• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

التلوث الغذائي والأمراض الناجمة عنه (2) التهاب الكبد الوبائي (أ)

د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/9/2015 ميلادي - 16/12/1436 هجري

الزيارات: 8679

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التهاب الكبد الوبائي (أ)

(الأمراض الناجمة عن التلوث الغذائي: الحلقة الثانية)


مقدمة

تحت الظروف البشرية الكارثية ينتشر التلوث الغذائي، وما قد ينجم عنه من الأوبئة، وهذا المرض هو أحدها، بل إنه من أشيعها، حسب الإحصاءات العالمية[1]، وهو مرض فيروسي يصيب الكبد، ويمكن أن يسبب أعراضًا تتراوح بين البسيطة والوخيمة، وهو ينتقل بتناول الملوث من الطعام والمياه، أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه، ويتعافى غالبية المصابين بالالتهاب الكبدي A بصورة تامة، ولكن نسبة صغيرة من الوَفَيَات تحدث بسبب الشكل الخاطف أو الصاعق منه والشائع في الأكباد المرهقة لسبب أو لآخر، بينما هو نادر جدًّا بين الأصحاء.

 

وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في ظهور اليرقان الفيروسي عمومًا، وهذا النوع - خصوصًا - في عدة مناطق، من بينها منطقة الشرق الأوسط، وحسب م ص العالمية يُرد سبب تزايد الإصابات بالالتهاب الكبدي A شديد السراية إلى قلة توفر المياه المأمونة، وتردي الخدمات الصحية.

 

ونشير إلى وجود طيف عريض من اليرقانات غير الوبائية؛ لننبه لكونها تختلف تمامًا عن موضوعنا، أشهرها وأشيعها يرقان الأطفال حديثي الولادة، الذي ينتج الشكل الوظيفي منه (أو الفيزيولوجي) عن تخريب الدفعة الزائدة من كريات الدم الحمراء في جسم الوليد، وهو سليم بشكل عام، باستثناء بعض أشكاله الخطرة، أما ما نحن بصدده وهو: "التهاب الكبد الفيروسي الوبائي"، فينتج عن غزو البدن بفيروسات ممرضة عديدة، تصنف على أنها ذات اصطفاء كبدي، دُرس وحُدد منها خمسة أنماط أخَذت الأحرف الخمسة الأولى في الأبجدية اللاتينية، وعلى رأسها النوع: "أ"، والنوع: "ب"، وهما الأقدم تصنيفًا والأكثر شيوعًا، والنوع: (س) الذي تزداد حديثًا التحذيرات من خطره وسرعة انتشاره[2].

 

علاقة اليرقان الوبائي بالحالة النفسية بين الحقيقة والتهويل:

يمكن أن يتفشى هذا المرض على نطاق واسع ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة، ولكنه يحدث كذلك بشكل فردي، وفي الحالين فإن العلوم الطبية والصحية لم تجد ربطًا بين حدوث التهاب الكبد والحالة النفسية للإنسان، وذلك رغم تأكيد الموروثات الشعبية - طبية كانت أو غير طبية - على هذا الارتباط في العديد من المجتمعات، وأكثر من تعاملت معهم - أنا وزملائي - لديهم قناعة بأن حصول الإصابة باليرقان (أو الريقان أو أبو صفار) لديهم أو لدى قريب كبير أو صغير تلا حدثًا جلَلًا، أو رعبًا طارئًا، أو حزنًا شديدًا!

 

وفيما عدا القانون العام الذي ينتظم جميع الأمراض والقاضي بنقص مقاومة أجهزة الجسم واستشراء المرض مع الشدائد والكروب والهبوط النفسي للإنسان، فإنه ليس ما يثبت وجود خصوصية لعلاقة مرض اليرقان الوبائي بالشدة النفسية، اللهم إلا انتشاره في الحالات المفاجئة والأقرب للكارثية، وما يحكمها من ظروف؛ كالزحام الشديد، وغياب المرافق الصحية، ونقص المياه النقية للشرب والطبخ، كما هو الحال في الحروب والحصار، ومخيمات التشرد والنزوح، وما يرافق ذلك حتمًا من الضغوط النفسية الهائلة؛ كالخوف والجوع، ونقص الأموال والأنفس والثمرات!

 

• فعن الخوف والذعر في تلك الظروف حدِّثْ ولا حرج:

ولعل الناس قديمًا عمموا هذا القياس المدعم بالتجربة والمشاهدة على الإصابات الفردية التي تحدث بشكل غير وبائي، فربطوا حدوثها برعب مفاجئ، أو مشكلة نفسية قد تخفى حتى على صاحبها!

 

• أما الجوع - لا سيما عند الأطفال لفترات زمنية تتجاوز الأيام - فمن المعروف أنه من عوامل الخطورة بالنسبة لكبدهم؛ حيث يُضعف سوءُ التغذية الخليةَ الكبدية خاصة، ويضاف لذلك في الظروف المذكورة تأذي الخلية الكبدية لاستنشاق الغازات والأبخرة السامة (على سبيل المثال من مخلفات القصف الحربي والحرائق)، أو لتناول الأطعمة الملوثة بالسموم المتطايرة؛ فكلها أعداء للكبد، تجعله أقل ثباتًا أمام هجوم الفيروسات المسببة للداء الذي يكون وبيلًا بسببها، كذلك تم ربط كثرة الإصابات وسوئها بتدخين النرجيلة في العام الجاري في بعض الدول غير المستقرة، علمًا أن التبغ (والكحول بداهة) من أعدى أعداء الكبد، في جميع الظروف، سلمًا أو حربًا.

 

وتكمن أهمية العوامل السابقة في أن الكبد الضعيف سلفًا قد لا يصمُدُ أمام الإصابة، حتى بالفيروسات غير الشرسة عادة، كالنوع (أ)، المعروف بأنه أشيع سبب لالتهاب الكبد السليم نسبيًّا!

 

السراية والتفشي:

للدلالة على سرعة وصول المرض لكل منا، اتخذت عبارة: "أقرب لك مما تظن" شعارًا لليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي[3]، ويصنف الالتهاب الكبدي (A) مع الأمراض المنتقلة بالأغذية والمياه الملوثة المشاهدة في حالات فردية متفرقة، وعلى شكل أوبئة بأنحاء العالم كافة، فهو يمكن أن يستشري على نطاق واسع جدًّا في مناطق التلوث؛ كالحالة الوبائية التي اجتاحت شنغهاي في عام 1988 وأصابت بعدواها نحو (000 300) ثلاثمائة ألف شخص - حسب منظمة الصحة العالمية.

 

وإن فيروس التهاب الكبدي A منتشر في البيئة المحيطة بنا، وهو مقاوم لإجراءات التطهير غير الدقيق في المطاعم، ومراكز تصنيع الأغذية، والموجهة عادة لتعطيل ومكافحة مسببات الأمراض الجرثومية البسيطة نسبيًّا، وهو ينتشر في المقام الأول عندما يتناول شخص ليس لديه مناعة من إصابة سابقة أو تطعيم باللقاح المضاد مياهًا أو أغذية ملوثة بالفيروس، لا سيما الأطعمة النيئة أو ناقصة الطهو (وتشير المصادر للمحار كمثال)، والمثلجة (كالتوت المثلج)، أو الخضار المزروعة التي رويت ورشت بماء ملوث، أو غسلت به قبل أكلها (سلطات المطاعم)، (وانظر الحلقة الأولى لكيفية التلوث)، وكذلك تنقله الأيدي الملوثة بمفرغات ومفرزات المصاب، التي لم تغسل قبل تناول الطعام، أو بعد دخول دورات المياه؛ (إذ يغلب العدوى من تلوث مقابض الأبواب والصنابير في الحمامات العامة، لا سيما في المدارس)، وتختصرها المصادر بعبارة: العدوى البرازية الفموية، وقد تنتقل العدوى - نادرًا - عن طريق سوائل الجسم الأخرى، مثل: الالتهاب بالفيروس (ب)، وغالبًا ما تؤدي إصابة أحد أفراد العائلة إلى إصابة فرد آخر على الأقل في حال عدم التزام المصاب بتعليمات الطبيب المشرف على العلاج، وتتزايد الإصابات بالمرض بسبب ظروف الاكتظاظ السكاني في المدارس ودور الرعاية، وحتى البيوت في المناطق المنكوبة.

 

2] وتضيف منظمة الصحة العالمية الانتقال بسبب تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

العدوى والحضانة: يصيب هذا المرض البشر تحديدًا، وهو كثير الحدوث عند الأطفال؛ لهشاشتهم، ولنقص تقديرهم خطورة التلوث، وأهمية النظافة، لا سيما في ظروف الأوبئة المذكورة، حيث ينشغل الراعي أو المربي عن الطفل، وقد يغيب.

 

وتتراوح فترة الحضانة للمرض - الممتدة منذ لحظة دخول الفيروس للجسم (أو منذ التماس الأول مع المصاب) وحتى بدء ظهور الأعراض -: تتراوح بين (1 - 3) أسابيع، (وقد تبلغ الشهر، أو تتجاوز الخمسين يومًا باختلاف المصادر)، وهي فترة خالية من أعراض المرض.

 

والمشكلة أن المصاب يطرح الفيروس في برازه، وبالتالي يكون مُعديًا خلال فترة الحضانة المذكورة، وقبل أن يعرف أحد أنه مُعْدٍ؛ ولهذا هو مرض شديد السراية، كما ذكرنا! وقدرت البحوث المخبرية الدقيقة مدة طرح الفيروس بالبراز بأسبوعين قبل ظهور الأعراض، وأسبوع بعد ظهورها، وخلال تلك الأسابيع الثلاثة يكون الإنسان مُعْدِيًا بشدة لمن حوله، وهو ما يفسر لنا نوعًا ما المعلومة الإحصائية بأنه في 45% من الحالات الظاهرة لا يمكن تحديد مصدر العدوى! (خاصة إذا تذكرنا وجود إصابات معظمها عند الأطفال تستمر خفية بعد انتهاء الحضانة، نسميها تحت سريرية، أو لايرقانية، كما أشرنا، يُعدي أصحابها من حولهم دون أن يتبين أنهم المصدر، ولا يكشفون إلا مخبريًّا)[4].

 

الأعراض والعلامات: عندما يصطبغ جلد الطفل باللون الأصفر، فإن المرض يكون قد قطع شوطًا بعيدًا، ويكون الأهل قد تأخروا في التنبه للمرض، والطبيب قد تأخر في التشخيص!

 

فما هي الأعراض المبكرة؟

يبدو المصاب كئيبًا مرهقًا، ويعاني من حمى متوسطة أو خفيفة، وآلام مفصلية، ومن المؤكد أنه سيفقد شهيته للطعام، كما يكون الطفل المصاب خاملًا، ويفقد رغبته باللعب والحركة، ويلي ذلك أو يرافقه ألم البطن والغثيان، وعندما يبدأ القيء يكون الفيروس قد نال من الخلية الكبدية، وانتشرت أذيته للشجرة الصفراوية، وهنا تبرز خطورة تأخر التشخيص، أو الوقوع في فخاخ تشخيصية، فكثيرًا ما يلتبس المرض مع التهاب معدة وأمعاء حاد، أو مع الإنفلونزا، أو مشاكل كلوية وبولية!

 

وإن نسبة من يُصاب باليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين) دون عمر السادسة هي 10% فقط، وترتفع النسبة لتبلغ عند الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين أكثر من 70%.

 

وغالبًا يراجعنا الأطفال بعد إعطاء علاجات قد تبدو بسيطة مثل خافض الحرارة والمسكن من زمرة "الباراسيتامول"، ومثل مضادات القيء، وبعض الأهل قد لا يعتبرها دواءً!

 

حسنًا هي لن تكون دواءً لهذه الحالة، ولكن أكثر من ذلك ما يجهله الأهل وينساه بعض الأطباء أن كلًّا منها في الواقع قد يمثل سمومًا للخلية الكبدية المصابة، وهي تؤدي لتفاقم تأذي تلك الخلية، واشتداد الإقياء، ونقص الشهية، وبالتالي لظهور التجفاف والوهن الشديد! وهو ما يدخل المصاب في حلقة مفرغة (أو معيبة) لا بد لكسرها من قبوله في المشفى.

 

يتم وسم التشخيص بالتحاليل المخبرية، وبربطها مع بقية الموجودات، ولكننا بمجرد الشبهة نكون قد أوقفنا الأدوية السابقة الضارة، وبدأنا بالتدبير العام.

 

سير المرض:

ما لم تحدث الاختلاطات، وبخلاف الالتهاب الكبدي B والالتهاب الكبدي C، فإن عدوى الالتهاب الكبدي A لا تسبب مرضًا مزمنًا في الكبد (تليفه وفشله)، ونادرًا ما تكون قاتلة.

 

ويمكن أن يلحق المرض أضرارًا اقتصادية واجتماعية في المجتمعات المحلية؛ إذ قد يستغرق شفاء المصاب منه أسابيع أو أشهرًا لكي يعود إلى عمله أو مدرسته، أو ممارسة حياته اليومية، كما قد يخلف آثارًا سلبية على المؤسسات الغذائية المتهمة بنشره عبر منتجاتها.

 

الوقاية والعلاج:

وسنوجز العلاج ثم نفصل الوقاية لأهميتها لعموم القراء:

• أهم أهداف العلاج: المحافظة على وضع مستقر للمريض ريثما تترمم الخلايا الكبدية المتأذية، ويستعيد الكبد وظيفته، فهذا الفيروس ليس له علاج نوعي.

 

• ولتحقيقها: نبدأ بالراحة التامة لأسبوع على الأقل، يلي ذلك تحرك تدريجي لأسبوعين لكسر الحلقة المفرغة التي دخل المصاب بها في الحالات الشديدة كما ذكرنا، ويتلازم ذلك مع الإماهة الجيدة بالوريد للمدنفين، وللأطفال المصابين بقيء شديد وتجفاف، وذلك لمدة قصيرة، ثم نتابع الإماهة بالفم، يلي ذلك التغذية التدريجية المناسبة، وعمومًا تضم الحمية غذاءً بسيطًا للخلايا الكبدية، يقوم على تجنب المواد الدسمة والبروتينات الثقيلة التي ترهق الكبد، وإعطاء السكريات التي لا تستدعي جهدًا للهضم، وعلى رأسها العسل ومشتقاته، ففيها غذاء وشفاء بإذن الله، وعادة أنصح الأهل بحلِّ العسل في ماء دافئ، وتفك الحمية تدريجيًّا مع تراجع الأعراض.

 

أما الأدوية فهي عدوة للكبد المريض، ولا يعطى أي دواء إلا بإشراف ومسؤولية الطبيب.

 

الوقاية من أنجع أساليب الوقاية من المرض بإجماع المصادر العلمية والمنظمات الدولية:

1) تحسين الخدمات الصحية.

2) التزام قواعد النظافة الشخصية.

3) واللقاحات المضادة للفيروس "أ".

4) والامتناع عما يؤذي الكبد؛ كالتدخين والكحول.

 

وقد مر فيما سبق بعض تفاصيلها، وتتوزع المسؤولية الوقائية على كل من: الفرد (الصحة والنظافة الشخصية)، والأسرة، والمدرسة (لانتشار العدوى بين الطلاب)، وبلديات القرى والمدن، والحكومات والمؤسسات الدولية.

 

وفي التفاصيل:

1) الخدمات الصحية: هنالك إجراءات هي من أسس الصحة العامة، ومع ذلك قد تهمل حتى خارج إطار الجوائح مع الأسف، بينما الأَوْلى تحقيقها في كل حين، وبصرامة أشد بوجود الحروب والكوارث، وأهمها: توفير إمدادات كافية من مياه الشرب المأمونة، والسلامة الغذائية، والتخلص بطرق سليمة من مياه الصرف الصحي داخل المجتمعات المحلية، حتى لو ابتليت بالجائحة دولة مجاورة، فالعالم اليوم قرية صغيرة، وقد يحمل العدوى - كما رأينا - شخص يبدو لك سليمًا لمدة كافية لتنقله بين المدن والبلدان قبل أن تظهر عليه علامات المرض.

 

2) قواعد النظافة الشخصية: وتشتد أهمية اتباعها والتعود عليها في الظروف الكارثية، وبعضها لبساطتها أعجبُ هل علي الحديث عنها وما ألبث أن أفعل لكثرة ما ألمس من مخالفات لها ليس سببها الجهل ولا الفقر! بل ربما التجاهل، ونقص الوعي بأهميتها، والولع بالمخالفة عند البعض، من قبيل الانتظام في غسل اليدين بمياه مأمونة قبل تناول الطعام (وهو أهم من غسلها بعده كما هو دأبنا)، وغسلها بعد الخروج من دورات المياه بالماء والصابون! ورغم بداهة ذلك لنا كمسلمين فإنه قد يهمل، لا سيما في سن الطيش في المدارس والمعسكرات، ويهمله العاملون بالأطعمة، والعاملات المساعِدات في المنازل، لا سيما من غير المسلمين، رغم التعليمات!

 

ومنها: حسن التخلص من مفرغات وفضلات الشخص المصاب، لا سيما الأطفال الذين تستعمل لهم الحفاظات.

 

ومنها: غسل الخضر والفواكه بشكل جيد قبل وضعها في الثلاجة، ويفضل بالصابون والماء النقي والطهو الجيد، وتجنب تناول النيء أو ناقص الطهي، لا سيما خلال الأوبئة.

 

وتعليقًا على البندين السابقين (1، 2) نبين أن الفيروس يصمد في المياه المالحة والحلوة لأشهر، بينما يُقْتَلُ عادة بالوصول لحرارة (85) درجة مئوية لمدة دقيقة على الأقل، وهو مقاوم للحرارة أقل من ذلك، ويقاوم الجفاف والمطهرات والأحماض الخفيفة كالخل، ولكن الكلور يقتله، فيضاف للمياه المعدة للأغراض الغذائية[5]، وتؤمن المياه المكلورة بجهود الهيئات الأهلية والمتبرعين في الكوارث من أجل الشرب، وتفريش الأسنان، ولتحضير المشروبات الباردة والساخنة، وإعداد حليب الأطفال وغسل الخضار، وهذه الكلورة فعالة بإذن الله تعالى للوقاية من أمراض عديدة إضافة لفيروسات التهاب الكبد A، مثل الجراثيم المعوية الكولونية والطفيليات؛ كالمتحول الزحاري وغيره، وجراثيم الحمى التيفية التي ستكون موضوع الحلقة التالية بإذن الله.

 

3) لقد أصبح اللقاح (التطعيم) ضد فيروس التهاب الكبد (أ) متوفرًا عالميًّا منذ عدة سنوات، ولكن كلفته عالية نسبيًّا، لا سيما بالنسبة للمنكوبين في الجوائح، ما لم يتم دعمهم به من قبل "المنظمات الدولية"، ولقد لوحظ تراجع نسبة الإصابات السريرية في الدول التي عممته بين الأطفال، إلا أن ظهور الجائحات في دور رعاية الصغار لا زال مشاهدًا!

 

وفي الظروف العادية يعطى اللقاح على جرعتين، يفصل بينهما (6 - 12) شهرًا: ويدرج على جداول اللقاح بعمر السنة، ثم بعمر سنة ونصف من العمر، ولقد عمم من قبل وزارات الصحة في الكثير من الدول، ومنها دول منطقتنا، وثبتت فائدته في تقليص الإصابات[6].

 

4) ولا يقل أهمية عن كل ما سبق التوصيات العامة بالحرص على البيئة الكونية والنفسية والأخلاقية، وسلامة خلية الكبد، ابتداء بتجنيبها السموم كالكحول والتبغ، بل هي تحمل الفائدة الوقائية الأوسع والأثبت بعون الله، لالتهابات الكبد بالفيروس (أ)، ولالتهاباته الفيروسية عمومًا، وتلك السموم محرمة بداهة ممن هو أعلم بنا وبأكبادنا من أنفسنا، الحمد لله.

 

حمى الله أطفالنا وجميع أفراد الأمة من الداء والوباء.



[1] التهاب الكبد "أ": منشورات منظمة الصحة العالمية: http: //www.who.int/mediacentre/factsheets/fs328/ar

[2] كتاب طب الأطفال نلسون: Kliegman: Nelson Textbook of Pediatrics

[3] وتتولى أيضًا منظمة الصحة العالمية تنظيم اليوم العالمي للالتهاب الكبدي في يوم 28 تموز/ يوليو من كل عام، بهدف إذكاء الوعي بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي وفهمه؛ (الرابط في الهامش الأول).

[4] الكتاب الأحمر في الأمراض الخمجية عند الأطفال - (من منشورات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال) Red Book - (والخمج هو نزول العامل الممرض في ساحة البدن).

[5] وللمزيد عن كلورة المياه على نطاق ضيق، انظر الحلقة السابقة من هذه السلسلة: التلوث الغذائي والأمراض الناجمة عنه (ح 1) http://www.alukah.net/culture/0/92014/

[6] هذا الفيروس الذي اقتصرت عدواه تاريخيًّا على جهاز الهضم قد ينتقل اليوم - كما أشرت - عن طريق جميع سوائل الجسم، ومن قباحات هذه "الحضارة" بدلًا من التوصية بنظافة الأخلاق لإغلاق أبواب المرض: التوصية بتلقيح الشاذين أخلاقيًّا ضده، ليضاف لعشرات العوامل الممرضة التي تتربص بهم؛ كالإيدز والبابيلوما وغيرها!

وبينما هم يوصون بإصلاح قذارة الجسم والبيئة، وجعل المبتلَيْنَ بها يهتمون بالنظافة الشخصية؛ كغسل الأيدي والخضر والفواكه إلخ - تجد في أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية بالحرف: "عوامل الخطر تشمل ممارسة الجنس مع شخص مصاب بعدوى الالتهاب الكبدي A"، وأنه "يوصى في بعض البلدان بإعطاء اللقاح للمعرضين بشكل أكبر لخطورة الإصابة بالمرض، ومنهم الرجال الذين يمارسون الجنس مع مثليهم"http: //www.who.int/mediacentre/factsheets/fs328/ar

حضارة تحمل بذور تلفها وهلاكها في أحشائها، ولنا في التاريخ عبرة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التلوث الغذائي والأمراض الناجمة عنه (1)
  • التهاب المعدة والأمعاء بالسالمونيلا
  • الكبد والمحافظة عليه
  • طرف مما حصل في بعض السنين من الأوبئة والأمراض

مختارات من الشبكة

  • التلوث البيئي أم التلوث الأخلاقي؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علاقة التلوث بالأمراض (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • علاقة التلوث بالأمراض (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التلوث ومهيجات الحساسية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحفاظ على البيئة من التلوث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حماية الماء من التلوث(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • نبذة عن كتاب: "رعاية البيئة من التلوث - رؤية اقتصادية إسلامية"(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • التلوث: نموذج إعداد درس بالأنشطة اللاصفية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك الإجرامي كركن من الأركان المادية لجريمة التلوث السمعي في القانون(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • على من تقع المسؤولية الحقيقية لحماية البيئة؟(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب