• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

الجزيرة الصقلية ومظاهر الحركة العلمية بها

د. زيد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/2/2015 ميلادي - 17/4/1436 هجري

الزيارات: 14907

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجزيرة الصقلية ومظاهر الحركة العلمية بها


إن الحديث عن بداية الفتح في صقلية يرجعنا إلى السنوات الأولى للخلافة الإسلامية، وبالضبط زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان؛ إذ إن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أيام إمارته على الشام أرسل معاوية بن حديج غازيًا لصقلية، قال البلاذري: "غزا معاوية بن حديج الكندي أيام معاوية بن أبي سفيان صقلية، وكان أول من غزاها، ولم تزل تغزى بعد ذلك".


ويذكر أن سبب تفكير زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب في فتح صقلية - بعد أن كان بينهم وبين قسطنطين صقلية هدنة - هو قدوم رجل اسمه "فيمي" إليهم يطلب منهم العون، وقد اختلفوا في ذكر سبب فراره من صقلية ورغبته في معونة الأغالبة، فقيل: إن السبب إما أن فيمي ثار على قسطنطين بطْريق صقلية؛ لأن البطريق أراد أن يقبض عليه ويعذبه بأمر من حكومة القسطنطينية، أو أن السبب اختطاف فتاة جميلة كانت قد لجأت إلى دير، وشكاه أهلها إلى الإمبراطور، أو أنه أحب هومونيزه الجميلة، واغتصبها منه صاحب صقلية، فذهب يستعين بالقيروان عليه.


وهكذا جمع زيادة الله العلماء والصلحاء يستشيرهم في شأن صقلية، وكان من المشاورين أسدُ بن الفرات وأبو محرز القاضيان، وسحنون الفقيه، فانقسم الناس إلى فريقين؛ فريق يقول بضرورة الجهاد، ومنهم أسد بن الفرات، الذي علق الجهاد بالسؤال عن وجود أسرى مسلمين في صقلية، وفريق تَرَيَّث ولم يتحمس للجهاد، ومنهم سحنون الفقيه رحمه الله تعالى.


وبعد أن شهدت الرُّسُل بوجود أسرى مسلمين في صقلية، أمر زيادة الله أسدَ بن الفرات بغزو صقلية، وأقلع الأسطول من مدينة سوسة يوم السبت، النصف من شهر ربيع الأول، اثنتي عشرة ومائتين، وهو نحو مائة مركب، سوى مراكب فيمي، وذلك في خلافة المأمون.


وفي شأن بَعْث أسد بن الفرات إلى صقلية فاتحًا يقول الحميري: "وفتحت في سنة اثنتي عشرة ومائتين، فتحها زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، أمير القيروان، بعث إليها أسد بن الفرات، كما قدمناه، فمشى في مراكبه إلى سرقوسة، مدينة من مدن الجزيرة، فنزل بمرساها، وقاتل البطريق الذي كان بها حتى قتله".


قال البلاذري: "وقد فتح آل الأغلب بن سالم الإفريقي منها نيفًا وعشرين مدينة، وهي في أيدي المسلمين، وفتح أحمد بن محمد بن الأغلب منها في خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله قصريانة، وحصن غليانة، وقال الواقدي: سبى عبدالله بن قيس بن مخلد الدزقي صقلية، فأصاب أصنام ذهب وفضة مكللة بالجواهر، فبعث بها إلى معاوية، فوجه بها معاوية إلى البصرة لتحمل إلى الهند فتباع هناك ليثمن بها".


قال الناصري: "كان فتح صقلية أيام زيادة الله الأول من بني الأغلب على يد أسد بن الفرات شيخ الفتيا، وصاحب الإمام ابن القاسم، بعد أن كان معاوية بن حديج أغزى صقلية أيام ولايته على المغرب، فلم يفتح الله عليه، وفتحت على يد ابن الأغلب وقائده ابن الفرات".


ثم بعد ذلك توالت الغزوات على صقلية بعد سنين طويلة وحروب كثيرة، استمرت من سنة 212 هـ إلى سنة 289هـ، والنويري - رحمه الله تعالى - ذكر هذه الغزوات والأمراء الذين شنُّوها على صقلية.


وبقيت الأوضاع للمسلمين مستقرة، إلى أن تغير الوضع في سنة أربع وأربعين وأربعمائة لما وقع الخلاف بين ابن الثمنة وابن الحواس، وفي هذا يقول أبو الفداء موضحًا سبب سقوط جزيرة صقلية في أيدي الفرنج: "إن أهل صقلية كرهوا عسكر المعز، فقاتلوهم، فانهزم عسكر المعز وابنه عبدالله، وقتل منهم ثمانمائة رجل، ورجعوا في المراكب إلى إفريقية، وولى أهل صقلية عليهم أخا الأكحل، واسمه: الصمصام بن يوسف، واضطربت أحوال أهل صقلية عند ذلك، واستولى الأراذل، ثم أخرجوا الصمصام، وانفرد كل إنسان ببلد، فانفرد القائد عبدالله بن منكوت بمازر وطرابنش وغيرهما، وانفرد القائد علي بن نعمة المعروف بابن الحواس بقصريانة وجرجنت وغيرهما، وانفرد ابن التمنة بمدينة سرقوس وقطانية، فوقع بينهم، واستنصر ابن التمنة بالفرنج الذين بمدينة مالطة، واسم ملكهم: رجار، وهون عليهم أمر المسلمين، فسار الفرنج وابن التمنة إلى البلاد التي بأيدي المسلمين في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، واستولَوا على مواضع كثيرة من الجزيرة، وفارق الجزيرة حينئذ خَلْقٌ كثير من أهلها من العلماء والصالحين، وسار جماعة إلى المعز بن باديس إلى إفريقية، ثم استولى الفرنج على غالب بلاد صقلية وحصونها، وليس لهم مانع، ولم يثبت بين أيديهم غير قصريانة وجرجنت، وحصرهما الفرنج، وطال الحصار عليهما حتى أكل أهلُهما المَيْتةَ، فسلَّم أهل جرجنت أولًا، وبقيت قصريانة بعدها ثلاث سنين، ثم أذعنوا، وملك رجار جميع الجزيرة في هذه السنة، أعني سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ثم مات رجار قبل سنة تسعين، وتولى بعده ولده، وسلك طريقة ملوك المسلمين، وأسكن في الجزيرة الفرنج مع المسلمين، وأكرم المسلمين، ومنع من التعدي عليهم، وقرَّبهم".


والذي يجب أن أشير إليه في هذا السياق هو أن النزاع الذي حصل بين ابن الثمنة وابن الحواس كان بسبب نزاع حصل بين ابن الثمنة وزوجته التي كانت أختًا لابن الحواس، يحكي لنا ابن الأثير ما جرى بينها وبين زوجها من كلام، فأغلظ كلٌّ منهما لصاحبه، وهو سكران، فأمر ابن الثمنة بفَصْدها في عضديها، وتركها لتموت، فسمع ولده إبراهيم فحضر وأحضر الأطباء، وعالجها إلى أن عادت قوتها، ولما أصبح أبوه ندِم، واعتذر إليها بالسُّكْر، فأظهرت قَبول عذره.


ثم إنها طلبت منه بعد مدة أن تزور أخاها، فأذن لها، وسيَّر معها التحف والهدايا، فلما وصلت ذكرت لأخيها ما فعل بها، فحلف أنه لا يعيدها إليه، فأرسل ابن الثمنة يطلبها، فلم يردها إليه، فجمع ابن الثمنة عسكره، وكان قد استولى على أكثر الجزيرة، وخطب له بالمدينة، وسار، وحصر ابن الحواس بقصريانة، فخرج إليه فقاتله، فانهزم ابن الثمنة، وتبعه إلى قرب مدينته قطانية، وعاد عنه بعد أن قتل من أصحابه فأكثر، فلما رأى ابن الثمنة أن عساكره قد تمزقت، سولت له نفسه الانتصار بالكفار.


وابن خلدون - رحمه الله تعالى - له وجهة نظر أخرى؛ إذ يرجع سقوط صقلية في أيدي الإفرنج إلى ضعف الدولة الفاطمية، وكذلك ضعف الدولة الأموية في الأندلس، قال: "والمسلمون خلال ذلك كله قد تغلَّبوا على كثير من لجة هذا البحر، وسارت أساطيلهم فيهم جائية وذاهبة، والعساكر الإسلامية تجيز البحر في الأساطيل من صقلية إلى البر الكبير المقابل لها من العدوة الشمالية، فتوقع بملوك الإفرنج وتُثخن في ممالكهم، كما وقع في أيام بني الحسين ملوك صقلية، القائمين فيها بدعوة العُبيديين، وانحازت أمم النصرانية بأساطيلهم إلى الجانب الشمالي الشرقي منه، من سواحل الإفرنجة والصقالبة والجزائر الرومانية لا يعدونها، وأساطيل المسلمين قد ضربت عليهم ضراء الأسد على فريسته، وقد ملأت الأكثر من بسيط هذا البحر عدة وعددًا، واختلفت في طرقه سلمًا وحربًا، فلم تسبح للنصرانية فيه ألواح، حتى إذا أدرك الدولة العبيدية والأموية الفشل والوهن، وطرقها الاعتلال، مد النصارى أيديهم إلى جزائر البحر الشرقية، مثل: صقلية، وإقريطش، ومالطة، فملكوها، ثم ألحوا على سواحل الشام في تلك الفترة، وملكوا طرابلس، وعسقلان، وصور، وعكا، واستولَوا على جميع الثغور بسواحل الشام، وغلبوا على بيت المقدس، وبنَوا عليه كنيسة لإظهار دِينهم وعبادتهم".


الحياة العلمية في صقلية:

وقبل أن أشير إلى الحالة العلمية في صقلية والنشاط الثقافي في مختلف العلوم، أحب أن أعرج على مسألة مهمة تتعلق بالمذهب الفقهي الذي كان العمل به سائدًا في الجزيرة، فكما تذكر المصادر فإن الأغالبة كانوا يميلون للمذهب الحنفي، ويتمذهبون به؛ إذ لما توفي قاضي إفريقية عبدالله بن عمر بن غانم، الذي كان مالكي المذهب، ولى الأغالبة محمد بن عبدالله بن قيس الكناني، الملقب بأبي محرز، قاضيًا على إفريقية، وقد كان حنفي المذهب، وإلى جانبه القاضي أسد بن الفرات.


ويذكر الدكتور الزهراني أن عدد من تولى من الأحناف على عهد الأغالبة قضاء إفريقية ثمانية، وهم: أبو محرز، ثم ابن أبي الجواد، ثم سليمان بن عمران، ثم أبو العباس محمد بن عبدون، ثم عبدالله بن هارون، السوداني، ثم محمد بن أسود الصوفي، ثم ابن جيمال.


ومن المالكية أربعة فقط، هم: سحنون بن سعيد، وعبدالله بن طالب، وعيسى بن مسكين، وحماس بن مروان.


إلا أن القاضي عياضًا - رحمه الله تعالى - تكلم عن المذاهب الفقهية في إفريقية، وبين أن المذهب المالكي دخل إليها من خلال عدد من العلماء، منهم: علي بن زياد، وابن أشرس، والبهلول بن راشد، وبعدهم أسد بن الفرات، فأخذ عنهم كثير من الناس، ولم يزل يفشو المذهب المالكي، إلى أن جاء سحنون فغلب المذهب في أيامه، ولم يكن بالقيروان إلا قوم قلائل أخذوا بمذهب الشافعي، وقد دخلها شيء من مذهب داود، ولكن الغالب إذ ذاك مذهب المدينة والكوفة، وكان الظهور في دولة بني عبيد لمذهب الكوفيين؛ لموافقتهم إياهم في مسألة التفضيل، فكان فيهم القضاء والرئاسة.


ولما تكلم المقدسي عن القيروان لم يذكر المذهب الشافعي، قال: "القيروان مصر الإقليم، بَهِي عظيم، حسن الأخباز، جيد اللحوم، قد جمع أضداد الفواكه، والسهل والجبل، والبحر والنعم، مع علم كثير.. لا ترى أكثر من مدنها، ولا أرفق من أهلها، ليس غير حنفي ومالكي، مع أنَفَة عجيبة، لا شغب بينهم ولا عصبية، لا جَرَمَ أنهم على نور من ربهم، قد أقبلوا على ما يعينهم، وارتفع الغِلُّ من قلوبهم؛ فهي مفخر المغرب، ومركز السلطان".


وبعد سقوط الدولة الأغلبية من طرف العُبَيديين بقيادة عبيدالله الشيعي سنة 296هـ لاحظنا نصرتهم للتشيع بسبِّ الصحابة رضي الله عنهم، وإقرار مذهبهم الشيعي، يقول ابن عذارى المراكشي: "وأمر عبيدالله أن تقلع من المساجد والمواجل والقصور والقناطر أسماء الذين بنَوها، وكتب عليها اسمه، وأظهر عبيدالله التشيعَ القبيح، وسب أصحاب النبي وأزواجه، حاشا علي بن أبي طالب، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، وزعم أن أصحاب النبي ارتدوا بعده غير هؤلاء الذين سميناهم، ومنع المروزي - قاضي القيروان - الفقهاء أن يفتي أحدهم إلا بمذهب زعم أنه مذهب جعفر بن محمد… وأشياء كثيرة يطول ذكرها".


وأمر-عبيدالله- بأن يزاد في الأذان بعد حيَّ على الصلاة: حيَّ على خير العمل، وأسقط من أذان الفجر: الصلاةُ خيرٌ من النوم، وأمر بالصلاة على علي بن أبي طالب في الخطب بإثر الصلاة على النبي، وعلى فاطمة والحسن والحسين، وأظهر التشيع في علي، ومعاداة مَن قدم عليه من أصحاب النبي.


وقد قاوم أهلُ السنَّة الشيعةَ من خلال صمودهم، والصبر على ذلك، رغم ما تعرضوا له من تعذيبٍ وتقتيل، حتى إن الدباغ يصف هذه الحال بقوله: "جزى الله مشيخة القيروان خيرًا؛ فهذا يموت، وهذا يُضرَب، وهذا يُسجَن، وهم صابرون لا يفرُّون، ولو فرُّوا كفَرت العامة دفعة واحدة".


لكن صمود أهل السنة في وجه الشيعة جعل هذه الأخيرة تغيِّر من طريقتها في إقناع الناس بالمذهب الجعفري، فالتجؤوا إلى المناظرة والحوار؛ طمعًا في تشكيك أهل السنة في مذهبهم، وقد ذكرت لنا كتب التاريخ بعض تلك المناظرات التي جرَت بين الطرفين، والتي اشتهر منها مناظرة أبي عثمان سعيد بن محمد بن صبيح الغساني، المعروف بابن الحداد ت302هـ.


وفي هذا السياق، أورد له مناظرة واحدة مع أبي عبدالله الشيعي في عدالة الصحابة، قال له أبو عبدالله الشيعي: أفلا أوجب قول الله تعالى عند مَن سمعه: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 144] انقلاب أصحاب محمد؟ فقال له أبو عثمان: لا؛ لأن معناه أفإن مات أو قُتل أفتنقلبون على أعقابكم؛ لأن معنى أفإن مات: استفهام، ومعنى انقلبتم: أفتنقلبون؟ والاستفهامان إذا جاءا في قصة واحدة اجتزئ بأحدهما عن الآخر، وهذا الاستفهام إنما هو في معنى التقرير بألا تنقلبوا على أعقابكم.


فقال له: فهل تجد في كتاب الله عز وجل نظيرًا يكون من هذا دليلاً؟

فقال له: نعم، قول الله عز وجل: ﴿ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34]؛ أي: إنك إن مت فهم لا يخلدون، فلما التقى استفهامان أجزأ ذكر أحدهما عن الآخر، فكان لفظ الاستفهام من ذلك مرادًا به التقرير: بأنهم لا يخلدون.


وقد كان من القضاة الفقهاء الذين انقادوا للدعوة العبيدية، وألزَموا المالكية بالدخول في الدعوة الشيعية قاضي القيروان، المعروف بالمروزي الحنفي؛ فهو الذي تعرض لسحنون بن سعيد التنوخي بالتعذيب، كما ينقل المالكي، قال: "جَرَتْ عليه - سحنون - محنة على يدي المروزي؛ وذلك أنه أحضره وقال له: بلغني عنك أشياء كثيرة يجب في أقلَّ منها سفكُ الدماء، ولئن لم تلزم العافية وتتبع ما يعنيك، لأنزلت بك ما تستحقه، ثم أمر غلامه فضربه أسواطًا، وكان يقول: ما دفعت عنه بهذا إلا كثيرًا، وما فعلته إلا شفقة عليه؛ فإن المشارقة أكثروا فيه، فأردت أن أرضيهم بما فعلته؛ خوفًا أن يرفعوا خبره إلى السلطان، فيكون في أمر أكبر، وما عاقبت أحدًا مثلما عاقبته؛ إكرامًا لجده".


وقد اعتمد العُبَيديُّون في نشر دعوتهم كذلك على الكتاميين، وهم من البرابرة، بتعيين ابن أبي خنزير واليًا على صقلية من سنة 297هـ إلى 299هـ، وعلي بن عمر البلوي من سنة 299هـ إلى 300هـ، وإسحاق بن أبي المنهال.


هذا الأخير الذي رفض أبو بكر محمد بن محمد بن وشاح المعروف بابن اللباد المالكي ت 333هـ أن يصلي وراءه، وذلك لما صلى-أبو بكر-على جنازة استؤذن لها، وقد حضر ابن أبي المنهال القاضي بجنازة أخرى كلم عليها، فصلى أبو بكر وصلى وراءه ابن أبي المنهال، ثم قدمت الجنازة الأخرى وصلى عليها ابن أبي المنهال، فجلس أبو بكر ومدَّ رجليه واستدبر القِبلة ولم يصلِّ وراءه، فشق ذلك على ابن أبي المنهال، فبعث وراءه ودار بينهما كلام في ذلك، فأمر بسجنه.


وقد أشار المالكي والدباغ إلى استعانة الشيعة بالكتاميين؛ وذلك حينما تكلم أبو سعيد في إحدى مناظراته مع الشيعة، فغضب من كلامه رجل من كتامة، يعرف بأبي موسى شيخ المشايخ، وقام إليه بالرمح، فمنعه أبو عبدالله من ذلك، ثم عطف على أبي عثمان فقال له: يا شيخ، لا تغضب، أتدري إذا غضب هذا الشيخ كم يغضب لغضبه؟ يغضب لغضبه اثنا عشر ألف سيف، فقال له أبو عثمان: ولكني أنا يغضب لغضبي اللهُ الواحد القهار، الذي أهلك: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 38]".


ويقول ابن عذارى المراكشي: "وفيها خرج أبو عبيدالله الشيعي مع جماعة من قواد كتامة ودعاتهم إلى أرض المغرب".


ومما عمله العُبيديون في نشر دعوتهم أنهم استمالوا بعض العلماء في صفهم لنشر مذهبهم؛ كما هو الحال بالنسبة لأبي القاسم خلف بن أبي القاسم الأزدي، المعروف بابن البراذعي، وقد أبان عن موقفه من العُبيديين بتأليفه كتابًا في تصحيح نسَب بني عُبيد، وكانت تأتيه هداياهم؛ ولهذا لم تحصل له رياسة بالقيروان، وكان مُبغَضًا عند أصحابه؛ لصحبته لسلاطين القيروان الذين كانوا يتبرؤون منهم.


ويقال: إن فقهاء القيروان أفتَوْا بطَرْح كتبه، ولا تقرأ، ورخصوا في التهذيب؛ لاشتهار مسائله، ويقال: إن هجرانهم له: أنه وُجد بخطه في ذكر بني عبيد يتمثل بالبيت المشهور:

أولئك قوم إن بنَوْا أحسنوا البنا
وإن واعدوا أوفوا، وإن عقدوا شدوا

 

ولم يذكر المترجمون سنة وفاته، قال التنوخي: وسياق ما تقدم يقتضي أنه مات بصقلية من غير تحقيق.


وقد عبر المالكية عن رفضهم للشيعة العُبَيديين بمواقف عدة؛ منها: فتوى كبار المالكية بأن العُبَيديين ارتدُّوا عن دين الله تعالى لما أظهروا من الكفريات، "قال أبو يوسف بن عبدالله الرعيني في كتابه: أجمع علماء القيروان أبو محمد وأبو الحسن القابسي وأبو القاسم بن شبلون وأبو علي بن خلدون وأبو بكر بن الطبني وأبو بكر بن عذرة: أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة، بما أظهروا من خلاف الشريعة، فلا يورثون بالإجماع، وحال الزنادقة بما أخفوه من التعطيل، فيُقتَلون بالزندقة".


ومع سيطرة العُبَيديين وإصرارهم على إلزام الناس في إفريقية وصقلية بالمذهب الإسماعيلي، نجد في فترة حكمهم قضاةً مالكيين استطاعوا أن يفرضوا وجودهم؛ لرغبة الناس فيهم، ولاعتيادهم على المذهب المالكي؛ فهذا دعامة بن محمد الفقيه ت 297هـ يتولى قضاء صقلية وهو من أصحاب سحنون.


وكذلك تولى أبو عمرو ميمون بن عمرو بن المغلوب الإفريقي ت 310هـ قضاء صقلية.


وأبو سعيد لقمان بن يوسف الغساني ت 319هـ، قال الأبياني: ومكث لقمان أربع عشرة سنة يدرس المدونة، ويكتبها في اللوح، حتى خرج له في جسمه خرَّاج من دسِّ اللوح كان سبب موته، وأصل علته.


ومحمد بن إبراهيم بن أبي صبيح ت 334هـ قال عنه أبو عبدالله الخراط: كان من أهل الجزيرة، رجلًا فاضلًا، له رحلة قديمة، سمع فيها من يونس الصدفي، ومحمد بن عبدالحكم، وسمع من أصحاب سحنون، حدَّث عنه حبيب الجزري، ولاه حماس قضاء صقلية، فقيل: إنه حمل إليها من إفريقية، حتى الملح، تورعًا، وترك النظر بينهم، حتى رفعه زيادة الله، فسجنه، وسجن أيضًا في أيام المشارقة، توفي بسوسة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة رحمه الله تعالى، وغيرهم من الفقهاء القضاة.


وهكذا استطاع علماء المالكية أن ينتصروا على العُبَيديين، ويطردوهم من شمال إفريقية، من خلال ثورتهم المعروفة بقيادة أبي يزيد مخلد بن كيداد الأعرج الخارجي، وقد أجمع علماء المالكية على ذلك؛ لِما فيه من المصلحة التي ذكرها أبو الفضل عباس بن عيسى بن محمد بن عيسى الممسي ت 333هـ، قال المالكي في رياض النفوس: "رأى-رضي الله عنه-أن الخروج مع أبي يزيد الخارجي وقطع دولة بني عُبَيد فرضٌ لازم؛ لأن الخوارج من أهل القِبلة، لا يزول عنهم اسم الإسلام، ويورَثون ويرِثون، وبنو عبيد ليسوا كذلك؛ لأنهم مجوسٌ، زال عنهم اسمُ الإسلام، فلا يتوارث معهم، ولا ينسب إليهم".


ومن هنا، فإن واقع الفقه في صقلية هو نفسه في إفريقية، لا لشيء إلا لأنها كانت خاضعة وتابعة لها في الحكم.


فكما رأينا في فترة الأغالبة سيطر المالكيون على صقلية، وفي فترة العُبَيديين قلَّت هذه السيطرة؛ لرغبة العُبَيديين في نشر المذهب الإسماعيلي، ولكن المذهب المالكي حافَظ على حضوره رغم كل الصعاب، كما بينته سابقًا.


إلا أن المذهب المالكي استعاد سيطرته في الجزيرة الصقلية، منتصف القرن الخامس الهجري على يد عدد من علماء المذهب؛ كعتيق بن علي، المعروف بالسمنطاري ت 464هـ، وابن يونس ت 451هـ، وعبدالحق الصقلي.


مظاهر الحركة العلمية في صقلية:

وازدهرت الحركة العلمية في صقلية نتيجة لأسباب، منها:

أن صقلية كانت تابعة لحكَّام إفريقية الذين أَوْلَوُا العلم اهتمامًا، واقتبست صقلية بسبب ذلك من أنوار مدينة العلم والعلماء القيروان.


فهذا أبو الأغلب إبراهيم بن الأغلب لما تولى إمارة صقلية سنة 220 إلى 236هـ أرسل في طلب أحد العلماء كي يأخذه معه، وهو أبو الوليد المهري، لكنه أبى الذهاب متذرِّعًا بأنه لا يقدر على ركوب البحر، ولما لم يشأ المهري أرسل إلى ابن غورك، وقَبِل هذا الأخير، فكان قَبوله سببًا في غناه من طرَف الأمير.


ومن الأمراء الذين قربوا العلماء والأدباء: ثقة الدولة يوسف بن عبدالله، لما جاءه الشاعر والأديب المغربي محمد بن عبدون السوسي أمسكه ابنه عنده، ولم يمكنه من الرجوع إلى وطنه.


ومما يجمل أن نشير إليه في هذا السياق، ونحن نتحدث عن اهتمام ملوك صقلية بالعلم والعلماء، ما كان مع ابن ظفر الصقلي - رحمه الله تعالى - لما أهدى كتابه الماتع: سلوان المطاع في عدوان الأتباع لأحد ملوك صقلية، شكرًا له على إكرامه، ومكافأة لإحسانه، قال في مقدمة الكتاب: "فإن مما أفضى إليه اضطراب الاغتراب، وانتيات الاكتئاب، أن أظفرني الله - وله الحمد - بمؤاخاة مقيل عثرات السادات السَّراة، ومسل أنفس الحسدة حسرات، سيد السادة، وقائد القادة، أبي عبدالله محمد بن أبي القاسم علي بن علوي القرشي... ولما كانت الهدايا تزرع الحب وتضاعفه، وتعضد الشكر وتساعفه، أحببت أن أهدي له هدية فائقة، تكون عنده نافقة، وبقدره لائقة، فلم أجد ذلك إلا العلم الذي شغفه حبًّا، والحكمة التي لم يزل بها صبًّا، والأدب الذي استوعبه مولودًا وكسبًا..".


ومن الأشياء التي تدل على ازدهار العلم في صقلية: كثرة الإجازات العلمية بين العلماء؛ إذ نجد أبا عبدالله المازري يكتب كتابًا من المهدية إلى القاضي عياض يجيزه كتابه: "المعلِم بفوائد مسلِم".


وأجاز المازري كذلك محمد بن أحمد بن عبدالملك بن موسى المرسي ت 599هـ، وأجاز هذا الأخيرُ أبا طاهر السلفي.


ولقي المرسي أبا محمد عبدالحق بن عطية في قصده مرسية، وصده حينئذ عن دخولها، وماشاه في طريقه، وناوله تأليفه في التفسير، وأذن له في الرواية عنه، وأبا الحسن بن هذيل، وأبا الوليد بن الدباغ، وأبا بكر بن رزق، وأبا الحسن بن النعمة، وأبا عبدالله بن سعادة، وأبا بكر بن الجد، فأخذ عنهم وأجازوا له.


وقد كان للمجالس العلمية التي تُعقَد في المساجد، وبعض المجالس الخاصة، دورٌ كبير في تطوير الحركة العلمية بصقلية، فهذا ابن يونس الصقلي يعرض كتابه المشهور في الفقه المالكي: الجامع على المدونة، في مجلس درسه.


والمازري نفسه لم يكن تأليفه لكتابه الشهير: "المعلِم بفوائد مسلم" إلا عن طريق إلقاء الدروس في شهر رمضان، وكان يعرض عليه صحيح مسلم، فتكلم حول مسائله وفوائده، ودوَّنها طلبته، وبعد أن انتهى منه، عرَضه عليه طلبته، فهذبه ورتبه، قال عبيدالله بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عيشون المعافري من أهل بلنسية: سمعت أبا عبدالله المازري يقول: "لم أقصد تأليفه، وإنما كان السبب فيه أنه قرئ عليَّ كتاب مسلم في شهر رمضان، فتكلمت على نقط منه، فلما فرغنا من القراءة عرض عليَّ الأصحاب ما أمليته عليهم، فنظرت فيه وهذبته، فهذا كان سبب جمعه".


وقد اشتغل أهل صقلية بطلب العلم، فبرزوا وبرعوا في كثير من العلوم؛ كعلم القراءات الذي برز فيه ابن الفحام الصقلي الذي توفي سنة 516هـ، قيل: كان يحفظ القراءات كالفاتحة، ألَّف كتاب التجريد لبغية المريد، وهو كتاب في القراءات.


وممن برز في علم الحديث: أبو بكر الفرضي الصقلي، الذي روى عن أحد أعلام الحديث بالقيروان، وهو علي بن محمد المعافري، المعروف بالقابسي، ت 403هـ صاحب "الملخص"، لخص فيه موطأ مالك، والممهد في الفقه..، وله رسالة سماها: الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، والذي أدخل كتاب "الملخص" إلى صقلية هو ابن الفرضي.


ومن أشهر علماء الحديث بصقلية عتيق بن علي بالسمنطاري، المتوفى سنة 464هـ، سمع من القاضي أبي الحسن أحمد بن عبدالرحمن الصقلي، المعروف بابن الحصائري.


وقد سمع منه أبو البهاء عبدالكريم بن عبدالله بن محمد المقرئ الصقلي، الذي ولد بصقلية، وتوفي بالإسكندرية سنة 510هـ.


ومن أكثر العلماء الصقليين شهرة في الحديث: أبو عبدالله المازري، المتوفى سنة 536هـ، مؤلف كتاب: "المعلِم بفوائد مسلم".


أما أشهر الفقهاء الصقليين فنجد على رأسهم ابن الحصائري، قال عنه القاضي عياض: "من أهل الفقه والفضل والدِّين والرواية، أخذ عنه الناس، وتفقهوا عليه، سمع منه عتيق السمنطاري، وأبو بكر بن يونس، وعتيق بن عبدالجبار الربعي الفرضي".


ومن الفقهاء الكبار: الفقيه أبو بكر محمد بن عبدالله بن يونس التميمي الصقلي ت 451هـ، الذي قال عنه القاضي عياض: "كان فقيهًا فرضيًّا حاسبًا، أخذ عن القاضي أبي الحسن الحصائري، وصنف في الفرائض، وشرحًا كبيرًا للمدونة، عليه اعتماد الطالبين بالمغرب للمذاكرة"، وهذا الشرح للمدونة اسمه: "الجامع لمسائل المدونة وشرحها وذكر نظائرها وأمثالها"، وللمكانة الفقهية التي وصلها ابن يونس جعلت ترجيحاته تعتمد في المذهب، قال الشيخ محمد عليش: "وخص ابن يونس بالترجيح؛ لأن أكثر اجتهاده في ترجيح بعض أقوال المتقدمين، واختياره من نفسه قليل".


ومن هؤلاء الفقهاء: عبدالحق الصقلي، الذي وسمه أبو عبدالله القضاعي بكونه فقيهًا، ولقد روى كتبه بالسند عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني، عن القاضي عياض، عن أبي المطرف بن هارون الفهمي، عنه.


ومن الفقهاء الذين يعتبرون من المؤسسين للمدرسة الفقهية بصقلية: عتيق السمنطاري، رحل إلى المشرق في طلب الحديث، وسمع بأصبهان أبا نعيم الحافظ وغيره، وسمع ببغداد أبا القاسم الأزجي وغيره، من آثاره: أخبار الصالحين، أخبار العلماء، دليل القاصدين، وكتاب الرقائق.


ومن الفقهاء: تاج الدين عبدالواحد بن عمر بن عباد المالكي بن الحكار، الذي برع في الفقه، وشارك في غيره.


وأيضًا نجد عمر بن يوسف أبي حفص بن الحذاء القيسي الصقلي، الذي ذكر السلفي سماعه عن السمنطاري في معجم السفر.


ومن الفقهاء: أبو القاسم السرقوسي، الذي طلب الفقه على أبي العباس أحمد بن محمد الجزار الصقلي، الذي قال عنه القاضي عياض: "انفرد فيه برئاسة الفتيا، والشهرة بالخير والصيانة والدِّيانة، وكان من أهل التحقيق بالفقه والأصول، وبه تفقه أبو القاسم السرقوسي، ومتأخرو الصقليين"، وسمع السرقوسي كذلك من أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد اللواتي المعروف بالخرقي.


ومن الذين سمعوا من السرقوسي وطلبوا عليه الفقه: أبو موسى عيسى بن خليفة بن مروان اللخمي الفقيه المالكي بالإسكندرية.


ومن هؤلاء الفقهاء: أبو عبدالله محمد بن أبي الفرج المازري ت 516هـ "المعروف بالذكي، صقلي الأصل، وسكن قلعة بني حماد، أخذ عن شيوخ بلده، وأخذ بالقيروان عن السيوري، والخرقي وغيرهما.. "، وابن أبي الفرج مع تمكُّنه من الفقه كان عالِمًا بلسان العرب، والنحو، والأدب، كما قال القاضي عياض.


ومن الفقهاء أيضًا: أبو البهاء عبدالكريم بن عبدالله بن محمد المقرئ ت 517هـ، سمع منه السلفي، وقال: إنه كان عالِمًا بالحديث والقراءات.


ومن الفقهاء الذين ذكر السلفي أنه التقاهم: أبو عمرو عثمان بن الحجاج الشاقي الصقلي ت 544هـ، من سكان الثغر، تفقَّه على مذهب مالك على الكبر، وكتب كتبًا كثيرة في الفقه، ولم يكُنْ له تصرف فيه، كان فاضلاً ذا أدب بارع وشِعر فائق"، وقد ذكر ياقوت الحموي أنه كتب كتبًا كثيرة في الفقه، وتفقه على مذهب مالك.


ومنهم: أبو السيار غادي بن سند بن عياش الغساني ت 519هـ.


وقد التقى السلفي بأحد الفقهاء المبرزين في صقلية، وهو عطية بن علي بن عبدالله الفهري، الذي يقول فيه: "تفقه على أبي القاسم السرقوسي وغيره، وسمع الحديث على أبي عبدالله الحضرمي ومَن تقدمه، وسمع معي على أبي صادق بمصر، وكتب عني كثيرًا، ثم تزوج ببنت لأبي صادق بعد موته، واستوطن مصر بعد أن كان يسكن الإسكندرية، وبمصر توفي رحمه الله".


ولا ننسى من ضمن هؤلاء الفقهاء اللغويين: أبا عبدالله محمد بن أبي محمد بن محمد بن ظفر الصقلي ت 565هـ، ومن كتبه في الفقه واللغة: حاشية ابن ظفر على درة الغواص في أوهام الخواص للحريري، والمسنى لاستشفاف المعونة والإشراف، والمطول في شرح المقامات الحريرية.


وفي وصف تطور حال المدرسة الفقهية في الجزيرة الصقلية، يقول إحسان عباس: "لم يتكون لصقلية مدرسة فقهية من أبنائها إلا في أواخر القرن الرابع، حين نجد أمثال الحصائري، وأبي بكر الصقلي الفرضي، وأبي بكر بن العباس الفقيه الذي كان يشتغل بالتدريس، وهؤلاء استمدوا ثقافتهم من أساتذة غرباء في صقلية أو غيرها، وقد تخرج على أيديهم علماء في القرن الخامس، فمن تلامذتهم: ابن يونس، وعبدالحق الصقلي والسمنطاري، وعلى يد هؤلاء تخرَّج متأخرو الفقهاء الصقليين؛ كابن الحكار الصقلي، وابن مفرج، وابن الكلاعي، وابن القابلة، ومنهم من غادرها؛ كأبي الحذاء القيسي الصقلي، وأبي البهاء عبدالكريم بن عبدالله بن محمد المقرئ، وأبي القاسم السرقوسي.


والذي يلاحظ - والله أعلم - على الحالة العلمية الفقهية في صقلية أنها أيام دخول النورمان قَلَّت بنسب متباينة عما كانت عليه قبلُ، فلم يبرز في هذه الفترة أمثال علماء القرن السادس الهجري، ومنهم: ابن يونس، وعبدالحق الصقلي، والسمنطاري.. وغيرهم.


وقد تتبع إحسان عباس هذا التطور الذي عرفته الحركة العلمية بصقلية بأن النشاط في الميادين العلمية أثناء العصر العربي كان آخذًا مجاله في المسجد والقصر والكُتَّاب، أما في العصر النورماني فقد استوى الكُتَّاب والمسجد في حقيقة الدراسات - إلا قليلاً - وأصبح القصر أو الأمير هو البؤرة التي تحوم حولها العلوم كما تحوم الآداب، وبرزت هذه المركزية الجديدة بوضوح حتى غطَّت على آفاق النشاط الأخرى، وطمستها أو حجبتها - على الأقل - عن أعيننا، ولا شك في أن المسجد العامر بألوان الدراسات الفقهية واللغوية والأدبية تضاءَل شأنه في العصر النورماني، وانهزمت الدراسات الدينية أمام الدراسات العلمية الأخرى، ولما زار ابن جبير صقلية وجد المساجد فيها محاضر لمعلمي القرآن - والقرآن فقط؛ أي إن هذه المساجد كانت موئلاً للمعلمين الذين كانوا - كما شاهدهم ابن حوقل من قبل - يُلْقون إلى طلبتهم أجزاءً من الكتاب ليحفظوها عن ظهر قلب، وإذا كان ابن ظفر قد ألف في هذا العصر كتبًا كثيرة في التفسير واللغة والمواعظ، فليس هذا بدليلٍ على أن صقلية كانت مقبلة بحماسة على هذه الدراسات؛ لأن ابن ظفر لم يكن صقليًّا عند التحقيق؛ إذ وُلد في صقلية وعاش في العالم الإسلامي متنقلاً، وكانت زيارته لصقلية في سن عالية زيارة قصيرة الأمد، إلا أنا نسمع أسماء نَحْويين كثيرين من أواخر العصر العربي وأسماء فقهاء في صقلية نفسها عاشوا في العصر النورماني، ولا بد أنهم كانوا يزاولون شيئًا من هذه الدراسات، غير أن الحقل الواسع الذي نمت فيه الدراسات الدينية على أيدي الصقليين أنفسهم كان خارج صقلية.


وفيما يتعلق بالحالة اللغوية بصقلية، فإن تطورها كان نتيجة لدخول عدد من علماء اللغة لصقلية، ونذكر منهم: موسى بن أصبغ المرادي القرطبي، الذي استوطن صقلية، كما أخبر بذلك ابن الفرضي.


ومنهم: صاعد البغدادي ت 417هـ، الذي بدوره استوطن صقلية وتوفي بها - رحمه الله تعالى.


وأبو عبدالله القزاز المغربي، الذي أخذ منه ابن البر الصقلي.


وعن هؤلاء الأدباء وغيرهم أخذ أبناء المدرسة الأدبية في صقلية، هذه المدرسة التي تأسست في نفس الوقت مع المدرسة الفقهية، وكان من أشهر رواد هذه المدرسة ابن البر الصقلي، ومن بعده ابن القطاع الصقلي، وأبو العرب، وعمر بن خلف بن مكي، وغيرهم.


ومن أقدم هؤلاء الشعراء: أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن البر اللغوي التميمي الغوثي الصقلي ت 459هـ، الذي ولد في صقلية، ورحل عنها في طلب العلم إلى المشرق، وروى كثيرًا من اللغة، وعاد واستقر بصقلية، وفي أثناء رحلته التقى بعدد كبير من العلماء، ودرس عليهم، وعلى يديه تخرَّج أعلام صقلية في الأدب؛ كابن القطاع، وأبي العرب الصقلي، وابن مكي الصقلي.


وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الربعي، المعروف بابن الخياط، الشاعر الفصيح اللسان، المشهور بالإحسان، وحدة الجنان، وجودة البيان، الماهر في اللغة والأدب، الحافظ لأشعار العرب، وكان يشبه في عصره بجَريرٍ في دهره، ومدح الملوك من آل أبي الحسين الكلبيين، وله أشعار كثيرة، ولم يذكر سنة وفاته.


ومنهم: أبو عبدالله الحسين بن أبي علي القائد، من أبناء قواد السلطان، وتصرف في الأعمال، وسافر إلى مصر.


وأبو الحسن علي بن عبدالجبار، الكاتب المعروف بابن الكموني، توطن الأندلس، كان نبيلاً أديبًا، وهو القائل يرثي صقلية عند الحادث بها من الفتنة:

قد كانت الدار وكنَّا بها
في ظلِّ عيشٍ ناعم رطب
مد عليها الأمن أستاره
فسار ذكراها مع الركب
لم يشكروا نعمة ما خُوِّلُوا
فَبُدِّلوا المِلح من العَذب

 

ومن شعره:

لحا اللهُ الفِراق وما أقاسي
من البين المشَتِّت والبعاد
فألف روحنا بلطيف معنى
وفُرِّقَت الهياكلُ في البلادِ
لئن بَعُدت نفوسٌ من نفوسٍ
لأنتم نور عيني في فؤادي

 

وأبو العرب مصعب بن محمد بن أبي الفرات القرشي، ذكر ابن الصيرفي أنه بلغه أنه توفي في سنة 507هـ.


ومن أشهر الشعراء المبرزين: علي بن جعفر بن علي السعدي الصقلي، المعروف بابن القطاع، اللغوي، النحوي، الكاتب، قرأ الأدب على فضلاء اللغويين بصقلية؛ كابن البر اللغوي، وأمثاله، ورحل عن صقلية لما أشرف على تملُّكها الفرنج، ومن أشهر كتبه: "الدرة الخطيرة في شعر أهل الجزيرة"، و"المجموع الأدبي"، و"تهذيب أفعال ابن القوطية"، توفي في 515هـ.


ومن هؤلاء الأدباء من ذكره ابن ظافر الأزدي: الأديب الأعز بن قلاقس، لما وفد على أبي القاسم بن حجر بصقلية فأكرمه بالعطايا والهدايا، ولابن قلاقس كتاب: "الزهر الباسم"، كما ذكر العماد الأصبهانيُّ في خريدة القصر وجريدة العصر.


وغير هؤلاء الشعراء والأدباء كثيرٌ، ذكرهم - بإسهاب - إحسان عباس في معجم العلماء والشعراء الصقليين، وبشير البكوش في الدرة الخطيرة.


والذي يلاحظ على الأدب في الجزيرة الصقلية: أنه لم يرتقِ إلى المستوى الجيد، ولم تكثر أسماء الشعراء، ولم تظهر إبداعاتهم الأدبية إلا زمن الولاة الكلبيين والملوك النورمان، وهذا الذي ظهر من خلال أسماء أعلام الأدب الذين سبقت ترجمتُهم، ومن خلال الفترات التي عاشوا فيها.


ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أمرين؛ الأول: هو الغربة؛ إذ لا بد أنها بعثت في نفوس الصقليين الحنين إلى مواطنهم الأولى، وتمثل هذا الحنين في قصائدَ ورسائلَ شعرية بعثوا بها إلى أهلهم وأصدقائهم في الوطن، والثاني: هو الجهاد في سبيل الله، فلا بد أنه أذكى روحَ الحماسة من ناحية، وروح الحزن على مَن أكلتهم الحرب من ناحية ثانية، ولم تخلُ صقلية من كل شعر.


أما فيما يخص علوم القرآن، فإن الصقليين اهتموا كثيرًا بعلم القراءات، باعتباره مدخلاً لقراءة القرآن الكريم، وبرزوا فيها، ومن هؤلاء الأعلام: أبو علي الحسن بن عبدالرحمن بن عبدربه البجلي الصقلي، توفي بصقلية سنة 260هـ، ومنهم محمد بن خراسان الصقلي المتوفى بصقلية 386هـ، وقد وصفته المصادر بأنه مقرئ متصدر، ونَحْوي بارع، وتصدَّر للإقراء بمساجد صقلية.


وكذا أبو العباس أحمد بن محمد الصقلي، ودرس الحسن بن عبدالله الصقلي وأبو الحسين محمد بن قتيبة الصقلي القراءات على يد عالم القراءات المصري عبدالمنعم بن عبيدالله بن غلبون، صاحب كتاب الإرشاد في السبع.


وكذلك أبو طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الصقلي المتوفى سنة 455هـ، صنف كتاب: العنوان في القراءات، الذي قيل عنه: إنه عمدة الناس في علم القراءات، وقد تصدر للتدريس وإقراء الناس بجامع عمرو بن العاص بمصر.


ومن علماء القراءات الصقليين: خلوف بن عبدالله البرقي، الذي كان حيًّا وسط المائة الخامسة، وقد كان عالِمًا بالقراءات والإعراب.


وقد أورد السلفي في معجم السفر عددًا من علماء صقلية في القراءات، منهم: أبو البهاء عبدالكريم بن عبدالله بن محمد المقرئ الصقلي، لدرجة أن السلفي قال فيه: إنه من حفظة الإسكندرية، ومن أهل القراءات والحديث.


ومن أشهر علماء صقلية في القراءات: ابن الفحام الصقلي ت 516هـ، قال فيه السلفي: "كان من كبار القراء، وممن رحل من المغرب إلى المشرق في طلب القراءة على الشيوخ، فأدرك بمصر ابن هاشم، وابن نفيس، وعبدالباقي بن فارس، وأبا الحسين الشيرازي، وآخرين سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، وتلمذ على طاهر بن بابشاذ في النحو، وله تأليف حسن، سماه: التجريد في بغية المريد، كتبت أنا منه أسانيد كل قراءة"، واعتبر كتاب التجريد مرجعًا في القراءات، وسارت به الركبان، وعكف عليه العلماء بالتدريس والشرح، كما فعل ابنُ الجزري في كتابه: التقييد في الخلف بين الشاطبية والتجريد.


واهتمَّ علماء صقلية بتحفيظ كلام الله عز وجل للصِّبيان، وتعهَّدوهم في ذلك، كما هو الحال مع أبي بكر الصقلي الذي فر من صقلية واستوطن القيروان يعلم أبناءها القرآن.


والغريب أننا لا نجد كتب التراجم تتحدث بوفرة عن علماء صقلية الذين اشتغلوا بتفسير كلام الله عز وجل، على غرار اشتغالهم بالقراءات، وهذا الإغفال قد يكون راجعًا إلى عدم اهتمام علماء صقلية بتفسير القرآن الكريم، باعتبار الغالب - والله أعلم - وقد يكون هناك علماء صقليون لهم إسهامات في التفسير لم أتمكن من التعرف عليهم، إلا ما كان من صنيع ابن ظفر الصقلي في تفسيره ينبوع الحياة، وأبي عبدالله محمد بن أبي الفرج المازري ت 516هـ، المعروف بالذكي، صقلي الأصل، وابن أبي الفرج هذا مع تمكُّنه من الفقه كان عالِمًا بلسان العرب والنَّحْو والأدب، كما قال القاضي عياض، وكان متفننًا في علوم القرآن، وألَّف في علم القرآن كتابًا كبيرًا.


وهذا العدد من علماء التفسير في صقلية الذي أحصاه الدكتور إبراهيم أحمد الوافي في بحث تقصى فيه التفسير وعلوم القرآن بالغرب الإسلامي: من القرن الثاني إلى القرن الثامن الهجري.


وهذه الندرة في علماء التفسير بصقلية، يقول عنها إحسان عباس: "الواقع نجهل كل شيء عن التفسير والمفسرين؛ لأن المصادر لا تذكر شيئًا من ذلك، خلا مرة واحدة جاء فيها أن محمد بن عبدالله المقرئ من أهل صقلية المقيمين بها، كان من أهل القرآن والتفسير".


وإذا ألقينا نظرة حول جهود الأندلسيين في مجال التفسير، فإننا نلحظ تلك الجهود بادية في تأليف عدد من التفاسير، فعلى سبيل المثال نجد تفسير بَقِيِّ بن مَخْلَد ت 276هـ، الذي قال عنه ابن حزم: "وفي تفسير القرآن كتاب أبي عبدالرحمن بَقِيِّ بن مخلد؛ فهو الكتاب الذي أقطع قطعًا لا أستثني فيه أنه لم يؤلَّف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري، ولا غيره".


وكذا محمد بن عبدالله بن أبي زمنين المري ت 398هـ، من كبار المحدثين والعلماء الراسخين، له كتاب في تفسير القرآن، وكذا القاضي منذر بن سعيد البلوطي، الذي قال عنه الزبيدي: "كان ذا علم بالقرآن، حافظًا لِما قالت العلماء في تفسيره، وأحكامه ووجوهه في حلاله وحرامه، كثير التلاوة له، حاضر الشاهد بآياته، له فيه كتب مفيدة، منها: كتاب الأحكام، وكتاب الناسخ والمنسوخ"، وقال الحميري بأن للبلوطي تفسيرًا على الكتاب العزيز.


ولا ننسى في هذا السياق براعة عالم الأندلس: مَكِي بن أبي طالب القيسي القيرواني ت 437هـ في تفسير القرآن الكريم، وهو الذي ألَّف كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره وأحكامه، وجمل من فنون علومه.


هؤلاء العلماء وغيرهم، لم أجد أقرانهم في صقلية - حسب بحثي المتواضع - يؤلِّفون في التفسير مثلما ألف الآخرون، ولا أدري في حد علمي السبب الحقيقي الذي كان وراء ذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفتح الإسلامي لجزيرة صقلية
  • سقوط صقلية في قبضة النورمان النصارى
  • الأقلية المسلمة في صقلية

مختارات من الشبكة

  • عرب الجزيرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسلمون في الجزيرة الخضراء يخططون لبناء مركز إسلامي متكامل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كتاب رحلة كارستن نيبور إلى الجزيرة العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية (‏PDF‏)‏(كتاب - آفاق الشريعة)
  • زيارة تستهدف تطوير التعليم بجزيرة "أنجوان" بجزر القمر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الشعر العربي إبان الحروب الصليبية في مصر والشام والعراق وشبه الجزيرة العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معالم النهضة الأدبية في الجزيرة والخليج العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لقاء قناة الجزيرة مع الشيخ خالد الشايع حول مأساة المحاصرين في الفلوجة ونداء هيئة كبار العلماء(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • سلسلة كلمات جامع التوحيد بحي الجزيرة (3 – 13 / 1 / 1437هـ)(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الساميون في شبه الجزيرة العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب