• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

رحلة عالي بك إلى بغداد

رحلة عالي بك إلى بغداد
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/8/2015 ميلادي - 12/11/1436 هجري

الزيارات: 14580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحلة عالي بك إلى بغداد

سنة 1301هـ / 1885م


توجد بين مخطوطات المؤرخ العراقي عباس العزاوي (المتوفى سنة 1390هـ/ 1971م) إضمامة من أوراق، كتب عليها أنها (رحلة مترجمة من التركية بقلم المحامي عباس العزاوي)، وقد كتبت الترجمة بخط عادي سريع بقلم الحبر، وتسرَّع مفهرس[1] فظن أنها بخط العزاوي، وعند مقارنتنا الخط الذي كتبت به بخط العزاوي، تبين لنا على الفور أنه ليس له، بل إن الترجمة نفسها ليست من إنشائه؛ فأسلوبها يختلف عن أسلوبه تمامًا، وفيها من الركة والأخطاء الإملائية ما لم يرتكبه في أي مما كتب، ثم إن أحدهم صحح مواضع من النص بقلم من الحبر الجاف، أو بقلم الرصاص، ليس خط العزاوي أيضًا، وفي (تصحيحاته) أخطاء إملائية أخرى.

 

ولما كان عباس العزاوي معنيًّا في أثناء جمعه مواد كتبه العديدة، بالتقاط كل ما به علاقة بتاريخ العراق في القرون المتأخرة، فقد ضم هذه الترجمة الموجزة للرحلة إلى مكتبته الغنية بأفانين الكتب والمخطوطات؛ عسى أن يفيد منها في دراسة مقبلة، إلا أنه لم يفعل، وبقيت الرحلة بعيدة عن اهتمام الباحثين.

 

المؤلف:

كتب مُعرِّب الرحلة في الورقة الأولى من تعريبه ترجمة قصيرة لصاحب الرحلة عالي بك، لا تتجاوز عشرة أسطر.

 

وخلاصة ما كتبه أنه كان واليًا في طربزون، فصار مدير إدارة الديون العامة، وأنه أوفد في مهمة تتعلق بتفتيش الأمور المالية لعدد من الولايات في الدولة العثمانية، فبدأت رحلته بأن غادر إستانبول في يوم الخميس 3 كانون الثاني من سنة 1300 رومية (الموافقة 1301هـ/ 1884م)، مارًّا بـ: (مدللو)، و(أبو النور)، و(أزمير)، و(مرسين)، و(اسكندرونه)، ومنها توجه إلى (حلب)، و(كليس)، و(عينتاب)، و(بيرجك)، و(ديار بكر)، و(سعرد)، و(بتدليس)، و(موش)، وماردين)، حيث كانت له صلات بعشيرة شمر، ومنها ركب (كلكًا) في 2 أيلول 1301 رومية (الموافقة 1302هـ/ 1885م) انحدر به في نهر الفرات، فمر بـ: (حصن كيفا)، و(جزيرة ابن عمر) التابعة لبلدة ماردين، ثم وصل إلى قرية (الحمدات)، ومن هناك غادر الكلك وذهب برًّا إلى الموصل، وبعد وصوله إليها ركب الكلك أيضًا، فانحدر به إلى تكريت، ثم سامراء، ومنها إلى الأعظمية، ومنها إلى بغداد، حيث أقام بها مدة من الوقت، وبعدها انحدر إلى البصرة، ومنها إلى أبو شهر، فبومباي في الهند، ومن الأخيرة إلى عدن، ومنها السويس، فالقاهرة، ثم الإسكندرية، ومنها إلى إستانبول، وكانت عودته إليها في 1304 رومية (1305هـ/ 1888م)[2]،وكانت عودته إلى إستانبول في 1304 رومية (1305هـ/ 1888م).

 

وواضح أن الرحلة امتدت لتشمل مُدنًا وقصبات ومعالم عديدة، إلا أن المعرب اقتصر منها على ما له صلة بمدينة بغداد فحسب، وحتى هذا جاء مختصرًا، بل إنه سكت عن معلومات تخص أعمال بغداد نفسها، مكتفيًا بالخطوط العريضة لإقامة صاحبها فيها، ومشاهداته لملامح الحياة فيها،ومنهج المعرب في هذه الرحلة يتراوح بين أن يعرض كلام صاحبها منسوبًا إليه، وحينذاك يكون الضمير للمؤلف، أو أن يعرض بنفسه وقائع الرحلة، وفي هذه الحال يكون الضمير للكاتب.

 

وتتمثل أهمية الرحلة في الجوانب الآتية:

1- أنها رحلة غير معروفة للباحثين، فلم يُفِدْ منها باحث فيما نعلم، ومنهم مترجمها العزاوي نفسه.

 

2- أنها رصدت أهم المعالم العمرانية التي أنشئت في بغداد في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، وتمثل هذه المعالم مؤسسات جديدة لم تعرفها المدينة من قبل، منها مثلًا مدرسة عسكرية حديثة، ومستشفى عصرية، ومدرسة صناعية، ومعمل للحديد، فكانت هذه المؤسسات طليعة لمرحلة جديدة من تاريخ بغداد.

 

3- تناولت الرحلة صورة بغداد بجانبيها في عهده، والملامح الأساسية للبيت البغدادي، بحجراته وغرفه، وفنائه وطارماته وسطحه، ومواد بنائه، وغير ذلك.

 

4- أنها لم تقتصر على الجانب العمراني فحسب، وإنما تناولت الحياة الاجتماعية؛ فقدمت تقديرات للسكان، وطوائفهم، ولغاتهم، وأزياء الرجال منهم والنساء، بتفصيل جيد.

 

5- أنها تطرَّقت إلى الخدمات الأساسية في بغداد، لا سيما سُبل توفير مياه الشرب، وشؤون السقاية والسقائين، والبدايات الأولى لاستعمال المضخات في توصيل المياه إلى الدور، وأحوال الحمامات العامة، وسُبل النقل البري، وأهمها الترامواي الذي أنشأه والي بغداد مدحت باشا، والنقل النهري، المعروفة عهد ذاك، وغير ذلك.

 

والمخطوطة محفوظة في دار المخطوطات ببغداد تحت العدد 33325، ويبلغ عدد صفحاتها 25 صفحة، وعدد السطور في الصفحة الواحدة 17سطرًا، وهي بمقياس 28×21سم.

 

ونظرًا لوجوه الأهمية التي ذكرناها، فقد قمنا بتحقيق هذه الرحلة الفريدة، والتعليق عليها على النحو الذي يراه القارئ الكريم،ومن الواجب القول بأننا أبقينا على نص الترجمة كما أوردها كاتبها دونما تغيير يذكر، إلا أننا اضطررنا في حالات قليلة إلى إعادة صياغة جملة بذاتها لتبدو مفهومة، إذا كانت ثمة ضرورة إلى ذلك، وأضفنا في بعض العبارات كلمات لإتمام السياق، حصرناها بين معقوفين [...]،كما أضفنا عنوانات جانبية، حصرناها بالمعقوفات ذاتها.

 

وأخيرًا، لا بد لنا بهذه المناسبة أن نشكر الصديق الباحث السيد زين النقشبندي على توفيره نسخة مصورة من أصل الرحلة المحفوظ في دار المخطوطات ببغداد فور طلبنا إليه ذلك، جزاه الله خيرًا،والله تعالى من وراء القصد.

 

[الرحلة]

بغداد:

كان عالي بك قد وصل سامراء وزار مراقدها المباركة، ثم مضى في طريقه نهرًا حتى وصل مصب نهر العُظيم، ويسميه الترك (شط أدهم)، وهو غير صحيح[3]، ومنها تحرك الكلك ووجهته قرية السندية[4]، ثم وصل إلى قرية (الجديدة)[5]، ومنها وصل إلى قصبة الأعظمية، وسميت بذلك لأن الإمام الأعظم أبا حنيفة قد توفي فيها، ونسبت إلى اسمه، وتقع في الجانب الأيسر من دجلة، وفي الجانب الآخر بلدة الإمام موسى الكاظم، وقد شاهد التربة والجامع الشريف والقبة والمنارات من مسافة بعيدة.

 

[الأعظمية]

ولما وصل إلى الأعظمية دخل دار نعمان أفندي متولي وسادن حضرة الإمام الأعظم، فرأى الدار مفتوحة، ورأى الناس يدخلون إليها، فاستقبله مَن في الدار من أعوان، فصعدوا إلى الطابق الثاني، ورأى شيخًا هناك وعلى رأسه عمامة، وكان قد بشر به، وقد أبدى لطفًا وقال له: يظهر أنكم أتيتم من سفر، فاستريحوا ثم توضؤوا، وسنذهب معًا إلى الجامع الشريف،وعلمت أن هذا المحل لم يكن خانًا ولا قهوة.

 

وأبدى المتولي اعتذاره، وبيَّن أنه سادن، وأن هذا بيته، وأخذني إلى غرفة أخرى فتوضأت، ونفضت الغبار عن أثوابي،ثم إن أعوانه قدَّموا لي طعامًا وافرًا، مع أن المومى اليه لم يعلم مَن أنا، ولا من أين أتيتُ، وكل ما عَلِمَه عني أني ضيف، فأكرمني وأعزَّني، ثم أذَّن المؤذن، فذهبنا لأداء صلاة الجمعة، ففتح نعمان أفندي التربة الشريفة، ووفقنا لزيارة مرقد الإمام الأعظم، وإن الجامع ذو منارة واحدة جسيمة، وله جبهتان على الطريق والسوق، وله ساحة كبيرة، [وهو] ذو بابين.

 

جامع الإمام أبي حنيفة بين بساتين النخيل(صورة قديمة)

 

وفي [هذه] الأثناء رأيت حفيد الوالي الأسبق مجيد باشا[6]، وهو مجيد بك من أحبائي، وكان معه بهجت بك ناظر الديون العمومية في بغداد، فأديت لهم شكري لما قاموا به من التفاتٍ نحوي، كما أني كررت شكري الخاص لنعمان أفندي؛ لما أبداه من حُسن ضيافة، فودعته وركبت عربة مع نجيب بك وبهجت بك، فوصلت بعد نصف ساعة إلى بغداد، وقضيت [النهار] في دار بهجت بك.

 

[سور بغداد]

ثم تطرق إلى بغداد، وبين أنها معروفة بـ: (الزوراء) و(دار السلام[7])، وأن القسم الأعظم من بغداد في يسار الشط، (وضمن سور)[8] (دجلة)، أو (الجانب الشرقي)، والقسم الأصغر في القسم الأيمن من الشط، وأن الجسر المُتخذ من الخشب والمرتكز على جساريات[9] يصل بين الجانبين، وأن الجانب الأيسر من المدينة، وهو القسم الأعظم، يقال له: (الرصافة)[10]، والقسم الأيمن من المدينة يقال له: (الكرخ)، وفي الرصافة دائرتا بلدية، وفي الكرخ دائرة ثالثة للبلدية، وقيل: إن سور المدينة يمنع توسعها؛ ولذا اقتلع وهُدم، واليوم للسور بابان بشكل (بُرج)[11]، وهما من بقايا ذلك السور.

جسر بغداد الوحيد في العصر العثماني (أخذت الصورة سنة 1914)

 

هذا وقيل: [إن] سور قلعة ديار بكر مانع من توسعها؛ ولذا بُنيَت دارٌ للحكومة خارج القلعة، في حين أن المدينة بقيت على حالها القديم، ومن ثم عادت الحكومة إلى محلها القديم، كما سبق ذكر ذلك،أما بغداد فإن سورها قد هدم منذ ثلاثين سنة[12]، ولكن ذلك لم يُجدِ نفعًا في توسع المدينة، وإن المدينة بقيت مهددة بهجوم العشائر بسهولة، وتسلطهم عليها، وكان [ذلك] قد ولَّد الخوف، ولكن زال الخوف في هذه الأيام، إلا أن المدينة مهددة بمياه الفيضان، وكان السور مانعًا من دخوله إلى المدينة، والآن خطر دخول المياه ملحوظومتوقع[13]، كما أن توسع المدينة يتوقف على زيادة النفوس، والاتصال بالخارج عن طريق وجود التجارة والصناعة وتكاثرهما، ومن جهة أخرى أن المدينة إذا زادت ثروتها تتوسع مطلقًا، وأن سورها لا يمنع من هذا التوسع أبدًا.

 

[من المعالم البارزة في بغداد]

1- وعندما يجيء المرء إلى بغداد من طريق الشط من الرصافة يشاهد أولًا قصر النجيبية، الذي أقام فيه المرحوم ناصر الدين شاه (وهو شاه إيران) سنة 1288 (رومية)[14]، حينما ورد للسياحة في بغداد[15].

 

2- مكتب الصنائع[16].

 

3- دار الحكومة[17] مع إدارة المشيرية[18].

 

4- القشلة الهمايونية[19].

 

5- المكتب الإعدادي العسكري[20].

 

قشلة بغداد من داخلها

 

ثم يُشاهد الجسر الذي يصل بين الرصافة والكرخ[21]، ثم دائرة الكُمرك[22] التي هي تحت الجسر، والإدارة النهرية العثمانية بين بغداد والبصرة[23]، وشركة لَنج للمراكب البخارية.

 

وفي أسفل ذلك عدة بيوت وقهاو.

 

وأما الجانب الآخر من الشط، [حيث] محلة الكرخ، وتجاه دار الحكومة من الجانب الآخر من جهة الكرخ، تشاهد أبنية المستشفى، وهو مستشفى الغرباء،[24] ومعمل الحديد[25]، ومحلات أخرى بين الجنان.

 

إن طول النهر على امتداد المدينة يبلغ نحو سبعة كيلو مترات، وما فوق المدينة وما تحتها بساتين النخيل تمتد ساعات،وفي أثناء ظهور الأزهار فيها يشاهد[26] رائحة طيبة ولطيفة جدًّا، تنعش الإنسان برائحتها.

 

ولما دخلت بغداد من طريق البر آتيًا من الأعظمية كان باب الإمام الأعظم متهدما، ورأيت بقاياه[27]، ولما دخلت المدينة رأيت كثيرًا من القهاوي في طريقي[28]، ثم وصلت إلى محلة الميدان[29]، وهناك أول ما تعلق النظر به قبة جامع أحمد باشا[30] ومنارته النفيسة المنقوشة بالكاشي الملون، وكانت القبة عظيمة وجميلة، وفي يمين الداخل قبل وصول الجامع باب دائرة المدفعية[31]، ثم يأتي السوق[32] والمحلات الأخرى، والأماكن الأميرية المذكورة، منها: دار الحكومة، ودائرة المشيرية، [و] كانت أبنيتها من أخشاب عتيقة، وباقي الأبنية من أحجار الآجُرِّ.

مدخل بغداد حيث تقع القلعة على يمين الصورة والميدان في آخرها حيث يقع جامع أحمد باشا (أخذت الصورة سنة 1918).

 

[عناصر السكان وأزياؤهم]

إن سكان بغداد يبلغون نحو مائة ألف نسمة[33]، والقسم الأعظم من المسلمين، ومنهم ستة آلاف بيت لليهود، وقسم منهم من الكلدان والكاثوليك، [و]عدا هؤلاء قد اختار الإقامة في بغداد قسم من التجار، وبعض الزوار، وتكونت منهم مجموعة من الإيرانيين، وإن الأهلين بالنظر لصنوفهم ومذاهبهم تختلف ألبستهم وقيافاتهم، فتظهر الفروق بين بعضها البعض؛ فالأشراف والأعيان مثلًا ممن يعيشون في إيران عقارهم[34] يلبسون الزُّبُون[35] والجُبَّة والمشلح[36]، وبعضهم يلبس في رأسه العمامة، وبعضهم (الفيس)، وإن الموظفين في أشغال الحكومة يلبسون الزبون والمشلح، وفي رؤوسهم كَفيَّة من إبريسم أصفر، وقسم [من] العمال يلبسون الزبون من جثاري[37] وأبيض رماني أو أحمر، وكفية من إبريسم أحمر شطرنجي[38]،وإن اليهود أيضًا يلبسون الزبون والمشلح[39] وبرؤوسهم عمامة عليها نقوش،والنصارى يلبسون الزبون والمشلح، وعلى رؤوسهم (الفيس)[40]،ونساء المسلمين تلبس جَرجَف[41] من حرير وكَلَبدُون[42] حينما تخرج إلى السوق، وتلبس في رأسها (بيجة) معمولة من قماش أسود، وتلبس في رجلها حذاء يقال له: جدك[43] (جيبك) أصفر وعال،ونساء اليهود يلبسن جرجف معمول من تيل أصفر، وفيه نقوش بيضاء ولارج وردية (لازوردية)، وتضع على رأسها بيجة[44] من القماش الأسود، وحذاء أصفر،ونساء النصارى يلبسن جرجف كنساء المسلمين، إلا أنهن يكشفن عن وجوههن، وبعضًا يضعن غشاء من تول رقيق أو أسود فيتسترن به، وبأرجلهن يلبسن البوتين في الأكثر، والغالوش (كالوش)[45].

 

[لغة السكان ولهجاتهم]

إن لغة الأهلين - بوجه عام - اللغة العربية، وكثير منهم يتكلم التركية، إلا أن اللغة العربية دخلتها ألفاظ أجنبية كثيرة، [منها:] (يَواش)[46] و(دَرد)[47] و(خوش)[48] و(جاريك)[49]، وأمثالها من تركية وفارسية، عدا ذلك فإن الإنكليز يقولون بدل قدح: (كلاس)، فهو مستعمل،كما أنهم يتصرفون بالكلمات التركية، فيقولون: (مُجمَّر)؛ أي: أصابه (جامور)، وهو الطين، و(مجرك) من (جرك)[50]، و(يوجالش) من (جاليشور)[51].

 

[دور المدينة]

وبيوت بغداد مبنية من الآجر الأصفر، ولم يكن عندهم الجص، وإنما يجعلون عوضه ما هو مركب من رمال وعلك أسود[52]، ويطلون به الحيطان، وهذا ينوب مناب التبييض في الجص،وداخل الغرف يُطلى بالجص الذي يأتون به من هيت الواقعة على نهر الفرات، وهذا لا يستعمله إلا الأغنياء في بيوتهم، والباقون يطلون الحيطان بالطين ويبنون به،وإن أكثر الحيطان تتهدم في السنين التي يكون فيها المطر شديدًا في الشتاء، وإن هذه البيوت لم تكن كما في إستانبول، وإنما تبنى بصورة سريعة، وإن الأبنية تكون من جهتين، أو من ثلاث، أو من أربع جهات ، وكلها ناظرة إلى الساحة، وأحيانًا تبنى السراديب، ويعد البناء في طبقتين، وتكون أمام الغرف ممرات في ساحة يقال لها: (طارمة)، وليس للدور طابق ثالث[53]، وقد توجد غرفة أشبه بالصندوق، وتقع بين الغرف يقال لها: (كفشكان)، وهي غرفة صغيرة معلقة،وفي ليالي الصيف ينام السكان على السطوح، وهي من تراب[54]، أو مفروشة بآجر.

 

وفي البيوت لا يوجد ماء جار، وإنما توجد آبار، إلا أن السقائين يأتون بماء الشرب من الشط، عدا ذلك فإن في إدارة البلدية الأولى مضخة ماء تمد بعض المحلات بماء الشط بواسطة أنابيب[55].

 

[الأزقة ببغداد]

إن أزقة بغداد كلها ليست مبلطة؛ ولذا لا تخلو من غبار في الهواء يابس، وفي المطر: من طين لا يمكن أن يجتازه المرء بسهولة،إن المملكة التي ليس لها صخور لا يعمل فيها تبليط، حتى إن الحمامات في مجازاتها ومواطنها تبلط بالقير أو الأسفلت[56]، فإذا مطرت فإن الأزقة بسبب ما فيها من تراب لزج لا يستطيع الإنسان أن يجتازها دون أن يزلق، أو يقع في الطين بسبب لزوجته،ثم إنه ليس للمملكة....[57]؛ ولذا يستعملون (البالوعات) في الأزقة أو في البيوت، فإذا أمطرت السماء تمتلئ البالوعات، وإن الأزقة تعود إلى حالة جيدة، وإن البالوعات توضع في أفواهها طابوقة (آجرة) ذات ثقب، ولم يدم استعمالها، بل في الغالب تكسر أو يوسع فمها، وإن المشاة أو الفرسان العابرين والمارين يكون ذلك تهلكة عليهم[58].

 

[مياه الشرب]

إن مضرات السقائين الذين يحملون الماء إلى بغداد ومزعجاتهم كثيرة، وهؤلاء يحملون أوعية من جلد المعز يسمونها قِربة، يحملونها على حميرهم، يأتون إلى الشاطئ وينتهون بالشريعة، فيملؤون تلك القِرب ويضعونها على الحمير، وهذه ليس لها أجلة[59] ولا حبال، وإنما يمسك السقاؤون القِرب على الحمير، ويمرون على الأزقة في جادة أو جادتين، لا يسع المار منها فارسًا، فهي ضيقة، وتلوث المارة بطينها ورطوباتها، فتولد أوساخًا فيهم، وعدا ذلك فإن غالب القِرب فيها ثقوب يظهر منها الماء فيبل المارة.

 

[النقل في بغداد]

إن ضيق الأزقة يمنع من مرور العربات واستعمالها؛ ولذا نرى أن للمرء عدة حيوانات في بيته تبعًا لما يملك من قدرة، ولا يوجد حصان أو كديش للكراء، إلا أن حمير الكراء تكون بيضاء جميعها، وإن أصحابها هم الذين يسوقونها، ولا يستعملون عصا أو مقرعة، وإنما يركضون خلفها ويقولون: (خي) (دخي)، ومن ثم وبمجرد سماع ذلك، فإن الحمير تسرع في مشيها،ولما كانت الأزقة خالية من التبليط، فلا يسمع لذلك جرس أو أجراس في رقبتها فتنبه الماشي في الطريق، أو أن ينادي أصحابها بلفظ: (بالك)[60].

 

إن نقل الأثقال والأحمال في بغداد خاص بهذه الحمير، وعدا ذلك فإن الأكراد من أهل راوندوز وكركوك يكونون حمالين[61]،وإن الحمير وكذا الحمالين يوضع على ظهرهم [شيء] أشبه بجل الدابة يمنع تأثير الحمل على الظهر، وإن أحدهم يمسكها من جهة كقرب السقائين، وإذا كان الحِمل كبيرًا فمن جانبيه، يعتني كل واحد بجانبه، فيمسكونها،وإن أغلب الحمالين لا يضعون ما هو أشبه بالجل، وإنما يستخدمون (كونية)[62] تشبه العباءة، فيضعون الأشياء فيها ويربطونها بظهورهم ورؤوسهم،وإن رؤوس هؤلاء الحمالين قوية جدًّا، وتستدعي الحيرة؛ فإنهم ينقلون نحو خمسين أو ستين قية من الأحمال، ولا يبالون،وفي رؤوس الحمالين (كلاو)[63]، وفي ظهورهم سترة أعجمية تمتد إلى ركبتهم، ويلبَسون شيئًا أشبه بالعباءة، ولم يكن لهم حذاء ولا لباس، وبعضًا يمتدون وينامون في رؤوس الأزقة، وإن الناظر يستنكره من لون سوقهم[64]؛ لما فيها من منظر مستنكر وقبيح جدًّا، وكذا السقائون بهذه القيافة،وإن غالب الأهلين لا يلبسون اللباس الداخلي، ولم يكن الأمر مقصورًا على الحمالين والسقائين.

 

فإذا أراد المرء أن يعبر من الشط إلى الجانب الآخر، [فإنه] يستخدم (القفة) أو (الكَوفة)[65]، وهي حوض مدور، ونوع [من] زورق، وهذه القفف أشبه بالسبد (السبت)، أو السلة للأثواب، وتتكون من السعف، وتطلى بالقير أو الأسفلت، وليس لها رأس، وإنما هي مدورة، وإن القوَّافين[66] يستخدمون الغرَّافة[67] إلى أي طرف أرادوا أن يسيروا بها،وإن الأهلين يستخدمونها [في] مقام الزورق والبلم[68] عدا المراكب البخارية [و] الكلكات[69].

 

القفف في بعداد (صورة قديمة)

 

وبين بغداد من جانب الكرخ وبين [قصبة] حضرة الإمام موسى الكاظم نحو ستة كيلو مترات من المسافة،وهناك خط الترامواي بين قصبة الكاظمية والكرخ، وهذا شيد قبل نحو خمس وعشرين سنة؛ [إذ] تأسست شركة مساهمة[70]، و[إلى] الآن يشتغل هذا الخط[71]، وإن الزوار من الإيرانيين في مواسم الزيارة ينتفعون منه.

عربة الترامواي (أخذت الصورة 1910)

 

[دكاكين وموازين]:

وإن الدكاكين القديمة في بغداد أعلى من الأرض بكثير، وإن كل دكان أمامه دكة، وهناك سلسلة في رأسها حلقة يستعين بها صاحب الدكان لصعوده ونزوله، كالبقال وغيره، والباعة يمدحون سلعتهم بغزل وغناء يجذبون به المشتري،[و] في ديار بكر (الوقية) أو (الكيلو) تعادل خمسمائة درهم، وفي حصن كيفا ستمائة وأربعون درهم، هكذا رأينا، وكلما صرنا إلى الجنوب يزيد مقدار الوقية، ففي بغداد (الوقية) ألف درهم، وتسمى (قية)، وربعها يقال له: ربع وقية، وإن القية ذات الأربعمائة درهم يقال لها: (قية) إستانبول، فإن الأوزان والأكيال في بغداد متنوعة، وإن هذه تتنوع بنوع المال وجنسه، وتتخالف في نوعها، وكذلك النقود، فكل عشرة متاليك (قرش) أي (غروش)، وعشرين متليك (قمري)، وأربعون بارة (أربعة قروش)،وإن الوارد جديدًا في المدينة من المسافرين لا يعرفون أن كل عشر بارات (غرش)، ولأول وهلة يرى الأشياء غالية جدًّا، حتى إن خدامنا استغلوا هذا الغلط؛ فضاعفوا مصرف الطبخ، فأخذوا منا أربعة أضعافه.

 

[شؤون بلدية]:

إن حراس المحلات لم يكونوا مستقلين، كما في إستانبول، وإنما تقوم البلدية ليلًا بتنظيف الأضواء أو (السُّرُج) في الأزقة وإشعالها، فيقموا[72] بذلك صنف من الحراس، وهؤلاء متعددون، وينبه كل واحد منهم الآخر بعد أن يكون بمسافة قريبة منهم، فيعرف أنه نائم أو يقظان، فينادونه بلفظ: يا لله! ويناديه به.

 

إن شراء الأشياء القديمة خاص باليهود، فينادون في الطرقات (بَيْع)،وهنا - كما في كل مكان - توجد كلاب كثيرة في كثير من الأزقة، وإنها تنام في وسط الطريق كأنها ميتة، فتمنع المارة من المرور؛ حذرًا من أن يُداس عليها،وإن هذه الحيوانات في بغداد حالها رديء جدًّا، وتستحق الرحمة؛ فإنها في الغالب تلهث من العطش، وتموت أحيانًا، بخلاف ما هو معلوم في المحلات العتيقة من إستانبول، كما [يوجد] في كل زقاق محل ماء تستفيد منه هذه الحيوانات،وفي بغداد يهاجمون المياه التي تطرح من الناركيلة في القهاوي،وفي بعض الأزقة ترش من قبل السقائين، وإن الكلاب هناك تستفيد من ماء الرش، ومن ثم تقع بعض المشادة بين كلاب هذه الأزقة وبين الكلاب المحرومة من هذه المياه.

 

[طائر اللقلق]:

يكثر في بغداد [في] أيام الصيف عدد اللقالق، وهذا الطائر يتحول من محله البارد إلى الأماكن الحارة، وعند وروده يأتي جماعات من خمسة أو عشرة أو عشرين، وإن الصغار يصيحون من فم واحد (كع)! ومعناها: اسقط إلى الأرض، ولما يسمع هذا الطائر أصواتهم تختل موازنته، فيقع عدة منه إلى الأرض، وفي الحقيقة يحصل هذا من الغراب.

 

[العقارب]:

إن عقرب بغداد لا تختلف عن الزنبور، وإنما يتألم منها الملدوغ مدة أربع وعشرين ساعة، فيشعر بألم ووجع شديدين، لكنه ليس بالمُهلك.

 

[التبغ]:

إن التبغ في هذه المملكة الحارة إذا يبس كالبارود لا يدخن، ولا يجنى فيحصد، وهنا يستعمل نوع من التبغ يقال له: (شاغور) أو (شاور)، يزرع في السليمانية وكركوك، وإن الأهلين أكثر ما يدخنون الناركَيلة، كما أن النساء عامة يستعملن الناركَيلة، وإذا زارت إحداهن الأخرى أو ذهبت إلى الحمام أو إلى المسيرة[73] تحمل معها الناركَيلة، وإن الناركَيلة تبيعها النساء من العرب في الأزقة، وهي تعمل من جوز الهند، ويقال لها: (غليان)، أو (غليون).

 

قضيت أول ليلة في بغداد في دار بهجت بك، وفي اليوم التالي 5 تشرين الأول من يوم الاثنين استأجرت قصرًا خاليًا لرزوق عبود[74]، وفيه حدائق برتقال ونخل، وهو في جهة الباب الشرقي من بغداد، فانتقلت إليه، ثم التقيت بوالي الولاية تقي الدين باشا[75]، ومشير الفيلق السادس هداية باشا، ومتصرف المركز ناظم بك،[76] ورأيت باقي الموظفين،أما تقي الدين باشا فقد كان ذا علم وفضل مع شدة ذكاء وصفاء ضمير مع شيخوخة، وهداية باشا ذو همة فائقة، وحميَّة وغَيرة.

 

[طوب أبو خزامة]:

 

إن الوالي يقيم في قصر النجيبية المار الذكر، ولما مررت في ذهابي إليه بباب المدفعية رأيت مدفعًا من النحاس العتيق (برنج)[77] مستقرًّا على دكة بعلو نصف ذراع، وفي أطرافه أمراس، وهذا المدفع كان قد استخدم أيام السلطان مراد الرابع حين فتح بغداد[78]، فرأيت على الأمراس قد وضعت قطع من القماش بالية، وهذا مما جلب نظري وأدى إلى تعجبي، فسألت بعض الأشخاص الذين كانوا بجانبي، فأجابوا: أن الخلق يقدسون هذا المدفع ويأتون لزيارته ويَدْعون!، حتى إن بعض النساء الذين[79] ولد لهم أولاد جدد يأتون بهم إليه، ويضعون أولادهم في فوَّهته، ويمررونه بين أطرافه، ويدعون له بطول العمر[80].

 

[تجارة الخيول]:

إن من يقيم في بغداد مدة يحتاج مطلقًا إلى حيوان يركبه، وعلى هذا أردت أن أقتني حصانًا عربيًّا ومعتبرًا، فلم أتمكن، وإذا كان هؤلاء الأهلون يجنون[81] أصائل الخيل واشتهروا بها، فلا يوجد الآن ما يصلح لاقتنائه، فسألت عن سبب ذلك، فكان الجواب:

"إن الخيل الأصيلة والنفيسة قد منع إخراجها وسوقها إلى الهند؛ فقد كان يتاجر فيها جماعة من الأغنياء، فكانوا يضعونها في إسطبلاتهم، ففي كل سنة يشترون من عشيرة شمر مئات من الخيل ويضعونها في تلك الإسطبلات، وإن من أراد أن يشتري يرجع إلى هؤلاء، ويختار منها ما يريد شراءه.

 

والحاصل أن جانب الكرخ من بغداد فيه سوق جسيم للخيول، ولما مُنعت صار يتعاطى البيع والشراء فيها داخل المملكة، وهذا لا يكفي لإدارتهم، فباعوا ما عندهم، وصاروا لا يشترون من شمَّر،وهؤلاء أيضًا لم يجدوا لخيولهم أسواقًا ثم يأتون بها بكثرة،وعلى ما يُروى أن العشائر صاروا لا يجنون سوى الإناث من الخيول، وأما الحُصُن منها فكانت تتلف، أما البدو فإنهم يستفيدون النقع من إناث خيولهم الأصيلة،وأما الخيول الفحول فإنهم يبيعونها، فلما لم يتيسر لهم بيعها، فيقال: إنهم لا يتحملون كلفتها فيهلكونها، وهل في هذا المنع نفع يرتجى؟ فالجواب: أنه لا خير في ذلك؛ فإن بعض الناس يذهبون بها من طريق البر، يشترونها بأبخس الأثمان، وينقلونها من الحدود الإيرانية إلى المُحمرة، ويذهبون بها بالبواخر إلى الهند، وبهذا ترتب على المملكة ثلاثة أنواع من المضار:

1- أنه صار العُربان لا يعتنون بأمر الخيل ورعاية جنسها.

 

2- ظهور الخلل في بيعها وشرائها في جانب الكرخ المشهور بخيوله.

 

3- حرمان الحكومة من رسومها الكثيرة.

 

هذا ما أجبتُ به، وقد رأيت عيانًا الإسطبلات المعطلة في جانب الكرخ بسبب هذا المنع الذي لا مبرر له، كما فهمت ذلك،ثم إني علمت أن نقل الخيول إلى الهند رُفع المنع عنه مع مراعاة بعض القيود والشروط، إلا أن التجار في هذه الخيول قد تفرقت أموالهم في معاملات تجارية أخرى، وتركت الإسطبلات، وإن عودتها ثانية وإحياء سوقها يحتاج إلى وقت.

 

قطعت أملي من الحصول على حصان، فوجدت حصانًا في عنزة،[82] كان جميلًا، إلا أنه صغير البنية.

 

الكاظمية:

وفي 7 تشرين الأول يوم عاشر المحرم كان الإيرانيون يجرون مأتمًا في صحن تربة الإمام موسى الكاظم، فلرؤية ذلك ذهبت مع بعض الذوات إلى قصبة الكاظمية، وكان مرقد الإمام داخل الجامع فيه تربته وجامعه الشريف، وله أربع من المنائر، وكان الجامع مزينًا، وهو مربع الشكل، وواسع جدًّا، ومبلط بالمرمر، وفيه تتجلى الصناعة المعمارية للعرب والعجم، فداخله مزين وخارجه كذلك بنقوش بديعة، وفي جوانبه في أطرافه الأربعة غرف خاصة لإقامة الزوار والخدم وغيرهم.

 

وإن القبة مطلي أعلاها، وكذا المنائر، بالآجر المغطى بالذهب، وفيها أساطين في جوانب القبة، وعليها (صَجَغات)[83]، وفي جوانبها مرايا دقيقة مزينة بها[84]،وعلى شُرَف المنائر صَجَغات مُذهبة في أطرافها،قضينا تلك الليلة في الكاظمية، وشاهدنا المآتم وقد اشترك فيه العرب من الشيعة والنساء، فكانت كثرتهم تبهر ويتعجب المرء منها.

 

زيارات أخرى:

في نفس بغداد من المزارات المشهورة تربة الشيخ عبدالقادر الكيلاني[85]، والشيخ عمر السهروردي[86] في خارج البلد[87] وداخل السور المنهدم، والشيخ معروف الكرخي[88]، وعدا هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل[89]، والشيخ شبلي[90]، والسري السقطي[91]، والسيد أبو الحسن علي[92]، وكثير من مراقد مباركة، مثل تربة السيدة زبيدة زوج هارون الرشيد[93]،وإن أكثر هذه المزارات زينة وعمارة مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني وجامعه الشريف، ويؤمُّه الهنود وأهل بخارى، ويقدمون [إليه] النقود والهدايا، ويقفون [عليه] الأوقاف والعقارات.

 

إقبال الدولة:

من أمراء الهند[94]، هاجر إلى بغداد منذ خمسين سنة، وهو مشهور، فأردت أن أراه، وعددته من متفرعات سياحتي،ذهبت إلى ملاقاته في داره في الباب الشرقي على ساحل دجلة، وبرفقتي ناظم بك متصرف المركز، وحسن رضا الدفتري، فرأيته شيخًا تجاوز السبعين من عمره، وهو مع ذلك قوي الفكرة، لطيف الصحبة، وحسن اللطائف،ولا تقدر ثروته بحد، وإن في مخزنه صناديق مملوءة بالنقود والمجوهرات، وعدا ذلك فإن له في إنكلترا خمسة وعشرين مليون ليرة، ومشهور بالبخل وإمساك اليد بصورة لا يستطاع تعريفها، لم يصرف مدة بقائه في بغداد من الخيرات والحسنات ما يستحق أن يذكر به[95]، إلا أنه لم يُقصر في البذل [على] الدعاوى[96] التي يقيمها، ولا الهدايا التي يعطيها، فإنها لم تمنع بخله،في حين أنه يصرف الثلاثمائة والخمسمائة ليرة بلا حساب، وفي بيته جوارٍ كثيرة، لا تخرج واحدة منها إلى الطريق، ولا تتصل بنساء الآخرين أيًّا كانوا، وبعد مدة وأنا لا أزال في بغداد توفي بلا وارث، فوضع القنصل البريطاني يده على تركته، باعتباره من تبعة هذه الدولة.

 

بغداد أطرافها وبعض ملحقاتها:

في السابع عشر من تشرين الثاني سنة 1301 رومية ذهب إلى كربلاء، ووصف المسيب وكربلاء والرزازة وشثاثة، ثم عاد إلى طاق كسرى وبابل والكفل والكوفة، ثم النجف، وذكر الزراعة والتجارة والصناعة في بغداد.



[1] مجلة المورد، المجلد 12، العدد 4 (1410هـ/ 1989م) ص242.

[2] طبعت الرحلة في إستانبول سنة 1314 رومية/ 1898م، وتقع في 119 ص.

[3] ربما يكتبه غير الترك على هذا النحو، أما الترك فيكتبونه على وفق لفظه العربي.

[4] السندية: قرية على دجلة من أعمال قضاء الخالص.

[5] اسم لقريتين من أعمال الخالص، عرفت أولاهما بجديدة الأغوات، وبالتركية (ينكيجة آغالر)، وعرفت الأخرى بجديدة الشط، وبالتركية (باش ينكيجة)؛ أي: الجديدة الرئيسة، وهي ما مر به المؤلف في رحلته هذه، وأغلب الظن أنها الأقدم عهدًا، وقد عرفتها الوقفيات المبكرة بالجديدة، (أو ينكيجة) مطلقًا، وأشار إليها، عرضًا، عبدالله الغياث البغدادي في حوادث سنة 874ه/ 1469م؛ التاريخ الغياثي، تحقيق د.طارق نافع الحمداني، بغداد 1975، ص 334.

[6] يريد الوالي الأسبق لطرابزون وليس لبغداد.

[7] دار السلام هي الجنة، وشبهت بها، فصار يطلق عليها هذا الاسم، واسمها الصحيح (مدينة السلام)؛ (المترجم)،

[8] هذه العبارة أقحمت على النص فأربكته، وإلا فالشط هو دجلة، ولا موقع للسور في السياق.

[9] مفردها جسارية، وهي زوارق عريضة محكمة، تصف الواحدة إلى الأخرى، وتشد بالحبال المتينة أو سلاسل الحديد، وتمد من عليها ألواح الخشب؛ لتيسر مرور المارة بين جانبي النهر.

[10] هذه هي التسمية التي شاعت في القرن الثالث عشر للهجرة (التاسع عشر للميلاد)، وإلا فإن الرصافة هي حي في شمال الجانب الشرقي، أنشأه المهدي العباسي في عهد تأسيس مدينة المنصور، ولا تتجاوز حدوده الجنوبية حدود راس الحواش، إحدى محلات الأعظمية اليوم،ثم جرى إطلاق اسم هذا الحي على الجانب الشرقي كله، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل، على ما يذكر المؤلف هنا،ينظر كتابنا: الأصول التاريخية لمحلات بغداد.

[11] كان لبغداد الشرقية سور أنشأه الخلفاء العباسيون المتأخرون، له أربعة أبواب؛ هي: باب السلطان (باب المعظم)، وباب الظفرية (الباب الوسطاني) وباب الحلبة (باب الطلسم)، وباب البصلية أو باب كلواذى (الباب الشرقي)، وبينما لبث باب السلطان حتى ما بعد عهد المؤلف، ونسف باب الحلبة أثناء الحرب العالمية الأولى سنة 1917، ونقض باب البصلية في ثلاثينيات القرن الماضي، لبث باب الظفرية قائمًا حتى اليوم؛ينظر بحثنا: الباب الوسطاني وما حوله، نشر على موقع الألوكة الغراء.

[12] هدم هذا السور في عهد واليها مدحت باشا (1286 - 1289هـ/ 1869 - 1872م).

[13] في الأصل: ملحوظًا ومتوقعًا،وقد تحقق ظن المؤلف؛ ففي محرم من سنة 1333هـ/ تشرين الأول 1914 ارتفعت مناسيب نهر دجلة ارتفاعًا هائلًا، فدخلت المياه بغداد من جهة الباب الشرقي، فأحدثت من التدمير والتخريب والفوضى الكثير؛عبدالكريم العلاف: بغداد القديمة، بغداد 1958، ص231.

[14] ويوافق دخوله بغداد يوم الاثنين 28 شعبان سنة 1278هـ/ 1870م.

[15] كانت تشغل أرض هذا القصر في العصر العثماني بساتين تملكها بعض وجهاء بغداد، ومنهم قادة من المماليك الذين حكموها منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، بينما شغلت جزءًا منها طابية مدفعية (ربية) للدفاع عن سور بغداد ومدخلها الشمالي، وقد اشترى والي بغداد سليمان باشا الكبير هذه البساتين، ووقفها على مصالح المدرسة السليمانية التي أنشأها، وبعد زوال حكم المماليك أهملت هذه الأرض، فقام متوليها بإنمائها عن طريق "دفعها على وجه الاحتكار بأجرة المثل" إلى والي بغداد محمد نجيب، فاستنبتها هذا بالأشجار، فعرفت البستان بالنجيبية نسبة إليه، ونظرًا لموقع البستان المطل على شاطئ دجلة والقريب من باب المعظم، فقد اتجهت إليها أنظار والي بغداد مدحت باشا، فاتخذها حديقة نزهة واسعة، سميت رسميًّا بحديقة البلدية، كما عرفت باسم المجيدية؛ نسبة إلى السلطان عبدالمجيد الذي أنشئت في عهده، فكانت أول حديقة عامة أنشئت ببغداد في العصر الحديث، وفي شطر منها جرى تشييد القصر الفخم، الذي أقام فيه الشاه ناصر الدين شاه أثناء زيارته لبغداد، ولا يعرف إلى أي عهد لبث القصر قائمًا، إلا أن المؤلف ذكر في رحلته أنه أصبح مقرًّا لإقامة ولاة بغداد المتأخرين، وسماه الشيخ محمود شكري الآلوسي (القصر الناصري)، ووصفه بأنه "يعجب الناظرين"،وفي سنة 1313هـ/ 1895م أدخلت مبانيه في ضمن أرض مستشفى عسكري شيد هناك، عرف بخسته خانه المجيدية، وكان يتخذ شكل مستطيل كبير، تطل واجهته على دجلة، وفي عهد الدولة العراقية أصبحت المستشفى عامة للمدنيين أيضًا، باسم المستشفى الملكي،الآلوسي: أخبار بغداد، بتحقيقنا، بيروت 2010، ص120، وكتابنا: معالم بغداد في القرون المتأخرة، بغداد 2000، ص342 - 343، والعلاف: بغدد القديمة ص29.

[16] المكتب هنا المدرسة، أنشأ مدرسة الصنائع في بغداد والي بغداد مدحت باشا سنة 1287ه/ 1871م، وكانت تشغل مبناها قبل ذلك المدرسة العلية التي أنشأها والي بغداد علي باشا سنة 1176هـ/ 1761م، وكنا قد توصلنا إلى أن هذه الأخيرة شغلت مبنى مدرسة قديمة سابقة، هي المدرسة العلائية الشاطئية، التي أنشأها الأمير علاء الدين علي بن عبدالمؤمن المعروف بالسكرجي، أخو والي العراق شمس الدين السكرجي (693 إلى 694هـ/ 1293 - 1294م)، وابتدأ بإنشائها سنة 693،وقد ضمت مدرسة الصنائع مطبعة صدرت عنها أول جريدة عراقية، هي جريدة الزوراء سنة 1869، وقد تحولت الدار في عهد الاحتلال البريطاني إلى مرأب ومعمل لتصليح السيارات، وفي أوائل عهد الحكومة العراقية أعيد تأهيل الدار لتكون قصرًا للملك فيصل الأول، فالملك غازي، وتحول منذ سنة 1938 ليكون مقرًّا للمجلس النيابي، حتى سقوط النظام الملكي، فمحكمة عسكرية خاصة بعده، ثم متحفًا عسكريًّا سنة 1967، ثم جدد المبنى تمامًا سنة 1980 واتخذ قصرًا كبيرًا للثقافة والفنون، وأخيرًا اتخذ مقرًّا لمؤسسة دار الحكمة، وهي مؤسسة ثقافية، ولما يزل كذلك حتى اليوم؛ينظر كتابنا: المدرسة العلية في بغداد، بغداد 1986.

[17] هي سراي بغداد التاريخي، ويسمى أيضًا دار الإمارة، ودار الحكم، أنشأه حاكم بغداد في عهد الصفويين بكتاش خان سنة 1041 - 1048هـ/ 1626 - 1638، وأنشأ أمامه حديقة، ثم جدده والي بغداد سليمان باشا الكبير (1193 - 1217هـ/ 1779 - 1802م)، وشهد توسيعات مختلفة، فكان أولًا على شكل حوش من طابق واحد له فناء واسع، فيه حديقة غَنَّاء، تحيط به رواقات وحجرات عديدة، ثم أغلق الفناء وأضيف إليه طابق علوي،وشغلته في عهد الحكومة العراقية مديرية الشرطة العامة ومعاونية شرطة السراي،وأخلي من هذه الدوائر في ثمانينيات القرن العشرين، وانتقلت ملكيته إلى الهيئة العامة للآثار بنية صيانته صيانة شاملة، على أن هذه النية لم تتحقق إلى الآن، وهو اليوم مبنًى مهجور؛ينظر مرتضى نظمي زاده: كلشن خلفا، ترجمة موسى كاظم نورس ص233، وعبدالحميد عبادة: العقد اللامع ص363.

[18] بناية أنشئت في أرض القشلة، لتكون مقرًّا لقيادة الجيش العثماني في العراق، يذكر العزاوي أنها افتتحت سنة 1312هـ/ 1894م، تاريخ العراق بين احتلالين ج8 ص124؛ فالظاهر أن المؤلف يشير هنا إلى بناية سابقة حملت الاسم نفسه، يؤكد ذلك قوله فيما يأتي: إن "أبنيتها من أخشاب عتيقة".

[19] القشلة: لفظ مأخوذ من التركية: قشلاق، وتعني حرفيًّا مكان مبيت الجند، وهي الثكنة، وكانت أرضها في العصر العباسي تشغلها منشآت علمية، منها: مدارس ورُبط، وفي العصر العثماني أصبحت حيًّا تشغله القصور، ثم اتخذه ولاة بغداد من فئة المماليك مكانًا لقصورهم التي أنشؤوها هناك، وكانت تفصل بينها الحدائق والمتنزهات، وبعد زوال حكمهم سنة 1247هـ/ 1831م تحولت تلك القصور إلى ثكنات للجيش العثماني، واتخذ والي بغداد علي رضا باشا من قصر يوسف بك مقرًّا مؤقتًا لحكمه، والدور المجاورة دوائر تابعة له،وهذه الإجراءات هي التي مهدت لوالي بغداد نامق باشا الكبير 1278 - 1284هـ/ 1861 - 1867م لإزالة تلك القصور والدور جميعًا، وإنشاء مبنى القشلة على أرضها، ثم أكمل مدحت باشا ذلك المبنى وغيَّر فيه؛ فعرف بقشلة (البيادة)؛ أي: ثكنة المشاة، حيث أزال الجناح الشاطئي، وزاد في الأجنحة الأخرى طابقًا علويًّا، وشيد له بوابة كبيرة فخمة على الطراز الإسلامي، وسورًا عاليًا يزينه صف من الأبراج ذات مسننات علوية، فاتخذ المبنى بذلك شكله الأخير، وفي عهد الحكومة العراقية أصبح مقرًّا لعدد من الوزارات، فاتخذ مبنى حبس السراي مقرًّا لوزارة الداخلية، والجناح الجنوبي إلى مقر لوزارة العدلية، بينما شغلت دائرة الحرم، وهي القسم الشاطئي من السراي، وزارة المعارف، وأضيف في وسطه مبنى كبير أصبح مجلسًا للوزراء، ثم أخلي المبنى من ذلك كله، ونقلت ملكيته إلى وزارة الثقافة والإعلام، وجرى تجديده، ليصبح مقرًّا للهيئة (المؤسسة) العامة للآثار والتراث حتى سنة 2004م؛ينظر: محمود شكري الآلوسي: أخبار بغداد، بتحقيقنا، ص366.

[20] أي المدرسة الإعدادية العسكرية، جرى إنشاؤها سنة 1296هـ/ 1879م في عهد الوالي عبدالرحمن باشا، على أرض كانت تشغلها دائرة الدفترخانة، وهي مؤسسة مهمة تختص بضبط دفاتر الأراضي وشؤون الملكيات، ولما نقلت هذه المدرسة إلى حيث أنشئت المدرسة الإعدادية (الثانوية المركزية اليوم) اتخذ مبنى المدرسة مقرًّا للمحاكم المدنية والجزائية، ثم أخلي منها في الثمانينيات من القرن الماضي، وتولت المؤسسة العامة للآثار والتراث تجديد هذه المدرسة تجديدًا شاملًا، ويشغَلها اليوم مركز ثقافي تابع لأمانة بغداد.

[21] هو جسر بغداد الوحيد الذي يصل بين جانبيها في العصر العثماني، وسيشير إليه المؤلف فيما يأتي من رحلته، وأنشئ في مكانه تقريبًا جسر المأمون، الذي سمي بجسر الشهداء أيضًا.

[22] كانت دائرة الكمرك تشغل جانبًا من المبنى الأثري للمدرسة المستنصرية.

[23] هي المؤسسة المعروفة بشركة العُمان العثماني، وكانت تشغل جناحًا من مبنى المدرسة المستنصرية، وكان هذا الجناح قد أصبح قبل ذلك خانًا تجاريًّا، عرف بخان المواصلة؛ أي: الموصليين، وقد وقفه والي بغداد سليمان باشا الكبير على المدرسة التي أنشأها، وعرفت بالسليمانية.

[24] ورد في هامش الأصل ما يأتي "في هذا المستشفى لا يتجاوز [عدد] المرضى أكثر من خمسة عشر أو عشرين مريضًا؛ولذا فإن الوالي مصطفى عاصم باشا جعل مستشفى للبلدية خارج باب الإمام الأعظم، فنقل إلى ما بناه هناك مستشفى الغرباء، وجعل مستشفى الغرباء مكتبًا"،قلنا: أما مستشفى الغرباء فقد أنشأه والي بغداد مدحت باشا سنة 1286هـ على أرض في الجانب الغربي من دجلة كانت من أوقاف الوالي سليمان باشا الكبير على مدرسته أيضًا، وقد أهمل هذا المستشفى حينًا، فقام والي بغداد قدري باشا بتجديده 1295هـ/ 1870م،وفي سنة 1925 اتُّخِذ مقرًّا للمجلس التأسيسي العراقي الذي وضع الدستور العراقي الأول، ثم أعيد مستشفى مرة أخرى،بغداد القديمة ص29.

[25] وكان يعرف باسم (دمير خانه)؛ أي: دار الحديد (دمير لفظ تركي بمعنى الحديد)،أنشأه والي بغداد رشيد باشا الكوزلكي لإصلاح المراكب البخارية وآلات الزراعة، ثم أهمل بعد حين، فجدده مدحت باشا سنة 1286هـ/ 1869م للعناية بإصلاح بنادق الجيش خاصة؛عباس العزاوي: تاريخ العراق بين احتلالين ج8 ص222.

[26] يريد: تشم.

[27] كان هذا الباب يعرف في العصر العباسي بباب السلطان، بسبب مقابلته دار السلطنة السلجوقية، وموقعها في أسفل محلة العلوازية الحالية، وقد هدم الباب سنة 1923؛ لتوسيع مدخل بغداد، وبيعت أنقاضه للأهلين، ونستغرب قول المؤلف: إنه رأى الباب مهدما، وإنه أدرك بقاياه؛ لأننا نملك صورًا واضحة للباب كاملًا أثناء دخول قوات الاحتلال البريطاني بغداد سنة 1917؛ينظر: العقد اللامع ص113.

[28] عن مقاهي بغداد القديمة ينظر زين أحمد النقشبندي: تاريخ مقاهي بغداد القديمة، بغداد 2013.

[29] شغلت محلة الميدان جزءًا من محلة سوق السلطان في العصر العباسي، وإنما عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الميدان الذي نشأ بعد تأسيس قلعة بغداد في أواسط القرن التاسع للهجرة (15م)؛ إذ كان الميدان يمثل ما يعرف اليوم بساحة العرضات؛ حيث يجرى عرض قطعات الجيش.

[30] هو المعروف بجامع الأحمدية، نسبة إلى مؤسسه أحمد باشا، وبجامع الميدان، نظرًا لموقعه المطل على هذا المعلم،وتعد قبته وقبة جامع الحيدرخانه التي أمر بإنشائها داود باشا أنموذجين باذخين على ما بلغه فن العمارة والتزويق في عهد المماليك في بغداد،أما أحمد باشا فهو من ضباط المماليك الجيورجيين الذين استقدموا إلى بغداد في القرن الثامن عشر، ترقى في المناصب حتى نال رتبة (مهردار)؛ أي: حامل أختام الوالي، ثم منح لقب (بك) في عهد ولاية سليمان باشا الكبير، ثم لقب (باشا)؛ مما أثار حسد منافسيه، وزاد من بغضهم له أن اختاره سليمان باشا المذكور ليشغل منصب (كتخدا)، وهو نائب الوالي ومساعده، واغتيل سنة 1210هـ/ 1795م، وكان قد شرع ببناء هذا الجامع، فأكمل بناءه من بعده أخوه عبدالله بك سنة 1211هـ/ 1796م، ووقف عليه أوقافًا جمة، منها: مَقاهٍ وخانات ودكاكين وبساتين في بغداد والحلة ومندليجين وكركوك؛ محمد سعيد الراوي: خير الزاد في تاريخ مساجد وجوامع بغداد، بتحقيقنا، بغداد 2006، ص53 - 60.

[31] عند الباب الجنوبي لقلعة بغداد، التي اتخذتها وزارة الدفاع بعد تأسيس الدولة العراقية مقرًّا لها؛ حيث كان يوجد المدفع الشهير بطوب أبو خزامة.

[32] يريد السوق الكبير المعروف بسوق الهرج، وكان في العصر العباسي جزءًا من سوق السلطان، نسبة إلى باب السلطان (باب المعظم)، وهو الباب الشمالي لبغداد الشرقية.

[33] هذا من تقدير المؤلف، وإلا فإن هناك تقديرات معاصرة له لأعداد السكان تختلف عن هذا التقدير، فبينما يرى الرحالة الهولندي اينهولت الذي أقام ببغداد في سنة 1867م أن عددهم يبلغ 85 ألفًا (رحلة اينهولت الهولندي إلى العراق، تحقيق د،طارق الحمداني، لندن 2012 ص40)، يذهب السيد محمود شكري الآلوسي إلى أنهم يبلغون نحو مائتي ألف نسمة؛ أخبار بغداد ص365.

[34] كذا في الأصل.

[35] الزبون رداء طويل له كمان طويلان، وهو مشقوق من تحت الرقبة على هيئة الرقم 7.

[36] سيذكر المؤلف فيما يلي أنه العباءة.

[37] الجتاري هو الجادر؛ أي: الخيمة.

[38] لم نقف على معنى هذه العبارة، أهو ضرب من اللون الأحمر، أم أنه يتخذ شكل مربعات متساوية الأبعاد على هيئة رقعة الشطرنج.

[39] الظاهر أنه يقصد به العباءة.

[40] الفيس هو الطربوش الأحمر.

[41] تركية بمعنى المُلاءة والعباءة.

[42] الكلبدون: القصب المذهب المكون من الخيوط الذهبية أو الفضية، وتعمل منها الحواشي المذهبة للأقمشة، لا سيما (العبي) الرجالية، والملابس النسائية؛ ليث رؤوف حسن: المعجم للكلمات والألفاظ العراقية، دبي 2012، ص 371.

[43] ذكر الرحالة اينهولت أن النساء كن ينتعلن قبلا (الجدك)، وهي نعال محلية الصنع، لا تحتذيها الآن غير التركيات،رحلة ص55.

[44] البيجة - كما يفسرها الرحالة اينهولت (رحلة ص50) -: نقاب منسوج من شعر الخيل، ترى المرأة من ورائه دون أن تظهر ملامحها.

[45] كالوش: الحذاء المحاك من الخيوط، وقيل: هو نعال البيت الشتوي الرجالي،وفي قاموس المعاني يذكر: كالوش: خف مطاطي يلبس فوق الحذاء العادي، ويدعى أيضًا گيوة؛ليث رؤوف: المعجم ص371.

[46] أي: تمهل.

[47] درد: هم وكدر.

[48] خوش: حسن، جيد.

[49] جارك: ربع.

[50] جرك: وسخ، قذَر.

[51] جالشديرمق: الجد والاجتهاد والإقدام.

[52] هذا ما يذكره المؤلف، والمشهور أن مواد البناء عند البغداديين كانت لا تتجاوز الجص والنورة، وهذه مكونة من خليط من الجير الحي والرماد.

[53] وصف السيد محمود شكري الآلوسي الدور البغدادية وصفًا شائقًا، نقتبس منه ما يأتي: "ودور بغداد كانت قبل عصرنا تشتمل على طبقة واحدة، والجدران المحيطة بالمنازل ليست في غاية الارتفاع، ثم تغيرت إلى ما تراها اليوم، ومشتملات الدور الدهاليز، ففي كل منزل دهليز ينفذ إلى الساحة، ويقال له اليوم: المجاز، وفي كل منزل إيوان، أو ما يقوم مقامه، وفيها السراديب، وهي الأسراب التي تحفر تحت الأرض للقيلولة أيام الصيف وشدة الحر، وتكون في الغالب من جهة الجنوب؛ لأن الشمس لا تشرق على هذه الجهة إلا يسيرًا، وفي الدار المطبخ، وهو موضع الطبخ، وربما اتخذوا له دارًا منفردة، والمخبز يكون - في الغالب - مع المطبخ، وهو موضع التنور، وفي الدار البيوت، وهي الحجر، وربما اتخذوا فيها المخادع..وهو البيت في البيت، وفي الدار الخزانة، وهي التي يحفظ فيها الأمتعة، وفي الدار المرقد، وهو محل الرقاد والنوم، وفي الدار الصفة، ويقال لها في بغداد: الطلاء (الطرار)، والطارمة، ونحو ذلك..وفي الدار محل لتبريد الماء، يقول له: الزنبور..وفي الدار الكنيف..وقد يتخذونه على السطح بقناة إلى الأرض...وفي الدار المرحاض، وهو المغتسل، وقلما تجد دارًا خالية منه، وفي دور الأغنياء والأوساط الحمامات الصغار، وفي الدار الفناء، وهو الموضع المعد لوضع الضروريات فيه؛ كالحطب، والزبل، ونحو ذلك، وربما اتخذ في الدار الإسطبل لربط الدواب، وربما اتخذ جوار الدار،وأما الدور التي على طبقتين، ففي الطبقة الأولى ما ذكرنا، وفي الطبقة الثانية الغرف، والمشارف ذوات الأجنحة.."؛ أخبار بغداد ص122.

[54] الأصح أنهم يفرشون على السطح طبقة سميكة من الطين المخمر الممزوج بالتبن.

[55] في عهد والي بغداد مدحت باشا بدأ التفكير جديًّا بإنشاء مشروع دائم يربط دور بغداد وسقاياتها العامة بأنابيب، وتضخ إليها المياه بواسطة مكائن حديثة تنصب في أماكن مختلفة من شاطئ دجلة، وتكون تحت إدارة بلدية بغداد المنشأة حديثًا، وقد أوصي لهذا الغرض على خمس مكائن جيء بها من لندن، قدرة كل منها 12 حصانًا، ووضعت واحدة منها في مشرعة (شريعة) الميدان على سبيل التجربة، والظاهر أن المشروع لم ينجز بكامله، وما أشار إليه الرحالة هنا هو تلك الماكنة الأولى فحسب؛تنظر التفاصيل في كتابنا: تاريخ مشاريع مياه الشرب القديمة في بغداد ص114 - 117.

[56] قال السيد محمود شكري الآلوسي واصفًا حمامات بغداد في عهده، وهو قريب من عهد المؤلف: "وفيها من الحمامات نحو ثلاثين حمامًا، وهي مطلية بالقار المجلوب من عَينِه التي في هيت، والحمامات الكبيرة مشتملة على منزع، وهو المحل الذي تنزع فيه الملابس، ومسبح، وهو الذي يغتسل فيه، وما بين ذلك، وربما كان في المسبح عدة بيوت صغار، وفيها حياض صغيرة يستقل كل سالح ومغتسل بحوض"؛أخبار بغداد ص126.

[57] هنا كلمة تشبه أن تكون لقم.

[58] في وصف مدام ديلافوا، التي زارت بغداد أثناء إقامة المؤلف بها، ما يؤيد كلامه عن الحالة المزرية التي كانت عليها أزقة المدينة،قالت: "والأزقة هذه - أبعدك الله عنها - ضيقة معتمة، قلما يصل إليها الهواء، وفي وقت الشتاء تنقلب إلى برك ومستنقعات مملوءة بماء الأمطار المتعفن، وأوساخ هذه المياه تبقى في آبار غير عميقة هناك بعد أن تنزاح المياه وتتبخر بفعل أشعة الشمس المحرقة، وفي حالة المطر الغزير تمتلئ هذه الآبار وتفيض إلى المجاري المتصلة بها، وتملأ أرض الأزقة بالماء والقاذورات، بحيث لا يستطيع الرجال أن يسيروا خلالها إلا بمعونة فوانيس يحملونها بأيديهم"؛رحلة مدام ديلافوا، ترجمة علي البصري، بغداد 1958 ص59.

[59] الجل والآجلة والجلال (بكسر الجيم) الكسوة التي توضع على ظهر الدابة.

[60] أصلها: دير بالك؛ أي: أعِرْني انتباهك.

[61] الأصح أن أكثر الحمالين الأشداء في بغداد كانوا من الكرد الفيلية.

[62] الكونية: الشوال.

[63] كلاو: غطاء للرأس من قماش، أو الصوف الناعم، أو القطن ويطرز عادة بأشكال هندسية وألوان مختلفة؛ليث رؤوف: المعجم ص372.

[64] يريد: سيقانهم.

[65] الكاف فارسية، على وزن (درة)، وسيلة نقل نهرية وجدت في العراق القديم، وقد وصفها هيرودت على نحو يطابق ما يصفه المؤلف، باستثناء أنها كانت تغطى بجلود الحيوان، لا تطلى بالقير،كما وجدت صورها في الآثار الآشورية المكتشفة في نينوى في حدود 800 قبل الميلاد؛ينظر: رحلة مدام ديلافوا، ص54 - 55.

[66] القواف: هو مدبر القفة، والعامل عليها.

[67] الغرافة: ما يغرف به الماء؛ فهي ضرب من المجاذيف.

[68] البلم: ضرب من الزوارق الخفيفة.

[69] جمع كلك، وهو الرمث، إحدى وسائل النقل النهري القديمة والشهيرة في العراق.

[70] تأسست هذه الشركة بمساعٍ بذلها والي بغداد مدحت باشا.

[71] استمر هذا المشروع حتى ألغي سنة 1941.

[72] كذا في الأصل، ولعل الصواب: فيقيمون، أو فيقوم.

[73] كذا في الأصل.

[74] يغلِبُ على الظن أنه من آل عبود، من طائفة الروم الملكيين الحلبيي الأصل، وكانت أسرتهم تعد من سراة أسر النصارى في بغداد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر؛ينظر: يعقوب سركيس: مباحث عراقية، ج1، بغداد 1948، ص46 - 47،وكانت الأرض الشاطئية في محلة السنك، وهي القريبة من الباب الشرقي موئلًا لقصور هذه الأسر.

[75] تولى بغداد مرتين، الأولى بصفة (قائممقام) من 13 ربيع الأول 1284 إلى غرة ذي الحجة 1285هـ، والأخرى واليًا من 28 محرم 1298 إلى 4 رجب 1304هـ؛ كتابنا: الأسر الحاكمة ورجال الإدارة والقضاء في العراق في القرون المتأخرة، بغداد 1991، ص85 - 86.

[76] والي وان سابقًا ناظم باشا؛ (هامش في الأصل).

[77] خليط من الصفر والنحاس الأصفر.

[78] هو المدفع الضخم الشهير لدى البغداديين باسم طوب أبو خزامة؛ لوجود خرق في فوهته، وقد حرر عليه تاريخ صنعه، وهو سنة 1047هـ؛ أي: قبل دخول السلطان مراد الرابع بغداد فاتحًا سنة 1048 بسنة واحدة، ويبلغ طوله 4 أمتار، و44 سم، وطول فوهته 48 سم، وقد نقل من موضعه ليوضع في مدخل المتحف العسكري (الذي كان يشغل الباب الوسطاني أحد أبواب بغداد العباسية)، ثم أعيد إلى وسط ساحة الميدان، قريبًا من موقعه السابق، ثم نقل مرة أخرى إلى المتحف العسكري (الذي شغل هذه المرة مبنى حديثًا على نهر الخر في الحارثية)؛ينظر: عبدالحميد عبادة: العقد اللامع، بتحقيقنا، ص143 - 135، وكاظم الدجيلي في مجلة لغة العرب 3 (بغداد 1914) ص406.

[79] الصواب:اللواتي.

[80] كتب الإمام محمود شكري الآلوسي رسالة في الرد على هذه البدعة الغريبة بعنوان: (القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع)، منها نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقاف المركزية ببغداد.

[81] جنى ثمار ما غرس: قطفه، غنمه.

[82] يريد في بعض عشائر عنزة المقيمة ببغداد.

[83] الصجغ: عامية بغدادية تعني السقف من ألواح الرصاص غالبًا.

[84] قطع من المرايا الصافية على أشكال هندسية منتظمة، تثبت في دواخل القباب والجدران بواسطة الجص، تسمى (شغل العينة)، وهي كلمة مأخوذة من الفارسية (آينده) بمعنى المرآة.

[85] دفن سنة 561هـ في تربة أعدت له في مدرسته في باب الازج، فشيد طلبته وعارفو فضله إلى جانبها زاوية ومسجدًا، ثم أنشأ عندها السلطان سليمان القانوني سنة 941هـ، 1534م عند دخوله بغداد جامعًا كبيرًا، عرف بقبته الواسعة، أصبح مقصد كثير من المسلمين على مر القرون.

[86] هو شهاب الدين عمر البكري السهروردي، توفي سنة 632، فدفن في المقبرة الوردة قرب باب الظفرية أحد أبواب بغداد العباسية، وشيد محمد بن الرشيد، أحد وزراء الدولة الإيلخانية، على قبره قبة مخروطية عالية سنة 735هـ، ثم أقيم عنده، في عصر تالٍ، جامعٌ كبير، شهد توسعات عدة، لما يزل قائمًا؛العقد اللامع ص87.

[87] الأصح أنه في خارج القسم المأهول من البلد عصر ذاك.

[88] توفي سنة 200 أو 201هـ، دفن في مقبرة كانت تعرف بباب الدير، فأصبحت مقبرة كبيرة واسعة تعرف بمقبرة معروف،وأنشأ الخليفة الناصر بالله العباسي عنده جامعًا بمئذنة تحمل تاريخ بنائها سنة 612هـ.

[89] لا نعلم أي قبر يقصد؛ فالإمام أحمد دفن في مقابر باب حرب (مقبرة الهبنة الداثرة في الشمال الغربي من قصبة الكاظمية)، وقد زال منذ عهد بعيد، ولكن وجد في القرون المتأخرة قبر ينسب إليه في مسجد قديم صغير في الجانب الشرقي من بغداد، قريب من ساحة الميدان الحالية، كما تشهد بذلك كتابة أثرية على رخام، قرأناها، ثم أزيلت عند تعميره الأخير.

[90] هو أبو بكر بن جحدر الشبلي، ولد في سامراء، وصحب الجنيد، وتوفي في سنة 334هـ، وهو اليوم عند مسجد قريب من جامع الإمام أبي حنيفة؛العقد اللامع ص50.

[91] هو أبو الحسين السري بن المغلس السقطي، أحد الصوفية الكبار في عصره، تتلمذ على معروف الكرخي، وتوفي سنة 247، ودفن قرب قبر الجنيد البغدادي في المقبرة الشونيزية في الجانب الغربي من بغداد.

[92] الراجح أنه يقصد تربة وجامع السيد سلطان علي في المحلة المنسوبة إليه، وهو مطل على دجلة، وهو أبو السيد أحمد الرفاعي، وفد إلى بغداد، حيث توفي فدفن فيها، وتحول قبره مزارًا، وأقيم بقربه جامع كبير ما زال قائمًا.

[93] يقصد تربة السيدة زمرد خاتون زوجة الخليفة الناصر لدين الله، الكائنة في القبة المخروطية القريبة من جامع الشيخ معروف الكرخي، وقد نسبت في القرون المتأخرة إلى السيدة زبيدة زوج الخليفة هارون الرشيد.

[94] هو (السير) إقبال الدولة ابن النواب شمس الدين حيدر ابن سعادة علي خان، أحد نواب الهند في بغداد، وأول من أقام منهم فيها، اشترى عقارات في رأس القرية، وشيد في أرضها دارًا كبيرة واسعة المساحة، وشغلت دائرة الكهرباء الوطنية اليوم شطرًا من أرضها، ودارًا كبيرة في الكرخ، قريبة من إعدادية الكرخ للبنات،عباس العزاوي: تاريخ العراق بين احتلالين ج8 ص254.

[95] ومع ذلك ذكر له التاريخ أنه كان أحد المتبرعين لإنشاء أول مدرسة للصنائع على عهد مدحت باشا؛المصدر نفسه ج8 ص179.

[96] يريد الدعوات إلى الولائم التي كان يقيمها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بغداد.. والغزوات عبر التاريخ
  • آل الرواف في بغداد
  • اكتشاف مركز المدينة المدورة

مختارات من الشبكة

  • هولندا: فريق اليقين ينظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الرحلة في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • إلى السماوات العلى(مقالة - ملفات خاصة)
  • الرحلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هولندا: مؤسسة السنة تنظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تباعد الأزمنة وتقارب الغايات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أثر الإسلام في تغيير مفهوم العالم لمعنى الرحلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب رحلة كارستن نيبور إلى الجزيرة العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ‫يوميات فتيات مسلمات (6)‬‬‬‬‬‬(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب