• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

نفوذ اليهود في عهد المغول الإيلخانيين

د. سعد بن عبدالعزيز القصيبي

المصدر: الدرعية، السنة الثانية - العدد السادس والسابع، ربيع الآخر 1420 هـ / أغسطس 1999 م.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/3/2010 ميلادي - 12/4/1431 هجري

الزيارات: 47160

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة:

شهد العالم الإسلامي منذ مطلع القرن السَّابع الهجْري هجمة شرسة مدمّرة على أيدي المغول، والذي على أثره قام جنكيز خان المغولي وأتباعه باجتياح المشرق حتَّى تمكَّن من إسقاط الخلافة العباسية بعيد منتصف القرن السابع الهجري.

 

ولئن كان العالم الإسلامي قد تضرَّر من جراء تلك الهجمة فإنَّ ثمة أعداء آخرين وجدوا في هذه الهجمة فرصة ومتنفسًا لهم، وبخاصَّة إذا علمنا أنَّ هؤلاء وجدوا من المغول كل أنواع التقدير والاحترام، حتَّى تمَّ لهم ما أرادوا، وفي طليعة ذلك السيطرة على مجريات الأمور.

 

وقد أعجب (الحكَّام عامَّة) ومنهم المغول ببراعة أهل الذّمَّة في المجالات الإدارية وغيرها، فأنيطت بهم مهمَّات كثيرة، حُرِم غيرهم من المسلمين من القيام بها.

 

وفي عهد السلطان المغولي أرغون الإيلخاني لقي المسلمون على أيدي أهل الذمة ضروبًا من التنكيل والإهانة، وحرموا من حقوقهم.

 

وهذا البحث يعالج نفوذ طرفٍ من أهل الذمَّة، وهم اليهود في عصر المغول الإيلخانيين (مغول فارس).

 

ولعلَّ أبرز دوافع اختيار الموضوع:

1 - العلاقة بين المغول وأهل الذمَّة عمومًا واليهود خصوصًا.

2 - الجشع المغولي في استِنْزاف أموال الدولة عبر الأساليب اليهوديَّة.

3 - الوزير سعد الدولة اليهودي، وسياسته في تصريف أمور الدولة نحو تقريب اليهود في عهد أرغون، وتوضيح ما أُثير حول الإشادة بأعماله أو نفي هذه الأعمال عن اليهود.

4 - الظروف التي نشأ فيها السلطان الإيلخاني أرغون وأحوال المسلمين في عهده.

 

وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الدراسة، وإن كانت تبحث في أحوال اليهود عامَّة خلال هذا العصر الإيلخاني، إلاَّ أنَّها تخصُّ بالمزيد من الدراسة والتحقيق شخصيَّة الوزير سعد الدولة اليهودي في عهد أرغون الإيلخاني، وأعمالهم، وآثارها بعد ذلك.

 

وعلى كلٍّ، فإنَّ مثل هذه الدراسات لم تحظ باهتمام الباحثين كما ينبغي؛ ولعل ندرة المصادر الخاصة كانت وراء الإحجام عن مثل هذه الدراسات المتخصصة.

 

لذا آمَلُ أن تساهم هذه الدراسة في فتح الباب أمام الباحثين لدراسات تفصيلية أوسع عن نفوذ آخر لليهود في العصور المختلِفة.

 

أهل الذمة وعلاقاتهم بالمغول:

عندما زحف المغول في غزْوهم للعالم الإسلامي وبخاصَّة المشرق منه، كانت البلاد الإسلامية تعيش حالة من الوهن والتفرُّق والفتن، زيادة على الحروب الدَّاخليَّة والمذاهب المتناحِرة، وكان سقوط بغداد والخلافة العباسيَّة مكمّلاً لهذا الضَّعف، حيث أُصيبتْ هذه البلدان بمحنة قاسية من جرَّاء الغزو المغولي الكاسح.

 

وقد انتهز المغول أو التَّتار هذه الفرصة، فلم يكدِ العالم الإسلامي يَستريح من هجمات الصَّليبيّين إذ ظهر عليه من الشرق هذا العدوّ الجديد، يقتل ويسبي ويفتك ويدمر ولا يعترف بأي دين أو كيان أو مجد إلاَّ لعنصره المغول.

 

وقد كانت أمنية أعداء الإسلام أن تسقط الخلافة، وحين حدث السقوط عاشوا في فرح وسرور وبخاصَّة أهل الذّمَّة.

 

وتمتَّع أهل الذّمَّة بحريَّة إدارة شؤونهم الدينيَّة بصورة كاملة، ولم يكن الحكَّام المغول يتدخَّلون في شعائرهم الدينيَّة، بل نال عدد كبير منهم تقدير الحكام المغول فأسندوا لهم مراكز مهمَّة في إدارة الدولة المغوليَّة.

 

وقد حقَّق النَّصارى خصوصًا في هذا العصر المغولي عددًا من المظاهر والامتيازات، فقد شجَّع النَّصارى أوَّل خان مغولي وهو جنكيز خان على غزو العالم الإسلامي، وقالوا له كما يشير ابن العبري: "سرْ فإنَّك مؤيَّد"[1].

 

وقد تنصَّر عدد من القادة المغول وعلى رأسهم القائد كتبغا، كما كانت أوامر الخان المغولي هولاكو - على الرغم من وثنيَّته - تدْعو إلى احترام المؤسَّسات الدينيَّة التي تنتمي إلى المذاهب الأخرى - غير الإسلام - ومنها الخانقاه[2] التي نشأ بها زين الدّين الطوسي وكنيس اليهود[3].

 

وقد غمر هولاكو النَّصارى بأفضاله، فأنشئت في عهده كنائس جديدة في جميع الإمبراطوريَّة الخانية، وأنشَأ عند مدخل دار زوجته طقر خاتون كنيسة تقْرع فيها الأجراس، كما أنشأ مدارس يتردَّد إليها الأطفال لتعلُّم النصرانية[4]، ولقي النَّصارى في عهده عطفًا غير محدود، ولعلَّ مردَّ ذلك إرضاء زوجته النصرانيَّة، والَّتي صحبت هولاكو عند هجومه على بغداد[5].

 

وكان السلطان أبغا بن هولاكو (664 - 680هـ) قد تزوَّج من ابنة امبراطور روما الشَّرقيَّة، وكانت الفتاة ترغب في الزَّواج من هولاكو قبل وفاته - وبتأثير هذه الزَّوجة دخل أبغا في النصرانيَّة[6]، وأرسلت البابويَّة على أثر ذلك إلى بلاطه عددًا من السفراء لتأكيد هذه العلاقة، وكان خليفة أبغا منكوتمر نصرانيًّا أيضًا[7].

 

وفي عهد كيوك (644 - 648هـ) عانى المسلمون أقصى ضروب العسف والتَّنكيل؛ حيث ألقى بزمام دولته إلى وزيريْه النَّصرانيَّين وامتلأ بلاطه بالرهبان النَّصارى[8].

 

وعندما دخل المغول مدينة بغداد هلَّل النَّصارى فرحًا وطربًا بعد أن مكَّنوهم من إسقاط المدينة، وكتبوا في نشْوة النَّصر عن سقوط بابل الثانية، وهلَّلوا لهولاكو وزوجته النَّصرانية (طقز خاتون) كما بارك النساطرة (ممَّن في حاشية هولاكو) زوال الخلافة العباسيَّة[9].

 

كما شارك شعب الكرج[10] (حول بحر قزوين) قتل المسلمين في معيَّة المغول عند دخول بغداد وهدموا أسوار المدينة[11].

 

وقد حصل نصارى بغداد وغيرهم من أهل الذّمَّة على الأمان من المغول، حتَّى إنَّ بعض المسلمين لجؤوا إليهم، بل إنَّ المغول وضعوا عليهم حرَّاسًا ليمنعوا الهجوم عليهم، خشية أن تنتهب أموالهم؛ لذلك نجد عددًا من المسلمين لجؤوا إلى النَّصارى فسلِموا[12].

 

بل كما يقال إنَّ الخليفة المستعصم بنفسِه أرسل رجلاً نصرانيًّا ليشفع له عند المغول - وهو الجاثليق[13][14]، وقد استطال أمر النَّصارى بعد غزْو هولاكو لها، وأهان الجاثليق النصراني سكَّانها من المسلمين[15].

 

وكان بايدو أحد أمراء المغول يكثِر من الاجتماع بكِبار النَّصارى، وكان يعلّق صليبًا فخمًا على عنقه، ويسمح للنَّصارى بأن تكون لهم كنائس في أرجاء الإمبراطوريَّة، وأن يدقّوا أجراسهم في معسكره[16].

 

ولن أستطرِد في هذا الدَّور الذي تميَّز به النَّصارى في العهد المغولي، فقد بلغ الذروة عنصر آخَر من أهل الذّمَّة - في المجالات الإداريَّة والمالية كافَّة - هم اليهود، وسنلْحظ مدى العلاقة الوثيقة بين اليهود وحكَّام المغول وخصوصًا الإيلخانيين[17]، واتّفاقهم على المسلمين وحقدهم.

 

ففي العصر المغولي كثُر اليهود في إيران، فقد أشار حبيب لؤي[18] إلى أنَّ اليهود في إيران في العصر المغولي يَزيدون بخمس عشرة مرَّة عن اليهود في العصْر الحاضر، حيث ينتشر أغلبهم في المراكز التِّجاريَّة في مرو ونيسابور وغزنة، وفي نيسابور وحْدها قرابة 57 ألف يهودي.

 

كما انتشر اليهود في زنجان[19]، وقزوين[20]، وأذربيجان[21]، وكرجستان[22]، وكان مقرّ كثيرٍ من اليهود مدينة مراغة[23] حيث تعدُّ من أكبر المراكز اليهوديَّة وكذا أردبيل[24] الَّذي كان أكثر سكَّانه من اليهود[25]. وقدِ اشتغل اليهود يومئذ بالزِّراعة ورعْي الغنم[26].

 

ويعدُّ اليهود مدينة أصفهان مزارًا مقدَّسًا يأتون إليها للزيارة وذلك خلال أشهر الصيف؛ لأنَّ هذا الوقت يصادف عند اليهود أيَّام عبادتهم الصَّوم الكبير[27].

 

وممَّا يؤكِّد الانتشار اليهودي في أصفهان، وجود عدد كبير من المقابر اليهوديَّة بها، ومن أشهرها مقبرة تكباحكون (شرق أصفهان)، حيث كانت مقبرة خاصَّة لليهود، وكذلك مقبرة أُخرى على مسافة ستَّة كيلومترات في شمال شرق أصفهان، كما توجد مقبرة ثالثة في جبل صوفة على بعد ستة كيلومترات كانت مخصَّصة - كما يقال - لأطفال اليهود[28].

 

وقد أشار أحد الباحثين إلى أنَّ عدد اليهود الذين يدفعون الجزْية (36000) عند دخول هولاكو بغداد، وكان عدد كنائسهم 16، وفيها لليهود بضعة معاهد دينيَّة[29].

 

وكان اليهود مع النَّصارى ممَّن كاتب المغول في إسقاط الخلافة العباسيَّة والهجوم على بغداد؛ حيث دلّوهم على عورات المدينة، وشاركوا مشاركة فعليَّة في هذه الكارثة، واستقبلوا التتار الوثنيِّين بالترحاب؛ ليقضوا لهم على المسلمين الذين أعطوْهم ذمَّتهم ووفَّروا لهم الأمن والحماية[30]، وكانت دُورهم بالإضافة إلى دور الرَّافضة وطائفة من التجَّار بِمثابة دار أمْن لمن التجأ إليها من المسلمين، كما يُشيرُ ابن كثير إلى ذلك في أحداث تلك السنة[31].

 

وفي هذا دليل على مشاركة اليهود مع المغول في الهجوم على بغداد، وليس كما يشير البعض[32] بأنَّ اليهود لم يرِدْ لهم ذكر خاصّ في واقعة بغداد سنة 656هـ، ولم يميَّزوا بمعاملة خاصَّة من قبل المغول عن غيرِهم من السكَّان!

 

ويمكن القول بأنَّ هذا الهجوم الهمجي على مدينة بغداد ألْحق بعض الأضْرار حتَّى لمن كان مقرَّبًا من المغول؛ وذاك ناتج من الطبيعة الحربيَّة للمغول، إلاَّ أن الحال قد تبدَّل بهم ولقُوا عناية كبيرة من حكَّام المغول[33] فيما بعد، علمًا بأنَّ تعاليم هولاكو الأساسيَّة عند الهجوم على بغداد تدعو إلى احتِرام المعابد النصرانية واليهوديَّة[34].

 

وقد وجد اليهود معاملة طيبة لا نظير لها في عهد السلطان المغولي أرغون بن أبغا، الذي ارتقى عرش الدولة الإيلخانية بعد مقتل السلطان أحمد تكدار، وذلك عام 683هـ.

 

السلطان أرغون المغولي (683 - 690هـ):

ينسب أرغون إلى البيت الإيلخاني المغولي (مغول فارس) الذين حكموا ما يقرب من (82) عامًا، من سنة 654هـ / 1256م إلى سنة 736هـ / 1335م.

 

وقد ابتدأ حكمهم بهولاكو سنة 654هـ وانتهى بحكم السلطان أبي سعيد بهادر خان بن خدا بنده.

 

حكم أرغون بعد ثلاثة من أمراء المغول، فقد حكم هولاكو قرابة عشر سنوات ثمَّ خلفه أبغا بن هولاكو بنحو ستَّة عشر عامًا، ثمَّ خلفهما في الحكم السلطان أحمد تكودار مدَّة ثلاث سنوات، وكان أوَّل سلطان مغولي يعتنِق الإسلام[35].

 

ولمَّا اعتلى السلطان أحمد تكدار عرش المغول (680 - 683هـ) عمَّت عدالته المسلمين، وكان أوَّل ما أصدره أن بعث الرُّسل إلى همذان[36] لتخْليص علاء الدين عطاء ملك الجويني من حبسه، كما أسند الوزارة إلى الرَّجُل الكفْء الصاحب شمس الدين محمد الجويني، وشمله بكثير من العناية والاهتمام، وقاما بتيْسير مهامّ الدولة وفق شريعة الإسلام، وأبديا اهتمامًا كبيرًا بأهل الفضل، وسعدت الرعيَّة بعدلهما وإحسانهما بفضْل اختياره لهما في ديوانه[37].

 

ويعدُّ أرغون رابع إيلخانات المغول في فارس، حيث تولَّى الخانية من سنة 683هـ - 690هـ (1284 - 1291م)[38].

 

وكان أرغون حريصًا على منع خانية فارس من الدخول في الإسلام، حيث كان أرغون بوذيًّا مثلما كان أبوه أيضًا وجدّه هولاكو، وانحاز إلى غير المسلمين فخصَّهم بالوظائف الأساسيَّة في الإدارة المدنيَّة[39]، كما سيأتي.

 

وكانت العلاقة سيِّئة بين السلطان أحمد وبين أرغون طوال الفترة الَّتي حَكَمَ فيها السلطان أحمد البلاد المغولية؛ حيث كان أرغون يطمح في استِرْداد عرش أبيه الذي سلبه منه عمُّه أحمد تكدار، حيث كان أرغون غائبًا عند وفاة أبيه أبغا[40].

 

ولذلك قام أرغون بإثارة الأوْضاع الدَّاخلية ضد السلطان أحمد، فقد قام بالاعتداء على أحد ولاة السلطان أحمد في خراسان، وهو وحيد الدين زكي بن عز الدين طاهر[41].

 

ويُشير بعض المؤرّخين إلى أنَّ أرغون كان يتآمر سرًّا مع قنقورتاي أخي السلْطان أحمد، للقضاء على السلطان أحمد[42]، فعرف السلْطان بالأمر، فقام بعد تحقُّقه من الأمر بقتْل أخيه قنقورتاي؛ ونتيجة لذلك ثار أبناء أخيه وطلبوا الثَّأر لمقتل والدهم[43].

 

كما قام السلطان أحمد بعد ذلك بإرسال جيش لملاقاة أرغون في خراسان نظرًا لظلمه الأهالي والوالي بها - كما سبق - وكان نهاية الأمر القبْض على أرغون وإيداعه السجن[44].

 

تحرَّكت الأحقاد في نفوس أبناء أخيه، وعدد من الأمراء الطَّامعين في الوصول إلى السلطة وتداولوا الأمر، فشكوا السلطان أحمد إلى الخان الأعظم قوبيلاي خان (658 - 693هـ)، فتآلف أعداء الإسلام وأطْلقوا سراح أرغون من سجنه، وعزموا على قتل السلطان أحمد[45]، والثورة عليه.

 

بلغ السلطان أحمد خبر الثورة عليه من قبل أرغون، وحاول اللجوء إلى (بركه خان) - أحد أمراء مغول القبجاق - أو القبيلة الذَّهبيَّة، لكن رجال أرغون قبضوا عليه وسلموه لأولاد أخيه قنقورتاي، الذين قاموا بدورهم بقصف ظهره حتى مات، فنصب أرغون نفسه سلطانًا على عرش المغول[46].

 

وكمكافأة للأمير بوقا - الذي أعان أرغون - عيَّنه برتبة (جنكان)؛ أي: أمير الأمراء وخصَّه بتدبير ممالكه، وعيَّن أخاه "أروق" واليًا على العراق وديار بكر، ورتب أرغون ابنه غازان واليًا على خراسان[47].

 

وكان أرغون يطالب بهذا العرش من بداية حكم السلطان أحمد، ويتمتَّع بدعم كبير وتأييد من الجماعات البوذية المتطرفة[48] فتحقق له ما أراد.

 

وقد حمل الأمراء على السلطان أحمد تكدار؛ لأنَّه في زعمهم حمل التتار على الإسلام؛ ولذلك قتلوا السلطان أحمد بصورة بشِعة[49] كما سبق.

 

والحقيقة كما يقول د. محمد عبدالحليم أنَّ مقتله ليس بسبب أنَّه حملهم على الإسلام، مع أنه لم يجبر أحدًا على الدخول فيه بل رغَّب فيه، وما كان التآمر إلاَّ نتيجة للصِّراع بين الإسلام والملل المختلفة كالنَّصرانيَّة والبوذيَّة لاكتساب المغول إلى صفوفهم[50]؛ حيث قام السلطان ببناء المساجد والمدارس وسيَّر قوافل الحجيج إلى مكَّة، وأرسل تكدار سفارة إلى المماليك محمَّلة بالهدايا والتُّحف عام 682هـ[51]، كما ترتَّب على إسلام السلْطان أحمد حينئذٍ خلوُّ الديوان من النَّصارى واليهود، وحوّلت المعابد والكنائس إلى مساجد، ورفع راية الإسلام ضدَّ الشامانية والبوذية، وصالح السلطان المملوكي النَّاصر قلاوون[52].

 

ولعلَّ ثورة الأمراء بقيادة أرغون - ممَّن كانوا لا يزالون حريصين على التمسك بعقائدهم وتقاليدهم - رأوا في سياسة تكدار خطرًا يهدد كيانهم ويقوِّض بنيانهم فناصبوه العداء وجهروا بالثَّورة عليه؛ لأنهم عدّوا سلوكه مخالفةً صريحة للياسا[53] (القوانين المغولية) .

 

وشارك أهل الذمة من اليهود والنصارى في تأجيج الثورة وتصعيدها مع المماليك المسلمين، وبخاصَّة أنَّ أرغون جعل منهم أوصياء له[54].

 

وبمقتل أحمد تكدار قضي على شوكة المسلمين الإيرانيين، الذين قويَ نفوذهم في المدة القصيرة التي حكم فيها السلطان أحمد، واستطاعوا خلالها أن يحدُّوا من نفوذ النصارى والبوذيين وغيرهم[55].

 

وعلى العموم، فقد أصبح أرغون الحاكم الجديد للخانية المغوليَّة على إثر مقتل السلطان أحمد، وهو ما كان يطمح إليه في صراعه مع عمه أحمد تكدار.

 

بدأ أرغون سياسته مخالفًا للسلطان السابق، فألغى كلَّ القرارات والإصلاحات التي أمر بها أحمد تكدار إلى ما كانت عليه أيام جده وأبيه، كما أن البوذية والشامانية والنصرانية واليهودية ارتفع صوتها في إيلخانية إيران من جديد[56].

 

وقد اشتهر أرغون بسياسته المعادية للمسلمين وميْله إلى اليهود والنَّصارى؛ ولذلك يقول ابن خلدون: إنَّ السلطان أرغون عدل عن دين الإسلام وأحبَّ دين البراهمة من عبادة الأصنام وانتحال السحر والرياضة له، ووفد عليه بعض سحرة الهند[57]، كما أكثر من المعابد البوذية في بلاد إيران واستقدم رهبانها من الهند[58]، وأعاد عمارة الكنائس التي دمَّرها أحمد تكدار، ومنها كنيسة مراغا[59]، وإرضاءً للنصرانية أيضًا رحَّب بالتَّحالُف مع الصليبيِّين ضدَّ المماليك لغزْو الشَّام[60].

 

وكان أرغون هو صاحب المبادرة إلى هذا التَّحالف ضدَّ المماليك انتقامًا من هزيمة والده (أبغاخان) في موقعة حمص سنة (680هـ/ 1281م) حيث توفّي والده أبغا بفارس على خبر هزيمة جيشه في تلك الموقعة، والَّتي على أثرها تولَّى أحمد تكدار منصب الإيلخانيَّة[61].

 

وفي أيَّام أرغون كانت تبريز[62] تعجُّ بالأوربيِّين الَّذين يعملون في خدمة المغول مُستشارين أو مترجمين أو سفراء لهم، أو أعضاء في الجماعات التبشيريَّة الكاثوليكيَّة من الفرسان والدومينكان، أو من التجَّار الإيطاليِّين[63].

 

ويشير رينسمان إلى أنَّ أرغون قدِ اقترح على البابويَّة بعد تولِّيه الخانية المغولية القيام بعمل مشترك ضدَّ المسلمين سنة 684هـ، وكرَّر مطلبه أيضًا بعد عامَين عندما أرسل له سفيره رابان[64]، كما سعى أرغون في خطوة أُخرى مع البابويَّة في تخليص بيت المقدس من المسلمين[65].

 

وقد رشَّح أرغون رابا صاوما (أي الحبر الصائم) بتوجيه من بطريق النساطرة في بغداد (مارك جيلاها) سفيرًا له في أوروبا، وكان صاوما نسطوريًّا قد تعلم ودرس كثيرًا من الكتب الكنسية[66].

 

هذه هي الظروف التي نشأ فيها أرغون وتولَّى فيها حكم الخانية المغولية في فارس، لنرى كيف ارتقى في ولايته اليهود والنصارى، وكان لليهود أثر واضح وملموس في عهْده.

 

وكان عهده عهد محنة للمسلمين الذين لاقَوا الأمرّين على أيدي البوذيين المتنصرين، واعتمدت الدولة في عهده على ثقة كل من اليهود والنَّصارى تعويضًا عن سخط المسلمين[67].

 

ولذلك أصبح اليهود وغيرهم - من غير المسلمين - من المقربين في بلاطه، وفي مقدّمتهم المؤرّخ رشيد الدين الهمذاني الذي أسلم فيما بعد، كان يعمل طبيباً خاصًّا لوالده (أبغا) ثم أصبح من خاصته والمقربين إليه[68]، وكذا وزيره سعد الدَّولة اليهودي الذي عمل أيضًا طبيبًا فنائبًا وحاجبًا لشحنة بغداد[69] ثم أصبح الوزير المفوَّض والمتصرّف بأمر الدولة، وأطلق له العنان في حين عمد أرغون إلى الانقطاع عن الاتِّصال بالعالم الخارجي، تاركًا الأمور تجري على هوى وزيره اليهودي ورجاله[70].

 

وسنتعرَّف على الدور الذي ظهر به هذا الوزير اليهودي وأثره على المسلمين، وعلى الأوضاع الداخلية والخارجية للخانية كما سيأتي.

 

الوزير سعد الدولة اليهودي وأحوال المسلمين:

كلَّف السلطان أرغون للقيام بأعباء الوزارة في عهده أحد اليهود من أسرة مجهولة الأصل على الرَّغم من يهوديَّته، وهو المعروف بابن الصفي الموصلي - وابن صفي الدين - الأبهري، كان دلالاً في سوق الصناعة في الموصل[71]، وتعني سعد الدولة بالعبرية "مردخاي"[72].

 

كان سعد الدَّولة عالمًا بالحكمة، امتهن الطِّبَّ، وأصبح أحد أطبَّاء اليهود في العصر المغولي إلى أن ضمَّه أرغون إلى بلاطه[73]، وقد مكَّنه دهاؤه وامتهانه الطبَّ من الوصول إلى بلاط المغول[74].

 

تعد شخصيَّة سعد الدولة شخصية مرنة تتَّصف بالسخاء، وتظهره المراجع اليهودية[75] بأنه مؤدَّب في تعامله سياسي مرن، يشجع الفضلاء والعلماء اشتهر بلقب سعد الدولة.

 

وكان سعد الدولة قد تولَّى في عهد السلطان أحمد الإشراف على المارستان العضدي، ثم عزله السلطان أحمد وسلَّمه إلى العميد زين الدين ضامن تمغات[76] بغداد فقام به أحسن قيام[77].

 

وترجع شهرة سعد الدولة عندما مرِض السلطان أرغون، وعرض سعد الدولة خدماته الطبية ووصف له نوعًا من الدواء وأفاد منه[78].

 

تولى أرغون زمام السلطة المغولية، وكانت تعْوزه المقدرة على فهْم الطاقة المالية لبلاده، فقد رغب في الحصول على أكبر كمّيَّة من الأموال من شعبه بشكل خيالي[79].

 

فعهد إلى سعد الدولة بذلك، وكلَّفه بالإشراف على إقليم العراق ومفتشًا على ماليتها[80].

 

وتلبية لمطلب سيّده أرغون وإرضاء لجشَع هذا الحاكم المغولي، تمكَّن سعد الدولة من استخراج الأموال من أهل الرافدين بشتى الطرق، التي تضمن حصوله على تلك الأموال، فنال استحسان أرغون وعرف في بلاد ما بين النهرين باسم الموظف الصُّلب، وتبيَّن من خلال ذلك مدى كفاءته وإخلاصه، فكلَّفه بالوزارة المغولية في عهده[81].


ابتدأ سعد الدولة أمره متظاهرًا بالعمل على نشر الإسلام، وأراد من ذلك أن يَستميل قلوب الناس إليه، فأظهر اهتمامًا بالغًا بالحجاج حيث عرض في رسالة وجهها إلى بغداد أن تقدم لهم المساعدة، ولكسب ودّ العامَّة أمر أن تجري الأحكام وفْق شريعة الإسلام[82]، حيث كان رجلاً فطنًا[83]، حتى شعر الجميع بالأمن والاستقرار حتَّى إنَّ الشعراء والأدباء انخدعوا فبالغوا في مدحه والثَّناء عليه بقصائد كثيرة، واشترك كثير من العرب والعجم في ذلك بقصائد وأبيات منها:

لا زِلْتَ يَا مَوْلَى الزَّمَانِ  وَأَهْلَهُ        فِي النَّاسِ رَبَّ مَوَاهِبٍ وَمَدَائِحِ
سَعْدُ السُّعُودِ لِكُلِّ دَاعٍ مُخْلِصٍ        وَلِكُلِّ مَنْ يَشْنَاكَ  سَعْدُ  الذَّابِحِ[84]

أراد أن تسير الأمور في البداية بما يكفل ثقة السلطان والمجتمع فيه؛ حيث أمر ولاتهم وموظَّفيه أن يبتعدوا عن ظلم الرَّعيَّة، وأظهر حسن النّيَّة؛ فلذلك نجد الهمذاني[85] يصِف سعد الدولة بأنَّه ماهر في تدبير شؤون الديوان وضبط الأموال، ولم يدَّخر وسعًا في السعي والاجتهاد ولم يُهْمِل شاردة ولا واردة في تلك الشؤون، وبخاصَّة أنَّه خبير بشؤون مدينة بغداد كبيرها وصغيرها وأصبح ملازمًا الحضرة.

 

وبسبب هذه المكانة - التي تبوَّأها سعد الدولة - زاد من تجبُّره واستبداده، فمكن اليهود في بلاطه ورفع مِن قدرهم حتَّى استعلوا على غيرهم، بل قلَّلوا من شأنهم، وأثبتوا في بادئ الأمر مدى إخلاصهم وتضحيتهم للسلطان والمجتمع.

 

ولذلك نجد أقرانه من اليهود يُثيرون وشاية عند السلطان حول سعد الدَّولة، وقصدهم في ذلك إظهار سعد الدَّولة بمظهر الموظف المخلص المتفاني في عمله، وقالوا عنه إنَّه لم يشاركهم ويتغيب عنهم، وفي فراغ دائم في الديوان، فكانت هذه الوشاية كما يقول خواندمير[86] سببًا في تحقيق آمال سعد الدولة بالقرب من السلطان؛ فلذلك أمر أرغون أن يكون سعد الدولة ملازمًا لبلاط السلطان مقرَّبًا منه، وذلك بعد أن أمن الناس حسن نيته، وأخفى ما كان يهدف إليه حتى يكون في موقع يستطيع فيه الأمر والنَّهي والتنفيذ.

 

فقد أورد كثيرٌ من المؤرخين[87] أن سعد الدولة بدأ يدبّر مخطَّطه بدهاء مستغلاً ثقة السلطان فيه، وبخاصَّة بعد أن أضحت دفَّة الأمور بين يديْه وتحت استشارته، وأصبح الآمر الناهي، بدأ يستبدّ لما يتمتع به من سلطان ونفوذ مطلق، فبادر بطرد الموظَّفين المسلمين من البلاط المغولي وحرمهم من جميع المناصب التي كانوا يشغلونها كالقضاء والمالية، كما حرم عليهم الظهور والمثول بين يدي السلطان أو في بلاطه.

 

ومن أشهر قضاة بغداد الَّذين عزلهم نجم الدين ابن أبى العز البصري الذي كان قد عيَّنه سعد الدولة مدرسًا بنظاميَّة بغداد[88]، وكذلك القاضي نجم الدين عبداللَّه القوساني، وعفيف الدين ربيع الكوفي[89]، كما منع المسلمين من المشاركة في الوظائف العسكريَّة أو الجيش[90].

 

ولم يكْتفِ بذلك، بل تعصب لأقاربه وأبناء ملَّته اليهود فولاهم المناصب المهمَّة في الإمبراطورية، وعلت مكانتهم، فعيَّن أخاه فخر الدولة نائبًا للوزارة وواليًا على العراق، وكان يُضرب به المثل في الجهل كنسبة الحكمة إلى أفلاطون[91]، وجعل نصر بن الماشعيري اليهودي مساعدًا له وأصبح النائب في الديوان والمشار إليه بتولي الأمور، ورتب معهما جمال الدين الدستجرداني كاتبًا[92].

 

أمَّا أخوه أمين الدولة فقد عيَّنه حاكمًا على الموصل وماردين وديار بكر وربيعة[93]، كما عين أقاربه في حكم أكثر الولايات، حيث عين لبيد بن أبي الربيع في بعض مناطق أذربيجان، وولَّى حكم ولاية فارس شخصًا آخر من أقاربه هو شمس الدولة[94]، وأوكل مهمَّة الإشراف على تبريز إلى ابن عمّه مهذب الدولة ابن منصور الطَّبيب[95]، وكانت تربطه بسعد الدولة علاقة نسب، كما تعاون مع يهوديٍّ آخر باسم رشيد الدولة، وكان مع سعد الدولة يتولَّيان أمور إدارة الأرزاق[96].

 

ومما زاد الأمر سوءًا قيام السلطان أرغون بإصدار أمره بأن لا يعرض الأمراء عليه أمرًا إلاَّ بعد أخذ مشورة سعد الدولة، كما فوَّض إليه إدارة جميع مصالح الولايات ورعايتها، فقام هذا الوزير بظلم الأقاليم والولايات بدرجة فظيعة[97].

 

ولكي يتقن عمله ويكون على اطّلاع بالواقع اختلط بالترك والفرس، وتعرَّف على لغاتهم وعاداتهم، وتسنَّى له الوقوف على حقيقة العمال والمتصرفين في أموال بغداد[98].

 

بلغ من تأثير اليهود على الإمبراطوريَّة المغولية أن قام اليهود بتحريض الحكام المغول في الوقوف أمام العلماء المسلمين، ومن ذلك القضاء على الوزير جلال الدين السمناني - بأمر من السلطان المغولي - الَّذي يعدُّ من أفضل العلماء، وكانت لهذا الوزير اليد الطولى في تنظيم شؤون الدولة في بداية عهد أرغون، وقيل إنَّ مقتله كان بتحريض من سعد الدولة اليهودي[99]، وقتل معه الخواجة شمس الدين محمد الجويني وتعقَّب فيما بعد أولاده واحدًا بعد الآخر[100]، حتى عمَّ جميع أفراد الأسرة، ويرجع بعض المؤرخين سبب ذلك إلى أنَّ شمس الدين الجويني كان يقِف في صف السلطان أحمد تكدار في ديوان الإمبراطوريَّة[101]، الذي يعده السلطان أرغون عدوه اللَّدود.

 

وفي ظلّ ولاية أرغون ووزارة اليهود قام بعض اليهود بالطَّعن في الإسلام، مستفيدين من النَّشاط الفكري الواسع الذي تشهده الولايات الإسلامية؛ حيث قام بعضهم بكتابة مؤلفات ورسائل للنَّيل من الإسلام، وممَّن ذكر منهم في هذا المجال، عز الدولة سعد بن منصور بن سعد بن الحسن بن هبة اللَّه المشهور بابن كمونة الإسرائيلي (ت 683هـ) من أشهر علماء اليهود خلال هذا العصر الإيلخاني وأبرز شخصيَّة علمية يهودية، كان مبرزًا في فنون الآداب وعيون النكت الرياضيَّة والحساب، يقصده الناس للاقتباس من فوائده[102].

 

ألَّف ابن كمونة كتاب "الأبحاث عن الملل الثلاث"، تعرَّض فيه للنبوَّات لدرجة أنَّ ابن الفوطي تعوَّذ باللَّه من شرّ ما أورده من أقوال، فتحرَّكت الغيرة في نفوس العامَّة وهاجوا واجتمعوا لكبس دار ابن كمونة وقتله، وشكَوا الحال إلى شحنة بغداد، ولكن تخطيط اليهود فاجأ العامَّة حيث نقل ابن كمونة في صندوق مجلد وحمل إلى مدينة الحلة، حيث كان ولده اليهودي أيضًا كاتبًا بها، وبعد أيَّام مات ابن كمونة هناك[103].

 

الجدير بالذكر أنَّ الإدارة المغوليَّة تعهَّدت للعامَّة بمحاكمة ابن كمونة، لكنَّها تستَّرت عليه، ولما هدأت ثورة العامَّة نقل بعد ذلك! وبقي ابنه اليهودي كاتبًا في الحلَّة.

 

وفي هذا دلالة على ما كانت تتمتَّع به الحلة حينئذ من منزلة علميَّة وتنوّع فكري[104]، وكانت بين ابن كمونة ونصير الدين الطوسي[105] مراسلات في أمَّهات المسائل الكلاميَّة والمنطقيَّة والفلسفية، وقد أثار كتاب ابن كمونة "تنقيح الأبحاث في الملل الثَّلاث" نقاشًا وجدلاً كثيريْن وتعرَّض للرد والنقض، وله مؤلَّفات أخرى في الفلسفة والمنطق والكيمياء وغيرها، مثل "التذكرة في الكيمياء" و "شرح الإشارات والتنبيهات" لابن سينا في المنطق، و "شرح التلويحات لشهاب الدين السهروردي" في المنطق والحكمة، وقد ألف لابنه شمس الدين صاحب ديوان الممالك، شرح الأصول والجمل من مهمَّات العلم والعمل[106].

 

ومن العلماء الَّذين قاموا بالرَّدّ على ابن كمونة: مظفر الدين أحمد بن علي المعروف بابن الساعاتي المتوفَّى (694هـ) فقد ردَّ عليه في كتابه "الدّر المنضود في الرَّدّ على فيلسوف اليهود" يعني ابن كمونة، وممَّن كتب أيضًا في دحض مفتريات ابن كمونة: الشيخ زين الدين سريجا بن محمد الملطي المارديني الشَّافعي المتوفَّى سنة 788هـ، في كتابه المسمَّى "نهوض حثيث النهود إلى خوض خبيث اليهود"[107].

 

وقد عمل سعد الدولة على اتّساع نفوذ الطائفة اليهودية؛ حيث استقدم يهودًا من مدينة تفليس[108]؛ للإشراف على تركات المسلمين - ويفترض أنَّها وظيفة إسلاميَّة - ولكنَّه أراد أن يحل محلها يهود فطرد الموظَّفين المسلمين من وظائفهم - كما سبق - فحكموا بعدم توريث ذوى الأرحام، ممَّا دعا ذلك إلى انتفاضة شعبيَّة كبيرة من سكَّان بغداد ضدَّ اليهود، نهبوا خلالها دكاكينهم وبيوتهم ومتاجرهم[109].

 

وقد نتج عن إساءة اليهود أن ثارت ثائرة العامَّة ممَّا اضطرَّهم إلى العودة إلى بلادهم، فقتلهم الأكراد بالجبال[110].

 

وفي سنة 688هـ قام سعد الدولة بالقبض على صاحب تمغات بغداد، الزين الحظائري ومجد الدين[111] إسماعيل بن إلياس؛ حيث استوفى ما عليهِما من الأموال ثمَّ قتلهما بعد ذلك في صورة بشعة[112]، وقد قتل غيرهما ومنهم، ناصر الدين الَّذي دفن في جوار قبر سلمان الفارسي، وفي رجب من تلك السنة قتل منصور بن علاء الدين صاحب الديوان في بغداد[113].

 

ومن أثر التواطؤ المغولي اليهودي الحاقد على الإسلام ما قام به سعد الدولة من عداوة صريحة للإسلام؛ حيث اقترح سعد الدولة على السلطان أرغون الإيلخاني مرارًا أن يحوِّل الكعبة المشرفة إلى معبد للأصنام (معبد بوذى)، كما أنَّه سعى للقضاء على الإسلام وأتْباعه بمحاولة تحويل المسلمين إلى عبادة الفرْد أو الذات، فأدخل في روع السلطان أرغون أنَّ النبوَّة موصَّلة بالميراث من جنكيز خان إلى حضرة السلطان، وأنَّه يجب على النَّاس طاعة أوامر السلطان وعبادتهم له، وقتل المخالفين الَّذين لم يستجيبوا إلى ذلك، وقد رحب السلطان بهذا التدبير، فبعث برسائل ومكاتبات إلى اليهود يخبرهم باستعدادهم لصناعة أعلام الضلال (الأصنام) للتوجُّه بها إلى مكة[114]، كما استقدم سحرة من الهند[115] وأقنع السلطان بتجهيز أسطول كبيرٍ للهجوم على مكة[116]، إلاّ أنَّ مرَض السلطان حال دون تنفيذ هذا المخطَّط اليهودي على مكَّة[117].

 

ويعلّق د. الصياد على ذلك قائلاً: إنَّ سعد الدولة بهذا ظهر بثوبه الحقيقي، وأظهر العداوة سافرة للمسلمين، وركب في ذلك متن الشَّطط لدرجة أنَّه اقترح على السلطان أن يحول الكعبة إلى معبد للأصنام كما سبق[118].

 

ولكي يتم مخطَّطه السابق قرَّر القضاء على الأعيان والوجهاء من المسلمين وعلمائهم، فقد أرسل الوزير سعد الدولة إلى ولاية خراسان: نجيب النحال اليهودي، وسلمه قائمة مفصَّلة بأسماء مائتين من أعيان وأغنياء تلك البلاد ليتولى القضاء عليهم، ويحوِّل أموالهم وما يملكون إلى ديوان السلطنة، كما كلَّف واليه على فارس شمس الدولة أيضًا بقتل سبعة عشر شخصًا من أئمَّة أصفهان الذين لم يكن لهم ذنبٌ سوى أنَّهم كانوا يتمتعون بالسمعة الطيّبة والذكر الحسن بين الجميع، ويعرفون بعلو النَّسب وكثرة البذل والعطاء[119].

 

وقد امتدَّ هذا التطاول اليهودي على الولايات الخانية الأخرى، فقد أمر مهذب الدولة بن الماشعيري بالقبض على نورالدين عبدالرحمن بن تاشان أمير واسط وتطويقه بالحديد، وأمره بإرساله إلى بغداد على أن يقتل بها ويحمل رأسه إليه[120].

 

وعلى عادة المغول ابتنى السلطان بالقرب من مدينة السلطانية[121] كروغا (معبدًا) كما ابتنت ابنته خاتون "خانقاه" للدراويش هناك[122].

 

وقد وجد النَّصارى تشجيعًا من السلطان أرغون ووزيره سعد الدولة، بالهجوم على بيت المقدس في العام الأخير من حكومة أرغون[123].

 

لقي المسلمون على يد أرغون ووزيره سعد الدولة وإخوانه وأقربائه وأمرائه اليهود الاستهانة بهم، زيادة على الإيذاء، وقد بذل اليهود كل ما في وسعهم لوضع العقبات في طريق الإسلام، ومنعوا أية دعوة لهذا الدين أو أي نشر لهذه العقيدة الإسلامية، واستمر ذلك العداء فيمن حكم الدولة الإيلخانية بعد أرغون مثل بايدو[124].

 

وكما يقول (وصاف) في تاريخه فإنَّ سعد الدَّولة قد أضرَّ بالمسلمين وبنفقات جوامعِهم وأوقافهم، فتألَّم الجميع منه، وممَّا قيل من التألُّم قول الشَّاعر:

يَهُودُ  هَذَا   الزَّمَانِ   قَدْ   بَلَغُوا        مَرْتَبَةً     لا      يَنَالُهَا      مَلِكُ
المُلْكُ   فِيهِمْ   وَالمَالُ    عِنْدَهُمُ        وَمِنْهُمُ     المُسْتَشَارُ      وَالمَلِكُ
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ قَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ        تَهَوَّدُوا    قَدْ    تَهَوَّدَ     الفَلَكُ
فَانْتَظِرُوا  صَيْحَةَ  العَذَابِ   لَهُمْ        فَعَنْ    قَلِيلٍ    تَرَاهُمُ     هَلَكُوا[125]

ويشير رشيد الدين الهمذاني إلى أنَّ سعد الدَّولة على الرغْم ممَّا حظِي به من ثقة السلطان، إلاَّ أنَّ سعد الدولة كان دائمًا يتوجَّس خيفة من كبار الأمراء، مثل شيكور ونويان، وطغاجار وسماعار وقو بخقبال وغيرهم؛ فلذلك رأى من باب مصلحتِه أن يكون له شريكٌ يستند إليه (مع أقاربه) فحدَّث السلطان أرغون بذلك حيث طلب من السلطان بقوله: إنَّني لا أستطيع القيام بمفردي بجميع المهامّ، وأحتاج إلى عدد من المرؤوسين المخْلِصين القانعين حتَّى يعرضوا عليَّ كلَّ ليلة ما يجري من التَّدبير والتقصير، وما يحدث من الوقائع في كلّ يوم، فاختار "أورذوقيا" مساعدًا له واختصَّه لنفسه بالإضافة إلى أنَّه رجل مقتدر للغاية - وهو الذي كان مساعدًا له في استخراج الأموال من العراق - وأسند إلى جوش الإمارة في شيراز، كما فوَّض إلى "قوجان" الحكم في تبريز؛ فصار ثلاثتهم أتباعه وأعوانه كما يقول الهمذاني، كما رتَّب الأمر بحيثُ لم يكن في استطاعة أيّ مخلوق يقصد دار أمير من الأُمراء قط سوى هؤلاء الثَّلاثة الَّذين كانوا عمالاً وسندًا له، كما نقل الحراسة من دار الخلافة في بغداد إلى داره[126]، وكانت تلك التصرفات ترضي غير المسلمين عامَّة واليهود خاصَّة؛ فلذلك رغب اليهود وبعض رهبانهم في نواحي أوربا في الهجرة إلى الشرق[127]؛ نتيجة تلك الأوْضاع التي تعطي اليهود تميُّزًا وتقديرًا ونفوذًا على غيرهم.

 

هذه المحن التي أصابت المسلمين في عهد أرغون ووزارة سعد الدولة لَم تمنع المسلمين من المطالبة بحقوقهم، والغيرة على دينهم، فقد استنكر العلماء والدعاة هذه التجاوزات، وتحرَّكت العامَّة لما أصابها في دينها[128]، ولما وجدوا صدودًا من أرغون ووزيره وأمرائه اشتعلت نيران العداوة في نفوس العلماء وأمراء الدَّولة ورجالها، ممن يكرهون اليهود ومنهم الأمير طوغان - الَّذي لحقه الضَّرر منه أكثر - حيث تمكَّن من إقناع جَميع أعيان البلاط على التخلُّص منه، كما ناقش مع النبلاء أصحاب البيعة طريقةَ القضاء عليه، ولكنَّه نظرًا لعدم مناسبة الظروف وقتَها فقد أخفى ذلك السّرّ في أعماق نفسه حتَّى تواتيه الفرصة ويتمكَّن من القضاء عليه[129].

 

وإذا أضيف إلى ذلك ثقة السُّلطان المتناهية في شخصه، فلم يستطِع أي شخص مهْما علا قدره أن يمسَّ سعد الدولة بسوء، فلم يكن بدٌّ من أن يترقَّب أعداؤه الفرصة للانقضاض عليه، فصبروا على مضض متحمّلين منه كلَّ ما يصادفهم من إيذاء[130].

 

ولكن العامَّة لم تنتظر الظروف المناسبة، ففي سنة تسع وثمانين وستمائة سطّر ببغداد محضر - كتب فيه أعيان النَّاس - يتضمَّن الطَّعن على سعد الدولة ويتضمَّن آيات من القرآن وأخبارًا نبويَّة، مفادها أنَّ اليهود طائفة أذلَّهم اللَّه تعالى ومَن حاول إعْزازَهم أذلَّه اللَّه، فعرف سعد الدولة بذلك وأبلغ السلطان أرغون فأصدر سعد الدولة قرارًا بِموافقة السلطان يَقضي بقتل كل من كتَب في ذمِّ اليهود؛ ولذلك استعمل الحزم وقرَّر القبض على جمال الدين الحلاوي ضامن تمغات بغداد ثمَّ قتله وصلبه[131]، معتقدًا أنه السبب وراء ما حدث .

 

وكان انتقام اللَّه له بالمرصاد فبعد أن زادت تصرُّفاتهما، أنزل اللَّه بالسلطان مرضًا عضالاً لم يشف منه، حيث سقط أرغون فريسة المرض في تبريز، وحاول الأطبَّاء وصف العلاج له ولكن المرض ازداد شدَّة[132].

 

علِم الأمراء والنبلاء بتردِّي أحوال السلطان أرغون، وبمضمون الرسائل السّرّية التي أرسلها سعد الدولة إلى غازان وغيره ليتولَّى العرش بعده، وتصوَّر سعد الدَّولة بهذا الصَّنيع أنَّه ينال عطف الأمير قبل وفاة أبيه المريض، فاجتمع الأمراء والنبلاء في منزل الأمير طغاجار مبدين ضجرهم من اليهود، وفكَّروا بالأمر - قبل أن يصِل غازان - في التخلُّص من الوزير[133].

 

لَم يسعد اليهود طويلاً، فأصاب سعد الدولة نكبة أوْدت بحياته سريعًا، وشرب من الكأس التي طالما جرعها غيره[134].

 

وكان سعد الدَّولة قد وجَّه بعد تردِّي أحوال السلطان أرغون بتصْحيح بعض الاعوجاج الذي استشرى في الدَّولة، فأمر بتوْزيع المساعدات والصدقات على الفقراء والمحتاجين، وأطلق سراح عدد كبير من المسجونين، وأرسل إلى الإمارات السلْطانية بالدَّعوة إلى رفاهية الرَّعيَّة في كلّ ولاية، حتَّى قيل إنَّه أصدر في يوم سبعين مرسومًا يتضمَّن إظهار العدْل ورفع الظلم والفساد[135].

 

أشار بعض الباحثين أنَّ سعد الدَّولة أراد أن يحفظ لنفسه خطَّ الرجعة، ويستعدّ لمفاجآت المستقبل، فعمل على استمالة النَّاس لعلهم ينسون في غمْرة مكارمه صنوف العذاب، فأجرى الصَّدقات حيث تصدَّق على أهل بغداد بمبلغ 3.000 دينار وعلى أهل شيراز 1000 دينار، وتظاهر بأنَّه بهذا العمل يدفع البلاء عن السلطان[136]، لكن ذلك جاء متأخّرًا، ففي بداية الأمر قبض بعض الأمراء المتذمّرين من سياسة سعد الدَّولة الخرقاء على الخاصَّة من رجال سعد الدَّولة من اليهود وأعوانهم، وأجهزوا عليهم، ثمَّ ألقِي القبض على سعد الدَّولة وسجن مدَّة يومين أو ثلاثة وجرت محاكمته، وقتل بعد ذلك[137].

 

وهكذا فقد السلطان أعزَّ نصيرٍ له وهم اليهود، وقبض على أعوانه ففارق الحياة كما فارق وزيره قبله الحياة بأيَّام، ونظم الإمام الزاهد زين الدين علي بن الصَّاعد الدمشقي قصيدة غرَّاء فيما آلت إليه الأمور، يقول فيها:

نَحْمَدُ مَنْ دَارَ  بِاسْمِهِ  الفَلَكُ        هَذِي اليَهُودُ القُرُودُ قَدْ هَلَكُوا[138]

إلى أن قال:

هَجَوْتُهُمْ  أَبْتَغِي  بِهَجْوِهِمُ        جِنَانَ  خُلْدٍ  يَزِينُهَا  البِرَكُ
رَغْمًا لِمَنْ قَالَ فِي قَصِيدَتِهِ        تَهَوَّدُوا  قَدْ  تَهَوَّدَ   الفَلَكُ[139]

إنَّ المتتبِّع لتلك الأحداث قد يلحظ بعض الاستغراب! إذْ كيف يقوم سعد الدَّولة بهذه الأعمال وهو الَّذي أعلن الإسلام وحثَّ على مساعدة الحجيج؟!

 

أقول: إنَّ هذا ليس بمستغرَب على اليهود أن يتظاهروا بالإسلام أو يُعْلنوا للنَّاس بأنَّهم يسعَون لمصلحتهم ومساعدتهم وإرضاء مجتمعهم، لاسيَّما أنَّهم يتحدثون باسم السلطان؛ فإظهار الإسلام من قبل سعد الدَّولة يعدُّ نفاقًا من أجل المكر والكيد، أو بما تُمليه عليهم مصالحهم الخاصَّة.

 

فسعد الدولة أظهر حسن النية لكسب صف المجتمع في مقدمه تولية مسؤوليَّات الدولة، فتظاهر بالإسلام وتطبيق شرْعِه، وبعد تمكُّنه من مقدَّرات الدَّولة وسلطتها تخلَّى عنه، وحصل منه ومن أقربائه اليهود ما حصل من تلك الأعمال، وفي مقدمتها استنزاف أموال النَّاس بوسائلَ شتَّى، واضطهاد المسلمين وإهانة علمائهم.

 

وعندما مرض السلطان أرغون وضاقت العامَّة وضجرت من تصرفات اليهود في عهده، خشي سعد الدَّولة من خطر الثَّورة عليه، فأعلن العفْو وأظهر الإحسان، وتقديم الهبات والصدقات وغيرها مما يستجدي به العامَّة.

 

ولما أحسَّ سعد الدولة بتردِّي أحوال السلطان ويئِس من حالته، ورأى أنَّ عضده المغولي (أرغون) قد خبا نظرًا لمرضه، بحث عن نصيرٍ آخر مما يحقِّق مصلحته واستِمْرار عمله، فنجده يتنكَّر لأرغون ويبحث عن سلطان غيره ليسلِّمه زمام الأمور، ولكن القدر لم يُمْهِله فتوفي هو وتوفي السلطان، وهذا ممَّا يوضِّح طبيعة اليهود ومكرهم، فهو لم يظهر الإسلام إلاَّ لمصلحته أو خوفًا من العامَّة أو عندما يواجه الخطر.

 

وذكر ابن كثير[140] وغيره من المؤرخين أنَّ مقتل أرغون كان على يد اليهود، ويؤكّد ذلك ما أورده بعض الباحثين نقلاً عن ابن الداوداري أنَّ المغول الأتراك اتَّهموا اليهود - وبخاصَّة سعد الدولة - بأنَّه هو الَّذي سقى السلطان أرغون ما تسبَّب في قتله، وقيل: إنَّ بعض خواتين[141] أرغون وقعتْ معه فخشي أن يطلع أرغون على أمره فسقاه، فلمَّا تحقَّق المغول الأمر قتلوا اليهود عن آخِرهم ونهبوا جميع أموالهم[142]، كما أنَّ النَّاس لم تكتف بذلك بل تتبَّعوا أعوانَهم فبدؤوا بأخيه فخر الدولة فقبضوا عليه وعلى مهذَّب الدولة الماشعيري ونَهب الكلجيه[143] وعوامّ بغداد داره ودور اليهود كافَّة، وبخاصة إصطبل سعد الدَّولة، وصادروا أموالهم ودام ذلك ثلاثة أيَّام.

 

وفي بغداد نكلت العامَّة بكثير من اليهود، وطيف بهم في شوارِعها؛ نكاية بما عملوا، ونهبت متاجرهم فلم يبق بلد من بلاد العراق إلاَّ وجرى فيه على اليهود من النَّهب مثل ما جرى في بغداد، حتى أسلم عدد من اليهود، كما قبض على أمير الدَّولة أخي سعد الدَّولة الَّذي كان حاكمًا على الموصل[144]، وقد جرى على اليهود من المصائب عند قتل سعد الدولة والوقيعة بهم ما لا يُحصيه قلم أو يسَعُه كتاب، كما يشير وصاف في تاريخه إلى ذلك[145].

 

الجدير بالذكر أنَّ مدينة شيراز وحدها هي التي سلِمت ممَّا لحق باليهود من إيذاء، فقد كان واليها شمس الدولة اليهودي، على الرَّغم من يهوديته إلاَّ أنه كان عادلاً منصفًا يقدر علماءهم، بل نتيجة لعدله وإنصافه ومؤازرته لهم استمرَّ في الولاية سنة أخرى في عهد كيخاتون، الذي أعقب أرغون في حكمه[146].

 

وحدث بعد عشرين عامًا من مقتل سعد الدَّولة أن خلَّد اليهود ذكراه، فأقاموا له ضريحًا تذكاريًّا، وقد ترأَّس الأمر جمال الدين الطبيب اليهودي وأبناؤه حزقيا ويشوعا، وأمهم الَّتي كان لها تدخل في صنع الصندوق الَّذي وضع على قبر سعد الدولة[147].

 

اليهود بعد وفاة أرغون:

ومع تلك النهاية الَّتي آل إليها أمر اليهود إلاَّ أنَّهم ظلّوا يتمتَّعون بسلطات واسعة في عهد السَّلاطين الإيلخانيّين في أعقاب أرغون في عهد غازان (694 - 703هـ) وألجايتو (خدابنده) (703 - 716هـ) وأبي سعيد بهادر خان (716 - 736هـ) وغيرهم، فظهر في عهدهم من اليهود رشيد الدين الهمذاني صاحب "جامع التواريخ" الَّذي اتُّهم بأنَّه من أصل يهودي، كما يشير إلى ذلك فضل اللَّه الصقاعي (ت726هـ) إذ يقول: "إنَّ رشيد الدين كان يهودي الأصل والدين، يعرف العبريَّة، اعتنق الإسلام، ويمكن القول بعض الشيء عن أبيه وجدّه بأنَّهم يهود أيضًا"[148].

 

ويشير البعض إلى أنَّ رشيد الدين استخدم اليهود على نطاق واسع، وتسبَّب في قتل نقيب الطالبيِّين وولديْه سنة 711هـ بوقوفه في وجه اليهود، وتحويله أحد معابدهم القريبة من الحلَّة إلى جامع وعظ للمسلمين[149]، وأضاف بارتولد أنَّ رشيد الدين يهودي أسلَم وكلّف بكتابة تاريخ أمم الإمبراطوريَّة المغوليَّة والمتَّصلة بها من الصينيَّة إلى الإفرنج، وعاونه في ذلك مغولي وراهب بوذي من كشمير بالإضافة إلى علماء إيرانيّين[150].

 

كما أنَّ رشيد الدين تولَّى الوزارة لثلاثة من الإيلخانيين[151]، وهذا يفسر استعانة كثير من الإيلخانيين باليهود وغيرهم من النَّصارى والبوذيين.

 

وفي عهد السلطان محمود غازان وأولجايتو (خدابنده) تغيَّرت النَّظرة العدوانية تجاه اليهود من قبل المغول[152].

 

ففي عهد السلطان خدابنده أولجايتو - الَّذي خلف أخاه غازان في حكم الإمبراطوريَّة المغولية - لعب اليهود أو من كان يهوديّ الأصل أدوارًا مهمَّة في عهده، فقد ابتنى أولجايتو مدينة السلطانيَّة[153]، فوجد فيها اليهود الأمن، فتوافدوا إليها من مراكزهم السابقة[154]، وأصبحت أحد مراكز الثقافة في عهد أولجايتو، وممن وفد إليْها من الأطباء اليهود للعمل في بيمارستاناتها نجيب الدولة اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، وصفه الهمذاني بأنَّه رجُل شرير غادر، وضم إليه يهودًا آخرين، كما تحوَّل إليها عددٌ من المغول الذين كانوا لا يزالون على الشَّامانيَّة أو البوذيَّة الوثنية ديانة المغول الأولى[155].

 

وفي عهد أولجايتو كان للوزير المعروف بالخواجه سعد الدين، زوجة أصلها يهودي، وكانت لها مطالب كثيرة على زوجها، فلم يستطع زوجها مخالفتَها، ثمَّ إنَّها اتَّفقت مع نجيب الدولة أحد أطبَّاء اليهود في البلاط المغولي ضدَّ زوجها، وقد لعب في أيَّام أولجايتو وأبي سعيد هو وأمثالهم من اليهود الَّذين تظاهروا بالإسلام لمصلحة أدوار هائلة، وكانت تقع على أيديهم وقائع مخيفة قضوا أو دمروا الحكومة بتصرُّفاتهم[156].

 

وفي عهد أولجايتو خربندا اشتهر من اليهود الطَّبيب جلال الدين بن الحران اليهودي، حيث كان طبيبه الخاصَّ[157]، ومن الأطبَّاء أيضًا نفيس بن داود التبريزي اليهودي[158].

 

واشتهر من اليهود خلال هذا العصر عفيف الدين اليهودي فرج بن حزقيل ابن الفرج اليعقوبي الشَّاعر، من رجال الفكر والعلم، وكان يتردَّد إلى رضي الدين علي بن طاووس الحسين ويسأله مسائل تتعلَّق بالأصول، ومنهم عز الدين أبو الحسين بن المفضل بن يوسف المعروف بابن السكري الإسرائيلي الكرخي؛ حيث كان عالمًا بالحساب وغيره من علوم الأدب والحكمة[159].

 

وبعد أن تولَّى أبو سعيد بهادر خان بن أولجايتو مهامَّ الدولة الإيلخانيَّة (617 - 637هـ) كان وزيره الأمير غياث الدّين بن محمد خواجه رشيد، وكان أبوه من مهاجرة اليهود وقد استوزره السلْطان محمد خدبندا (أولجايتو) والد أبي سعيد قبل ذلك[160].

 

وخلال هذه الفترة ظهر عدد كبير من اليهود من أبرزِهم (سديد الدولة) وكان ركنًا لليهود كما يشير ابن الوردي[161]، حيث عمَّر في زمن يهوديته مدفنًا له خسر عليه مالاً طائلاً، وقد أسلم عندما أُلزمَ اليهود بلبس الغبار في أواخر العهد الإيلخاني، وقد خلف أموالاً وأملاكًا تركها لابنه الخواجة مسعود بعد ذلك[162].

 

وفي الحقبة التي ظهر فيها سعد الدولة وما بعدها ظهر عدد كبير من شعراء اليهود[163]، ومنهم الشاعر أمينا (المعروف بـ ملا بنيامين ابن ملا ميشائيل) من سكَّان كاشان، أحد الشعراء المعروفين في إيران، ألَّف كتابًا منظومًا باسم "أزهاروت"، وكتابًا آخر وهو "قوانين يهود".

 

الجدير بالذكر أنَّ الشَّاعر كان يعيش بين المسلمين بمقام رفيع، ثمَّ رجع إلى يهوديَّته لما وجده من رعاية واهتِمام باليهود واستقرار لأحوالهم في ظلّ السلطة المغولية[164].

 

ومن الشعراء أيضًا شاهين شيرازي، من أكبر شعراء اليهود الإيرانيين له كتابات منظومة[165]، تأثر بها يهود إيران وغيرهم.

 

وعلى العموم فوجود أمينا وشاهين وغيرهم كثير، ممَّن ذكرهم شاهين في مقدّمة كتابه - يدل على أنَّ اليهود متقدمون في العلوم والثقافة، وأرجع بعض الباحثين ذلك إلى تأْثير وتشويق الوزير سعد الدَّولة[166].

 

وقد تأثَّر يهود إيران بكتابات شاهين ومنظوماته وأناشيده المذهبيَّة، التي كان يرددها اليهود يوم إجازتهم السبت، ويشغلون أوقاتهم بقراءة أشعاره[167].

 

واشتهر في هذه الفترة الطبيب اليهودي نفيس بن داود التبريزي، الذي ذهب إلى القاهرة أخيرًا، وهو المنسوب إلى تبريز[168].

 

وفي ختام الحديث عن سعد الدَّولة اليهودي أشير إلى ناحية مهمَّة، وهي أنَّ الكاتب حبيب لؤي مؤلّف كتاب "تاريخ يهود إيران" يستبعد أن يقوم سعد الدولة اليهودي بهذه الأعمال، بل استبعد أن يقوم بها أيّ يهودي كما استبعد أن يتحوَّل اليهودي إلى دين وثني، أو يخطِّط لهدم الكعْبة أو يستهزئ بالإسلام، أو تحدث منه هذه التجاوُزات الوثنيَّة، أو يتحالف مع صنَّاع الأوثان، ويرى أنَّ تلك ما هي إلاَّ أباطيل وخرافات، لدرجة أنَّه قال: "لو قيل: إنَّ سعد الدَّولة غير يهودي، لصدق ذلك، ولا يمكن أن يظهر اليهود أصحاب الملَّة بالقسوة على غيرهم"[169]!

 

وإيماءً لذلك نقول:

أوَّلاً: المصادر الأساسيَّة سواء عربيَّة أو فارسية، وكذا عدد من المراجع رصدتْ بقلمها ما رأتْه من أحداث، وفي ثنايا كتابه تناقُض وردود على ما ذكر.

 

ثانيًا: أمَّا عن طبيعة اليهود على مدار التَّاريخ، فنقول: لو عادت بنا الذَّاكرة قليلاً قبل مولد الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فإنَّ قسوة اليهود برزتْ واضحة في عهد ذي نواس اليهودي، فعلى الرَّغم من قسوته على النَّصارى، فلا يعرف عنه أنَّه قسا على الوثنيّين اليمنيّين، بل ظلَّت الوثنيَّة قائمة في اليمن حتَّى ظهر الإسلام، بل بسبب هذا الاضطهاد اليهودي تحرَّك الأحباش بالهجوم على اليمن بتحْريض من بيزنطة لضرب اليهوديَّة والفرس، وبعد عشرين عامًا من دخول الأحباش أرض اليمن جرَّد أبرهة حملةً على مكَّة لهدم الكعبة كما هو معروف[170].

 

ثالثًا: إنَّ التَّاريخ الحديث والمعاصر يؤكّد كيف لقِيت الشعوب البشريَّة - وفي مقدمتها المسلمة والعربية - من أنواع القسوة والقهْر والتغريب والتَّشريد، فضلاً عن السجون أو الإبادة أو التَّدمير للمساكن على مرأى الجميع، وغيرها من المذابح اليهوديَّة كما في فلسطين، فكيف ينفي الكاتب قسوة اليهود؟!

 

رابعًا: أمَّا استغرابه كيف يكون سعد الدَّولة حاميًا للوثنيَّة وداعيًا لهدم الكعبة، ويتآمر على ذلك والكعبة خارج بلاده؟ نقول: إنَّ اليهود طوال تاريخهم كانوا يستخفّون بشعائر الإسلام وشرائعه، ولا عبرة بقوله: إنَّ الكعبة خارج بلاده، فاليهود وهم في خيبر خارج المدينة تآمَروا مع الأحزاب ضدَّ الرَّسول في المدينة وهي خارج بلادهم[171].

 

خامسًا: أكبر دليل على ما استبْعده الكاتب من الوزير سعد الدَّولة أن يفكِّر بهدم الكعبة وهو يهودي، ففي تاريخنا الحديث والمعاصر دليلٌ قويّ يؤكّد مدى تمرّس اليهود مع الوثنيّين على الرغْم من أنَّهم على الملَّة اليهودية، وكيف خطَّطوا لهدم الكعبة، فاليهود مع الشيوعيَّة الملْحِدة التي تنكر الأديان خطَّطوا في المؤتمر الشيوعي الَّذي عُقِد في موسكو مع اليهود، وكانت الكعبة محْور هذا المؤتمر، حيث أمر لينين اليهودي الشّيوعي بعقده، وتولَّى رئاسته زينوفيف، ووقعه نيابة عن شيوعيي أوربَّا اليهود، ففي هنغاريا وقَّعه (بيلاكون) اليهودي وعن فرنسا (روزمار) اليهودي، وعن أمريكا (ريد) اليهودي، وعن النمسا (شتاين هارد) اليهودي، وعن هولندا (جانسين) اليهودي، وعن البلقان (شابلين) اليهودي أيضًا، وقد لخَّص اليهودي مالتوف سياسة هذا المؤتمر بقوله: "لا يُمكن للشيوعيَّة أن تنتشِر في الشرق إلاَّ إذا أبعدْنا أهله عن تلك الحجارة في الحجاز"[172].

 

فإذًا، كما يضيف الكاتب أحجار الكعبة في نظَر هؤلاء اليهود سدّ في وجه زحْفِهم الشيوعي واليهودي، فلا بدَّ من طحْنِها وطحن مَن يطوف بها[173].

 

ولما قام العامَّة بالدّفاع عن أنفسهم ضدَّ السطوة اليهوديَّة اتّهموا بالعدوان والتعصّب، فالتَّاريخ المنصف كما يقول "الصياد": "لا يُمكن أن يعيب على المسلمين هذا الموقف الذي وقفوه أمام اليهود؛ لأنَّهم لم يكونوا بادئين بالعدوان، بل على العكس رأيْناهم يعظِّمون سعد الدولة ويحترِمونه ويمدحونه عندما كانت سيرته حسنة فيهم، ولكن لما تكشَّف لهم بعد ذلك حقيقته البشعة سافرة جليَّة سحبوا تلك الثقة، وفي الوقت نفسه أنزلوا به وباليهود أشدَّ أنواع العقاب"[174]. اهـ.

 

وكما سبق القول، فالمسلمون حتَّى في وقت غضبهم وانتِقامهم لم يأخذوا الصَّالح بجريرة الطالح، والدَّليل على ذلك تصرُّفهم مع شمس الدولة اليهودي والي شيراز، فعلى الرغْم من يهوديته، إلاَّ أنَّه كان عادلاً منصفًا حسن السيرة، فلم يتعرَّضوا له واستمرَّ في الولاية سنة أخرى بعد وفاة أرغون نتيجة عدله وإنصافه[175].

 

وعلى العموم، فالكاتب حبيب لؤي له ميول يهوديَّة واضحة، يعجب باليهود وأعمالهم وينفي عنهم الخروج عن يهوديَّتهم أو القسوة والوحشيَّة.

وكتابه "تاريخ يهود إيران" شاهد على ذلك، فضلاً عن نفْي الكاتب واستبعاده لسعْد الدولة أن يقوم بهذه الأعمال!

 

خاتمة:

يمكن القول في ختام البحث: أنَّ الدولة المغولية الإيلخانية (مغول فارس) إيران يمكن تقسيمُها إلى حقبتَين تمتع فيهما أهل الذمة بنفوذ لا مثيل له؛ ففي الحقبة الأولى التي حكم فيها ثلاثة من الإيلخانيين وهم: هولاكو وابنه أبغا ثمَّ منكوتمر، وجد فيها النصارى ضالَّتهم، أعقب ذلك حقبة انتقاليَّة قصيرة، حكم فيها السلطان أحمد تكدار الَّذي حوَّل الدولة إلى الإسلام، وأقام علاقات مع السلطان المملوكي قلاوون، وظهرت معالم الإسلام في عهده ولكنَّه قتل، أعقبه حقبة ثانية حكم فيها أرغون فكيختو ثمَّ طوغان فغازان، ثمَّ خدابنده و (أولجايتو) فأبو سعيد، وفي هذه الحقبة الأخيرة التي ابتدأت بأرغون ظهر نفوذ آخر من أهل الذمَّة، وهم اليهود الذين ساهموا مع الباطنيَّة في إثارة الفتَن في الولايات الإسلاميَّة.

 

وخلال هذه الحقبة التي نما في ظلّها النفوذ اليهودي ترعْرعت الباطنيَّة في تلك الولايات المغوليَّة، وبرزت فكرة إحياء الأمجاد الفارسيَّة كأحد مظاهر الشعوبية، حيث يشير ابن بطوطة أنَّ أبا إسحاق[176] شاه محمود إنجو طمح ذات مرَّة إلى بناء إيوان كإيوان كسرى، وأمر أهل شيراز أنَّ يتولَّوا حفر أساسه، فأخذوا (جدوا) في ذلك[177].

 

وقد اتَّضح من خلال هذا البحث مدى العلاقة الوطيدة بين المغول وأهل الذمَّة، وإلى الثقة الكبيرة التي وجدها اليهود وبخاصَّة في عهد أرغون، وما ظهر به سعد الدولة من السلطة المطلقة حتَّى صاروا يسيطرون على كلّ صغيرة وكبيرة، وارتفعوا إلى مرتبة الأمراء السلاطين.

 

كما اتَّضح جليًّا من خلال البحث مدى العلاقة الوطيدة بين اليهود وأعداء الإسلام بما تُمليه عليهم مصالحُهم وأهواؤهم.

 

كما اتَّضح من خلال البحث: الطَّمع والجشع المادّي الَّذي اتَّفق عليه المغول واليهود واستخلصوه ظلمًا من الشعوب المستضعفة، وبالوسائل التي تحقّق لهم رغباتِهم ونهمهم، دون اعتبار بأحقية الشعوب على الرغْم من أنَّ المغول واليهود غرباء عن المجتمع.

 

ويجدُر بنا التَّنبيه عن الشخصيَّة المرنة والكفاءة التي تمتَّع بها سعد الدَّولة، واستطاع أن يخدع بها المسلمين والعامَّة فترة من الزَّمان، حتَّى تحقَّق لهم جليًّا حقيقته فثاروا عليه دون خوف أو تراجع.

 

وكما اتَّضح من خلال البحث أنَّ اليهود لا يهمّهم إلاَّ مصالحهم الخاصَّة، فعندما مرض السلطان أرغون، أراد اليهود في شخص سعد الدَّولة أن يطمئنُّوا على استمراريَّتهم وألاَّ يفقدوا مناصبهم، فتركوا أرغون على الرغم ممَّا أولاهم من سلطات وكاتبوا الأمراء الآخرين من المغول في خطوة جديدة، محاولين ألاَّ تضيع الدولة من أيديهم.

 

كما اتَّضح جليًّا مدى العلاقة بين اليهود والمجوس صنَّاع الأوثان وغيرهم، وتخطيطهم لمحاربة المسلمين وهدم الكعبة قبلة المسلمين.

 

وقد اتَّضح أنَّ ثورة العامَّة والمسلمين ليست ثورة غوغائية انتقاميَّة، فمَن عدل سلم من الفتنة والأذى، فعندما حدثت الثورة ضدَّ سعد الدولة واليهود واضطهدت العامَّة أقرباءه لم يتعرَّض المسلمون لشمس الدولة؛ نظرًا لعدالته رغم أنه يهودي ولأنه كان منصفًا.

 

كما اتَّضح إلى أيّ حدّ كان اتّفاق اليهود أعداء المسلمين على المسلمين مستمرًّا، كما تشير إلى ذلك الأحداث الحديثة المعاصرة.

 

مغول فارس (إيلخانيَّة إيران):

1 - هولاكو بن تولي بن جنكيز خان: 654 - 664هـ / 1256 - 1265م .

2 - أبغا بن هولاكو: 664 - 680هـ / 1281 - 1280م .

3 - أحمد تكودار بن هولاكو: 680 - 683هـ / 1281 - 2841م .

4 - أرغون بن أبغا بن هولاكو: 683- 690هـ / 1284 - 1291م .

5 - كيخاتو بن أبغا بن هولاكو: 690 - 694هـ / 1291 - 1295م .

6 - بايدو بن طرغاي بن هولاكو: 694هـ / 1295م .

7 - محمود غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو: 694 - 703هـ / 1295 - 1304م .

8 - أولجايتو محمد خدا بنده بن أرغون بن أبغا 703 -716هـ / 1304 - 1316م .

9 - أبو سعيد بن أولجايتو محمد خدابنده بن أرغون: 716 - 736هـ/ 1316- 1335م.

تولي بن جنكيز خان.

منكو قوبلاي هولاكو بوقا (بوكا).

أبغا (أبقا) أحمد تكودار.

أرغون كيخاتو بايدو شوموجان.

محمود غازان أولجاتيو (خدابنده).

أبو سعيد بهادر خان.

 

ملحق:

هذه قصيدة[178] نظمها الإمام زين الدين علي بن صاعد الدِّمشقي، يصف فيها نكبة اليهود وما لحِقهم من تشريد وتعذيب جزاء أفعالهم المنكرة، ويمدح الأمير (طغاجار) لقضائِه على سعد الدَّولة.

نَحْمَدُ  مَنْ  دَارَ  بِاسْمِهِ   الفَلَكُ        هَذِي اليَهُودُ  القُرُودُ  قَدْ  هَلَكُوا
وَقَارَنَ   النَّحْسُ   سَعْدَ   دَوْلَتِهِمْ        وَافْتُضِحُوا  فِي  البِلادِ  وَانْهَتَكُوا
وَشَتَّتَ   اللَّهُ    شَمْلَ    مُلْكِهِمُ        وَبِالحُسَامِ  الصَّقِيلِ   قَدْ   سُبِكُوا
كَمْ حَكَمُوا فِي البِلادِ لا حَكَمُوا        وَارْتَكَبُوا    المُوبِقَاتِ    وَانْتَهَكُوا
أَبْكَاهُمُ    اللَّهُ    عَاجِلاً    أَسَفًا        مِنْ بَعْدِ مَا فِي  زَمَانِهِمْ  ضَحِكُوا
سَقَاهُمُ   الحَتْفَ   سَادَةٌ   خُشُنٌ        فَامْتَلأَتْ    بِالجَمَاجِمِ    السِّكَكُ
وَاسْتَخْلَصُوا  المَالَ  مِنْ  دِيَارِهِمُ        وَبِالحَرِيمِ   الحَرَامِ    قَدْ    هَتَكُوا
يَا  أُمَّةَ   الكُفْرِ   وَالضَّلالِ   لَقَدْ        دَارَ  بِكُمْ   فِي   حِبَالِهِ   الشَّرَكُ
يَا  أَخْبَثَ  الطَّيْرِ  يَا  بُغَاثُ   لَقَدْ        صَادَكُمُ   فِي   الخَمِيلَةِ   الشَّبَكُ
فَأَنْتُمُ     شَرُّ      أُمَّةٍ      سَلَفَتْ        وَأَنْتُمُ      شَرُّ      أُمَّةٍ      تَرَكُوا
عَبَدْتُمُ  العِجْلَ   دُونَ   خَالِقِكُمْ        فَضَلَّ   ذَاكَ   الإِيَابُ    وَالنُّسُكُ
مُهَذَّبٌ        هَذَّبُوا         بِقِتْلَتِهِ        جَمَاعَةً  فِي  البِلادِ   قَدْ   فَتَكُوا
لَمَّا   رَأَوْا   رَأْسَهُ    يُطَافُ    بِهِ        وَقَدْ   عَلاهُ    القَتَامُ    وَالصَّهَكُ
فَجَعَلَ    اللَّهُ    رُوحَ     خَيْرِهِمُ        إِلَى   جَحِيمٍ    ظَلامُهَا    حَلَكُ
فَفِي العَذَابِ المُذَابِ  قَدْ  سُجِنُوا        وَفِي  الحَدِيدِ  المَدِيدِ  قَدْ  سُلِكُوا
فَاعْتَبِرُوا    سَادَتِي    بِمَصْرَعِهِمْ        ثُمَّ اتْلُ يَا ذَا البَيَانِ  (كَمْ  تَرَكُوا)
(طَغَاجِرٌ)   هَدَّ   رُكْنَ   عَزْمِهِمُ        ذَاكَ   الهُمَامُ   الحُلاحِلُ    المَلِكُ
أَبَادَهُمْ       عَنْوَةً        بِصَارِمِهِ        وَمَا     عَلَيْهِ     بِذَلِكُمْ      دَرَكُ
إِشَارَةُ   الشَّيْخِ   فِيهِمُ    ظَهَرَتْ        لَمَّا    رَآهُمْ    بِسَهْمِهِ     فتكُوا
جَمَالُ    دِينِ     الإِلَهِ     سَيِّدُنَا        ذَاكَ    الوَلِيُّ     المُؤَيَّدُ     المَلِكُ
الزَّاهِدُ   العَابِدُ   الخَضُوعُ   لِمَنْ        دَانَتْ  لَهُ  فِي  بِحَارِهَا  السَّمَكُ
هَجَوْتُهُمْ     أَبْتَغِي      بِهَجْوِهِمُ        جِنَانَ    خُلْدٍ    يَزِينُهَا     البِرَكُ
رَغْمًا  لِمَنْ   قَالَ   فِي   قَصِيدَتِهِ        تَهَوَّدُوا    قَدْ     تَهَوَّدَ     الفَلَكُ

المصادر والمراجع:

1- آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، دار الكتاب العربي، بيروت.

2- آرثر أربري، شيراز مدينة الأولياء والشعراء، مكتبة لبنان (د. ت).

3- آرنولد توماس، الدعوة إلى الإسلام، ترجمة د. حسن إبراهيم حسن وآخرين، النهضة المصرية، الطبعة الثالثة، 1970م.

4- أبو الفداء عماد الدين إسماعيل، المختصر في أخبار البشر، المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، 1325هـ - 1907م .

5 - أحمد محمد عدوان، المماليك وعلاقاتهم الخارجية، دار الصحراء السعودية للنشر والتوزيع، الرياض 1405هـ / 1985م.

6 - أكرم حسن العلبي، معارك المغول الكبرى في بلاد الشام، دار المأمون للتراث، دمشق 1408هـ / 1988م.

7 - ابن العبري غريغورس أبو الفرج الملطي (685هـ)، تاريخ مختصر الدول، دار المسيرة، بيروت.

8 - ابن الفوطي، عبد الرزاق كمال الدين البغدادي (723هـ)، الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة، دار الفكر الحديث، بيروت 1407هـ / 1987م.

9 - ابن بطوطة، محمد بن عبداللَّه اللواتي، رحلة ابن بطوطة المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) تحقيق علي الكتاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1395هـ /1975م.

10 - ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، نسخة مصورة عن مطبعة دار الكتاب المصرية، 1963م.

11 - ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق محمد سيّد جاد الحقّ، القاهرة.

12 - ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد، العبر وديوان المبتدأ والخبر، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1968م.

13 - ابن كثير، إسماعيل بن عمر ت 774هـ، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت 1966م.

14 - بارتولد شبولر، العالم الإسلامي في العصر المغولي، نقله إلى العربية خالد أسعد عيسى، دار حسان للطباعة والنشر، دمشق 1402هـ / 1982م.

15 - بارتولد. ف، تاريخ الحضارة الإسلامية، ترجمة حمزة طاهر، الطبعة الثانية، دار المعارف، مصر . (د . ت).

16 - البدليسي شرف خان، شرفنامه، ترجمة محمد علي عوني، مراجعة يَحيى الخشاب، نشر دار إحياء الكتب العربية 1962م.

17 - حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، تهران، 1960م.

18 - حسن الأمين، الإسماعيليّون والمغول ونصير الدين الطوسي، الغدير للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، 1417هـ.

19 - الحميري محمد بن عبدالمنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس، مكتبة لبنان، الطبعة الثانية، 1984م.

20 - خواندمير، غياث الدين، دستور الوزراء، ترجمة حربي أمين سليمان، مع مقدمة عن المؤرخ خواندمير، الهيئة المصرية للكتاب، 1980م.

21 - رجب محمد عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1986م.

22 - رشيد الدين الهمذاني، جامع التواريخ، ترجمة محمد صادق نشأت وآخرين، القاهرة، نشر وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (د . ت).

23 - رنيسمان ستيفن، الحروب الصليبية، ترجمة الدكتور السيد الباز العريني، دار الثقافة، بيروت، (د . ت).

24 - ستانلي بول، الدول الإسلامية، مكتبة الدراسات الإسلامية، دمشق، (د. ت).

25 - السيد الباز العريني، المغول، دار النهضة العربية، بيروت 1981م.

26 - سيد قطب، في ظلال القرآن، دار الشروق، الطبعة الرابعة، بيروت، 1397هـ - 1977م.

27 - شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات، دار المعارف، مصر 1980م.

28 - عادل هلال، العلاقات بين المغول وأوربَّا وأثرها على العالم الإسلامي، القاهرة، 1417هـ.

29 - عباس العزاوي، تاريخ العراق بين احتلالين، مطبعة بغداد، 1353هـ - 1935م.

30 - فؤاد عبد المعطي الصياد، المغول في التاريخ، دار النهضة العربية، بيروت، 1980.

31 - فؤاد عبد المعطي الصياد، مؤرخ المغول الكبير، الهمذاني، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1386هـ / 1997م.

32 - لسترنج، كي، بلدان الخلافة الشرقية، ترجمة بشير فرنسيس، كوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1405هـ / 1985م.

33 - مأمون جرار، الغزو المغولي أحداث وأشعار، دار البشير، عمان، 1404هـ.

34 - مجلة المورد، بغداد، المجلد الثامن، العدد الرابع، 1400هـ / 1979م، مقال د. رشيد عبدالله الجميلي، عن حملة هولاكو على بغداد، ص (60- 64) عدد خاص عن بغداد.

35 - محمد أحمد باشميل، غزوة خيبر، دار الفكر، الطبعة الرابعة، 1394هـ 1974م.

36 - محمد التونجي، المعجم الذهبي، دار العلم للملايين، بيروت، 1969م.

37 - محمد السعيد جمال الدين، الأدب المقارن، دار ثابت للنشر، القاهرة، 1400هـ / 1979م.

38 - محمد السعيد جمال الدين، دولة الإسماعيلية في إيران، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، (1975م).

39 - محمد السعيد جمال الدين، صفحات مطوية من الثقافة الإسلامية، دار الصحوة الإسلامية، القاهرة، 1985م.

40 - محمد الصوياني، هؤلاء قادوا ثورتكم، مطابع شركة الصفحات الذهبية المحدودة، الرياض، 1410هـ.

41 - محمد موسى هنداوي، سعدي الشيرازي شاعر الإنسانية، مطبعة مصر، 1951م.

42 - محمد نصير آل ياسين: الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري، الدار العربية، بغداد، 1399هـ، 1979م.

43 - مصطفى طه بدر، مغول إيران بين المسيحية والإسلام، دار الفكر العربي، مصر، (د . ت).

44 - المغربي علي بن موسى بن سعيد، كتاب الجغرافيا، تحقيق إسماعيل العربي، المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت، 1970م.

45 - المقريزي، أحمد بن علي، 845، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق د. محمد مصطفى زياده، القاهرة، 1936م.

46 - نبيه عاقل، تاريخ العرب القديم وعصر الرسول، دار الفكر بيروت، الطبعة الثالثة، 1403هـ - 1983م.

47 - نوري عبدالحميد العاني، العراق في العهد الجلائري، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986م.

48 - نوري عبدالحميد خليل وآخرون، الصراع العراقي الفارسي، دار الحرية، بغداد، 1983م.

49 - الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، عالم الكتب، بيروت، (د . ت).

50 - يوسف رزق اللَّه غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، بغداد، مطبعة الفرات، 1342هـ / 1924م.

 

ـــــــــــــــــــــــ

[1] ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، ص 230.

[2] الخانقاه: معرَّب خانكَاه وهي مسْكن الدراويش والمرشدين، حيث يجرون فيه مراسم الصوفيَّة.

انظر: محمد التونجي، المعجم الذهبي، ص: 532.

[3] السيد الباز العريني، المغول، ص: 244.

[4] الباز العريني، المغول، ص 208.

[5] شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات، ص 243.

[6] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران ج3، ص 73.

[7] شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات، ص 243.

[8] آرنولد، الدعوة إلى الإسلام، ص 256.

[9] رنسيمان، تاريخ الحروب الصليبية، ج3، ص 522 وما بعدها.

الجدير بالذكر أنَّ مثل هذا الفرح قد تكرَّر عندما دخل المغول دمشق، حيث قام نصارى دمشق بدقِّ النَّواقيس ورشّ وجوه المارَّة من المسلمين بالخمر، كما دخل بعض النَّصارى المساجد بخمورهم وعقدوا العزم على هدمها.

انظر في ذلك رجب محمد عبدالحليم، انتِشار الإسلام بين المغول ص 84، وحول مأساة دمشق سطر أحد شعراء الشَّام وهو علاء الدين الكندي الوادعي أبياتًا شعريَّة في وصفه لأحد مشائخ السلطان غازان، وهو نظام الدين محمود الشيباني، الَّذي لم يكن فيه أخلاق المشائخ، حيث يقول:

شَيْخُ غَازَانَ مَا خَلا        أَحَدٌ   مِنْ   تَجَرُّدِهْ
وَغَدَا الكُلُّ  لابِسِي        خِرْقَةِ الفَقْرِ مِنْ يَدِهْ

انظر: مأمون جرار، الغزو المغولي ص141، أكرم حسن الحلبي، معارك المغول الكبرى، ص 141.

[10] هم شعب جورجيا حاليًّا من بلاد كرجستان، من إقليم القوقاز بآسيا الوسطى.

انظر: لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص 216

[11] السيد الباز العريني، المغول، ص 220.

[12] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة ص 258.

انظر: مقال عن حملة هولاكو على بغداد، للدكتور عبدالله رشيد الجميلي في مجلة المورد، الصَّادرة في بغداد، العدد الرابع من المجلد الثامن لعام 1400هـ - 1979م، ص 64 (عدد خاص عن بغداد).

[13] الجاثليق: تعني الرئيس الأكبر للنَّصارى في المشرق، انظر: آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ج1، ص: 79.

[14] السيد الباز العريني، المغول، ص: 218.

[15] رجب محمد عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول، ص: 49.

[16] مصطفى بدر، مغول إيران، ص: 11.

[17] الإيلخانيون: هم مغول إيران الَّذين حكموا فارس والعراق وبلاد الشام، من أبناء هولاكو المتوفَّى سنة 664هـ، ويعدّ السلطان أبو سعيد بهادرخان آخِر السلاطين الإيلخانيين، والإيلخان تعني خان القبيلة، وقيل لرئيسهم إيلخان ولأسرتِهم الإيلخانيون، والإيلخانيَّة هي المملكة التَّابعة للخانية التي يَحكمها الخان الأعظم، وقيل: إيل خان أي تابع الخان أو نائبه.

انظر: ستانلي مول، الدول الإسلاميَّة، القسم الثاني ص514، رجب محمد عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول ص 26، شوقي ضيف، عصر الدول والإمارات ص 342.

[18] انظر: تاريخ يهود إيران، ج 3، ص 59.

[19] زنجان: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال، قريبة من أبهر وقزوين (ياقوت معجم البلدان، ج 3، ص: 251)، خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث.

[20] قزوين: مدينة مشهورة بينها وبين الري سبعة عشَر فرسخًا (ياقوت، ج4، ص: 342) تقع شمال غربي طهران، عاصمة إيران.

[21] أذربيجان: مملكة عظيمة، يغلب عليها الجبال أكبر مدنها تبريز، ومراغة، (ياقوت، ج1، ص: 128) وهي الآن جمهوريَّة مستقلة وعاصمتها باكو، يحدُّها شرقًا بحر قزوين وغربًا أرمينية ومن الشمال داغستان.

[22] كرجستان: (انظر: حاشية 1 ص5).

[23] مراغة: بلدة مشهورة، أعظم وأشهر بلاد أذربيجان (ياقوت: ج5 ص 39).

[24] أردبيل: من أشهر مدن أذربيجان، كانت قبل الإسلام قصبة الناحية تشتهر بصحَّة الهواء وعذوبة الماء، بينها وبين بحر الخزر مسيرة يومين (ياقوت ج 1 ص 145).

[25] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص60.

[26] المرجع السابق، ص 64.

[27] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج 3، ص 65.

[28] حبيب لؤي، ج 3 ص 129.

[29] يوسف رزق اللَّه غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ص 152.

[30] سيد قطب، في ظلال القرآن ج 3، ص: 1608

[31] انظر: البداية والنهاية، ج 13، ص: 202، حوادث سنة 656.

[32] محمد آل ياسين، الحياة الفكرية في القرن السابع الهجري، ص: 167.

[33] يوسف غنيمة، تاريخ يهود العراق، ص: 142.

[34] انظر: ص 500، حاشية (2).

[35] ابن خلدون، العبر، ج5، ص: 1155 وما بعدها، رجب عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول، ص: 178، ستانلي بول، الدول الإسلامية، القسم الثَّاني، ص: 518.

[36] همذان: مدينة من عراق العجم من كور الجبل، كبيرة جدًّا، كثيرة المياه والبساتين والزروع، شديدة البرد، انظر الحميري، الروض المعطار، ص 596.

[37] خواندمير، دستور الوزراء، ص 348، 350.

[38] آرنولد، الدعوة إلى الإسلام، ص 257.

[39] الباز العريني، المغول ص 304.

[40] رجب محمد عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول، ص 184.

[41] المرجع نفسه، ص: 184.

[42] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص 79.

[43] ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، ص 297، ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص 208، وانظر رشيد الدين الهمذاني، جامع التواريخ م2 ج2 ص 112، 114، 121.

[44] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص 207.

[45] ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، ص 518؛ ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص 208؛ أبو الفداء، المختصر ج4 ص17، والجدير بالذكر أنَّ الجالية اليهودية حظيت في بلاط قوبيلاى بالتَّقدير، وسمح لها بالمناظرات بين المذاهب المختلفة التي تقام في عهده.

انظر: حبيب لوى، تاريخ يهود إيران، ج 3، ص: 77؛ الصياد، المغول في التاريخ، ص: 220.

[46] خواندمير، دستور الوزراء ص 354.

[47] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص 208؛ خواندمير، دستور الوزراء ص 354.

[48] بارتولد شيولر، العالم الإسلامي في العصر المغولي، ص 70.

[49] أبو الفداء، المختصر ج4 ص 17؛ ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص208؛ رجب عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول ص183.

[50] رجب عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول ص183.

[51] أحمد عدوان، المماليك ص124.

[52] شوقي ضيف، مرجع سابق، ص243.

[53] الصياد، مؤرخ المغول الكبير، ص60.

[54] أحمد عدوان، مرجع سابق، ص125.

[55] الصياد، مؤرخ المغول، ص61.

[56] رجب عبدالحليم، انتشار الإسلام، ص185.

[57] انظر العبر وديوان المبتدأ والخبر، ج 5 ص1158.

[58] رجب عبدالحليم، مرجع سابق، ص185.

[59] الباز العريني، مرجع سابق، ص305.

[60] المرجع نفسه، ص: 305.

[61] عادل هلال، العلاقات بين المغول وأوروبا، ص118.

[62] تبريز:قاعدة آذربيجان وتسمَّى توريز، وفيها مدارس حسنة، ولها غوطة مليحة، تقع إلى الشمال منها مدينة أردبيل، انظر ابن سعيد المغربي، كتاب الجغرافية، ص 173.

[63] عادل هلال، العلاقات بين المغول، ص118 وما بعدها.

[64] رينسمان، تاريخ الحروب الصليبية، ج3 ص568.

[65] المرجع نفسه، ج3، ص: 568.

[66] عادل هلال، العلاقات، ص57.

[67] شبولر، العالم الإسلامي في العصر المغولي ص70 وما بعدها.

[68] الصياد، مؤرخ المغول الكبير ص61.

[69] محمد مفيد آل ياسين، الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري ص 167، والشحنة هو رئيس الشرطة المكلَّف بضبط البلد، انظر: المعجم الذهبي ص369.

[70] شبولر، العالم الإسلامي ص70.

[71] أبو الفدا، المختصر ج 4 ص17.

[72] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران ج3 ص81، 94.

[73] انظر ابن كثير، البداية والنهاية ج12 ص324، خواندمير، دستور الوزراء ص 359، ابن خلدون، العبر ج5 ص1158.

[74] نوري عبدالحميد خليل، كتاب الصراع العراقي الفارسي ص196.

[75] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص 94.

[76] التمغات، هي الضريبة أو الرسوم الجمركية، محمد التونجي، المعجم الذهبي، ص 190.

[77] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة ص206، وقد بني المارستان العضدي في عهد عضد الدولة البويهي في القرن الرَّابع الهجري، ومازال يعمل بعد ذلك.

[78] خواندمير، دستور الوزراء ص359.

[79] شبولر، العالم الإسلامي ص70.

[80] يوسف رزق اللَّه، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ص143.

[81] شبولر ص70، وقد أشار ابن الفوطي وغيرُه إلى حوادث عدَّة توضح قيام سعد الدولة اليهودي في استخراج الأموال بالقوة من أهالي بغداد، ولم يحترم في ذلك صغيرًا أو كبيرًا عالمًا أو غيره، وما قام به أيضًا من مصادرة الممتلكات، بالإضافة إلى الطرد والحرمان من العمل حتَّى امتلأت خزائن أرغون بتلك الأموال الباهظة الكثيرة، كما تمكَّن من تخزين الآلاف من النقود الذَّهبيَّة، كما يقول خواندمير حتَّى أعجب به السلطان، وأصبح مقرَّبًا، بل زادت مكانته وزاد اعتقاده بكفاءته وخبرته.

انظر: ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، أحداث سنوات حكم أرغون، خواندمير، دستور الوزراء ص361 وما بعدها، محمد السعيد جمال الدين، دولة الإسماعيلية في إيران، ص 141.

[82] خواندمير، دستور الوزراء ص 363.

[83] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج 3، ص: 85.

[84] عباس العزاوي: العراق بين احتلالين، ج1 ص351.

[85] الهمذاني، جامع التَّواريخ، م2 ج2 ص 138، 153.

[86] انظر: دستور الوزراء، ص 359.

[87] رشيد الدين الهمذاني، جامع التواريخ، م2 ج2 ص124، ابن العبرى، مختصر الدول ص297، أرنولد، الدعوة إلى الإسلام، ص260.

[88] يوسف رزق اللَّه غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ص145.

[89] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة ص217، عباس عزاوي: ج1 ص247.

[90] آرثر، شيراز مدينة الأولياء والشعراء، ص85.

[91] خواندمير، دستور الوزراء ص361.

[92] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص: 217.

[93] المصدر نفسه، ص 121.

[94] خواندمير، دستور الوزراء ص361.

[95] رشيد الدين الهمذاني، جامع التواريخ، م2 ج2 ص52.

[96] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص98

[97] خواندمير، دستور الوزراء، ص 361؛ شبولر، تاريخ العالم الإسلامي ص70.

[98] خواندمير، دستور الوزراء، ص359.

[99] المصدر نفسه، ص358.

[100] المصدر نفسه، انظر بتفصيل أوسع عن الوزير السمناني والوزير شمس الدين وإسهاماته وفضله ومقتله في صفحات مطوية، كتاب خواندمير، دستور الوزراء ص 327 - 358، ومحمد السعيد جمال الدين ص142.

[101] خواندمير، دستور الوزراء، ص348، الصياد: مؤرخ المغول الكبير، ص61.

[102] انظر: محمد آل ياسين، الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري، ص169.

[103] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص210.

[104] محمد آل ياسين، الحياة الفكرية، ص170.

[105] نصير الدين الطوسي: هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المشتهر بنصير الدين، ولد في طوس سنة 597هـ في الغالب، وتوفي في بغداد سنة 672هـ، له علاقة وثيقة بالخان المغولي.

انظر: حسن الأمين، الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي، ص 9.

[106] محمد آل ياسين، مرجع سابق ص 170، يوسف غنيمة، نزهة المشتاق، ص 145.

[107] يوسف غنيمة، نزهة المشتاق ص145.

[108] تفليس: عاصمة بلاد الكرج النصرانيَّة حول بحر قزوين، وهي آخر بلدة من أذربيجان، وتعرف هذه المدينة بلغة الكرج باسم تفليس Tphilis والشَّائع أنَّ هذا الاسم مشتقّ من كلمة Tphili ومعناها الحارّ السَّاخن، وفي ذلك إشارة إلى منابع تفليس الحارَّة، وتعرف باللغة الأرمنية باسم تفيس Tphkis، وأوردها البلاذري باسم طفليس، انظر في ذلك دائرة المعارف الإسلاميَّة ج9 /439.

[109] خواندمير، دستور الوزراء ص364، ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص: 216.

[110] يوسف غنيمة، نزهة المشتاق ص146 ؛ محمد آل ياسين، مرجع سابق ص153، 168.

[111] مجد الدين إسماعيل، كان من محاسن الزَّمان عالمًا فاضلاً أديبًا جوادًا سخيًّا كريمًا، يكتب خطًّا جيّدًا، يقول الشّعر، انظر في ذلك ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص218.

[112] ابن الفوطي، الحوداث الجامعة، ص217.

[113] يوسف غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ص147.

[114] خواندمير، دستور الوزراء، ص 364.

[115] رجب محمد عبدالحليم، انتشار الإسلام بين المغول، ص: 185.

[116] آرثر، شيراز مدينة الأولياء والشعراء، ص85.

[117] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران ج3 ص86.

[118] الصياد، مؤرخ المغول الكبير ص62.

[119] خواندمير: دستور الوزراء، ص364.

[120] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص220.

[121] السلطانية: مدينة بين الري وقزوين تفنن في بنائها، ووضع بها من الذهب والفضة واللؤلؤ الشيء الكثير، وأجري لها اللبن والعسل تشبُّهًا بالجنَّة، وقد أنشأها أرغون وأتمَّها السلطان ألجايتو في سنة 704هـ، وجعلها قاعدة الدولة الإيلخانية، كان اسمها المغولى قنغرلان، انظر: ابن خلدون، العبر ج5 ص1163، لترنج، بلدان الخلافة الشرقية، ص: 257.

[122] لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية ص258.

[123] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص82.

[124] الهمذاني، جامع التواريخ م2 ج2 ص 253، آرنولد، الدعوة إلى الإسلام، ص263.

[125] عباس غزاوي، تاريخ العراق ج1 ص351.

[126] الهمذاني، جامع التواريخ م2 ج2 ص152.

[127] حبيب لؤي ج3 ص102.

[128] خواندمير، دستور الوزراء، ص 364.

[129] المصدر السابق ص 364.

[130] فؤاد الصياد، مؤرخ المغول الكبير ص63.

[131] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص219، يوسف غنيمة، نزهة المشتاق ص147.

[132] خواندمير، دستور الوزراء ص364، وتُشير بعض الروايات أنَّ السَّحرة والمشعْوذين حاولوا أن يعدُّوا للسطان أرغون معجونًا يُطيل عمره، ولكن هذا العمل جاء بنتيجةٍ عكسيَّة إذِ اشتدَّت عليه العلَّة، وأصيب بالفالج وساءت حالته. انظر: الصياد، مؤرخ المغول، ص64.

[133] خواندمير، دستور الوزراء، ص364.

[134] محمد هنداوي، سعدي الشيرازي ص72.

[135] خواندمير، دستور الوزراء، ص365.

[136] الصياد، مؤرخ المغول، ص63، آرثر، شيراز مدينة الأولياء، ص86.

[137] خواندمير، دستور الوزراء، 364، حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص86، محمد آل ياسين، الحياة الفكرية، ص168.

[138] خواندمير، دستور الوزراء ص366.

[139] محمد هنداوي، كتاب سعدي الشيرازي، ص73.

[140] ابن كثير، البداية والنهاية، ج3 ص324، ابن تغري بردي، النجوم الزَّاهرة في تاريخ مصر والقاهرة، ج8 ص29.

[141] الخواتين، حرم السلطان، وأصلها كما في "المعجم الذهبي" خاتون؛ وهي السيدة عريقة الأصل، انظر: محمد التونجي، المعجم الذهبي، ص: 230.

[142] انظر محمد السعيد جمال الدين، الأدب المقارن، ص 305، وكذلك لنفس المؤلف، كتاب "صفحات مطوية من الثقافة الإسلامية" ص 349.

[143] الكلجية: من الكلج، وهي كما في "المعجم الذهبي" تعني المزبلة، ويبدو أنَّ المشار إليْه هنا هم المعنيون بنظافة المدينة، فشاركوا العامَّة في هذه الثورة، انظر: المعجم ص 473، وقيل إنَّها ربَّما تكون إحدى قبائل بلاد التركستان، عباس غزاوي، تاريخ العراق، ج1 ص 349.

[144] ابن الفوطي، الحوادث الجامعة، ص220، الهمذاني، جامع التواريخ، م2 ج2 ص161.

[145] عباس عزاوي، تاريخ العراق، ج1 ص 351، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ص148.

[146] عباس عزاوي، تاريخ العراق بين احتلالين، ج1 ص351، نقلاً عن تاريخ وصاف.

[147] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص96.

[148] انظر: مقدمة جامع التواريخ، ج 2، عن حياة رشيد الدين الهمذاني ص 8 . علمًا بأن محقق الكتاب نفى ذلك عنه بردود كثيرة.

[149] نوري عبدالحميد خليل، عصر الغزاة ضمن كتاب "الصراع العراقي الفارسي" ص 197، مع الأخذ بالاعتبار التوجّه السياسي والإعلامي لهذا الكتاب.

[150] بارتولد، الحضارة الإسلامية، ترجمة حمزة طاهر، ص 92.

[151] عادل هلال، العلاقات بين المغول والمماليك، ص178.

[152] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص 107.

[153] ابن خلدون، العبر ج5 ص1163.

[154] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص108.

[155] رشيد الهمذاني م2 ج2 مصدر سابق، ابن حجر، الدرر الكامنة ج3 ص468، البدليسي، شرفنامه ج2 ص2، المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك ج2 ص390.

[156] عباس عزاوي، مرجع سابق ج1 ص419، 452.

[157] المرجع السابق، ص152.

[158] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص115.

[159] محمد آل ياسين، الحياة الفكرية، ص 171.

[160] ابن بطوطة، تحفة النظار في غرائب الأمصار (رحلة ابن بطوطة)، ج1 ص246.

[161] انظر: تاريخ ابن الوردي، ج 2 ص440.

[162] نوري عبدالحميد العاني، العراق في العهد الجلائري ص190.

[163] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص109.

[164] المرجع السابق، ص109.

[165] يشير الكاتب أن الحاخام مشعون البخارائي اليهودي في سنة 1907 نشر بعض كتب شاهين في مدينة القدس (أورشليم) حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص111.

[166] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج3 ص110.

[167] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ج 3، ص113.

[168] المرجع نفسه ص 115.

[169] حبيب لؤي، تاريخ يهود إيران، ص81.

[170] انظر: نبيه عاقل، تاريخ العرب القديم وعصر الرسول، ص: 104.

[171] الواقدي محمد بن عمر، المغازي، ج 2، ص441، محمد أحمد باشميل، غزوة خيبر، ص65 وما بعدها.

[172] محمد الصوياني، هؤلاء قادوا ثورتكم، ص75.

[173] المرجع نفسه، ص75 وما بعدها.

[174] الصياد، مؤرخ المغول الكبير، ص56.

[175] عباس عزاوي ج1 ص351 ؛ يوسف غنيمة، نزهة المشتاق ص148.

[176] أبو إسحاق: من أبناء الأمير شاه محمود أنجو حاكم ولاية شيراز في عصر السلطان المغولي الإيلخاني أبى سعيد بن خدانبدا، وبعد وفاة السلطان أبي سعيد استولى أبو إسحاق على شيراز.

انظر: خواندمير: دستور الوزراء، ص317.

[177] ابن بطوطه، تحفة النظار ج 1 ص229، وقد فصل في ذلك كثيرًا، حيث ذكر طريقة حفْرِهم ولباسهم والفؤوس الفضيَّة التي يحملونها، والشموع الموقدة والسلطان يشاهدهم بأبْهى حلَّة يرتدونها.

[178] انظر فؤاد الصياد، مؤرخ المغول الكبير، ص 66.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ابن تيمية والمغول: تاريخ لم يقرأ لمحمد براء ياسين

مختارات من الشبكة

  • حدث في 25 رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • المغول واللغة العربية وحضارتها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفتوحات في عهد الخليفة أبي بكر الصديق: زيادة وتأمين رقعة نفوذ بلاد الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جريمة استغلال النفوذ(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • روسيا: ازدياد نفوذ الحركات القومية الرافضة لتواجد الأجانب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قلق غربي من ازدياد نفوذ الشريعة الإسلامية في ماليزيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الإسلام يزداد نفوذا في بريطانيا والنصرانية تتراجع(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ملك المغول (قصة قصيرة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • المغول من الشرذمة إلى قانون الياسا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التتار: من مجد المغول.. إلى قهر الروس!(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
omaralmdhir - iraq 26-04-2020 03:18 PM

جزاكم لله كل خير ونفع بكم على ما تقدمونه من مواضيع مهمة ونافعة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب