• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (1)

محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2015 ميلادي - 13/10/1436 هجري

الزيارات: 15298

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (1-2)

جون ماكسويل هاملتون - جورج أ. كريمسكي


• الكتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية.

• المؤلف: جون ماكسويل هاملتون - جورج أ. كريمسكي.

• ترجمة: أحمد محمود.

• عدد الصفحات: 207.

• الناشر: دار الشروق.

• الطبعة: الثانية.

• سنة النشر: 1423هـ- 2002م.

 

تعد صناعةُ الخبر الصحفي من أهم "صناعات" العصر الحديث، وأحد مبتكراته التي دخلت بالإنسانية لعصر جديد؛ أهم ملامحه هي ظاهرة "العولمة"؛ حيث تقاربت الحضاراتُ وتمازجت الشعوبُ عن طريقِ صفحاتٍ مطبوعة تنقل أحداثَ وأخبار الناس للناس، وتطوَّرت هذه الصناعة لتصبحَ في نهاية الأمر سلطةً قائمة بذاتها تعكس توجُّهَ المجتمع ودوافعه التي تعبر عنها بحيادية تامة، وبذلك صارت الصحافةُ "السلطة الرابعة" في المجتمعِ، والتي في بعضِ الأحيان لا تكتفي بدورٍ محايد كما تقتضيه قواعدُها المهنية؛ بل تلعب دورَ "المُوجِّه" و"المحرِّك" لآراء وتفكير الشعوب؛ حيث يزهو الصحفيون بدورِهم كمراقبين يتولون "حراسة" المصلحةِ العامَّة "للمواطن" في مواجهةِ "السلطة"، وتعد الصحفُ الأمريكية مؤسسات إعلامية كاملة قائمة بذاتِها، تمثل "كيانًا" مستقلاًّ متفردًا داخل كيان الدولة، ولها تاريخ عريق في تطورِ صنعة الصحافة والمراسل الصحفي؛ من مهنةٍ "وضيعة" ذات مستقبل "غامض" إلى وظيفةٍ ذات ثقل يُعد صاحبُها - في بعض الأحيان - من "وجوه المجتمع" التي تسهِمُ في توازن معادلة العَلاقةِ بين صوت المواطن وسلطة النِّظام، ويعد هذا الكتاب؛ موضع العرض: "صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية" من أهمِّ الكتب التي توضِّحُ لنا بأسلوبٍ مميز وطريف في نفس الوقتِ طريقةَ صناعة الخبر الصحفي في المؤسساتِ الصحفية الأمريكية الكبرى، وكيف تعملُ الصحف هناك ضمن إستراتيجيةٍ مدروسة لضمان وصول الخبر الصحفي للقارئ الأمريكي على قدرٍ من الحيادية والنزاهة، كما تقتضيه أخلاقياتُ المهنة.

 

وصاحبا الكتاب كلٌّ منهما صحفيٌّ قديمٌ، ولهما خبرةٌ واسعة في مجال العملِ الصحفي في كبرى الصحف والخدمات السلكية في الولاياتِ المتحدة خاصَّة، وقد جمعا بين العملِ الميداني والأكاديمي؛ فـ"هاملتون" يُعدُّ عميد إحدى كلياتِ الصحافة الرائدة، بينما "كريمسكي" يرأسُ مركزَ تدريب مرموق للصحفيين الدوليين؛ وقد وضع المؤلفان خلاصةَ خبراتهما الصحفية في هذا الكتاب؛ حيث بينَّا للصحفي المبتدئ في بدايةِ حياته المهنية أو من يرغب في ممارسة العمل الصحفي - ناهيك عن القارئ العادي - طريقَ جمعِ الأخبار وكتابتها وتحريرها ونشرها، وكيفيةَ التعامل مع الحدثِ كخبرٍ صحفي له قيمتُه كمادة مكتوبة ومتداولة بين جمهور القارئين، كما يكشف الكتابُ نقاطَ الضعف والقوة في الصحفِ الأمريكية، سواء المشهورة منها أو المغمورة، واعتمدا في الكتابِ على نمط التحليلات الإحصائية في كشف الفارقِ بين مهنة الصحافة في أواسط القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وتطورها حديثًا، يقول "إيفريت دينيس" المدير العام لمركز المنتدى الحر للدراسات الإعلامية بجامعةِ كولومبيا في مقدمته للكتاب: "في هذا الكتاب يقدم جون ماكسويل هاملتون وجوج أ. كريمسكي دليلَ العالم ببواطنِ الأمور إلى الصحيفة - وغيرها من وسائل الإعلام - التي يمكنُ الوصولُ إليها وقراءتها، ومن حسن الحظِّ أنهما ربطا بين جوانبِ الصحيفة الخاصة بـ (ما تراه) و(ما تفهمه)، كما يوضحانِ الغابةَ الكثيفة من الأخبارِ وغيرها من المعلومات التي تحملها الصحفُ النمطية في الولايات المتحدة...، ولكي يفهم القراءُ الصحيفةَ فهمًا تامًّا لا بد أن يعرفوا قواعدَ اللعبة؛ أي: معايير الصحافة وأسلوبها وبنيتها، وهو ما يقدِّمه هذا الكتاب، وهذا الكتابُ نصٌّ ممتاز لطلابِ الصحافة والاتصال والدِّراسات الإعلامية، كما أنه دليلٌ مفيد لأي مواطنٍ مهتم بفنِّ الصحيفة وطبيعة وسائل الإعلام الإخبارية المحيرة في كثير من الأحيان"؛ صـ13.

 

تقسيم الكتاب:

وضع مؤلفا الكتابِ كتابَهما في ثمانيةِ فصول مختصرة جامعة، وضعا فيه أسسَ العملِ الصحفي المهني داخل كواليس الصحف الكبرى، وكيفية تعامل المراسلِ الصحفي ومحرِّر الأخبار مع الخبرِ، كمادةٍ ينبغي إيصالها لجمهورِ الجريدة بشكل يضمنُ الحياديةَ والسبق والمصداقية، كما أنه يقدِّم رسالةً للجمهورِ للتعرفِ على طبيعة العمل الصحفي "كأفضلِ وسيلة لتوصيلِ المعلومة للجمهورِ بشكل يومي"، وكيفية التعامل مع تلك المادة الصحفية بشكلٍ يحقق الغايةَ المرجوَّة من مهنة الصحافة بشكلٍ عام؛ يقول المؤلفان في بدايةِ تمهيدهما لفصول الكتاب: "سوف يتعلَّمُ من يرغبون في أن يكونوا صحفيين شيئًا عن آلياتِ المهنة، وسوف يتعلَّمُ المشتركون في الصحف شيئًا عن كيفيةِ الاستفادة من صحفهم، وحتى توصيل رسالة مطبوعة إلى المحرر، ولكنَّ الغرضَ الأول من كتابنا هذا هو مساعدةُ النَّاسِ على التفكير بشأن صحيفتهم وما فيها، إنه موجه إلى هؤلاء الذين يريدون فَهْمَ الأخبار"؛ صـ17.

 

وهدف الصحافة الأسمى حددته لجنةُ حرية الصحافة منذ الأربعينيات في خمسِ خدمات عامَّة تقدمها الصحف ووسائل الإعلام؛ هذا بالإضافةِ إلى الجانب التسويقي والتجاري لمهنة الصحافة الذي تضخَّمَ مفهومُه في الفترة الأخيرة، وهذه الخدمات الخمس هي:

1- رواية دقيقة وشاملة لأخبارِ اليوم في السِّياق الذي يعطي معناها.

2- منتدى لتبادلِ التعليق والنقد.

3- صورة تمثيلية للجماعاتِ التي يتكوَّن منها المجتمع.

4- تقديم وتوضيح لأهدافِ المجتمع وقيمه.

5- توزيع واسع للأخبارِ بين طبقةٍ واسعة من الجمهور العادي.

 

وجاءت فصولُ الكتاب على النحو التالي:

الفصل الأول: حرفةُ الصَّحافة.

الفصل الثاني: البزنس (التسويق).

الفصل الثالث: مظهر الصحيفة.

الفصل الخامس: مصادر الخبر.

الفصل السَّادس: مزايا الصحفيين وعيوبهم.

الفصل السَّابع: الجمهور والصحافة.

الفصل الثامن: اتجاهات.

 

حرفة الصحافة:

• التنوع الكمي: تعتمد الصحيفةُ الأمريكية في كيفيةِ تغطية خدماتها الإخبارية لما يحدث في المجتمع على إرضاءِ أذواق كافة طوائفه؛ حيث "تستهدف كلَّ رجل وكل امرأة بنفس الطريقة التي تكون بها الجوارب المطاطة؛ مقاسًا واحدًا يصلح للجميع"؛ صـ22.

 

وبذلك تعتمدُ على بسطِ الأخبار وتنوعها بشكلٍ مبسط مختصر، مع تركِ التغطيات الشاملة والتفاصيل والتعقيد للمطبوعات المتخصصة، ويعتادُ الصحفيون على ضغطِ الأخبار لتصبح مادة طيعة، في محاولةٍ منهم لجعل المعلومات المطروحة سهلةَ الهضم، ولكن في بعضِ الأحيان تعامل الكتابة الصحفية باحتقارٍ؛ لأنها تعتمدُ على الاختزالِ الذي يجعل المعلومةَ مقطوعة السياق لا تفيد أي متخصصٍ باحث عن أي معلومة هامَّة في ثنايا الخبر، وهذه الشروط جعلت الروائيةَ الإنجليزية "إيفلين هاو" تصفُ الخبر بأنه "ما يريد الشخص؛ الذي لا يهتم كثيرًا بأي شيء، أن يقرأه"؛ صـ25.

 

• الدقة: أهم ما يطالب به المحررون المخبرين الصحفيين في عملِهم هو جانب الدِّقة، يجيب "جوزيف بوليتزر" قديمًا في جريدة "نيويورك ورلد- New York World" عن أهمِّ متطلباتِ مهنة الصحافة؛ فيقول: "الدقة، الدقة، الدقة"، ويعني هذا من الناحيةِ العملية قدرًا كبيرًا من التركيزِ عند جعل الأشياء الصغيرة تأخذُ شكلَها الصحيح في الخبر؛ مثل الأسماء المذكورة في الخبرِ ومدى صحة ما ذكر في الخبرِ من الأماكن وتفاصيل الأحداث، ولدى القرَّاء عامة شكٌّ كبير في دقة قصص الأخبار الصحفية؛ يقول "مارتن ماير": إنَّ القراء "يشكُّون في دقةِ نقل الأخبار المحلية، ويعتبرون أنَّ الأخبار القومية ليست دقيقة بما يكفي، ويصدِّقون الأخبارَ الدولية بدون تحفظ"؛ لذا فإنَّ أي صحفي مدقق في عملِهِ ضامنٌ لبروز اسمه في ذلك المجال، وإن طالت سنواتُ عمله واجتهاده.

 

• التحقق من الأخبار: تلك المقولة الصحفية القديمة الطريفة التي تقول: "إذا قالت لك أمُّك: إنها تحبك، عليك بالتأكدِ من صحة قولها"، تصلح أن تكون ميثاقًا صحفيًّا، فطريقة عملِ الصحفي أن يبحثَ عن الدَّليل بلا عواطف؛ حيث أعلنت الجمعية الأمريكية لمحرِّري الصحف في سنة 1923 ضمنَ قوانين الصحافة ضرورةَ أن تكون "التقارير الإخبارية خاليةً من الرأي أو التحيز من أي نوع كان"؛ صـ27.

 

• وبخصوصِ التماس الحقائق كان "هارفي شواندر" رئيسُ قسم الأخبار المحلية في "ميلووكي جورنال - Milwaukee Journal" نموذجًا لعقلية "الحقائق أولاً" في الصحافة؛ في يوم من الأيام تلقَّى مخبرٌ صحفي شاب قصةَ حادث سيارة أبلغها زميلٌ له في الميدان، سلَّم الصحفي الشاب أولَ صفحة لشواندر، وكان قد كتب فيها أنَّ موقع القصة كان "فون دي لاك".

 

قال له شواندر: كنت أظنُّ أنَّ الحادث قد وقع في "أوشكوش" لقد سمعت ذلك؟!

 

فكان ردُّ المحرر: أشكوش أو فون دي لاك، ما الفرقُ في ذلك؟

حينذاك هبَّ شواندر الذي كان في قمَّةِ غضبه وقام بدفع الصحفي الموهوب ناحيةَ باب المصعد، طاردًا إياه بعنف، وبالطبعِ لم يره أحدٌ في الجريدة ثانية.

 

• التوازن: عندما تكون عندك قصةٌ إخبارية ذات ستة جوانب متضادة، كلُّ جانب يحكيه مصدرٌ مختلف، فقد يلجأ الصحفي نتيجة لعوائق الزَّمنِ والمساحة المخصصة له في الصحيفة إلى الحدِّ من عددِ وجهات النظر في قصته، وهو خطأ فادح يعصفُ بمصداقية عمل الصحفي والصحيفة، فلا بدَّ للصحفي من إحداثِ قدرٍ من التوازن في عرضِ جميع وجهات النظر، يقول الباحث الإعلامي "ميتشل ستيفنز" إنَّ الفكرة هي أن الصحفيين يربطون الرأيَ بنقيضِه أملاً في "أن هذه الوحوش سوف تبيدُ بعضها البعض"؛ صـ30.

 

وهو ما يعني أنَّ إعطاءَ وزن متكافئ لكلٍّ من جانبي القصة، يسهمُ في كشفِ الحقيقة عاجلاً أو آجلاً، أو على الأقلِّ عدم الانحياز لطرفٍ دون الآخر.

 

• الاستقلالية: كثيرًا ما يرتابُ الصحفيون فيمَن يطلبُ منهم العونَ في قضيةٍ ما، ورغم أنَّ الصحفيين يشعرون أن واجبَهم هو مد يد العون للمجتمع، غير أنه عونٌ من خلالِ النقل المتوازن للأخبار، وليس عن طريق مدِّ يد المساعدة لمصلحة بعينها، وهذا هو السبب الذي يجعلُ الصحفيين أكثرَ عرضةٍ لتبني قضية العناصر الأضعف في المجتمعِ التي لا يمكنها حشد التأييد بصورةٍ فعالة، أو تخجل من طلبِ العون من وسائل الإعلام، ومن أهمِّ هؤلاء الصحفيين الذين يذكرُهم المجتمع لاستقلالِهم، ولمساعدتهم للضعفاء، المخبرُ الصحفي "إنري بايل" في جريدة "سكريبس هوارد- Scripps Howard" الذي اشتكى في أحدِ تحقيقاتِه من فرامل اليد في سيارات "الجيب" المخصَّصة للجنودِ، ممَّا أدَّى بالشركةِ المصنِّعة لتصميم جديد في منتجاتها الأحدث، وأيضًا اقترح "أجر العمليات القتالية" للجنود؛ والذي نُوقش برلمانيًّا ووافق عليه الكونجرس ساعتها، ونجد الصحفيين المحترفين بصفةٍ عامَّةٍ وبمرور سنوات الخبرة في التعامل مع المهمشين قد تكوَّنت لديهم حاسَّةٌ سادسة، بخصوصِ التعرف على الدوافع غير البريئة والمصلحة الذاتية لبعضِ الإلحاحات في بعضِ القضايا المعينة؛ لذلك فاستقلاليةُ المحرِّرُ الصحفي وتحرره من الضغوطِ وشكه اليقظ يصبُّ بشكلٍ كبير في نزاهة العمل الصحفي بصفة عامة.

 

• النزاهة: تتمثَّلُ النزاهة المجردة في العملِ الصحفي في ضرورة فصلِ الحقيقة المجرَّدة في أعمدة الأخبار عن الرَّأي والتأييد، في صفحات التعليقِ على الأخبارِ أو أعمدة الرأي، ولذلك يرى "لينارد دواني" محرِّرُ "واشنطن بوست- Washington Post" أنه يحاولُ تحاشي قراءة التعليقات على الأخبارِ في جريدته؛ لأنه لا يريدُ أن يؤثِّرَ ذلك على المقاربةِ المنزهة عن الهوى للتغطيةِ الإخبارية للجريدة؛ يقول "أدولف س. أوكس" ناشر "نيويورك تايمز": إنَّ النزاهة هي: "تقديم الأخبارِ بحيادٍ دون خوف أو محاباة، بغضِّ النظر عن الحزبِ أو الطائفة أو المصلحة التي تتصلُ بها"؛ صـ32.

 

ورغم ذلك تولَّدت نزعةٌ جديدة عند الصحفيين الأوروبيين وشباب الصحفيين الأمريكيين من ضرورةِ التخلِّي عن دور "الحيادي الأجوف"، والمشاركة الفعَّالة في توضيحِ هموم المجتمع من خلالِ تغطياتهم؛ يقول الصحفي الشهير "جاي روزن": "يريدُ الصحفيون العامون أن تسيرَ الحياة العامة، ولكي يجعلوها تسيرُ فهم على استعدادٍ لأنْ يعلنوا إنهاء حيادِهم بشأن بعض القضايا"؛ صـ32.

 

هل الصحافة مهنة بالفعل؟

رغم أنَّ هذا سؤال جدلي، فإنه يفرضُ ذاته وبقوة، خاصةً في مجتمعاتنا، فهل تعتبرُ مهنة الصحفي مهنة "مهمة" كما هي مهنة الطبيبِ أو المحامي على سبيلِ المثال، في الولايات المتحدة نجدُ الدستورَ الأمريكي ذاته يعطي اعترافًا من جانبِ الدولة بقيمة الصحافة؛ حيث ينصُّ التعديل الأول على ما لا يمكن للحكومةِ أن تفعلَه بأنَّ "الكونجرس لن يضعَ قانونًا... يحرم من حريةِ التعبير أو حرية الصحافة"، لكن يستمرُّ الجدلُ دائرًا حول مدى التدريبِ الأكاديمي الذي يستمد منه الصحفي أصولَ وأسس مهنته، فالصحفيون الممارسون أنفسُهم يسخرون من أبحاثِ الصحافة باعتبارِها مجردة وغير مناسبة لجو العمل، ونجد أنَّ مدارسَ الصحافة تعاني لكي تجد لها مكانًا مريحًا داخل حرم الجامعات.

 

معلمو الصَّحافةِ أنفسهم يضطرون لوصفِ برامجهم الدراسية بأنها "مدارس مهنية أو حرفية" أكثر منها مناهج دراسية عقلية؛ لبيانِ أنهم يُولون الجانبَ العملي أهميتَه، بعيدًا عن الجو العقلي النمطي البحت لما يدرِّسونه لطلابهم، بل إنَّ أغلب الصحفيين أنفسهم ليسوا خريجين أكاديميين؛ بل طبقًا لاستطلاع أُجري عام 1992 فإنَّ 39 % فقط كانت مادة دراستهم الأكاديمية الأساسية في إحدى ميادين الاتصالات، بل وجد أن 20 % منهم لم يحصل على أيةِ شهادة جامعية بالمرة، ونجدُ أنَّ المحرِّرين في بعضِ الجرائد يفضِّلون توظيفَ بعض من يُعرَض عليهم، ممن تلقَّوا تدريبًا جامعيًّا في العلومِ الإنسانية أو علوم الاجتماع أكثر من خريجي كلياتِ الصحافة أنفسهم!

 

لكن هذا يرجع في بعضِ الأحيان لطبيعة العمل الصحفي نفسه، فكثيرٌ من الصحفيين برغم رغبتهم في أن يُنظَر إليهم على أنهم مهنيون، ورغبتهم في أن يكون لهم اتحادٌ باسمهم؛ كاتحادِ المحامين أو اتحاد الأطباء - فإنهم يتخوَّفون من وضع ميثاقِ شرفٍ أو قواعد ملزمة، تحدُّ من حرية التعبير وتعقيدات المهنة الصحفية لنقل التغطيات الإخبارية بشكل يهدفُ لتصيد الحقائق، ورغم أنَّ أغلبَ الصحفيين يبحثون عن النزاهةِ والدقة وغيرها في جوِّ العمل، إلا أنَّ هذه القيم تظلُّ فيما بينهم كميثاقِ شرف داخلي يلتزمُ به الصحفي في عملِه الداخلي دون سلطةِ رقابةٍ مباشرة تقيد عملَه، وهو ما ضمن للصحافة الأمريكية تفردَها عن غيرها.

 

إلا أنَّ الصحافة ذاتها أصبحت عاملاً مساعدًا فعَّالاً في "تجارة الأخبار"، ويمكن اعتبارُ الصحفيين "أيديًا عاملة مستأجرة في صناعة تدرُّ أموالاً كثيرة"؛ صـ36؛ حيث عرَّفت إحدى دراسات الإعلام الشهيرة الصحافةَ بكونِها "مهنة لصيقة بإحدى الصناعات"، وكما جاء في افتتاحيةِ صحيفة "نيشن - Nation" سنة 1879 بأنه: "إذا كانت الصحافةُ مهنة، فهناك جانبٌ واحد فقط تختلفُ فيه اختلافًا بينًا عن سائرِ المهن، وهو صلتها الوثيقة بالعملِ التجاري، والذي تعتمدُ عليه... والشيء الذي لا بدَّ منه بالنسبةِ للصحفِ هو الانتشار الواسع؛ حيث تخدمُ القيم التحريرية هذا الهدف المربح"، وبالطبعِ هذا يقودُنا للحديث عن جانبِ "تجارة الأخبار" أو "الجانب التسويقي" لصحفِ اليوم.

 

"البزنس" أو تسويق تجارة الأخبار:

ارتبطت الصحافةُ منذ بداياتها بالعاملِ التجاري التسويقي لها، يقول المؤرِّخ "دانييل بورستين": "في معظمِ تاريخ الصحافة الأمريكية كان استقلالُ الصحافة الأمريكية وجودتها مرتبطًا بالروحِ التجارية، وضرورة أن يقدَّمَ للمشتري ما يساوي ما دفعه من نقودٍ في السوق المفتوحة"؛ صـ37، ونجد أنَّ بدايات الصحافةِ كانت لصالح طوائف نخبوية ضيقة؛ ففي أوائل القرن التاسعِ عشر كانت صحفُ نيويورك الكبرى تُباع بستة سنتات للنسخة، وهو مبلغٌ كبير وقتذاك عام 1820، إلا أنَّه في منتصفِ القرن التاسع عشر بدأت الصحفُ الشعبية تظهر على الساحةِ، وكان هدفها الوصول إلى جمهورٍ عريض من الشعبِ الذي أغلبه كان أميًّا، لا يجيدُ سوى أبسط مبادئ القراءةِ والكتابة، وكانت الجرائدُ منذ بدايتها سوقًا لمنتجات تجاريةٍ أخرى، ونجدُ أنَّ شعار جريدة "نيويورك صن - New York Sun" ساعتها كان "إنها تشرقُ من أجل الكل"، وكتبت في عددِها الأول سنة 1833م تقول: "هدف هذه الصحيفةِ أن تضعَ أمام جمهورها - بسعرٍ في حدود إمكانيات كلِّ شخص - كلَّ أخبار اليوم، وتقدِّمُ في الوقتِ ذاته وسيلةً مفيدة للإعلان"؛ صـ38.

 

ونجد أنَّه بمرور الوقت توسَّع الطابعُ التجاري للصحف؛ حيث تكوَّنت صلةٌ طردية بين عددِ القراء والإعلانات، فكان السِّعرُ الذي يدفع مقابل إعلانٍ يُنشر على جريدة ما يحدِّدُه حجم جمهور الجريدة، الذي يحرص على شرائها ومتابعتها، لذلك حرصت معظمُ الصحف على أن تكونَ أعداد توزيعها مرتفعة، وبالتالي خفضت كثيرًا من أسعارِ بيع نسخها معتمدة على دخل الإعلانات، الآن يمكنُ القول: إنَّ الصحيفة الأمريكية المتوسطة حوالي 20% من عائدِها من البيع للجمهور، و80% من عائدِ الإعلانات وجيوب المعلنين، و20% بالمائة هذا من العائدِ الآتي من المشتركين من الجمهور العادي، هي تقريبًا تكلفة توصيل الصحيفة؛ حيث أشارت "نانسي ماينارد" (ناشرة سابقة) أنَّ هذا يعني أنَّ الأخبارَ في الصحيفة تُقدَّم مجانًا للقارئ الذي يدفعُ فقط ثمنَ التوصيل.

 

هذا الأسلوب في تسويقِ الصحف جعل محرِّرَ "شيكاغو تريبيون - Chicago Tribune" السابق "جيمس سكوايرز" يصفُ الصحفَ بأنها "أكثر الأعمال التجارية ربحية في أمريكا"، وأنها آلات أرباحٍ بالمعنى الحرفي، ففي سنة 1990 حقَّقت أقسامُ الصحفِ في شركات الإعلام الحكومية هامشَ ربحٍ قدره 16.5 %؛ وهو ما يعني أنَّ تلك الصحف حقَّقت ربحًا يزيدُ على 16 سنتًا عن كلِّ دولار من العائدِ القومي، في وقتٍ كانت معظم الصناعات الأخرى تفرحُ بهامش ربح قدره 5% أو 10%، بل إنه في سنة 1990 كان متوسطُ أرباح 500 شركة صناعية تضمنتها قائمة مجلة "فورتشن - Fortune" الشهيرة بحصرِ ثروات وأملاك الأثرياء في العالم هو 4.1 % فقط، وهو ما يعكسُ الفارق!

 

ورغم هبوطِ عدد الصحف الإجمالي، فإنَّ هذا ضَمِنَ من جهةٍ أخرى انتعاشَ حال الصحف الناجحة المحافظة، وارتفع إجمالي توزيع الصحف اليومية مجتمعة من 50 ميلونًا سنة 1950 إلى 59 مليونًا سنة 1994، وكان متوسطُ التوزيع سنة 1900 هو 7500 نسخة، واليوم يزيد على 35 ألفًا، إلى جانبِ أنَّ أغلبَ الصحف صارت تملكها مؤسساتٌ ومجموعات استثمارية كبرى، ونجدُ أنَّ أقل من 2% سنة 1990 من إجمالي الصحفِ اليومية جزء من مجموعة، ورغم أنَّ البعضَ استنكروا ترويجَ الصحافة على أنها منتجٌ تجاري، فالواقع أن الأرباحَ التجارية تُشَكِّل جوانب المنتج الإخباري، وتسهم على بقاءِ الصحف على قيدِ الحياة مدة طويلة، إلى جانبِ أنَّ إسهام هذه المؤسسات ورؤسائها في إدارةِ تلك الصحف يكاد يكونُ مقتصرًا على الجانب الربحي فقط، بشكلٍ لا يؤثر على نزاهةِ الصحافة ومصداقية سياسة تلك الصحف بشكلٍ عام.

 

السياسة الإعلانية، ومضمون الصحيفة:

رغم كل ذلك المستقبل الزاهر للصحافةِ الأمريكية كمؤسسات مستقلة تعتمدُ على أموالِ الْمُعلنين لتسيير "تجارة الأخبار"، إلا أنَّ الأمورَ ليست وردية على الدَّوامِ؛ ففي بعضِ الأحيان تتدخلُ سياسة المعلنين في تسييرِ أمور الصحيفة، ليس من جانبِ المصداقية الصحفية التي صارت دستورًا مقدسًا للصحافةِ في ذلك العصر، ولكن في ضرورةِ زيادة الأرباح وزيادةِ العائد على الأسهم والاستثمار بالنسبة للصحيفة، مما يؤثِّرُ بشكلٍ أو بآخر على مضمونِ الخبر الصحفي ذاته، يقول "ويليام ونتر" المدير العام لمعهدِ الصحافة الأمريكي: "لا شكَّ في أنَّ ما بات يواجه معظم الصحف أكثر وأكثر هو حسابُ المكسبِ والخسارة، وتدخلُ في ذلك الصحف التي نفكِّر على أنها صحف من نوعيةٍ جيدة، وعندما تريدُ الصحف زيادةَ أرباحها فإنَّها عادة لا تخفض نفقات مبيعاتِ الإعلان أو قسم التوزيع، وإنَّما تخفضُ ميزانية صالة الأخبار"؛ صـ 46.

 

وهكذا تضطرُّ الصحفُ في أغلبِ الأمر - حتى الكبرى منها - على إرضاءِ المعلنين بصورةٍ كبيرة، وذلك على حساب الخبر الصحفي نفسِه، فحيثما يوجدُ افتتاح مركز تجاري جديد نجد الصحيفةَ تخرج عن خطِّها المألوف لضمانِ تغطيته، وربما كذلك توافقُ على عدمِ نشر إعلانات شركات الطيران بالقربِ من أخبار حوادث الطيران للشركة ذاتها، بل وتوافق في بعضِ الأحيان على تأجيلِ الخبر ذاته أو الإعلان ليومٍ آخر أو يومين بصورةٍ آلية؛ لضمانِ عدم الرَّبطِ والتشويش على الجانب الدعائي الأهم للصحيفة.

 

ومن أهمِّ الأحداث التي تبين سطوةَ المعلنين في إدارةِ سياسة تلك الصحف - هو ما حدث من غضبِ ومقاطعةِ تجار السيارات لجرائد "هراتفورد كورانت" و"سانت جورج سبكترم" و"برمنجهام نيوز" و"نيوهيفين ريجستير" بعد كتابتِها قصصًا رائجة عن كيفيةِ شراء سيارة بسعر جيد، وفي مواجهة تلك المقاطعة التي جرت أحداثها عام 1994 من جانب أربعين معلنًا، كلَّف تلك الجرائد ما لا يقلُّ عن مليون دولار أرباحًا ضائعة، نشر "جاي هاريس" اعتذارًا عن القصةِ التي نشرتها صحيفةُ "ميركوري نيوز - Mercury News"، وعندما استمرت المقاطعةُ أسابيعًا أخرى نشر إعلانًا على صفحةٍ كاملة يتضمن "10 أسباب لضرورة شراء سيارتك من تاجرٍ يحمل ترخيصًا من المصنع"!

 

مستويات الصحف:

كما وضَّحنا سابقًا أنَّ الصحف تمثل مشاريع تجارية هامة، يلعبُ فيها الإعلانُ دورَ الممول الحقيقي، ويكون الحكمُ عليها بلغةِ السوق؛ مثل نسبة الإعلانات ومدى التوزيع، ونجدُ أنَّ الصحف المسؤولة تخصص ما يزيد عن 65 % من محتوياتِها للإعلاناتِ بصورة أو بأخرى، وعادة ما يربطُ عدد العاملين في الصحيفةِ بالتوزيع؛ حيث يكون المعيار موظفًا واحدًا لكلِّ ألف قارئ، بحيث إنَّ الصحيفةَ التي يصل توزيعُها إلى 50 ألف نسخة ينبغي أن يعملَ بها على الأقل 50 صحفيًّا ومحرِّرًا.

 

خلال عام 1992 في دراسةٍ لمراجعة اتجاهات الصناعة الصحفية، أورد "سكريبس- هوارد" المتوسطات التالية:

1- قسمت الصحيفة النمطية بصورةٍ أو بأخرى بالتساوي بين المادةِ التحريرية والإعْلان.

 

2- اثنان وسبعون بالمائةِ من إجمالي التوزيع يصلُ للمنازل، في حين أن ثمانية وعشرين بالمائة توزعُ بصورةٍ فردية.

 

3- خمسة وستون بالمائة يتولَّى توصيلها وتوزيعها بالغون، بينما الصبية يوزِّعون 35 بالمائة.

 

4- اثنان وخمسون بالمائة من عائدِ الإعلانات تجارة تجزئة محلية، و35 بالمائة إعلانات مبوَّبة، و13 بالمائة إعلانات حكومية قومية.

 

5- تسعة عشر بالمائة من الصحفيين الذين حقَّقوا انفرادات كانوا يغطُّون جانبَ الرياضة، و13 بالمائة مهام عامة، و13 بالمائة سياسة وشؤون حكومية، 8 بالمائة أسرة وأسلوب معيشة، و7 بالمائة تجارة واستثمار أموال، 6 بالمائة فنون وتَرفيه، و4 بالمائة تعليم، 4 بالمائة قضايا اجْتِماعية، 4 بالمائة شُرطة وجريمة، 4 بالمائة قضايا محاكِم وشؤون قضائية، وكانت الستة عشر الباقية تغطِّي موضوعاتٍ أُخرى فردية.

 

6- من 70 إلى 80 بالمائة من الميزانيةِ المتوسطة لصالةِ الأخبار تغطي التكاليف والموظفين، ومن 10 إلى 15 تغطي التحقيقاتِ وخدمة وكالات الأنباء والملاحق، ومن 2 إلى 5 بالمائة لأجور غير المتفرِّغين.

 

7- يقرأ النسخةَ الواحدة من الصحيفةِ في المتوسط 2.3 فردًا.

 

مظهر الصحيفة:

لتنظيمِ الشكل العام للصحيفة قواعدُ محددة، والهدف العام لمحرِّري الأخبار هو محاولةُ تنظيم الأخبار وضبط صيغها لجذب القرَّاء للصحيفة، ونجدُ أنَّه من الثابت أن تكونَ القصةُ الرئيسة في الصحيفةِ ذات القطع القياسي (الصفحة القياسية 14*22 بوصة، والقطع القياسي الآخر هو الصحيفة الشعبية "التابلويد" وهي أصغر حجمًا، ولها اعتباراتٌ إخراج مختلفة) في الرُّكنِ الأيمن الأعلى من الصفحةِ الأولى، وقديمًا كان هذا الموضع أيضًا لوضعِ العناوين الرئيسة الكبرى بعرضِ الصفحة، وهو ما زال متبعًا أيضًا حتى اليوم، وتكون العناوين الرئيسة بعرضِ الصفحة الأولى بالكاملِ عن حدث يهزُّ الدنيا، وأهمية هذا الموضع هو أنَّ القصص التي في النَّص الأعلى من الصحيفةِ ستكون مرئية عندما تُرصُّ الصحف فوق بعضِها، أو تعرض في ماكينة بيعِ الصحف.

 

ونجدُ أنَّ أغلب المحرِّرين يلبثون وقتًا طويلاً في مشاوراتٍ مع مرؤوسيهم فيما ينبغي أن يظهرَ على الصفحة الأولى، وهدفهم الأساسي التنوع والأهمية، ونجدُ أنَّ حجم العنوان الرئيسي ليس مقياسًا للأهمية، فإخراجُ الصفحةِ يعتمد على تنوعِ أحجام العناوين، كما أنَّ وجودَ صورةٍ تثيرُ الاهتمام من النَّاحيةِ البصرية، وتتسم بحدَّة ألوانها أهمُّ من كبرِ حجمِ العنوان الذي لا يغري القارئَ بالشكلِ الذي ستحدثه الصورةُ من جذب لأنظار القارئ، ومع عهد التكنولوجيا الجديدة في إخراج الصحفِ نجدُ تنوعًا كبيرًا في استخدام الصحفِ للصور الملونة والمحسنَّة.

 

وأهمُّ ما يراعيه المحرِّرون أنهم يفسحون المجالَ للقصص الخبرية القصيرة، التي في حجمِ اللقمة، فالنَّاس مع تقدمِ التكنولوجيا يقضون وقتًا أقل في قراءة الصحف، وهم يكرهون إزعاجَ تقليب صفحاتِ الجريدة وطيها لمتابعة تتمة الأخبار داخل الصفحات الداخلية، ورغم ذلك فقد تضطرُّ الصحف لتقسيمِ القصة الإخبارية لأهميتها ولصعوبةِ اختزالها إلى جانب إحداث سمة التنوع - كما أوضحنا - وترك الفرصة لعرض أكبر قدر من النماذج المتعددة لتلك القصص والأخبار على الصفحة الأولى الرئيسة، ونجدُ أنَّ الصحيفةَ بها أبوابٌ ثابتة يوميًّا، ويحرص المحرِّرُ على تجميع القصص المتشابهة في نفسِ المكان؛ وهو ما يُطلق عليه "التبويب"، فأغلب الصحف بها أقسام ثابتة بموضوعاتٍ مختلفة؛ كالشؤونِ الخارجية، والأخبارِ القومية، وأخبارِ الرياضة، وأخبار المال والأعمال، ويُفترضُ أن تظهرَ خريطة الطقس وأحاجي الحظ في نفس المكان كل يوم بدون تغيير كما هو المعتاد، وفي بعضِ الصحف الكبرى نجد أن القصصَ الخبرية القصيرة أيضًا لها أماكن ثابتة ضمنَ تقسيمِ الجريدة الثابتة؛ وعلى سبيلِ المثال تنشرُ صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" دومًا قصةً على العمود الأيسر من الصفحةِ الأولى.

 

والأقسام الخاصة كالسياحةِ والمطبخ تظهرُ في نفسِ اليوم من كلِّ أسبوع، وكثيرًا ما تظهرُ أقسام المطبخ يوم الخميس؛ لأنَّه اليوم الذي ترغب فيه متاجرُ "السوبر ماركت" نشرَ إعلاناتِها التسويقية، أمَّا أقسام السياحة فيوم الأحد يوم العطلة الأسبوعية.

 

قاموس الصحافة:

أية مهنة لها مصطلحات خاصة، وألفاظ دارجة تؤدي معنىً خاصًّا بالمهنة، ورغم سوقية بعض الألفاظ فإنها تشيعُ بين أربابِها، لدرجة تغطِّي على المصطلحِ المحافظ المراد التعبير عنه، وتصبحُ ضرورة تعبيرية، ومن أهمِّ تلك المصطلحات الصحفية في إخراجِ الصفحة ما يلي:

• ينزف bleed: الرسم التوضيحي الذي يدخلُ على الهامشِ الخارجي، ويتعدَّى حدودَه المرسومة كما في تعبير "الصورة نزفت على حافةِ الصفحة".

• ينفجر blow up: يكبر الشيء، كما في أمرِ "كبر هذا الشخص وركَّز عليه في تلك الصورة".

• الجسم body: الجزء الرئيسي من القصةِ الإخبارية.

• يسلق boil: يصغر حجم القصَّةِ ويجعلها أكثرَ إيجازًا.

• لقطة رأس head shot: صورة تبين رأسَ الشخصِ ورقبته فقط.

• بثور pox: كلمة عامية يقصد بها الشرطة.

• يدفن bury: يخفي عبارةً ما، أو إحدى الحقائقِ داخل الجزء الرئيسي من القصة لعدمِ لفت الانتباه له.

• طلقة bullet: نقطة كبيرة تُستخدمُ أحيانًا لجذبِ الانتباه إلى كلِّ فقرة في سلسلة.

• يذبح butcher: يدمِّرُ قصة جيدة، مثال "المحرر ذبح مادتي".

• شاهد القبر tombstone: عنوانان رئيسيان موضوعان بجوارِ بعضهما في صفحةٍ بجريدة.

• شباك window: سطر قصير في نهايةِ الفقرة غير مكتمِل، والشباك محظورٌ إذا كان هو السطر الأول في صفحةٍ من صفحات جريدة أو مجلة.

• المشرحة morgue: مصطلح يطلقُ على مكتبة الصحيفة، والتي يُحتفظ فيها بقصاصاتِ الصُّحف القديمة للرجوعِ إليها في حالِ الاحتياج لمطالعةِ بعض المقالات الماضية، الآن صار الأرشيف الإلكتروني للصحفِ هو المهيمن في حالةِ الرجوع للأرشيف.

 

طريقة كتابة الخبر الصحفي:

هناك طريقتان مشهورتان لكتابةِ الخبر الصحفي في الصحفِ الأمريكية؛ الطريقة الأولى تُسمَّى "الهرم المقلوب"؛ حيث يضع الصحفيُّ أهمَّ التفاصيل في قمةِ القصة العريضة والمعلوماتِ الأقلَّ أهمية أسفلَ منها، وهكذا يمكن تقصيرُ القصة الإخبارية بسهولةٍ في حالة القص منها، عن طريقِ قطع القاعدة على عجلٍ، والتي لا تحوي إلا القليل.

 

ولدى بعضِ الصحفيين بعضُ القوانين في سردِ الخبر؛ أهمها ما يُعرف بقانونِ أدوات الاستفهام الخمسة، فالخبرُ لا بد أن يجيب بإيجاز عن: من، وماذا، وأين، ولماذا، وكيف؟ وعرض الخبر يكون مجردًا بدونِ إصدار أيةِ أحكام، ويكون بسيطًا بدون عباراتٍ معقَّدة أو زخرفاتٍ لفظية، وبالتأكيدِ مع الجاذبية في عرض الخبر.

 

أمَّا الأسلوب الآخر لكتابةِ الخبر فمصطلح يطلقُ عليه "كأس الشمبانيا"، وهذا الشكلُ يضع المعلوماتِ الهامَّة في القمة، والمادة المساندة في الساق الوسطى الرَّفيعة، أمَّا القاعدةُ فهي في صورتِها المثالية خاتمة لا بد أن تتسمَ بالحيوية، وترك المجال مفتوحًا لإبداء رأي القارئ، وتعدُّ "مكافأةً للقارئ" كما يقول المحرِّرُ الشهير "ريتشارد دودمان".

 

وهناك بعضُ الأقوال الشائعة الشهيرة بخصوصِ كتابة الأخبار؛ ومن أهمها: "القصةُ الجيدة تكتب نفسها"؛ حيث إنَّ الخبر الجيد، والمعلومات الجذابة المهمة تفرضُ نفسَها حتى على المحرِّرِ المبتدئ، بحيث لا تجدُ نفسَك مشغولاً بالطريقةِ التي تقدمها بها للقارئ، ويكتب "سومرست موم" في ضرورةِ وجود الموهبة في طريقةِ الكتابة بشكلٍ عام قائلاً: "أن تكتب كتابة جيدة أمر في صعوبةِ أن تكون إنسانًا جيدًا"، وهو ما ينطبقُ على طريقةِ الكتابة الصحفية بشكلٍ كبير.

 

تنظيم الصحيفة:

يوضِّحُ الشكلُ التالي الهيكلَ التقليدي لإدارةِ التحرير في الصحف التي يتراوحُ توزيعُها بين 50 و100 ألف نسخة، ويختلفُ الهيكل تبعًا لحجمِ الصحيفة، وفي بعض الصحف الصغيرة قد يشاركُ النَّاشرُ نفسه في بعضِ العمليات اليومية، وكذلك يشرف على صفحة الافتتاحية وما تحويه:





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: صناعة الخبر في كواليس الصحافة الأمريكية (2)
  • عرض كتاب: هوس العبقرية: الحياة السرية لماري كوري
  • عرض كتاب: الغرب يتراجع عن التعليم المختلط
  • عرض كتاب: الصحافة المهاجرة دراسة وتحليل - للدكتور حلمي القاعود
  • مهمة الصحافة العربية
  • الكتابة الصحفية وحراس البوابات
  • شرح نيل الأرب من قواعد ابن رجب لعبد الله بن أحمد الخولاني
  • عرض كتاب: الحشرات الناقلة للأمراض

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة "عرض نقدي مختصر (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب الشاي ( ماذا تعرف عن صناعته؟ )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • روسيا: تغريم محل لبيع الكتب لعرضه كتاب حصن المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • خطبة المسجد الحرام 22/7/1432هـ - الغيرة على الأعراض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب الزكاة (5/8)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب