• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (5)

دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (5)
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2015 ميلادي - 28/4/1436 هجري

الزيارات: 6882

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السُّلْطان يَعْقُوب بن عَبْدِالحَقِّ المَرِيْنِي رحمه الله تعالى

يَسْتَكْمِل جُهُودَه العَظِيْمة في الدِّفاع عن مُسْلِمِي الأَنْدَلُس

دَوْرُ بَنِي مَرِيْن الزَّناتِيِّين في حَمْل رِسالة الإسلام (الحلقة الخامسة)

أُمَمٌ نَشَرت نورَ الإسلام في العالَمِيْن (25)


العُبُور الثاني للسُّلْطان يَعْقوب المَرِيْنِي إلى الأندلس:

عَزَم السُّلْطانُ يَعْقوب رحمه الله تعالى في سنة 675هـ على مُعاوَدة غَزْو الكُفَّار بالأَنْدَلُس، فحَرَّض كافة قَبائل المَغْرِب على الجِهاد في سبيل الله تعالى، فسَوَّفُوا، وتَثَاقَلُوا، فخَرَج في خاصَّتِه، وحاشِيَته، حتى انتهى إلى قَصْر المَجاز[1]، فتَلاحَق به الناسُ من شَتَّى البِقاع؛ لِما رَأوا من عَزْمه، وتَصْمِيْمه، فعَبَر بهم البَحْر إلى جَزِيْرة طَرِيْف في العام الذي يليه، ثم نَزَل الجَزِيْرة الخَضْراء، ثم ارْتَحَل إلى مدينة رُنْدَة[2].

 

ثم غَزَا السُّلْطانُ يَعْقوب إشْبِيْلِيَة، فلم يَجِد مَلِكُ قَشْتالة بُدًّا من الخُروج للِقائه بعد أن كان قد أَحْجَم عن ذلك أول مَرَّة، وبَرَز في عُدَّة حَرْبِيَّة ضَخْمة، فصَلَّى السُّلْطانُ رَكْعَتَيْن، ودَعا اللهَ تعالى، ووَعَظَ الناسَ، وذَكَّرَهم، وجَعَلَ وَلَدَه يوسفَ على مُقَدِّمة الجيش، وحَمِيَ وَطِيْسُ المَعْرَكة، واقْتَتَل المسلمون والنَّصارى قتالًا شديدًا، فهَزَمَهم المسلمون، وتَتَبَّعُوهم، يَقْتُلون، ويَأْسِرُون.

 

ودَبَّ الرُّعْبُ في قُلُوب أهل المدينة، وشَدَّدُوا الحِراسَة على الأَسْوار، وبَثَّ السُّلْطانُ السَّرايا في نَواحِي الوِلاية، فأَثْخَنَت في القَتْل، والسَّبْيِ، ودَخَلَت العَديد من الحُصُون عَنْوَةً، ثم عاد إلى الجَزِيْرة الخَضْراء مُثْقَلًا بالغَنائِم، فاسْتَراح قَلِيْلًا، وقَسَم الغَنائِم بين المُجاهِدِيْن، ثم خَرَج إلى مدينة شَرِيْش، وأَثْخَن في نَواحِيْها، وأَرْسَل وَلَدَه يَفْعَل مِثْل ذلك في نَواحِي إشْبِيْلِيَة، فأَنْكَى فيهم نِكايَة شديدة، واكْتَسَح عِدَّة حُصُون، وعاد إلى أَبِيه مُحَمَّلًا بالغَنائم، فأَراحَ، وقَسَم الغَنائِم.

 

ثم نَدَب السُّلْطان يَعْقوبُ الناسَ إلى غَزْو قُرْطُبة، وذلك بعد أن أَضْعَف إشْبِيْلِيَة، وشَرِيْش، وما حَوْلَهما[3]، واسْتَنْفَر السُّلْطانُ مَلِكَ بَنِي الأَحْمَر للجِهاد، ورَغَّبَه بما يَنالُه من وَراء ذلك من الأَجْر في الآخرة، ووُقُوع الهَيْبة منه في قُلُوب كُفَّار الأَنْدَلُس في الدُّنْيا، فخَرَج السُّلْطانُ بجَيْشِه، ولَحِقَه ابنُ الأَحْمَر بجَيْشِه، واكْتَسَح السُّلْطانُ نَواحِي قُرْطُبُة، وأَثْخَن فيها، وحازَ من المَغانِم ما لا يُوْصَف، حتى نَزَل بساحَة المدينة، وطافَ حَوْل أَسْوارِها، ووَقَف على بابِها، وامْتَلَأت قُلُوب النَّصارى رُعْبًا منه، فلاذُوا بالأَسْوار، والتَّحْصِيْنات.

 

ثم بَثَّ السُّلْطانُ سَراياه في النَّواحِي، فدَمَّرَت العَدِيْد من الحُصُون، والقِلاع، وغَزَت العَدِيْد من المُدُن، حتى اضْطر طاغِية النَّصارى إلى الجُنُوح إلى السِّلْم صاغرًا؛ خَوْفًا على بلاده من الخَراب، والتَّلَف[4]، وعاد السُّلْطانُ إلى المَغْرب مُظَفَّرًا بعد أن أَجْبَر الكُفَّارَ على إعْلان الصَّغار، ونَزَل عن المَغانِم لابْن الأَحْمَر ابْتِغاء الأَجْر والثَّواب، كما فَعل يُوسُفُ بنُ تاشفين من قَبْل مع مُلُوك الطُّوائِف.[5]


ابنُ الأَحْمَر يَنْكُث بعَهْده مع يَعْقُوب المَرِيْنِي[6]:

لما رَأى ابنُ الأَحْمَر ما نالَه السُّلْطانُ يَعْقوب المَرِيْنِي من العِزِّ والشَّرَف بجِهاده وإعْلاه لكَلَمة الدِّيْن، خَشِيَ أن يَتَمَلَّك السُّلْطانُ يَعْقُوب الأَنْدَلُس من يَدِه كما تَمَلَّكها ابنُ تاشفين من قََبْل من أَيْدِي مُلُوك الطَّوائِف المُتَناحِرِيْن، وامْتَلَأ قَلْبُه بالحَسَد على السُّلْطان، لاسِيَّما أن حاكم مدينة مالَقَة[7] الذي كان صِهْرًا لابن الأَحْمَر قد تُوفي، فتَنازل ابْنُه للسُّلْطان يَعقوب عن المدينة، فوَلَّى عليها وَلَدَه أبا زَيَّان.

 

فلما رأى ذلك ابنُ الأَحْمَر، عَزَم على التَّحالُف مع مَلِك قَشْتالة النَّصْرانِى ضد السُّلْطان يَعْقوب، فاغْتَنَم القَشْتالِي الفُرْصة، ونَكَث عَهْده مع السُّلْطان، وأَغْزا أَساطِيْلَه الجَزِيْرة الخَضْراء، واتَّفَق المُتَحالِفان على مَنْع السُّلْطان يَعْقوب المَرِيْنِي من عُبور البَحْر لإغاثة جَيْشه بالبَرِّ الأَنْدَلُسِي، واسْتَوْلَى ابنُ الأَحْمَر على مالَقَة.

 

كما راسَل هو وحَلِيْفُه النَّصْراني مَلَك بَنِي عَبْد الواد[8] المُسَمَّى يغمراسن بن زَيَّان[9]؛ ليَتَحالَف معهم ضد المَرِيْنِيِّين، فأَجابَهم إلى المُوافَقة، والسَّعْي في إفْساد ثُغُور السُّلْطان يَعْقوب التي من جِهَته؛ إشْغالًا له عن إغاثة جُنُوده المُحاصَرِيْن بالجَزِيْرة الخَضْراء[10]، فتَشَكَّل بذلك حِلْفٌ ثُلاثِيٌ خَبِيْث على السُّلْطان يَعْقوب بن عَبْد الحَقِّ المَرِيْنِي، والذي كان مَشْغُولًا من قَبْل تَشَكُّلِه بإخْماد ما أَحْدَثه بَعْضُ القَبائِل من الإفْساد، فاتَّسَع الخَرْقُ عليه.

 

وقد شَرَع السُّلْطانُ أولًا في حَسْم الفِتْنة الدَّاخِلِيَّة، ثم أَرْسَلَ وَلَدَه يوسفَ إلى طَنْجَة - وكان ذلك في سنة 678هـ - وكان أَهْل الجَزِيْرة الخَضْراء إذّاك قد أَشْفَوا على الهَلاك؛ لِما نَزَل بهم من الحِصار النَّصْرانِي القَشْتالِي، وأَمَر السُّلْطانُ يَعْقوب بإعْداد الأَساطِيْل، وإرْسالِها لوَلَدِه يوسف، واسْتَنْفَر السُّلْطانُ المُدُن البَحْرِيَّة في المَغْرِب لإعْداد الأَساطِيْل، وقَسَم العَطاء، وتَوَفَّرَت هِمَمُ المسلمين على الجِهاد، وصَدَقَتْ عَزائِمُهم على المَوْت، لاسِيَّما أَهْلُ سَبْتة التي خَرَج كل رِجالها للجِهاد في البَحْر، فلم يَبْقَ إلا النِّساء، والصِّبْيان، والشُّيوخ.

 

ولمَّا رَأى ابْنُ الأَحْمَر ما نَزَل بأَهْل الجَزِيْرة الخَضْراء من هَلاك بسبب الحِصار، نَدِم على مُمالَأة مَلِك قَشْتالَة النَّصْرانِي، وأَرْسَل أَساطِيْلَه من المَرِيَّة، ومالَقَة لمُساعَدَة المُحاصَرِيْن، وإمْدادِ المسلمين. واجْتَمَعَت الأَساطِيْل الإسلامية بميناء سَبْتَة، وكانت تُناهِزُ السَّبْعِيْن سَفِيْنة حَرْبِيَّة، وأَخَذَت بطَرَفَي بَحْر الزُّقاق - وهو مَضِيْقُ جَبَل طارق - في أَحْفَل زِيٍّ، وأَحْسن قوة، وأَكْمَل عُدَّة، وأَوْفَر عَدَد.

 

ونازَلُوا بقيادة الأمير يوسف بن يعقوب أُسْطُولَ العَدُوِّ البالِغ أَرْبَعمائة سفينة حَرْبِيَّة، فهَزموهم بإذن الله، وقَتَلوا منهم مَقْتَلة عظيمة، واسْتَوْلَوا على أَساطِيْلهم، وأَسَروا قائدَهم، وبَعْض حاشِيَته، فهَرَب جُنُودُ العَدُوِّ الذين كانوا يُحاصِرون الجَزِيْرة الخَضْراء من جِهة البَرِّ؛ خَوْفًا من بَطْش الأمير يوسف بن يعقوب بهم، وحازَ المسلمون كثيرًا من أَمْتِعَتِهم، فامْتَلَأت أَسْواقُ المدينة بالطعام بعد أن كانت تُعانِي من شِدَّة الحِصار.[11]



[1] كان قصر المجاز حصنًا كبيرًا مواجهًا لجزيرة طريف الأندلسية من جهة المغرب، وكان يقع بين سبتة وطنجة، وكان يعبر إلى الأندلس منه؛ لكونه على أقرب موضع لها، وقد استولى عليه البرتغاليون سنة 862هـ في عهد عبد الحق بن عثمان المريني آخر ملوك بني مرين، ثم خرب بعد ذلك، وكان يعرف أيضًا بقصر مصمودة، وبالقصر الصغير، ويقال: إن قنطرة عظيمة كانت تصل قصر المجاز بجزيرة طريف في الزمان القديم. انظر: معجم البلدان (1/ 263)، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي (ص287،286)، والروض المعطار (ص476)، وتاريخ ابن خلدون (6/ 211،210)، ونفح الطيب للمقري (1/ 146،145)، والاستقصا (1/ 124)، (3/ 89)، (4/ 110،96)، وأعلام الزركلي (3/ 281).

[2] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (3/ 73)، وكانت مدينة قديمة حصينة، تقع بين إشبيلية ومالقة، ويجري فيها نهر ينسب إليها، وتتميز بوفرة ثرواتها الحيوانية والزراعية. وانظر: الروض المعطار (ص269).

[3] وذلك لأن قرطبة قلب الجزيرة الأندلسية، وحصنها، وعليها اعتماد النصارى المستولين على أكثر الجزيرة في المعاش، وقد كانت من قبل قاعدة الأندلس أيام سيطرة المسلمين عليها، فإضعافها سبب لضعف النصرانية بكل القطر الأندلسي. انظر خطبة السلطان يعقوب لجنوده قبل غزو قرطبة في الجواز الثاني في: الاستقصا (3/ 46).

[4] أرسل الملك القسس والرهبان رسلًا إلى السلطان يعقوب، فأحالهم على ابن الأحمر تواضعًا منه؛ لأنه عد نفسه ضيفًا على بلاده، فأقسموا لابن الأحمر أن يعقدوا معه صلحًا دائمًا، لا يعقبه حرب، ولا غدر، وأقسموا أن الملك إن لم يرض بذلك خلعوه؛ لأنه لم ينصر الصليب، ولا حمى حوزة البلاد، فعرض ابن الأحمر الأمر على السلطان يعقوب، واستأذنه في إنفاذ الصلح؛ لما فيه من مصلحة البلاد، وتعفف السلطان يعقوب عن كل الغنائم التي حازها في تلك الغزوة، وتركها لابن الأحمر كي يحوزها؛ وقال له السلطان يعقوب: يكون حظ بني مرين من هذه الغزاة الأجر والثواب، مثلما فعل يوسف بن تاشفين رحمه الله مع أهل الأندلس يوم الزلاقة. انظر: المواضع المذكورة في الهامش الآتي.

[5] انظر: الأنيس المطرب لابن أبي زرع (ص322-329)، وتاريخ ابن خلدون (7/ 197،196)، والاستقصا (3/ 45-48)، ودولة الإسلام في الأندلس (5/ 102)، وتاريخ المغرب الإسلامي والأندلس في العصر المريني (ص47،46)، والدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني (ص25،24).

[6] من العجيب حقًا أن ترى بعض المعاصرين من المؤرخين يلتمسون الأعذار لمؤسس دولة بني الأحمر وولده في ممالأتهم لملوك قشتالة على ملوك بني مرين، بل ربما حسنوا صنيعهم، ووصفوه بالحنكة السياسية، وبرروا ولائهم له - ولو كان لفترة من الزمن - ودخولهم في طاعتهم - ولو كان إلى حين - ولو أنهما كانا يقتصران على مداراة القشتاليين، ويدفعان أذاهم عنهم عند العجز عن المدافعة ببعض المال فحسب، لهان الأمر، ولكن محمد ابن يوسف بن الأحمر مؤسس مملكة غرناطة قد أعان فرناندو الثالث ملك قشتالة وليون في حصاره لمدينة إشبيلية المسلمة، واستيلائه عليها، وما فتأ ولده يقلب ظهر المجن لملوك بني مرين الذين ما عبروا البحر إلا لنجدة المسلمين، فيعود للتحالف غدرًا مع ألفونسو العاشر، وولده سانشو الرابع ضد السلطان يعقوب بن عبد الحق، وولده يوسف.

وليس العجب على مستشرق نصراني علماني ككارل بروكلمان أن يعتبر هذه السياسة التي لا تتقيد بمبدأ ولا دين من عوامل بقاء دولة بني الأحمر كما في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية (ص333)، ولكن العجب أن ينحو منحاه بعض الأكاديميين المعاصرين من المسلمين، ممن كانوا على قدر من الصلة بتراث الأمة الإسلامية، يؤهلهم لمعرفة التوصيف الشرعي لمثل هذه الأفعال.

بل تعد تلك الأفعال من جرائم الخيانة الكبرى لدى كل من ينتمي لأمة، أو عرق، أو شعب، ولو لم يكن على ملة الإسلام، أو لم يكن الإسلام مرجعًا له في تقييم الأمور.

[7] هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان (5/ 43)، وقال عنها: سورها على شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية، ثم نقل عن الحميدي قوله: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق، قال ياقوت: والقولان متقاربان، وأصل وضعها قديم، ثم عمرت بعد، وكثر قصد المراكب والتجار إليها، فتضاعفت عمارتها،انتهى. وانظر: الروض المعطار للحميري (ص518،517).

[8] بنو عبد الواد هم بطن من بطون قبيلة زناتة الأمازيغية، وكان بينهم وبين بني مرين كثير من الصراع على بعض أقاليم ومدن المغربين الأوسط والأقصى، كانت الغلبة لبني مرين في أكثره، ونجح غير واحد من ملوك المرينيين في ضم مملكة بني عبد الواد إلى ملكه، وانتزاع تلمسان عاصمة الدولة الزيانية حينًا من الزمن، ولكن كانت تعود لتقوم على يد بعض أمراء بني عبد الواد مرة أخرى، وقد استمرت دولتهم ما يزيد على ثلاثة قرون، وانتهت بضم العثمانيين لولاية تلمسان. وقد صنف ابن خلدون كتابًا في تاريخ الدولة الزيانية بعنوان [بغية الرواد في أخبار بني عبد الواد]، وهناك كتاب آخر في تاريخها بعنوان [زهر البستان في دولة بني زيان]، وهو مجهول المؤلف. وانظر: تاريخ ابن خلدون (7/ 72)، وما بعدها، وقلائد الجمان للقلقشندي (ص177)، وأعلام الزركلي (8/ 207،206)، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص183).

[9] هو أبو يحيى، يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد العبد الوادي، أول من استقل بتلمسان من ملوك بني عبد الواد، بويع بعد مقتل أخيه زيدان بن زيان سنة 633هـ، وكانت الدعوة في تلمسان لبني عبد المؤمن، وقد ضعف أمرهم، وثار عليهم صاحب إفريقية أبو زكريا الحفصي، ووصل بجيشه إلى تلمسان، فخرج منها يغمراسن بأهله وماله إلى الصحراء، وأرسل إليه الحفصي يدعوه، فلم يجب، وانتهى الأمر بينهما بالصلح،

وعاد الحفصي إلى إفريقية، ويغمراسن إلى تلمسان، ثم أقبل السعيد المؤمني من مراكش سنة 646هـ يريد حرب الحفصي بإفريقية، فلما اقترب من تلمسان، أفرج له يغمراسن عنها، منحازًا إلى جبل قريب منها، رغبة في السلم، فقصده السعيد، فاقتتلا، فقتل السعيد، وظفر يغمراسن بما معه من ذخائر الدولة المؤمنية، وما كان لجيشه من متاع ومال، وكان ذلك بدء استقلال بني عبد الواد في تلمسان، وتلك الأنحاء، وهو أول من خلط زي البداوة بأبهة الملك في تلك الدولة. انظر: بغية الرواد لابن خلدون (1/ 109-116)، وتاريخ ابن خلدون (7/ 75،74)، (7/ 79)، وما بعدها، والاستقصا (2/ 248-252)، وأعلام الزركلي (8/ 207،206).

[10] لما أراد السلطان يعقوب أن يعبر للأندلس ليصلح أحوالها بعد هزيمة القشتاليين، ورفع الحصار عن الجزيرة الخضراء، أرسل إلى يغمراسن؛ للتثبت من صحة ما نقل إليه من حلف بينه وبين ابن الأحمر، وألفونسو العاشر، ولتأكيد الصلح السابق بين المملكتين المرينية والزيانية، فأبى الأخير إلا القتال، وجاهر بحلفه مع ابن الأحمر، وألفونسو، فأرسل إليه يعقوب يعظه بقرب الأجل، ويحضه على توحيد الجهود لجهاد أعداء الملة، ويذكره بإصلاح ذات البين، وترك المسلمين ينعمون بالأمن، فلج في طغيانه، فزحف إليه السلطان يعقوب، وكسره كسرة شديدة. انظر: الأنيس المطرب لابن أبي زرع (ص335-337)، وتاريخ ابن خلدون (7/ 204،202،201)، والاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/ 54،53،50).

[11] عبر الأمير يوسف البحر، ونزل بساحل الجزيرة، وأرهب العدو في كل ناحية، لكن صده عن الغزو ما كان من الفتنة مع ابن الأحمر، فرأى أن يعقد مع ألفونسو صلحًا، ويتفقا على منازلة غرناطة دار ابن الأحمر، فأجابه ألفونسو إلى ذلك؛ رهبة من بأسه، وغضبًا من ابن الأحمر؛ لما كان من مده يد العون لأهل الجزيرة، وبعث أساقفته؛ لعقد ذلك وإحكامه، فأجازهم الأمير يوسف إلى أبيه وهو بناحية مراكش، فغضب لذلك، وأنكر على ابنه أشد الإنكار، وأقسم ألا يرى أسقفًا منهم، إلا أن يراه بأرضه - أي حين يغزوهم في عقر بلادهم - وأرجعهم إلى طاغيتهم مخفقي السعي. انظر: الأنيس المطرب لابن أبي زرع (ص329-335)، وتاريخ ابن خلدون (7/ 200-203)، والاستقصا (3/ 53)، ودولة الإسلام في الأندلس (5/ 103،102)، وتاريخ المغرب الإسلامي والأندلس في العصر المريني (ص47،46)، والدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني (ص26،25).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (1)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (2)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (3)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (4)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (6)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (7)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (8)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (9)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (10)
  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (11)
  • السلطان يعقوب المريني يعفو عن غدر ابن الأحمر ويؤثر مصلحة المسلمين

مختارات من الشبكة

  • دور بني مرين الزناتيين في حمل رسالة الإسلام (12)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الزوايا ودورها الاجتماعي بالمغرب الأقصى في عصر بني مرين (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دور بني زيري الصنهاجيين في نصرة الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عبيدالله بن عبدالله بن عمر العدوي: حياته ودوره الاجتماعي والعلمي في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عبد الرحمن بن عوف ودوره في الأزمات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور أسباب النزول في فهم المعنى عند الطاهر بن عاشور في تفسير التحرير والتنوير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عروة بن الزبير ودوره في نشأة وتطور مدرسة المدينة التاريخية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ الدكتور: نهار بن عبدالرحمن العتيبي في لقاء بعنوان ( الدور المؤمل للإعلام الإسلامي )(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب