• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الأوزاعي إمام أهل الشام

الأوزاعي إمام أهل الشام
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/3/2016 ميلادي - 22/5/1437 هجري

الزيارات: 86403

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأوزاعي إمام أهل الشام


الحمد لله الذي له ملك السموات والأرض، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير،هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم،والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، أما بعد:

فإن الأَوْزاعي أحد أئمة المسلمين المشهورين؛ من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني القراء الكرام بشيء من سيرته المباركة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الاسم والنسب:

هو: عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد الأَوْزاعي،عالم وإمام أهل الشام.

 

كنيته: أبو عمرو؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 147).

 

الأوزاع: اسم وقع على موضع مشهور بمدينة دمشق، يُعرَف بالأوزاع، سكنه في صدر الإسلام بقايا من قبائلَ شتى؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 154).

 

ميلاده:

ولد الأَوْزاعي سنة ثمان وثمانين؛ (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي جـ 1 صـ 143).

 

بداية الأَوْزاعي في طلب العلم:

خرج الأَوْزاعي في بعثٍ (مجاهدًا) إلى اليمامة، فلما وصل إليها دخل مسجدها، فاستقبل سارية يصلي إليها، وكان يحيى بن أبي كثير قريبًا منه، فجعل يحيى ينظر إلى صلاته فأعجبته، وقال: ما أشبه صلاة هذا الفتى بصلاة عمر بن عبدالعزيز! قال: فقام رجل من جلساء يحيى فانتظر حتى إذا فرغ الأَوْزاعي من صلاته أخبره بما قال يحيى، فجاء الأَوْزاعي حتى جلس إليه، فسأله عن بلده، وعن حاله، وجرى بينهما كلام، فترك الأَوْزاعي الديوان، وأقام عند يحيى مدة يكتب عنه، وسمع منه، فقال له يحيى: ينبغي لك أن تبادر إلى البصرة؛ لعلك أن تدرك الحسن البصري ومحمد بن سيرين فتأخذ عنهما، فانطلق إليهما، فوجد الحسن قد مات قبل دخوله بشهرين، وابن سيرين كان مريضًا، فمات، لم يسمع الأَوْزاعي من ابن سيرين شيئًا؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 159).

 

شيوخ الأَوْزاعي:

حدَّث الأَوْزاعي عن: عطاء بن أبي رباح، وأبي جعفر الباقر، وعمرو بن شعيب، ومكحول، وقتادة، وبلال بن سعد، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وعمير بن هانئ، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعبدالله بن عامر اليحصبي، وإسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، وشداد أبي عمار، وعبدالله بن عبيد بن عمير، وعبدالرحمن بن القاسم، وعطاء الخراساني، وعكرمة بن خالد، وعلقمة بن مرثد، وابن المنكدر، وميمون بن مهران، ونافع مولى ابن عمر، والوليد بن هشام، وخلق كثير من التابعين، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 108).

 

تلاميذ الأَوْزاعي:

روى عنه: ابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير - وهما من شيوخه - وشعبة، والثوري، ويونس بن يزيد، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبدالعزيز، وابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، وإسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو عاصم النبيل، وخلق كثير؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 108).

 

منزلة الأَوْزاعي العلمية:

(1) قال أبو رزين اللخمي: أول ما سئل الأَوْزاعي عن الفقه سنة ثلاث عشرة ومائة وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، ثم لم يزل يفتي بعد ذلك بقية عمره إلى أن توفي رحمه الله؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 161).

 

(2) قال هِقْل بن زياد: أجاب الأَوْزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها؛ (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي جـ 1 صـ 144).

 

(3) قال موسى بن يسار: ما رأيت أحدًا له قدرة على المناظرة والدفاع عن الإسلام من الأَوْزاعي؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 178).

 

عقيدة الأَوْزاعي:

(1) روى البيهقي عن الأَوْزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذِكرُه فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا؛ (الأسماء والصفات للبيهقي جـ 2 صـ 304 رقم: 865).

 

(2) قال بقية بن الوليد: قال لي الأَوْزاعي: يا بقيةُ، لا تذكر أحدًا من أصحاب نبيك إلا بخير،يا بقية، العلمُ ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجِئْ عنهم، فليس بعلم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 120).

 

عبادة الأَوْزاعي:

قال الوليد بن مسلم: كان الأَوْزاعي إذا صلى الصبح جلس يذكر الله سبحانه وتعالى حتى تطلع الشمس، ويأثر عن السلف ذلك،قال: ثم يقومون فيتذاكرون في الفقه والحديث؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

قال الوليد بن مسلم: ما رأيت أحدًا أشدَّ اجتهادًا من الأَوْزاعي في العبادة؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 120).

 

دخلتِ امرأةٌ على امرأة الأَوْزاعي، فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبلولًا، فقالت لها: لعل الصبي بال ها هنا،فقالت: لا، هذا من أثر دموع الشيخ في سجوده، وهكذا يصبح كل يوم؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 120).

 

قال أبو مُسهِر: كان الأَوْزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنًا وبكاءً؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 197).

 

حفظ القرآن قبل طلب العلم:

قال الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأَوْزاعي فرأى فينا حدَثًا (أي ولدًا صغيرًا)، قال: يا غلام، قرأتَ القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: اقرأ: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ [النساء: 11]، فإن قال: لا،قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 187).

 

تكريم الأَوْزاعي لطلبة العلم:

قال الوليد بن مسلم: شيعَنا الأَوْزاعي وقت انصرافنا من عنده فأبعد في تشييعنا حتى مشى معنا فرسخين أو ثلاثة، فقلنا له: أيها الشيخ، يصعب عليك المشي على كبر السن،قال: امشوا واسكتوا، لو علمت أن لله طبقة أو قومًا يباهي الله بهم أو أفضل منكم لمشيت معهم وشيعتهم، ولكنكم أفضل الناس؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 191).

 

ورع الأَوْزاعي:

قال أبو هزان: ذكر الأَوْزاعي الخردل، وكان يحب أن يتداوى به، فقال رجل من أهل صفورية (بلدة في الأردن): أنا أبعث إليك منه يا أبا عمرو؛ فإنه ينبت عندنا كثير بري،قال: فبعث إليه منه بصرة، وبعث بمسائل، فبعث الأَوْزاعي بالخردل إلى السوق فباعه، وأخذ ثمنه فلوسًا، فصرها في رقعة الرجل، وأجابه في المسائل، وكتب إليه الأَوْزاعي: إنه لم يحملني على ما صنعت شيء تكرهه، ولكن كانت معه مسائل، فخفتُ أن يكون كهيئة الثمن لها؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 198).

 

كرم الأَوْزاعي:

كان الأَوْزاعي من أكرم الناس وأسخاهم، وكان له في بيت المال على الخلفاء إقطاع، فصار إليه من بني أمية وبني العباس نحو من سبعين ألف دينار، فلم يقتنِ منها شيئًا، ولا ترك يوم مات سوى سبعة دنانير، كان ينفقها في سبيل الله، وفي الفقراء؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 120).

 

إنفاق الأَوْزاعي في سبل الله:

قال العباس بن مزيد: سمعت أصحابنا يقولون: صار إلى الأَوْزاعي أكثر من سبعين ألف دينار، يعني من السلطان من بني أمية وبني العباس، فلما مات ما خلف إلا سبعة دنانير بقية من عطائه، وما كان له أرض ولا دار، قال العباس: نظرنا فإذا هو أخرجها كلها في سبيل الله والفقراء؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 198).

 

بلاغة الأَوْزاعي في كتابة الرسائل:

قال أبو عبيدالله - كاتب الخليفة المنصور -: كانت ترِدُ على المنصور من الأَوْزاعي (رحمه الله) كتب يتعجب منها، ويعجِز كتَّابه عن الإجابة، فكانت تنسخ في دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها؛ استحسانًا لألفاظها، فقال لسليمان بن مجالد - وكان من أحظى كتَّابه عنده وأشدهم تقدمًا في صنعته -: ينبغي أن تجيب الأَوْزاعي عن كتبه جوابًا تامًّا، فقال: والله يا أمير المؤمنين، ما أحسن ذلك، وإنما أرد عليه ما أُحسن، وإن للأوزاعي نظمًا في الكتابة لا أظن أحدًا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 190).

 

نصيحة الأَوْزاعي للخليفة أبي جعفر المنصور:

روى أبو نعيم عن الأَوْزاعي قال: بعث إليَّ أبو جعفر أمير المؤمنين وأنا بالساحل، فأتيته، فلما وصلت إليه وسلمت عليه بالخلافة، ردَّ عليَّ واستجلسني، ثم قال: ما الذي أبطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنكم، والاقتباس منكم، قلت: يا أمير المؤمنين، انظر، ولا تجهَلْ شيئًا مما أقول لك، قال: وكيف أجهله وأنا أسألك عنه وقد وجهتُ فيه إليك وأقدمتُك له؟ قلت: أن تسمَعَه ولا تعمل به، قال: فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور، وقال: هذا مجلس مثوبة لا عقوبة، فطابت نفسي، وانبسطت في الكلام؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 136).

 

شفاعة الأَوْزاعي لغير المسلمين:

قال أحمد بن أبي الحواري: بلغني أن نصرانيَّا أهدى إلى الأَوْزاعي جرة عسل، فقال له: يا أبا عمرو، تكتب لي إلى والي بعلبك، فقال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك، قال: فرد الجرة وكتب له، فوضع عنه والي بعلبك ثلاثين دينارًا؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 143).

 

شفاعة الأَوْزاعي لفداء الأسرى:

قال أبو سعيد الثعلبي: لما خرج إبراهيم بن عبدالله بن الحسن، وأخوه محمد بن عبدالله بن الحسن على أبي جعفر المنصور، أراد المنصور من أهل هذه الثغور أن يعينوه في القبض عليهما، فأبَوا ذلك، فوقع الألوف من أهل هذه الثغور من المسلمين أسرى في يد ملك الروم، وكان ملك الروم يحب أن يفادي بهم، ويأبى أبو جعفر المنصور،فكتب الأَوْزاعي إلى أبي جعفر كتابًا: أما بعد، فإن الله تعالى استرعاك أمرَ هذه الأمة؛ لتكون فيها بالقسط قائمًا، وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجَناح والرأفة متشبهًا، وأسأل الله تعالى أن يسكِّنَ على أمير المؤمنين دَهْماء هذه الأمة، ويرزقه رحمتها؛ فإن سايحة المشركين غلبت عام أول، وموطئهم حريم المسلمين، واستنزالهم العواتق والذراري من المعاقل والحصون، وكان ذلك بذنوب العباد، وما عفا الله عنه أكثر، فبذنوب العباد استُنزلت العواتق والذراري من المعاقل والحصون، لا يلقَون لهم ناصرًا، ولا عنهم مدافعًا، كاشفات من رؤوسهن وأقدامهن، فكان ذلك بمرأى ومسمع، وحيث ينظر الله إلى خلقه وإعراضهم عنه، فليتقِ اللهَ أميرُ المؤمنين، وليتبع بالمفادات بهم من الله سبيلًا، وليخرج من محجة الله تعالى؛ فإن الله تعالى قال لنبيه: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ ﴾ [النساء: 75]، والله يا أمير المؤمنين، ما لهم يومئذ فيء موقوف، ولا ذمة تؤدي خراجًا إلا خاصة أموالهم، وقد بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لأسمع بكاء الصبي خلفي في الصلاة، فأتجوَّز فيها؛ مخافة أن تفتتن أمه))، فكيف بتخليتهم يا أمير المؤمنين في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويتكشَّفون منهم ما لا نستحلُّه نحن إلا بنكاح؟! وأنت راعي الله، والله تعالى فوقك ومستوفٍ منك يوم توضع: ﴿ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، فلما وصل إليه كتابُه، أمر بالفداء؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 135).

 

كلمة حق:

لما دخل عبدالله بن علي (عم الخليفة أبي العباس السفاح) دمشق، وسلب الملك من بني أمية، طلب الأَوْزاعيَّ، فتغيب عنه ثلاثة أيام، ثم أحضر بين يديه،قال: دخلت عليه وهو على سرير، وفي يده خيزرانة، والمسودة عن يمينه وشماله، معهم السيوف مصلتة، والعمد الحديد، فسلمت فلم يرد، ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده، ثم قال: يا أوزاعي، ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة، أرباط هو؟ قال: فقلت: أيها الأمير، سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمى يقول: سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))،قال: فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يعضون أيديهم، ثم قال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة))،فنكت أشد من ذلك، ثم قال: ما تقول في أموالهم؟ فقلت: إن كانت في أيديهم حرامًا، فهي حرام عليك أيضًا، وإن كانت لهم حلالًا، فلا تحل لك إلا بطريق شرعي،فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك، ثم قال: ألا نوليك القضاء؟ فقلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤوني به من الإحسان،فقال: كأنك تحب الانصراف؟ فقلت: إن ورائي حرمًا (أي نساء)، وهم محتاجون إلى القيام عليهم وسترهم،قال: وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف، فلما خرجت إذا رسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال: يقول لك الأمير: أنفق هذه،قال: فتصدقت بها،وكان في تلك الأيام الثلاثة صائمًا طاويًا، فيقال: إن الأمير لما بلغه ذلك، عرض عليه الإفطار عنده، فأبى أن يفطر عنده رحمه الله؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 121: 120).

 

أقوال السلف في الأَوْزاعي:

(1) قال مالك بن أنس: الأَوْزاعي إمام يقتدى به؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 167).

 

(2) قال سفيان بن عيينة: كان إمامَ أهل زمانه؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

(3) قال عيسى بن يونس: كان الأَوْزاعي حافظًا؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 5 صـ 362).

 

قال بشر بن الوليد: رأيت الأَوْزاعي كأنه أعمى من الخشوع؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 143).

 

(4) قال أحمد بن حنبل: كان الأَوْزاعي من الأئمة؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 179).

 

(5) قال يحيى بن معين: العلماء أربعة: الثوري، وأبو حنيفة، ومالك، والأَوْزاعي؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

(6) قال عبدالله بن المبارك: لو قيل لي: اختَرْ لهذه الأمة، لاخترت سفيان الثوري، والأَوْزاعي،ولو قيل لي: اختر أحدهما، لاخترت الأَوْزاعي؛ لأنه أرفقُ الرَّجلين؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 130).

 

(7) قال عبدالرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأَوْزاعي بالشام؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 130).

 

(8) قال الشافعي: ما رأيت رجلًا أشبه فقهه بحديثه من الأَوْزاعي؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 130).

 

(9) قال بقية بن الوليد: مَن ذكر الأَوْزاعي بخير، عرَفنا أنه صاحب سنَّة، ومن طعن عليه عرَفنا أنه صاحب بدعة؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 176).

 

(10) قال عقبة بن علقمة: ما رأيتُ أحدًا كان أسرع رجوعًا إلى الحق إذا سمعه من الأَوْزاعي، وكان يقول: أَمِرُّوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 176).

 

(12) قال الوليد بن مزيد البيروتي: ما سمعت من الأَوْزاعي كلمةً قط إلا احتاج مستمعُها إلى إثباتها (أي كتابتها)؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 177).

 

(13) قال صدقة بن عبدالله: ما رأيت أحدًا أحلَمَ ولا أكمَلَ ولا أحمَلَ فيما حمل من الأَوْزاعي؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 130).

 

(14) قال أبو إسحاق الفزاري: لو قيل لي: اختَرْ للأمة، لاخترتُ الأَوْزاعي؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 171).

 

قال أبو إسحاق الفزاري أيضًا: ما رأيت أحدًا كان أشد تواضعًا من الأَوْزاعي، ولا أرحم بالناس منه، وإن كان الرجل ليناديه فيقول: لبيك؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 172).

 

(15) قال يحيى القطان عن مالك: اجتمع عندي الأَوْزاعي، والثوري، وأبو حنيفة،فقلت: أيهم أرجح؟ قال: الأَوْزاعي؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

(16) قال محمد بن عجلان: ما رأيت أحدًا أنصح للمسلمين من الأَوْزاعي؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

(17) قال أبو حاتم الرازي: كان الأَوْزاعي ثقةً متَّبِعًا لِمَا سمع؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 119).

 

قبس من كلام الأَوْزاعي:

(1) قال الأَوْزاعي: بلغني أنه ما وعظ رجل قومًا لا يريد به وجه الله إلا زلَّت عنه القلوبُ كما زلَّ الماءُ عن الصفا؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 141).

 

(2) قال الأَوْزاعي: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة، يومًا فيومًا، وساعةً فساعةً، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطَّعَتْ نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة؟!؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 142).

 

(3) قال الأَوْزاعي: إن المؤمن يقول قليلًا ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلًا؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 142).

 

(4) قال الأَوْزاعي: كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنَّة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 142).

 

(5) قال الأَوْزاعي: ما ابتدع رجل بدعةً إلا سُلِبَ الورَع؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 125).

 

(6) قال الأَوْزاعي: من أخذ بنوادر (الأمور الغريبة) العلماء، خرج من الإسلام؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 7 صـ 125).

 

(7) قال الأَوْزاعي: من أكثر ذكر الموت، كفاه اليسيرُ، ومَن علم أن منطقه مِن عمله، قلَّ كلامه؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 143).

 

(8) قال الأَوْزاعي: من أطال القيام في صلاة الليل، هوَّن الله عليه طول القيام يوم القيامة؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 120).

 

(9) قال الأَوْزاعي: عليك بآثار مَن سلف وإن رفَضك الناس، وإياك ورأيَ الرجال وإن زخرفوه بالقول؛ فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 120).

 

(10) قال الأَوْزاعي: اصبر على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل ما قالوا، وكُفَّ عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسَعُك ما يسعهم؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 200).

 

(11) قال الأَوْزاعي: لا يكون في آخر الزمان شيء أعزُّ من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حِلِّه، أو سنة يعمل بها؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 35 صـ 202).

 

(12) قال أبو إسحاق الفزاري: قال الأَوْزاعي: اصبر نفسك على السنَّة، وقف حيث وقف القوم، وقُلْ بما قالوا، وكُفَّ عما كفوا عنه، واسلُكْ سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسَعُك ما وسعهم، ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقةً للسنة، وكان مَن مضى مِن سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع، كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل، فمَن آمن بلسانه، وعرَف بقلبه، وصدَّق ذلك بعمله - فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه، ولم يعرف بقلبه، ولم يصدِّقه بعمله - لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 6 صـ 143).

 

وفاة الأَوْزاعي:

توفي الأَوْزاعي (رحمه الله) سنة سبع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وستين سنة؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 5 صـ 362).

 

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.

 

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأوزاعي.. قدوة العلم والعمل
  • الإمام الأوزاعي

مختارات من الشبكة

  • من أخبار الشباب (12) الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • شرح عقيدة الإمام الأوزاعي(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الأوزاعي محدث الشام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • رؤيتان تعرفان بمنزلة الأوزاعي رحمه الله تعالى (ت 157 هـ)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معرفة أصحاب الأوزاعي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الهجرة أنواع وأوزاع وإبداع(مقالة - ملفات خاصة)
  • التعامل الأسري وفق الهدي النبوي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق تخريج مسألة (قم فصل ركعتين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق تخريج مسألة ( المتعجل إلى الجمعة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متى يدخل في الاعتكاف؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب