• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دوافع الاستشراق

دوافع الاستشراق
د. أنور محمود زناتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2012 ميلادي - 26/1/1434 هجري

الزيارات: 109622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دوافع الاستشراق


"أُمَّاه، أتمِّي صلاتك،‏ لا تبكي،‏ بل اضْحكي وتأمَّلي،‏ أنا ذاهب إلى طرابلس فَرِحًا مسرورًا، سأبذل دمي في سبيل سحْق الأمة الملعونة!"؛ "‏نشيد الجنود في الحملات الصليبية".


بداية نؤكِّد على أنه من اللازم اللازب - على حدِّ تعبير عباس العقاد - أن ننتقلَ من مجرد دارسين لِما قاله الغرب عنَّا إلى أن نعرفَ هذا الغرب، وما دوافعُه؟ وما أهدافه؟ وأن نعرف المبادئ والفلسفات التي تَحكم حياة الغرب، كما علينا أيضًا أن نُواصل دراسة الغرب؛ لنعرفه تمامًا كما يَعرفنا.

 

إن الجذور الأصلية لِما يجده المرءُ اليوم من تصوُّرات خاطئة ومُشوَّهة عن الإسلام في أوروبا، والتي لم يَعُد الأوروبيون يُدركون أبعادها، إلا أنها ما تزال كامنة في وعْيهم - يمكن تتبُّعها على مرِّ التاريخ، ولكن على الذين يتصدَّون لدراسة الغرب أن يتسلَّحوا أولاً بمعرفة دوافعهم؛ حتى يكون في أيدينا الميزان والمعيار الذي نَحكم به على هذه المعرفة؛ فقد يتولَّى هذه الدراساتِ مَن لا يَملِك الرؤية الإسلامية أو التحامُل المُسبق، فبدلاً من أن يدرُس الشرق دراسة تُضيف جديدًا للمعرفة الإنسانية، تتحوَّل إلى هجوم ذميم أبعد ما يكون عن رُوح الموضوعية، ونُنَوِّه إلى أن الدوافع هذه ليست منفصلة، بل متكاملة متداخلة؛ لذا سوف نَستعرض أهم هذه الدوافع فيما يلي:

أولاً: الدافع الديني:

لا نحتاج إلى استنتاج وجُهدٍ في البحث لنتعرَّف إلى الدافع الأول للاستشراق عند الغربيين وهو الدافع الديني، فقد بدأ بالرهبان، ومن أشهر الرُّهبان الذين اهتموا بالدراسات العربية والإسلامية الراهب أدلارد أوف باث (1070 - 1135)[1]، وكذلك الراهب الشهير بطرس المبجل[2] Peter the Venerable 1092- 1156، رئيس دير كلوني[3] cluny الشهير، وهؤلاء كان يهمهم أن يَطعنوا في الإسلام، ويُشوِّهوا محاسنه، ويُحرِّفوا حقائقه؛ ليُثبتوا لجماهيرهم التي تَخضع لزعامتهم الدينية أن الإسلام هو العدو الذى يتعيَّن عليهم محاربته، وذهَب رودي بارت Rudi Paret إلى أن الهدف الرئيس من جهود المستشرقين في بدايات الاستشراق في القرن الثاني عشر الميلادي وفي القرون التالية له: هو التبشير heralding، وعرَّفه بأنه: "إقناع المسلمين بلغتهم ببُطلان الإسلام"[4]، وقد كان يومئذ الخَصم الوحيد للمسيحية في نظر الغربيين، ودينًا لا يستحق الانتشار.


إن الإسلام الذي انتشر في فترة زمنية وجيزة في بُقعة فسيحة من العالم، كان المشكلة البعيدة المدى بالنسبة لأوروبا؛ ولهذا قاوَمته مقاومة عنيفة في شتَّى المجالات، وكان رفضها إيَّاه يكاد يكون شاملاً من كل الجوانب.


فعَلوا ذلك على الرغم من سياسة التسامح العظيمة التي اتَّبعها المسلمون تجاه مسيحِيي الأندلس، وفي هذه المسألة يَذكر فلاسكو إيفانيز: "أما مبدأ حرية ممارسة الشعائر - وهو حجر الزاوية لعظَمة كلِّ أمة - فكان العرب حريصين على تطبيقه، ففي كل المدن التي حكَموها، كانت كنيسة المسيحيين تقوم إلى جانب معبد اليهود"[5]، بل وفتَحت قرطبةُ أبوابَها على مِصراعيها أمام طلبة العلم والمعرفة من مختلف أرجاء أوروبا، فنهِلوا من معارفها، وتعلَّم الكثير منهم اللغة العربية، وقاموا بتدريس كتب العرب في جامعتهم؛ كمؤلفات ابن سينا وابن رشد، وصارت تُدرَّس في تلك الجامعات حتي نهاية القرن الخامس عشر[6]، ورغم ذلك صوَّروا المسلمين على أنهم قوم هَمَجٌ لصوص، وسفَّاكو دماء، يحثهم دينُهم على الملذات الجسديَّة، ويُبعدهم عن كل سُموٍّ رُوحي وخُلقي، ثم اشتدَّت حاجتهم إلى هذا الهجوم في العصر الحاضر، بعد أن رأوا الحضارة الحديثة قد زَعزعت أُسس العقيدة عند الغربيين، وأخذت تُشكِّكهم في كل التعاليم التي كانوا يتلقَّونها عن رجال الدين عندهم فيما مضى، فلم يجدوا خيرًا من تشديد الهجوم على الإسلام؛ لصرْف أنظار الغربيين عن نقْد ما عندهم من عقيدة وكُتب مقدسة، وهم يَعلمون ما ترَكته الفتوحات الإسلامية الأولى، ثم الحروب الصليبية، ثم الفتوحات العثمانية في أوروبا بعد ذلك - في نفوس الغربيين من خوفٍ من قوة الإسلام، وكُرهٍ لأهله، فاستغلوا هذا الجو النفسي، وازدادوا نشاطًا في الدراسات الإسلامية.

 

ومما هو جدير بالذكر أن قرار إنشاء كرسي اللغة العربية في جامعة كامبردج عام 1636م، قد نصَّ صراحة على خدمة هدفين؛ أحدهما تجاري، والآخر تنصيري؛ فقد جاء في خطاب للمراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كامبردج بتاريخ 9 مايو 1636م إلى مؤسس هذا الكرسي ما يأتي:

"ونحن نُدرك أننا لا نَهدف من هذا العمل إلى الاقتراب من الأدب الجيد، بتعريض جانب كبيرٍ من المعرفة للنور، بدلاً من احتباسه في نطاق هذه اللغة التي نسعى لتعلُّمها، ولكننا نهدف أيضًا إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملك والدولة، عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية، وإلى تمجيد الله بتوسيع حدود الكنيسة، والدعوة إلى الديانة المسيحية بين هؤلاء الذين يعيشون الآن في الظلمات".

 

ومن هنا يتَّضح أنه قد كان هناك تجاوب متبادَل بين الاستشراق والتنصير، إن لم يكن هناك تماثُل في القصد بين المستشرق الأكاديمي والمُنصِّر الإنجيلي[7].

 

ثانيًا: الدافع الاستعماري:

انبثَق هذا الدافع من رحِمِ الحروب الصليبية، التي كانت أول تجربة استعمارية خاضَتها أوروبا خارج حدودها ضد الشرق؛ حيث أسقط الغرب الأوروبي ضَعفه على الشرق العربي الإسلامي، وحاول إيجاد حلٍّ لمشاكله المتفاقمة - دينيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا - في هذه الحروب التي اجتاحَت جيوشها الشرقَ العربي المسلم، فبعد أن تفشَّى الفساد في الكنيسة والمجتمع، رأى البابا إربان الثاني UrbanII (1088 - 1099م)، أن من الضروري القيام بمغامرة مثيرة تضع العالم المسيحي بأجمعه أمام عملٍ وهدف مشترك، وكان خطابه في المجمع الكنسي في كليرمونت، والذي دعاه لجلسة استثنائية في عام 1095م - تعبيرًا صريحًا عن الواقع المتصدِّع الذي يعيشه الغرب المسيحي، والرغبة الواضحة في وضع هذا الغرب أمام هدف عام واحدٍ، فقد قال في خطابه أمام المجمع المذكور: "انهضوا وأَدِيروا أسلحتكم التي كنتم تَستعملونها ضد إخوانكم، ووجِّهوها ضد أعدائكم، أعداء المسيحية، إنكم تَظلمون اليتامى والأرامل، وأنتم تتورَّطون في القتل والاغتصاب، وتَنهبون الشعب في الطرق العامة، وتَقبلون الرَّشاوَى لقتْل إخوانكم المسيحيين، وتُريقون دماءهم دونما خوفٍ أو وجَلٍ أو خجلٍ، فأنتم كالطيور الجوارح آكِلَة الجِيَف، التي تَنجذب لرائحة الجِيَف الإنسانية النَّتنة، ضحايا جَشَعِكم، انهضوا إذًا، ولا تقاتلوا إخوانكم المسيحيين، بل قاتِلوا أعداءكم الذين استولَوا على مدينة القدس، حارِبوا تحت راية المسيح، قائدكم الوحيد، افتدوا أنفسكم، أنتم المذنبون المُقترفون أحطَّ أنواع الآثام، وهذه مشيئة الله"[8].

 

واندفَعت أوروبا نحو الشرق بين راغبٍ في الجنة وطامع في الثروة، والنَّهل من أنهار اللبن والعسل، أو أسيرٍ لشهوة القتل وحبِّ الانتقام، كان جنديهم يُنادي بأعلى صوته حين كان يَلبَس بِزة الحرب قادمًا لاستعمار بلاد الإسلام‏:‏

أُمَّاه، أتمِّي صلاتك، لا تبكي، بل اضحكي وتأمَّلي، أنا ذاهب إلى طرابلس فرِحًا مسرورًا،‏ سأبذِل دمي في سبيل سحْق الأمة الملعونة!‏

 

وبقدْر ما كانت خسارة أوروبا البشرية الفادحة، كانت مكاسبها كبيرة أيضًا؛ فقد عاد مَن عاش من هؤلاء بأحمال من نفائس الكتب والمخطوطات، التي تُعتبر وقود الحضارة ومستلزماتها، وإذا كان الجند الصليبيون وقْتها غير مؤهَّلين ولا مُسلحين بأدوات الأخذ والاقتباس، فلا أقل من أنهم شاهدوا بأعينهم أو لَمسوا بأيديهم درجة الرُّقي والرخاء اللذين كان يَنعَم بهما الشرق في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تَسبَح في بحر الظلمات، ولَمَّا انتهَت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبيين، وبعد سقوط الأندلس، عمِل الإسبان على متابعة إسقاط الدول الإسلامية، والسيطرة على مُقدَّراتها الاقتصادية والدينية؛ لذلك عمِلوا على الإلمام بطُرق حياتها وتركيب سكَّانها؛ مما أدَّى إلى ازدياد نشاط المبشِّرين والمستشرقين والرَّحَّالة، وقدَّموا إلى الغرب دراسة شاملة عن المجتمع الإسلامي، ومواطن الضَّعف فيه، وقد عمِل بعض المستشرقين كمستشارين لوزارات خارجية دُوَلهم وكقناصل، وتجسَّسوا على المسلمين[9]؛ كما هو الحال بالنسبة للمستشرق الفرنسي هانوتو الذي كان يعمل مستشارًا لوزارة الاستعمار الفرنسية، وكذلك إدوارد هنري بالمر البريطاني، الذى تعلَّم العربية، وكان له نشاط علمي غزير، وقام برحلة إلى الشرق، وقد استغلَّت الحكومة البريطانية المعلوماتِ التي جمَعها عن الطرق والمسالك الصحراوية، واحتلَّت مصر 1882، وقد رجَع إليها اللورد اللنبي، وقد استعان بها في حملته الشهيرة من مصر إلى دمشق خلال الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)، وهناك دورٌ كبير قام به لورانس العرب الذي وصَل إلى دمشق عام 1917 مع الجيش البريطاني، وكان أول شيءٍ قام به: زيارة قبر صلاح الدين، ونزْع قلادة إعجابٍ كان قد وضعها على القبر الإمبراطور الألماني وليم الثاني في زيارة له للقبر، وأخَذها معه إلى بريطانيا، وما زالت حتى اليوم في المتحف الحربي البريطاني، ومعها ملاحظة مكتوبة من لورانس تقول: "لم يَعُد صلاح الدين بحاجة لها بعد الآن"، وكان لورانس قد درَس العربية في أكسفورد على يد مستشرق آخر مشهور هو ديفد جورج هوجارث.

 

في تلك الفترة أيضًا أسسَّت بريطانيا "القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية" عام 1938، كما تأسَّس المجلس الثقافي البريطاني الذي فتَح فروعًا في كثيرٍ من العواصم العربية؛ بهدف نشْر الثقافة البريطانية، وإيجاد صلات مع الشعوب العربية على أوسع نطاق.

 

كان الهدف العسكري من وراء هذه المؤسَّسات، منافسة الإعلام الألماني والإيطالي الموجَّه للمنطقة العربية.

 

بعد ذلك بسنوات - أي: عام 1944 - تأسَّس في القدس أهم مركز للمستشرقين البريطانيين في الشرق الأوسط، وهو المركز الذي سيكون له صيتٌ كبير في العقود اللاحقة، وسوف تُثار حوله الشُّبهات والخلافات، إنه مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية أو "ميكاس".

 

ولم يَدُمْ مركز ميكاس في القدس سوى أربع سنوات؛ حيث تَمَّ نقله قُبيل اندلاع حرب 48 إلى لبنان، وتحديدًا إلى قرية شملان؛ حيث أصبح يُعرَف باسمها، وهناك اشتَهر وتكوَّن اسمه والخبرات التي صار يُعرَف بها.

 

وهناك أيضًا المستشرق صمويل زويمر، وهو من أبرز المستشرقين الأمريكيين الذين خاضوا عملاً ميدانيًّا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة جنوب العراق، ودول الخليج العربية، وهو المحرِّر للمجلة الإنجليزية الاستشراقية الشهيرة (عالم الإسلام)، وقد اشتَهر بدوره الاستعماري وعدائه الشديد للإسلام، وله مؤلفات عديدة عن الإسلام في العالم، وعن العلاقات بين المسيحية والإسلام؛ منها: كتاب "يسوع في إحياء الغزالي"، وكتاب "الإسلام تحدٍّ لعقيدة" صدر سنة 1908م، وكتاب "الإسلام"، وهو مجموعة مقالات قُدِّمت للمؤتمر التبشيري الثاني سنة 1911م بمدينة "لكناو" في الهند، ويُعتبر زويمر من أكثر المستشرقين توجُّهًا نحو التنصير، وتقديرًا لجهوده التبشيرية أنشأَ الأمريكيون وَقْفًا باسمه على دراسة اللاهوت وإعداد المبشرين.

 

وهكذا وجَدنا مدى مساهمة المستشرقين في الدور الاستعماري؛ فكان منهم الرَّحَّالة والمبشرون، والضبَّاط ورجال الإدارة الاستعمارية، واللغويون واللاهوتيون، والإنثروبولوجيون ومؤرخو الحضارات، والرومانسيون والأركيولوجيون، ورجال المخابرات، والمؤرخون والاقتصاديون، ومتدربو الشركات، وخبراء الأسواق التجارية والسياسيون[10]؛ وذلك لكي تُسيطر على الشعوب الخاضعة لسلطانها[11]؛ مما مهَّد الأرض للاستعمار الغربي.

 

لقد أفاد الاستعمار من الاستشراق التقليدي، الذي كان بمثابة دليلٍ له في شِعاب الشرق وأوْدِيته، بما قدَّمه إليه من معارفَ، فالمعرفة - كما يقول الدكتور محمد البهي -[12]تَمنح القوة، ومزيدٌ من القوة يتطلب مزيدًا من المعرفة، فهناك - باستمرار - حركة جدليَّة بين المعلومات والسيطرة المتنامية"، ولم يَهدأ لهم بالٌ، حتى استطاعوا السيطرة الاستعمارية الكاملة على العالم الإسلامي من المحيط إلى الخليج، وسخَّر الغربُ لتنفيذ هذه المهام أفواجًا عديدة من الباحثين في أوروبا، ووجَّههم للتخصص في التراث الإسلامي، وأمَّن لهم إمكاناتٍ مادية وبشرية ضخمة؛ من أجْل دراسة هذا التراث، واكتشاف الشعوب الإسلامية؛ لبَسْط سيطرته عليها، وبدَأت تتَّضح الأهداف الاستعمارية؛ بحيث أصبح الاستشراق في آخر الأمر أسلوبًا غربيًّا لفَهْم الشرق، والسيطرة عليه، ومحاولة إعادة تنظيمه وتوجيهه، والتحكُّم فيه، وباختصارٍ صار هذا المفهوم يَهدف إلى إخضاع الشرق للغرب، وأداة للتعبير عن التناقض والتبايُن بينهما.

 

وهذه الفكرة مأخوذة من ميشيل فوكو[13] Michel Foucault، فأُسِّست مراكز للبحث والتحقيق، ودُور نشْر، ودوريَّات، وكليَّات، ومؤسسات متنوعة، تخصَّصت في تُراثنا، ومجتمعاتنا، وتاريخنا، وعاداتنا، كانت تُؤمِّن خدمات هائلة لوزارات المستعمرات في الدول الاستعمارية، حتى إن تزايُد الاهتمام بالتراث الإسلامي، وتحقيقه ونشره، وفهرسته، وترجمته - كان يتناسب طرديًّا بشكل ملحوظ مع تفاقُم ظاهرة الاستعمار في ديارنا، فيما كان يتراجع هذا الاهتمام في حالات انكفاء الاستعمار وتراجُعه وانحساره.

 

وهكذا اتَّجه الاستشراق المتعاون مع الاستعمار - بعد الاستيلاء العسكري والسياسي على بلاد المسلمين - إلى إضعاف المقاومة الرُّوحية والمعنوية في نفوس المسلمين، وتشكيك المسلمين في معتقداتهم وتُراثهم؛ حتى يتمَّ للاستعمار في النهاية إخضاعٌ تامٌّ للحضارة والثقافة.

 

ثالثًا: الدافع الاقتصادي:

ومن الدوافع التي كان لها أثرها في تنشيط الاستشراق، رغبة الغربيين في الاستيلاء على خيرات الشرق، والنَّهل من أنهار اللبن والعسل التي دعاهم اليها إربان الثاني مُشعِل الحروب الصليبية، وكذلك رغبة منهم في التعامل معنا لترويج بضائعهم، وشراء مواردنا الطبيعية الخام بأبخس الأثمان، ولقتْل صناعاتنا المحلية التي كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين.

 

ويذكر محمد كرد علي أن لوبون وميشو، ورامبو وسنيوبوس وبتي، يؤكدون أن الحروب عادت على الغرب بخيراتٍ لا تُحصى، ولو لم يكن منها غير تحطيم قيود التعصُّب الكنَسي، وما رآه الصليبيون عيانًا من تسامُح المسلمين - لكفى في فائدتها، وانتشَرت التجارة بعد الحروب الصليبية، وأخَذت أوروبا عن العرب عادات الفضيلة والمدنية[14]، وكما سبَق أن ذكرنا أن قرار إنشاء كرسي اللغة العربية في جامعة كامبردج عام 1636م، قد نص صراحة على خدمة هدفين؛ أحدهما تجاري، والآخر تنصيري، فقد جاء في خطاب للمراجع الأكاديمية المسؤولة في جامعة كامبردج بتاريخ 9 مايو 1636م إلى مؤسِّس هذا الكرسي ما يأتي:

"ونحن نُدرك أننا لا نَهدف من هذا العمل إلى الاقتراب من الأدب الجيد، بتعريض جانب كبيرٍ من المعرفة للنور، بدلاً من احتباسه في نطاق هذه اللغة التي نسعى لتعلُّمها، ولكننا نهدف أيضًا إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملِك والدولة، عن طريق تجارتنا مع الأقطار الشرقية، وإلى تمجيد الله بتوسيع حدود الكنيسة، والدعوة إلى الديانة المسيحية بين هؤلاء الذين يعيشون الآن في الظلمات"[15].

 

عندما بدأت أوروبا نَهضتها العلمية والصناعية والحضارية، وكانت في حاجة إلى المواد الأوليَّة الخام لتغذية مصانعها، كما أنهم أصبحوا بحاجةٍ إلى أسواق تجارية لتصريف بضائعهم - كان لا بدَّ لهم أن يتعرفوا على البلاد التي تمتلك الثروات الطبيعية، ويمكن أن تكون أسواقًا مفتوحة لمنتجاتهم، فكان الشرق الإسلامي والدول الإفريقية والآسيوية هي ملاذ هذه البلاد، فنشِطوا في استكشافاتهم الجغرافية، ودراساتهم الاجتماعية واللغوية والثقافية وغيرها، وهناك مَن يرى أن الهدف الاقتصادي كان هو الأساس في الاستشراق، وقد استغلَّ الدين والتنصير لتحقيق الأهداف الاقتصادية.

 

ولم يتوقَّف الهدف الاقتصادي عند بدايات الاستشراق، فإن هذا الهدف ما زال أحدَ أهم الأهداف لاستمرار الدراسات الاستشراقية، فمصانعهم ما تزال تنتج أكثر من حاجة أسواقهم المحلية، كما أنهم ما زالوا بحاجة إلى المواد الخام المتوفرة في العالم الإسلامي؛ ولذلك فإن بعض أشهر البنوك الغربية (لويد وبنك سويسرا)، تُصدر تقارير شهرية هي في ظاهرها تقارير اقتصادية، ولكنها في حقيقتها دراسات استشراقية متكاملة؛ حيث يقدِّم التقرير دراسة عن الأحوال الدينية والاجتماعية، والسياسية والثقافية للبلاد العربية الإسلامية؛ ليتعرَّف أرباب الاقتصاد والسياسة على الكيفية التي يتعاملون بها مع العالَم الإسلامي.

 

رابعًا: الدافع السياسي:

وهنالك دافعٌ آخر أخذ يتجلَّى في عصرنا الحاضر، بعد استقلال أكثر الدول العربية والإسلامية، ففي كل سفارة من سفارات الدول الغربية لدى هذه الدول سكرتير أو ملحق ثقافي يُحسن اللغة العربية؛ ليتمكَّن من الاتصال برجال الفكر، والصحافة، والسياسة، فيتعرف إلى أفكارهم، ويبثَّ فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته، وكثيرًا ما كان لهذا الاتصال أثرُه الخطير في الماضي، حين كان السفراء الغربيون - وما يزالون في بعض البلاد العربية والإسلامية - يَبثون الدسائس للتفرقة بين الدول العربية بعضها مع بعض، وبين الدول العربية والدول الإسلامية، بحجة توجيه النُّصح وإسداء المعونة، بعد أن درَسوا تمامًا نفسية كثيرين من المسؤولين في تلك البلاد، وعرَفوا نواحي الضَّعف في سياستهم العامة، كما عرَفوا الاتجاهات الشعبية الخطيرة على مصالحهم واستعمارهم.

 

خامسًا: الدافع الأيديولوجي:

وهو الدافع الذي يدفع الإنسان إلى الجدال أو التنافس الفكري المتواصل، وتلك سُنة الحياة؛ ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251].


إلا أن الغرب قد أرسى قواعد أيديولوجية خطيرة، ما زلنا نعاني منها حتى اليوم؛ حيث استخدم كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة أغلب الأحيان، ومنها: "الغاية تبرِّر الوسيلة"[16]، (ولا يَخفى علينا ميكيافلي Nicholas Machiavel، وتمجيد الغرب له)، "وفرِّق تسُد، وحارِب تُسيطر"، "واكذِب ثم اكذِب؛ حتى يُصدِّقك الناس، وتُصدِّق أنت نفسك"، "واغتصِب تَملِك!".

 

في حين أن الذين يهاجمهم الغرب ويتَّهمهم بالإرهاب من أهم مبادئ دينهم: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت: 46]، وكذلك مبدأ: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

 

سادسًا: الدافع العلمي:

ومن المستشرقين نفرٌ أقبلوا على الاستشراق بدافعٍ من حبِّ الاطلاع على حضارات الأُمم، وأديانها، وثقافاتها، ولُغاتها، وقاموا بترجمة أُمهات الكتب الإسلامية من العربية إلى الإسبانية والعِبرية واللاتينية، وانصبَّ الجهد على هذه الكتب لدراستها واستيعابها، وترجمة كتب الحديث والتفسير، وكذلك دراسة اللغة العربية ووضْع المعاجم لها، وبهذا أخذت أوروبا الظمْأى تَعُبُّ من منهل الإسلام ولا ترتوي، وما العصر الذي سمَّته أوروبا بعصر النهضة، أو عصر الأيديولوجية العقلانية العَلمانية، إلا عصر امتداد وتضخُّم العقل الأوروبي بعطاءات الإسلام الحضارية، التي تحوَّلت فيما بعدُ إلى مرتكزات في الفكر الأوروبي، وفرْز النظريات والأفكار والعلوم الإسلامية.

 

وانكبَّ الغرب على دراسة التراث العربي والإسلامي، ومن بعض جُهدهم ما قام به: توماس إربنيوس[17]، نشر الجمل لعبدالقاهر الجرجاني بروما 1617م، وسلفستر دي ساسي الفرنسي (ت 1838م)، نشر كليلة ودمنة، وألفيَّة ابن مالك، ووصْف مصر؛ لعبدالقادر البغدادي، وترجَم بعض الكتب العربية إلى الفرنسية.

 

وفريتس كرنكوف (ت 1953م)، الذي حقَّق الأصمعيات، ومقامات بديع الزمان الهمَذاني، وجمهرة اللغة؛ لابن دريد، وليفي بروفنسال الفرنسي (ت 1956م) محقِّق الروض المعطار في خبر الأقطار؛ للحِمْيَري، وجمهرة أنساب العرب؛ لابن حزم، وتاريخ قضاة الأندلس؛ للنباهي[18]، وكترمير الفرنسي تلميذ دي ساسي (ت 1857م)، نشَر مقدمة ابن خلدون، ومنتخبات من أمثال الميداني، وفرايتاج الألماني (ت 1861م)، الذي نشر حماسة أبي تمام، وأمثالَ الميداني، ورينهارت دوزي الهولندي (ت 1883م)، الذي وضع معجمًا عربيًّا يُعد ذيلاً للمعاجم العربية؛ إذ جمع فيه من الألفاظ العربية ما لم يَرِد فيها، ونولدكه الألماني (ت 1931م)، ألَّف تاريخ العرب والفُرس في عهد الساسانيين، وتاريخ القرآن، وحقَّق تاريخ الطبري، وديوان عروة بن الورد، وكارل بروكلمان، ورجيس بلاشير، ولكليهما تاريخ الأدب العربي، وبرجشتراسر له: الإيضاح في الوقف والابتداء؛ لأبي بكر بن الأنباري، ومعاني القرآن؛ للفرَّاء، وطبقات القرَّاء؛ لابن الجزري.

 

وأنا ماري شميل المستشرقة الألمانية التي أنصَفت الإسلام، لها من المؤلفات: مختارات من مقدمة ابن خلدون بالألمانية 1951م، والأبعاد الروحية في الإسلام 1975م، والمُلك لك بالألمانية 1978م، ويَشمل مختارات من الأدعية الإسلامية المأثورة، ومحمد رسول الله بالألمانية 1981م، ونجد أيضًا المؤرخ الشهير صاحب كتاب: "تاريخ الدعوة إلى الإسلام"، السير توماس آرنولد[19]، ويُعَد هذا الكتاب من أفضل الوثائق التي يُمكن أن يستفيد منها الباحثون في تاريخ الدعوة الإسلامية.

 

وقد أفاد الاستشراق الثقافة العربية فوائدَ عديدةً؛ منها: نشْر الثقافة العربية في أوروبا، وترجمة كثيرٍ من كتب التراث العربي إلى اللغات الأخرى، وكذا تصحيح فكرة الشعوب الأوروبية عن العرب والإسلام، وكذلك نشْر كثيرٍ من كتب التراث نشرًا علميًّا، أضِف إلى ذلك كتابة العديد من المؤلفات النفيسة عن الحضارة العربية والإسلامية، ويُمكن زيادة الاستفادة من بعض العلماء المستشرقين في كثير من الميادين الثقافية في البلاد العربية".

 

ورغم أنه قد صارَت لبعض هذه الكتب نشرات أخرى، ربما تكون أفضل، ولكن عندما كان يجري نشر هذه النصوص في ليدن Leiden أو لايبزيج أو غيرها - ما كان أحد يستطيع مجاراة هؤلاء في المعرفة والدقة، لكن لندَعْ هذا جانبًا لبعض الوقت، ولننظر في القيمة الذاتية للنصوص المنشورة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فهل يمكن مجادلة فلايشر مثلاً في أهمية نشرته لتفسير البيضاوي، بدلاً من الكشاف للزمخشري؟! أو يمكن المجادلة في أهمية نشر كتاب الفهرست؛ لابن النديم، الذي شكَّل أقدم وأهمَّ سِجل للتأليف العربي ولشجرة العلوم حتى أواخر القرن الرابع الهجري؟!


وقد ظهر في فترة فلايشر وفيشر نفسها عمالقةٌ في التحقيق والنشر، بين الألمان ومجاوريهم الهولنديين والنمساويين، الذين درسوا عندهم وعاشوا معهم، فنجد "فيستنفلد" الذي نشَر "معجم البلدان"؛ لياقوت الحموي، ونشر السيرة النبوية؛ لابن هشام، وتواريخ مكة؛ للأزرقي والنهروالي وآخرين، ووفَيات الأعيان؛ لابن خلِّكان، وعندنا الآن نشرات أفضل للسيرة النبوية ولتواريخ مكة، ولوفَيَات الأعيان، لكن ليست لدينا نشرة أفضل من نشرته لمعجم البلدان حتى الآن، رغم الاستنساخات والتقليدات الكثيرة، وسار الهولندي دي خويه تلميذ دوزي، على خُطا "فيستنفلد" في الاهتمام بنشر النصوص الجغرافية والتاريخية، فقد نشَر فتوح البلدان؛ للبلاذري نشرة ممتازة عام 1866، ثم عمِل على "المكتبة الجغرافية العربية"، فنشَر منها عشرة أجزاء، لا تزال مرجعًا للباحثين، بيد أن إنجازه الأهم - رغم عظَمة كل ما نُشِر - نشْرُه بالتعاون مع آخرين لنص تاريخ الطبري في خمسة عشر مجلدًا على مدى ثلاثين عامًا، ولا تزال هذه النشرة أفضل النشرات، رغم النقص في المخطوطات والمعلومات، ولا أحسَب أن عملاً استشراقيًّا نشريًّا آخر يُضاهي نص الطبري من حيث الأهمية وطريقة النشر، ربما باستثناء طبقات ابن سعد، التي نشَرها بالتعاون مع إدوارد سخاو، بعد اهتمام له معروف بالبيروني من خلال كتابه عن الهند (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة للعقل أو مرذولة)، وقد أفاد الفيلولوجيون[20] الكبار في نشْر هذه المصادر التي لا غنى عنها لمن يريد التعرُّف على تاريخ المنطقة العربية في العصور الوسطى، من معرفتهم العميقة باللغة العربية، وباللغات السامية الأخرى، ثم لأن المخطوطات العربية التي كانت موجودة بأوروبا، أو كانت لا تزال تتدفَّق عليها - وُضِعت لها آنذاك فهارسُ علمية صارت بحد ذاتها - بسبب دقَّتها واستنارتها - مصادرَ للتاريخ الأدبي والديني، ويأتي في طليعة واضعي الفهارس العلمية: وليم أكوارت، الذي وضَع فهارس مكتبة الدولة ببرلين في عشرة أجزاء، وهو معروف بالاهتمام بالشعر الجاهلي، وقد نشَر المعلقات نشرة علمية، وكان يكتب اسمه على كتبه "وليم بن الورد البروسوي"؛ تحبُّبًا للعرب، واعتزازًا بالسَّير على منوالهم في اللباس والكلام[21]، وأيضًا من هذه الأعمال العلمية الهامة: كتاب كلود كاهن، المؤرخ الفرنسي المعروف، بعنوان: "مقدمة لتاريخ العالم الإسلامي في القرون الوسطى"، المنشور بالفرنسية 1983، وهو كتاب شامل في العلم الاستشراقي عن الإسلام والعرب في مختلف اللغات، ويضم أسماء المصادر والوثائق الأركيولوجية والمصكوكات واللوائح، التي تَشمل المراجع الأجنبية والعربية الإسلامية.

وفيما يلي نماذجُ لبعض المخطوطات النادرة التي حفِظها المستشرقون، بعضها ما زال لديهم، وبعضها عاد إلينا، ويحتاج إلى مَن يُخرجها إلى النور، وقبلها نُنوِّه إلى أن التراث الإسلامي الذي نُقِل إلى أوروبا قد أسهَم بدور فعَّال في انبثاق عصر النهضة، وإخراج أوروبا من ظلمات العصور الوسطى، ولكنَّ الأوروبيين كانوا يتجاهلون فضل المسلمين عليهم، فتأمَّل!

 

 

 

 

وفيما يلي عرْضٌ لأبرز الكتب العربية التي حقَّقها المستشرقون[22]:

1- الإفادة والاعتبار بما في مصر من الآثار؛ تأليف: موفق الدين عبداللطيف البغدادي؛ نشره: الفرنسي دي ساسي، 1810م (مع ترجمة فرنسية وتعليقات مستفيضة).


2- مقامات الحريري؛ نشرها: دي ساسي، 1812م (زوَّدها بشرح بالعربية).


3- كليلة ودمنة؛ نشره: دي ساسي، 1816م.


4- رحلة محمد ابن بطوطة، (الرَّحالة العربي الطَّنجي)؛ نشَرها: الألماني كوزجارتن، 1818م.


5- معلقة عمرو بن كلثوم التغلِبي بشرح الزَّوزني؛ نشَرها: كوزجارتن، 1819م (بحسب مخطوطات باريس).

 

6- معلقة الحارث بن حِلِّزة بشرح الزَّوزني؛ نشرها: الألماني فولرز، 1827 م ( بحسب مخطوطات باريس، مع قصيدتين لأبي العلاء بحسب مخطوط بطرسبرج، مع ترجمة لاتينية وشرْح).


7- معلقة طرَفة (ابن العبد) بشرح الزوزني؛ نشرها: فولرز، 1827م (بحسب مخطوطات باريس، مع ترجمة لاتينية، وترجمة لحياة الشاعر، مع إضافات مختارات من تعليقات رايسكه).


8- مختارات عربية؛ منشورة عن مخطوطات باريس وجوتا وبرلين، مع معجم وتعليقات؛ نشرها: كوزجارتن، 1828م.

 

9- تاريخ الطبري؛ نشره: كوزجارتن، ج1، 1831م، ج2، 1838، ج4، 1853 (مع ترجمة لاتينية).

 

10- كتاب طبقات الحفَّاظ؛ تأليف أبي عبدالله الذهبي؛ نشره: الألماني فستنفلد، 1833م، 3ج.


11- أشعار الهُذَليين؛ نشرها: كوزجارتن، 1834م، مج1.


12- مقتطفات من كتاب: (حُسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة)؛ لجلال الدين السيوطي؛ نشرها: السويدي تورنبرج، ج 1 - 4، 1834 - 1835م.

 

13- اللوحات الجغرافية؛ لأبي الفداء؛ نشَرها: فستنفلد، 1835م.

 

14- لُباب الأنساب؛ لأبي سعد السمعاني؛ اختصره وأصلَحه ابن الأثير، وسمَّاه: لُباب الأنساب؛ نشَره: فستنفلد، 1835م.


15- وَفَيات الأعيان؛ لابن خلِّكان؛ نشره: فستنفلد، الكراسات 1 - 13، 1835 - 1850م، ونشَر له إضافات واختلافات قراءة، ج 1، وج 2، 1837م.


16- أطواق الذهب؛ للزمخشري؛ نشره: النمساوي همر، 1835م.


17- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون؛ لكاتب جلبي مصطفى بن عبدالله، الملقب بحاجي خلفا أو خليفة؛ نشره: الألماني فلوجل، 1835 - 1858م، 7مج (مع ترجمة لاتينية في أسفل الصفحات).


18- رسائل فلسفية؛ للشيخ أبي نصر الفارابي، وللشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا؛ نشرها: الألماني إشميلدرز، 1836م.

 

19- السلوك لمعرفة دول الملوك؛ للمقريزي؛ نشره: الفرنسي كاترمير، 1837 - 1845م، القسم الثاني في مجلدين (مع ترجمة بالفرنسية، وتعليقات).


20- كتاب الأغاني الكبير؛ للأصفهاني؛ نشره: كوزجارتن، 1840م، الجزء الأول (مع ترجمة لاتينية وتعليقات).


21- تاريخ سلاطين خوارزم؛ لميرخوند؛ نشره: الفرنسي دفرمري، 1842م.


22- المِلل والنِّحَل؛ للشهرستاني؛ نشره: الإنجليزي كيورتن، 1842 - 1846م، 2 ج.


23- كتاب تهذيب الأسماء؛ لأبي زكريا يحيى النووي؛ نشره: فستنفلد، 1842 - 1847م، (وكان فستنفلد قد نشَر قسمًا منه في 1832م).

 

24- العقائد النسفية؛ لمعين الدين النسفي؛ نشره: كيورتن، 1843م.


25- روض القرطاس، أو أخبار ملوك المغرب، وهو في تاريخ المغرب خلال خمسة قرون، من 788 إلى 1325م؛ لابن أبي زرع؛ نشَره: تورنبرج، 1843 + 1846م، ج 1، وج 2.


26- التعريفات؛ للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني؛ نشره: فلوجل، 1845م. 27 - رسالة في تعريف الاصطلاحات الصوفية؛ لابن عربي؛ نشَرها: فلوجل، 1845 م (ملحقة بكتاب التعريفات السابق).


28- المشترك وضعًا والمختلف صقعًا؛ لياقوت الحموي؛ نشَره: فستنفلد 1846م.


29- شرح تاريخي على قصيدة ابن عبدون؛ لابن بدرون؛ نشَره: الهولندي دوزي، 1846 - 1848م.


30- الحُلَّة السَّيراء؛ لابن الأبَّار؛ نشَر فصولاً مستخلصة منه: دوزي في كتاب: "تعليقات على بعض المخطوطات العربية"، 1847 - 1851م.

 

31- تاريخ الموحدين؛ لعبدالواحد المراكشي؛ نشَره: دوزي، 1847م.


32- البيان المغرب؛ لابن عذاري؛ نشَره: دوزي، 1847م.


33- عجائب المخلوقات وآثار البلاد؛ كتابان لزكريا بن محمود القزويني؛ نشَرهما: فستنفلد معًا؛ لأنه يعتقد أنهما يؤلِّفان كتابًا واحدًا في ذهب القزويني، 1848 - 1849م، 2 مج.

 

34- مقتطفات من الجغرافيين والمؤرخين العرب والفرس؛ نشَرها: دفرمري، 1849م.


35- المعارف؛ لابن قتيبة؛ نشَره: فستنفلد، 1850م.


36- رسالة محمد بن حبيب عن اتفاق وافتراق أسماء القبائل العربية؛ نشَرها: فستنفلد، 1850م.


37- مراصد الاطلاع، وهو مختصر من كتاب: معجم البلدان؛ لياقوت الحموي؛ نشَره: الهولندي يونبول، 1850 - 1854م، 3 مج.


38- ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل؛ نشَرها: الألماني ديتريصي، 1851م.

 

39- جبر عمر الخيام؛ نشره: الألماني فيبكه، 1851 م (مع ترجمة بالفرنسية، ومستخرجات من مخطوطات غير منشورة).


40- رحلة ابن جبير؛ نشَرها: الإنجليزي رايت، 1852م.


41- النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة؛ لأبي المحاسن: ابن تغري بردي؛ نشره: يونبول، 1852 - 1861م، أربعة أقسام في مجلدين.


42- الاشتقاق؛ لابن دريد؛ نشَره: فستنفلد 1854م.


43- نفح الطِّيب في غصن الأندلس الرطيب؛ للمَقري؛ نشَره: الفرنسي دجا، 1855 - 1861م، 2مج (بعض المجلد الأول والمجلد الثاني).

 

44- السيرة؛ لابن إسحاق برواية عبدالملك بن هشام؛ نشَرها: فستنفلد، 1857 - 1860م، 2مج (مع مقدمة وتعليقات).


45- أخبار مكة: نصوص عربية؛ نشَرها: فستنفلد، 1857 - 1961م، 4مج (جمع فيها مؤلفات خمسة مؤرخين حول تاريخ مكة، وهم: الأزرقي، وابنه، الفاكهي، وابن ظهيرة، وقطب الدين).

 

46- ديوان المتنبي مع شرْح الواحدي؛ نشَره: ديتريصي، 1858 - 1861م.


47- رسائل عربية؛ نشَرها: رايت.


48- البلدان؛ لليعقوبي؛ نشَره: الهولندي دي خويه، وصف المغرب منه، 1860 م (مع ترجمة لاتينية).

 

49- البلدان؛ لليعقوبي؛ نشره: يونبول الابن: (ابن أستاذ دي خويه) باقي كتاب (البلدان)؛ لليعقوبي، 1861م.

 

50- مروج الذهب؛ للمسعودي؛ نشره: الفرنسي باربييه دي مينار، 1861 - 1877م، 9 مج (تعاون معه في المجلدات الثلاثة الأولى: بافيه دي كورتاي).

قام "شارل بلا" بطبْعه طبعةً جديدةلهذه النشرة.

 

51- فتوح البلدان؛ للبلاذري؛ نشره: دي خويه، 1863 - 1866م، 2ج.

 

52- رواية ابن الأثير عن فتح العرب لإسبانيا؛ نشَرها: تورنبرج، 1865م.

 

53- كتاب روجار؛ للإدريسي؛ نشَره: دي خويه، ورينهارت دوزي، 1866م (مع ترجمة فرنسية، وتعليقات، ومعجم).

 

54- معجم البلدان؛ لياقوت الحموي؛ نشَره: فستنفلد، 1866 - 1873م، 6مج.

 

55- مكتبة الجغرافيين العرب، مجموعة فريدة من كتب الجغرافيا؛ نشَرها: دي خويه، 1870 - 1894م، 8 مج.


وتتكون مجلدات هذه المجموعة من:
المجلد الأول: المسالك والممالك؛ للإصطخري، 1870م.
المجلد الثاني: المسالك والممالك؛ لابن حوقل، 1873م.
المجلد الثالث: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم؛ للمقدسي، 1877م.
المجلد الرابع: يحتوي على الفهارس، ومعجم، وإضافات عديدة، وتصحيحات للمجلدات السابقة.
المجلد الخامس: كتاب البلدان؛ لابن الفقيه الهمْداني، 1885م.
المجلد السادس: يحتوي على كتابين؛ هما:
1- المسالك والممالك؛ لابن خرداذبه.
2- مختصر كتاب الخراج؛ لقُدامة بن جعفر؛ نشر هذا المجلد في سنة 1889م.


المجلد السابع: يحتوي على كتابين أيضًا؛ هما:

1- كتاب الأعلاق النفيسة؛ لأبي علي أحمد بن عمر بن رسته.
2- كتاب البلدان؛ لليعقوبي؛ نشر هذا المجلد في سنة 1892م.


المجلد الثامن: كتاب التنبيه والإشراف؛ للمسعودي (مع فهارس، ومعجم للمجلدين السابع والثامن).

 

56- الفهرست؛ لابن النديم؛ حقَّقه: فلوجل، وطبعه بعد وفاته: أوجست ملر، وبهان ريدجر، 1971 - 1872م، 2ج.

 

57- المنقذ من الضلال؛ للغزالي؛ نشَره: باربييه دي مينار،1876م.

 

58- تاريخ الطبري؛ وضَع خطة تحقيقه وأشرف عليه بعد أن وزَّع العمل بين مجموعة من المستشرقين: المستشرق الهولندي دي خويه، 1879 - 1901م، 13 مج.

 

59- المكتبة العربية الإسبانية؛ نشَرها: كوديرا، بالاشتراك مع ربيرا، 1882 - 1893م، 10 مج.


وهي تشتمل على مجموعة كتب مهمة في تاريخ المسلمين في الأندلس، وتراجِم علمائهم، وهذه الكتب هي:
1- الصلة؛ لابن بشكوال، 2 مج، 1882 - 1883م.
2- بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس؛ للضبي، 1885م.
3- معجم تلاميذ أبي علي الصدفي؛ لابن الأبَّار، 1886م.
4- تَكملة الصلة؛ لابن الأبَّار، 1887 - 1889م، 2مج.
5- تاريخ علماء الأندلس؛ لابن الفرضي،1891م.


60- الكتاب؛ لسيبويه، نشَره: هرتفج دارنبور، 1883م.

 

61- تاريخ اليعقوبي؛ نشَره: هوتسما، 1883م.

 

62- المواعظ والاعتبار؛ لأسامة بن منقذ؛ نشَره: هرتفج دارنبور، 1886م.

 

63- الفتح القسي في الفتح القدسي؛ لعماد الدين الأصفهاني؛ نشَره: السويدي لاندبرج، 1888م.

 

64- الفخري في الآداب السلطانية؛ لابن الطقطقي؛ نشَره: هرتفج دارنبور، 1895م.

 

65- كتاب البخلاء؛ للجاحظ؛ نشَره: فان فلوتن، 1900م.

 

66- عيون الأخبار؛ لابن قتيبة؛ نشَره: بروكلمان، 1900 - 1908م، 4 ج.

 

67- الطبقات الكبرى؛ لابن سعد؛ نشَرها: جماعة من المستشرقين الألمان، وهم: هورفتس، ومتوخ، وبروكلمان، وشوالي، ولبرت، وميسنر، وزترستين، بإشراف: سخاو، في 1903 - 1928م، 9 مج.

 

68- رحلة ابن جُبير؛ نشَرها: دي خويه، 1907م، (بالاعتماد على طبعة وليم رايت لهذا الكتاب)، في 1852.

 

69- معجم الأدباء؛ لياقوت الحموي؛ نشَره: مرجوليوث، 1907 - 1916م، 7 ج.

 

70- كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار؛ لتقي الدين المقريزي؛ نشَره: الفرنسي فييت، 1911 - 1927م، ج 1 - 3، وج 5.

 

وهذه النشرات مجرد مثالٍ لا أكثر، فهل من مُدَّكر؟!



[1] يُعد أدلارد أوف باث (1070 - 1135) من أوائل الإنجليز الذين تعلَّموا العربية، وقد عُنِي بها عناية كبيرة، ودرَس في صقلية والأندلس، ومصر ولبنان، وأنطاكية واليونان، وتثقَّف بثقافة العرب إلى أقصى حدٍّ ممكن، حتى لقد فضَّل مذهبهم العلمي والبحثي على المناهج الأخرى جميعًا.

[2] بطرس المبجل: فرنسي من الرهبانية البندكتية، رئيس دير كلوني، قام بتشكيل جماعة من المترجمين للحصول على أكبر قدرٍ من المعرفة عن الإسلام، وقد كان هو ذاته وراء أوَّل ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية 1143م، التي قام بها الإنجليزي روبرت أوف كيتون R.of Ketton.

[3] ساسي، ج1، ص 43، أما دير كلوني، فقد تمَّ تأسيسه في منطقة اللوار في فرنسا من قِبَل الرهبنة البندكتية، وأُطْلِقَت منه حركة إصلاح دينية رهبانية، امتدَّت - خلال القرن الحادي عشر والثاني عشر - إلى كل المسيحية الأوروبية.

[4] انظر: محمد حسين علي الصغير؛ دراسات قرآنية.

[5] انظر: فلاسكو إيفانيز؛ في ظل الكاتدرائية، ص 64.

[6] لمزيد من التفاصيل انظر: زيجريد هونكه؛ شمس الله تَسطَع على الغرب، أنخل بالينثيا؛ تاريخ الفكر الأندلسي؛ ترجمة حسين مؤنس، حسين مؤنس: قرطبة درة مدن أوروبا في العصور الوسطى، مجلة العربي، عدد 95، أكتوبر 1966.

[7] زقزوق؛ الاستشراق، ص 31.

[8] لمزيد من التفاصيل انظر: سعيد عاشور؛ الحروب الصليبية، أوروبا العصور الوسطى، مكتبة الأنجلو المصرية.

[9] لمزيد من التفاصيل انظر: سعيد؛ الاستشراق، محمد الأمين؛ الاستشراق في السيرة، زقزوق؛ الخلفية الفكرية، العقيقي؛ المستشرقون 3ج.

[10] رضوان السيد؛ مجلة الفكر العربي، العدد،31، ص 7.

[11] مالك بن نبي؛ إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث، مطبعة دار البيان، 1970، ص 11.

[12] انظر: محمد البهي؛ الفكر الإسلامي في تطوُّره، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1981.

[13] شكري النجار؛ "لِمَ الاهتمام بالاستشراق؟!"، مجلة الفكر العربي، العدد 31، ص 60 ومابعدها، وفوكو: مفكر فرنسي شهير، ويُعتبر من آباء المدرسة التفكيكية، وهي اتجاه في العلوم الاجتماعية يدعو إلى الابتعاد عن النمطية في تحليل الظواهر الاجتماعية، مدَّعيًا أن ذلك يُضيِّق إلى حدٍّ كبير آفاق المعرفة البشرية، ويُسقط أوهام الناس على الظواهر، "فوكو كان كاتبًا مُهجَّنًا، يستند في كتاباته إلى كل أنواع المصنَّفات، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والعلوم السياسية، والفلسفة، ولكنه يتجاوزها جميعها، وبالتالي فهو يُضفي - عامدًا - على أعماله قدرًا من العالمية8.

[14] محمد كرد علي؛ بين المدنية العربية والأوروبية، سلسلة الألف كتاب الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002، ص 114.

[15] زقزوق؛ الاستشراق، ص 31.

[16] لمزيد من التفاصيل انظر: كتابات كبار فلاسفة الغرب؛ من أمثال: ميكيافلي، ونيتشة، وهرتزل، وصمويل هنتنجتن، وفوكوياما، وبرنارد لويس، وغيرهم الكثير.

[17] توماس إربنيوس: مستشرق هولندي, يُعد مؤسس النهضة الاستشراقية ومنظِّمها في بلاده، وأنشأ في بيته مطبعة عربية صارَت أساس المطبعة العربية المعروفة اليوم في ليدن بمطبعة بريل Brill، وعُيِّن أستاذًا للغات الشرقية في جامعة ليدن سنة 1613م.

[18] محمد عبدالمنعم خفاجي؛ حركة الاستشراق، مجلة المنهل، العدد 471، أبريل - مايو 1989م، ص 199.

[19] توماس آرنولد: مستشرق بريطاني شهير، بدأ حياته العلمية في جامعة كامبردج؛ حيث أظهر حبَّه للغات، فتعلَّم العربية، وانتقل للعمل باحثًا في جامعة على كرا عليكرا في الهند؛ حيث أمضى هناك عشر سنوات، ألَّف خلالها كتابه المشهور "الدعوة إلى الإسلام"، ثم عمِل أستاذًا للفلسفة في جامعة لاهور، وفي عام 1904م عاد إلى لندن ليُصبح أمينًا مساعدًا لمكتبة إدارة الحكومة الهندية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وعمِل في الوقت نفسه أستاذًا غير متفرِّغ في جامعة لندن، واختير عام 1909م؛ ليكون مشرفًا عامًّا على الطلاب الهنود في بريطانيا، ومن المهام العلمية التي شارَك فيها: عضوية هيئة تحرير الموسوعة الإسلامية التي صدَرت في ليدن بهولندا في طبعتها الأولى، والتَحق بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن بعد تأسيسها عام 1916م، عمِل أستاذًا زائرًا في الجامعة المصرية عام 1930م.

[20] الفيلولوجياphilology : فقه اللغة.

[21] انظر: رضوان السيد؛ نشوء الاستشراق الألماني وتطوُّراته المبكرة، جريدة الشرق الأوسط.

[22] انظر: اكتفاء القنوع بما هو مطبوع؛ لإدوارد فنديك؛ صحَّحه: السيد محمد علي الببلاوي، قم، مكتبة، معجم المطبوعات العربية والمعربة؛ ليوسف إليان سركيس، مطبعة سركيس بمصر، 1928م، 2ج، تاريخ التراث العربي؛ فؤاد سيزكين، رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرًا ومادة؛ لمحمد ماهر حمادة، بيروت: مؤسسة الرسالة، 2ق، المستشرقون؛ لنجيب العقيقي، القاهرة: دار المعارف، طبعة رابعة موسعة، 3ج، موسوعة المستشرقين؛ لعبدالرحمن بدوي، بيروت: دار العلم للملايين، ط 3، 1993م، طبعة جديدة منقَّحة ومزيدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستشراق بين دعاته ومعارضيه
  • الاستشراق والمستشرقون
  • الاستشراق والاستغراب
  • مفهوم الاستشراق
  • أساليب الاستشراق وأدواته
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الفرنسية
  • الخصائص العامة للاستشراق
  • قائمة بيبليوغرافية حول موضوع دراسة الاستشراق والمستشرقين
  • الاستشراق
  • أهداف الدراسات الاستشراقية
  • الاستشراق والتنصير
  • الاستشراق مهنة وهواية
  • وسائل الاستشراق
  • الاستشراق.. هل أجج نار العداء؟
  • مفهوم الاستشراق والمستشرقين
  • الأسباب والدوافع الدينية للاستشراق
  • الدافع العلمي للاستشراق
  • الاستغراب: المفهوم المضطرب
  • موجز تاريخ الاستشراق
  • الاستشراق انفتاح معرفي أم هدم حضاري؟!
  • المنهج في نقد الاستشراق (1)
  • الاستشراق والقرآن الكريم
  • دوافع الاستشراق

مختارات من الشبكة

  • دوافع الإسفاف الأخلاقي والمهني من (BBC عربي) نحو السعودية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • دوافع الترجمة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من دوافع الغزو الفكري: عداوة الغرب للإسلام(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • دوافع حملات الفرنجة (الصليبيين)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رابطة العالم الإسلامي تنظم مؤتمرًا يناقش دوافع الإساءة إلى الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • في فهم الاستشراق(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق: دوافعه وأساليبه وتاريخه وشبهاته والرد عليهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاستشراق والقرآن الكريم (القرآن الكريم والتنصير)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الدوافع الاقتصادية للاستشراق(مقالة - ملفات خاصة)
  • فن إدارة الفصل(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب