• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

فتح الأندلس

مشاري بن علي النملان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/1/2017 ميلادي - 18/4/1438 هجري

الزيارات: 97953

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتح الأندلس

 

المقدّمة:

لما أتمَّ المسلمون فتح بلاد المغرب "كان فتحُ العرب الأندلسَ امتدادًا طبيعيًا بعد أن تمّ لهم فتحُ الشمال الإفريقي"[1]. فكان دخول الإسلام في أرجاء شمال إفريقية إشارةٌ واضحةٌ على انطلاق حركة الفتح الإسلامي لاحقًا إلى الضفّة الأخرى، إلى شبه جزيرة إيـبـيريا التي عُرفت لاحقًا بمسمّى الأندلس.

 

أصل مسمّى الأندلس:

وأصلُ كلمة الأندلس مأخوذٌ من قبائل الوندال (Vandals) التي تعودُ إلى أصلٍ جرماني، وكانت قد احتلت شبه جزيرة إيبيريا في القرنين الثالث والرابع الميلادي، فسميّت هذه البلادُ: فاندلسيا (Vandalusia)؛ أي: بلادُ الوندال[2].

 

ثمّ كان مسمّى الأندلس شاملاً لما ملكهُ المسلمون من شبه الجزيرة الإيبرية (إسبانيا والبرتغال)، وقد ظلَّ الاسمُ يطلقُ على ما حكمهُ المسلمون من هذه الأراضي قلّ أو كثُر، ففي أواخر حكم المسلمين للأندلس في القرن التاسع الهجري كان المرادُ بالأندلس: مدينةُ غرناطة وما يتبعها من المدن المجاورة لها فقط؛ كـ: مالقة، ووادي آش، وبسطة، وغيرها من الحصون والقرى، بينما كان المراد في الأندلس في القرون الأولى حتى أواخر القرن الهجري الخامس أغلب إسبانيا والبرتغال ما عدا بعض الأماكن المحدودة في أقصى الشمال الإسباني[3].

 

وحينما أتمّ المسلمون فتح إفريقية كانت الأندلس ذلك الحين تحت نفوذ وسلطة قبائل القوط الجرمانية[4]. وقد كان الشعبُ يرزحُ تحت ظلمهم ويعاني من ذلك أشدَّ الويلات، فكانت هذه المعاملة السيئة والتسلط من قبل القوط أحد المسبّبات التي ساهمت في تقبّل أهل هذه البلاد للإسلام بل ودخولهم فيه أفواجًا حتى برز من علماء الأندلس العشرات ممّن كانت أصولهم نصرانية[5].

 

وآخرُ من ملك الأندلسَ من القوط: لذريق، والذي قتلَ لاحقًا على يد المسلمين[6]، وكان قد غصب الملك من أبناء ملك القوط غيطشة بعد وفاته[7].

 

بدايات فكرة فتح الأندلس:

كات فكرة الفتح الإسلامي للأندلس تعودُ إلى زمن الخليفة عثمان بن عفّان رضي الله عنهُ؛ وذلك أنّ عقبة بن نافع الفهري كان يفكّرُ في اجتياز المضيق من إفريقية إلى إسبانيا لو تيسّرَ لهُ ذلك[8].

كما أنّ موسى بن نصير قبل فتح الأندلس بسنوات كانَ قد أرسلَ ابنه عبد الله سنة 89 هـ ففتح جزائر الأندلس الشرقية أو جزر البليار[9]: ميورقة (Malloraca)، ومنورقة (Minorca)[10]، فكان هذا الفتحُ المبكّرُ أيضًا أحد عوامل تيسير فتح الأندلس لاحقًا.

 

سرايا ما قبل فتح الأندلس:

ولـمّا شرعَ المسلمونَ في فتح الأندلس سنة 92 هـ بقيادة طارق بن زياد، ثمّ بمعية موسى بن نصير لـمّا دخلَ لاحقًا، كان أن أرسلوا سرية استكشافية بقيادة طريف بن مالك في رمضان سنة 91 هـ كان المقصدُ منها سبرُ الأحوال والأوضاع قبل دخول الأندلس[11]. وقد عُرفَ الموضعُ الأوّلُ الذي وطأتهُ أقدامُ هذه السريّة بـ(جزيرة طريف) نسبةً إلى قائد هذه السرية، وتعرفُ إلى اليوم بـ (Tarifa)[12]، وكانت سريِّتهُ مكونةٌ من 400 رجل معهم 100 فرسٍ عبروا المجاز في أربع مراكب[13].

 

 

العبور الأول لجيوش المسلمين:

كان طارق بن زياد آنذاك واليًا على طنجة[14]، فعبرَ بمن معهُ من المسلمين في سبعة آلاف رجل متّجهًا إلى الأندلس في رمضان سنة 92 هـ، وذلك بعد نجاح سرية طريف بن مالك، وذلك بعد إذنٍ لهُ من موسى بن نصير بدخول الأندلس[15].

 

وكان أوّلُ منزلٍ نزلهُ في الأندلس عند المضيق على جبلٍ صخريٍ سمّيَ (جبل طارق = Gibraltar)[16]، وما زالَ هذا المضيقُ يحملُ هذا الاسم الذي سجّل لهُ في تاريخ المسلمين صفحات مشرقة، كما عرفَ هذا الجبلُ باسم (جبل الفتح)[17].

 

وتسمّى المنطقةُ الواقعةُ بين أوروبا وشمال إفريقية أيّ منطقة المضيق (مضيق جبل طارق) بـ المجاز أو الزُّقَاق[18].

 

وقد ذهبَ ابن حزم (ت: 456 هـ) في رسالته حول فضل الأندلس[19] إلى أنّ فاتحي الأندلس هم الجماعة الثانية المعنية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي مدحها وأثنى عليها خيرًا[20]:

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلُ على أمِّ حرام بنت ملحان، فتطعمهُ، وكانت أمُّ حرام تحتَ عبادة بن الصامت، فدخلَ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمتهُ وجعلتْ تُفْلي رأسهُ، فنامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثمّ استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلتُ: وما يضحككَ يا رسولَ الله؟ قال: «ناسٌ من أمّتي عرضوا عليَّ، غزاة فى سبيل الله، يركبون ثَبَج هذا البحر، ملوكًا على الأسرِّة، أو مثل الملوك على الأسرة». شكّ إسحاق. قالت: فقلتُ: يا رسول الله ادعُ اللهَ أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ وضع رأسهُ، ثمّ استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناسٌ من أمّتي عرضوا عليّ، غزاة فى سبيل الله». كما قال في الأوّل. قالتْ: فقلت: يا رسولَ الله ادعُ اللهَ أن يجعلني منهم. قال: «أنتِ من الأوّلين». فركبت البحرَ فى زمان معاوية بن أبي سفيان، فصرعتْ عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت[21].

 

إذنْ فالجماعة الثانية الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأمِّ حرام أنّها ليست منهم هم فاتحو الأندلس في رأي ابن حزم رحمه الله.

 

وقد بلغَ عددُ جيش طارق بن زياد 7 آلاف مقاتل أكثرهم من البربر، مع وجود بعض العرب في الجيش الداخل إلى الأندلس[22].

 

وذهبَ بعضُ المؤرّخينَ كالإدريسيّ إلى أنّ طارقًا قد أمرَ بإحراق السفن فور عبوره المضيق تشجيعًا لجيشه على مقارعة العدو[23]، وقد ذهب عددٌ من المؤرخين المعاصرين إلى أنّ ذلك لا يصحُّ كالدكتور عبد الرحمن الحجّي[24]، وذهب الأستاذ محمد عبد الله عنان إلى عدم استحالة كون ذلك[25]، وكذلك جنحَ الدكتور شوقي أبو خليل إلى صحّة قصّة إحراق السفن[26]، وعمومًا فرأيُّ الدكتور الحجّي وجيهٌ ومبرّراتهُ معقولةٌ.

 

أوّلُ الفتوح:

وكانت أوّل مدينةٍ افتتحها طارقُ قبلَ لقاءه بلذريق (قرطاجنّة)[27]، وذكر الدكتور محمود علي مكّي أنّ اسمها قَرطاجة (Carteya)[28].

 

وكان أن علم لذريق ملك القوط بدخول المسلمين بلاده عن طريق أحد أمراءه المعروف بـ (تدمير) المنسوبُ إليه إقليم تُدمير شرق الأندلس[29]، فسارع للقاء طارق وجيشه قبل توغلهم في البلاد؛ فحشدَ جيشًا كان عدادهُ قريبًا من مائة ألف، فلمّا علم طارق بما حشدهُ من المقاتلين إلاّ أن أرسل إلى موسى بن نصير يطلبهُ المددَ، فأرسلَ إليه خمسة آلاف مقاتل[30]. ويعدُّ هذا المددُ هو العبورُ الثاني لجيوش المسلمين.

 

وكان أن تقابلَ الجيشان في موضعٍ اسمهُ وادي لكُّة (Guadalete)[31] في 28 رمضان سنة 92 هـ؛ فكان أن انتصرَ المسلمون على القوط انتصارًا ظافرًا، وقد أسفرت هذه المعركة الفاصلة عن مقتل لذريق أو غرقه[32]، وانقسام جيشه بين مقتولٍ ومأسورٍ وفارٍ، فكانت هذا المعركة سببًا لحسم أمور فتح الأندلس[33]، وحول ذلك يقول الدكتور محمود مكّي: "وبهذا الانتصار انفتحت أبواب الأندلس لطارق بن زياد"[34].

 

وبادر طارق فور انتصاره إلى مهاجمة مدينة إستجة (Ecija)[35] فتقاتل مع حاميتها ومن فرَّ إليها من المنهزمين، فتمكّن من هزيمة من بها وفتح هذه المدينة[36].

 

وكان قبل فتحه لإستجة قد فتح عددًا من المدن الأندلسية الجنوبية؛ وهي: شذونة (Medina Sidonia)[37] وقد فتحها بعد حصارٍ قصيرٍ، مورور (Moron)[38]، قرمونة (Carmona)[39]، إشبيلية (Sevilla)[40] وكان أن فتحها صلحًا دون قتال[41].

 

ومن إستجة أرسل طارقُ مغيثًا الرومي في 700 رجل لفتح قرطبة (Cordoba)[42] ففتحها[43]. كما أرسل سرايا لفتح كلٍّ من: مالقة (Malaga)[44]، وغرناطة (Granada)[45]، ومُرسية (Murcia)[46]، فتمّ للمسلمين فتحها بكلّ سهولة[47].

 

توّجهَ طارق بعد ذلك إلى طليطلة (Toledo)[48] عاصمةُ القوط، فوجدها شبهَ خاليةٍ من أهلها الذين فرّوا من المسلمين، فاستولى عليها ثمّ فتح كلاًّ من: وادي الحجارة[49] (Gudalajara)، ومدينة المائدة[50][51]، ويرى الدكتور عبد الرحمن الحجّي أن مدينة المائدة لعلها قلعة هنارس (Alcala de Henares) المعروفةُ أيضًا بـ(قلعة عبد السلام)[52]. ثمّ رجعَ طارق بعد ذلك إلى طليطلة.

 

العبورُ الثالثُ لجيوش المسلمين:

وكان أنْ دخلَ موسى بن نصير الأندلسَ في رمضان سنة 93 هـ ومعه 18 ألفًا[53]، وقد عُرف الموضعُ الذي انطلق منه في المغرب نحو الأندلس عند دخولها بـ(جبل موسى)[54] وقيل (مرسى موسى)[55].

 

وقد رأى بعض المؤرخين أنّ موسى ما عبر إلى الأندلس لمشاركة طارق في فتحها إلاّ حسدًا منه لطارق[56]، وأنّه قد أهانهُ وضربه أيضًا، وقد ردَّ الدكتور شوقي أبو خليل والدكتور عبد الرحمن الحجّي على هذه الفرية ونفوها[57]، وفي نظري أنّ ما ذهبا إليه هو الصحيح، فلموسى بن نصير فتوحات سابقة وجهود عظيمة لا تجعله يحسد طارق على ما قام به من نشر الإسلام، وأما مشاركتهُ في فتح الأندلس فلكونه هو الأمير وطارق أحد ولاته، وتدخلهُ حرصٌ منه على مشاركته في هذا الفضل، وأمّا ما قيل من معاتبته لطارق ومحاسبته، فلا يصحّ ذلك، وقد يكونُ قد عاتبه على تعجلّه في الفتح وعدم التريّث حتى يستقرّ الوجود الإسلامي في البلاد المفتوحة، ولكنّهُ بعد أن لقيهُ توجها سويةً إلى سرقسطة لفتحها وفتح ما حولها من المدن، ثمّ حين أمرهُ الوليدُ بالعودة؛ رجعَ منها ومعهُ طارق، فلا أدلَّ على ذلك من تمام المودة والمحبّة بينهما.

 

وكان أوّلَ فتوح موسى في الأندلس مدينة شذونة، افتتحها عنوة، ثمّ فتحَ قرمونة عنوةً أيضًا، ثمّ فتحَ إشبيلية بعد أن حاصرها أشهرًا، ومنها انطلقَ غربًا إلى ماردة (Merida)[58] فافتتحها بعد حصار وحروب في شوّال سنة 94 هـ، ثمّ ثار أهل إشبيلية على من بها من حامية المسلمين فقتلوهم، فأرسل موسى بن نصير ابنه عبد العزيز فأعادَ افتتاحها وقتل من بها، كما قامَ عبد العزيز أيضًا بفتح لبلة (Niebla)[59][60].

 

لقاءُ موسى وطارق:

بعد أن أتمّ موسى بن نصير فتح المدن السابقة انطلق إلى طليطلة يريدُ طارق بن زياد، فخرج إليه طارقٌ فلقيه في طلبيرة (Talavera)[61][62]، ثمّ انطلقا من طليطلة إلى سرقسطة (Zaragoza)[63] فافتتاحاها وما حولها من المدن في الثغر الأندلسي الأعلى[64].

 

وبعد أن أتمّا فتح أكثر بلاد الأندلس خرجا منها إلى الشَّام بعد أن أمرهما الخليفة الوليد بن عبد الملك بالعودة، فاستخلف موسى ابنهُ عبد العزيز فكانَ أوّلَ ولاة الأندلس بعد حركة الفتح، وكان أن اختار إشبيلية قاعدةً للأندلس[65]، وقد قام ثالثُ ولاة الأندلس: الحرُّ بن عبد الرحمن الثقفي بنقل مقرِّ الإمارة من إشبيلية إلى قرطبة[66].

 

فتوحات عصر الولاة:

ولم تتوقّف حركة الفتح الإسلامي في الأندلس بمجرّد خروج موسى وطارق، فقد قام بقية ولاة الأندلس باستكمال حركة الفتح الإسلامي فيما وراء الأندلس في سهول فرنسا وما جاورها، أمّا في الأندلس (وهذا الذي يعنينا) فقد استشهد والي الأندلس السمح بن مالك الخولاني سنة 102 هـ في إحدى غزواته عند طرسونة[67] (Tarazona)[68].

 

وهذا والي الأندلس عقبة بن الحجّاج السَّلولي الذي وليها سنة 116 هـ قد فتح بنبلونة[69] وجلِّيقية[70] "وعمّتْ فتوحاتهُ جليقية كلّها غيرَ الصخرة"[71].

 

الخاتمة:

هذا ما تيسرَّ الحديثُ حوله وبحثه من أخبارٍ حول فتح المسلمين للأندلس، ويظهرُ من البحث التالي:

(1) أنّ مسمى الأندلس يعود إلى قبيلة سكنت الأندلس تعرف بالوندال.

(2) أنّ فكرة فتح الأندلس لم تكن فكرة متأخرة بل وجدت هذه الفكرة منذ زمن الخليفة عثمان رضي الله عنه.

(3) أن فتح الأندلس لم يكن إلاّ بعد رسوخ الإسلام في أقطار شمال إفريقيا، بدليل أن طريف بن مالك وطارق بن زياد كانا من البربر الذين دخلوا الإسلام حديثًا، وكذلك كان أكثر جيشهما من البربر، فدلّ ذلك على تمكن الإسلام في قلوبهم حتى أنهم سعوا وبادروا إلى نشر الإسلام في الأندلس وإنقاذ أهله من الضلال.

(4) أنّ فتح الأندلس في غالبه كان مصالحة؛ لتشوّف أهلها ورغبتهم في الإسلام؛ وذلك لكثرة الظلم الذي ذاقوه من حكّام القوط ولما سمعوه من عدل الإسلام وإنصافه مع أهل البلاد المفتوحة.

(5) لم يتوقف المسلمون عند الأندلس، فقد انطلقوا منها إلى سهول فرنسا ينشرون الإسلام حتى وصلوا قريبًا من باريس، كما وصلوا إلى سويسرا وأكثر إيطاليا.

(6) لتعلم مدى رسوخ الإسلام في هذه البلاد، اعلم أن فتح الأندلس لم يستغرق سوى 3 سنوات تقريبًا، بينما استمرت حركة الاسترداد النصرانية أكثر من 4 قرون مع الفرق الشاسع، فحركة الفتح الإسلامي صاحبها العدل والبناء والحضارة، أما حركة الاسترداد فقد صاحبها محو كثير من معالم الحضارة الإسلامية مع ما تضمّنته من قتل وتهجير وتنصير ومحو لكلّ ما يدل على عربية وإسلامية الأندلس في الحركة المسمّاة بـ(محاكم التفتيش) التي كانت سبّة وعارًا على جبين إسبانيا النصرانية.

(7) كان الحكم الإسلامي للأندلس محطّة تنوير ونقلة علمية نقلت أوروبا من وحل الظلام والجهل والعصور المتخلفة إلى عصر الحضارة والتطور الذي قام بشكل كامل على التراث الإسلامي في الأندلس خاصة.

 

المراجع:

(1) أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها، مؤلف مجهول، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، القاهرة، 1989م.

(2) البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، أحمد بن محمد بن عذاري، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، تونس، 2013م.

(3) المعجب في تلخيص أخبار المغرب، عبد الواحد بن علي المراكشي، تحقيق: محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي، مطبعة الاستقامة، القاهرة، 1949م.

(4) تاريخ افتتاح الأندلس، محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن القوطية، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، 1989م.

(5) جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، محمد بن فتوح الحميدي الميورقي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2008م.

(6) رسائل ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد ابن حزم القرطبي، تحقيق: د. إحسان عبّاس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2007م.

(7) صحيح البخاري ، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: د. محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة، السعودية، 1422 هـ.

(8) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقرّي التلمساني، تحقيق: د. إحسان عبّاس، دار صادر، بيروت، 1988م.

 

المصادر:

(1) بلدان الأندلس في أعمال ياقوت الحموي الجغرافية، د. يوسف أحمد بني ياسين، مركز زايد للتراث والتاريخ، الإمارات، 2004م.

(2) تاريخ الأندلس السياسي، د. محمود علي مكي، بحثٌ نشرَ ضمن كتاب: (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس)، تحرير: د. سلمى الخضراء الجيوسي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1999م.

(3) التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، د. عبد الرحمن الحجّي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدوحة، 2012م.

(4) جزر الأندلس المنسية (التاريخ الإسلامي لجزر البليار)، د. عصام سالم سيسالم، دار العلم للملايين، بيروت، 1984م.

(5) دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة.

(6) فتح الأندلس، د. شوقي أبو خليل، دار الفكر المعاصر، بيروت، 2011م.

(7) مع الأندلس لقاء ودعاء، د. عبد الرحمن الحجّي، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، 2011م.

(8) موسوعة الديار الأندلسية، د. محمد عبده حتاملة، عمّان، 1999م.

(9) موسوعة تاريخ الأندلس، د. حسين مؤنس، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1996م.



[1] تاريخ الأندلس السياسي: 1 / 55.

[2] التاريخ الأندلسي: 32، موسوعة تاريخ الأندلس: 10.

[3] التاريخ الأندلسي: 33.

[4] دولة الإسلام في الأندلس: 1 / 38.

[5] التاريخ الأندلسي: 170 – 179.

[6] البيان المغرب: 2 / 7.

[7] تاريخ افتتاح الأندلس: 29.

[8] التاريخ الأندلسي: 42 – 43.

[9] جزر الأندلس المنسية: 53 – 55.

[10] جزر البليار أو الجزائر الشرقية: أشهرها ميورقة وقد سقطت سنة 627 هـ، ومنورقة وقد سقطت سنة 686 هـ، ويابسة وقد سقطت سنة 633 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 366 - 390.

[11] نفح الطيب: 1 / 229.

[12] طريف: مدينة صغيرة تقع جنوب الأندلس. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 671 - 674، مع الأندلس لقاء ودعاء: 27.

[13] أخبار مجموعة في فتح الأندلس: 16، نفح الطيب: 1 / 229.

[14] جذوة المقتبس: 23.

[15] تاريخ افتتاح الأندلس: 34.

[16] وقد سقط جبل طارق بيد النصارى سنة 867 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 359 – 363.

[17] التاريخ الأندلسي: 49.

[18] جذوة المقتبس: 23.

[19] رسائل ابن حزم الأندلسي: 2 / 171 – 188.

[20] نفح الطيب: 3 / 161.

[21] صحيح البخاري حديث رقم (2788) و(2789).

[22] موسوعة تاريخ الأندلس: 1 / 17، تاريخ الأندلس السياسي: 1 / 60.

[23] دولة الإسلام في الأندلس: 1 / 48.

[24] التاريخ الأندلسي: 62.

[25] دولة الإسلام في الأندلس: 49.

[26] فتح الأندلس: 44 – 46.

[27] تاريخ افتتاح الأندلس: 35.

[28] تاريخ الأندلس السياسي: 60.

[29] نفح الطيب: 1 / 240.

[30] أخبار مجموعة: 18.

[31] موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 1136 – 1142.

[32] دولة الإسلام في الأندلس: 1 / 45.

[33] البيان المغرب: 2 / 14، أخبار مجموعة: 18، نفح الطيب: 1 / 259.

[34] تاريخ الأندلس السياسي: 60.

[35] إستجة: تقع جنوب قرطبة، وقد سقطت سنة 662 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 56 – 62.

[36] أخبار مجموعة: 19.

[37] شذونة: مدينة تقع جنوب الأندلس. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 531 – 535.

[38] مورور: مدينةٌ تقع جنوب الأندلس. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 1071 – 1075.

[39] قرمونة: مدينة تقع شرق إشبيلية، وقد سقطت سنة 644 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 825 – 835.

[40] إشبيلية: من مدن الأندلس الكبار، وكانت تسمى (حمص) لنزول جند حمص بها، وبها كانت إمارة بني عبّاد، سقطت سنة 646 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 70 – 87.

[41] نفح الطيب: 1 / 260، التاريخ الأندلسي: 64.

[42] قرطبة: كانت عاصمة المسلمين بالأندلس طوال خمس قرون، وبها كانت إمارة بني جهور، سقطت سنة 633 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 800 – 823.

[43] البيان المغرب: 2 / 15 – 16، نفح الطيب: 1 / 260 – 263، أخبار مجموعة: 21.

[44] مالقة: مدينةٌ تقع جنوب غرب غرناطة، تقع على ساحل البحر، وقد سقطت بيد النصارى سنة 892 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 996 – 1007.

[45] غرناطة: من مدن جنوب الأندلس، كان بها إمارة بني زيري زمن ملوك الطوائف، ثمّ قامت فيها لاحقًا مملكة بني الأحمر آخر سلاطين المسلمين بالأندلس، سقطت سنة 897 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 721 – 751.

[46] مرسية: من مدن شرق الأندلس، وهي من بناء المسلمين، سقطت سنة 664 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 1037 – 1042.

[47] نفح الطيب: 1 / 263، البيان المغرب: 2 / 17.

[48] طليطلة: تقع وسط الأندلس، وبها قامت إمارة بني ذي النون زمن ملوك الطوائف، سقطت سنة 478 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 690 – 704.

[49] وادي الحجارة: تقع شمال شرق طليطلة، تعرف أيضًا باسم مدينة الفرج، سقطت سنة 478 هـ. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 1129 – 1135.

[50] نفح الطيب: 1 / 264 - 265، البيان المغرب: 2 / 18، أخبار مجموعة: 23.

[51] المائدة: مدينة تقع في أحواز طليطلة. موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 985 – 986.

[52] التاريخ الأندلسي: 66.

[53] أخبار مجموعة: 24، نفح الطيب: 1 / 269، البيان المغرب: 2 / 18.

[54] نفح الطيب: 1 / 269.

[55] تاريخ افتتاح الأندلس: 35.

[56] البيان المغرب: 2 / 19، نفح الطيب: 1 / 269، تاريخ افتتاح الأندلس: 35، أخبار مجموعة: 24.

[57] فتح الأندلس: 58، التاريخ الأندلسي: 88 – 91.

[58] ماردة: من مدن غرب الأندلس، سقطت سنة 628 هـ. بلدان الأندلس: 466 - 467، موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 987 – 995.

[59] أخبار مجموعة: 24 – 26، البيان المغرب: 2 / 19 - 22، تاريخ افتتاح الأندلس: 35.

[60] لبلة: تقع غرب إشبيلية، سقطت سنة 655 هـ. بلدان الأندلس: 456 – 458، موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 933 – 938.

[61] أخبار مجموعة: 26، البيان المغرب: 2 / 22.

[62] طلبيرة: مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة. بلدان الأندلس: 388، موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 676 – 682.

[63] سرقسطة: من مدن الثغر الأعلى، وبها كانت إحدى ممالك الطوائف، سقطت سنة 512 هـ. بلدان الأندلس: 333 – 338، موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 501 – 510.

[64] البيان المغرب: 2 / 23، أخبار مجموعة: 26،

[65] البيان المغرب: 2 / 30، المعجب: 11 – 12.

[66] البيان المغرب: 2 / 32.

[67] البيان المغرب: 2 / 33.

[68] طرسونة: من مدن الثغر الأندلسي الأعلى. بلدان الأندلس: 380، موسوعة الديار الأندلسية: 2 / 646 – 648.

[69] بنبلونة: من مدن شمال الأندلس، خرجت عن الحكم الإسلامي مبكرًا. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 320 – 323.

[70] جليقية: إقليم واسع يقع شمال غرب الأندلس. موسوعة الديار الأندلسية: 1 / 402 – 407.

[71] البيان المغرب: 2 / 37.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتوح الأندلس
  • مدينة جيان الأندلسية
  • الأندلس
  • فتح مدينة هرقلة (شوال 190هـ)
  • فتح رمطة ووقعة المجاز في صقلية سنة 354هـ
  • نصوص أوروبية عن فتح الأندلس

مختارات من الشبكة

  • فتحان في رمضان!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفاضل بعض أعمال البر قبل فتح مكة وبعده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أحداث رمضان (3) فتح مكة ودروس الفتح(مقالة - ملفات خاصة)
  • معركة نهاوند (فتح الفتوح)(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • بل هو فتح.. وفتح عظيم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعليم الكلمات بالفتح (للأطفال)(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • قصة قادة فتح المغرب العربي وصور من حضارة المغرب الإسلامية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • مخطوطة تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح (المجلد الثاني)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح (المجلد الأول)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حدث في 1 رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب