• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

الأيوبيّون في اليمن تاريخهم السّياسي

د. محمود ياسين التكريتي

المصدر: مجلة آداب الرافدين، العدد 12، ص113-152
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/6/2007 ميلادي - 25/5/1428 هجري

الزيارات: 43743

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الأيوبيّون في اليمن تاريخهم السّياسي من (569هـ - 626هـ)
(1174م – 1226م)


تمهيد:
أصبح بمقدور الدولة الأيوبية على عهد ملكها صلاح الدين بأن تمارس الحكم السياسي في اليمن إذ استطاعت هذه الدولة بأن تخضع اليمن إلى نفوذها منذ سنة 569هـ/ 1174م. حيث يعود الدور الأكبر إلى الملك تورانشاه بن أيوب في فرض مثل تلك السيطرة إلا أن وفاة هذا الملك سنة 576هـ/ 1180م. فسح المجال أمام نوابه من الأمراء الأيوبيين في التحرك باتجاه الاستقلال عن دولة صلاح الدين في مصر والشام.
وكان للظروف المرحلية التي تمر فيها الدولة الأيوبية[1] في مصر والشام أثر كبير في ذلك التحرك والذي انتهى في نشوب الخلاف بين الأميريين خطاب (حطان) بن مبارك بن منقذ الكناني والي زبيد – والأمير عز الدين بن عثمان الزنجيلي – والي عدن[2] – حيث عكس هذا انطباعاً عاماً لدى الجميع عن ضعف الحكم الأيوبي في اليمن: كما نتج عنه ادراك صلاح الدين ابن يوسف صاحب مصر والشام خطورة ما يبيته ذلك الوضع السياسي في اليمن بالنسبة للحكم الأيوبي، وكما ذكر في المصادر التاريخية عن خوف صلاح الدين بأن تخرج اليمن من حكمه[3]، ولهذا كله بعث مملوكه خطاباً (قتلغ أية) على رأس حملة عسكرية إلى اليمن وما أن وصلها حتى استقرت الأحوال السياسية فيها إلا أن خطاب مات تاركاً حكم اليمن، وبهذا فسح المجال أمام الأميرين حطان الكناني، وعز الدين الزنجيلي بالعودة إلى ولايتيهما فاستجد الخلاف بينهما من جديد واشتدت الفتنة باليمن، وما أن تسربت أخبار اليمن إلى صلاح الدين هذه وحرصاً منه على استقرار الأوضاع السياسية والقضاء على الفتنة بادر إلى تجهيز حملة عسكرية ترك قيادتها إلى أخيه الملك سيف الإسلام طغتكين وذلك في أواخر سنة 577هـ/ 1181 لتعود اليمن في وصوله إليها/ سنة 578هـ/ 1182م إلى الحكم الأيوبي.
إن عودة اليمن إلى الحكم الأيوبي يعني بلاشك عودة الوحدة بين مصر والشام، واليمن، كما يعني فتح الطريق أمام الجيش الأيوبي للوصول إلى مكة المكرمة. لتنضم هي الأخرى إلى وحدة العرب ودولة المسلمين.
لقد تركت المنازعات السياسية بين حكام اليمن أثرها الواضح في تسهيل، مهمة مد دولة صلاح الدين في مصر باتجاه اليمن وتوسيع رقعتها الجغرافية، فقد كانت عدن ومخلاف في يد بني زريع، وكانت صنعاء وبعض مخاليفيها في يد بني حاتم وكانت صعده والجوف في يد الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان وكان المخلاف السليماني في يد الشريف غانم بن يحيى بن حمزة وزبيد وما حولها في يد عبد النبي مهدي الحميري، وكانت الخلافات مستفحلة بين تلك الأطراف السياسية الحاكمة كتلك التي دفعت بين حاكم مخلاف السليماني الشريف وهاس بن غانم، وبين حاكم زبيد إبان وصول عسكر بني أيوب إلى اليمن مما سهل مهمة فتح اليمن ومد سيطرتهم فوق أراضيها.
لقد وفر الحكم الأيوبي في اليمن لنفسه الكثير من الضمانات السياسية التي مكنته بالبقاء والاستمرار بالرغم من ضعف الحكم وفي بعض الفترات الزمنية منها ما سجله صلاح الدين من انتصارات في مصر وبلاد الشام على القوى الصليبية وخاصة في تحريره لفلسطين وبيت المقدس... مما لفت معه نظر الجماهير العربية والإسلامية، بأن تلتف حوله إلى جانب ما أسدله اعتراف الخليفة العباسي على حكمهم من شرعية وهيبة في النفوس ومن ضمنها اعترافه في حكمهم على اليمن واحتلالهم لمكة المكرمة فضلاً عما سجله الحكم الأيوبي بنفسه من انتصارات ساحقة على المعارضة القبلية والسياسية في اليمن بالاضافة إلى ما أثبته حكمهم من تقدم على طريق البناء الحضاري[4].
إن ما سبق لا يعني بأن الحكم الأيوبي لا يخلو من الصعوبات التي واجهها وعلى رأسها المعارضة السياسية والتي تكشفها سلسلة الوقائع والحروب التي خاضتها عساكرهم والتي استغرقت الكثير من الوقت وعلى مدى خمسين عاماً من حكمهم تقريباً، مما يفصح لنا أن حكمهم لم يستقر، كما أنه لا يملك القدرة الكاملة في فرض هيمنته على جميع الأراضي اليمانية، وقد تمثل هذا في الفتنة التي عصفت بحكمهم على إثر وفاة الملك المعظم تورانشاه بن أيوب، وأخيه سيف الاسلام طغتكين.
وأخيراً فإن فاعلية الحكم الأيوبي في السيطرة المباشرة كانت قد تمت منذ سنة 578هـ/ 1182م على اليمن على الرغم من معرفتنا بأن الحكم بدأ منذ سنة 569هـ/ 1174م، وعلى أَثر وصول أَول حملة أَيوبية إلى اليمن بقيادة تورانشاه بن أيوب وبالرغم مما اتصف به حكمه من الحزم والشدة إلا أن عودته إلى مصر والشام جعلت نوابه يتمتعون بالحكم الذاتي، ولهذا كان عام 578هـ يمثل مرحلة جديدة للحكم الأيوبي في اليمن.

الملك سيف الاسلام طغتكين وحكم اليمن:
اختير الملك طغتكين ليكون قائداً للحملة الأيوبية إلى اليمن من قبل صلاح الدين فوصل إلى زبيد سنة 578هـ فخاف حاكمها خطاب بن منقذ وتحصن في بعض القلاع فلاطفه طغتكين حتى أَمن جانبه فنزل إليه وتلقاه طغتكين مترجلاً وقال له ((أَنت أَخي))[5] فأحسن صحبته، وأَخيراً أَذن له بالعودة إلى الشام[6] فلما كان الغد دخل على سيف الاسلام ليودعه فقبض عليه وأَودعه السجن وصادر أَمواله وذخائره[7]، وهكذا استطاع الملك طغتكين من ردع خطاب وعودة زبيد إلى بني أَيوب.
أَما عدن فإن حاكمها عثمان الزنجيلي لما علم بما حل في صاحب زبيد خاف وأرتحل إلى الشام هارباً مما أَتاح الفرصة أَمام طغتكين أن يرسل نائبه إلى عدن فتسلمها وعندها صفت بلاد اليمن لسيف الاسلام وامتدت سيطرته على البلاد الواقعة بين زبيد وحضرموت[8] وبلغ الجوف وغيره وأخضع لحكمه جميع الحصون وما أَن حل عام 581هـ/ 1185م حتى سيطر على حصن خدد وريمة الحديا ونعم.
لم تقتصر الانتصارات التي حققها سيف الاسلام طغتكين باليمن وعلى مدى خمس سنوات من حكمه فيها على ازالة الفتن والمستغلين على الحكم من أمرائه فحسب وإنما اتخذت بعداً سياسياً آخر شمل تحديد موقفه السياسي من بعض الأمراء المحليين من حكام اليمن كبني همدان (بنو حاتم) في صنعاء وما جاورها فليس من السهل أن يذعن أولئك الحكام إلى الحكم الجديد كما لا يمكن للحكم الجديد أن يستمر مالم يوفر الحماية الكافية له وخاصة وأنه ينشأ دولته في وسط أَنظمة متعددة تمثل الخوارج والباطنية ذات النزعة القبلية... وضمن هذا الاتجاه سارت سياسة طغتكين في اليمن.

كانت صلته الأولى مع بني همدان (بني حاتم) عندما نزل على حصن قب ليفتحه وجد فيه السلطان زياد بن حاتم الزريعي.. مما دعا زياد أَن يستنجد بالسلطان علي الوحيد بن حاتم وبغيره. وعلى الرغم من استعداد زياد لنجدته إلا أَنه حدث ما أَفسد الحال بينهما مما أَدى إلى خذلانه بالاضافة إلى أَن سيف الاسلام توجه إلى مكة سنة 581هـ/ 1185م فإذا ما رجع من مكة عاود الحصار إلى أن فتحه سنة 582هـ/ 1186م[9] وقد أَعطاه هذا الانتصار القوة السياسة ودفعه إلى أَن يتقدم لاكمال مهمة السيطرة على مناطق أخرى بالاضافة إلى اعلان وجوه البلاد الطاعة له[10] ثم سار بعسكره حتى وصل إلى ذمار فأوقع بقبيلة جنب فاستولى على بلادها وملك مهران – أَما علي بن حاتم فلم يبق أَمامه شيء إلا أَن يصدر الأمر إلى أَتباعه بخراب قصر غمدان وسور صنعاء وذلك سنة 583هـ/ 1187م مما يدل على عدم امتلاكه القدرة لمقاومة سيف الاسلام ويؤكد لنا هذا انتقاله مع أخيه إلى حصن براش شاحناً العتاد والذخائر منه[11] بعد أن أحرق جميع ما كان لهما من غلة، أمر الرعايا بالخروج إلى حيث يمتنعو عن وطأة الجيش الأيوبي[12] فلجأوا إلى اتباع سياسة المهادنة إلا أن جميع التدابير تلك لا تنفع بنو حاتم بتوفير الحماية الكافية لحكمهم ونفوذهم. فقد قدم حاتم بن أسعد إلى سيف الاسلام وهو مقيم في مشرق ذمار فعرض عليه الصلح فصالحه على ثمانين ألف دينار ومائة حصان، ولمدة سنة. ثم عاد سيف الاسلام إلى اليمن (صنعاء) تاركاً الأمير مظفر الدين قيماز حاكماً على ذمار إلا أن قبيلة جنب عاودت الهجوم على عسكره بذمار يقودها الشيخ عمران الجنبي[13] تسندها قبيلة عيسى مما اضطر سيف الاسلام أن يسرع لنجدة عسكره في ذمار، فلما رأت جنب عساكر بني أيوب ولت الأدبار فتبعها سيف الاسلام وأوقع بها وشتت شملها[14] وغنم أموالها وقتل الكثير من رجالها، ولهذا اضطر علي بن حاتم أن يعقد الصلح مع الأيوبيين للعام المقبل وعلى شروط الصلح نفسها للسنة السابقة[15].

لم يذعن بنو حاتم إلى السلطة الأيوبية واستمرت الحرب سجالاً بين الطرفين ففي سنة 584هـ تقدم سيف الاسلام إلى الدملوة[16] فحاصرها وطال أمد الحصار حتى استسلم صاحبها جوهر المعظمي[17] فنزل وعرض بيعها بعشرة آلاف دينار ملكية واشترط أن لا ينزل من الدملوة ولا يطلع إليه أحد حتى يصل أولاد مولاه – أي موضع يقصدونه من جزائر بحر اليمن – فوافقه الملك الأيوبي إلا أنه نقض هذا، حيث هرب متخفياً وبصحبة أهله إلى الحبشة عن طريق البحر بعد أن ترك نائبه في الدملوة[18] فلما علم سيف الاسلام بأمره أرسل إلى نائبه يطلب منه تسليم الحصن فامتنع فحاصرها وبينما هو على هذه الحال وصل إليه بشر بن حاتم فأحسن ضيافته وأكرمه إلا أن قومه خالفوه فرجع إلى سيف الاسلام بالأمر فقال له ((تعهد لّنا وكن منا ونطلق رهائنك))[19] فتعهد له وكساه وأطلق رهائنه وأستمر تهديد طغتكين لقلاعهم وحصونهم حتى اضطرهم إلى مفاوضته وطلب الأمان فخرج كل من الأخوين عمر بن بشر ابن حاتم وعلوان من حصن الفص إلى ذي مرمر بصحبة عوائلهم فتسلم الحصن، وأتجه منه إلى قتال أهل الظفر حتى أجبر أميره سالم بن علي بن حاتم على التسليم[20]، وأخيراً حاصر حصن كوكبان وضربه بالمنجنيقات وفي داخله عمر بن حاتم، فلما سئمت رجاله الحصار والحرب اضطر الأمير إلى طلب الصلح من بني أيوب فوقع ذلك على أن يكون لبني حاتم العروس وبلاد يعينها الملك طغتكين[21] لعمر بن علي بن حاتم وأن يطلق له أمواله فحصل ذلك، ودخل الأيوبيون كوكبان منتصرين.
إن الصلح السابق لم يضع حداً للحروب بين الطرفين بل استمرت إلى سنة 593هـ على ما يبدو، وانتهت بسيطرة الملك طغتكين على سائر جبال اليمن ومدنه وحصونه ومخالفه من صعدة إلى عدن[22] وزالت مع هذه السيطرة دولة آل الصليحي وآل حاتم الاسماعيلية من اليمن.
شهدت فترة حكم سيف الاسلام طغتكين لليمن حروباً ومعارك متعددة أظهر خلالها شجاعة فائقة ومع ذلك فإن تلك الحروب لم تشغله عن الانصراف إلى البناء الحضاري فقد عين الأمراء نواباً على مدن اليمن وترك عند كل أمير ما يحتاج إليه من الخيل والعسكر هذا في مجال البناء الاداري أما في مجال العمارة والبناء فقد انصرف في فترة استقرار إلى بناء الدور وتشييد القصور بالاضافة إلى بنائه مدينة المنصورة[23].
أشاد الكثير من المؤرخين في سياسة دولته التي أمتدت من زبيد إلى حضرموت، وما أن حل شوال من سنة 593هـ/ 1199م حتى توفي الملك المعظم سيف الاسلام طغتكين في مدينة المنصورة بعد أن دام حكمه ست عشرة سنة[24].

اليمن في عهد الملك اسماعيل بن طغتكين بن أيوب:
هو الملك اسماعيل بن طغتكين بن أيوب بن شاذي الملك شمس الملوك بن العزيز كان أكبر أخوته سناً وأكثرهم قرباً إلى أبيه حيث يعول أكثر أمور الدولة إليه[25] إلا أنه لم يستمر بالعيش قريباً من الحكم إذ طرده والده إلى الحجاز[26] الأمر الذي جعله ينقم عليه[27] إلا أن وفاة أبيه أعقبت خروجه فأدركه العلم بها[28] وهو في المخلاف السليماني فرجع إلى اليمن وتسلم حكمها فدخل زبيد في 19 ذي القعدة سنة 593هـ/ 1196م ومنها رحل إلى تعز ثم جبلة[29] وكان يهدف من هذه الجولة التأكد عن مدى ولاء هذه المناطق لحكمه السياسي حيث نراه في مطلع عام 594هـ يختتم جولته هذه بالسير إلى صنعاء وهناك يقدم على قتل الأمير الهمام – نائب أبيه على صنعاء – وجعل في عهدته شهاب الجزري[30] وما أن تأكد من ولاء صنعاء له حتى نراه يعود إلى اليمن...
وعلى الرغم من تلك الجولة التي قام بها الملك المعز بن طغتكين فلا تزال بعض الصعوبات تعترض حكمه مما استوجب عليه معالجتها منها.

إعادة النظر في علاقة بني أيوب مع الحواتم من بني همدان – لقد استجد على ساحة اليمن السياسية بعض الأمور التي كان لها الأثر في تحديد علاقة بني أيوب مع الحواتم منها تجديد إمامة المنصور عبدالله بن حمزة الحسين، وأخذ البيعة له من أعيان اليمن ومن بينهم السلطان علي بن حاتم فأجابه وأعانه[31] في وقت كانت علاقة بني أيوب غير طيبة مع الإمام المنصور بالله حيث أوقعوا في جيشه الهزيمة وقتلوا الأمير محمد بن علي أحد قادته[32].. وهنا يتوجب على الملك المعز أن يجابه صعوبة التحالف السياسي بين الإمام المنصور والسلطان علي بن حاتم ولم يبق أمامه سوى مراسلة علي بن حاتم فكتب إليه يستميله إلى طاعته وأنه سيعطيه صنعاء فاتفق الأمر بينهما فبعث إليه علي بن حاتم أخاه بشراً وولده عمر بن علي فلما وصلا ألقى القبض عليهما ناقضاً عهده مما أسفر عنه ثبات علي بن حاتم على موالاة الإمام المنصور[33] حيث لجأ الأمير إلى معاضدة السلطان علي بن حاتم مصافياً له وجرت بينهما عهود منها أن الإمام إذا تمكن من البلاد ومن صنعاء ترك حصون السلطان علي بن حاتم جميعها وتكون صنعاء بينهما نصفين[34] إلا أن تحالف الإمام مع الأمير حاتم ضد بني أيوب لم يستمر طويلاً والسبب يعود إلى تراجع الإمام عن شروط الاتفاق فقد رفض تسليم صنعاء إلى الأمير علي بن حاتم إذ منعه أصحابه وصرفوه عن العهد فلما رأى علي ذلك لزم حصنه ذمرمر وبقي فيه إلى أن توفى سنة 597هـ/ 1202م[35]. هكذا تخلص الملك المعز منه أما موقف بقية أمراء بني حاتم من حكم الملك المعز فقد وقفوا موقف المعارضين لحكمه ومنهم الأمير بشر بن حاتم الذي استطاع الملك المعز القاء القبض عليه وايداعه السجن بحصن التعكر[36] أما عمرو بن علي بن حاتم فهو الآخر تلقى الهزيمة على يد الملك المعز حينما حاصر كوكبان في سنة 591هـ/ 1199م وفيه عمرو بن علي بن حاتم. مقيماً وبصحبته عسكر من حمير وغيرهم، فأضطرهم المعز إلى الهروب من شبام فتسلمها منهم[37].

إن الانتصارات المتلاحقة التي حققها بنو أيوب ضد بني حاتم أجبرتهم إلى سلوك خط العود للتحالف مع الإمام المنصور على حرب الملك المعز، وعلى الرغم من اجتماع أهل الرحبة من حمير وأهل سنجان حول عسكر الإمام بقيادة أخيه الأمير الحسن بن حمزة وهجومهم على الجيش الأيوبي ولجوئهم إلى قطع طريق اليمن الأسفل، لمنع ايصال الامدادات إلى الجيش الأيوبي، لم ينجحوا في قهر بني أيوب وذلك لاضطراب البلاد وانقطاع المواد عن محطة كوكبان وارتفاع الأسعار كل هذا اضطرهم إلى عقد الصلح مع الملك المعز على (أن يكون كوكبان وبكر له مقابل أن يطلق سراح الأمير بشر بن حاتم من سجنه)[38] وما أن تقرر الصلح حتى دخل المعز كوكبان من جديد وأذعنت لسلطته وعندها وصله بشر بن حاتم فأكرمه وخلع عليه وهكذا تقرر الصلح بين الطرفين في اليمن.
أما القوة السياسية الثانية التي ظلت تحمل لواء المعارضة للوجود الأيوبي في اليمن وتشكل إحدى الصعوبات المهمة التي وجب على بني أيوب تجاوزها هي قوة الإمام المنصور عبدالله بن حمزة الحسيني والذي توجه الملك المعز إلى حربه وبصحبته الأمير سيف الدين جكوا بن محمد الكردي وذلك سنة 594هـ/ 1197م فإذا ما التقى الجيشان ثبت جكوا وقاتل بشجاعه حتى هزم جيش الإمام ودخل المعز صنعاء منتصراً[39].

إن الانتصار الذي سجله الملك المعز على الإمام المنصور لم يغير من موقف الأخير تجاه الأيوبيين وحكمهم بل استطاع أن يسيطر على جهات صعدة وتنقل بين معين وبراقش[40] وفي الحصن الأخير وردت إليه كتب الأشراف والسلاطين يعرضون قوتهم عليه ومعاضدتهم له على حرب بني أيوب وقد وقع ما يشير إلى ذلك حيث اجتمعت عساكر الإمام على حربهم فتحالف بنو حاتم مع الإمام سنة 596هـ/ 1199م وأشاروا عليه بقطع الطريق على جيش الأيوبيين وذلك بالتحرك في اتجاه صنعاء، فأرسل أخاه الأمير الحسن إلى ذي مرمر، وهناك تحالف مع العرب من حمير وسنحان إلا أن خططهم فشلت جميعاً ولم يبق أمام تلك القوى السياسية والمحالفات العسكرية سوى عقد الصلح مع بني أيوب بسبب ما حققوه من انتصارات متتالية[41].

يتضح لنا مما سبق قدرة الملك اسماعيل على تجاوز الصعوبات التي واجهت حكمه بما فيها تحرك القوى السياسية المتواجدة في المناطق المحيطة بالأراضي التي يحكموها، وهذا ناتج بلاشك من نظرة تلك القوى إلى بني أيوب بأنهم يمثلون القوة السياسية الغريبة على بلادهم وجب إزالتها فضلاً عن انعدام التجانس المذهبي بينهم وبين بني أيوب، وقد كانت هذه النظرة وذلك التجانس يمثلان الدافع الرئيسي الذي يحرك جماهير اليمن باتجاه المعارضة السياسية والعسكرية لحكم بني أيوب وعلى طيلة فترة حكمهم في اليمن، ومع هذا فإن حكم الملك إسماعيل بن طغتكين لا يخلو من السلبيات التي وقع فيها وكان ذلك من العوامل المهمة في إنهاء حكمه، ومنها:

1 - مغايرته لمذهب أسرته: - ففي سنة 593هـ/ 1196م خرج من زبيد إلى تعز وهناك أظهر مذهبه المتمثل في مخالفة مذهب السنة وتشيعه (مذهب أسرته) فقويت به الاسماعيلية مما نتج عنه آثار سيئة انعكست على سياسته الداخلية وشق وحدة الأهالي.

2 - ادعى أنه أموي ورام الخلافة كما ادعى أنه قرشي النسب وخوطب بأمير المؤمنين وتلقب بالهادي[42]، وقطع خطبة العباسيين من منابر اليمن فلما سمع عمه الملك العادل ذلك أنكره وساءه فعله وكتب إليه يلومه ونهاه عن ذلك ووبخه[43] ففي تصرفه هذا أعطى بلاشك الصورة السيئة عن ضعف شخصيته وعدم اقتداره على تحمل المسؤولية كحاكم سياسي بحيث يتفق والارتفاع إلى مستوى تلك المسؤولية ولهذا سقط في نظر ملوك بني أيوب في الشام ومصر والجزيرة بالاضافة إلى سقوط شخصيته من نظر جماهير اليمن وحكامها.

3 - ادعاءها النبوة: فكان هذا سبباً رئيساً في خروج جماعة من مماليك أبيه عن طاعته وقتاله فانتصر عليهم[44] إلا أن نقمتهم لم تزل مما حبا بهم إلى الاتفاق مع جماعة من الأكراد للتخطيط لقتله وفعلاً نجحوا بمهمتهم وقتلوه في القوير من أعمال زبيد سنة 599هـ/ 1202م وأقاموا أخاه الناصر محله على حكم اليمن[45].

4 - ظلمه للرعية وغلبة الشح في عطائه للجند بل ذكر أنه منع أرزاقهم في حين كان يصرفها على الشعراء والمسافر (المتمسخرين)[46].
وهكذا اجتمعت عدة عوامل تمثل في مجموعها سوء سلوكيته وسياسته مع الأهالي وعساكره كما تعكس لنا من الجانب الآخر التناقض الواضح في الولاء المزدوج للمبادئ والقيم التي وجد ممن أجلها الحكم الأيوبي في اليمن وهو وحدة الأمة عن طريق توفير الحماية العسكرية لظهور المقاتلين العرب والمسلمين في الشام ومصر ضد الغزاة الصليبيين. خاصة وأنه نعت من قبل بعض المؤرخين بأنه كان شهماً شجاعاً، وشاعراً فصيحاً متأدباً سفاكاً للدماء سريع البطش[47].

سمات الحكم الأيوبي باليمن بعد وفاة الملك اسماعيل بن طغتكين:-
تركت وفاة الملك المعز اسماعيل بن طغتكين آثاراً واضحة على الحكم الأيوبي في اليمن منها: ليس هناك شخص قدير من الأسرة الأيوبية يتولى حكم المملكة مما اضطر الأمراء الأكراد إلى تنصيب الملك الناصر سيف الدين بن العزيز بالملك أخي الملك المغر وهو طفل صغير، وعينوا اتكاباً له الأمير سيف الدين سنقر مملوك والده فتولى الأتابك تدبير أمر المملكة[48].
بالاضافة إلى هذا فقد كان لمقتل المعز أثر في اضطراب الحالة السياسية باليمن فقد تحرك الأكراد إلى زبيد ونهبوها[49]، كما اضطربت الأمور على الأمير سيف الدين سنقر في كثير من البلاد، وتحركت عليه العساكر وقاتلوه، وجرت حروب كثيرة بينهم حتى انتصر عليهم[50] وذكر أنه كاتب الأكراد وصالحهم[51] وأقطع الأمير علم الدين ورؤساء صنعاء والأمير حسام الدين بكتمر السيفي تهامة ما خلا زبيداً والكدري[52]، وحالف أهل صنعاء على وردسار[53]، وبهذا تحرك كبار الأمراء ضد حكم بن أيوب وعلى الرغم من ذلك فإن المحالفات والمصانعات هذه لم تستمر طويلاً ففي عام 599هـ/ 1202م نقض الأكراد واستبدوا بملك زبيد وما وراءها من التهائم فأمر نائبه الأمير وردسار بمصالحة الإمام المنصور، ففعل وأتفق على قصد الأكراد فما كان على الإمام المنصور إلا أن يوافقه على هذا فخرج بجيش كثيف حتى التقى مع جيش الأتابك سيف الدين سنقر. وعندها جرت المعركة مع الأكراد. وثبت الأمير علم الدين وردسار في وسط المعركة انتهت بانتصار جيش الأتابك[54] وقتل جماعة من الأكراد والأتراك، وألقى القبض على القسم الآخر وهكذا أصبح الحكم الأيوبي للأتابك باليمن[55] حيث استولى على زبيد والتهائم بأسرها.

إن ما سبق يمثل انقسام قادة الحكم الأيوبي باليمن، ويعكسه بلاشك تحرك الأمراء للاستئثار بالحكم، وما اضطراب الحالة السياسية إلا دليل على ذلك مستغلين غياب الحاكم السياسي عن الساحة السياسية، كما يفصح عن ضعف السلطة وفقدان سيطرتها.
والأثر الآخر الذي تركته وفاة الملك المعز باليمن هو إعادة الخطبة العباسية في زبيد وصنعاء[56] بعد أن قطعها الملك المعز ((إذ خطب لنفسه بالخلافة على منابر اليمن، وخطب بنفسه على المنبر يوم الجمعة))[57].

أما موقف السلطة الأيوبية المركزية في مصر والشام من أحداث اليمن هذه فلم تقدم لنا المصادر التاريخية معلومات عدا توفر نص تاريخي بيننا يشير إلى كتاب أرسل من المختص والي البر بحماة إلى الملك المنصور صاحب حماة، وكان المختص قد حج سنة 598هـ/ 1201م يخبره بمقتل الملك المعز باليمن[58] ويكشف لنا هذا أن السلطة الأيوبية في الشام كانت على صلة مع أخبار وحوادث الحكم الأيوبي في اليمن ومما يفصح عن هذا أكثر هو أن الشخص الذي تولى الكتابة إلى الشام الأمير شهاب الدين الجزري صاحب صنعاء إذ أرسل كتاباً إلى الملك العادل الأيوبي صاحب مصر والشام يذكر فيه جملاً من الحوادث في اليمن منها مقتل المعز بن طغتكين وذكره لإمامه الإمام المنصور[59]، ومن المحتمل أن الكتاب نفسه الذي أرسله المختص والي البر في حماة إلى الملك المنصور وربما أوصله الملك المنصور بعد ذلك إلى الملك العادل ملك الأيوبيين وسلطانهم. أما علاقة الحكم الأيوبي مع الأمراء الموجودين باليمن فكانت تقوم على المهادنة والمصانعة تارة وعلى نقض العهود والمواثيق تارة أخرى، ووفق ما تمليه الظروف المرحلية التي يمر بها الحكم الأيوبي هناك ففي صنعاء كان يحكم الأمير شهاب الدين الجزري ولا يزال يدين بالولاء والتبعية إلى الحكم الأيوبي وأنه نائبهم في صنعاء[60] أما الأمير وردسار ففي هذه الفترة أظهر الطاعة للإمام المنصور وعلى أثر وفاة الملك المعز، فما كان على الامام المنصور إلا أن يكرمه ويقدمه على جيشه الذي سار إلى صنعاء وبصحبته الأمير محمد بن إبراهيم، بعد أن أعطاه حصاناً وخلع عليه الجند ووعده بولاية صنعاء فيما إذا انتصر على من فيها[61] وما أن تجهز الأمير وردسار حتى وصله كتاب من الغز (الأيوبين) بصنعاء يستدعونه للسير إليهم ففعل، وما أن دخل المدينة اجتمع بالأمير شهاب الدين الجزري وعرفه بما يريده من موالاة الإمام المنصور: هو تحقيق هدف مرحلي يتجسد في تمرير الحوادث الجسام التي تسيطر على اليمن وذلك عن طريق الاعتصام بطاعته وفعلاً تمت المراسلة بين الأمير الجزري والامام انتهت بمبايعته للامام واعلان الطاعة له وبهذا يكون قد وقف علمياً إلى جانب وردسار وأعطى صوته بالتأييد ظاهرياً لسلطة الإمام المنصور[62].. أما موقف الأمير سيف الدين سنقر فقد وافاه رسول الإمام، في الجند[63]، يدعوه إلى الطاعة والولاء وطالبه بالجواب، فقال له لا يكون الجواب إلا بعد الاجتماع بوردسار[64]، وعلى الرغم من ذلك لم يظهر الأمير سنقر أي ميل إلى تأييد الإمام بل ماطل رسوله بالوعود حتى انصرف عنه، فإذا كان هذا أمر زبيد، وصنعاء فتهامة لا تختلف عنهما بشيء إذ كانت هي الأخرى خاضعة إلى حكم بني أيوب، وكتب الإمام المنصور بالله إلى أمير نصبه بنو أيوب يعرف بشيبرياك[65] يدعوه بالدخول في طاعته وما أن وصل الرسول وأبلغه الأمير الانقياد إلى الإمام ألقى بكتابه إلى الأرض ورد رسوله، وتم هذا كله في عام 598هـ/ 1201م وأثبت لرسول الإمام أنه قادر على صيانة البلاد واستقلالها من الغزو الخارجي خاصة وقد وجده على حالة كبيرة، وعنده من الخيل والمماليك مثلما كان عند المعز بن طغتكين[66].
أضف إلى هذا فقد سجلت عساكر الأيوبيين عدة إنتصارات وعلى مدى خمس سنوات من حكم الأمير سنقر شملت تحرير الكثير من الأراضي الواقعة ما بين زبيد وصنعاء كان آخرها قهر بالسيف لبراقش[67] واستمرت الحرب بين الطرفين إلى سنة 608هـ/ 1211م/ حيث تمت المراسلة بين الأمير سنقر والإمام المنصور انتهت بتوقيع الصلح بينهما لمدة سنتين[68]، وبهذا الصلح انتهى الخلاف مع أقوى شخصية باليمن آنذاك تمثل المعارضة للأيوبيين في اليمن.

كانت الخطوة التالية هو إلقاء القبض على الأمير شهاب الدين الجزري من قبل سنقر فأودعه السجن في قلعة تعكر، منها توجه إلى تعز فأدركته الوفاة فيها سنة 608هـ/ 1211م. مما أتاح الفرصة أمام الملك الناصر أيوب أن يستقل بحكم اليمن على الرغم من حداثة سنه وأسند أمر دولته إلى الأمير علم الدين وردسار[69] الذي استطاع أن ينقذ موقف الحكم الأيوبي من التداعي والانهيار خاصة وأن الإمام المنصور عبدالله بن حمزة عاد إلى قتال العساكر الأيوبية وبقي الأمير وردسار في الحكم إلى سنة 609هـ/ 1212م. حيث مات في هذا العام، ثم توفي بعده الملك الناصر أيوب وذلك في أوائل سنة 611هـ/ 1214م تاركاً حكم اليمن إلى وزيره بدر الدين غازي[70].
استطاع الوزير بدر الدين غازي أن يضطلع بمهمة الملك، فخالف العسكر وأجتمع بالأكابر من الأمراء وفرق عليهم الأموال واستخلفهم على حكمه ووضعهم على إمارة المدن ودخل صنعاء وخطب له على منابرها، ثم خرج منها إلى اليمن الأسفل وفي الطريق وثب عليه مماليك الناصر فقتلوه في منطقة السحول[71] وذلك سنة 611هـ وقيل أن أم الملك الناصر حرضتهم على قتله انتقاماً وثأراً لدم ابنها الملك الناصر لأن الأمير غازي اتهم بقتل ولدها[72].

بقي الحكم الأيوبي بدون رجل يدير أموره واستطاعت أم الناصر التغلب على زبيد والاستيلاء على الأموال، وانتظرت وصول رجل من بني أيوب تسلمه إدارة البلاد وبعثت إلى مكة بعض غلمانها يكشف لها عن أخبار مصر والشام[73] حيث انقطعت صلة اليمن بهما على ما يبدو وما أن وصل الرسول إلى مكة حتى التقى مع الملك سليمان بن شاهنشاه بن أيوب الذي قدم إلى مكة حاجاً، فعرفه بأحوال اليمن، فسار معه حتى وصل اليمن وحضر عند الملكة أم الناصر أيوب وخلعت عليه وتزوجته وملكته اليمن وذلك في ربيع سنة 611هـ/ 1214م[74].
أساء الملك سليمان بن شاهنشاه بن عمر التصرف بالملك وتنكر لحقوق الملكة زوجته، وانشغل بالملذات، وعرف حكمه بالجور والظلم[75] هذا من العوامل التي أدت إلى ضعف حكمه وانهياره، إلى جانب هذا أساء التصرف مع السلطان العادل – الملك الأيوبي – حيث أرسل إليه كتاباً جعل في أوله ((أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم))، مما جعل الملك العادل يحكم على سوء تصرفه[76] فضلاً عما بلغ الملك العادل من أخبار تفصح عن اضطراب الحالة السياسية منها مقتل المعز وسم أخيه الناصر وما جرى من تآمر على الحكم من قبل الوزراء.. كل هذه الأمور جعلته يرى ضرورة أن يولي أمر اليمن ملكاً قوياً حازماً يدير سياستها[77].

أن ما سبق ليمثل بلاشك مرحلة ضعف وانحطاط للحكم الأيوبي ويكشف ذلك خروج بعض البلاد من سيطرتهم كصنعاء التي دخلها الإمام المنصور عبدالله بن حمزة الحسين على أثر وفاة الملك الناصر، ودانت له بعض الوقت كما حاصر ذمار واستولى على كوكبان وساد البلاد حالة من الفوضى والخراب[78] بسبب حرب الإمام للأيوبيين مستغلاً ضعف سلطتهم إلى جانب تعدد مراكز القوى والتي كان من نتائجها إنقسام البلاد إلى أقاليم إدارية يحكم في كل اقليم أمير من أمرائهم، كما أن الحكم الأيوبي في اليمن بقي في صلة مع الحكم المركزي بمصر وبلاد الشام على الرغم من فتور تلك العلاقة أحياناً ويعود الأمر إلى انشغال ذلك الحكم في الفرنج الذين استفحل أمرهم هناك بالاضافة إلى انشغال الملك العادل في تثبيت حكمه بالأقاليم الشرقية من دولته في بلاد الشام والجزيرة إذ لا يزال الملك الظاهر بن أخيه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب يحمل لواء المعارضة بالمنطقة إلى أن انتهى الأمر معه بتوقيع الصلح سنة 608هـ/ 1211م[79] وأخيراً رحل الملك العادل إلى مصر واستقر بدار الوزارة، في وقت كان قد رتب أولاده في حكم أقاليم البلاد. فكانت مصر من حصة ابنه الملك الكامل الذي يرجع إليه أمر تجهيز ولده المسعود صلاح الدين يوسف المعروف باطسيس[80] (اطسز) إلى اليمن لانقاذ الحكم الأيوبي من الضياع آلت البلاد من تمزق بسبب ضعف السياسة التي سلكها الملك سليمان بن سعد الدين شاهنشاه بن تقي الدين بن عمر باليمن إلى جانب هذا فقد وصل كتاب ابن النساخ المطرفي إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله أبو العباس أحمد المستضيء الذي يشكو فيه ما حل باليمن فأمر عندها الخليفة صاحب مصر الملك العادل بالتوجه إلى اليمن[81] فوقع الاختيار على ارسال حفيده المسعود إلى اليمن فرحل من مصر يوم الاثنين 17 رمضان سنة 611هـ/ 1214م. بألف من الجند وخمسمائة من الرماة[82] وأمده بالأموال، وكتب إلى الأمير شمس الدين علي بن رسول وإلى سائر الأمراء المصريين باليمن يأمرهم بحسن صحبته وخدمته[83] وكان المسعود حديث السن في حد البلوغ[84]، وجعل أتابكة ومدبر ملكه جمال الدين فليت[85]، فوصل مكة ودخلها في ثالث ذي الحجة سنة 711هـ/ 1214م واستقبله قتادة بن إدريس وحج المسعود وخطب له بمكة، فما كان على المسعود إلا أن يكرم قتادة فخلع عليه وحمل إليه ألف دينار وقماشاً بألف أخرى، وذكر بأنه أقام بمكة ستة أشهر[86]، رحل منها إلى اليمن، فوصلها ودخل زبيداً يوم السبت الثاني من المحرم سنة 712هـ/ 1215م، وأول عمل قام به هو مراسلة الملك سليمان بن تقي الدين يسأله الصلح على أن تكون الجبال لسليمان والتهائم له[87] فلما سمع بذلك الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول سار إلى الملك المسعود وحثه بالتوجه إلى تعز لحرب سليمان[88] والعدول عن فكرة الصلح وقال له ((إنك لا تجد في الجبال من يصدك عنها والرأي أن تكتب إلى المماليك بتسليم سليمان إليك))[89] فكتب إليهم فعلاً كما سار بنفسه إلى تعز لمواجهة خصمه وراسل الجند الموجودين في داخل الحصن وأمر بالقاء القبض على سليمان فظفروا به، وبعثه المسعود تحت الحفظ إلى مصر[90]، ودخل المسعود حصن تعز يوم الأحد عاشر صفر من سنة 612هـ/1215م، وبهذا التاريخ يبدأ حكم المسعود لليمن، حيث شرعت عساكره في إعادة المناطق التي خرجت عن حكم بني أيوب كدمار وصنعاء وبيت انعم[91] وشبام، ثم نهض إلى البلاد الحميرية والمصانع[92]، وأجبرها على الاعتراف بسلطته، وكان لأتابكة جمال المدين فليت الأثر الكبير في هذه الانتصارات حيث كان يقود جيشه في المعارك وفتح هذه المناطق. وأخيراً أجبر الإمام المنصور بالله على مراسلته، فتمت بينهما وكان من نتائجها توقيع الصلح في أواخر سنة 617هـ/ 1215م ((على يد الأمير محمد بن حاتم ولمدة ستة عشر شهراً))[93]، وعلى ما يبدو أن الصلح استمر بين الطرفين إلى سنة 614هـ/ 1219م وهي السنة التي مات فيها الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ثم قام ولده عز الدين محمد محتسباً))[94]. وقام بالامامة بعد أبيه وتلقب بالناصر لدين الله[95].

إن علاقة الملك المسعود بالأمير عز الدين محمد بن عبدالله قد ساءت من جديد ففي سنة 617هـ/ 1220م تقدم الملك مسعود إلى صنعاء ومنها سار إلى بكرة فحاصرها ثمانية أشهر[96]، إلى أن وقع الصلح بينه وبين أهل بكر وتم بموجبه شراء الملك المسعود للحصن منهم بعشرة آلاف دينار مصرية وذلك سنة 618هـ/ 1221م[97]. إن أبرز التاريخ السياسي للحكم الأيوبي باليمن خلال هذه الفترة هو انشغال الملك المسعود في الوقائع والحروب ويعكس هذا عدم استقرار حكمهم السياسي في المناطق التي سيطروا عليها وبدليل ما واجهه ذلك الحكم من مقاومة اتسمت بتحرك عساكر الأمير عز الدين محمد بن الإمام المنصور وعساكر الأشراف ضدهم[98] حيث استمرت الوقائع والحروب بين الطرفين إلى سنة 619هـ/ 1222م لم يتحقق خلالها للحكم الأيوبي السيطرة التامة على بلاد اليمن، إلا أن هذا لم يمنع المسعود من تنظيم إدارتها وكان لبني رسول[99] دور في تحمل مسؤولية تلك الإدارة وتثبيت السيطرة الأيوبية باليمن خاصة وأن رجال أسرتهم كانوا بصحبة الملك المسعود في أيام دخوله اليمن، وظلوا مقيمين معه باليمن فوثق بهم وولاهم الولايات، وأعجبته طاعتهم وشدة بسالتهم فولى أمر صنعاء إلى بدر الدين بن علي بن رسول وجعلها أقطاعاً له وولى أخاه الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول الحصون الوصابية، ثم ولاه بعدها مكة المشرفة وبقى فيها مدة إلى سنة 619هـ/ 1222م ولما عزله عن ولايتها جعله أتابكاً لابنه الملك المظفر يوسف بن عمر[100] وعليه كان لهم دور في مساندة الملك المسعود وإدارة الحكم حتى استقررت الأحوال وهدأت الحروب والفتن[101] وضبط اليمن[102] ورافقت مسيرة الحكم الأيوبي في اليمن عدة أحداث سياسية أثرت بصورة غير مباشرة على مكانته السياسية خلال هذه الفترة منها:

1- انضمام مكة إلى الحكم الأيوبي باليمن: ففي سنة 719هـ/ 1222م غادر الملك المسعود اليمن إلى مكة حاجاً فلما كان يوم عرفة، تقدمت أعلام الخليفة العباسي الناصر لدين الله لترفع على الجبل إلا أن الملك المسعود أمر بمنعها بتقديم أعلام أبيه الملك الكامل الواردة من مصر، ولم يستطع أصحاب الخليفة منعه من ذلك فلما سمع الخليفة بذلك عظم الأمر عليه[103] فراسلَ الملك الكامل لانكار ذلك، فما كان على الملك إلا أن يعلن اعتذاره وللخليفة وأن ذلك لم يكن عن أمره. فقبل الخليفة العذر[104].
وربما أثر تصرف الملك المسعود[105] على علاقته مع السلطة الأيوبية بمصر والشام – بدليل أن والده سر بموته عندما أخبره بذلك خزنداره[106] – إن لم نقل على العلاقة بين بني أيوب والخلافة العباسية.
أقام الملك المسعود باليمن بعد عودته من الحج وبعد مدة يسيرة حدثته نفسه بالخروج إلى مكة لانتزاعها من حاكمها الأمير حسن بن قتادة الحسني فسار إليها ودخلها في رابع شهر ربيع الآخر من سنة 620هـ/ 1223م[107] وقاتل صاحبها الحسن وهزمه واستولى عليها ثم عاد إلى اليمن بعد أن عين عليها الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول والياً من قبل وجعله نائباً نيابة عامة عنه[108] وباستيلائه على مكة اتسعت دائرة نفوذه وحكمه فشملت مكة والحجاز واتسعت معها مملكة أبيه الملك الكامل حتى قال ابن خلكان معلقاً على هذا الأمر (ولقد حكى لي من حضر الخطبة يوم الجمعة بمكة شرفها الله تعالى أنه لما وصل الخطيب إلى الدعاء للملك الكامل قال: مالك مكة وعبيدها واليمن وزبيدها ومصر وصعيدها والشام وصناديدها والجزيرة ووليدها سلطان القبلتين ورب العلامتين)[109].
وأخيراً يمكن القول إن موقف المعارضة للدولة الأيوبية في اليمن تغير موقفها السياسي تجاهها على الرغم من التغيير الذي حصل في الخارطة الجغرافية لسيطرتها.

2- مغادرة الملك المسعود لليمن في شهر رمضان من سنة 620هـ/ 1223م[110] تاركاً نيابة البلاد إلى الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول في حين ترك ولاية صنعاء إلى الأمير بدر الدين حسن بن علي بن رسول[111] وعلى الرغم مما أثبته آل الرسول من حسن إدارة البلاد تجسد في الحفاظ على الحكم الأيوبي إلا إن جملة من الأحداث غيرت مواقع الحكم الأيوبي باليمن حيث تعرضت البلاد إلى ثورة قادها رجل في الحقل وبلاد زبيد اسمه مرغم الصوفي[112] وزعم أنه داع الإمام حق وأنه منصور حميد الذي سيخرج كنوزهم ويناصر المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان، فتبعه الكثير من الناس وقوى أمره بهم فما كان على الأمير نور الدين بن رسول إلا أن يقاتله فسار إليه وبصحبته راشد بن مظفر بن الهرش فوقع القتال بين الطرفين قتل فيه راشد بن مظفر وذلك سنة 622هـ/ 1225م[113] فلما كثر القتل سلب حاله وضعف مركزه بين أتباعه، وظهر للناس كذبه وفساد مذهبه فخرج هارباً من بلد إلى بلد[114] وهكذا تخلص الناس من فساد رأيه وفتنته باليمن، كما تعرضت عساكر بني أيوب إلى وقعة أخرى خاض غمارها ضدهم هذه المرة الشريف عز الدين محمد بن الامام المنصور عبدالله بن حمزة الذي خرج قاصداً صنعاء[115] إلا أن العساكر الأيوبية بقيادة الأمير بن نور الدين عمر بن علي وأخيه الحسن بن علي استطاعا أن يوقعا الهزيمة بعسكر الأشراف وسميت هذه الوقعة بوقعة عصر[116] وذلك في شهر رجب من سنة 623هـ/ 1226م[117].
كان من نتائج انتصار العساكر الأيوبية باليمن في المعركة السابقة أن تسربت أخبارها إلى مصر فلما علم بها الملك المسعود اشتد خوفه على حكم اليمن من بني رسول وذلك لما شاهده فيهم من الشجاعة والهمة، وبعد الصيت وحسن السياسة وتمام مكارم الأخلاق...... الخ[118] فخرج من مصر قاصداً اليمن فوصل تعز ودخل حصنها يوم الاثنين السابع عشر من شهر صفر من سنة 624هـ/ 1226م ثم تقدم إلى الجند فقبض على بني رسول وهم بدر الدين حسن بن علي وفخر الدين أبا بكر بن علي وشرف الدين موسى وأرسلهم إلى مصر في حين نجا أخوهم الأمير نور الدين عمر لأنه كان يميل إليه ويستأنس في رأيه دون إخوته[119]، فتقدم عنده حتى إستنابه على اليمن جميعها سنة 625هـ/ 1227م[120].

إن التنكيل بامراء بني رسول أثر على حكم الملك المسعود إذ اكسب الأمير نور الدين تجربة سياسية جعلته بأن لا يستبق الأحداث أو يستعجلها فتراه حينما يستمع بموت الملك المعز سنة 626هـ/ 1228م يقوم بأمر الملك الأيوبي خير قيام ويضمر الاستقلال عن السلطة الأيوبية فلم يغير سكة ولا خطبة لهم[121] وأرسل إلى السلطان الأيوبي الكامل الهدايا، وقال له: ((أنا نائب السلطان على البلاد)) مما كان له الأثر في أن يصرف نظر السلطان عنه ويثبته في ولايته[122] كما ولى على المدن والحصون يثق به، ويعزل من يخشاه، ويأسر أو ينقل من يظهر العصيان.
إن مغادرة الملك المسعود لليمن سنة 625هـ/ 1227م أثرت بشكل مباشر على مكانة ووجود الحكم الأيوبي فيها كما فسحت المجال أمام الأمير نور الدين عمر بن رسول بالتمكن في حكم البلاد كلها حتى ذكر أنه استدعاه عندما عزم السير إلى مصر وقال له ((قد عزمت السفر وقد جعلتك نائبي في اليمن فإن مت فأنت أولى بملك اليمن من إخوتي)).. ويمضي إلى أن يقول: وإياك أن تترك أحداً يدخل اليمن من أهلي ولو جاءك الملك الكامل والدي.. الخ))[123]. إن هذه الثقة التي أودعها المسعود في الأمير نور الدين جعلت الأخير بأن يتصرف في البلاد، وأن انفراده في حكم اليمن دون أمراء بني أيوب من المصريين هو الآخر جعله بأن يفكر في الاستقلال عن حكم الأيوبيين بمصر والشام)) بالاضافة إلى هذا فمجرد تعرفنا على بقية الحديث الذي جرى بين الملك المسعود وبينه جعله أن يتلمس وجود خلاف بين بني أيوب يمكن استغلاله في سبيل الاحتفاظ بملك اليمن[124].
وهذا يتفق مع صحة ما ذكر عن مرض الملك المسعود عندما غادر اليمن إلى مكة متوجهاً إلى مصر[125] حيث علق نور الدين عمر آماله على احتمال وفاة الملك المسعود وهذا ما يمكنه من الاستمرار في الحكم. خاصة إذا علمنا أن الملك المسعود لم يترك سوى ولداً صغيراً يعيش بكفالة جدة الملك الكامل بمصر[126] أضف إلى هذا ما اتصف به الأمير نور الدين من ((صلاح السريرة ومحبة الناس له وانقيادهم لأمره طوعاً وكرهاً وكان صاحب حلم ودهاء))[127] بالاضافة إلى سرعة تحركه لحسن الموقف مع المعارضة السياسية للحكم الأيوبي والتي تتكون من الأشراف خاصة الأمير يحيى بن حمزة وسلاطين بنو حاتم[128] ففي سنة 628هـ/ 1230م وقع الصلح معهم في حصن ذمرمر وقالوا له: ((يا مولانا نور الدين تسلطن باليمن ونحن نخدمك ونبايعك على أن بني أيوب لا يدخلون اليمن))[129] فتبايعوا على ذلك وأقرهم على البلاد.

نهاية الحكم الأيوبي باليمن:
وكل العوامل السابقة كانت قد عجلت من انهيار الحكم الأيوبي وسقوطه وآخرها وفاة الملك المسعود سنة 626هـ/ 1228م تاركاً الحكم إلى نائبه نور الدين عمر بن رسول إذا تمكن بعدها من إعلان الحكم الرسولي، وإزالة الحكم الأيوبي، وما أن حل عام 628هـ/ 1230م حتى أعلن الاستقلال باليمن وقيام الدولة الرسولية فيها فتلقب بالملك المنصور[130] ومن أجل اسدال الشرعية على حكمه كاتب خليفة بغداد العباسي المستنصر بالله أبو جعفر المنصور ابن الظاهر محمد[131] فأقره على اليمن وجعل له النيابة عليها[132].
وما أن حل عام 629هـ/ 1231م حتى جهز نور الدين بن رسول جيشه إلى مكة لانتزاعها من الحكم الأيوبي، فلما وصلها حاصر أميرها طغتكين فأضطره الهرب إلى ينبع[133].
فكاتب الملك الكامل بالأمر كله: مما اضطره إلى أن يجهز جيشاً من مصر بقيادة فخر الدين شيخ الشيوخ، فلما وصل مكة حاصر الجيش نور الدين وأجلاهم عنها[134] واستمر النزاع حول مكة والسيطرة عليها بين الطرفين إلى سنة 633هـ/ 1239م حيث استطاع أخيراً السلطان نور الدين أن يوقع الهزيمة بعساكر الملك الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب التي كانت تحت قيادة الأمير شيحة بن قاسم[135] حيث هرب الأمير شيحة إلى الديار المصرية ولم يستقر الحال فيها إلى أن دخلها السلطان نور الدين سنة 639هـ/ 1251م إذ استطاع أن يخضعها إلى نفوذه[136] وهكذا قضى على آخر ما تبقى من المدن الخاضعة إلى نفوذ بني أيوب في اليمن والحجاز.
إن أهم ما يمكن ملاحظته على التاريخ السياسي للأيوبيين في اليمن هو عدم استقرار حكمهم فيه على الرغم من امتداده لفترة زادت على الخمسين عاماً تعاقب في حكم البلاد خلالها ستة ملوك واتسمت معظمها بطابع الحروب كما اعتمدت سياسة دولتهم على القوة العسكرية في حكم البلاد.

وهذا يعود بلاشك إلى عدة عوامل منها تعدد مراكز القوى السياسية الموجودة في اليمن وفي الأراضي المجاورة لها إلى جانب فقدان التجانس الفكري الذي ينعكس بصورة مباشرة على أسلوب الحكم ونظامه، ومن بين تلك القوى الاشراف، وبنو حاتم إلى جانب انتشار النزعة القبلية بين غالبية سكان اليمن من العرب الذين أخذوا ينظرون إلى الأيوبيين وسلطتهم نظرة الرجل الغريب عنهم وعن بلادهم بدليل ما كانوا يطلقون على بني أيوب من الأسماء كالغز والأكراد، والاطماع الفردية كانت تلعب دورها الواضح في تحديد هوية الحكم باليمن، ومن خلال هذا المنطلق فإن المستقرئ للتاريخ السياسي الأيوبي في اليمن يلاحظ أن حالة من عدم الاستقرار والفوضى السياسية والعسكرية كانت تسيطران على الوضع السياسي في اليمن ليس فحسب على العهد الأيوبي وإنما على العهدين السابق واللاحق له. وأن ما انقاد إليهم من البلاد كان بلاشك بدافع القوة والسيف حتى تركت آثارها الواضحة لما بعد عهدهم فيها حتى قيل أصبح معه أن صاحب اليمن يهادي صاحب مصر ويداريه وذلك للامكانية التي تحتلها جغرافية مصر العربية إذ كان بالامكان تسلطها على اليمن من البحر والبر الحجازي[137] بالاضافة إلى ارتباطها التجاري والبشري مع مصر وبلاد الشام حيث كانت ولا تزال ملوك اليمن تستجلب من مصر والشام طوائف أرباب الصناعات لقلة وجودهم باليمن[138] وأخيراً فإن الأهمية السياسية لليمن تبقى غير واضحة المعالم في هذه الفترة من خلال مساهمتنا العملية من أجل خدمة المبادئ والأهداف قياساً إلى ما كانت تلعبه مصر والشام وبلاد الجزيرة من دور بارز في مقاومة الصليبيين[139] وعساكرهم، وقد يعود الأمر إلى طبيعة الحكم المحلي باليمن إلى جانب حاجة ذلك الحكم إلى مزيد من القوة العسكرية التي يمكن توظيفها واستخدامها بالرد على المعارضة والمقاومة العسكرية لحكمهم على الرغم من توفر وحدة المبادئ والأهداف التي تجمع بين اليمن ومصر والشام وبلاد الجزيرة إلا أن درجة الوفاء لتلك المبادئ والقيم من قبل أنظمة الحكم السياسية تختلف من قطر لآخر، وبصورة عامة فإن الحكم الأيوبي في اليمن لم يحقق أي هدف استراتيجي على مدى فترة وجوده باليمن، وعليه يتمكن القول أن مردوده السلبي كان أكثر مما سنتظر أن يحقق إيجابياً لأن بقاء العساكر الأيوبية مرابطة في اليمن معناه إبعادها عن مهمة التحرير التي كان يخوضها الجيش الأيوبي المركزي في بلاد الشام ومصر ضد الغزاة الصليبيين..

المصادر والمراجع
أ – المخطوطات:
1 - ابن بهادر: محمود بن محمد المؤمن (ت877هـ). فتوح النصر – دار الكتب المصرية رقم (2399).
2 - الذهبي: شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد (ت748هـ). نسخة دار الكتب رقم 42 تاريخ الاسلام.
3 - الخزرجي: محمد بن إبراهيم ابن أبي الفوارس الأنصاري (ت حوالي 655هـ) تاريخ دولة الأكراد والأتراك. معهد المخطوطات جامعة الدول العربية رقم 112.
4 - الزبيدي: أبو عبدالرحمن بن علي البيع الشيباني (ت943هـ) بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد (القاهرة/ معهد المخطوطات القاهرة والآن تحت التحقيق).

ب - المطبوعات:
1 - ابن الأثير: أبو الحسن علي بن أبي الكرم الجزري (ت630هـ) الكامل في التاريخ 12 جزء دار صادر بيروت 1966م.
2 - ابن أيبك: أبو بكر عبدالله الدواه داري (ت حوالي سنة 736هـ) كنز الدرر وجامع الغرر (الدر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب) جـ7 تحقيق سعيد عاشور القاهرة 1972م.
3 - ابن تغري بردي: جمال الدين أبو المحاسن الأتابكي (ت704هـ) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 16 جزء – القاهرة 1929/ 1971م.
4 - الحنبلي: أحمد بن إبراهيم (ت876هـ) شفاء القلوب في أخبار بني أيوب – تحقيق ناظم رشيد – مطبعة دار الحرية – بغداد 1978م.
5 - الخزرجي: موفق الدين علي بن الحسن الأنصاري (ت812هـ) العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية جزءان – تحقيق محمد بسيوني عسل – مطبعة الهلال – القاهرة 1911م.
6 - ابن خلدون: عبدالرحمن بن محمد (ت808هـ) العبر، وديوان المبتدأ والخبر 6 أجزاء منشورات الأعلمي بيروت 1971م.
7 - ابن خلكان: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت681هـ) وفيات الأعيان 6 أجزاء – مطبعة السعادة – ط1 القاهرة 1948م.
8 - الزبيدي: أبو ضياء عبدالرحمن بن علي (ت943هـ) قرة العيون بأخبار اليمن الميمون – تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي. المطبعة السلفية – القاهرة 1971م.
9 - سبط بن الجوزي شمس الدولة بن قزاوغلي التركي (ت654هـ) مرآة الزمان في تاريخ الأعيان – جزءان – حيدر أباد – الدكن – 1951م.
10 - السبكي: تاج الدين عبدالوهاب بن تقي الدين (ت771هـ) طبقات الشافعية الكبرى – 6 أجزاء – المطبعة الحسينية القاهرة – 19.
11 - أبو شامة: شهاب الدين عبدالرحمن اسماعيل المقدسي (ت665هـ) الروضتين في أخبار الدولتين – تحقيق د. حلمي محمد أحمد جـ1 القاهرة – 1956م، جـ1 ق2 1962م. وكذلك الاعتماد على النسخة المصورة – عن دار الجيل ط2 بيروت 1972م.
12 - ابن شداد: أبو المحاسن بهاء الدين يوسف بن رافع الأسدي (ت632هـ) النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية (سيرة صلاح الدين). القاهرة – 1964م.
13 - الصفدي: صلاح الدين خليل بن أيبك (ت764هـ) الوافي بالوفيات الجزء التاسع باعتناء يوسف فان ريس. دار صادر – بيروت 1974م.
14 - ابن العبري: غريغوريوس هرون المالطي (ت685هـ) تأريخ مختصر الدول – المطبعة الكاثوليكية – بيروت 1968م.
15 - ابن العماد: أبو الفلاح عبدالحي الجنبيلي (ت1089هـ). شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8 أجزاء – مكتبة القدس القاهرة – 1350هـ.
16 - العمري: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (القسم الخاص باليمن) تحقيق اليمن فؤاد السيد – مطبعة دار الاعتصام القاهرة – 1972م.
17 - الغساني: أبو العباس اسماعيل بن العباس (ت803هـ) العسجد المسبوك والجوهر المحكوك. جزءان في مجلد واحد – تحقيق شاكر محمود – دار التراث الاسلامي – بيروت – 1975م.
18 - أبو الفداء: عماد الدين بن محمد (ت732هـ) المختصر في أخبار البشر – المطبعة الحسينية – القاهرة – 1325هـ.
19 - ابن الفرات: ناصر الدين محمد بن عبدالرحمن (ت807هـ) تأريخ بن الفرات مجلدان – تحقيق حسن الشماع – دار الطباعة الحديثة – البصرة – 1969/1970م.
20 - القلقشندي: أبو العباس أحمد بن علي (ت821هـ) مأثرة الأناقة في معالم الخلافة – الجزء الثاني.
21 - أبو محزمة: أبو محمد عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد تأريخ ثغر عدن – جزءان/ مجلد واحد – بريل – ليدن – 1936م.
22 - المقريزي: تقي الدين أحمد بن علي (ت845هـ) السلوك لمعرفة دول الملوك – 6 أجزاء تحقيق – مصطفى زيادة – مطبعة دار الكتب المصرية – القاهرة 1936م.
23 - ابن المجاور: جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن حمد، صفة بلاد اليمن ومكة وبعض من الحجاز المسماة – تأريخ المستبصر – مطبعة – بريل – ليدن – 1951م.
24 - ابن منقذ: أسامة بن مرشد الكناني الشيزري (ت584هـ) الاعتبار. تحقيق (حرره) فليب متي.
25 - الهمداني: أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب (ت334هـ) صفة جزيرة العرب – طبعة ليدن – 1884م.
26 - ابن واصل: جمال الدين محمد بن سالم (ت697هـ) مفرج الكروب في أخبار بني أيوب 4 أجزاء جـ1 تحقيق جمال الدين الشيال مطبعة جامعة فؤاد الأول – القاهرة 1953م. جـ2، المطبعة الأميرية القاهرة 1957م، جـ3 مطابع دار التعليم – القاهرة – 1960م. جـ4 تحقيق د. حسنين محمد ربيع – دار الكتب المصرية – 1972م.
27 - اليافعي: عبدالله بن أسعد عفيف الدين اليمني المكي (ت768هـ) مرآة الجنان وعبرة اليقظان 4 أجزاء – دائرة المعارف حيدر آباد – الدكن – الهند 1338هـ.
28 - ياقوت الحموي: شهاب الدين بن عبدالله الحموي الرومي (ت626هـ) معجم البلدان 5 أجزاء – دار صادر – بيروت – 1975م.
29 - يحيى بن الحسين: بن الامام القاسم بن محمد (ت1100هـ) غاية الأماني في أخبار القطر اليماني – جزءان – تحقيق سعيد عاشور – دار الكتاب العربي للطباعة والنشر القاهرة 1968م.
30 - اليمني: نجم الدين محمد العلمي اليمني (ت569هـ) النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية تحقيق – ديريتورغ – باريس – 1897م.

المراجع:
31 - بيومي: علي، قيام الدولة الأيوبية في مصر ط1 دار الفكر الحديث – القاهرة 1952م.
32 - زامباور: أدواردفون. معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ – ترجمة زكي محمد وجماعته – مطبعة جامعة فؤاد الأول – القاهرة – 1951م.
33 - سليمان: أحمد السعيد. تأريخ الدول والأسرات الحاكمة – جزءان – دار المعارف – القاهرة 1969م.
34 - العرشي: حسين بن أحمد. بلوغ المرام في شرح مسك الختام من تولى اليمن من ملوك وإمام عني بنشره – الأب أنستاس الكرملي. مطبعة برتيري – القاهرة 1931م.
35 - محمود: حسن سليمان، تأريخ اليمن السياسي في العصر الاسلامي – مطبعة دار الجاحظ/ بغداد 1969م.
36 - Lane, pool; S:
A: A history of Egypt in the middle ages, London 1901.
B: Saladin and the Fall Kingdom of Jerusalem, London 1898.
C: Mohammadan Dynastise, London 1896.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] عرفت الظروف المرحلية تلك التي تمثلت في سياسة صلاح الدين في الشام والجزيرة والتي اتخذت صفة الفتح والتحرير من أيدي الحكام المحليين، كحصاره لدمشق وفتحه لحلب وبلاد الجزيرة، فضلاً عن حروبه مع الفرنج في مصر وبلاد الشام.
[2] سيأتي شرح ذلك الخلاف وأبعاد التحرك السياسي للأميرين.
[3] عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير: الكامل في التاريخ 1: 472، شهاب الدين عبدالرحمن المقدسي أبو شامة: الروضتين في أخبار الدولتين: 2/6.
[4] : حسن سليمان محمود تاريخ اليمن السياسي: 252.
[5] الزبيدي: قرة العيون: 1/386.
علي أبو الحسن بن أبي الكرم الجزري ابن الأثير: الكامل /11/48 سبط بن الجوزي مرآة الزمان: ق حـ8 368/
[6] ابن واصل: معترج الكروب: 2: 105.
[7] ابن الأثيرة الكامل: 11/480، أحمد بن إبراهيم الحنبلي: 199.
[8] الحنبلي: شفاء القلوب: 199، حسين بن أحمد العرشي: بلوغ المرام: 41.
[9] الزبيدي: قرة العيون 1/380، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/328.
[10] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/328.
[11] أخطأ أحمد بن حسين شرف الدين في إدراج هذه الحوادث ضمن سنة 570هـ كما نسبها خطأ إلى عهد تورنشاه بن أيوب والصحيح أنها وقعت سنة 583هـ وتعود بلاشك إلى عهد الملك سيف الاسلام طغتكين: انظر أحمد حسين شرف الدين: اليمن عبر التاريخ: 311 (هامش1) مطبعة السنة المحمدية/ ط2 القاهرة/ 1964.
[12] الزبيدي: قرة العيون: 1/389.
[13] أورد اسمه يحيى بن الحسين تحت اسم زيدان عمر الجنبي: انظر يحيى بن الحسين غاية الأماني: 1/339.
[14] قيل أن عدد قتلى قبيلة جنب على يد سيف الاسلام بلغ ستمائة في حين هرب شيخها عمران من وسط المعركة ناجياً: انظر الزبيدي: قرة العيون: 1/389- 390 يحيى بن الحسين: غاية الأماني 1/329.
[15] غاية الأماني: 1/329.
[16] الدملوة: حصن عظيم باليمن كان يسكنه آل زريع ياقوت: معجم البلدان: 2/471.
[17] جوهر المعظمي: - قيل هو مولى الدعاة بني زريع وولد الداعي عمران بن محمد بن سبأ، انظر الزبيدي: قرة العيون: 1/390.
[18] المصدرين السابقين.
[19] الزبيدي: قرة العيون: 1/393، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 332.
[20] المصدر السابق: 1/394.
[21] الزبيدي: قرة العيون: 1/394- 395، غاية الأماني: 1/334.
[22] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/335.
[23] سوف لا أتناول في البحث الجانب الحضاري للأيوبيين في اليمن انظر: سبط بن الجوزي مرآة الزمان: ق2 جـ8/453، الذهبي: تاريخ الاسلام: م28: ورقة 70.
[24] ابن الأثير الكامل: 12/128 الخزرجي: تأريخ دولة الأكراد والأتراك: ورقة 263 سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان: ق2 جـ8/453، الذهبي: تأريخ الاسلام: م28 ورقة 70.
[25] أبو مخزمة/ تاريخ ثغر عدن: 2/29.
[26] الحنبلي: شفاء القلوب: 270.
[27] إن كل ما ذكر عن سبب نقمة أبيه عليه هو ما ظهر لأبيه منه الخروج عن مذهب السنة أي أصبح على مذهب الإمامية والشيعة فطرده من اليمن فخرج مغاضباً لأبيه يريد بغداد... راجع أبا مخزمة 2/19، الزبيدي: بغية المستفيد ورقة 40.
[28] وذكر بأن جمال الدولة كافور أحد أعيان دولة بني أيوب بعث بعده النجي وعرفه بوفاة والده فحضر وملك اليمن: انظر ابن واصل: مفرج الكروب: 7313 شفاء القلوب 199، الزبيدي قرة العيون: 1/40، الحنبلي/ 199.
[29] الخزرجي: تاريخ دولة الأكراد والأتراك ورقة: 63.
الذهبي/ تاريخ الإسلام، مجلد 28 ورقة 770.
أبو محزمة/ 1/19، الزبيدي، قرة العيون: 21/400.
[30] يحيى ابن الحسين: غاية الأماني/ 1/341.
[31] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/341.
[32] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/136، وغاية الأماني: 1/341.
[33] تاريخ ابن الفرات م 4 ح 2/229.
[34] الزبيدي: قرة العيون 1/403- 404.
[35] نفس المصدر السابق: 1/404.
[36] يحيى بن الحسين: غاية الأماني 1/351.
[37] المصدر السابق: 1/352.
[38] انظر المصدر السابق: 1/352- 353.
[39] الزبيدي: قرة العيون: 1/402.
[40] معين وبراقش: حصنان من حصون اليمن.
[41] راجع بصدد تلك الانتصارات يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/352.
[42] انظر: الخزرجي: تاريخ دولة الأكراد والأتراك: ورقة 63، أبو محزمه: تاريخ ثغر عدن: 1/20، الحنبلي: شفاء القلوب: 2/272.
[43] ابن الأثير: 11/130، ابن واصل: مفرج الكروب: 3/136- 137، ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات: م 4 جـ 2/230.
الحنبلي: شفاء القلوب: 272 أبو محزمة: تاريخ ثغر عدن: 1/20.
[44] ذكر أن عدد مماليك أبيه الذين خرجوا عن طاعته وحاربوه فكسرهم ثمانمائة مملوك... راجع: ابن واصل: مفرج الكروب: 3/136.
[45] انظر: ابن الأثير: الكامل: 11/130 ابن واصل: مفرج الكروب: 3/137، أبو الفداء: المختصر: 3/102 (المطبعة الحسينية).
[46] أبو محزمة: تاريخ ثغر عدن: 20، الزبيدي: قرة العيون: 1/403.
[47] المصدران السابقين: نفس المكان.
[48] ابن واصل: مفرج الكروب 3/13، أبو محزمة: تاريخ ثغر عدن: 2/24 الخزرجي، العقود اللؤلؤية: 1/29.
[49] الزبيدي: قرة العيون: 1/406، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/357.
[50] ابن واصل مفرج الكروب: 3/137.
[51] الزبيدي: قرة العيون: 1/405.
[52] الكدري لم أجد لها تعريفاً، بل ذكر ياقوت اسم مدينة تحت رسم كدراء بالمد، وهي تأنيث الأكدر، وقال هي اسم مدينة باليمن على وادي سهام، وأضاف الهمداني، والكدراء مدينة يسكنها خليط من عك والأشعر.. انظر ياقوت: معجم البلدان: 4/441، الهمداني: صفة جزيرة العرب: 54 (طبعة ليدن).
[53] الزبيدي: قرة العيون: 1/405.
[54] المصدر السابق: 1/406، يحيى ابن الحسين: غاية الأماني: 1/358- 359.
[55] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/2137.
[56] الزبيدي: قرة العيون: 1/405، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/358.
[57] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/137.
[58] المصدر السابق: 135- 136، ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات: م4 ج2/232.
[59] يحيى ابن الحسين: غاية الأماني: 1/362.
[60] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/358.
[61] المصدر السابق: نفس المكان.
[62] المصدر السابق: نفس المكان 1/359- 360.
[63] الجند مجبل باليمن هكذا ذكره ياقوت الحموي: معجم البلدان: 2/170 وأشار الهمداني، بأنها مدينة وهي من أرض السكاسك وإلى أعمالها ينسب في دواوين الخلفاء قرى تهامة اليمانية، انظر الهمداني: صفة جزيرة العرب: 54.
[64] يحيى بن الحسن: غاية الأماني 1/363.
[65] الأمير شيرياك: لم أعثر على ترجمة له سوى ماشير بأنه كان من جملة من وصل إلى الإمام المنصور مع الأمير وردسار أيام الملك المعز: المصدر: انظر المصدر السابق 1/366.
[66] المصدر السابق: نفس المكان.
[67] براقش: هي حصن من حصون اليمن: انظر: ياقوت: حجم البلدان: 1/364.
[68] غاية الأماني: 1/395.
[69] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/37، أبو محزمة: تاريخ ثغر عدن: 2/24.
[70] ذكر علي بن الحسين أن الملك الناصر أيوب جعل القائم بأعماله صاحب بابه وأستاذ داره غازي بن جبريل: انظر يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/395.
[71] السحول: قرية من قرى اليمن يحمل منها ثياب قطن تدعى السحولية.
[72] ذكر ابن واصل، وأبو الفداء أن الذين قتلوه هم جماعة من عرب البلاد والصحيح هو أن المماليك الأيوبية هم الذين تولوا قتله، والتصويب من الحنبلي: شفاء القلوب: 272.
[73] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/138- 139، ابن أيبك الداوندار: كنز الدرر: 7/156، ابن خلدون: تاريخ: 5/334.
[74] الزبيدي: قرة العيون: 1/411.
[75] أبو الفداء: المختصر: 3/102، الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/30، قرة العيون: 1/411.
[76] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/30، قرة العيون: 1/411- 412.
[77] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/139، الزبيدي: قرة العيون: 1/411- 412.
[78] راجع عن ذلك الحزاب يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/40.
[79] انظر ابن واصل: مفرج الكروب: 3.
[80] اطسيس: هي كلمة تركية معناها بالعربية ماله اسم، ويقال إنما سمي بذلك لأن الملك الكامل ما كان يعيش له ولد، فلما ولد له المسعود، قال بعض الحاضرين في مجلسه من الأتراك في بلادنا إذا كان الرجل لا يعيش له ولد سماه اطسيس فسماه اطسيس، والناس يقولون اقسيس بالقاف وصوابه بالطاء. وهكذا ذكره ابن خلكان: وفيات الأعيان: 4/167.
[81] يحيى ابن الحسين: غاية الأماني: 1/403.
[82] اتفقت المصادر على عدم ذكر عدد الجيش الذي كان بعهدته إلى اليمن إلا أن الحنبلي انفرد في ايراد هذا الرقم. انظر ابن واصل: مفرج الكروب: 30/170 الخزرجي العقود اللؤلؤية: 1/30، الذهبي: تاريخ الاسلام: مجلد 30، ورقة 222 (قسم المخطوط – دار الكتب المصرية – رقم 42)، الحنبلي شفاء القلوب: 362.
[83] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/30.
[84] ذكر ابن بهادر أن عمره حينذاك عشر سنوات، والايبك التركماني هو أتابكه انظر ابن بهادر: فتوح النصر: القسم الأول: و75، (قسم المخطوط).
[85] راجع: قرة العيون: 1/412، يحيى بن الحسين: غاية الأماني 1/403.
[86] الحنبلي: شفاء القلوب: 272.
[87] الزبيدي: قرة العيون: 1/413، الخزرجي: العقود اللؤلؤية 1/31.
[88] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/31.
[89] يحيى بن الحسين: غاية الأماني 1/404.
[90] ابن واصل: مفرج الكروب: 3/227، ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة: 6/272، ابن الفرات: تاريخ بن الفرات: م4 جـ2/247.
[91] بيت أنعم: حصن قريب من صنعاء اليمن نازله الفارس جمال الدين فليت (قليت) أتابك الملك المسعود مدة طويلة حتى تمكن من أخذه. انظر ياقوت: معجم البلدان: 1/519.
[92] المصانع: منطقة من جبل السراة باليمن وفي أعلاها جبل ذخار وخضور انظر الهمداني: صفة جزيرة العرب: 68.
[93] يحيى ابن الحسين: غاية الأماني: 1/405.
[94] المصدر السابق: 1/407.
[95] أعلن الإمام المعتضد بالله يحيى ابن المحسن بن محفوظ بن محمد بن يحيى من أولاد الهادي الدعاة بالإمامة لنفسه وعارض فيها الأمير عز الدين محمد بن المنصور فجرت بينهما وقائع وحروب راجع: غاية الأماني: 1/407- 408، العرشي: غاية المرام: 43.
[96] بكر: بضمتين: من مشهور قلاع صنعاء بالقرب منها قلعة يقال لها ظفرة. ياقوت الحموي: معجم البلدان: 1/475.
[97] الزبيدي: قرة العيون: 1/416.
[98] في سنة 617هـ قرر الأمير عز الدين محمد بن المنصور وأخوته أن يشغلوا الملك المسعود عن بكر فجمعوا له العساكر وأجمعوا على غزو تهامة فخالفهم عن هذا الرأي الأمير سليمان بن موسى الحمزي وقصد المسعود فأكرمه بالصلاة الجزيلة وجهز معه الجند لقتال الأشراف إلا الأشراف أولاد المنصور قتلوه. راجع يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/409.
[99] بنو رسول: هم من ملوك اليمن، واسم رسول: محمد بن هارون بن أبي الفتح بن نوح بن رستم، وهو من ولاية جبلة بن الايهم بن الحارث تعلبه بن عمر بن جفنة بن عمرو مزيقياه بن عامر ينتهي نسبهم إلى يعرب بن قحطان، ونسبوا إلى التركمان خطأ، ويسمى محمد بن هارون رسولاً لأن الخليفة العباسي قربه إليه واختصه فكان سفيره الخاص يحمل رسائله إلى الشام ومصر، ولهذا أطلق عليه اسم رسول فاشتهر به وترك اسمه الحقيقي، ويطلق عليهم آل غسان. انظر الخزرجي العقود اللؤلؤية: 1/26- 27، العرشي: غاية المرام: 44.
[100] راجع الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/33/22.
[101] المصدر السابق العقود اللؤلؤية: نفس المكان/ 22.
[102] ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات: م4 جـ2/238.
[103] ابن واصل: مفرج الكروب: 4/125، أبو الفداء: المختصر: 3/131- 132.
[104] ابن واصل: مفرج الكروب: 4/125، ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات: م4 ج2/238.
[105] ذكر عن شخصية المسعود بأنه ذا همة عالية وصرامة عظيمة فارساً مهيباً شجاعاً ذات سطوة إلا أن حكمه فيه عزف وظلم. ومع هذه الازدواجية في الشخصية فقد ذكر عنه بأنه أساء التصرف بمكة سنة 619هـ بما لا يحمد عقباه وذلك برمي حمام الحرم بالبندق من فوق زمزم كما أقدم غلمانه على ضرب الناس يالسيوف على أرجلهم وهم بالمسعى. الخ وقد يكون مثل هذا الرأي أو الوصف من سلوكية المسعود وتصرفه فيها شيء من المبالغة والتهويل: راجع عن شخصيته: الصفدي: الوافي بالوفيات: 9/316، ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات: م4 ج2/237، المقريزي: السلوك: 1/217، الحنبلي؛ شفاء القلوب: 263.
[106] سبط بن الجوزي: مرآة الزمان: 8/658، الصفدي: الوافي بالوفيات: 9/316.
[107] ابن واصل: مفرج الكروب: 4/125.
[108] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/33.
[109] ابن خلكان: وفيات الأعيان: 4/174.
[110] ابن واصل: مفرج الكروب: 4/260، والخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/33.
[111] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/33 ويحيى بن الحسين: غاية الأماني 1/410.
[112] مرغم الصوفي: لقب بالعبد الصالح وهو مرغم بن منيف الصوفي الحميري النسب من قوم أولي بأساً وقوة وسلطان يسكنون بلد حمير المصاقبة للنعمان وعلى الرغم من صلاحه وزهده كان أمياً يمتهن الحياكة في بلاد عبس اتخذ من التصوف على ما يبدو حرف وبضاعه: انظر الزبيدي: قرة العيون: 1/416 هامش (3) ويحيى بن الحسين غاية الأماني: 1/411.
[113] انظر الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/34، الزبيدي: قرة العيون: 1/417.
[114] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/34 ومن أجل الاستزادة والتفصيل راجع يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/415.
[115] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/415.
[116] عصر بفتح العين: المهملة وكسر الصاد المهملة أيضاً آخره راء: قيل أنها قرية وجبل غربي صنعاء ومن ضواحيها وفيها غيل وفواكه الرقاق والبليس والقات: هكذا وردت في حاشية قرة العيون: 1/417: هامش 4 وذكر ياقوت أن عصر بكسر العين وسكون الضاد هو كل حصن يتحصن به يقال له عصر: ياقوت: معجم البلدان: 4/28.
[117] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/34: الزبيدي قرة العيون: 1/417- 418.
[118] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/39.
[119] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 10/40.
[120] يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/407.
[121] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/46.
[122] المقريزي: السلوك: ق1 حـ1: 237.
[123] انظر الحديث في ابن واصل: مفرج الكروب: 4/260.
[124] من أجل الاستزادة راجع بقية الحديث الذي دار بين الأمير بدر الدين عمر بن رسول والملك المسعود عندما حضر عنده سنة 625هـ في: الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/41.
[125] ابن واصل: مفرج الكروب: 4/259- 260، الصفدي: الوافي بالوفيات: 9/316.
[126] انظر عن حياته: مفرج الكروب: 4/263، أبو الفداء: المختصر: 3/142.
[127] الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 1/44، 46.
[128] الخزرجي: العقود: 1/47، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/419.
[129] المصدر السابق: 1/47.
[130] غاية الأماني: 1/420.
[131] راجع الخزرجي: العقود: 1/49.
[132] في سنة 631هـ بعث الأمير نور الدين هدية إلى الخليفة المستنصر وطلب منه تجديد التشريف على اليمن كما جرت به عادة الملوك، غاية الأماني: 1/421.
[133] الخزرجي: العقود: 1/50.
[134] راجع الخزرجي: العقود اللؤلؤية: 56- 57 ويحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/420.
[135] شيحة بن قاسم: هو الوالي الأيوبي على المدينة المنورة تولاها على عهد الملك الكامل والملك الصالح وقد ورد اسمه عند الخزرجي تحت رسم سنحه، راجع الخزرجي، العقود اللؤلؤية 1/50 و64 و75.
[136] راجع المصدر السابق ص69، يحيى بن الحسين: غاية الأماني: 1/424، المقريزي: السلوك 1/313.
[137] ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار: 50 (القسم الخاص باليمن تحقيق أيمن فؤاد السيد).
[138] نفس المصدر السابق 51.
[139] ذكر حسن سليمان محمود عن حكم الأيوبيين في اليمن أنها لعبت في هذه الفترة مع مصر والشام والجزيرة دوراً هاماً في الجهاد الصليبي في عهد صلاح الدين وخلفائه وهذا قد يكون فيه شيء من المغالطة إذ لا يتوفر لدينا ما يشير إلى مشاركة العساكر اليمانية شقيقاتها العساكر العربية والاسلامية في معارك الجهاد والتحرير، راجع حسن سليمان محمود: تاريخ اليمن السياسي في العصر الاسلامي: ص254.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دليل الباحث إلى مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية
  • صور من التعاون في العصر الأيوبي

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة تاريخ مدينة صنعاء اليمن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تاريخ اليمن قبل الإسلام وبعده (5)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تاريخ اليمن قبل الإسلام وبعده (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تاريخ اليمن قبل الإسلام وبعده (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تاريخ اليمن قبل الإسلام وبعده (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تاريخ اليمن قبل الإسلام وبعده (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدولة الصفوية (17) تاريخ الأطماع الفارسية في اليمن(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • مخطوطة كتاب في تاريخ اليمن وذكر ولاتها(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العسجد المسبوك فيمن تولى اليمن من الملوك(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- توجيه
Ibrahim El Shafey - Egypt 17-12-2008 04:57 PM
السلام على أختنا ورحمة الله وبركاته

نشكر لك تواصلك الفعال مع روافد الألوكة التي ننتفع بها جميعا!

كما نتقدم سويا بالشكر للقائمين على أمر هذا الموقع المحترم..

ولكن.. لا بد من توحيه عناية حضرتك إلى أنه يمكنك التوجه بهذا السؤال إلى فريق مستشاري الألوكة لطلب المزيد من المعلومات.. وهم ممن يستطيعون إفادتك في هذه الناحية العلمية المتخصصة.

.. وجزى الله الجميع خيرا
1- المزيد من الأسر
انسانه حساسه - المملكة العربية السعودية 07-02-2008 06:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
هذه أول مشاركة لي بالمنتدى وتسلموا على هذا التقديم ، وارغب في استشارتكم بطرح موضوع يصلح لرسالة دكتوراه تخصص تاريخ اسلامي ،وقد ورد في بالي العديد من المواضيع ولكن بعد البحث اتضح لي انها قد بحثت او تناول بعض الباحثين جزء منها ،وافضل البحث في النواحي الحضارية
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب