حوادث دمشق اليومية (14)

حوادث دمشق اليومية (14)

السبت 17 كانون أول 1909م

[إلفات نظر] [ص3]

• أخبرنا أحدُ القادمين من الغوطة أن أبا أحمد دربل خولي في إحدى المزارع في حديقة الجرش، بينا كان قادمًا من القرية المذكورة إلى دمشق في الساعة الثالثة من صباح نهار الخميس الماضي، فاجأه بالقرب من جسر الغيضة يحيى محفوظ ورشيد العبد - على ما يقول - وشخص آخر لا يعرفه، فأنزلوه عن ظهر فرسه قسرًا، وساقوها وولوا الأدبار بعد أن سلبوه دراهمه وجرحوه بخنجر في يده.

• والذي نعلمه مما نسمعه من فلاحي قرى الغوطة كلما ذهبنا إليها أن هنالك عصابة من الأشقياء تأوي في النهار إلى زور تل الذهب، بينهم الشخصان المذكوران بالقرب من حوش خرابة، ولما يجن الليل يتفرقون في الطرقات للسلب، ومنهم من يدخل القرى لسرقة الخيل والطرش، وقد سرق في هذه الآونة من كفر بطنا أربعة رؤوس من الخيل على ما سمعناه في مرتين، ويلقي أهل القرية المذكورة الشبهة على تلك العصابة، وقد اختلف الرواة في عدد هذه العصابة، فمنهم من يقول: سبعة، ومنهم من يقول: ثلاثة عشر، ومنهم من يقول: ثمانية عشر، ولا يخلو الأمر من مبالغة، والذي علمناه أيضًا أنهم كانوا شديدي الخوف، لا يتجرؤون على مثل هذه الجرائم نهارًا؛ لعلمهم بأن ما كان يجوز في زمن الاستبداد لا يجوز في زمن الدستور،فنلفت نظر من أنيط بهم هذا الأمر لاستئصال شأفتهم، فتكون جريمتهم هذه خاتمة أعمالهم السيئة.

[ماء عين الفيجة وعرض لبيع قسم منها لملتزم] [ص3]

جاء في إعلانٍ أذاعته لجنة ماء عين الفيجة ما يأتي: قد تقرر بيع ألف وخمسماية متر مكعب من ماء عين الفيجة للملتزم بسبعة عشر ألف ليرة تُعطى للبلدية نقدًا، ويبيع الملتزم هذا الماء بشرط أن يتعهد بيع المتر المكعب من هذا الماء بثلاث ليرات عثمانية سنويًّا، ونصف المتر بليرتين إلا ربعًا، وربع المتر بليرة واحدة، ويتعهد أيضًا بإجراء العمليات اللازمة من النبع إلى جميع أنحاء البلدة بصورة دائمة واعتناء تام، فمن أحب أن يتعهد بذلك، فيراجع اللجنة المذكورة في سلخ ذي القعدة سنة 1327هـ.

سبيل للماء في حي النوفرة

[نزول المطر على دمشق] [ص3]

أمطرتنا السماء نهار الأمس، وبقي الجو طول النهار مكفهرًّا، فاستبشر الزراع بعد أن طال انتظارهم للغيث.

[حوادث] [ص4]

• رأى بوليس سوقساروجة علي بن إبراهيم زلفو من المحلة المذكورة يتجول ليلًا في زقاق طاحونة الرأس في محلة باب الآغا، وبما أنه من ذوي السوابق فقد فتش البوليس ألبسته ووجد معه مفتاحًا لفتح الأبواب، فقبضه وأرسله إلى الدائرة.

• بينا كان محمد بن رشيد الليموني الملقب بالغضبان مارًّا في سوق القطن[1]،وهو يحمل أربع عشرة عباءة، عارضه بوليس الموقع؛ لأنه من مظنة السوء، ومعروف باللصوصية، وقد حكم عليه بها مرارًا، وبعد التحقيق علم أنه سرقها من دكان التاجر سيد عبدالرزاق الكسم، فألقي القبض عليه.

الأحد 18 كانون أول 1909م

[اهتمام الحكومة بمتابعة الأشقياء للقبض عليهم] [ص3]

يسرنا أن نبشر الأهلين بأن الحكومة اهتمت لما كتبناه بشأن عصابة الأشقياء الموجودة في زور تل الذهب، فجردت عليها قوة كافية من الفرسان، فعسانا نبشر القراء في القريب العاجل بالضرب على يد أولئك الذين يعيثون في الأرض فسادًا، واستئصال شأفتهم.

[دعوة التجار لغرفة التجارة] [ص3]

جاءنا من غرفة التجارة: أنه بناءً على الرسالة الواردة من نظارة التجارة والنافعة الجليلة بخصوص بيان الأسباب الموجبة لترقي التجارة والصنايع المحلية، وما يجب وضعه مجددًا من الأصول والقواعد، لتزييد الإخراجات وتسهيل الإدخالات، وترقي الصنايع العثمانية على الإطلاق - ترجو من التجار الكرام الغيورين على ترقي التجارة والصنايع المحلية أن يتكرموا بالتشريف إلى غرفة التجارة الكائنة ضمن المنتدى التجاري يوم الثلاثاء الواقع في 15 كانون أول 1909م؛ للمداولة بالخصوص المذكور، وتقرير ما يجب بيانه للأمور المشار إليها.

وجاءنا منها أنها تعلن لأرباب المصالح أن غرفة التجارة لولاية سورية الجليلة قد اتخذت مركزًا لأعمالها في المنتدى التجاري الكائن بجادة السنجقدار[2]، وقررت الهيئة الاجتماع في يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع الساعة العاشرة نهارًا، فمن كان له شغل يمكنه أن يراجعها في اليومين المذكورين.

[تكذيب إشاعة بموت رضا الحربلي] [ص3]

شاع في المدينة أن رضا الحربلي المتهم بقتل البوليس المرحوم كمال أفندي الكفرسوساني قد انتحر بجرعة من السم وأشرف على الموت، فاستوضحنا دائرة الضابطة حقيقة الأمر، فثبت أن لا صحة لما شاع، وأنه لا يزال ممتعًا بالصحة حتى الساعة الرابعة من الليلة الفائتة ساعة سؤالنا.

[فتح مدرسة دار المعلمين الابتدائية بعد عيد الأضحى] [ص3]

تفتح بعد عيد الأضحى المبارك مدرسة دار معلمي الابتدائية في زقاق رامي الواقع في الجهة الجنوبية من ساحة الاتحاد.

[اجتماع نقابة الصحافة] [ص3]

ليلة أول من أمس اجتمع جل الصحافيين والمحررين برئاسة حضرة الوالي في نادي جمعية الاتحاد والترقي، وتبادلوا الآراء في الخطة التي ينبغي أن يسيروا عليها، فكانت الوطنية تتجلى بأبهى الحلل، وقد قرروا أن تكون غاية الجميع التي يرمون إليها سلامة الوطن، والجد في جمع كلمة أبنائه واتحادهم، وإزالة ما يلحظ حدوثه بينهم من سوء التفاهم، وعدم الخوض في العناصر والمذاهب، وتشويق الأهلين إلى ترقية المعارف والصنائع والزراعة والتجارة وإصلاح البلدية؛ لأنها أعظم ما يحتاج إليه الوطن.

[أخبار البوليس] [ص3]

لم يحدث والحمد لله تعالى في الأربع وعشرين ساعة الماضية من الحوادث ما يستحق الذكر.

[إعلان من محكمة تجارة الشام] [ص4]

بناءً على الدعوى المقامة من طرف حبيب زلحف المقيم بمحلة المسيحيين بالشام على أمين وعبدالله شلهوب التاجرين من أهالي محلة الزيتونة بالشام اللذين فُهِم أنهما غائبان عن الشام، ومجهولا محل الإقامة، بمبلغ خمسة وعشرين ألف وخمسمائة قرش وقرشين ثمن مائة قنطار فحم، مع قيمة سند قد عين لرؤيتها يوم الاثنين الواقع في 17 تشرين الثاني سنة 1909م، وعلق أصل ورقتي دعوتيه المدعى عليهما في إيوان المحكمة، ونشرت صور عنها بجريدة الأحوال في العدد 4605 تاريخ أغسطس سنة 1909م، وبالوقت المعين حضر المدعي ولم يحضر المدعى عليهما، ولا أرسلا وكيلًا عنهما، ويطلب المدعي نصب مسخر عنهما، ورئيت الدعوى بحقهما غيابًا، ونتيجة المحاكمة حكم على المدعى عليهما المذكورين بأن يتحصل منهما المبلغ المدعى به مع ثمانمائة وسبعة قروش مصارف محاكمة، ويعطى للمدعي المرقوم حكمًا غيابيًّا قابلًا للاعتراض ومعلقًا على الاستكتاب بفرصة وقوع الاعتراض والإنكار، وصدر بذلك إعلام مؤرخ في كانون أول سنة 1909م نومر وثمانين، وعملًا بأحكام المادة 149 من قانون أصول المحاكمات الحقوقية علقت صورة الإعلام المذكور في إيوان المحكمة، وسلم صورة عنه لمختار محلتهما، وأخذ منه علم خبر، وأعلنت الكيفية 1 كانون أول سنة 1909م.

الاثنين 19 كانون أول 1909م

[وفاة مصطفى العشا[3]] [ص3]

توفي فجأة إلى رحمة الله تعالى السيد مصطفى العشا من كبار تجار دمشق ونبهائهم.

[الدعوة إلى الاهتمام بسوق مدحت باشا] [ص3]

شكا إلينا كثيرون من تجار سوق[4] مدحت باشا مما صارت إليه حالة السوق المذكور بسبب سقوط الأمطار، حتى صعب على المارة اجتيازه، فإلى ذلك نلفت أنظار البلدية.

[ص3]

عين مفتي دمشق رئيسًا لقومسيون الأوقاف.

[تعيينات بالمحاكم] [ص3]

عين كل من بهجت أفندي الأسطواني كاتب ضبط لمحكمة الحقوق براتب 400 قرش، وبهجت أفندي القدسي بالامتحان كاتب ضبط لمحكمة التجارة براتب 250 قرش، وعين محمد أفندي تلو براتب 100 قرش.

[وكالة رئاسة البلدية] [ص3]

عهد بوكالة رئاسة البلدية إلى الشيخ سليمان أفندي الجوخدار مفتي حاضرتنا بالنظر لما عهد فيه أهل الحل والعقد من النشاط والإقدام؛ وذلك لانحراف صحة الرئيس أحمد بك أجليقين[5].

مبنى البريد والبرق والعدلية في ساحة الشهداء سنة 1924م

[جمعية البلدية العمومية] [ص3]

تجتمع اليوم جمعية البلدية العمومية بعد أن أهمل اجتماعها سنين عديدة،وهي تتألف من مجلسي الإدارة والبلدية معًا، لتنظر في وجوه إصلاح البلدية ولم شعثها، وترتيب ميزانيتها طبقًا لقانون البلدية.

و(الأمة) تلفت أنظار الجمعية لطرح الرواتب الزائدة المخصصة بالشفاعات، وتطلب زيادة مخصصات الطرق والتنويرات؛ ليتسنى للمارة التجول بدون تكلف وتزحلق.

[جزاء عادل] [ص4]

في الساعة الرابعة من الليلة الفائتة شهدنا قائد الدرك يقيم الحد جلدًا على أحد أفراد الجندرمة؛ لأنه سهَّل لأحد السارقين سبيل الفرار، واشتبه بأنه ارتشى منه.

[حوادث] [4]

• ألقي القبض على إبراهيم بن مصطفى بغاجاتي من محلة الشاغور، بجرحه محيي الدين أحمد عكيلي من المحلة المذكورة.

• ألقي القبض على جواد العجمي، وعبدو بن مصطفى سقطي من محلة الخراب[6] من أرباب السوابق بالسرقات المتوالية بتجولون عند بحرة الأسعدية[7] بقصد إيقاع السرقة في الساعة الثامنة ليلًا،ولدى التحري وجد معهما عدة مفاتيح (وسواقط) وآلات حديدية لأجل فتح الأبواب.

• تجاسر أبو خضر الدكانجي الشهير بسوق الدرويشية مع أحد أفراد النظامية محمد بن الدرويشة وضربه وجرحه، وقد ألقي القبض على أبي خضر المذكور، وأودع في السجن.

الثلاثاء 20 كانون أول 1909م

[مبعوث دمشق في الانتخاب] [ص2]

فتحت الهيئة التفتيشية بالأمس صندوق الانتخاب لقضاء الشام بحضور مفتي دمشق والرؤساء الروحيين، فكان عدد الآراء التي أصابت المنتخَبين كما يلي:

عدد:

54 عبدالرحمن بك اليوسف

5 جمال الدين أفندي الخطيب

4 أمين أفندي ترزي

2 سعيد بك الجزائري

2 فوزي باشا العظم

1 شكري أفندي العسلي

1 علي باشا الجزائري

وقد وردت نتيجة انتخابات الملحقات، ولم يبقَ إلا بعلبك والبقاع، وقد علمنا أن عبدالرحمن بك اليوسف الحائز الأكثرية في دمشق حاز من الملحقات 58 رأيًا، فيكون مجموع ما أصابه من الآراء 112، فنهنئه بهذه الثقة التي هي من قبيل الإجماع، ونسأل الله أن يوفقه في خدمة الوطن.

منظر عمومي لدمشق (الشاغور البراني)

[الجند بالقرعة] [ص3]

جاء أمس إلى الحكومة مواطنونا مسيحيو محلة باب المصلى يتغنون بالأناشيد الوطنية، ويحيون الدستور والخليفة المعظم، وأمامهم الموسيقا تعزف، مما يبهج محبي الاتحاد.

وقد جاء على أثرهم الشبان اليهود الذين طلبوا لسحب القرعة وهم كالأولين ينشدون الأناشيد الوطنية، وتلوح بأيديهم الأعلام العثمانية، وأمامهم موسيقا العسكرية تعزف بالألحان الحماسية، ولما وصلوا إلى دار الولاية قام داود أفندي ساسون وعبده أفندي روين خطيبين، وتكلما في شرف بذل الأرواح في المدافعة عن الوطن، وفي شرف السلك العسكري.

قد امتدت معاملة سحب القرعة إلى الساعة الواحدة ونصف من الليلة الفائتة، وعندها تلا مفتي دمشق دعاءً وجيزًا، ثم أعقبه حضرة الوالي فخاطب الحضور ممن أصابتهم القرعة قائلًا: إن هؤلاء الأعزاء سيسلمون إلى أب أشد حنوًّا عليهم من آبائهم الحقيقيين، وهو السلطان محمد الخامس، وإلى أم تحافظ عليهم أكثر من محافظة أمهاتهم، وهي الوطن الذي سلَّم إليهم سلاحه ليحسنوا الدفاع عنه، فقوبل هذا الكلام بالتصفيق والدعاء للسلطان والوطن والجيش والدستور، وارفض الجمع على عزف الموسيقا.

[النظارة على البلدية] [ص3]

عهد لسليمان أفندي الجوخدار مفتي حاضرتنا بالإشراف على معاملات البلدية.

[شفاء رئيس البلدية] [ص3]

أبل أحمد بك أجليقين رئيس بلدية دمشق مما كان قد ألم بصحته، وعاد بالأمس للقيام بوظيفته.

[منع طبيب عيون من مزاولة مهنته؛ لعدم حصوله على الشهادة الطبية] [ص3]

ثبت لدى تحقيق الحكومة والهيئة الصحية أن علي بك حسين الإيرالي الكائن بشارع السنجقدار بجانب قهوة الناعورة ليس حائزًا على الديبلومة، ولا بيده إجازة خصوصية بأن يتعاطى مهنة طبابة العيون التي أعلن عنها بأنه ماهر بها وحائز على عدة شهادات، وعليه فأنزلت (الآرمة)، ومنع من تعاطي الطبابة المذكورة.

[أخبار البوليس] [ص3]

• اختصم في محلة الميدان التحتاني محيي الدين بن عبدالقادر، ونعمان بن أبي نعمان، وأحمد بن سليم الديماني من المحلة المذكورة من جراء ثمن قهوة، فجرح الأخيران الأول في مواضع متعددة من جسمه، وركنا إلى الفرار، فأرسلت الأوراق إلى العدلية، وأخذ البوليس يتأثرهما.

• بينا كان هاشم بن محمد علي البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا من محلة باب المصلى مارًّا في محلة الميدان، اعترض له محمد بن مصطفى عطاية من محلة الميدان الفوقاني، وحاول اختطافه جبرًا، فسمع البوليس صياحه وأدركه فأنقذه، وألقي القبض على المتجاسر وسيق إلى العدلية.

• في الساعة الحادية عشرة من نهار أمس اختطف محمود بن أنيس وجاق من أهالي حمص، ومحمد بن علي عمي من أهالي ماردين طاستي ذهب من دكان إبراهيم أفندي طوطح صراف في سوق الخوجة وجعلا يبتلعان من الذهب ما استطاعا، فألقي القبض عليهما وأرسلا إلى السجن.

الأحد 26 كانون أول 1909م

[تهنئة بالعيد من أهالي سلانيك] [ص3]

جاءنا من رئاسة بلدية دمشق رسالة برقية من رئيس بلدية سلانيك، وهي: بلغت أهالي سلانيك سلام مواطنيهم أهالي دمشق المحترمين الذي حمله البيكباشي جميل بك، وأن أهالي سلانيك تهدي سلامها إلى إخوانها الدمشقيين المسلمين والمسيحيين والموسويين كافة، وتهنئ المسلمين بعيدهم الأضحى، وأن محبتهم وودادهم لا يزالون، فأرجو تبليغ هذا إلى أهالي دمشق المحترمين،وأنه أتاها من البيكباشي المومى إليه جميل بك الرسالة الآتية: أقدم واجب التهنئة إلى أهالي دمشق المحترمين بعيدهم السعيد.

[حادثة مرور] [ص3]

بينا كانت بالأمس إحدى العربات مارة في شارع السنجقدار تحمل عددًا من المُخَدَّرات والأطفال، صادفت أمامها عربة نقل (كميون)، فاضطرت للوقوف، حتى أصبح من المتعذر المرور في الشارع، وصادفت إذ ذاك مرور إحدى عربات الترام، فأشار الحوذي إلى السائق بالوقوف، فلم يلبِّ طلبه، فاضطر الحوذي خشية على من تحملُ العربةُ إلى إصعاد خيول العربة على حمل عربة النقل، ومع ذلك لم تنج العربة من الاصطدام بالترام، فسقط إذ ذاك الحوذي، وبادر الأهالي في تلك الجهة إلى إنقاذ الركاب، فلم يصب أحد بسوء، وتحطمت العربة من عدة أماكن، فعسى تنتبه شركة الترام إلى هذا الأمر، فتأمر سائقيها أن يقفوا عند كل إشارة في مثل هذه الظروف؛ كيلا يقع حيف على الأهلين، كما أننا نطلب إليها ألا تدعهم يسرعون في مثل هذه الأماكن التي ضاقت على المارة، فضلًا عن العربات وعربات النقل وعربات الترام، كما أننا نطلب من أولياء الأمور أن يضربوا على يد أمثال هؤلاء السائقين بحسب ما يقتضيه القانون.

الاثنين 27 كانون أول 1909م

[طرد بوليس] [ص4]

طُرد مدير البوليس أيوب أفندي الأورفة لي من أفراد البوليس الجدد؛ لسُكره أثناء وظيفته، وجره غلامًا من دار القهوة بقصد إجراء المنكر معه.

[إصابة بسلك الترام] [ص4]

في الساعة الواحدة ونصف من الليلة الفائتة انقطع سلك الترام بالقرب من جسر الصالحية، فأصاب الطحان محيي الدين الناشف البالغ من العمر 15 عامًا وجرحه في وجهه، فنقلته الشركة إلى إدارتها ثم إلى داره؛ ولذلك لم تؤخذ إفادته إلى الساعة الخامسة، ويروى أنه مضطرب من تأثير القوة الكهربائية.

[حوادث] [ص4]

• بينا كان صبحي بن محمد عبدالستار من محلة جسر الأبيض في الصالحية جالسًا في بستانه يقلب بيده مسدسًا خرجت منه رصاصة أصابت عينه اليمنى فأودت بحياته.

• بينا كانت أنيسة بنت الفحام من محلة باب السريجة البالغة من العمر 8 سنوات مع أخت لها في منارة جامع أبي الدرداء[8] داخل القلعة، سقطت على رأسها، فنقلت إلى المستشفى وحالها في خطر.

• وشاهدت الدورية محمود أبو أركيلة المشهور، وتوفيق بن رضا النشواتي وسعيد بن ضاهر النجار من أهالي باب السريجة يتنازعون مع عدة أشخاص في المحلة المذكورة، فألقت القبض عليهم، وشوهدت أصبع سعيد مجروحة.

• ألقي القبض على سعيد بن سليم الكيال، ومحمد بن محمد البوشي، من الشاغور؛ لجرحهما موسى بن مراد سنادو من الموسويين بخنجر في رأسه.

• قبض على عبدو بن إبراهيم كشكول من زملكا؛ لتعرضه للنساء اليهوديات في حي الموسويين وهو ثمل.

الثلاثاء 28 كانون أول 1909م

[دعوة إلى اجتماع التجار] [ص4]

جاءنا من غرفة التجارة في دمشق ما يلي: بناءً على التحريرات الواردة من نظارة التجارة والنافعة بخصوص بيان الأسباب الموجبة لترقي التجارة والصنايع المحلية، وما يجب وضعه مجددًا من الأصول والقواعد لزيادة الإخراجات، وتسهيل الإدخالات، وترقي الصنائع العثمانية على الإطلاق، نرجو حضرات التجار الكرام الغيورين على ترقي التجارة والصنائع المحلية أن يتكرموا بالتشريف إلى غرفة التجارة الكائنة ضمن المنتدى التجاري مساء اليوم في الساعة العاشرة للمداولة بالخصوص المذكور، وتقرير ما يجب بيانه للنظارة المشار إليها.

[حوادث] [ص4]

• قبض على حاتم بن عبدالله الأطرش من محلة القصاع؛ لجرحه إسكندر مباردي من محلة سفل التلة.

• ألقي القبض على عوض بن موسى نظور من محلة الجورة؛ لجرحه توفيق بن نقولا صباغ.

• تنازع محمد أنيس بن عمر الخوجة وراغب بن قدور عوض، وراغب بن قدور التبان، من قبر عاتكة من جراء دراهم.

• ألقي القبض على عزو بن حسن المصري من سوقساروجة؛ لشجه رأس عبدالله الفقش بحديدة.

الأربعاء 29 كانون أول 1909م

[انتخابات البلدية] [ص3]

اعترض كل من عطا بك العظمة[9] وعبدالله أفندي الكزبري[10] على عدم إدخال اسميهما في جملة أسماء من لهم الحق بأن يكونوا أعضاء في البلدية،وكذلك قدمت مضبطة بتوقيع عدة من وجهاء باب الجابية بالاعتراض ذاته على حين أننا رأينا أسماء بعض الموقعين على هذه المضبطة منشورة في إعلانات لجنة الانتخاب، فتأمل.

وقد استوضحنا سبب إخراج أسمائهم، فأُجبنا بأن اللجنة أخرجت جميع من لم تتوفر فيهم الشروط القانونية للانتخاب،وفي رأينا أن يجتنب من يعلم عدم توفر الشروط القانونية في نفسه مثل هذه المعاملات التي لا تجدي سوى التأخير، والأخذ والرد عبثًا، ويجب على الحكومة أن تُعنَى بتطبيق الحكم القانوني كيفما كانت الحال.

وأما ما يدعي البعض من أن في الحكم القانوني هضمًا لحقوق بعض ذوي الكفاءة، فهذا ليس من وظائف اللجنة، وإنما هو من خصائص مجلس الأمة الذي ينظر فيه فيعدله إذا رأى حاجة لذلك، وعليه فمن كان له اعتراض على هذا الحكم، فليراجع مجلس الأمة على الطريقة القانونية.

لجنة عمارة الجامع الأموي بعد حريق سنة 1311هـ

[الإعانة البحرية] [ص4]

أبرقت الرئاسة العامة لإعانة البحرية إلى الولاية تخبرها بأن اللجنة تعهدت بأداء (150) ألف ليرة في عشرين يومًا من أصل ثمن سفينة حربية تبتاعها باسم الأمة، وطلبت إرسال ما جمع من الإعانة، وسئلت عن المقدار الذي يتسنى جمعه في المدة المذكورة، فأحيلت البرقية إلى رئيس لجنة الإعانة عبدالرحمن بك اليوسف مبعوث دمشق، فأشار بلزوم اجتماع أعضاء اللجنة ليتداولوا في الأمر.

لا نرى حاجة لاستفزاز عواطف الدمشقيين وحثهم على المسارعة في الإجابة؛ إذ لا نظن أن أحدًا من العثمانيين يتقاعس عن بذل ما يستطيع في سبيل إعلاء شأن الدولة والأمة، ولا سيما ما يعهد في مواطنينا الدمشقيين من الغيرة وعلو الهمة؛ فقد برهنوا على أنهم في مقدمة العثمانيين عشقًا للرقي، وصدقًا في حب الدولة والأمة.

[تبريك] [ص4]

أبرق نواب دمشق وغيرهم من النواب إلى عبدالرحمن بن اليوسف يعربون عن ابتهاجهم بانتخابه، ويباركون له.

قصر العظم

التكية السليمانية

التكية السليمانية في الداخل

[1] تقدم التعريف به وبكثير من الأماكن التي سبق ذكرها.

[2] جادة السنجقدار: تمتد من ساحة الشهداء المرجة شرقًا حتى باب النصر عند المدخل الغربي لسوق الحميدية، تتفرع عنها عدة أسواق، وتعود تسميتها إلى السنجق الراية التي كانت تحمل إلى جانب المحمل، تعرَّض القسم الجنوبي المتاخم لسوق التبن إلى حريق كبير سنة 1928م في شارع الناصري، ثم أعيد تنظيم المنطقة بعد الحريق، فتبدلت معالمها، وفتحت جادات جديدة، وفي جادة السنجقدار: جامع السنجقدار أو الحشر أو أرغون شاه، وجدده سنان آغا سنة 1008هـ، وأزيحت واجهته الشرقية المقابلة لسوق السروجية إلى الخف سنة 1335هـ/ 1916م،دمشق تاريخ وصور 209.

[3] مصطفى أفندي العشا بن السيد عبدالله،توفي في 4 ذي الحجة 1327هـ - 1909م، ودفن بمقبرة الدحداح،المعجم الجامع لتاريخ الأسر الدمشقية،ودفن بقبره ابنه كامل،توفي 5 محرم 1345هـ، وابنه الآخر محمد ضياء في 8 ذي الحجة 1400هـ، ودفن بقبره أيضًا حفيده الدكتور مصطفى بن كامل العشا في 6 رمضان 1411هـ/ 22 آذار 1991م.

[4] سوق مدحت باشا: يمتد من الدرويشية غربًا حتى البزورية شرقًا، نظمه مدحت باشا سنة 1295هـ/ 1878م أيام السلطان عبدالحميد الثاني، وجدد سنة 1308هـ أيام الوالي رؤوف باشا، وقام الوالي حسين ناظم باشا بتغطيته بسقف من الحديد والتوتاء في سنة 1313هـ تقريبًا، حماية له من الحريق وامتداد اللهب إلى الأحياء المجاورة إذا ما اشتعلت النار في سقفه الخشبي القديم،دمشق تاريخ وصور للشهابي، ص287.

[5] أحمد أجليقين: قائم مقام القنيطرة، ثم تولى إدارة الشرطة بدمشق، توفي سنة 1341هـ/ 1922م،منتخبات التواريخ لدمشق 2/897.

[6] الخراب: محلة إلى الجنوب من القيمرية، والشرق من مئذنة الشحم، والشمال من حي الأمين.

[7] بحرة الأسعدية: كانت في محلة مئذنة الشحم، قرب تلة الشعيرية،أعلام الورى 136، جـ2.

[8] جامع أبي الدرداء: في قلعة دمشق، ويعرف بمقام أبي الدرداء، وفي الجامع قبر ينسب لأبي الدرداء، وهو خطأ، وقبره في مقبرة باب الصغير.

[9] عطا بن أمين العظمة، فاضل، تولى عضوية بلدية دمشق بعد عمه محمد بك، وعمل أيضًا بالزراعة،توفي سنة 1355هـ/ 1936م،التحديث بالنعمة 67.

[10] عبدالله بن كمال الكزبري: نقيب أشراف الزبداني، من الأعيان، تولى عضوية مجلس الأوقاف الإداري،توفي سنة 1347هـ/ 1928م، ودفن بمقبرة الدحداح،تاريخ علماء دمشق 3 /109.