• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حوادث دمشق اليومية (4)

د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/6/2015 ميلادي - 5/9/1436 هجري

الزيارات: 5898

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوادث دمشق اليومية (4)

 

الخميس 29 نيسان 1909م:

[قدوم الحاج عناية الله من علماء كركوك إلى دمشق] (ص: 4)

قدم دمشقَ الحاجُّ عناية الله أفندي من علماء كركوك في بلاد الأكراد، وهو من مشاهير السيَّاح أرباب الرحلات المهمَّة في الشرق والغرب.

ساحة الشهداء (المرجة) في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وفي أقصى اليمين بناء البلدية، وفي أقصى اليَسار بناء العابد


دمشق الفيحاء في ربوع بردى عام 1915م


قوافل الجمال التجارية في ساحة المرجة سنة 1914م


ساحة المرجة في العهد العثماني وأرضها مفروشة بالعشب الأخضر سنة 1910م،

وفي أقصى الصورة مبنى البلدية وخلفها السرايا


في ربوع بردى دمشق الشام عام 1915م


[تخصيص 380 ألف قرش للبلدية] (ص: 4)

تقرَّر أن يترك للبلدية مبلغ (380) ألف قرش، هي المعروفة بالرسوم الأربعة، بذلك يرجى أن تُنظم بعدها حالة بلديتنا.

 

[منع إطلاق الرصاص في الهواء في حفلات الأفراح] (ص: 4)

منعت الحكومة إطلاق الرصاص في الهواء أثناء حفلات الأفراح، وبعثَت مناديًا إلى الشوارع يتوعد من يجرؤون على حمل السلاح بالجزاء الشديد.

 

الثلاثاء 4 أيار 1909م:

[عودة عطا الكيلاني إلى دمشق، وسفر السيد هاشم نقيب أشراف البصرة] (ص: 3)

عاد إلى دمشق عطا أفندي الكيلاني[1] (رئيس الهيئة الاتهامية في حاضرة الولاية)، وسافر منها السيد هاشم بك النقيب مِن أشراف البصرة.

 

[التأكيد على الحكومة في حفظ الأمن في الاحتِفالات] (ص: 3)

الاجتِماعات العامَّة معروفة كثيرة في جميع الأمم مُتمدِّنها ومتوحِّشها، شرقيِّها وغربيِّها، فللشعوب المتدينة مواسم دينية تجتمع فيها من الأطراف كموسم القدس، وموسم مكة، كما أن للأمم اجتماعات مدنية؛ كأيام أعياد الأمة وارتقاء ملوكها، أو مُبايَعة جمهورياتها، وتأسيس حكوماتها، وجميع هذه الاجتماعات تجري أمام الحكومات، وتُحافظ هذه فيها على النظام؛ لأنَّ حراسة الأمن من أخصِّ وظائفها.

 

ولو عُنيت حكومةُ دمشق في الاجتماعات بالضبط والربط، لما وقَع ما وقع يوم اجتماع الناس في قطع نهر ثورا[2] منذ أسابيع، فجُرح كثيرون، وتعطَّلت أعمال، واشتغلت المحاكم والحكومة بقضايا المُعتدين والمُعتَدى عليهم، وكذلك لو عُنيت يوم جمعة برزة بالضبط على أصوله، لما حدث ما حدث بين أهل حرستا والأكراد، مما أدى إلى قتْل امرأة وجرح بعضهم، ونهب بعض البيوت... إلخ، فالحكومة وهي ملح الأرض وأول واجباتها حفظ أرواح العباد، لا حجْز حريتهم، ولو عُنيَت في كل مسألة عنايتها بالتنبيه على الأهلين في دمشق ألا يحملوا السلاح، ولا يُطلِقوه ليالي جلوس سلطاننا الجديد، لكانت هذه الحاضرة - بل جميع أعمالها - من أحسن البلاد أمنًا وراحة، وفي هذا دليل على أن الحكومة إذا قصدت أمرًا يتعلق بالأهلين لا يُعجزها؛ لأنَّ القوة معها، والناس يخضعون للقوة في كل حال.

 

[طعن شريف الكبة نفسه بسكين] (ص: 3)

ضَرب شريف الكبة مِن محلة العمارة وهو بحالة السُّكر نفسه بسكِّين على بطنه، فجُرح جرحًا بليغًا.

 

[مشاجرة في حي باب توما] (ص: 3)

تشاجر كلٌّ مِن يوسف بن نقولا أبي حلقة مع حبيب بن يوسف جزرة في جهة باب توما، فضرب الأول الثاني بخَنجر على ظهرِه فجرَحه، وفرَّ هاربًا، والتحرِّي جارٍ عليه.

 

باب توما


الخميس 6 أيار 1909م:

[مشاجرة في زقاق البرغل] (ص: 4)

بينا كان حسن أفندي الدقر متوجهًا ليلاً إلى داره في زقاق البرغل، تعرَّض له محمد البواب وغالب الدقر وضربوا عليه النار لأسباب سابقة، فجرَحوه في رجله وفرُّوا هاربين.

 

إحدى حارات دمشق


[تعيين توفيق طارق مديرًا لمكتب الصنائع] (ص: 4)

عيِّن توفيق طارق[3] بك - الرسام الشهير - مديرًا لمكتب الصنائع بدمشق.

المهندس المعماري الفنان الرسام توفيق طارق، وصُور في الجامع الأموي


صورة الشيخ بدر الدين الحسني رسمها الفنان توفيق طارق

 

[كثرة الغبار في شوارع دمشق]

يَظهر أن الغبار المتكاثف المتطاير في شوارع دمشق وأزقَّتها وفوق دورها وبناياتها، حجب النور عن مرصاد راصد، فلم يرَ ما هنالك مِن أقذار ومستنقعات، وحفر ووديان، ومستنبتات للميكروبات، وزوايا للأوساخ المتراكمة، ومنعطفات (وأشكال ألوان ياريان)؛ ولذلك لم يُسمعنا نتيجة رصده لتلك القاذورات الفاخرة، أقام راصد يسرح ويمرح (على كيفه)، فالحمد لله الذي أرسل له مراقبًا (فليفتح عينه)؛ لأنَّ في الزوايا خبايا.

 

[إعلان من محكمة تجارة الشام في إفلاس التاجر علي الشربجي] (ص: 4)

بما أن محكمة تجارة الشام بتاريخ 20 نيسان سنة 1325هـ حكَمتْ بإعلان إفلاس علي الشربجي من التجار، وعيَّنت إسماعيل أفندي من أعضاء المحكمة، وجورج قوميسر، ومخائيل أفندي شلهوب، من وكلاء الدعاوي سنديكًا موقتًا، وبختم موجودات المُفلِس، وجلب دفاتره وأوراقه وبتوقيفه إن لم يعط كفالة، فعلى من كان له دَين عليه أن يحضر إلى قلم محكمة تجارة الشام يوم الاثنين 4 مايس سنة 1325هـ لأجل انتخاب سنديك دائمي وفقًا لأحكام المادة المائة والسبعين من القانون التجاري.

 

في 21 نيسان سنة 1325


دمشق الأحد 9 أيار 1909م:

[قدوم بعض أصحاب الصحف] (ص: 2)

قدم دمشق جرجي بك حرفوش صاحب جريدة (كلمة الحق) العربية، و(الحقيقة) الإفرنسية في الآستانة، وعاد إليها سليم بك بيكباشي أركان حرب وأحد زعماء الحرية، فاستقبله الأحرار استقبالاً باهرًا.

 

وحضر رصيفنا عبدالغني أفندي[4] العريسي صاحب جريدة (المفيد) البيروتية الغراء.

 

عبدالغني بن محمد العريسي


[وصف لإنهاك الدواب، وطلب الرحمة للحيوانات] (ص: 4)

وقفت العرَبة قبيل الغروب في جانب الطريق (قرب جسر ثورا) وقد تصبَّبت الدابَّتان عرقًا، وبلَغَتا غاية الجهد والإعياء، وكان الحوذيُّ منهمكًا براحة الركاب المحترمين، باذلاً وسعه لإرضائهم أجمعين، وهم خمسة داخل العربية، واثنان على الكبوت في المؤخرة، واثنان أمامه، والعاشر يَنتظر ريثما يتوقف السائق إلى حلِّ هذا المشكل الغريب، وهو (المسر من تسبيع الدائرة)، ويجد لفخامته محلاًّ مناسبًا.

 

لم يسعني عند ذلك إلا الإسراع مُطرِقًا تأثُّرًا لحالة الحيوان، وخَجلاً من فظاظة الإنسان وقساوته، وقلتُ: لعله يُصادف اثنين آخرين من أصحابه الظرفاء فيُركبهم على صهوات الخيل؛ جمعًا لشمل الأحباب الأعزاء!

 

وهل من رحمة للحيوان في قلب هذا الإنسان؟!

لم أبعد قليلاً حتى مرَّت بجانبي عربة فاخرة يقودها زوج مِن الخيل المطهمة، وقد شطرت شطرين: شطر للسيد المستبد، وشطر للخادم المِسكين، وهذا منزوٍ في مقعد صغير وراء العربة، والكبوت حجاب كثيف بين بصرِه والطبيعة.

 

فقلت: سبحان رازق العباد، وهل جُبل هذا الخادم مِن ماء وطِين، وسبك أولئك مِن ذهب ولُجين؟

بَدارِ إلى الجواب يا أولي الألباب.

 

الناسُ على طول الطريق وعرضه، بين رجال ونساء وأولاد، والبعض تلذُّ لهم المطاردة بالخيل في وسط هذا الجمع المُحتشِد، لا يسألون عما يسببونه من الأضرار، والخفر هناك على ما يظهر يَنام في النهار، فلا يتعرَّض لهم بكلمة ردع ولا زجر، وقد أصبحوا بفضل الإهمال أحرارًا.

 

الترام في أحد شوارع دمشق

 

الأربعاء 12 أيار 1909:

[الشرطة تطلق سراح سارق] (ص: 2)

بلَغنا أنَّ أحَد أفراد البوليس بينا كان مارًّا في العمارة مع الدوريَّة، صادف أحد أرباب السوابق يفتح دكانًا، فأمسك مِن يده المفتاح وقاده إلى الدائرة، فأطلقَت سراحه بتنبيه من الدائرة، فتعجَّب مِن عمل الدائرة؛ إذ أي دليل أعظم مما تقدَّم على ثبوت الجرم؟!

 

[حفلة جمعية حب الوطن في الميدان في أسباب خَلْع السلطان عبدالحميد] (ص: 2)

أقامت جمعية (حب الوطن) في الميدان حفلة ليل أول أمس، حضَرها جمهور من الأدباء والفضلاء والعلماء، فارتجل سليم بك الجزائري[5] خطابًا مفيدًا في الأسباب التي دعت إلى خلع السلطان عبدالحميد[6]، وما دسه من الدسائس[7] بين العرب والأرمن وغيرهم، وما تشبَّث به من الضلال لإعادة الحكومة الاستبدادية، فصفق له الحضور كثيرًا، ثم تلا محمد أفندي المصري أحد أعضاء الجمعية كلمات بديعة رحَّب بالزائرين، فكان لها الوقع الحسن، وتلاه عبده أفندي كحيل، فأفاض في نعمة الحرية التي ساوت بين الطبقات والمذاهب، وعرَّف الوطنية تعريفًا صحيحًا، وتلا قصيدة لطيفة من نظمه في الوطن، وقد أنشد المُنشِدون أغاني الحرية وأناشيد الدستور، وكان كلما جرى ذكر مولانا السلطان الأعظم محمد [رشاد] خان الخامس يقف الحضور على أقدامهم، ويدعون له ولجيش الحرية بالنصر والتمكين، وهنا نُكرِّر ثناءنا على القائمين بهذه الجمعية المباركة التي تتمثَّل فيها روح الحياة الوطنية الحقيقية، وكفاها بأنها مؤلفة مِن عامَّة وخاصَّة، ومسلمين ومسيحيين، وكلهم ينحون غرضًا واحدًا، وهو ترقية أفرادهم، وخدمة بلادهم.

 

سليم الجزائري

 

[مشاجرة بين شباب من باب السريجة والقنوات] (ص: 3)

تقاتل بعد غروب أول أمس جماعة من شبان باب السريجة والقنوات بالقرب من بوابة سيدي خمار، وأطلقوا الرصاص بالمئات ساعة؛ حتى انزَعَج السكان انزعاجًا شديدًا، ولم يُجرَح سوى واحد، ومِن الغريب أن الوطيس برَد بين الفريقين ولم يحضر أحد من رجال الشرطة!

 

[القبض على رجل أطلق مِن مسدسه رصاصًا ثم أُطلق سراحه] (ص: 3)

اتصل بنا أن قوميسيرًا أمسك أحدَهم وهو يُطلق من مسدَّسه رصاصًا وهو في حالة السُّكر؛ وذلك بناءً على التعليمات المعطاة للمخافر من أولياء الأمور بأن تمسك كل من يطلق القذائف من مسدسه، وأن يُصادَر سلاحُه، ويُجازى جزاء ما جنت يداه، إلا أن الدائرة أطلقتْه وأعطته سلاحه؛ بناءً على التماس أخ؛ لأنه مِن الضباط، فعسى ألا تدع الدائرة سبيلاً للتشكِّي مِن عدم اتباعها طرق المساواة بين الأهلين.

 

الخميس 13 أيار 1909م:

[تعيين كتَبة] (ص: 3)

عُيِّن حقي بك من متخرجي مدرسة الحقوق، وأحمد نعيم بك مدير المدارس الرشدية، في جملة كتَبة المابين.

 

[التحقيق مع أعضاء الجمعية المحمدية ودفاعها عن السلطان عبدالحميد] (ص: 3)

اتصل بنا أن دائرة العدلية استدعت أمس بعض أعيان هذه المدينة ومشايخها، لتسألهم عن تُهمة موجهة إليهم بشأن الجمعية المحمدية التي أُسِّست في هذه الحاضرة، وكانت - على ما يُقال - فرعًا من فروع جمعية الآستانة التي ثبَت لحكومتها أنَّ لها مقصدًا سيئًا، ولم نعلم ما هي إفاداتهم، وإن الواجب الصحافي ليقضي علينا أن نَذكُر ما نعرفه بهذا الشأن، فنورده غير متحمِّلين تبعته؛ عسى أن يكون فيه بعض الفائدة لمن يريدون إحقاق الحق وخدمة الأمة والدولة، فنقول:

إنَّ تأسيس هذه الجمعية كان بالمفاوضة مع جمعية الآستانة على ما بلَغَنا في حينه، ولكن أكثر مَنْ دعوا الناس إلى الدخول فيها هنا لم يَكونوا واقفين على القصد والغاية، وإنما قيل لهم: إنهم إذا طالبوا بالشريعة والمحافظة على السلطان عبدالحميد يخدمون الوطن والدِّين، فاغترُّوا وهم ممَّن لا عهد لهم بالأمور العمومية، وليست لهم مشاركة ولا ضلع سابق في المسائل السياسية، وقاموا بهذه الدعوة وهم يعتقدون أنهم يأتون خيرًا ويفعلون حسنة.

 

وصادف أن كان بعض رؤسائهم من المقربين مِن والي سورية ينشطون سرًّا، فيما شجع رؤساء الجمعية على القيام بعملهم، ويُزيِّنون لهم حسن العاقبة، فتوهَّم أولئك الزعماء أن والي سورية راضٍ عن عَمَلِهم أيضًا، والناس مولَعون بالاقتداء برؤسائهم وحكامهم، ولا سيما في هذه البلاد التي يَستسلم أهلها للحاكم؛ لعِلمهم بأنه لا يخدعهم ولا يَنوي لهم إلا الخير فيما يشير به أو يقول.

 

فوالي سورية على ما شاع كان واقفًا على سرِّ الجمعية، ولو أراد أن يحلَّ عقدتها منذ أول يوم من تأسيسها لما نازَعه مُنازع، استنبط القوم ذلك من عفوه عن مثيري فتنة رمضان التي أهانَت شرف الحكومة، وخيف منها على الراحة، وعزل شكري باشا الوالي السابق بسبب تهاونه فيها، وبعدما أتاه من الأوامر بإجراء أحكام القانون على المهيجين عفا عنهم، مؤْثرًا العفو على الحقوق العمومية.

 

وساعدهم على استنباطهم ما تأكد من أن أحد كبار مشايخ البلدة المعتقدين خلا سرًّا بالوالي منذ مدة، ولما خرَج مِن حضرته قويتْ شوكة الجمعية المحمدية، والسبب الثالث: إيعازه لرئاسة البلدية أن تُزين ليلة أُعلنت الجمعية بالشوارع، وكانت جريدة (العصر الجديد) سألت عن ذلك، فأجيبت: (لا نعلم)، وتحت هذا العنوان أعلنت انتقادها، والسبب الرابع - وهو أهمُّ الأسباب -: ما عرف من أن حضرة الوالي هو من أخصِّ صنائع السلطان عبدالحميد، وهذه الجمعية خادِمة لأغراضه وأغراض المقرَّبين من أتباعه أمثال أحمد عزت باشا العابد[8] الذي كان صديق ناظم باشا.

 

نقول هذا ونحن على مثل اليقين من أن الرجال الذين تُلقى عليهم الآن التهمة لاشتراكهم بالجمعية المحمدية، لم يَجْنِ عليهم إلا قلَّةُ تجاربهم وانخداعهم بتساهل الحكومة المحلية التي أملَتْ لهم ولكل محب للشغْب على خلاف ما يقضي به حسن الإدارة والسياسة.

 

ولكن القضاء والتحقيق لا بد أن يُظهِرا إلى عالم الوجود كلَّ من كانت لهم نية سيئة في هذه الجمعية، ولا بأس بأن نُشير هنا إلى أن ناظم باشا بعث أحد رجاله يُطمئن بعض من وضعوا أختامهم في دفاتر الجمعية مِن أهل الميدان، أنهم ليسوا هم المسؤولين عما جرى، بيد أنَّ الأحرار الآن يَنقمون على الولاية في جملة ما ينقمون عليها تلكُّؤَها مؤخرًا في تنفيذ أوامر الداخلية نحو عشرة أيام، وأشاعت ذلك بين الناس حتى رأى بعض أعضاء الجمعية أن يَحرقوا الدفاتر التي حوت أسماء الرؤساء والمرؤوسين في هذه الجمعية، واستُدعي أناس من المشايخ الرؤساء ممن يُتَّهمون بالانخراط في سلكها لم يكونوا أشد من غيرهم تفانيًا في بث دعوتها، فعسى ألا يؤخذ الضعيف بذنب القويِّ، ولا الصغير بجريرة الكبير، حرصًا على مصلحة الأمة والدولة في عهد الدستور العادل.

 

[قدوم فرقة رحمين أفندي التمثيلية، وإقامتها تمثيليتين بدمشق] (ص: 3)

قدم هذه المدينة جوق التمثيل المصري بإدارة رحمين أفندي بيبس وعزيز أفندي عيد، وأخذ يمثل في (مسرح زهرة دمشق) الذي امتاز عن بقية مسارح المدينة بنظافته وحسن خدمته، وأول رواية مثلها هي رواية (الكبورال سيمون)، وهي تمثِّل ما يأتيه الإنسان الظالم مِن الحِيَل في سبيل الحصول على المال بالطرُق غير المشروعة، ما يدلُّ على ظلم الإنسان للإنسان، وقد أجاد الممثلون كل الإجادة حتى خُيِّل للناظر أن كل ما يمر أمام ناظريه هو جارٍ في مسرح الحياة، لا في مسرح التمثيل، ويُمثِّل هذا الجوق مساء اليوم رواية (الملك المتلاهي)، وهي إحدى الروايات العصرية التي امتازت بجَمال مَناظرها.

 

[أسعار اللحوم والضريبة عليها] (ص: 4)

لا يَخفى أن حرفة الجزارين في دمشق قد اعتصبوا منذ أمد، واجتمعت كلمتهم على الشكوى مِن ثقل الضريبة الموضوعة على الماشية، واسترحَموا تنزيلها، ولما رأَوا من عدم إسعاف مسؤولهم في الحال، لجؤوا إلى رفع أثمان اللحوم إلى حدٍّ أرهَقَ الفقراء، وأوجب الشكوى مِن جانب الأمة، وحيث إن دوام هذا الحال مما يزيد شكوى الأهلين، ويبعث على وقوع حوادث لا تُحمد عقباها بين هذه الحرفة والأهلين، فضلاً عما فيه من الجنف والإرهاق، في حين أن الماشية وفيرة العدد، متواصِلة المدد، فبَعد المُخابرة مع الحكومة في هذا الشأن، استتب تنزيل هذه الضريبة إلى حدٍّ مُعتدِل يَرضى به المعترضون، ولا يضر بالبلدية ضررًا فاحشًا، ويترتَّب عليه راحة الفقير وثناء الغني، فرُئي أن ينزل ستون بارة من رسم الإعانة الموضوع على كل رأس من رؤوس الغنم، وأربعون بارة مِن رَسمِها على الخروف، وعلى هذا تعهَّد الجزارون بتنزيل ثمن اللحوم التي تُباع في كل أنحاء البلدة، وبيعها اعتبارًا من الغد على الوجه المسطور في ذَيل هذه الأسطر، وأرسلَت المنادين في الشوارع والأحياء تُعلن للناس ما ذكرناه، فنرجو من حضرتكم أيضًا نشر أسطرنا هذه في جريدتكم، ولكم الشكر.

 

رئيس بلدية الشام

عارف [القدسي][9]

 

أثمان اللحوم بالعملة الدارجة

بارة   غروب

20     7 اللحم الضاني، الغنم، الأقة مجرومة.

00     6 اللحم الضاني، الغنم، الأقة بعظمها.

00     5 اللحم الضاني، الخروف، الأقة بعظمها.

 

[تقصير الشرطة في واجباتهم] (ص: 4)

كلما شممْنا رائحة الإصلاح في دائرة الشرطة التي هي الدواء الوحيد لاستئصال بذور الشر، نرى بعض موظفيها لا يُراعون واجباتهم، ويقضون معظم نهارهم في جنائن القصاع في القيان، وتعاطي بنت الحان، وأن السيدات اللواتي يأتين مساءً للنزهة هنالك يتعثَّرن بأثواب الخجل عند رؤيتهنَّ هذه الأحوال، فلا حول ولا...

 

عابر سبيل

الثلاثاء 18 أيام 1919م

[قدوم شاكر الحنبلي قائم مقام القنيطرة] (ص: 2)

قَدم دمشق شاكر أفندي الحنبلي[10] قائمقام القنيطرة مأذونًا.

 

[الاعتداء على الحدائق في أرض العنابة] (ص: 2)

كتب إلينا أحد أرباب الأملاك في أرض العنابة[11]، أن نَلفت أنظار الحكومة إلى أن أربعة من الرجال يعتدون على الحدائق هناك، واسمهم: محمود الطرنوب، ومحمود البني، وعلي حشمة، وعيد النصراني.

 

[نقل الفرقة القادمة من الآستانة]

اتَّصل بنا أن الحكومة قاولت إدارة سكة الحديد بين بيروت ودمشق لنقل الفرقة القادمة من الآستانة إلى هذه البلاد بقيادة نيازي بك.

 

[وفاة سعيد أبو ناب]

تُوفِّي أمس في مستشفى الغرباء سعيد أبو ناب أحد من أصيبوا بالرصاص في وقعة نهار الجمعة الماضي في شارع الدرويشية.

 

[شكوى من التعصُّب، والطلب بعدم تقليد الأجانب في عاداتهم وتقاليدهم] (ص: 2)

قرأت في مقتبس اليوم (الاثنين) مقالة الأنين، المُذيَّلة بتوقيع تلك السيدة الفاضلة، فرنَّ صداها رنينًا أثَّر في نفسي شديدًا، حتى دفعني إلى كتابة الأسطر الآتية: أيتها السيدة، إن تلك الزفرات التي تتصاعد من خلال سطور مقالتك هي نتيجة من نتائج التربية والتعليم، وأثرٌ مِن آثارها، ولو لم تكوني مُعلمةً مُهذَّبة، لما شعرتِ هذا الشعور، ولما كان لك نفْس تتأثَّر من هذه الحال التي اعتادها قومُنا، حتى أصبحت شِنشنة فيهم يصعب استئصالها.

 

إن الناظر في أحوال الشرق على العموم، وفي أحوال البلاد السورية على الخصوص، يجد أن تأخُّرَه بعد ذلك التقدم المدهش، وسقوطه بعد أن رقي في سلم الحضارة والعلم والمدنية زمنًا طويلاً - كلُّ ذلك سبب من إهمال العلم، والسعي وراء التقليد البحت، ومجاراة الأغيار في كل ما يفعلون، من غير نظر إلى النافع منه والضار.

 

ولا شيء يرفع عنا هذا العار، ويَرفعنا من هذه الوهدة إلا الرجوع إلى حالتنا الأولى، وبذل ما في الوسع في سبيل العلم والصناعة، فإذا ما رفعنا عن أبصارنا برقع الغرور، وعن بصائرنا رين الإهمال، وسعينا السعي الحثيث في هذه السبيل، فلا يمضي زمن حتى نرى فينا رجالاً تعتز بهم البلاد، ويفتخر بأعمالهم الوطن.

 

الأربعاء 19 أيار 1909م:

(ص: 2)

شكوتِ أيَّتها السيدة من التعصُّب الذميم، وإني معك مِن الشاكين؛ لأنَّ الناس أساؤوا معنى التعصب، حتى أخرجوه مرتديًا أثواب الهمَجية، لابسًا جلود الوحوش الضارية، فاتخذوا الدِّين سلاحًا لهم على أعدائهم، ولو علم كل ذي دِين أن دينه مهما كان ولو وضعيًّا لا يأمرُه ببُغض الغير والنفور منه ولا الإضرار به، ولو علموا ذلك وعقلوه، لأقلع المتعصِّبون التعصب الأعمى عن تلك الأعمال البربرية، ونزعوا تلك الأوهام من أدمغتهم، وطرحوا بآرائهم السافلة الأرض ورموها في مكان سحيق.

 

الدين مصدر الاتحاد والاتفاق والعمل الصالح والكمالات الصحيحة، فلا يأمر إلا بما فيه خير الإنسان في هذه الحياة، وفي الحياة الثانية، غير أن الناس بَعدوا عن فهم أسراره، واكْتناهِ معانيه الجميلة، فأصابهم فتنة عظيمة في عقولهم الجامدة، وخللٌ كبير في أدمغتهم الهامدة، حتى ظنوا أن الدِّين هو ما يوحيه إليهم عقلهم الفاسد، وتحسِّنُه لهم أبالسة الرجال الذين ينتمون إلى الدين وهم لا يعرفون منه إلا الاسم والرسم، وكلُّ ذلك أثر من آثار التقليد الذي تشتكين منه أيتها السيدة.

 

التقليد قد جرَّ علينا من البلاء ما لا يُحصى، حتى صيَّرَنا أجسامًا بلا عقول، نُدار كما تدار الرحى إلى غير غاية: [من بحر الرمل]

لا تظنَّ الدِّين ما قد هَوَّلوا
ليس دينُ الله تلكَ البِدَعَا
إنَّما الدِّين ضياءٌ لَمعا
فأنار الكون لما سطعَا
قبسَتْ منه البرايا شُعلةً
صدعت قلبَ الدُّجى فانصَدَعَا
إنْ رآها الليلُ في غلوائه
شمَّر الذَّيلَ وولَّى مُسرِعَا
أو تُصِبْ فحمَ الدُّجى صارَ جُذًى
فنَرى نورَ الهدى مُلتَمِعَا
لا تظنَّ الدِّين أفعالَ الأُلى
تَخِذوه للبَرايا خدَعَا
لَبِسوهُ كَفِرَاءٍ قُلِّبَت
ولَوَوا دون الصَّحيح الأخدَعَا
ضلَّ مَن يَجعله مَصيَدةً
لحُطامٍ أو يراهُ سِلَعا

 

 

لم يَكفنا التقليد في الدِّين، والاستسلام لأقوال ليس لها مستند حتى ضممْنا إلى هذه السيئة سيئة لا تقل عنها ضررًا، وهي: التقليد - في الأزياء والعادات والأحلام - لقومٍ لا تناسُب بين عاداتنا وعاداتهم، وأخلاقنا وأخلاقهم.

 

قلَّدْنا هؤلاء القوم من غير هدى ولا بحث فيما يضرُّ من هذه التقاليد وما ينفع؛ وذلك لأننا قد اعتدنا قبل ذلك التقليد في أهمِّ شيء للإنسان، وهو الدِّين، يُقلِّد المرءَ الأوربي في ملبسه وخلقه ليُقال: إنه متمدِّن، ولو أن هذا التقليد يجره إلى بيع الماعون والعقار والأثاث والرياش، ولو أن ذلك الغرَّ قلَّد الغربيَّ في اللباب دون القشور، لنفَع نفسه وبَني جنسِه، ماذا عليه لو حَذا حذوه في اقتباس العلوم والصناعات، والأخذ بالنافع من العادات؟ ولكن التقليد الذي تأصل في أفئدة الشرقيين يدعوهم إلى ترك العادات النافعة والأخلاق الفاضلة التي ورثوها عن آبائهم مجاراةً للتمدُّن الحديث، في حين أننا لو نظرنا إلى أرقى الأمم مدنيةً، وهي الأمة الإنكليزية، نجد أنها مِن أشد الأقوام محافَظةً على عاداتها القديمة، وأقواهم تمسُّكًا بما ورثوه عن أسلافهم، ومع ذلك فليس أسلافُهم أسلافَنا، ولا يُقاس ماضيهم بماضينا.

 

إن نُقلِّدهم يا قوم، فلنُقلِّدهم بما كان سبب ترقِّيهم ووسيلة مَجدِهم، فإن فعلْنا ذلك، فأبشِروا بالفلاح العاجل والنجاح القريب، وإلا فعلينا السلام ورحمة الله وبركاته!

 

ما بال الناس ترتاح إلى صرف الأموال في سبيل السفاهة والأمور التي لا تُجدي نفعًا، وإذا دُعي أحدهم إلى بذل دريهمات لمشروع خيري أو أدبي، يبخل ويأمر الناس بالبُخل؟!

 

يحقُّ لكِ الشكوى أيتها السيدة من أعمال أغنيائنا؛ لأن كثيرًا منهم لا يَحفِلون بالعلم وأهله، ولا يتبرَّعون ببعض ما آتاهم الله من فضله، فحبَّذا اليوم الذي يحذو فيه أغنياؤنا حذو أغنياء أوربا وأمريكا فيَجودون بأموالهم على المشروعات التي تعود على الأمَّة بالخير والفلاح!

 

ألهَمَنا الله ما فيه الخير للسعي في هذا العصر الدستوري وراء تحصيل العلوم وتشييد أركان الصناعات؛ حتى نرقى في مراقي السعادة، ونجلس فوق منصات السيادة.

 

[قدوم القائم مقام الغلاييني ممتاز بك، ربان الدارعة الراسية في ثغر بيروت] (ص:3)

قدم دمشق القائمقام ممتاز بك - ربان الدارعة العثمانية حميدية الراسية في ثغر بيروت - وجماعة مِن ضُباطها، فأقام لهم نادي الحرية أمس احتفالاً حضَرَه ضُباط الجيش وقُوَّاده، وكثير من أهل الطبقة المستنيرة، وأُلقيت الخطب ترحيبًا بهم.

 

رمز الدولة العثمانية

 

[إقامة تمثيلية شارلمان] (ص:3)

تمثِّل اليوم في المساء شركة التمثيل المصرية بإدارة رحمين أفندي بيبس، وعزيز أفندي عيد، في مسرح زهرة دمشق - رواية شارلمان، وهي من الروايات الشهيرة.

 

الساعة التي أهداها هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرنسا، وهي الآن موجودة في متحَف اللوفر في باريس

 

السبت 22 أيار 1909م:

[تبرُّؤ أسرة الأمير عبدالقادر الحسَني الجزائري مما نُسب إليها] (ص:3)

كتب إلينا أحد كبار أسرة المرحوم الأمير عبدالقادر الحسَني الجزائري يقول: إنَّ أفراد أسرته آسفون للتُّهمة التي وُجهت إلى أحد أعضائهم مؤخرًا، وإن أسرتهم لم يُعهد لها في التاريخ أن قاومت إصلاحًا، أو خالفَت إجماعًا، أو تحزَّبتْ لغاية شريرة، ونحن فنقول: إن أسرة الأمير المنوَّه بقدره هي في نصرة الحق أكثر مما يقول الكاتب، عَرفَ لها ذلك الغريبُ والقريب في عدة مواطن، ومَنْ حَقَّق أقوالَه بأفعاله كان جديرًا بأن يثق به الناس مهما اختلفت منازعهم.

الأمير المجاهد عبدالقادر الجزائري رحمه الله


الأمير عبدالقادر الجزائري في دمشق


(ص: 4)

قبل غروب أمس اجتمع ألوف من أفاضل دمشق وأحرارها في حديقة الأمة، وأسقَطوا جريدة (المؤيد) المصرية؛ لأنها سَمَّت جيشَ الدستور جيشَ الخوارج، ولأنها قالت: إنَّ السلطان السابق إذا حنَث بيمينه فما عليه إلا أن يُكفِّر عنه، ولأنها وسمت جمعية (الاتحاد والترقي) المقدَّسة بأنها جمعية استبداد، إلى غير ذلك من النزعات الارتجاعية والتضليل لأفهام الخواص والعوام في بلاد الشرق والإسلام، وقد خطَب كثير مِن الأفاضل خُطبًا ينحون فيها باللائمة على عمل (المؤيد) المضر، وأتى بعضهم بأعداد من الجريدة المذكورة، فمزقوها وحرقوها؛ دليلاً على شدة استياء كُلِّ عثماني صادق من لهجة التغرير والتلوُّن[12].

 

[قدوم شكري العسلي دمشق] (ص: 4)

قدم دمشق بالرخصة شكري أفندي العسلي[13] قائمقام صهيون.

 

الاثنين 24 أيار 1909م

[سفر عبدالرحمن اليوسف إلى لبنان وقدوم عبدالوهاب الإنكليزي] (ص:3)

سافر إلى لبنان عبدالرحمن بك اليوسف[14] ليقضي في مصيفه أيامًا، وجاء دمشق عبدالوهاب أفندي[15] الإنكليزي قائمقام (سروج) لقضاء بضعة أيام، وجاء دمشق خليل كامل بك قائمقام حمص.

 

وعاد إلى بيروت إسماعيل بك مفتش الصحة، وفيها حسين أفندي الأحدب مدير أوراقها.

 

عبدالوهاب بن أحمد الإنكليزي

 

الثلاثاء 25 أيار 1909م:

[القبض على أربعة من التجار لإطلاقهم النار في المزة] (ص:3)

ألقى رجال الدرك القبض ليلة أول أمس بالقرب من قرية المزَّة على أربعة من التجار؛ وهم: صادق أفندي بن سعيد آغا، وعلي أفندي العطار، وجميل أفندي العطار، وديب بن سليم، وكانوا راكبين في عربة، ومعهم أربع بنادق يونانية يطلقون منها الرصاص وقد ادعَوا أن بعض المارين ألقوا هذه الأسلحة في العربة، بعد أن أطلقوا منها الرَّصاص، وقد سُلموا إلى العدلية؛ لأنَّ التحقيق دلَّ على أن البنادق لهم.

 

[الطلب لمنع إطلاق الأعيرة النارية] (ص:3)

لقد كثر في هذه الليالي إطلاق العيارات النارية في الفضاء في شرقي البلدة؛ أي: وراء الصور [السور] الشرقي عند الشيخ صالح، حتى إنه في كل ليلة يُطلَق ما ينيف عن مائتي طلقة، وهذا مما يخلُّ بالراحة العمومية، ويَحرم الناس لذيذ النوم، فنلفت أنظار دائرة البوليس ورجال الدرك لمنْع هذا الخلَل.

 

[قدوم عمر الرافعي إلى دمشق] (ص:3)

قدم دمشق عمر أفندي الرافعي، مِن أدباء طرابلس الشام، وغادرنا إلى أوربا وجيه[16] أفندي الكيلاني.

 

الأحد 30 أيار 1909م:

[الخط السلطاني من السلطان رشاد إلى الجنود] (ص: 2)

في الساعة الخامسة عربية أمس، غصَّت دار المشيرية برجال الملكية والعسكرية وضباط الجيش وجنوده، وعلية القوم ورجال الدين؛ للاحتفال بالخط السلطاني الكريم المؤذن بأن حضرة السلطان الأعظم [رشاد] هو حامي الدستور، والقائد العام للجيوش البرية والبحرية، وهاك تعريبه بنصه الفائق، ومعانيه السامية، التي حقَّقت اليوم ما قيل: إن كلام الملوك ملوك الكلام:

يا أولادي الجنود:

لقد جلستُ على عرش أجدادي، فكنتُ أولَ ملك دستوري جلس بعناية الباري تعالى، وشفاعة الرسول المعظَّم، وإرادة عناصر الأمة العثمانية ومُبايَعتها، وبسطوة العساكر الذين ملؤوا تاريخ حياة الأمة بالظفَر وحميَّتِهم.

 

وإني لأحمد الله تعالى أن كانت الشريعة الأحمدية - حتى هذه الساعة مِن عمري - دليلاً لآمالي ومقاصدي على اختلاف أنواعها، وها قد أحرزت هذه المرة مقامَ الخلافة والإمامة القائمتين على أصول المشورة، التي هي من أساس أحكام الشريعة الأحمدية، الكفيلة بنجاة الأمة والمملكة ورقيِّهما، وسأطرق عامة الأسباب التي تؤدي إلى سعادة أبناء الأمة وتُعلي شأن وطننا المبارك، المعجون كل حفنة من تربته بدم أجدادنا الطاهر. وعلى الله التوفيق.

 

ومعلومٌ أن المحافظة على حكومتنا المشروعة الدستورية، في حدودها الطبيعية الحالية لتكونَ منيعةً كقلعةٍ صعبةِ المنال، وإبلاغها إلى الدرجة اللائقة بها من العمران والرقيِّ، وتأمين منافع الوطن - يتوقَّف على انتظام وتزييد قوتنا البرية والبحرية بحسب ما فيها من الاستعداد المسلَّم به، وعلى هذا فإني راغب في أن أرى السلك العسكري بالغًا أقصى درجات الارتقاء، والله الميسر.

 

وسأُبرهِن بأني حفيد أجدادي الذين أسَّسوا دولة قويةَ الشَّكيمة، غير قابلة للزَّوال، وجعَلوا اسم العثمانية المبجَّل مقبولاً في كل النفوس، بما فُطروا عليه من الحمية وحسن المأتى، والله المُلهم المعين.

 

قام الجيش بوظيفته المقدَّسة، بما اتصف به من الطاعة والتدريب والشجاعة، فبَرهَنَ أنه بمثابة حصنٍ للمَملكة والأمة، تتدفَّق الحياة من جوانبه حتى لا يَتزعزَعَ ولا يهتزَّ، فكان سبب ارتفاع شأن الدولة وشهرتها.

 

وإذا خالف الجيش الأوامر الإلهية، ورِضا الرسول، وأوامر خليفته وإشاراته، وإرادات ضباطه، وضلَّ في طريق الجهل والفساد والغفلة والضلال، ونسي وظيفته أمام دينه ومذهبه ووطنه وأمَّته وسلطانه، وضعفَتْ طاعته، واختلَّ نظامه، وعجز عن القيام بتأمين سلامة الوطن، كانت هذه الدولة المعظمة على شَفا جرف هارٍ.

 

ومن الحقائق التي لا ينبغي أن تفوتنا: أن نصر الجيش معقود قبل كل شيء على حسن نظامه، وارتباطه بأمر الأمراء منكم بالشفقة على صغاركم، والصفاء بالطاعة لكبرائكم، وأَذكُر لكم أني أقدِّر أولاد العسكر أركانهم وأمراءهم وضباطهم حق قَدرِهم إذا امتَثَلوا أحكام النظامات، والقوانين الموضوعة بما فيهم مِن القوى والوجدات، ومَن جرى على عكس ذلك أُعاقبه عقاب الوالد لولده الغرِّ الطائش.

 

وأُشهد أحكمَ الحاكمين على نفسي بأنني متمسك بالتأييد الرباني، وأبقى صادقًا للقانون الأساسي، إلى آخر نفس من حياتي، وهو القانون المنطبق على أحكام الشرع الشريف ودقائقه، مستندًا على قوة جيشِنا وأسطولنا المحافظَين أبدًا على دستورنا المشروع، وإني لأنفر مِن كل مَن يُضمر في أقواله وأفعاله ما يخالف القانون الأساسي.

 

وبعدُ، فإن من أسباب النظام وحسن الروابط أنَّ لكل صاحب رتبة اقتدارًا واختصاصًا، فأقصى آمالي أن يسعى كل ضابط باقتداره وأخلاقه لجَلبِ ثِقَة مَن تحته، وأن يَستجلب كل صغير محبة ورضا من كان فوقه باقتدارِه وانقياده.

 

أنا القائد العام لعامة الجيوش والأساطيل المشحونة بالمكارم والفضائل التي ورثوها كابرًا عن كابر، وإني لأُعزُّ الضباط والأفراد أكثر من معزتي لأولادي، وأعدُّهم أجنحتي وسواعدي، فسلامي على عامة الضباط والجنود والأمراء، ووصيتي إليهم أن ينظروا في هذه الوصايا والبيانات.

 

وإذ كنتُ القائد العام لجميع العساكر البرية والبحرية على نهج الشرع والنظام، فإن لي ارتباطًا قلبيًّا خاصًّا بالعساكر؛ ولذلك ساغ لي أن أقول: إن الجيش جيشي، وإني مليك الجيش، فأسأل الله أن يُعزَّ فيَّ الدارَ بكل مَن خدم الدولة والأمة خدمةً صادقة، وأن يجعله سعيدًا بالتوفيقات الربانية.

 

[توقيف بعض أعضاء الجمعية المحمدية] (ص:3)

أوقف أمس في دار الحكومة عبدالله باشا الحسني وعبدالقادر أفندي منجك وتوفيق أفندي القدسي؛ لاتهمامهم بتأسيس الجمعية المحمَّدية، كما أوقف صالح أفندي العرجاوي في حبس القلعة؛ لاتهامه بالمسألة ذاتها أيضًا.



[1] عطا الله بن سعيد بن محمد الكيلاني: رئيس بلدية دمشق، وعضو مجلس الشورى، توفي سنة 1339هـ / 1919م؛ (المعجم الجامع في تاريخ الأسر الدمشقية (مخطوط) لمحمد مطيع الحافظ).

[2] نهر ثورا: تقدم التعريف به.

[3] تقدمت ترجمته، توفي في بيروت 1358هـ، ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير (الثاني).

[4] عبدالغني بن محمد العريسي: صحفي، مِن شهداء العرب في ديوان عالية التركي الاتحادي سنة 1916م، أصدر جريدة (المفيد) مع فؤاد حنتس، اشترك في المؤتمر العربي الأول، وبعد وفاة حنتس، نقل الجريدة إلى دمشق مع عارف الشهابي، نُفذ حكم الإعدام فيه في بيروت؛ (الأعلام 4 / 34).

[5] سليم بن محمد بن سعيد الجزائري: قائد من المفكرين النوابغ، أصلُه من الجزائر، ومولده بدمشق، تعلم في المدرسة الحربية في الآستانة، وبلغ رتبة قائم مقام أركان حرب في الجيش العثماني، وأولع بالرياضيات، وعُيِّن أستاذًا في المدرسة الحربية بالآستانة، وخاضَ حروبًا كثيرة، وأُسر في اليمن، فنَجا مِن مَخالب الموت وأنقذ رفاقًا له مِن الأسر، وعاد، وكان مُجاهرًا ضد سياسة التتريك، فنقم عليه غلاة الترك، فساقوه إلى عالية بلبنان وحكموا عليه بالموت، ونفذ فيه الحكم ببيروت في سنة 1334هـ - 1916م، وهو من مؤسسي جمعية (فتيان العرب) و(الجمعية القحطانية) و(جمعية العهد)؛ (الأعلام 3 / 119).

[6] تقدم الكلام في أسباب خلع السلطان عبدالحميد رحمه الله.

[7] رحم الله السلطان عبدالحميد الذي حافظ على وحدة الدولة، وعدم سقوط الخلافة مدة حكمه، وقد علم المفكرون فضلَه عندما جاء الاتحاديُّون ومارَسوا بطشهم وظلمهم بالأحرار والوطنيين الصادقين، وأظن أن محمد كرد علي مِن هؤلاء الذين علموا فضل السلطان عبدالحميد.

[8] تقدم التعريف بأحمد عزت باشا العابد.

[9] عارف بن محيي الدين القدسي: رئيس بلدية الشام، ومِن أعيانها، وعضو غرفة تجارة دمشق سنة 1313هـ، توفي سنة 1356هـ / 1938م، (المعجم الجامع في تاريخ الأسر الدمشقية لمحمَّد مطيع الحافظ).

[10] شاكر بن راغب الحنبلي (البرقاوي): من كبار الحقوقيين، وزير العدل والمعارف، أستاذ الحقوق الإدارية والأوقاف في الجامعة السورية، ناضل ضدَّ سياسة التتريك، له عدة مؤلفات، توفي سنة 1378هـ / 1958م؛ "المعجم الجامع في تاريخ الأسر الدمشقية"؛ لمحمد مطيع الحافظ.

[11] أرض العنابة: هي المنطقة من مسجد الأقصاب حتى برزة.

[12] هذا التصرف من هؤلاء الذين سمَّاهم الكاتب بالأفاضل، إنما هو لعدم اطِّلاعهم ومعرفتهم بحقيقة جمعية الاتحاد والترقي، وقد ظهر لهم فيما بعدُ الحقيقة المؤلمة التي نهَجَها الاتحاديون في التتريك وكراهية العرب، وأن السلطان عبدالحميد رحمه الله كان محبًّا للعرب مقرِّبًا لهم، عاملاً على وحدة الأمة الإسلامية، وأن الاتحاديِّين مزقوا الأمة وجعلوها شعوبًا متفرِّقة، وبذلك يظهر ما للأعلام الغربي مِن تأثير على أفكار الناس.

[13] شكري بن علي العسلي: شهيد، من زعماء النهضة العربية الحديثة، ولد بدمشق، تنقل في الوظائف، وانتُخب نائبًا عن دمشق في مجلس النواب العثماني، حكم عليه الاتحاديون بالإعدام ونُفِّذ فيه بدمشق سنة 1916م؛ (الأعلام 3 / 172).

[14] تقدَّمت ترجمته.

[15] عبدالوهاب بن أحمد الإنكليزي المليحي، شهير، نابغة في الإدارة والحقوق، من أسرة عربية بدمشق، تُعرف بآل الإنكليزي، تعلَّم بدمشق، وتخرَّج بالمدرسة الملكية بالآستانة، ونصب قائم مقام في سروج من ولاية حلب، ونقل إلى الباب، واستقال، واشتغل بالمحاماة، ثم عين مُفتِّشًا للإدارة الملكية ببيروت، طلبه ديوان عالية العرفي بسبب معارضته للاتحاديين المتغلبين على الدولة آنئذٍ، وحكم عليه بالإعدام، فنُفِّذ فيه في ساحة الشهداء بدمشق مع طائفة من أحرار الأمة سنة 1334هـ / 1916م؛ (الأعلام 4 / 182).

[16] وجيه بن فارس الكيلاني: أديب ومؤرخ، تعلَّم بدمشق وبمكتب عنبر، وأخذ عن الشيخ طاهر الجزائري، وأصدر جريدة الأصمعي مع خير الدين الزركلي، وساهم في الحركة العربية، نفاه الاتحاديون خلال الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى دمشق فتوفي فيها سنة 1353هـ / 1934م، (الأعلام 8 / 111).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوادث دمشق اليومية (1)
  • حوادث دمشق اليومية (2)
  • حوادث دمشق اليومية (3)
  • حوادث دمشق اليومية (6)
  • حوادث دمشق اليومية (5)
  • حوادث دمشق اليومية (7)
  • حوادث دمشق اليومية (8)
  • حوادث دمشق اليومية (10)

مختارات من الشبكة

  • حوادث دمشق اليومية (14)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (13)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (12)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (11)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (9)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإيمان وأثره في الوقاية من حوادث السير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحكام حوادث الطائرات في الفقه الإسلامي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حوادث الدهور(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صياغة شرعية لأحكام ضمان المتلفات في حوادث السير(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب