• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

مراكز النقل والترجمة الخلافة العباسية (الطور الثاني)

مراكز النقل والترجمة الخلافة العباسية (الطور الثاني)
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2017 ميلادي - 19/9/1438 هجري

الزيارات: 16180

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مراكز النقل والترجمة الخلافة العباسية

(الطور الثاني)

 

الطور الثاني (197-300هـ/ 812-912م):

يشغل هذا الطور قرنًا من الزمان، يعدُّ قرن النقل والترجمة، ويتوج هذا الطور الخليفة عبدالله المأمون، الذي كان شغوفًا بالعلم والعلماء والحكمة، وصل فيها إلى درجة نُظِر إليها على أنها ضرْب من الإفراط المحبب، الذي نالت فيه الحضارة الإسلامية نصيبًا وافرًا من الالتفات إلى الحضارات الأخرى، شرقيها وغربيها؛ وذلك من خلال جلب الكتب العلمية المخطوطة من الشرق والغرب، ونقلها وترجمتها إلى اللغة العربية، ولقد قيل في تاريخ العلوم: خمسة يوضعون في قمة قيادة الحركة العلمية في العصر الإسلامي الزاهر؛ هم: المأمون، ونظام الملك، ونور الدين زنكي، والحاكم بأمر الله، وصلاح الدين الأيوبي[1].


وكما هي الحال مع الخليفة هارون الرشيد في توجه الأسر والموسرين من أهل الخلافة، كان عهد الخليفة عبدالله المأمون يزخر بالأسر التي عنيت بالنقل والترجمة والعلوم والآداب، واستقطاب النقلة والمترجمين والورَّاقين. يقول جرجي زيدان في هذا: "واقتدى بالمأمون كثيرون من أهل دولته، وجماعة من أهل الوجاهة والثروة في بغداد، فتقاطر إليها المترجمون من أنحاء العراق والشام وفارس، وفيهم النساطرة واليعاقبة والصابئة والمجوس والروم والبراهمة، يترجمون من اليونانية والفارسية والسُّرْيانية والسنسكريتية والنبطية واللاتينية وغيرها، وكثر في بغداد الوراقون وباعة الكتب، وتعددت مجالس الأدب والمناظرة، وأصبح همُّ الناس البحث والمطالعة، وظلَّت تلك النهضة مستمرة بعد المأمون إلى عدة من خلفائه، حتى نقلت أهم كتب القدماء إلى العربية"[2].

 

العمل المؤسَّسي:

يبرز في هذا الطور الجنوح إلى العمل المؤسسي في النقل والترجمة، من حيث إنشاءُ مراكز للنقل والترجمة؛ مثل بيت الحكمة ببغداد[3].

ولا عبرة بما تناقلته بعض كتب التراث، ونقلته عنها بعض المراجع المتأخرة، من إرجاع الباعث لهذا الحماس لدى الخليفة عبدالله المأمون إلى تلك الرؤيا، التي رأى فيها أرسطوطاليس يشجعه فيها على نقل المؤلفات الأجنبية إلى اللغة العربية، "وإنما السبب الحقيقي يكمن في شغف المأمون بطلب العلم والمعرفة، وهو ما دفعه إلى جلب الكتب من كل مكان لترجمتها والاطلاع عليها"، وإذا ما صحت الرؤيا فإنما هي نتيجة، لا سبب[4].


شجَّع الخليفة المأمون الجدل، وأعان الفرق، وتبنَّى بعض الآراء الغريبة في العقيدة والحياة، وما يذكر عنه في هذه النتف لا يعدو أن يكون مقطعات من عهد حافل بالحركة، بكل معطياتها "العلمية والسياسية والثورية والعقيدية والعرفية"[5].

لا يوفِّي الخليفة المأمون حقه من يرمي عنه كلمة هنا أو هناك، فكل مجال من مجالات خلافته بحاجة إلى وقفة متأنية موضوعية، لا يكون للعاطفة أو الإيغال في الحماس - فيها نصيب.


لقد طغت العاطفة والحماس على بعض الإسهامات، التي حالت دون أن تذكر جوانب أخرى في حياة الخليفة المأمون، لم يكن ينبغي أن تكون موجودة. وإذا لم تكن العاطفة والحماس مسيطرينِ على هذا العهد؛ فالانبهار له أثر على جزء لا بأس به من الأعمال التي تطرَّقت لعهد الخليفة المأمون، سواء أكانت مستقلة، أم كانت جزئيات من أعمال طويلة أو قصيرة[6].


والذي يهمُّنا هنا هو القول بأن عهد الخليفة المأمون يعدُّ أرقى مراحل النقل والترجمة، من حيث الكمُّ، ومن حيث الكيفُ؛ ففي عهده كثر النقلةُ والمترجمون، وكانوا قسمين: قسمٌ ينقل من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وقسمٌ آخر ينقل من لغة أجنبية إلى لغة أجنبية أخرى؛ كأن يترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة السُّرْيانية، أو من اللغة السُّرْيانية إلى اللغة الفارسية، "حتى إذا انتهى هؤلاء من ترجماتهم تولى مترجمون غيرهم (من الفريق الأوَّل) نقل تلك الترجمات إلى اللغة العربية"[7].

 

بيت الحكمة:

اتَّسع ازدهار بيت الحكمة، وتوسعت في اهتماماتها، فلم تعد مجرد مكتبة أو مدرسة أو مركز من مراكز النقل والترجمة فحسب، وإنما أصبحت تحوي أيضًا مرصدًا فلكيًّا، يحكي قصة هذا الرقي، ويحكيه - كذلك - طغيان النقول والترجمات التي تمَّت في عهد الخليفة المأمون، وخلفه المباشرين على تلك النقول والترجمات، التي قامت بها المدارس الأقدم عهدًا، "فلم يصل إلينا سواها"[8].


يُذكر أن من مهماتها كذلك: تجليد الكتب المترجمة، ثم توزيعها على المكتبات المعروفة آنذاك، فلم يقتصر التجليد على الكتب التي تقتنيها فقط[9]. كما أن العمل بها لم يقتصر على الرجال فقط، بل أسهمت المرأة في أعمالها بقسط وافر[10]. ويقول عبدالستار الحلوجي: "وبتعبير العصر الحديث نستطيع أن نقول إنها كانت مركزًا للترجمة والنشر. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا: إنها كانت مسرحًا لأكبر حركة ترجمة شهدها التاريخ الإسلامي"[11].


المأمون هو الذي جعل من شروط الصلح مع أعدائه أن يزوِّدوه بما لديهم من كتب، فقد حصل هذا مع حاكم صقليَّة[12]. تردد الحاكم في تلبية الطلب، إلى أن أشار عليه المطران الأكبر بقوله: "أرسلها إليه؛ فوالله ما دخلت هذه العلوم في أمة إلا أفسدتها"، فأرسلها إليه[13]، وحصل هذا مع الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث[14]؛ إذ كان من شروط الصلح أن ينزل ميخائيل الثالث للخليفة المأمون عن إحدى المكتبات الشهيرة في القسطنطينية[15].


يقول محمد بن إسحاق النديم: إنه كان بين الخليفة المأمون وملك الروم مراسلات، وقد استظهر عليه المأمون، فكتب إلى ملك الروم يسأله الإذن في إنفاذ ما يختار من العلوم القديمة المخزونة المدخرة ببلد الروم، فأجاب إلى ذلك بعد امتناع، فأخرج المأمون لذلك جماعة، منهم الحجاج بن يوسف بن مطر، وابن البطري، وسلْم، صاحب بيت الحكمة، وغيرهم - على ما مر ذكره، فأخذوا مما وجدوا ما اختاروا، فلما حملوه إليه، أمره بنقله فنُقل. وقد قيل: إن يوحنا بن ماسويه ممن نفذ إلى بلاد الروم[16].


من غريب ما يُذكر هنا أن يُقال: إن الخليفة المأمون قد وجه بنبش قبر كسرى[17]؛ لما ذُكر له أن في قبره تابوتًا فيه كُتُب القدماء. وهذه رواية تحتاج إلى تثبت؛ لأنها لا تعكس خلق الخليفة المسلم، مهما كان شغوفًا بالكتاب[18]. ولعل هذا من مبالغات الرواة؛ إذ لا يتفق مع شخصية الخليفة المأمون، التي لم تخرج عن شخصية المسلم المترفِّع عن مثل هذا الفعل.


وعلى أي حال، كانت الكتب قد ألقيت في السراديب عندما انتشرت النصرانية في اليونان، فجاء الخليفة المأمون ليفيد منها، في وقت شعر فيه ملوك الروم - ومنهم توفيل، تيوفيولس - بأن هذا الطلب كسب كبير لهم، حينما يطلب خليفة المسلمين هذه الكتب، بدلًا من الغرامات المادية. وقد عده الخليفة المأمون كسبًا علميًّا عظيمًا، وكان ملوك الروم قد جمعوا الكتب من أيدي الناس، وجعلوها في هيكل قديم، وأغلقوا عليها بابه، ففتح ملك الروم توفيل هذا الهيكل، وأرسل خمسة أحمال من كتب الحكمة إلى الخليفة المأمون[19].


مهما يكن من أمر، فلا يكاد مصدر أو مرجع يتحدث عن الخلافة الإسلامية عامةً وعن تاريخ العلوم خاصةً - يخلو من الحديث عن الخليفة المأمون ومواقفه القوية من العلم، إلى درجة إلزامه الآخرين بالوجهات التي تبناها. وتبرز هنا محنة خلق القرآن الكريم - والقرآن الكريم منزل غير مخلوق، وما كان للخليفة المأمون في هذه المحنة من جهود في عسف العلماء على موافقته على هذه الوجهة، وما لقيه هؤلاء الأفاضل من عنت ومشقَّة وتعذيب لفَت الانتباه.


لم تتوقف هذه الفتنة عند عهد الخليفة عبدالله المأمون، بل خلفه عليها بعضٌ ممن أتوا بعده، بوصية من الخليفة نفسه، أن يأخذوا بسيرته في القرآن الكريم من بعده - مع أن من أتى بعده من الخلفاء لم يكونوا في مستوى الخليفة المأمون في قوة العلم وغزارته[20]، وعلى هذا لم يكن هذا الطور كله خاليًا من المآخذ.

 

طور التأصيل:

في هذا الطور تبدأ مرحلة الإبداع والتأصيل، التي مهَّدت لها مرحلتا الأخذ والتمثل[21]؛ فالقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي شهد حركة تأليف، قامت على النظر فيما قيل من قبل، والوقوف عنده، والزيادة عليه، والحذف منه، مما لا يتناسب مع التوجه العام للخلافة، لا سيما من الناحية العقدية. ولا يفهم من الحذف هنا الإتلاف، وإنما كان الحذف بالإيضاح والمقارنة. فظهر في هذا الطور العلماء المؤصِّلون. وقد بدأت هذه المرحلة في منتصف القرن الثالث الهجري /التاسع الميلادي[22]. وليس في القرن الرابع، كما هو التصور الشائع عند بعض المؤرخين[23].


ومن جوانب الإبداع والتأصيل هنا: وجود المراجعين للنقول والترجمات، الذين كانوا يقابلونها بالأصل، وهذا يوحي بالدقة والأمانة العلمية. ولعل هذا يوحي كذلك بأنه كانت هناك انطباعات بأن بعض النقول والترجمات التي وصلت عن طريق السُّرْيان - كان يعتورها شيء من الوهن والضعف. ويمكن أن تعدَّ مرحلة المراجعة ممهدة للمرحلة التالية عليها، وهي النقل والترجمة المباشرة عن اليونانية، وعلى أيدي مترجمين مسلمين عرب، بعد أن كانت النقول والترجمات تنقل على أيدي السُّرْيان، فأضحت الترجمات في معظمها خالية من العيوب، "بل يمكن عدها آثارًا شامخة تدل على عناية وإخلاص وصدق في عملية الترجمة"[24].


لا يعني هذا أن النقل والترجمة المباشرة من اللغة نفسها كانت وليدة هذا الطور، وإنما ازدهرت فيه. ولا يعني هذا كذلك أن النقل والترجمة المباشرة - من اللغة نفسها - كانت خالية من الأخطاء والعيوب على الإطلاق؛ فالنظرة هنا نسبية.


كان النقل والترجمة عن اللغة اليونانية مباشرة شبه معدوم، في عصر الخلافة الأُموية، ثم صار في المنزلة الثانية، في الطور الأول من العصر العباسي، فأصبح ندًّا في بداية الطور الثاني، وتغلَّب على النقل السُّرْياني في النصف الثاني من الطور الثاني، (النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي)، حيث أصبح النقل والترجمة من السُّرْيانية في المنزلة الثانية بعد اليونانية[25].

 

أبرز النَّقلة والمترجمين:

تتَّضح في هذا الطور نقطةُ التحول في مرحلة الإبداع والتأصيل، ويبرز في هذا الطور يعقوب بن إسحاق الكندي، الذي يمثِّل نقطة التحول في هذا المجال، مع أنه لم يترك الترجمة، إلا أنه كان ينتقد أصحاب الكتب المترجمة ويخطِّئهم، وينقل ابن أبي أصيبعة في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء عن أبي معشر في: المذكرات أن الكندي "أحد أربعة حذَّاق الترجمة في الإسلام: حنين، وثابت بن قرة، وعمر بن الفرخان، والكندي"، هذا بالإضافة إلى سَعَة إسهاماته الإبداعية التأصيليَّة في فروع شتَّى[26].


ويذكر أنَّ للكندي مائتين وواحدًا وثلاثين (231) كتابًا؛ منها اثنان وعشرون (22) كتابًا في الفلسفة، واثنان وعشرون (22) كتابًا في الطب، واثنا عشر (12) كتابًا في السياسة، وأحد عشر (11) كتابًا في الحساب، وعشرة (10) كتب في الأحكام، وتسعة (9) كتب في المنطق، وثمانية (8) كتب في الكريات، وثمانية (8) كتب أخرى في الأبعاد، وسبعة (7) كتب في الموسيقا، وخمسة (5) كتب في النفس، وخمسة (5) كتب أخرى في تقدمة المعرفة.


وقد حصَر المؤلِّف هذه الكتب عن النديم في الفهرست، وله غيرها كثير، وكان الكندي معاصرًا للخليفة المأمون، والخليفة المعتصم إلى الخليفة المتوكل، يقول الذهبي في "سير أعلام النبلاء" عن الكندي: "إنه كان متَّهمًا في دينه، ساقطَ المروءة، همَّ بأن يجعل شيئًا مثل القرآن، فعجز"، وهذا القول عن الذهبي قد يحدُّ من الاندفاع وراء هؤلاء الأعلام، ويضعهم في المكانة الموضوعيَّة التي تليق بهم دون إفراط أو تفريط[27].


ومن أبرز النَّقلة والمترجمين في هذا الطور يوحنا بن البطريق، والحجاج بن يوسف بن مطر، وقسطا بن لوقا[28]، وعبدالمسيح بن ناعمة الحمصي، وحنين بن إسحاق، وإسحاق بن حنين بن إسحاق[29]، وثابت بن قرة الصابئ، وحبيش بن الأعسم، وغيرهم.


وأبرز هؤلاء حنين بن إسحق "فقد كان لهذا الرجل أثرٌ بارز على النقل، ويعدُّ أستاذًا فيه"[30]، فقد قيل: إنه يمثل العصر الذهبي للترجمة[31]، وإنه ترجم من كتب جالينوس خمسة وتسعين كتابًا إلى اللغة الرسيانية، وترجم منها إلى العربية تسعة وثلاثين كتابًا، وأصلح مما نقل تلاميذه ستة كتب إلى اللغة السُّرْيانية، ونحوًا من سبعين كتابًا إلى اللغة العربية، وأصلح - كذلك - معظم الكتب التي نقلها إلى السُّرْيانية سرجيس الراسُعيني وأيوب الرهاوي، وغيرهما من الأطباء، وقد وصلَت إلى خمسين كتابًا[32]، ويمكن أن يعد حنين بن إسحاق "أحسن مَن أجاد اللغة اليونانية، وخدم الترجمة، ونقل الثقافة في ذلك العصر"[33].



[1] رمزية محمد الأطرقجي، بيت الحكمة البغدادي وأثره في الحركة العلمية - مجلة المؤرخ العربي؛ مرجع سابق - ص: 336-337.

[2] جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي؛ مرجع سابق - 3/ 161.

[3] سليم طه التكريتي، بيت الحكمة في بغداد، وأثره في النهضة الفكرية خلال العصر العباسي - العربي؛ مرجع سابق - ص: 126-130.

[4] ممن ذكر خبر الرؤيا النديم في: الفهرست؛ مرجع سابق - ص: 339، وانظر: شحادة الخوري، حنين بن إسحاق: أحد بناة النهضة العلمية في العصر العباسي - التعريب؛ مرجع سابق - ص: 133-134، وتناقلها عنه، وعن غيره مؤلفون آخرون، ومنهم: علي حسين الشطشاط، الطبيب والمترجم والناقل ثابت بن قرَّة الحرَّاني؛ مرجع سابق - ص: 71-72، حيث يشكك - مع النديم - في صحة الرؤيا والرواية والإفادة منها.

[5] عبدالمغني المنشاوي، من أعلام الإسلام: المأمون - لواء الإسلام ع2 مج14 (شوال 1379هـ/ 1960م) - ص: 113-115.

[6] من الأعمال التي توسعت في الحديث عن المأمون: كتاب أحمد الرفاعي: عصر المأمون، في ثلاثة مجلدات، وأطنب النديم، في: الفهرست، في ذكره، بحسب الآثار التي أُلفت، أو نُقلت في عهده، وفي سلسلة أعلام العرب: المأمون: الخليفة العالم لمحمد مصطفى هدارة، عن الدار المصرية للتأليف والترجمة، ولعلي حبيب: العباسيون في التاريخ، عن مكتبة الشباب بالمنيرة، سنة 1980م، وغيرها كثير.

[7] انظر: علي حسين الشطشاط، الطبيب والمترجم والناقل ثابت بن قرة الحراني؛ مرجع سابق - ص: 76-77.

[8] كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي - ج4؛ مرجع سابق - ص: 91، وانظر حول بيت الحكمة: فيليب حتِّي وإدوارد جرجي وجبرائيل جبور، تاريخ العرب؛ مرجع سابق - ص: 378-379.

[9] انظر: رمزية محمد الأطرقجي، بيت الحكمة البغدادي وأثره في الحركة العلمية - مجلة المؤرخ؛ مرجع سابق - ص: 329-330.

[10] انظر: سليم طه التكريتي، بيت الحكمة في بغداد وأثره في النهضة الفكرية خلال العصر العباسي - العربي؛ مرجع سابق - ص: 128.

[11] عبدالستار الحلوجي، الكتب والمكتبات بين القديم والحديث - ط2 - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1422هـ/ 2002م - ص: 22.

[12] صقلية: جزيرة في البحر الأبيض المتوسط (بحر الغرب)، مثلثية الشكل، فتحها أسد بن الفرات سنة 212هـ أيام المأمون، وفيها جبال وآثار وأشجار؛ انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان؛ مرجع سابق - 3/ 416-419.

[13] أحمد فريد رفاعي، عصر المأمون؛ مرجع سابق - ص: 377.

[14] يذكر الكتبي في: فوات الوفيات (2: 237): أن ملك الروم أهدى للمأمون تحفًا سنية، منها مائة رطل مسك، ومائة حلة سمور، فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام، وذل الفقر، وعلق على هذا فيليب حتي وإدوارد جرجي وجورج جبُّور في: تاريخ العرب؛ مرجع سابق - ص: 365، بأن ملك الروم هذا قد يكون ميخائيل الثالث.

[15] القسطنطينية: دار ملك الروم في ذلك العصر، ويقال لها إسطنبول، عَمَرها ملك الروم قسطنطين فسميت باسمه، فتحها المسلمون، وكانت مقرًّا لعاصمة الخلافة العثمانية زمنًا؛ انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان؛ مرجع سابق - 4/ 347-348، وهي الآن من أهم مدن تركيا.

[16] النديم، الفهرست؛ مرجع سابق - ص: 547، (الفن الثاني من المقالة السابعة).

[17] لعله كسرى أنوشروان، فقد كان محبًّا للعلم وأهله؛ انظر: النديم، الفهرست؛ مرجع سابق - ص: 300، ويصعب تحديده من لقبه المجرد من الاسم.

[18] صديق بن حسن القنوجي، أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم - 3مج - أعده للطبع ووضع فهارسه: عبدالجبار زكار - دمشق: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، 1978م - 1/ 135.

[19] انظر: عمر فروخ، تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون؛ مرجع سابق - ص: 114.

[20] جمال الدين سرور، "عصر المأمون عصر في النهضة الفكرية العربية هي من أزهى العصور، أرسل الرسل يجمعون له كتب الإغريق" - العربي؛ مرجع سابق - ص: 106 - 109.

[21] حكمت عبدالكريم فريحات وإبراهيم ياسين الخطيب، مدخل إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية - عمان: دار الشروق، 1989م - ص: 65-68.

[22] انظر: فؤاد سزكين، نقل الفكر العربي إلى أروبا اللاتينية - ص: 285-297.

في: حلقة وصل بين الشرق والغرب: أبو حامد الغزالي وموسى بن ميمون - مرجع سابق.

[23] فريد جحا، العلم عند العرب للمستعرب الإيطالي ألدوميلي - ص: 51 - 63.

في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - ص407ص.

[24] محمد مروان السبع، حركة الترجمة العلمية وتوسعها في العصر العباسي - ص: 189.

في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - 407ص.

[25] إسماعيل مظهر، تاريخ تطور الفكر العربي بالترجمة والنقل عن الثقافة اليونانية (4) - المقتطف - مج67، ع2 (8/1925م) - ص: 349-356.

[26] جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي؛ مرجع سابق - (3/ 163، 164).

[27] انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء؛ مرجع سابق – 12/ 337؛ وانظر: جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي؛ مرجع سابق - 3/ 196 – 197.

[28] قسطا بن لوقا البعلبكي: كان ناقلًا خبيرًا باللغات، فاضلًا في العلوم الحكيمة وغيرها، نقل كتبًا كثيرة عن اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وكان يجيد النقل، فصيح اللِّسان اليوناني والسرياني والعربي، وأصلح نقولًا كثيرة، وله تآليف كثيرة؛ انظر: ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء؛ مرجع سابق - ص: 280و 329.

[29] أبو يعقوب إسحاق بن حنين: في نجاد أبيه في الفضل، وصحة النقل، من اللغة اليونانيَّة والسريانيَّة إلى اللغة العربية، وكان أفصح من أبيه في العربية، توفي بالفالج سنة 298هـ/ 910م، وله تآليف؛ انظر: النديم، الفهرست؛ مرجع سابق - ص: 356.

[30] محمد على الزركان: حنين بن إسحق: شيخ المترجمين العرب - ص: 169 – 184.

في: أبحاث المؤتمر السنوي السادس لتاريخ العلوم عند العرب؛ مرجع سابق - 407ص.

[31] جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي؛ مرجع سابق - 3/ 163 - 164، وانظر أيضًا: ماهر عبدالقادر محمد، حنين بن إسحق: العصر الذهبي للترجمة - بيروت: دار النهضة العربية، 1987م - حيث يدور الكتاب كله حول هذا المفهوم.

[32] انظر: شحادة الخوري، حنين بن إسحق: أحد بناة النهضة العلمية في العصر العباسي - التعريب؛ مرجع سابق - ص: 142، وينقل الخوري بعض المترجمات عن: ماهر عبدالقادر محمد، حنين بن إسحق: العصر الذهبي للترجمة؛ مرجع سابق - ص: 77 وما بعدها.

[33] انظر: محمد أحمد زيود: مدرسة آل حنين وأثرها في التراث العلمي العربي - ص: 373.

في: الحضارة العربية الإسلامية في العصور الإسلامية ودورها في بناء الحضارة العالمية - مرجع سابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية (مدخل)
  • بين النقل والترجمة والتعريب
  • مراحل النقل والترجمة
  • مراكز النقل والترجمة في الخلافة العباسية (الطور الأول)
  • مراكز النقل والترجمة الخلافة العباسية (الطور الثالث)
  • خاتمة كتاب النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية
  • الآثار الإيجابية للترجمة
  • مراحل النقل والترجمة.. الدوافع العلمية للتجسير الحضاري
  • مراحل النقل والترجمة

مختارات من الشبكة

  • تحية لأهل السبل السوية(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • المراكز المعلوماتية والفهرسة الحاسوبية إلى أين؟!!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أوكرانيا: افتتاح المركز الإسلامي لتتار القرم بمدينة ليفوف(مقالة - المسلمون في العالم)
  • من الإعجاز الطبي في السنة : تداعيات واستجابات أعضاء الجسم(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • افتتاح مركز دراسات القرآن الكريم بالمسجد المركزي بمدينة أرسك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مراكز الرؤية بين التحديات والطموح: دراسة حق الرؤية من قانون الأحوال الشخصية بدولة الكويت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تقويم برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في مراكز توعية الجاليات بالمملكة العربية السعودية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مراكز الأبحاث والدراسات الغربية امتداد للمؤسسة الاستشراقية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسلمون الإيطاليون يعرضون تحويل المساجد إلى مراكز تطعيم ضد كورونا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مراكز البحوث.. والمؤشر(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب