتها كل قراءة.

7) عَزْو الآيات إلى سورها، بذكر اسم السورة ورقم الآية، بعدها مباشرة، في المتن.

8) ذكر الأحاديث النبوية المتعلقة بالتفسير وتخريجها بحسب الأصول وذكر حكم أهل الاختصاص عليها.

9) بيان معاني المفردات الغريبة في الحاشية.

10) الترجمة للأعلام غير المشهورين، أخًذا من مظانها.

11) إثبات المراجع في الحاشية دون تفصيل، مكتفية بالبيانات التفصيلية في فهرس المراجع.

الجهود السابقة:

1- بعد البحث لم يصل إلى علم الباحثة أن أحدًا تناول تفسير القرآن من خلال القراءات القرآنية المختلفة بشكل مستقل.

وتعتبر هذه الفكرة وليدة الجامعة الإسلامية، حيث تناول عدة إخوة من طلبة الماجستير في قسم التفسير وعلوم القرآن هذا الموضوع، في رسائل ماجستير تحمل عنوان هذه الرسالة، مع اختلاف في السور موضع التفسير.

2-تناول العديد من العلماء بيان معاني القراءات في كتب مستقلة منها:

• معاني القراءات للأزهري.

• مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني، للكرماني.

3- تناول العديد من العلماء بيان توجيه القراءات وأحيانًا كثيرة بيان أثرها في المعاني من خلال:

أ.كتب معاني القرآن وإعرابه، ومنها:

• معاني القرآن للفراء.

• معاني القرآن وإعرابه للزجاج.

• الملخص في إعراب القرآن للخطيب التبريزي.

ب. كتب تفسير القرآن الكريم، ومن هذه التفاسير:

• جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري.

• الكشاف للزمخشري.

• البحر المحيط لأبي حيان.

• نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي[1].

• روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للألوسي.

ج. كتب مستقلة منها:

• الحجة في القراءات لابن خالويه.

• حجة القراءات لابن زنجلة.

• الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي.

• الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب.

• المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة للدكتور محمد سالم محيسن.

أسماء الرسائل والأبحاث التي كتبت حول الموضوع:

1- القراءات وأثرها في التفسير والأحكام، رسالة دكتوراه / جامعة أم القرى 1413 هـ. إعداد: محمد بن عمر بن سالم بازمول.

2- القراءات مصدرًا للتفسير عند ابن عطية في المحرر الوجيز، رسالة ماجستير/ الاسكندية 1989م. إعداد: زيكيتو أحمد.

3- مكانة القراءات من خلال منهج القراء في التفسير، رسالة ماجستير/ محمد الخامس، 1985م. إعداد: الميلودي بو كرمة.

خطة البحث:

يتكون هذا البحث من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة على النحو التالي:

المقدمة وتشتمل على ما يلي:

♦ أهمية الموضوع وأسباب اختياره.

♦ أهداف البحث.

♦ منهج البحث.

♦ الجهود السابقة.

التمهيد: التعريف بالقراءات وبيان علاقتها بالتفسير.

ويشتمل على ثلاثة مباحث على النحو التالي:

المبحث الأول: التعريف بالقراءات.

ويشتمل على مطلبين على النحو التالي:

المطلب الأول: تعريف القراءات لغة واصطلاحًا.

المطلب الثاني: أقسام القراءات.

المبحث الثاني: التعريف بالقراء العشر ورواتهم.

ويشتمل كذلك على مطلبين على النحو التالي:

المطلب الأول: القراء السبعة.

المطلب الثاني: القراء الثلاثة المكملون للعشرة.

المبحث الثالث: أثر القراءات في التفسير.

ويشتمل على أربعة مطالب على النحو التالي:

المطلب الأول: تقسيم القراءاتِ من حيث أثرها في التفسير.

المطلب الثاني: مناقشة هذا التقسيم.

المطلب الثالث: التقسيم الذي تقترحه الباحثة.

المطلب الرابع: أمثلة تطبيقية على أثر القراءات في التفسير.

الفصل الأول: تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر من خلال سورتي هود ويوسف عليهما السلام.

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: سورة هود

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة هود

المطلب الثاني: تفسير سورة هود بالقراءات القرآنية العشر.

المبحث الثاني: سورة يوسف

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة يوسف

المطلب الثاني: تفسير سورة يوسف بالقراءات القرآنية العشر.

الفصل الثاني: تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر من خلال سورتي الرعد وإبراهيم.

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: سورة الرعد.

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة الرعد.

المطلب الثاني: تفسير سورة الرعد بالقراءات القرآنية العشر.

المبحث الثاني: سورة إبراهيم

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة إبراهيم

المطلب الثاني: تفسير سورة إبراهيم بالقراءات القرآنية العشر.

الفصل الثالث: تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر من خلال سورتي الحجر والنحل.

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: سورة الحجر.

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة الحجر.

المطلب الثاني: تفسير سورة الحجر بالقراءات القرآنية العشر.

المبحث الثاني: سورة النحل.

ويشتمل على مطلبين:

المطلب الأول: تعريف عام بسورة النحل.

المطلب الثاني: تفسير سورة النحل بالقراءات القرآنية العشر.

الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات.

الفهارس: وتشمل:

1) فهرس آيات القراءات القرآنية.

2) فهرس الأحاديث والآثار.

3) فهرس الأعلام المترجم لهم.

4) فهرس المصادر والمراجع.

5) فهرس الموضوعات.

الخاتمة:

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فقد منّ الله تعالى عليّ بإتمام هذا البحث، والله أسأل أن يتقبله منى ويجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة. وهذه خاتمة البحث أضمّنها أهم النتائج والتوصيات:

أولًا: أهم النتائج:

1. علم القراءات من أشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله تعالى.

2. القراءات هي: علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوًا لناقله.

3. يمكن تقسيم القراءات التي بين أيدينا في هذا العصر إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ما يقبل على أنه قرآن، ويقرأ به في الصلاة وخارجها، وله ما للقرآن، وهي القراءات العشر المتواترة.

الثاني: ما يُقبل لا على أنه قرآن، فيحتج به في اللغة، والنحو، والفقه وغير ذلك، ولكنه لا يقرأ به، لكونه ليس قرآنًا، وهي القراءات التي صحّ سندها، ونقلت بخبر الآحاد، سواء وافقت رسم المصحف أم خالفته.

الثالث: ما لا يقبل، ولا يحتج به وهو ما لم يصح سنده.

4. يمكن تقسيم القراءات من حيث أثرها في التفسير إلى قسمين:

الأول: قسم له علاقة بالتفسير وهو على نوعين:

1. ما له علاقة جلية واضحة بالتفسير، وهو ما اختلف لفظه ومعناه، وهو على صورتين:

أ. ما اختلف لفظه ومعناه مع جواز اجتماعهما في شيء واحد.

ب. ما اختلف لفظه ومعناه مع عدم جواز اجتماعهما في شيء واحد بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد.

2. ما له علاقة خفية غير واضحة بالتفسير يمكن التوصل إليها بمزيد دراسة وتأمل، وهو:

أ. ما اختلف لفظه واتحد معناه ظاهرًا، مع وجود فروق دقيقة بين الكلمات سواء في المعنى أو من حيث الإيحاءات التي تلقيها كل قراءة على المعنى، أو من حيث مناسبة كل قراءة لمعنىً من المعاني في اللفظ المختلف فيه.

ب. ما اتحد لفظه ومعناه مما يتنوع صفة النطق به كالمد والقصر وتخفيف الهمز، والإظهار والإدغام والرَّوْم والإشمام ونحو ذلك مما يعبر عنه القراء بالأصول، ويظهر أثر ذلك في التفسير من حيث المعاني التي يحملها تنوع صفة النطق باللفظ، أو من حيث مناسبة كل صفة نطق لمعنىً من المعاني في اللفظ الواحد، أو من حيث تنوع المسموع وما يتركه من أثر في نفس السامع إلى غير ذلك من الأمور التي تتفاوت في علاقتها بالتفسير والمعاني.

الثاني: قسم لا يظهر له علاقة بالتفسير، وهو ما لم يظهر فيه فروق في المعاني بين القراءات المختلفة، ولعجزنا عن إدراك هذه الفروق فإننا نرجع الاختلاف في القراءات إلى اختلاف اللغات واختلاف أوجه النطق في اللفظ الواحد عند العرب، ولا نجزم بعدم وجود الأثر في التفسير، فقد يتوصل الباحثون في المستقبل إلى بيان فروق في المعاني بين هذه القراءات المختلفة.

أمّا التوصيات فهي:

1. توصي الباحثة طلبة العلم بالإقبال على تعلم القرآن بالقراءات المختلفة، وتلقيها مشافهة من مدرسين متقنين، تلقوها مشافهة بسند متصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2. توصي الباحثة أصحاب الشأن في الجامعة الإسلامية، التنسيق لفتح كلية متخصصة لتدريس القراءات القرآنية، والشروع في إعداد الكوادر للتدريس في هذه الكلية، لحفظ هذا العلم من الاندراس والضياع.

3. توصي الباحثة أصحاب الشأن والاختصاص تشكيل لجنة لمتابعة المطبوعات الصوتية والكتابية المتعلقة بالقرآن والقراءات، لتراقب هذه اللجنة دقة المطبوعات والتنويه على الأخطاء في هذه المطبوعات - إن وجدت-، وبخاصة في كتب القراءات المتواترة، وفي أشرطة الكاسيت المسجلة للقرآن برواية حفص والروايات الأخرى.

4. هناك ثروة علمية عظيمة في علم القراءات ومعانيها، مبثوثة في كتب التفسير وكتب معاني القرآن وإعرابه، حبذا لو اشتغل طلاب العلم بجمعها لكل مفسر على حدة مع الدراسة والتعليق، ليسهل على الطالب المتخصص في علم القراءات الرجوع إليها.

5. أوصي المهتمين بعلم القراءات وعلاقته بالتفسير أن يولوا اهتمامًا بما اتحد لفظه ومعناه ظاهرًا من القراءات مما تتنوع صفة النطق به كالمد والقصر وتخفيف الهمز، والإظهار والإدغام والرَوم والإشمام ونحو ذلك مما يعبر عنه القراء بالأصول، ليبرزوا أثره في التفسير من حيث المعاني التي يحملها تنوع صفة النطق باللفظ، أو من حيث مناسبة كل صفة نطق لمعنىً من المعاني في اللفظ الواحد، أو من حيث تنوع المسموع وما يتركه من أثر في نفس السامع إلى غير ذلك من جوانب قد يُتوصل إليها بالبحث والتأمل.

6. أوصي المختصين في علم القراءات أن يولوا اهتمامهم بكتب القراءات - خصوصًا المتواترة - المطبوعة لتدقيقها ودراستها والتعليق عليها، وإعادة طبعها بصورة جذابة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.