• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

مقدمات الكتب: من خبيء فوائدها ومكنون نفائسها

بشار بكور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/10/2015 ميلادي - 27/12/1436 هجري

الزيارات: 84410

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمات الكتب: من خبيء فوائدها ومكنون نفائسها


قديمًا قالوا: في الزوايا خبايا، وهذا الكلام أصدق ما يكون وأجلى ما يبدو في ديباجات الكتب ومقدماتها؛ إذ فيها من الكنوز المخبوءة، والفوائد المكنونة ما لا يوجد ربما في الكتاب نفسه، ولعل كثيرًا من القراء يمرون بمقدمة الكتاب مرور الكرام، يظنون أن الأجدى والأولى هو القفز عنها إلى بداية الكتاب؛ إعمالًا للعقل فيما هو أهم، وصرفًا للوقت فيما هو أحق، وهذا من الخطأ الذي ينبغي الحيد عنه؛ فالمقدمة إن هي إلا بوابة الكتاب ومفتاحه، فهي - من وجه - أشبه ما تكون بالدليل المرافق لجهازٍ ما اشتريته، فأنت لست بغنى عن قراءة هذا الدليل، والاطلاع على ما فيه من تنبيهات ومعلومات تضعك على طريق واضحة قبل استعمال الجهاز، وكان بعض أساتذتي يقول ناصحًا: إذا اشتريت كتابًا ولم يكن من المتاح أن تقرأه عن قريب، فلا تضعه من يدك قبل أن تقرأ فيه شيئين: المقدمة، وفهرس الموضوعات؛ فكلاهما يقدم فكرةً واضحة وتصورًا دقيقًا لما عليه الكتاب.

 

تسعى هذه المقالة إلى عرض بعض الفوائد المنثورة المستقاة من مقدمات الكتب، يسبقها حديث مختصر عن الخصائص العامة للمقدمة، ونماذج لمقدمات نفيسة من علوم عدة.

 

خصائص المقدمة:

هناك سمات عامة تشترك في كلها أو بعضها جميع المقدمات، خصوصًا التراثية منها، وهي:

♦ تبيان سبب تأليف الكتاب والدافع إليه.

 

♦ شرط المؤلف الذي التزم به في الكتاب، وقد يكون هذا الشرط عامًّا أو خاصًّا، كليًّا أو جزئيًّا؛ فالصفَدي مثلًا في كتابه "الوافي بالوفَيَات" التزم أن يعمم المترجمين؛ فترجم للصحابة والخلفاء، والوزراء والأمراء، والقضاة والعلماء، على اختلاف تخصصاتهم، على حين نجد غيره اختار أن يخصص كتابه في ترجمة الفقهاء، أو القراء، أو المحدثين، أو الخلفاء... إلخ.

 

♦ المنهج المتبع في ترتيب مادة الكتاب؛ففي المعاجم اللغوية ترتب المادة - في الأعم الأغلب - على أوائل الحروف أو أواخرها، وفي كتب التراجم على الترتيب الألفبائي أو السنين، وفي الكتب الفقهية على الموضوعات، وهكذا..

 

♦ التنصيص على ذكر مصادر المؤلف جميعها أو بعضها، كما فعل البغدادي في "خزانة الأدب"، والزبيدي في "تاج العروس".

 

♦ قد تكون المقدمة قصيرةً جدًّا، وهذا يصدق على كثرةٍ كاثرة من المقدمات، أو طويلةً جدًّا، حتى إنها تصلح أن تكون كتابًا مستقلًّا قائمًا بنفسه، مثل: مقدمة ابن خلدون، ومقدمة فتح الباري...

 

♦ أحيانًا - وربما كثيرًا - كان المؤلف يكتب المقدمة قبل البدء بالكتاب، ولعله يَعِدُ القارئ فيها أن يتحدث في كتابه عن موضوع كذا، أو موضوع كذا، فإذا ما فتشنا في طوايا الكتاب لم نجد ما وعد به، نسيانًا منه؛ إذ ربما طال العهد بين كتابته للمقدمة وفراغه من الكتاب.

 

ولا ريب أن المقدمة الحديثة أو المعاصرة فيها الكثير من الخصائص السابقة، لكنها تختلف عن المقدمة التراثية بأنها تكتب عادةً بعد الفراغ من الكتاب؛ حيث تتكون لدى الباحث رؤية كاملة ودقيقة وواضحة لمحتويات كتابه، وللطريقة العلمية التي سلكها وهو يجمع المعلومات ويصنِّفها، وفرق آخر تمتاز به المقدمة الحديثة، وهو انقسامها ثلاثة أقسام:

1 - مقدمة يكتبها شخص آخر غير المؤلف Foreword يقرظ فيها العمل، ويوضح مزاياه، والجديد الذي أضافه على مثيلاته من الأعمال السابقة من تصحيح أو استدراك..إلخ، وينبغي أن يكون كاتب هذا التقريظ خبيرًا بالموضوع الذي يقرِّظه أو يقدِّم له.

 

2 - التمهيد Introduction، يتحدث فيه المؤلف عن محتويات الكتاب، والموضوعات التي تطرق إليها، مبينًا الطريقة العلمية التي اتبعها في جمع المعلومات وترتيبها.

 

3 - المقدمة Preface، يتحدث فيها المؤلف عن الظروف المحيطة بالكتاب، مثل بيان الأسباب التي قادته إلى كتابة هذا البحث، والأماكن المختلفة التي شهدت تأليفه؛ فالمؤلف قد يضطر إلى الانتقال إلى أماكن متعددة لجمع مادة الكتاب، وقد يصادف مشكلاتٍ ومعوِّقات، وما أشبهها، وكذلك يذكر الكاتب الأشخاص الذين كانوا مصدر إلهام له، أو كانت منهم مساعدة بوجه من الوجوه، ويذكر أيضًا خبرته وباعه الطويل في المجال الذي يكتب فيه؛ كأن تكون له مؤلفات سابقة فيه، أو دروس ومحاضرات حوله...

 

مقدمات نفيسة:

♦ مقدمة كتاب "إعلاء السنن" لظفر أحمد العثماني التهانوي، المسماة: "قواعد في علوم الحديث"، وهذه المقدمة بلغت الغاية - بل ربما أوفت عليها - في النفاسة والتحقيق العلمي الرصين في علم مصطلح الحديث، ولقدرها الجليل ومقامها الباسق حققها العلامة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله في طبعة مستقلة، وحلاها بكثير من الفرائد والفوائد، فغدت بحقٍّ درةً من الدرر.

 

♦ مقدمة "تاج العروس" للمرتضى الزبيدي (ت 1205هـ)، فيها عشرة مباحث مهمة، تتصل باللغة وسعتها، وكونها توقيفيةً أو اصطلاحية، وباللغويين ومراتبهم، وآدابهم.

 

♦ مقدمة "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" لعبدالقادر بن عمر البغدادي (ت 1093هـ)، اشتملت على ثلاث قضايا: الكلام الذي يصح الاستشهاد به في اللغة والنحو والصرف (والاختلاف حول الاحتجاج بالحديث الشريف)، والمصادر الأدبية واللغوية والنحوية التي اعتمد عليها البغدادي في الخزانة، وترجمة الرضي الأستراباذي صاحب الكافية.

 

♦ مقدمة "صحيح مسلم" (ت 261هـ)، أودع فيها المؤلف رحمه الله معلوماتٍ مهمة في مصطلح الحديث وغيره.

 

♦ مقدمة "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدين السبكي (ت 771هـ)، وهي مقدمة ضافية، تدنو من أربعمائة صحيفة، فيها جم من الفوائد في العلوم الشرعية والعربية؛ من فقه وعقيدة وحديث وأدب وشِعر، فمن الموضوعات التي تطرق إليها السبكي في المقدمة: الإمامة السياسية، وأحاديث فضل قريش وعلمائها، ومكانة الشافعي ونسبه، والتوسع في حقيقة الإيمان وأركانه، والمذاهب المتباينة حوله، والفرق بين الإيمان والإسلام، وجواز إنشاد الشعر، والحديث عن حادثة ظهور التتار.

 

♦ مقدمة "فتح الباري" لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، المسماة "هدي الساري مقدمة فتح الباري" مطبوعة في مجلد خاص، يبلغ خمسمائة صحيفة، تحتوي المقدمة على فوائد شتى ذات صلة بصحيح البخاري.

 

♦ مقدمة "فتح الملهم بشرح صحيح الإمام مسلم" لشبير أحمد العثماني (ت 1369هـ)، أودع المؤلف في مقدمته البالغة 300 صحيفةً العديد من الفوائد والتحقيقات في الحديث ومصطلحه.

 

♦ مقدمة "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة (ت 1067هـ)، أودع المؤلف فيها كثرةً من الموضوعات المتصلة بالعلم وماهيته، والغاية منه، ومسائل العلوم وتقسيماتها، ومراتب العلم، وأقسام المؤلفين والمؤلفات، وعوائق العلم، وشرائط تحصيله.

 

♦ مقدمة "الوافي بالوفَيَات" للخليل بن أيبك الصفدي (ت 764هـ)، ضمَّن المؤلف مقدمته فصولًا عديدة، منها فصل يتحدث عن بداية التأريخ عند العرب، وأقدم التواريخ التي بأيدي الناس، وفصل ثانٍ حول كيفية كتابة التاريخ، وثالث يفصل البيان عن العلم والكنية واللقب، وكيفية ترتيبها عند ذكر الشخص المترجم، مع كيفية ترتيب النسبة إلى البلد أو المذهب أو العلم أو الصناعة، ورابع يتحدث عن بعض قواعد الإملاء؛ لحاجة المؤرخ إليها، وخامس عن أهمية معرفة تاريخ وقوع حادثة أو خبر ما، وسادس حول أدب المؤرخ وشروطه، وسابع فيه عناوين كتبٍ عن تاريخ المشرق والمغرب، وتاريخ الخلفاء والملوك، والوزراء والقضاة، والقراء والعلماء والشعراء.. إلخ.

 

فوائد منثورة من مقدمات الكتب:

الألفاظ المكشوفة:

ينتقد ابن قتيبة (ت 276هـ) في مقدمة كتابه "عيون الأخبار" المتشددين والمتزمتين، الذين ربما كان منهم اعتراض على إيراده بعض الألفاظ المكشوفة، وأسماء الأعضاء الجنسية، يقول: "وسينتهي بك كتابنا هذا إلى باب المزاح والفكاهة، وما روي عن الأشراف والأئمة فيهما، فإذا مر بك - أيها المتزمت - حديث تستخفه، أو تستحسنه، أو تعجب منه، أو تضحك له، فاعرف المذهب فيه وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنيًا عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددتَ فيه محتاج إليه، وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ على ظاهر محبتك، ولو وقع فيه توقي المتزمتين، لذهب شطر بـهائه، وشطر مائه، ولأعرض عنه مَن أحببنا أن يُقبِلَ إليه معك.

 

وإنما مثل هذا الكتاب مثل المائدة، تختلف فيها مذاقات الطعوم؛ لاختلاف شهوات الآكلين، وإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورةٍ أو فرجٍ، أو وصف فاحشةٍ، فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تصعِّرَ خدك، وتعرض بوجهك؛ فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم، وإنما المأثم في شتم الأعراض، وقول الزور والكذب، وأكل لحوم الناس بالغيب؛قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعزَّى بعزاء الجاهلية، فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه، ولا تكنوا))، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنـه لـبديـل بن ورقاء - حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن هؤلاء لو قد مسهـم حـز السلاح، لأسلموك -: "اعضُضْ ببَظْرِ اللات، أنحن نُسلِمُه؟!"، وقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: "من يطل أير أبيه، ينتطق به"...وليس هذا من شكل ما تراه في شعـر جريرٍ والفرزدق؛ لأن ذلك تعبير وابتهار في الأخوات والأمهات، وقذف للمحصنات الغافلات، فتفهَّمِ الأمرين، وافرُقْ بين الجنسين، ولم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هجيراك[1] على كل حال، وديدنك في كل مقال، بل الترخص مني فيه عند حكايةٍ تحكيها أو رواية ترويها تنقصها الكناية، ويذهب بحلاوتـها التعريض، وأحببت أن تجري في القليل من هـذا على عادة السلف الصـالح في إرسال النفس على السجية، والرغبة بـها عن لبسة الرياء والتصنع، ولا تستشعر أن القوم قارفوا وتنـزهت، وثلموا أديانـهم وتورعت[2]".

 

الإيجاز في كتب المتقدمين:

نقل موفق الدين ابن يعيش (ت 643هـ) في مقدمة شرحه على مفصل الزمخشري (ت 538هـ) كلامًا للخليل بن أحمد الفراهيدي (170هـ) عن علة الإيجاز في بعض كتب المتقدمين، يقول: "من الأبواب ما لو شئنا أن نشرحه حتى يستوي فيه القوي والضعيف لفعلنا، ولكن يجب أن يكون للعالم مزية بعدنا"[3].

 

الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين:

يذكر الذهبي (ت 748هـ) في مقدمة كتابه "ميزان الاعتدال" أن الحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة[4].

 

خصائص النبوة الأربعة:

يذكر أبو نعيم الأصبهاني (ت 430هـ) في مقدمة كتابه "دلائل النبوة" كلامًا ماتعًا حول خصائص النبوة، خليقًا به أن يساق برمته؛ لحسنه وروعته، يقول بأن النبوة سفارة بين الله تعالى وذوي الألباب من خليقته؛ ولهذا توصف أبدًا بالرسالة والبعثة، [5] ثم يقول بعد أسطر: "ثم إن هذه النبوة التي هي السفارة لا تتم إلا بخصائص أربعةٍ، يهبها الله عز وجل لهم، [أي الأنبياء]، كما أن إزالة علل العقول لا تتم إلا بالسلامة من آفات أربعة يعصم منها؛ فالسفير السعيد بالمواهب الأربعة سليم عن الآفات الأربعة، والعاقل السليم من الآفات الأربعة ليس بسعيد بالمواهب الأربعة؛فالمواهب الأربعة، أولها: الفضيلة النوعية، وثانيها: الفضيلة الإكرامية، وثالثها: الإمداد بالهداية، ورابعها: التثقيف عند الزلة.


والآفات الأربعة التي يعصم منها السليم من الأولياء، أولها: الكفر بالله عز وجل، وثانيها: التَّقوُّل على الله، وثالثها: الفسق في أوامر الله، ورابعها: الجهل بأحكام الله.


فمعنى الفضيلة النوعية أن الأحسن في سير الملوك والأحمد في حكمهم أنهم لا يرسلون مبلغًا عنهم إلا الأفضل، المستقل بأثقال الرسالة، قد ثقفته خدمته، وخرجته أيامه، والعقول تشهد أن مثله مقيضًا مرتادًا عند المرسل لمثله في الإبلاغ والتأدية عنه؛ فالله الحكيم القدير لا يختار للرسالة إلا المتقدم على المبعوث إليهم، المزين بكل المناقب؛ ولهذا لم يوجد نبي قط به عاهة في بدنه، أو اختلاط في عقله، أو دناءة في نسبه، أو رداءة في خلقه، وإليه رجع قوله عز وجل: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124].


ومعنى الفضيلة الإكرامية أن الملوك متى أرسلوا رسولًا اختاروه للوفادة، أيدوه في حال الإرسال بلطائف وكراماتٍ، وزوائد ومعاوناتٍ، ييسر[6] الخطب عليه فوق ما كان مكنه منه، وخوله في ماضي خدمته؛ فالله الرؤوف الرحيم إذا أمره للإبلاغ عنه، أمده بزوائد تقوِّي قلبه، وتشحذ قريحته، وتمكنه من الأخلاق الحميدة، والعزائم القوية، والحكم المديد، كما أيد موسى عليه السلام بحل العقدة من لسانه، وإشراكه هارون في الإرسال، وهو قوله عز وجل: ﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾ [القصص: 34]، فإليه يرجع قوله عز وجل: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36].


ومعنى الإمداد بالهداية فإن الملوك إذا اختاروا للإبلاغ عنهم من علموا منه الكفاءة والاستغلال بما ولوه، فلا يخلونه من كتبٍ منهم إليه، تتضمن الرشد والهداية، علمًا منهم بأنه مجبول على صنيعة الآدميين؛فالله العلي العظيم متى قلد عبدًا قلائد الرسالة، فحكمته تقضي ألا يُخْلِيَه من مواد الإرشاد؛ لعلمه أن العلوم المكتسبة لا تنال إلا تعريفًا، ولا تصاب المصالح الكلية إلا توفيقًا، وإليه يرجع قوله عز وجل: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ [الفرقان: 32]، ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ ﴾ [الإسراء: 74].


ومعنى التثقيف عند الزلة فما بعث ملك واحدًا يحبب به الرعية إلى طاعة، فيرى طبعه مائلًا في حال الإبلاغ، إلا زجره عند أدنى هفوةٍ بأبلغ مزجرة، يثقفه بها؛ صيانةً لمحله، وحفظًا لحراسته واستقامته، علمًا منه بأن من ينته[7] عن فلتاته، أوشك أن يألفه ويعتاده؛ فالله اللطيف بعباده، الوافي لأوليائه بالنصر والتأييد، لا يعدم وافده وصفيَّه المرشح لحمل أثقال النبوة التنبيه والتثقيف، وإليه يرجع قوله تعالى لنوح عليه السلام: ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [هود: 46]، وقوله عز وجل لداود عليه السلام: ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ ﴾ [ص: 22]، وقوله عز وجل لسليمان عليه السلام: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴾ [ص: 34]، وقوله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112]، و﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ﴾ [الأنفال: 68]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ﴾ [الأنعام: 35].


فهذه الخصائص الأربعة لا تنال بالاكتساب والاجتهاد؛ لأنها موهبة إلهية، وأثرة علوية، حِكَمها معلقة بتدبير من له الخلق والأمر، ولا يظهرها إلا في أخص الأزمنة، وأحق الأمكنة، عند إحساس الحاجة الكلية، وإطباق الدهماء على الضلال من البرية، وكلها أعلى من أن تفوز به العقول الجزئية، أو تحصلها المساعي المكتسبة، وإليه يرجع قوله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 179]، وقوله: ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [إبراهيم: 11]، وقوله: ﴿ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الجن: 26، 27]"[8].

 

دفاع عن العربية:

يبدأ العلامة الزمخشري مقدمة كتابه "المفصل" بحمد الله أن جعله من علماء العربية، وأن باعد الله بينه وبين الشعوبية، وبعد أسطرٍ يوجه سياط كلامه على مبغضي العربية، والداعين إلى نبذها وجعلِها وراءهم ظهريًّا، حيث يقول:

"ولعل الذين يغضون من العربية ويضعون من مقدارها، ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها؛ حيث لم يجعل خيرة رسله وخير كتبه في عَجَمِ خلقه، ولكن في عربه، لا يبعدون عن الشعوبية منابذةً للحق الأبلج، وزيغًا عن سواء المنهج، والذي يقضى منه العجب حال هؤلاء في قلة إنصافهم، وفرط جَوْرِهم واعتسافهم؛ وذلك أنهم لا يجدون علمًا من العلوم الإسلامية: فقهها وكلامها، وعلمي تفسيرها وأخبارها إلا وافتقاره إلى العربية بَيِّنٌ لا يدفع، ومكشوف لا يتقنع، ويرون الكلام في معظم أبواب أصول الفقه ومسائلها مبنيًّا على علم الإعراب، والتفاسير مشحونة بالروايات عن سيبويه والأخفش والكسائي والفراء وغيرهم من النحويين: البصريين والكوفيين، والاستظهار في مآخذ النصوص بأقاويلهم، والتشبث بأهداب فسرهم وتأويلهم، وبهذا اللسان مناقلتهم في العلم، ومحاورتهم وتدريسهم ومناظرتهم، وبه تقطر في القراطيس أقلامهم، وبه تسطر الصكوك والسجلات حكامهم؛ فهم ملتبسون بالعربية أية سلكوا[9]، غير منفكين منها أينما وجهوا، كل عليها حيثما سيروا، ثم إنهم في تضاعيف ذلك يجحدون فضلها، ويدفعون خصلها[10]، ويذهبون عن توقيرها وتعظيمها، وينهَوْن عن تعلُّمها وتعليمها، ويمزقون أديمها، ويمضغون لحمها، فهم في ذلك على المثَل السائر: "الشعير يؤكل ويذم"، ويدَّعون الاستغناء عنها، وأنهم ليسوا في شق منها[11]، فإن صح ذلك فما بالهم لا يطلقون اللغة رأسًا والإعراب، ولا يقطعون بينهما وبينهم الأسباب، فيطمسوا من تفسير القرآن آثارهما، وينفضوا من أصول الفقه غبارهما، ولا يتكلموا في الاستثناء؛ فإنه نحو، وفي الفرق بين المعرف والمنكر؛ فإنه نحو، وفي التعريفين: تعريف الجنس وتعريف العهد؛ فإنهما نحو، وفي الحروف كالواو والفاء وثم ولام الملك ومن التبعيض ونظائرها، وفي الحذف والإضمار، وفي أبواب الاختصار والتكرار، وفي التطليق بالمصدر واسم الفاعل[12]، وفي الفرق بين أن وإن وإذا ومتى وكلما وأشباهها، مما يطول ذكره، فإن ذلك كله من النحو"[13].

 

ضابط النقل عن الإسرائيليات:

يتحدث العلامة ابن كثير (ت 774هـ) في مقدمة كتابه "البداية والنهاية" عن ضابط الرواية عن الإسرائيليات قائلًا: "ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله، مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله وعليه وسلم، وهو القسم الذي لا يُصدَّق ولا يُكذَّب، مما فيه بسط لمختصرٍ عندنا، أو تسمية لمبهمٍ ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا، فنذكره على سبيل التحلي به، لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه، وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما صح نقله أو حسُنَ، وما كان فيه ضعف نُبيِّنه، وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم العلي العظيم.

 

فقد قال الله تعالى في كتابه: ﴿ كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ﴾ [طه: 99]، وقد قص الله على نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات، وذكر الأمم الماضين، وكيف فعل بأوليائه، وماذا أحَلَّ بأعدائه، وبيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بيانًا شافيًا، سنورد عند كل فصل ما وصل إلينا عنه - صلوات الله وسلامه عليه - من ذلك تلو الآيات الواردات في ذلك، فأخبرنا بما نحتاج إليه من ذلك، وترك ما لا فائدة فيه مما قد يتزاحم على علمه، ويتراجم في فهمه طوائف من علماء أهل الكتاب مما لا فائدة فيه لكثير من الناس، وقد يستوعب نقله طائفة من علماء، ولسنا نحذو حذوهم، ولا ننحو نحوهم، ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الاختصار، ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا، وما خالفه فوقع فيه الإنكار.

 

فأما الحديث الذي رواه البخاري - رحمه الله - في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بلِّغوا عني ولو آيةً، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني، ولا تكذبوا علي، ومن كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار))، فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا، فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها، فيجوز روايتها للاعتبار، وهذا هو الذي نستعمله في كتابنا هذا، فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه؛ استغناءً بما عندنا، وما شهد له شرعنا منها بالبطلان، فذاك مردود، لا يجوز حكايته، إلا على سبيل الإنكار والإبطال"[14].

 

العلم منحة من الله:

يقول ابن مالك (ت 672هـ) في مقدمة كتابه "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد": "وإذا كانت العلوم منحًا إلهية ومواهب اختصاصيةً، فغير مستبعدٍ أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثيرٍ من المتقدمين، أعاذنا الله من حسدٍ يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف"[15].

 

وقريب منه ما قاله حاجي خليفة (ت 1067هـ) في مقدمة "كشف الظنون": "واعلم أن نتائج الأفكار لا تقف عند حد، وتصرفات الأنظار لا تنتهي إلى غاية، بل لكل عالم ومتعلم منها حظ يحرزه في وقته المقدر له، وليس لأحد أن يزاحمه فيه؛ لأن العالم المعنوي واسع كالبحر الزاخر، والفيض الإلهي ليس له انقطاع ولا آخر، والعلوم منح إلهية، ومواهب صمدانية، فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما لم يدخر لكثير من المتقدمين، فلا تغتر بقول القائل: "ما ترك الأول للآخر"، بل القول الصحيح الظاهر: "كم ترك الأول للآخر!"؛ فإنما يستجاد الشيء ويسترذل لجودته ورداءته، لا لقِدَمِه وحدوثه"[17].

 

العلوم ثلاثة:

يقول الإمام الغزالي (ت 505هـ) في مقدمة "المستصفى من علم أصول الفقه": "العلوم ثلاثة:

1- عقلي محض لا يحث الشرع عليه، ولا يندب إليه؛ كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم، فهي بين ظنونٍ كاذبة لائقة - وإن بعض الظن إثم - وبين علومٍ صادقة لا منفعة لها، ونعوذ بالله من علم لا ينفع، وليست المنفعة في الشهوات الحاضرة، والنِّعَم الفاخرة؛ فإنها فانية داثرة، بل النفع ثواب دار الآخرة.

 

2- ونقلي محض؛ كالأحاديث والتفاسير، والخَطْبُ في أمثالها يسير؛ إذ يستوي في الاستقلال بها الصغير والكبير؛ لأن قوة الحفظ كافية في النقل، وليس فيها مجال للعقل.

 

3- وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل؛ فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل، فلا هو تصرُّفٌ بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبنيٌّ على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد"[18].

 

فائدة معرفة تاريخ الخبر:

يذكر الصفَدي (ت 764هـ) في مقدمة "الوافي بالوفَيَات" عددًا من الأخبار تُنوِّهُ بأهمية معرفة الوقوف على تاريخ الحادثة أو القصة المروية؛ إذ هذه المعرفة تُثبت صحة الحادثة أو بطلانها، من هذه الأخبار:

واقعة رئيس الرؤساء[19] مع اليهودي الذي أظهر كتابًا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فحمل الكتاب إلى رئيس الرؤساء، ووقع الناس به في حيرةٍ، فعرضه على الحافظ أبي بكر، خطيب بغداد، فتأمله وقال: إن هذا مزوَّرٌ، فقيل له: من أين لك ذلك؟ فقال: فيه شهادة معاوية رضي الله عنه، وهو أسلم عام الفتح، وفتوح خيبر سنة سبع، وفيه شهادة سعد بن معاذ، ومات سعد رضي الله عنه يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين، ففرج ذلك عن المسلمين غمًّا[20].

 

ورُوي عن إسماعيل بن عياش أنه قال: كنت بالعراق، فأتاني أهل الحديث فقالوا: ها هنا رجل يحدث عن خالد بن معدان، فأتيته فقلت: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال: سنة ثلاث عشرة، يعني ومائة، فقلت: إنك تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع سنين؛ لأن خالدًا مات سنة ست ومائة[21].

 

كيف ترتب ألقاب المترجم وانتماءاته؟:

جاء في مقدمة "الوافي بالوفَيَات": "تقدم اللقب على الكنية، والكنية على العلم، ثم النسبة إلى البلد، ثم إلى الأصل، ثم إلى المذهب في الفروع، ثم إلى المذهب في الاعتقاد، ثم إلى العلم، أو الصناعة، أو الخلافة، أو السلطنة، أو الوزارة، أو القضاء، أو الإمرة، أو المشيخة، أو الحج، أو الحِرفة، كلها مقدم على الجميع، فتقول في الخلافة: أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس أحمد السامري، إن كان وُلِدَ بسُرَّ مَن رأى، البغدادي فرقًا بينه وبين الناصر الأموي صاحب الأندلس، الشافعي الأشعري، إن كان يتمذهب في الفروع بفقه الشافعي، ويميل في الاعتقاد إلى أبي الحسن الأشعري، ثم تقول: القرشي الهاشمي العباسي، وتقول في السلطنة: السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحي، نسبة إلى أستاذه الملك الصالح التركي الحنفي البندقدار، أو السلاح دار، وتقول في الوزراء: الوزير فلان الدين أبو كذا فلان، وتسرد الجميع كما تقدم، ثم تقول: وزير فلان، وتقول في القضاة كذلك: القاضي فلان الدين، وتسرد الباقي كما تقدم، وتقول في الأمراء كذلك: الأمير فلان الدين، وتسرد الباقي إلى أن تجعل الآخر وظيفته التي كان يعرف بها قبل الإمرة، مثل: الجاشنكير[22]، أو الساقي، أو غيرهما، وتقول في أشياخ العلم: العلامة، أو الحافظ، أو المسند فيمن عمر وأكثر الرواية، أو الإمام، أو الشيخ، أو الفقيه، وتسرد الباقي إلى أن تختم الجميع بالأصولي، أو النَّحْوي، أو المنطقي، وتقول في أصحاب الحرف: فلان الدين، وتسرد الجميع.. إلى أن تقول الحرفة، إما البزاز، أو العطار، أو الخياط[23].

 

لم لا يُمَلُّ ترداد القرآن الكريم؟:

جاء في مقدمة "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية (ت 542هـ): قيل لجعفر بن محمد الصادق: لمَ صار الشِّعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني، كما أنه حجة على أهل الدهر الأول، فكل طائفة تتلقاه غضًّا جديدًا، ولأن كل امرئٍ في نفسه متى أعاده وفكر فيه، تلقى منه في كل مرةٍ علومًا غضةً، وليس هذا كله في الشِّعر والخُطب[24].

 

متى يكمُلُ نُبْلُ الرجل؟:

جاء في مقدمة "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للمزي (ت 742هـ): قال علي بن خشرم: سمعتُ وكيعًا يقول: لا يكمُلُ الرجل أو لا ينبُلُ حتى يكتب عمَّن فوقه، وعمَّن هو مثله، وعمَّن هو دونه[25].

 

محاربة البِدَع داعية إلى عداوة الناس لا محالة:

يتحدث الشاطبي (ت 790هـ) في كتابه النفيس "الاعتصام" عن أن الارتباط بين مقاومة البدعة ومعاداة الناس ارتباط لا انفصام له، وأن من نصب نفسه لمقاومة العوائد الباطلة للناس، فقد تعرَّض لسهام نقدهم، وأنياب عداوتهم، ما مِن هذا بِدٌّ، يقول - رحمه الله -: "فتردد النظر بين أن أتبع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد الناس - فلا بد من حصول نحو مما حصل لمخالفي العوائد، لا سيما إذا ادعى أهلها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها، إلا أن في ذلك العبء الثقيل، مع ما فيه من الأجر الجزيل - وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح، فأدخل تحت ترجمة الضلال، عائذًا بالله من ذلك، إلا أني أوافق المعتاد، وأعد من المؤالفين، لا من المخالفين، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئًا، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت عليَّ القيامة، وتواترت عليَّ الملامة، وفَوَّق إليَّ العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منزلة أهل الغباوة والجهالة، وإني لو التمست لتلك المحدثات مخرجًا لوجدت، غير أن ضيق العطن، والبعد عن أهل الفطن، رقي بي مرتقًى صعبًا، وضيق عليَّ مجالًا رحبًا، وهو كلام يشير بظاهره إلى أن اتباع المتشابهات لموافقات العادات أولى من اتباع الواضحات، وإن خالفت السلف الأول.

 

وربما ألموا في تقبيح ما وجهت إليه وجهتي بما تشمئز منه القلوب، أو خرجوا بالنسبة إلى بعض الفرق الخارجة عن السنة شهادة ستُكتَبُ ويسألون عنها يوم القيامة، فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع، ولا فائدة فيه، كما يعزي إليَّ بعض الناس، بسبب أنني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة، وسيأتي ما في ذلك من المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء.

 

وتارةً نُسِبْتُ إلى الرفض وبُغْضِ الصحابة رضي الله عنهم، بسبب أني لم ألتزم ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص؛ إذ لم يكن ذلك مِن شأنِ السلف في خطبهم، ولا ذكره أحد من العلماء المعتبرين في أجزاء الخطب...وتارةً أضيف إليَّ القول بجواز القيام على الأئمة، وما أضافوه إلا من عدم ذكري لهم في الخطبة، وذكرهم فيها محدَثٌ لم يكن عليه مَن تقدم.

 

وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين، وإنما حملهم على ذلك أني التزمت في التكليف والفتيا الحمل على مشهور المذهب الملتزم لا أتعداه، وهم يتعدَّوْنه ويفتون بما يسهل على السائل، ويوافق هواه، وإن كان شاذًّا في المذهب الملتزم، أو في غيره، وأئمة أهل العلم على خلاف ذلك، وللمسألة بسط في كتاب "الموافقات".

 

وتارةً نُسِبْتُ إلى معاداة أولياء الله، وسبب ذلك أني عادَيْتُ بعض الفقراء المبتدعين، المخالفين للسنة، المتنصبين - بزعمهم - لهداية الخلق، وتكلمت للجمهور على جملة من أحوال هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلى الصوفية ولم يتشبهوا بهم.

 

وتارةً نُسِبْتُ إلى مخالفة السنة والجماعة، بناءً منهم على أن الجماعة التي أمر باتباعها - وهي الناجية - ما عليه العموم، ولم يعلَموا أن الجماعةَ ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان..فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبدالرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه؛ إذ حكى عن نفسه فقال: (عجبتُ من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين، والعارفين والمنكِرين، فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر مَن لقيت بها موافقًا أو مخالفًا، دعاني إلى متابعته على ما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزتُ له ذلك - كما يفعله أهل هذا الزمان - سمَّاني موافقًا، وإن وقفت في حرفٍ من قوله، أو في شيء من فعله، سماني مخالفًا، وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك واردٌ، سماني خارجيًّا، وإن قرأت عليه حديثًا في التوحيد سماني سالميًّا، وإن كان في الإيمان سماني مرجئيًّا، وإن كان في الأعمال سماني قدريًّا، وإن كان في المعرفة سماني كرَّاميًّا، وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر سماني ناصبيًّا، وإن سكتُّ عن تفسير آية أو حديث سماني ظاهريًّا، وإن أجبت بغيرهما سماني باطنيًّا، وإن أجبتُ بتأويل سماني أشعريًّا، وإن جحدتهما سماني معتزليًّا، وإن كان في السنن مثل القراءة سماني شافعيًّا، وإن كان في القُنوت سماني حنفيًّا، وإن كان في القرآن سماني حنبليًّا، وإن ذكرتُ رجحان ما ذهب كل واحد إليه من الأخبار - إذ ليس في الحكم والحديث محاباة - قالوا: طعن في تزكيتهم، ثم أعجب من ذلك أنهم يسمونني فيما يقرؤون عليَّ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشتهون من هذه الأسامي، ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره، وإن داهنت جماعتهم أسخطتُ اللهَ تبارك وتعالى، ولن يغنوا عني من الله شيئًا، وإني متمسك بالكتاب والسنة، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الغفور الرحيم)، هذا تمام الحكاية، فكأنه - رحمه الله - تكلَّم على لسان الجميع"[26].

 

مذمَّة اختصار الكتاب:

قال ياقوت الحموي (ت 626هـ) في مقدمة "معجم البلدان": "ولقد التَمَس مني الطلاب اختصار هذا الكتاب مرارًا، فأبيتُ ولم أجد لي على قصر هممهم أولياء ولا أنصارًا، فما انقدت لهم ولا ارعويت، ولي على ناقل هذا الكتاب والمستفيد منه ألا يضيع نصبي، ونصب نفسي له ولا تعبي، بتبديد ما جمعت، وتشتيت ما لفقت، وتفريق ملتئم محاسنه، ونفي كل عِلْقٍ نفيس عن معادنه ومكامنه، باقتضابه واختصاره، وتعطيل جيده من حليه وأنواره، وغصبه إعلان فضله وأسراره، فرُبَّ راغبٍ عن كلمةٍ غيره متهالك عليها، وزاهدٍ في نكتةٍ غيره مشغوف بها، ينضي الركاب إليها، فإن أجبتني فقد بررتني، جعلك الله من الأبرار، وإن خالفتني فقد عققتني والله حسيبك في عقبى الدار.

 

ثم اعلَمْ أن المختصر لكتابٍ كمن أقدم على خَلْقٍ سويٍّ فقطع أطرافه فتركه أشل اليدين، أبتر الرِّجْلين، أعمى العينين، أصلم الأذنين، أو كمن سلب امرأة حَلْيَها، فتركها عاطلًا، أو كالذي سلَب الكَمِيَّ سلاحه فتركه أعزل راجلًا، وقد حُكي عن الجاحظ أنه صنف كتابًا وبوبه أبوابًا، فأخذه بعض أهل عصره، فحذف منه أشياء، وجعله أشلاء، فأحضره وقال له: يا هذا، إن هذا المصنَّف كالمصور، وإني قد صورت في تصنيفي صورةً كانت لها عينان فعورتهما، أعمى الله عينيك، وكان لها أذنان فصلمتهما، صلم الله أذنيك، وكان لها يدان فقطعتهما، قطع الله يديك، حتى عد أعضاء الصورة، فاعتذر إليه الرجل بجهله هذا المقدار، وتاب إليه عن العودة إلى مثله"[27].

 

مقاصد التأليف سبعة:

قال حاجي خليفة في مقدمة "كشف الظنون": "إن التأليف على سبعة أقسام، لا يؤلِّفُ عالم عاقل إلا فيها، وهي:

♦ إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه.

♦ أو شيء ناقص يتممه.

♦ أو شيء مغلق يشرحه.

♦ أو شيء طويل يختصره دون أن يُخِلَّ بشيء من معانيه.

♦ أو شيء متفرق يجمعه.

♦ أو شيء مختلط يرتبه.

♦ أو شيء أخطأ فيه مصنِّفُه فيُصلِحه"[28].

 

خاتمة:

وبعد:

فهذه أمثلة منتقاة من فرائد الفوائد التي ذكرها أئمتنا الأعلام، ثوَّبهم الله الجنة، في مقدمات كتبهم، وديباجات مصنفاتهم، وأعتقد أن من رام تتبع أمثالها من الفوائد في سائر المقدمات - وهي جد كثيرة - وقف على الجم الكثير منها، وخليق بها أن تغدو - بعد مزيد من البحث والجمع - كتابًا مستقلًّا قائمًا برأسه.

 

المصادر:

♦ أزهار الرياض في أخبار عياض، المقري التلمساني، تحقيق السقا والأبياري وشلبي، صندوق إحياء التراث الإسلامي المشترك بين المملكة المغربية والإمارات (الرباط)، 1939.

 

♦ الاعتصام، الشاطبي، دار الحديث: القاهرة 2003.

 

♦ البداية والنهاية، ابن كثير، تحقيق مستو وأبو زيد، دار ابن كثير، بيروت ودمشق 2007.

 

♦ تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، دار الفكر.

 

♦ تدريب الراوي، السيوطي، تحقيق عبدالوهاب اللطيف، دار إحياء السنة النبوية: القاهرة ط2 1979.

 

♦ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، تحقيق محمد كامل بركات، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر: مصر 1967.

 

♦ تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المزي، تحقيق بشار معروف، مؤسسة الرسالة: دمشق ط 6 1994.

 

♦ دلائل النبوة، أبو نعيم الأصبهاني، تحقيق عبدالله عباس ومحمد رواس قلعه جي، دار ابن كثير: دمشق وبيروت، ومكتبة التراث الإسلامي: حلب، 1970.

 

♦ رسائل ابن حزم الأندلسي، تحقيق إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر: بيروت 1983.

 

♦ رسائل الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، الخانجي: القاهرة، 1979.

 

♦ سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق فئة من الباحثين، مؤسسة الرسالة: بيروت ط11، 2001.

 

♦ شرح المفصل، موفق ابن يعيش، تصوير مكتبة المتنبي: القاهرة، دون تاريخ.


♦ عيون الأخبار، ابن قتيبة، دار الكتب العلمية: بيروت 1985.


♦ كشف الظنون، حاجي خليفة، مكتبة المثنى: بغداد.


♦ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر: بيروت 1881.

 

♦ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطية، الدوحة ط1، 1977.

 

♦ المستصفى من علم أصول الفقه، الغزالي، دار صادر: بيروت، مصورة عن طبعة بولاق 1322هـ.

 

♦ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، محمد أحمد دهمان، دار الفكر المعاصر: بيروت، ودار الفكر: دمشق 1990.

 

♦ معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر: بيروت 1984.

 

♦ المفصل في علم العربية، الزمخشري، دار الجيل: بيروت ط 2.


♦ مقدمة ابن خلدون، عبدالرحمن بن خلدون، تحقيق علي عبدالواحد وافي، نهضة مصر: القاهرة 2004.


♦ ميزان الاعتدال، الذهبي، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة: بيروت 1963.

 

♦ الوافي بالوفَيَات، خليل بن أيبك الصفدي، فرانتس شتاينر - ألمانيا، 1962 - 1997.

 


[1] الهجيرى: الدأب والعادة؛ لسان العرب (مادة: هجر).

[2] 1 / 44 - 46.

[3] 1 / 2.

[4] 1 / 4.

[5] 1 / 33.

[6] هكذا في المطبوع، ولعل العبارة: تيسر الخطب..

[7] هكذا في المطبوع، ولعل العبارة: من لم ينته.. فالمعنى بها أوضح.

[8] 1 / 34 - 38.

[9] أي: أيَّ طريقٍ أو سبيل سلكوا؛ شرح المفصل لابن يعيش 1/ 10.

[10] الخصل هو الغلبة في السباق والرمي، يقال: تخاصل القوم: تراهنوا على النضال والرمي، وأحرز فلان خصله: غلب على الرهان؛ لسان العرب (مادة خصل).

[11] الشق: الناحية والجانب، والمعنى: أنهم يتبرؤون منها، ويدَّعون الاستغناء عنها؛ شرح المفصل 1/ 10.

[12]أي أن يقول الرجلُ لزوجته: أنت طلاق، أو أنت طالق.

[13] ص 2 - 3.

[14] 1/ 8 - 9.

[15] ص 2.

[16] يقول الجاحظ: "وقد قالوا: ليس مما يستعمل الناس كلمة أضر بالعلم والعلماء، ولا أضر بالخاصة والعامة، من قولهم: "ما ترك الأول للآخر شيئًا"، ولو استعمل الناس معنى هذا الكلام فتركوا جميع التكلف، ولم يتعاطوا إلا مقدار ما كان في أيديهم، لفقدوا علمًا جمًّا، ومرافق لا تحصى، ولكن أبى الله إلا أن يقسم نعمه بين طبقات جميع عباده قسمة عدل، يعطي كل قرنٍ وكل أمةٍ حصتها ونصيبها، على تمام مراشد الدين، وكمال مصالح الدنيا"؛ رسائل الجاحظ (رسالة الوكلاء) 4/ 103.

[17] 1/ 39.

[18] 1/ 3.

[19] هو علي بن الحسن بن أحمد، أبو القاسم، وزير القائم بأمر الله، كان ثقة صالحًا، أخَذ عنه الخطيب البغدادي، قتل سنة 450 هـ؛ تاريخ بغداد 11/ 391، وسير أعلام النبلاء 18/ 216.

[20] 1/ 44.

[21] 1/ 45.

[22] هو الذي يتصدى لتذوق المأكول والمشروب قبل السلطان أو الأمير؛ خوفًا من أن يدس عليه فيه سم، ويتألف اللفظ من كلمتين فارسيتين: جاشا، ومعناها الذوق، وكير؛ أي: المتعاطي، من كتاب "معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي" ص 50، وانظر: "معجم المصطلحات والألقاب التاريخية" ص 118.

[23] 1/ 33 - 34.

[24] 1 / 15.

[25] 1/ 166، وكلام وكيع في سير أعلام النبلاء 9/ 159، وتدريب الراوي 2/ 147.

[26] ص 18 - 20.

[27] 1/ 13 - 14.

[28] 1 / 35 وقد نص على هذه المقاصد السبعة ابن حزم في رسالته "التقريب لحد المنطق"؛ (رسائل ابن حزم) 4/ 103، وابن خلدون في مقدمته 3/ 1105 - 1107، والمقري التلمساني في أزهار الرياض 3/ 34 - 35، ونظَمها بعضهم فقال:

ألا فاعلمَنْ أن التَّآليفَ سبعة
لكلِّ لبيبٍ في النصيحة خالصِ
فشرحٌ لإغلاقٍ، وتصحيحُ مخطئٍ
وإبداعُ حَبْرٍ مُقْدِمٍ غيرِ ناكصِ
وترتيبُ منثورٍ، وجمع مفرَّقٍ
وتقصيرُ تطويلٍ، وتتميمُ ناقصِ

أزهار الرياض 3/ 35.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطأ وجود الواو في "وكَتَبَ، وكَتَبَهُ" في مقدمات الكتب

مختارات من الشبكة

  • التناقض في مقدمات الأدلة الإرشادية للقرائية ومقدمات كتب اللغة العربية لما قبل التعليم الجامعي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دراسة في مقدمات العلم: المقدمات العشر للتحرير والتنوير أنموذجا(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • 27 مقدمة من أروع مقدمات الخطب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمات الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي لكتبه(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقدمات العقاد جمعها واعتنى بها د. عبد الرحمن قائد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المنهج والمنهجية في مقدمات البحث السيري عند المتأخرين: الصالحي الشامي وكتابه نموذجا (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • مقدمة في أصول التحقيق (مقدمة كتاب الانتصار)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقدمات وممهدات و200 سؤال حول كتاب التوحيد (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقدمة لا تشبه المقدمات(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب