معاني القرآن وإعرابه للإمام أبي إسحاق الزجاج (دراسة وتحقيق)

ملخص الرسالة

معاني القرآن وإعرابه للإمام أبي إسحاق الزجاج

( دراسة وتحقيق )

من أول سورة القلم إلى آخر سورة الناس

مقدمة البحث:

إن الحمد لله، نَحمَدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن كتاب الله تعالى هو حبلُ الله المتين، وهو النور المبين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تَزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنةُ، ولا يَشبَعُ منه العلماءُ، ولا يَخلَقُ عن كَثرةِ الردِّ، ولا تَنقضي عجائبُه، وخير ما تُصرَف فيه الأوقات هو تلاوته وترتيله وتدبُّره وتفهُّم معانيه، وتعلُّمه وتعليمه، والعمل بمقتضاه.

وقد منَّ الله عليَّ أن أواصل دراستي لنيل درجة الماجستير، في قسم الكتاب والسنة، بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، ثم يسَّر لي ربي أن أسجِّل موضوعًا تشرَّفت أن أكون مع ثلة من إخواني أحد أفراده، في تحقيق كتاب معاني القرآن وإعرابه؛ للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، فهذا الكتاب أعتبره شرفًا لي أن أكون أحد محقِّقيه تحقيقًا علميًّا؛ حيث إنه أحد الكتب الفريدة التي صدر في العصور العلمية المتقدمة، وهو مرجعٌ مهمٌّ لكل من كتب في التفسير بعده، بل أفاد منه علماء اللغة كذلك، فمعاجم اللغة تزخَر بأقواله وتستشهد بها مرجعًا علميًّا.

أسباب اختيار الموضوع:

دفَعني لاختيار الموضوع والتسجيل فيه أمورٌ عدة غير ما ذكرتُ آنفًا؛ من أهمها:

1) مكانة الإمام إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج العلمية، وكان من أهل الفضل والدين وجميل المذهب والاعتقاد، فقد حباه الله تعالى مكانة علمية جعلته يتبوَّأ بها منزلة علمية بين علماء عصره، فدراسة الحياة الشخصية لعلم من علماء الأمة المتقدمين تزيد من الهمة.

2) خلو المكتبة العلمية من تحقيق الكتاب تحقيقًا علميًّا رصينًا.

3) القراءة في مخطوطات علمية أثرية قديمة، يربط حاضر الأمة بماضيها المجيد، فيجعلها تَسير على رَكْبهم وهداهم المستقيم.

4) الموسوعة العلمية الذي احتواه هذا الكتاب، فهو مرجعُ رصينٌ لكل عالم ومتعلم في علوم التفسير واللغة، فالقراءة والتبحر في معانيه، إثراءٌ علمي وفكري.

الدراسات السابقة:

حَظِيَ كتاب معاني القرآن للإمام الزجاج بكثيرٍ من الدراسات التي تناولته من عدة زوايا، فمن تلك الدراسات:

1) الإمام الزجاج ومنهجه في كتابه معاني القرآن وإعرابه، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراة من جامعة أم القرى؛ إعداد الطالب علال عبدالقادر بندويش، وهو صاحب فكرة مشروع تحقيق الكتاب تحقيقًا علميًّا.

2) الظواهر اللغوية في معاني القرآن وإعرابه؛ للإمام أبي إسحاق الزجاج، رسالة ماجستير من إعداد الطالبة وفاء عباس الديلمي، من جامعة بغداد.

3) التوجيه النحوي للقراءات القرآنية بين الزجاج والنحاس من الفاتحة إلى الإسراء، رسالة ماجستير من إعداد الطالب حنفي أحمد بدوي، جامعة القاهرة.

4) الزجاج حياته وآثاره، رسالة ماجستير من إعداد الطالب محمد صالح التكريتي، جامعة بغداد.

5) منهج الزجاج في اختياراته في التفسير من خلال كتابه معاني القرآن وإعرابه، رسالة ماجستير من إعداد الطالب عادل محمد العمري، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم القرآن وعلومه.

خطة البحث:

يتكون البحث من قسمين:

القسم الأول: قسم الدراسة عن المؤلف وكتابه:

التمهيد: عصر المؤلف

1) الحالة السياسية.

2) الحالة العلمية.

3) الحالة الاجتماعية.

الفصل الأول: المؤلف: حياته الشخصية وآثاره العلمية وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسَبه وكُنيته.

المبحث الثاني: ولادته ونشأته ورحلاته العلمية.

المبحث الثالث: شيوخه.

المبحث الرابع: تلاميذه.

المبحث الخامس: عقيدته ومذهبه.

المبحث السادس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.

المبحث السابع: آثاره.

المبحث الثامن: وفاته.

الفصل الثاني: كتاب معاني القرآن وإعرابه: يشتمل على تمهيد يتحدث عن أهمية الكتاب، ثم خمسة مباحث.

المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب وصحة نِسبته إلى مؤلفه.

المبحث الثاني: منهج المؤلف في كتابه.

المبحث الثالث: مصادره.

المبحث الرابع: قيمته العلمية.

المبحث الخامس: أثره في الخالفين من بعده.

القسم الثاني: تحقيق المخطوط من أول سورة القلم إلى آخر سورة الناس.

الخاتمة: وتشمل أهم النتائج والتوصيات.

الفهارس:

1) فهرس الآيات القرآنية.

2) فهرس الأحاديث النبوية.

3) فهرس الآثار والأقوال.

4) فهرس الأعلام.

5) فهرس الغريب.

6) فهرس الأماكن والبلدان.

7) فهرس القبائل والأقوام.

8) فهرس الشواهد الشعرية.

9) فهرس المصادر والمراجع.

10) فهرس المحتويات والمواضيع.

ومنهجي في التحقيق كالتالي:

أولًا: لا يلتفت في المقارنة بين النسخ في الأمور التي لا تؤثر على مضمون النص؛ مثل:

أ) اختلاف النسخ في ذكر واو العطف؛ مثل: أن يقول في نسخة: (قوله)، وفي نسخة أخرى: (وقوله)، أو في نسخة: (قُرئت)، وفي نسخة أخرى: (وقُرئت).

ب) أن يقول في نسخة عن الله: (عز وجل)، وفي نسخة أخرى: (جل وعز)، أو في نسخة: (سبحانه وتعالى)، وفي نسخة أخرى: (جل ثناؤه).

ج) أن يقول في نسخة عن النبي: (صلى الله عليه وسلم)، وفي نسخة أخرى: (عليه السلام)، وهَلُمَّ جرًّا في كل لفظ لا يؤثر على النص المقصود من المؤلف.

د) أحيانًا في بعض النسخ يأتي بكلمة من القرآن في جملة، فيُعربها على حسب موقعها من الجملة، وفي نسخة أخرى يأتي بالكلمة بتشكيلها في المصحف، فلا يُعربها؛ مثل في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [الحاقة: 13]، قال الإمام الزجاج: (القراءة بالرفع في (نَفْخَةٌ) على ما لم يُسمَّ فاعلُه)، فوردت كلمة (نَفْخَةٌ) في نسخة بالتنوين بالضمة كما جاءت في القرآن، وفي نسخة أخرى بالتنوين بالكسر على ما جاء إعرابُها في الجملة، فلا نَلتفت إلى تلك الفروق اختصارًا للهوامش.

هـ) أحيانًا في نسخة يأتي بالكلمة على نحو تاء المخاطب، وفي نسخة أخرى على نحو ياء المخاطب، مثل: تقول، ويقول، فلا نلتفت أيضًا إلى هذه الفوارق التي لا تؤثر على النص في معناه ومضمونه.

ثانيًا: إذا كان هنالك طمسٌ أو سقط بمقدار كلمة، فإنه يذكر في الهامش مطموسة أو ساقطة من النسخة كذا، وإذا كان الطمسُ أو السقط لجملة قصيرة، فإنه يذكر في الهامش قوله: ((كذا وكذا))، مطموس أو ساقط من النسخة كذا، أو عبارة: ((كذا وكذا)) مطموسة أو ساقطة من النسخة كذا، وإذا كان الطمسُ أو السقط لجملة طويلة أو لأكثر من جملة، فإنه يذكُر في الهامش من قوله: ((كذا)) إلى قوله: ((كذا))، مطموس أو ساقطٌ.

ثالثًا: وفي المقابلة بين النسخ، فإنه تَمَّ إثبات النص الذي جاء في النسخة الأساس، وهي النسخة (ب)، فإذا تَمَّ إثبات كلمة أو جملة في النص الأساس مستقاةً من النسخ الأخرى، فأَجعلُها بين معكوفتين، وأدوِّن في الهامش السبب، وأيضًا إذا وجَدت كلمة أو عبارة لا يقتضيها السياقُ، فإني أضعها بين معكوفتين، وأُبين ذلك في الهامش، وإذا كان هنالك طمسٌ في النسخة الأساس، فإني أتدارك ذلك الطمسَ بما كتب في النسخ الأخرى دون وضع المطموس بين معكوفتين، وإذا كانت هنالك زيادة تفرَّدت بها النسخة الأساس، فإني أُثبت هذه الزيادة في النص، وأُشير إلى ذلك في الهامش أيضًا دون وضع هذه الزيادة بين معكوفتين.

رابعًا: قمتُ بكتابة الآيات وَفْقَ الرسم العثماني المتَّبَع في المصاحف التي بين أيدينا، وما اختلف فيه القراءُ ضبَطتُه حسَب ما هو موجود في كتاب ((المقنع في معرفة رسوم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط؛ لأبي عمرو الداني)).

خامسًا: خَرَّجتُ الآيات الكريمة التي وردت في النص، ووضعتُ أرقامها وأسماءَ سورها في الهامش.

سادسًا: أثبتُّ علامات الترقيم والأقواس حسب المتعارف عليه من طرق التحقيق الحديثة.

سابعًا: عزوتُ كلَّ قراءة ذكَرها الإمام الزجاج إلى أصحابها من القراء السبعة، إلا إذا كانت القراءة قرأَ بها غيرُهم، فإني أذكُر مَن قرأَ بها، وأما إذا كانت القراءة شاذة، فإني أذكر بعضًا ممن قرأ بها، ورجعتُ في كل ذلك إلى المراجع المختصة بالقراءات، وكذلك إلى كتب التفسير التي عُنِيتْ أيضًا بالقراءات.

ثامنًا: تخريج الأحاديث من مصادرها من كتب السنن، والحكم عليها إذا كانت ليست في الصحيحين.

تاسعًا: الترجمة للأعلام الوارد ذكرُهم في النص المحقق فقط عدا العشرة المبشرين بالجنة، وكذلك الترجمة اليسيرة للشعراء الجاهليين.

عاشرًا: التعريف بالقبائل والأقوام والفرق والمذاهب والأماكن والبلدان والمعالم والآثار والآلات.

حادي عشر: عزو جميع الأقوال التي ذكرها الإمام الزجاج إلى أصحابها، وذكر مصادر تلك الأقوال، مع العلم أن الإمام الزجاج ينقل الأقوال بمعناها، وليس بنصها غالبًا.

ثاني عشر: عزو جميع الأبيات الشعرية إلى أصحابها قدر الإمكان، مع شرح ميسَّر للبيت، وبيان لمعاني كلماته الغامضة إذا لزم ذلك.

ثالث عشر: حين يذكر المصنف رأيًا أو قولًا، ويصرِّح بأنه من مصادر التفسير، فإني أَعزو هذا الرأي أو القول إلى كتب التفسير، سواء في القرن الذي ظهر فيه المصنف أو القرون التي قبله.

رابع عشر: حين يذكر المصنف رأيًا أو قولًا، ويصرِّح بأنه من مصادر اللغة، فإني أعزو هذا الرأي أو القول إلى كتب اللغة، سواء في القرن الذي ظهر فيه المصنف أو القرون التي قبله.

خامس عشر: شرح الكلمات التي قد تكون غامضة في النص.

سادس عشر: التعليق على ما يحتاج أن يُعَلَّق عليه من هوامش كتَبها النُّساخُ.

سابع عشر: بالنسبة للمراجع في الهامش، فإني أذكر عنوان الكتاب أولًا، ثم فاصلة، ثم اسم المؤلف، ثم فاصلة، ثم رقم الجزء أو المجلد وأرمز قبلها بالحرف ((ج))، ثم فاصلة، ثم رقم الصفحة وأَرمُز قبلَها بالحرف ((ص))، وإذا كان المجلد يَحوي أجزاءً متعددة، فإني أرمُز لرقم المجلد بالرمز ((مج))، وأرمُز للجزء بالرمز ((ج))، ثم أَسرُد المراجع بعضها تِلوَ البعض بوضع الفواصل بينها، وقد اجتهدت في سرد المراجع مرتبةً على حسب قِدَمِها، الأقدم تأليفًا، ثم الأحدث.

ثامن عشر: في ذكر المرجع أول مرة، فإني أَذكره بكامل اسمه دون اختصار، وبكامل اسم المؤلف بدون اختصارٍ أيضًا، ثم إذا تكرَّر المرجع بعد ذلك، فإني غالبًا أذكُره مختصرًا، ثم أذكر اسم المؤلف أيضًا مختصرًا بذكر لقبه فقط.

تاسع عشر: أُشير إلى نهاية كل لوح وجهته، للنسخة الأم فقط، وهي النسخة التي رُمِز لها بالرمز (ب)، وأثبتُّ ذلك بين معكوفتين أبدأ برقم الصفحة، ثم الجهة بينهما علامة (( / ))، فإذا كانت الجهة اليمنى، فإني أشير لها بالرمز ((أ))، وإذا كانت الجهة اليسرى، فإني أشير لها بالرمز ((ب))، وأثبت ذلك في النص الأساس، داخلًا فيه ليس في هامشه، ولم أفعل ذلك في باقي النسخ لا في المتن ولا في الهامش اختصارًا؛ ذلك أن بدايات بعض الألواح ونهاياتها أصابَها رطوبةٌ وطمسٌ، فلا يُستطاع تحديد نهاياتها بدقة.

الخاتمة:

الحمد لله حمدًا يليق بجلاله وعظَمته، الحمد لله الذي أتَمَّ علينا نعمه، الحمد لله الذي جعَلنا بفضله نتم هذا البحث، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبَّل منا ما بُذِلَ فيه من وقت وجهدٍ، وأن يَنفعنا بما تعلَّمنا وينفَع بنا، ويُبارك في المجهود الذي بُذل فيه، وأن يَجبُرَ تقصيرَنا وضَعفنا وزَللنا.

وقد خرَجت من هذا البحث بفضل الله ومَنِّه بثمرات كثيرة، من أهمها أحسَب أني قد ازددت علمًا، وازدادَ شَغفي بالعلم أكثرَ، وازددت ارتباطًا وتعلقًا بكتاب الله عز وجل، هذا الكتاب الذي لا تَنقضي عجائبُه، ولا يَخلَقُ عن كثرةِ الرد، فمهما تعلَّمنا وتعمَّقنا في تفسيره وفَهْم آياته، فلا زِلنا بحاجة للتبحر في معانيه، والتدبر في آياته.

ثم إن تحقيقي ودراستي لهذا الجزء من كتاب معاني القرآن وإعرابه، قد خرَجت به ببعض النتائج والتوصيات التي أُلخصها في النقاط التالية:

• ضلوع الإمام إبراهيم الزجاج في علوم اللغة وتبحُّره فيها، أعطى لتفسيره قوة فريدة، أضاءت لعلماء التفسير من بعده طريقهم، فما من عالمٍ مفسرٍ بعده كتَب في تفسير القرآن تفسيرًا لغويًّا، إلا كان تفسير الزجاج كالمصباح الذي يستنير به في تفسيره.

• الإتقان الرائع الذي أخرج به الإمام الزجاج كتابَه، بجمْعه بين التفسير بالمأثور، وتسخير المعاني اللغوية والشواهد الشعرية والإعراب في تفسير، وفَهْم النصوص والمفردات القرآنية.

• أبدَع الإمام الزجاج في جعل اختلاف وتنوُّع القراءات القرآنية سبيلًا في استنباط معاني متعددة للآية الواحدة، تتكامل هذه المعاني ولا تتعارض.

• اختصاص الإمام الزجاج بمرويات خاصة للإمام أحمد بن حنبل، أخذها إجازة من ابنه عبدالله بن أحمد بن حنبل، يحفِّز الباحثين في علوم السنة أن يَجمعوا هذه المرويات في جميع كتابه ويُخرجوها تخريجًا علميًّا دقيقًا، ويُبينوا صحيحها من ضعيفها، ويشرحوها ويستنبطوا فوائدها، مع العلم أنه توجد بعض الآثار والمرويات التي ذكرها الإمام الزجاج في كتابه، ولم يصرِّح بالتحديث عنها روايةً عن الإمام أحمد، وهي من مسند الإمام أحمد بن حنبل.

• تبيَّن من التحقيق للمخطوط أن هنالك أقوالًا تفرَّد بها الزجاج واستنبطها من تفسيره للآيات، وقد عزَوها جمعٌ من المفسرين الذين جاؤوا بعده إليه، فلو قام الباحثون بجمع هذه الأقوال وإفرادها وتحريرها، لكان إضافةً علمية جيدة.

• الإمام الزجاج لم يجمَع في كتابه جميع القراءات القرآنية لكل مفردة أو آية، وإنما اختار منها، ثم استفاد بتمكُّنه من اللغة العربية والإعراب في ذكر المعاني القرآنية للآية، فلو اجتهد الباحثون في علوم القرآن وتفسيره والمتمكنون من علوم اللغة العربية والإعراب في حَذْو منهجه في جميع القراءات القرآنية، لأَثريْنا هذا الجانب إثراءً عظيمًا، ولخرَجنا بزادٍ ثقافي في التفسير يكون رصيدًا علميًّا مميزًا.

• وأخيرًا أُوصي بأن تتبنَّى جامعة أم القرى طباعة ونشر الكتاب بعد تحقيقه كاملًا، فتكون هذه النسخة هي البديل لطلاب العلم بدلًا من النسخة التي يتداولونها؛ حيث وُجِدَ فيها تصحيفٌ وعدم دقة.

هذا وصلى الله على نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.