• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

أول خليفة في الإسلام أبو بكر الصديق

أول خليفة في الإسلام أبو بكر الصديق
عبدالعال شعيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2015 ميلادي - 23/7/1436 هجري

الزيارات: 28095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أول خليفة في الإسلام

أبو بكر الصديق


لقد كان المسلمون في الصَّدر الأول للإسلام جِدَّ خبيرين بالنُّظم الإدارية، التي تضمن سلامة الأمَّة ويعلو بها شأنُها، وتتوطد أركانها؛ لقد كانوا عالِمين بشؤون دنياهم؛ كما كانوا عالمين بشؤون دينهم، إنهم لم يستَورِدوا المبادئ التي نهضَت بها دولتهم، بل كانت نابعةً من تعاليم الإسلام، ومن توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مِن فقهِهم وحُسنِ بصَرهم بالأمور النافعة، فلَقد ابتَكر الإسلامُ وأبدع في الإدارة والسياسة والحرب، كما أبدع في العلم والتشريع وأسباب المدَنيَّة والحضارة، والتاريخُ شاهد صِدق على هذا السبقِ، وذلك الإبداع.

 

وها هو ذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما وَلِي الخلافة والتشريعَ سار بسيرة رسول الله، واحتفظ بالعمَّال الذين استعملَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، والأمراءِ الذين أمَّرَهم.

 

وقد وجد عمَّال أبي بكر أن يعمَلوا لغير رسول الله! فاعتَزلوا العمل، ولما أُسندت الخلافة إلى أبي بكر قال له أبو عبيدةَ: أنا أكفيك المال، وقال عمر: وأنا أكفيك القضاء، فمكث عمرُ سنةً لا يأتيه رجُلان، ولم يُخاصِم إليه أحد؛ وذلك لأنَّ الناس كانوا أول ظهور الإسلام يرَون من الطبيعيِّ أن يُعطي الإنسانُ الحقَّ ويأخذ الحقَّ، ويقف عند حدود الله، لا يُقارفُ منكرًا، ولا يُسرف على نفسه، ويبعد عن السَّرقة وأكل أموال الناس بالباطل، ويجعل رائده الصِّدق في أقواله وأفعاله.

 

وكانت رُقعة الدولة الإسلامية في أيام أبي بكر جزيرةَ العرب، وقد قُسِّمت إلى ولايات، وهي مكَّة والمدينة والطائف وصنعاء وحضرموت وخولان وزبيد وزمع والجند ونَجران وجُرَش والبحرين، ولما ولي أبو بكر قال: قد عَلم قومي أنَّ حِرفتي لم تكن لِتَعجز عن مَؤونة أهلي، وقد شُغِلت بأمر المسلمين، وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيَأكل آلُ أبي بكر من هذا المال.

 

ولم يَفرض أبو بكر ولا الرسول من قبلُ عطاءً مقرَّرًا للجند، وكانوا إذا غزَوا وغَنِموا أخذوا نصيبًا من الغنائم قرَّرَته الشريعة لهم، وإذا ورَد المدينةَ مالٌ من بعض البلاد أُحضِر إلى مسجد الرسول، وفُرِّق بينهم، يصيب منه الأنصار والمهاجرون، وكلُّ مسلم بحسَب غنائمه في نُصرة الدين.

 

وكان لأبي بكر بيتُ مال بالسُّنحِ من ضواحي المدينة، إلى أن انتقَل إلى المدينة، فقيل له: ألا تجعَل عليه مَن يحرسُه؟ قالوا: فكان يُنفق جميعَ ما فيه على المسلمين، فلا يَبقى منه شيء، ولما قضى نحبَه ذهب عمرُ في نفر من الصحابة لاستِلام بيت المال فلم يَجِدوا فيه شيئًا.

 

وشُغل أبو بكر بقتال أهل الرِّدة، فوطَّد دعائم الدولة بإظهار قوة المسلمين لِمَن خالفَهم، فجمع الشمل الذي كان يُخشى من انبِتاته، وبَدا منه حزمٌ عجيب، وعزيمةٌ جبارة، وسرعةٌ في اتخاذ القراراتِ التي تَكفُل للإسلام عزته، وللمسلمين وَحدتهم وقوتهم.

 

وخالفَه أصحابه في قتال المرتدين، وقال عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك: إنَّ العرب لما ارتدَّت ومنعَت شاتها وبعيرَها أجمع رأيُنا كلِّنا أصحابَ محمد أن قلنا لأبي بكر: إنَّ رسول الله كان يُقاتل العرب بالوحي والملائكة يُمدُّه الله بهم، وقد انقطع ذلك، فالزَم بيتَك ومسجدك؛ فإنه لا طاقة لك بقِتال العرب، فخالفَهم كلَّهم أبو بكر، وأعلن هذه الحربَ على المرتدين حتى أذعنَتِ العرب بالحقِّ، وقد قضى بذلك - بصادقِ عزيمته وبَعيدِ نظره قضاءً مُبرَمًا - على آخِر أثَر من آثار الوثنية في الأرض العربية.

 

ولما أرسل الصديقُ رضي الله عنه الأمراء لقِتال أهل الردة أوصاهم أن يَقتصِدوا بالمسلمين، ويَرفُقوا بهم في السَّير والمَنزل، ويتفقَّدوهم ويستوصوا بهم في حُسن الصحبة ولينِ القول، وكتب منشورًا للمرتدِّين قبل أن تسير الجنود قال فيه، بعد أن بدأه باسم الله وذكر الرسالة.

 

قال: وقد بلغَني رجوعُ مَن رجع منكم عن دينه، بعد أن أقرَّ بالإسلام وعمل به؛ اغترارًا بالله، وجهالةً بأمره، وإجابةً للشيطان، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ [الكهف: 50]، وقال: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وإني قد بعثتُ إليكم فلانًا في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعينَ بإحسان، وأمرتُه ألاَّ يقاتل أحدًا ولا يقتله حتى يدعُوَه إلى داعية الله، فمَن استجاب له وأقرَّ وكفَّ وعمل صالحًا قبل منه، وأعانه عليه، ومن أبى أمرت أن يُقاتله على ذلك، ثم لا يُبقي على أحد منهم قدَر عليه، وأن يَحرِقَهم بالنار، ويقتُلَهم كلَّ قِتلة، وأن يَسبِيَ النساء والذَّراري، ولا يَقبل من أحدٍ إلا الإسلام، فمن اتَّبعه فهو خيرٌ له، ومن تركه فلن يُعجِز الله. وقد أمرتُ رسولي إليكم أن يَقرأ كتابي في كلِّ مَجمَع لكم، والدَّاعية الأذان، فإذا أذَّن المسلمون فكُفُّوا عنهم، وإن أقرُّوا قَبل منهم وحمَلهم على ما يَنبغي.

 

فنفذَت الرسل بالكتب أمام الجنود.

 

ويعتبر هذا أولَ منشور عامٍّ صدَر عن خليفة المسلمين، يُقرأ في مجامع الناس وأنديتهم.

 

وكتب إلى القوَّاد عهدًا صورتُه واحدة، وهو هذا العهد:

هذا عهدٌ من أبي بكر خليفةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لفلانٍ حين بعثَه فيمَن بعثَه؛ لقتال مَن رجع عن الإسلام، عهد إليه أن يتَّقي الله ما استطاع في أمره كلِّه، سرِّه وعلانيته، وأمره بالجدِّ في أمر الله ومجاهدة من تولَّى عنه، ورجع عن الإسلام إلى أمانيِّ الشيطان، بعد أن يُعذِرَ إليهم فيَدعُوَهم بداعية الإسلام، فإن أجابوه أمسك عنهم، وإن لم يجيبوه شنَّ غارته عليهم، حتى يفرُّوا له، ثم ينبئهم بالذي عليهم، والذي لهم، فيأخذ ما عَليهم، ويُعطيهم الذي لهم، لا يُنظِرهم، ولا يردُّ المسلمين عن قتال عدوهم، فمن أجاب إلى أمر الله عز وجل وأقر له، قَبِل ذلك منه، وأعانه عليه بالمعروف، وإنما يقاتل مَن كفر بالله على الإقرار بما جاء من عندِ الله، فإذا أجاب إلى الدعوة لم يكن له عليه سبيل، وكان الله حسيبَه بعدُ فيما استسرَّ به، ومن لم يُجب داعية الله قُتل وقُوتل حيث كان، وحيث بلَغ مُراغَمَه، لا يَقبل من أحد شيئًا أعطاه إلا الإسلام، فمن أجابه وأقرَّ قبل منه، ومن أبى قاتله، فإن أظهره الله عليهم قتل منهم كلَّ قِتلة؛ بالسِّلاح والنيران، ثم قسَم ما أفاء الله عليه إلا الخمس فإنه يبلِّغُناه، وأن يَمنع أصحابه العجَلة والفساد، وألاَّ يدخل فيهم حشوًا حتى يَعرِفَهم ويَعلم ما هم؛ لا يَكونوا عيونًا، ولئلاَّ يُؤتى المسلمون من قِبَلهم، وأن يَقتصِد بالمسلمين ويَرفُقَ بهم في السَّير والمنزل، ويتفقَّدَهم ولا يعجل بعضهم عن بعض، ويَستوصي بالمسلمين في حسن الصُّحبة ولين القول.

 

وممَّن حدثَت بينه وبين أبي بكر معاركُ: بنو حنيفة ومُسيلِمَة؛ فبَنو حنيفة قَدِمَت على الرسول في حياته وأسلمَت وكان فيهم مُسيلمة، ولما شاع مرضُ الرسول تنبَّأ مُسيلِمة، ودعا الناسَ إلى اتباعه، وكان مِن مَطالبه أن يكون نِصفُ الأرض لقريش ونصفها لبني حنيفة، ثم يقول: ولكنَّ قريشًا قوم لا يَعدِلون.

 

فلما وجَّه أبو بكر الجيوشَ إلى المرتدِّين وجَّه عِكرِمةَ لمحاربة بَني حنيفة باليمامة، ووجَّه في إثره شُرَحبيلَ، وأمرَهما أن يَجتمعا، فتعجَّل عِكرمةُ لِيَفوز بمخفرة النَّصر فنُكِب دون قصده، فلما بلغ ذلك أبا بكر غضب، ووجَّه كلاًّ من عكرِمةَ وشُرَحبيل وجهًا آخر، ثم اختار خالدَ بن الوليد بعد أن انتَهى من مالكِ بن نُويرَة؛ ليسير إلى اليَمامة، وانتدب معه قوةً كبيرة، وكانت قوة مسيلمة كبيرة جدًّا تبلغ أربعين ألفًا، أكثرها اتَّبعَه عصبيَّة حتى كان بعضُهم يقول: "أشهَدُ أنَّ مسيلمة كذَّاب، وأنَّ محمدًا صادق، ولكنَّ كذاب ربيعة أحبُّ إلينا من صادقِ مُضَر"!

 

ومِن هذا يتضح لنا أثر العصبيَّة العمياء في طمس مَعالم الحق، وإظهار الباطل، فالعصبيَّة الجاهلية تُهلِك أصحابها وتوردهم مواردَ الحتوف؛ لأنها تتعصَّب لغير الحق، ولغير الواجب، بل يكون تعصُّبها للهوى والشَّهوة وحبِّ الغلَبة والسيطرة، ولا تُبتلى الجماعات بأبشعَ منِ ابتلائها بالعصبيَّة الجاهلية التي تتَّبع هواها ولا ترعى إلاًّ ولا ذمَّة، ولا تَرقُب عهدًا ولا ضميرًا ولا حقًّا.

 

سار خالدٌ حتى وصَل إلى طرَفِ اليمامة، فكان بينهم يومٌ شديدُ الأهوال، تذامَر فيه بنو حنيفة وقاتَلوا عن أحسابِهم قتالاً شديدًا، حتى انكشَف المسلمون، وكادت الهزيمةُ تَدور عليهم، لولا رجالٌ من ذَوي الحميَّة والغَيرة صرَخوا في الناس، فتَبعَتهم فئة، ثم كسَروا تجمُّعَهم ثانية على عددهم، حتى قُتِل مُسيلِمة.

 

ولما رأى بنو حنيفةَ ذلك دخَلوا حصونهم واحتمَوا بها، فصالحه عنهم جماعةُ ابنِ مرارة، وكان القصد من الصُّلح ألاَّ يُقتَل المقاتلون، ويُكتَفى بأخذ ما عندهم من النقود ذهبًا وفضة، والسلاح، وربع السبي، فاتفقا على ذلك، وكان أبو بكر قد أرسل إلى خالدٍ أن يَقتل مُقاتلتَهم، فجاءه الكتاب بعد أن كُتبَت شروط الصلح، فوفَى لهم خالدٌ بما عاهدهم عليه.

 

ثم رجَعَت بنو حنيفة إلى البراءة مما كانت عليه، والإقرار بالإسلام، فبعث خالدٌ منهم وفدًا إلى أبي بكر فقال لهم حينما قَدِموا عليه: ويحَكُم، ما هذا الذي استَنزل منكم ما استنزل! قالوا: يا خليفةَ رسول الله، لقد كان الذي بلَغَك مما أصابنا، كان أمرٌ لم يُبارك الله عزَّ وجل له ولا لعشيرته فيه، ثم سألهم عن بعضِ أسجاع مُسيلِمة فقالوا له شيئًا منها، فقال: ويحكم! إن هذا الكلام ما خرج من إلٍّ ولا برٍّ، فأين يذهب بكم؟! وأقام خالدٌ بعد فراغ الأمر من وادٍ من أودية اليمامة، يُقال له: الوبر.

 

انتصر المسلمون على جيش المرتدِّين انتصارًا حاسمًا بفَضل قوَّة العزيمة التي تجلَّت في القائد أبي بكر، فلولا هذه العزيمةَ وما اتَّصفَت به من حزم وقوَّة شكيمة، ما غُلب المرتدُّون على أمرهم، كذلك كان لشجاعةِ المسلمين وإرادتهم النصرَ أثرُها القويُّ في نُصرتهم على أعدائهم.

 

ونأخذ من ذلك العبرةَ على مر التاريخ؛ فالقائد يجب أن يتَّصف بالحزم وسرعةِ إصدار القرارات، ومتابعة تنفيذها، وأتباعه يجب أن يكونوا على درجةٍ عالية من الكفاية والنظام، والحرص على الظَّفَر والنجاح؛ هذا هو سرُّ الفوز في جميع المجالات على مختلِف العصور والأجيال.

 

إن الدعوة الحقَّة لكي تنتشر وتمتدَّ؛ يجب أن يقوم بها قائدٌ مؤمن بالله، ومؤمن برسالته، ويتمتع بعزيمة صادقة، وهمة لا تَلين، ومعه رجالٌ أولو قوة وأولو بأس شديد، فإذا كان ذلك لجماعة من الجماعات فإنَّها تنتصر على أعدائها مهما كان عددهم ومهما كانت عدَّتهم، فالنصر قد كتبَه الله لعباده المخلصين الذين ينظِّمون صفوفهم، ويوحِّدون كلمتهم ويجمعون أمرهم، ويأخذون بأسباب القوة ووسائلِ العزة، ويَعتمِدون من قَبل ذلك ومن بَعدُ على الله القويِّ العزيز، الذي ينصر عباده المخلصين العاملين في سبيل أمجادهم؛ لتثبيت عزتهم، وتدعيم كرامتهم، قال تعالى: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

 

وقال: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، ويقول: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41].

 

وإلى الحديث القادم؛ لكي نرى فيه علاقة الدولة الإسلامية بالفُرس والروم في عهد أبي بكرٍ الصدِّيق رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبو بكر الصديق.. رجل الدولة العظيم
  • أبو بكر الصديق ودوره في الدعوة الإسلامية
  • لقاء إذاعي - أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)
  • أبو بكر الصديق خليفة رسول الله (1)
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه
  • أبو بكر الصديق الرجل الثاني في الإسلام
  • أبو بكر الصديق
  • خطبة عن أبي بكر الصديق
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه

مختارات من الشبكة

  • من بركات النبي على أمته: أنهم أول الأمم إجازة على الصراط، وأول من يحاسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يذهب الصالحون الأول فالأول..(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصياد: كن صيادا من أولي الألباب، لا من أولي الهباب(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • مخطوطة كتاب الفروع (النصف الأول من الجزء الأول)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهمية مراجعة الدروس ومذاكرة المحفوظات أولا بأول(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مجلة أعاريب - العدد الأول (يناير 2014 م / ربيع الأول 1435 هـ PDF)(مخطوط - حضارة الكلمة)
  • المجلد الأول من المنتقى في الأحكام للمجد ابن تيمية، من أوله إلى البيوع(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المجلد الأول من معونة أولي النهى بشرح المنتهى لمنصور البهوتي، إلى كتاب الإجارة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إفهام الأفهام شرح بلوغ المرام (القسم الأول) من الجزء الأول(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب