• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

الإسكندرية: الثغر والمعبر والرباط

د. فيصل الحفيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/1/2010 ميلادي - 23/1/1431 هجري

الزيارات: 23965

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
توطئة:
جدل المكان والعلم:
بين المكان والعلم جدلٌ يصعب في كثير من الأحيان تفسيرُه، جدلٌ شديد التعقيد، فكأنهما حلقة - أو كالحلْقة - لا تعرف بدايتها من نهايتها، حينًا تجذم - أو تكاد - أنَّ المكان يصنع العلم، وحينًا تعتقد بنقيض ذلك، فتقول بأن العلم هو الذي يصنع المكان، وحينًا ثالثًا تأسرك دوَّامةُ الحيرة، فتختلط عليك الرؤيةُ وتغيم.

من يصنع الآخر؟ سؤال شائك، لكن الذي لا شك فيه هو أن بعض الأماكن كانت على مدى التاريخ عواصمَ للعلم، وأن العلم ارتبط أبدًا بأماكنَ بعينها.

وليس بالإمكان في هذا السياق القفزُ على علاقة السياسة وأمور أخرى كالاقتصاد والعمران، بثنائية المكان والعلم، فللسياسة - دون ريب - دورٌ لا يستهان به في التأسيس للعلم وللمكان معًا، على أن ذلك لا يعني أن غياب السياسة يُفقد المكانَ أهميتَه، أو يفك ارتباطه بالعلم، أو يمحو - بعيدًا عن المكان، إن أمكن الفصل بينهما - العلم، أو يؤدي إلى غيابه، أو انحساره.

وإذا ما أردتَ شاهدًا قريبًا على المقولات السابقة، فخذ: الإسكندرية، مدينة أنشأها الإسكندر المقدوني عام 331 ق.م؛ لتكون وريثةً لأثينا اليونانية عاصمة العالم القديم، فكانت ما أراد، وظلتْ كذلك قرونًا طويلة، تقرب من ألفي عام، في العصر السكندري (البطلمي)، والبيزنطي (الروماني) إلى أن جاء الإسلام، فتراجعتْ تحت تأثير الوهج الجديد، الذي صنع أماكنَ جديدةً، كدمشق، وبغداد، والبصرة، والكوفة، وغيرها، لكنها لم تلبث أن استقطبتْ بعض الوهج، واستردَّتْ شيئًا من مكانتها.

كانت الإسكندرية عاصمة سياسية للإسكندر وبطليموس وخلفائهما، أما عاصمة عمرو بن العاص، فكانت الفسطاط، خبا بريقُ المكان، ولكن إلى حين.

يبدو أن للأماكن/ المدن حظوظًا، كما للناس حظوظ، وليس المراد من الحظ هنا معنى الصدفة، ولكنه معنى التوفيق الذي يحالف المكان فلا يتخلَّى عنه، هي أماكن/ مدن، قدرها أن تظل تحت الضوء، اقتربتْ منها الأضواء التي نعرف (السياسة) أو ابتعدت، أرادها الله هكذا، فهيَّأ لها الأسباب، وقدَّر لها التوفيق.

والإسكندرية من هذه المدن، لم يستطع وهج السياسة، وبريق العواصم السياسية أن يلغيها أو يزيلها من الجغرافية العلمية للمسلمين، فبقيتْ في قلب هذه الجغرافية، وهم في أوجهم، وإن انسحبتْ من صدارة جغرافيتهم السياسية.

ومن اللافت وله دلالتُه الواضحة أن الإسكندرية كادت بما وهبها الله من رصيدٍ تاريخي وجغرافي وحضاري، أن تستمر عاصمة بالمعنى القريب لكلمة "عاصمة"؛ نقصد المعنى السياسي، لكن حالت دون ذلك أمورٌ، سنجلوها لاحقًا.

يلخِّص ما سبق كلَّه أن للإسكندرية شخصية، لها ملامحها التي قد تحتجب، أو تُحجب، لكنها أبدًا لا تزول.

شخصية الإسكندرية:
عندما وصف المقريزي الإسكندرية بأنها "من أعظم مدائن الدنيا، وأقدمها وضعًا"، كان قد مضى على ظهورها على مسرح التاريخ بعملية حسابية بسيطة، ما يزيد على سبعةَ عشرَ قرنًا، وها هي اليوم تدخل قرنها الرابع والعشرين (2340 عامًا).

يمكن ملاحظة عنصرين في وصف المقريزي:
العظمة، والقِدَم، وكأنه أراد أن يجمع لها بين الموضوع والشكل: الموضوع: العظمة، والشكل: التاريخ، فالتاريخ - وحده - قد لا يمنح المدينة العظمة، والعظمة دون تاريخ قد تكون صُورية خادعة؛ إذ لا أساس يدعمها.

يُقال: إن الإسكندرية بُنيتْ غيرَ مرة، حتى إن المقريزي أشار إلى بنائها أربع مرات، الرابعة (الأخيرة) هي التي أخذتْ فيها الاسمَ الذي عاش (الإسكندرية)، ولا شك أن هذا البناءَ الأخير هو الذي صنع عظمةَ المدينة وعراقتَها، فقبل ذلك كان في موقعها قرية صغيرة، تسمى "راقودة" أو "راكوتيس"، وإذا ما جارينا القائلين بأن لها تاريخًا عظيمًا قبل أن تُسمَّى الإسكندرية، وأن القرية المشار إليها هي التي عرفنا، فإن شيئًا لا يتغيَّر؛ ذلك أن التاريخ قد طوى صفحة المدينة قبل أن تظهر تحت اسم الإسكندرية، ولم يبقَ عنها سوى إشاراتٍ غامضة مبهمة لا قيمةَ لها، وليس لها ما يوثقها؛ بل إن لا معقوليتها تُدخلُها في باب العجائبية، التي تجعلها أشبهَ بحكايات ألف ليلة وليلة.

وبعيدًا عما قال المقريزي، وعما قلنا؛ إذ هو قول مطلق غائم، يحتاج إلى تحديد، فإن النظر المدقِّق فيما ذكرتْه المصادر - على تنوُّع اختصاصاتها - يقفنا على عدد من العناصر التي صنعتْ شخصيةَ المدينة.

أولاً: الوعي بمستقبل المكان:
وهو أمرٌ بالغ الأهمية، ويعني أن ثمة وعيًا مسبقًا بوظيفة هذا المكان، والغايات التي يُنتظر أن يقوم بها، وبداهة أنه كلما اتَّسعتِ الآفاق، واستشرفتِ الآتي، وكان الوعيُ مبكرًا، كانت الاحتمالات في أن يشغل المكانُ ما يستحق من مكانة أكبرَ، وهذا ما كان بالنسبة للإسكندرية، فالإسكندر عندما فكَّر في إنشائها كان واعيًا تمامًا بما يريد، وكان ما يريد كبيرًا، صحيح أنَّ الحياة - حياته - كانت قصيرة؛ فقد مات - كما ذكرت المصادر - وهو في سن الثالثة والثلاثين، لكن خليفته بطليموس الأول أكمل المهمة، وحقَّق ما كان يريد الإسكندر: مدينة عظيمة، تخلف أثينا، وتكون مصدرَ إشعاع للحضارة الإغريقية وثقافتها في الشرق، وكان إلى جانب هذه الغاية الكبيرة أمران آخران مهمان: قاعدة بحرية ينطلق منها الفاتح إلى شرقي البحر المتوسط، وميناء تجاري يثير حركةً نشطة تدعم الاقتصادَ وتسنده.

ثانيًا: الجغرافيا/ الموقع:
لم يكن اختيار الإسكندر لموقعها اختيارًا عشوائيًّا، موقع بين ماءين: المتوسط في الشمال، وبحيرة مريوط في الجنوب، وبين يديها تجاه ماء الشمال جزيرة صخرية (فاروس)، الجزيرة تحميها من الأعداء، تحمي السنن الشراعية داخله وخارجه، والماءان: ماء الجنوب يصلها عبر ترعةٍ بالنيل وبالبحر الأحمر أيضًا، وهو وماء الشمال يجعلان منها ميناءً عالميًّا مفتوحًا للتجارة، فهي تربط ما وراءها من البلاد المفتوحة باليونان من ناحية، وتكون معبرًا يمكن من خلاله نقلُ تجارة الهند والشرق إلى اليونان وإلى مناطقَ كثيرةٍ من ناحية أخرى، وكأنها نقطة الْتقاء تصل بين ثلاث قارات: أوروبا في الشمال، وإفريقيا في الغرب، وآسيا في الشرق.

لقد أهَّل المكان وموقعُه المدينةَ التي ستشغله للقيام بدور كبير، سياسيًّا وحضاريًّا وتاريخيًّا واقتصاديًّا.

ثالثًا: التاريخ:
هذا عنصر لم يكن متوافرًا ساعةَ إنشاء الإسكندرية، فالإشارة إليه على اعتبار ما سيكون على حدِّ تعبير علماء البلاغة، وما سيكون قد كان خلال القرون اللاحقة، فالمدينة لم تتأخر لتصبح أعظمَ مدينة في العالم القديم، أصبحتْ أثينا الشرق، وهذا ما جعل المؤرخين من بعدُ يتحدثون عن العصر السكندري، أو الهلينستي.

ففي الإسكندرية (البلد الشرقي) تحقَّق ما يمكن تسميتُه بالتزاوج بين الشرق والغرب، بين ثقافة شرقية (مصرية)، وثقافة غربية (إغريقية)؛ لتظهر ثقافة جديدة ذات خصوصية امتدَّ أثرُها (السكندري) إلى كل مكان في العالم، قرونًا، ولا يتَّسع المقام للدخول في تفصيلات مظاهر هذا الأثر، الذي تجلَّى في المؤسسات العلمية الضخمة، وفي الأسماء الكبيرة في مختلف نواحي الحياة العلمية والفكرية والأدبية، التي تتردَّد على ألسنة المثقفين اليوم.
 

الإسكندرية الإسلامية

في الأدبيات الإسلامية: 
ليست الإسكندرية مدينةً مقدسة، كمكة المكرمة أو المدينة المنورة أو القدس الشريف، ولا هي عاصمة سياسية كبيرة، كدمشق أو بغداد أو القاهرة، ولا هي كذلك مدينة أنشأها المسلمون، كالبصرة أو الكوفة، فتأسستْ فيها معرفةٌ إسلامية شديدة الخصوصية، مرتبطة بالدِّين الجديد، وكتابه، ولغته.

على أن حالة النفي المركَّب هذه، لا تعني أنها لم تكن قارَّةً في الوعي العربي قبل الإسلام، ثم في الوعي الإسلامي المبكِّر بعد ذلك، وهو ما ازداد رسوخًا وتمكُّنًا مع فتحها وانضمامها إلى الجغرافية الإسلامية.

ولعل من أقدم الإشارات التي قيدتْها كتبُ التواريخ تلك القصةَ التي حكاها المقريزي، وخلاصتُها أن عمرو بن العاص زار الإسكندرية قبل الإسلام، بدعوةٍ من أحد شمامستها الْتقاه في تجارة له بالقدس، وحضر عيدًا من أعيادها، كان يقام في ملعب المدينة، حيث يلعبون بأُكرة، قالوا: إنها لا تقع في حِجْر أحد إلا ملك مصر، ومن الطريف أنها وقعتْ في حِجْر عمرو!

ثم إن الإسكندرية بوصفها دارَ مملكة مصر، كانت داخلةً في خريطة الدعوة الإسلامية؛ فقد أوفد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى مَلِكها من قبل الرومان (المقوقس)، رسولَه حاطب بن أبي بلتعةَ يدْعوه إلى الإسلام.

ولم تغبِ الإسكندرية عن الأدبيات الإسلامية المبكرة، فثمَّ آثارٌ منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوالٌ منسوبة إلى الصحابة والتابعين، وهي في مجملها تعكس مكانةَ تلك المدينة، وتشير إلى قربها من وعي المسلمين الجمعي، وتنبئ بمستقبلها في الدولة الإسلامية الوليدة.

ربط بعض السلف بين الإسكندرية وإرم، التي جاء ذكرها في قوله - تعالى -: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 7، 8]، ومن المعلوم أن سورة الفجر مكية، من أوائل السور نزولاً، وقد نقل ابن الجوزي في تفسير "إرم" أقوالاً، قولان منها يسميان مدينتين: الإسكندرية، ودمشق، وعلى الرغم من أنه ربط مرسل، وأنها أقوال غير موثَّقَة، وسواء كانت الإسكندرية "إرم"، أو لم تكن، فإن مجرد الربط بينها وبين إرم، وقرنها بدمشق التي تُعدُّ من أقدم مدن العالم، أمرٌ له دلالته.

وتجاوز الأمر الإسكندريةَ إلى بانيها أو المنسوبة إليه: الإسكندر الأكبر، فقد ربط بعضهم بينه وبين ذي القرنين الذي ذكرتْه سورة الكهف، وجعل منهما شخصًا واحدًا، وهو ربط ضعيف أيضًا لا يقوم على أساس، لكننا نسوقه أيضًا مؤشرًا كالمؤشر السابق.

ولا يتوقف الأمر عند هذه الإشاراتِ الضعيفة في جوهرها؛ فلدينا مجموعةٌ من الأقوال المنسوبة لعدد من كبار السلف، من مثل: تلك (أي: الإسكندرية) كنانة الله في أرضه، يجعل منها خيار سهامه، وقولهم في من يموت بالإسكندرية: هو حيٌّ عند الله يرزق، ويجري عليه أجر رباطه ما قامت الدنيا، وله أجر شهيد حتى يُحشر على ذلك.

فإذا ما انتقلت إلى الأخباريين والمؤرخين والجغرافيين المسلمين، فإنك ترى عجبًا، حتى لتشعر أنهم يتحدثون عن مدينة أسطورية، عجائبية، فهم يتناقلون أوصافًا لهم لا تصدَّق، ويحكون أخبارًا من مثل أنه إذا كان القمر أدخل الرجل الذي يخيط بالليل في ضوء القمر مع بياض الرخام الخيط في ثقب الإبرة! ("المواعظ" 1/403)، وتكلموا بانبهارٍ كبير عن المنارة والأعمدة والسواري والملعب والمسلات، وتناقلوا فيها أشعارًا وأخبارًا.

إن ذلك كله يكشف لنا عن أن هذه المدينة شكلتْ في وعي المسلمين الجمعي رمزًا لحضارة العالم القديم، ولربما كان امتلاكُهم لها تعبيرًا عن انتصارهم على هذا العالم، دون أن يعني ذلك الانتقاصَ من الهدف السامي الذي كان في صدارة وعيهم، وهو نشرُ الدين الجديد، وإخراج الناس من الكفر إلى الإيمان.

تحولات المدينة:
لسنا هنا بإزاء استعراض تاريخ الإسكندرية الإسلامية منذ فتَحَها عمرو بن العاص - رضي الله عنه - وصولاً إلى القرن السادس الذي عاش فيه السِّلَفي، فالمصادر في ذلك عديدة ومعروفة، لكن ما يشغلنا هو تقييد بعض الملاحظات الخاصة بما حَدَثَ من تحوُّلاتٍ على الإسكندرية في العصر الإسلامي، ومحاولة الإجابة على بعض التساؤلات، أو حتى إثارة تساؤلات تتَّصل بهذه المدينةِ الإسلامية، من مثل: هل اختلفت الإسكندرية الإسلامية عن الإسكندرية الهلنيستية والبيزنطية؟ وما هي أوجه هذا الاختلاف إن كان؟ وفي الوقت نفسه ما هو ذلك الجزء الثابت الذي حافظتْ عليه، والذي يمثِّل شخصيتَها الحضارية والتاريخية السابقة؟

أدرك المسلمون منذ فتحوا المدينةَ أنهم أمام مدينة غير اعتيادية، ليس في تخطيطها وعمرانها ومعمارها وطبوغرافيتها فحسب، ولكن في مخزونها الحضاري الذي تكوَّن لها عبر القرون، وهذا ما يفسِّر لنا لماذا رغب عمرو بن العاص في أن يجعل منها حاضرة مصر، أو بعبارة أدق: لتستمر حاضرة كما كانت قبل الإسلام، وهي رغبة صريحة أعلن عنها في كتابه للخليفة عمر بن الخطاب، لكن عمر لم يوافقه، لا لشيء؛ إلا أن الماء (النيل) يحُول بينه وبين المسلمين، ولهذا منع سعدَ بن أبي وقاص من النزول في المدائن، ومنع صاحبَ البصرة من المكان الذي نزل فيه، فتحول إلى البصرة؛ (المقريزي: "المواعظ والاعتبار" 1/452)، لولا الماء لاستمرَّت الإسكندرية عاصمةً لمصر، ولربما ما كانت الفسطاط، ثم لما كانت من بعدُ القاهرة!

هذا هو أول التحوُّلات التي طرأت على المدينة، وقد سبق أن ألمحنا إلى دور السياسة في تشكيل الحياة الثقافية والعلمية داخل المدينة، لكن مدينة الإسكندرية لا يمكن أن تفقد مكانتَها إذا ما تخلَّتْ عنها السياسة؛ إن لديها القدرةَ على أن تستمر استنادًا إلى عواملَ أخرى، تستدعيها من رصيدها التاريخي والحضاري، ولربما تنصرف انصرافًا يعظِّم هذه العوامل، فتعوِّض ما فقدتْ؛ لتظل محتفظةً بكيانها، وصيرورتها المدنيَّة، ولتتجدَّد مع كل زمن جديد بما يلائمه.

إن ارتباط الإسكندرية بالماء، الماء الذي يفصلها عن الخليفة، وأيضًا الماء، ماء المتوسط الذي يجعل منها ميناءً بحريًّا، هذا الذي كان وراء الانصراف عنها عاصمةً إلى الفسطاط؛ فالمسلمون لم يكونوا أهل بحر، لم يألفوه، ولم يعتادوا ركوبَه، لا في التنقل، ولا في الحرب، ومن يتَّخذ مدينة مائية عاصمةً له لا بد أن يكون مؤهلاً لركوب البحر؛ للدفاع عنها، البطالمة والرومان كانوا أهل بحر، فكانت الإسكندرية عاصمةً مناسبة لهم، أما المسلمون فلم يكونوا كذلك، وكأن ما كان ميزة لهذه المدينة، أصبح عيبًا فيها.

صحيح أن عائق الماء هذا لم يلبث أن تبخَّر كأن لم يكن، فقد زالتْ رهبة البحر من نفوس المسلمين، وتدريجيًّا تمرَّسوا على ركوبه، فألِفوه وألِفهم؛ حتى تفوَّقوا فيه على الروم أنفسِهم الذين كانوا أسيادَه، وصارت للمسلمين أساطيلُ، كما لغيرهم أساطيل، أساطيلُ قويةٌ تنتصر وتهزم، وليس أدلَّ على ذلك من معركة ذات الصواري، تلك المعركة البحرية التي هزم فيها الأسطولان المصري والشامي الأسطول البيزنطي على مقربة من ماء الإسكندرية.

لم يستغرق إلف المسلمين البحر وقتًا، فقد فُتحت الإسكندرية - كما هو معلوم - فتحين: الأول صلحًا سنة 21 هـ، والثاني عنوة سنة 25 هـ، وكانت معركة ذات الصواري سنة 34 هـ، بين الفتح الآخر والمعركة نحو عشر سنين! وليست المعركة الشاهد الوحيد، ففي أيام معاوية بن أبي سفيان هاجمتْ أساطيلُ المسلمين قبرص ورودس وكريت.

واللافت أن الماء الذي عزل الإسكندرية سياسيًّا؛ أعني صَرَفَ المسلمين عن أن يتخذوها عاصمة، هو الذي جعل منها "عاصمة" ولكن من نوع آخر، قد يصح أن يقال: عاصمة ثغرية، وللمدن الثغور عند المسلمين مكانة؛ لارتباطها بالجهاد والذَّود عن بلاد الإسلام.

المدينة الثغر:
لقد برزت الإسكندرية منذ فتحِها مدينةً ثغرًا، يأتيها المسلمون من كل مكان تعبُّدًا، يرابطون فيها، وتكفي في هذا السياق الإشارةُ إلى أن عمر بن الخطاب كان يبعث في كل سنة غازيةً من أهل المدينة ترابط بالإسكندرية، وكان على الولاء لا يغفلها، ويكنف مرابطها، ولا يأمن الروم عليها، وما كان عليه عمرُ جرى عليه عثمانُ أيضًا، فقد كتب إلى واليه عبدالله بن سعد بن أبي السرح يقول: "قد علمتَ كيف كان همُّ أمير المؤمنين بالإسكندرية، وقد نقضتِ الرومُ مرتين، فألزم الإسكندرية مرابطها، ثم أجرِ عليهم أرزاقهم، وأعقب بينهم في كل ستة أشهر".

وتوالى الاهتمام بها من قِبل الخلفاء من بعدُ؛ حتى عَجَّت بالحياة، وصارت موارة بالنشاط.

وإذا كانت الإسكندرية البطلمية مطمعًا للرومان لم يستكينوا حتى انتزعوها من أيدي البطالمة،
فإن الإسكندرية الرومانية كانت أول ما فكَّر به عمرو بعد أن دخل مصر، وفتح حصن بابليون، وكأن الملمح الأساسي لهذه المدينة أبدًا هو الرغبةُ في امتلاكها والسيطرة عليها؛ ربما لعدة أسباب، منها أنها - بالطبع - حاضرة مصر؛ فهي رمزٌ لا بد من انتزاعه، على أن هذه الرمزية ليست وحدها؛ بل إن هناك أمرًا آخر لعله أعلى شأنًا، هو أنها عاصمة حضارية وثقافية؛ فقد ألقى البطالمة بثقلهم - كما سلف - وحشدوا لها ما لم يحتشد لمدينة أخرى من علماءَ ومؤسساتٍ.

ولم تكن الإسكندرية ثغرًا فحسب؛ بل كانت أيضًا مَعْبَرًا، وهذا يعود بنا إلى موقعها المتميز، الذي يعد جزءًا من شخصيتها الجغرافية عبر تاريخها الطويل، وقد تعاضد هذان العاملان (الثغر، والمعبر) ليزيدا من مكانتها وخطرها بين البلدان الإسلامية؛ فكونها ثغرًا جذب إليها أهلَ الرباط، وكونها معبرًا جعل أهلَ الرحلة من الرحالة والعلماء والتجار وغيرهم أيضًا يمرُّون بها وهم في طريقهم إلى بلاد المغرب الإسلامي قادمين من بلاد المشرق، أو بالعكس: من بلاد المغرب قاصدين الشرق، إضافة - بالطبع - إلى أنها حلقة وصل رئيسة بين جنوب البحر المتوسط وشماله، ولربما تمكَّنت الإسكندرية بجاذبيتها أن تستبقي من هؤلاء، فتتحول من معبر إلى دار إقامة، وهو ما حدث مع أبي طاهر السِّلَفي نفسه، ومع الطرطوشي، في أواخر القرن الخامس ومطالع القرن السادس الهجري.

إن جاذبية الإسكندرية الإسلامية ومكانتها، كانت امتدادًا لجاذبية الإسكندرية ومكانتها عبر تاريخها الطويل، لكن ذلك لا يعني أنها لم تتعرض لفتراتٍ من الانحسار والذبول والضعف؛ فذلك شأن المدن والناس جميعًا، وعندما جاء الإسلام وهي آنئذٍ - كما تعلم - جزءًا من الدولة البيزنطية، كانت تمر بفترة من هذه الفترات، فترة كانت مُحَصِّلة لنزاعات سياسية (بين البطالمة والرومان)، ودينيةٍ (بين الروم الوثنيين والمصريين المسيحيين)، ومذهبيةٍ (بين الروم الملكانيين والمصريين اليعاقبة)، وهي نزاعات أدَّت فيما أدَّت إليه إلى تخريب كثير من المنشآت الحضارية التي تُحدِّثنا عنها كتبُ التاريخ: المكتبة، والمعابد، والقصور، والمنشآت.

لم يكن ذلك حالَ الإسكندرية فحسب؛ بل كان العالم القديم كلُّه يتهاوى، في مقابل صعود نجم العرب المسلمين الآتين من الجزيرة العربية، ولأن الإسكندرية كانت رمزًا كبيرًا من رموز البيزنطيين، فإن انتزاعه منهم كانت له دلالته؛ مما جعل إمبراطورَ بيزنطة قنسطانز الثاني يحتشد في محاولة مستميتة لاستعادتها مرتين: مرة في أوائل سنة 25 هـ؛ أي: بعد أقل من أربع سنوات من سقوطها في أيدي المسلمين، ومرة سنة 34هـ!

لم تكن الإسكندرية، قبيل الفتح الإسلامي، عاصمةَ الرومان أو دار ملكهم فحسب؛ لكنها كانت ذات مكانة كبيرة، تذكِّرك بمكانة دمشق لديهم، فقد حكى المقريزي أن ملك الروم كان يقول قبيل أن تخرج من يديه: لئن ظهرتِ العرب على الإسكندرية، إن ذلك انقطاع الروم وهلاكهم، وكان يقول: لئن غلبونا على الإسكندرية، هلكت الرومُ، وانقطع ملكها.

ولن تتوقع بداهة أن تنشط الإسكندرية الإسلامية رأسًا، وتعود إلى سابق عهدها أيام عزِّها الذي رافق عز الدولتين البطلمية والبيزنطية، فقد كان المسلمون الفاتحون في حال استثنائية، لم يستقروا بعد، تشغلهم الحرب وضمُّ مناطقَ جديدةٍ إلى دولتهم الفتيَّة، كما يشغلهم الحفاظُ على ما وضعوا أيديهم عليه، على أن الفتوحات نفسها دعتْ إلى الإفادة من الإسكندرية فيما تحتاجه الفتوحات، وفيما تميزت به المدينة بوصفها ميناءً بحريًّا عسكريًّا وتجاريًّا؛ ولهذا ذكرت المصادر أن المسلمين اعتمدوا عليها في صناعة السفن وفي إنتاج الأقمشة، وذلك من خلال إعادة تشغيل دار الصناعة القديمة، ودار الطراز الرومانية، إضافة إلى استئناف الحركة التجارية وتبادل البضائع مع بلاد أوروبا.

مع الإسلام بدأ تاريخٌ جديد في مدينةٍ لها تاريخ، ومن تزاوج التاريخ الجديد (الحاضر) مع التاريخ القديم (الماضي) أصبح للإسكندرية ملامحُ جديدةٌ، قامت فيه بدورها التاريخي، لكن بما يناسب الفكر الجديد والدين الجديد: المعابد ظهرت إزاءها المساجد، والمكتبة ودار الحكمة امتدَّت في شكل جديد: المدارس، وحلقات العلم في المساجد، والإشعاع الحضاري والثقافي والعلمي استمرَّ من خلال حالة الجذب القوي لطلاب العلم من ناحية، وتصدير العلماء من ناحية أخرى.

بدأت الإسكندرية تستعيد مجدها القديم تدريجيًّا، وما أن ظهرت الدولة الفاطمية والأيوبية، حتى أصبحت المدينة مقصدًا ومحجًّا لطلاب العلم والمعرفة، وخاصة في العلوم الدينية: الحديث والفقه، ثم مع دولة المماليك وصلتْ إلى عصرها الذهبي، فقد شهدت في هذه الدولة نهضةً اقتصادية وعمرانية كبرى لم تشهدْها في عصورها السابقة أو اللاحقة.

خاتمة:
إن استمرار الإسكندرية مدينةً حاضرةً في المشهد الحضاري عبر التاريخ الذي عرفه المكان، على الرغم من كل ما تعرض له - يثير سؤالاً عامًّا مهمًّا: لماذا لا يتم الالتفات إلى بعض المدن التي تملك رصيدًا تاريخيًّا حضاريًّا، فتكون وعاءً يتم توظيفُه مرة أخرى بما يناسب ذلك الرصيد؛ لتحقيق انطلاقة على صعيد أو أكثر؟ وهي انطلاقة قد لا تجد الفرصة لها في أماكن أخرى؛ فقد ثبت بالدليل أن بعض الأماكن لديها قدرةٌ ذاتية على الاستمرار والعطاء والتجدُّد، منحتْها لها ظروف تاريخية وجغرافية وإنسانية، وترسخت مع مرور الزمن ومع جدل العلاقات التي قامت بينها وبين الأماكن الأخرى، وإهمال مثل هذه الأماكن ما هو إلا تفريط بزادٍ ذي بال في قيام أي مشروع نهضة يسعى أصحابُ المكان إليه.

ولدينا شاهدٌ حي بالنسبة للإسكندرية: مكتبتها التي تم إحياؤها بوصفها واحدًا من إنجازات المكان، فهل نتصور أن يكون لهذا الإنجاز درجة تأثيره في أي مدينة أخرى، مقطوعًا عن تاريخ المكان وفلسفته المختزنة؟! لا شك أن "العولمة" القائمة قد أثَّرتْ إلى حد كبير في خصوصيات المكان، كما أثرت في خصوصيات الإنسان، ولربما استطاعت أن تشغل الناس وتبهرهم بأمور أخرى، لكن ذلك لا يعني أن المكان قد فقد دورَه، فأصبحت الأماكن جميعًا مكانًا واحدًا، ليس ما يفرِّق بين أحدها والآخر.

ومن ملامح خصوصية المكان قدرتُه على الأسر أو الجذب، مما يؤدي إلى اجتماع القدرات الإنسانية فيه، وهو اجتماع يعني - فيما يعني - تجدُّدَ حياة المكان وعطائه، وهذا ما كان مع الإسكندرية التي اجتذبت كثيرين، كان منهم السِّلَفي.

المصادر والمراجع:
• جمال الدين الشيال: تاريخ مدينة الإسكندرية في العصر الإسلامي، القاهرة: دار المعارف، 1967. 
• ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس، بيروت: دار صادر.
• الذهبي: سير أعلام النبلاء (ج 21)، تحقيق: بشار عود معروف، ومحيي هلال السرحان، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1984، (ج 21 / 5 - 39).
• السبكي: طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: عبدالفتاح محمد الحلو، محمود محمد الطناحي، القاهرة: عيسى الحلبي، 1968.
• السيد عبدالعزيز سالم: تاريخ الإسكندرية وحضارتها في العصر الإسلامي حتى الفتح العثماني، القاهرة: دار المعارف، 1961.
• محمد كمال الدين إمام: العطاء المتبادل بين الإسلام والإسكندرية (بحث قدم لمؤتمر جامعة الإسكندرية بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية).
• المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، عُني به هشام النعسان، عبدالمجيد طعمة حلبي، بيروت: دار المعرفة، 2005، (1/323-330).
• المقريزي: المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2002، (1/392-474).
• ياقوت: معجم البلدان، بيروت: دار صادر، دار بيروت، 1955.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مكتبة الإسكندرية صرح الثقافة في الماضي والحاضر
  • إعلان الحرب على الإسلام في مكتبة الإسكندرية
  • حديث: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة رسالة في فضل ثغر الإسكندرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • چون سورات الابن – الأمريكي المقبوض عليه في الإسكندرية ديسمبر 1866م(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة فضل الإسكندرية وعسقلان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أمطار مدينة الإسكندرية(كتاب - ملفات خاصة)
  • عبقرية عمر، وحكاية حرق مكتبة الإسكندرية، لعباس محمود العقاد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خرافة حرق عمرو بن العاص لمكتبة الإسكندرية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • متحف متنقل وورش عمل بمتحف مخطوطات مكتبة الإسكندرية(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • انفجار الإسكندرية .. أما حمزة فلا بواكي له(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مخطوطة فتوح مصر والإسكندرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نسخة مكتبة بلدية الإسكندرية لسنن النسائي الصغرى "المجتبى" هل هي من رواية أبي الحسن ابن حيويه حقا؟(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب