• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

الاختلاط في الجامعات وصراع الهوية

وائل رمضان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/5/2015 ميلادي - 20/7/1436 هجري

الزيارات: 15475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاختلاط في الجامعات وصراع الهوية


إنَّ التآمُر على هذا الدين قديم قِدَم الصِّراع بين الحق والباطل، ولقد سعى أعداء الإسلام إلى إفساد المسلمين بشتى الطرُق، باذِلِين في ذلك جهودهم وأموالهم، مُستهدِفين أهمَّ ركنٍ مِن أركان المُجتمَع المسلم، ألا وهو المرأة؛ التي أصبحَت هدفًا محوريًّا يَدور عليه الصراع العلماني مع أصحاب الهُوِيَّة الإسلامية؛ لذلك عملوا بجدٍّ واجتِهادٍ على تَغريبها ومحو هويتها الإسلامية بشتى الطرق والوسائل؛ ومن ذلك: ما يثيره هؤلاء بين الحين والآخر عن مسألة الاختلاط، وبعد أن كان الاختلاط مسألة طارئةً على عَفاف المرأة ووقارها في بيتِها، عكَسوا الآية وجعلوا الاختلاط هو الأساس، والعفَّة والوقار هو الاستثناء؛ مِن هنا كان لا بدَّ لنا من وقفة مع هذه القضية من خلال هذا التحقيق.

 

قضية متجدِّدة:

الاختلاط قضيةٌ قديمة تتجدَّد بين الحين والآخر؛ حيث يقف المروِّجون له بالمرصاد لخيريَّة أمَّة الإسلام، ويَحسدونها على ما كرَّمها الله وفضَّلها به على سائر الأمم، فدُعاة الاختلاط ينظرون إلى هذه المعاني ومفاهيم العفة وعدم الاختلاط على أنها كلماتٌ فقدت معانيَها القديمة، ووأدتها الحضارةُ والانطلاق من القيود المتحجِّرة - زعموا.

 

ادعاءات باطلة:

إنها أصواتٌ شاذة تدَّعي أن الاختلاط يساعد على إقامة علاقة نظيفة، وأنه ضرورةٌ نفسية واجتماعية واقتصادية، وبه يرشَّد الإنفاق، إلى غير ذلك مِن الادِّعاءات الكاذبة.

 

كما يدَّعون أن الاختلاط يكسر الشهوة، ويُهذِّب الغريزة، ويقي مِن الكبت والعُقَد النفسية، وواقع الحال في البلاد الغربية يكذِّب ذلك ويَنقُضُه، فلم يزد الاختلاطُ الناسَ إلا سعارًا بهيميًّا، وهتكًا للأعراض، وتوقُّدًا للشَّهوة، لا يَرتوي ولا يهدأ، ويَنتهي إلى شذوذ لا يُقيِّدهُ قيدٌ ولا يقف عند حدٍّ، وأصبح القلق النفسي مرض العصر هناك، فكيف نُلقي إنسانًا وسطَ أمواج متلاطمة، ثم نطلب منه أن يُحافظ على ثوبه مِن البلل؟! وكيف نلقي إنسانًا وسَط نيران متوقِّدة ثم نَطلُب منه أن يُحافظ على جسمه من الاحتراق؟

 

خطر الاختلاط:

ولا يدرك هؤلاء أنَّ الاختلاط بشكل عامٍّ هو أرض خصبة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكيَّة والنفسيَّة، التي قد تستدرج الإنسان إلى هذين المستويَين، ليجد نفسه في لحظة ما فَقَدَ كلَّ الدفاعات النفسيَّة التي تقف في وجه وسوسات الشيطان والنفس الأمَّارة بالسوء، فمثل هذه الساحات المختلطة هي في الحقيقة من الأهداف السهلة التي يُصوِّب إليها إبليس وجنوده كلَّ ما بحوزتهم من أسلحة وفتن وزخارفَ وأوهام؛ لعلَّهم ينالون من الإنسان ويتحقَّق هدفه منه؛ ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40].

 

العفاف مِن مقاصد الشريعة:

ولقد جاء الإسلام بحفظ الأعراض، فهي من أعظم مقاصده، ومِن حفظ الأعراض إقامة العفاف والنَّزاهة والطَّهارة في النفوس، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات، والبُعد عن الرذائل والقَبائح والمُوبقات، ومن أجْلِ تحقيق العَفاف والطهارة، وبثِّ الحياء والنزاهة جاءت الشريعة بما يَكفُل تلك المقاصد العظيمة، ويُحقِّق هذه الأغراض النبيلة، بوسائل شتى، وطرُق عُظمى؛ منها أمر الله تعالى ورسوله بغضِّ الأبصار وحفظ الفروج، فقال سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31].

 

ومِن أهمِّ هذه الوسائل التي تُحقِّق العفاف: منع الاختلاط بين الرجال والنساء؛ قال العلامة ابن باز - رحمه الله -: ولا ريب أن تَمْكين النساء من اختلاطهنَّ بالرجال أصْلُ كلِّ بليَّة وشرٍّ، وهو مِن أعظم أسباب نزول العُقُوبات العامة، كما أنه مِن أسباب فساد أمور العامَّة والخاصة، واختلاطُ الرجال بالنساء سببٌ لكثْرة الفواحش والزِّنا.

 

كما جاءت أحاديثُ صحيحة صريحة في تحريم الأسباب المُفضية إلى الاختلاط وهتْك سُنَّة المُباعَدة بين الرجال والنساء، ومنها: تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها، تحريم سفر المرأة بلا محرَم، تحريم النظر العمْد مِن أيٍّ منهما إلى الآخر، تحريم دخول الرجال على النساء، تَحريم مسِّ الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام، تحريم تشبُّه أحدهما بالآخَر.

 

كذلك من قواعد الشرع المطهَّر أنَّ الله إذا حرَّم شيئًا حرَّم الأسباب والطرقَ والوسائل المُفضية إليه؛ تحقيقًا لتحريمه، ومنعًا من القرب من حِماه؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32]، والنَّهي عن قُربان الزِّنا أبلغ مِن النَّهي عن مجرَّد فعله؛ لأنَّ ذلك يَشمل النهي عن جميع مقدِّماته ودَواعيه، فإنَّ مَن حام حول الحِمى يوشِك أن يقَع فيه؛ يقول ابن القيم - رحمه الله -: "واختِلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا".

 

دراسة متميزة:

وفي دراسة للطالبة فاطِمة سالم الناشي قدمتها لجامعة الكويت في عام 2012 عن الاختلاط بيَّنت فيها أبعاد تلك القضية، وتناولتها بطريقة متميزة، أكَّدت فيها أن البُعد الذي أخذته قضية الفصل بين الجنسين قد تجاوَز حدود القانون رقم 24 / 1996 إلى أبعاد متباينة تباينًا شديدًا، هذا التباين شكَّله الحراك الفكري في ظل التنافُس بين التيارات المختلفة في المجتمع الكويتي.

 

ثم بيَّنت الباحثة أن هذا الحراك نتَج عنه اعتِقادُ أنَّ قانون منع الاختلاط في جامعة الكويت يتسبَّب في زيادة الكُلفة المادية، بما يترتَّب عليه من توفير مبانٍ وقوى بشريَّة لكلا الجنسين على حِدَةٍ، وهو ما بيَّنتْ خطأه في نهاية الدراسة.

 

تسلسُل تاريخي:

في البداية سردت الباحثة التسلسل التاريخي لتناول مسألة الاختلاط؛ حيث ذكرت أنه مع بداية افتتاح الجامعة في (أكتوبر 1966) كان هناك فصل بين الجنسين، ولكن في (أبريل 1967) ظهرت دعوات لعدم الفصل بين الجنسين، ثم بدأت دعوات مَحمومة للاختلاط؛ حيث عقدت ندوة عن الاختلاط في جامعة الكويت في (نوفمبر 1971)، وكان لها أثر سلبي على المجتمع الكويتي، كذلك كتب محمد جواد رضا في كتابه (معركة الاختلاط) في عام 1983 (جامعة الكويت جامعة مُختلَطة)، إلا أن مجلس الأمة الكويتي حسَمَ الأمْر بإصدار قانون 24 / 1996 بمنع الاختِلاط.

 

مواقف التيارات السياسية:

ثم سردَت الباحثة مواقف التيارات السياسية والطلابية مِن مسألة الاختلاط في الكويت، وذكَرت من هذه المواقف:

• موقف المنبر الديمقراطي الكويتي: وهو مِن التيارات الداعية لإلغاء قانون منع الاختلاط؛ حيث جاء على لسان أمينه العام يوسف الشايجي في موقع كويت نيوز الإلكتروني أن "عملية زرع عدم الثقة بين الطالب والطالبة في الجامعة مرفوضة جملة وتفصيلاً، لا سيما أن قضية الاختلاط تُعتبَر قضية حيوية ومتشعِّبة في أكثر من جانب، قائلاً: إن "إلغاء قانون منع الاختلاط سيُساهم في حلِّ مشكلة عدم قبول الطلبة في الجامعة".

 

تعليق العمل بالقانون:

• وهو ما دعا إليه التحالُف الوطني الديموقراطي، وهو أحد التيارات المناهضة لقانون منع الاختلاط؛ حيث دعا أمين سر التحالف خالد الخالد "الحكومة إلى إصدار مرسوم بضرورة تعليق العمل بقانون منع التعليم المشترك في جامعة الكويت؛ لإتاحة الفرصة لجميع خريجي الثانوية استكمال تعليمهم الجامعي في الكليات".

 

مواقف القوائم الطلابية:

جماعة صوت الكويت: أكد منسِّقُها العام "محمد الملا" في تصريح نُشر في جريدة أكاديمي الإلكترونية أن قانون منع الاختلاط والتأخُّر الكبير في إنجاز جامعة الشدادية ساهَما بشكْل أساسي في إحداث مشكلة عدم قبول الطلبة في جامعة الكويت التي يُعاني منها الجَميع.

 

أمر مؤسف:

أما رئيس اتحاد طلبة الكويت - فرع الجامعة - "محمد مشعان العتيبي" فأكَّد على أن الزجَّ بمُقترح إلغاء قانون منع الاختِلاط هو أمر مؤسف، مشيرًا إلى أن المتسبِّب الرئيس فيه هي الحكومة التي أتاحَت المجال للتأويل والقيل والقال، ويجب عليها تحمل مسؤولياتها تجاه أبناء هذا البلد.

 

إلغاء القانون هو الحل:

وذهبت قائمة الوسط الديموقراطي إلى أن إلغاء قانون منع الاختلاط هو الحلُّ للكثير من القضايا والأزمات في جامعة الكويت؛ جاء ذلك على لسان نائب المنسِّق العام للقائمة عقيل تقي، قائلاً: إن قانون منع الاختلاط يؤثِّر سلبًا على الطالب الجامعي ومُستوى الجامعة بشكل عام، مُشيرًا إلى أن منع الاختلاط تسبَّب في إغلاق الشُّعَب وتأخُّر تخرُّج الطلبة.

 

إلغاء القانون ليس هو الحل:

وبعكس ما ذهبَت إليه قائمة الوسط رفضَت القائمة الائتلافية هذا التوجُّه، وقال رئيسها أسامة العبدالغفور في ظل الحراك السياسي والمُشادَّات بين التكتُّلات والتيارات السياسية نُلاحظ أنَّ أحد التيارات قد زجَّ بقضية (إلغاء قانون منع الاختلاط) لإبعاد الصورة عنهم بعد تخبُّطهم السياسي، مؤكدًا أنَّ إلغاء قانون منْع الاختِلاط ليس هو الحل.

 

محاوَلة لإضاعة الحقيقة:

مِن جانبه بيَّن أمين سرِّ القائمة المستقلة في جامعة الكويت فواز الفضلي أنَّ ما يُثار حاليًّا مِن البعض بأنَّ قانون منْع الاختلاط هو السبب في مُشكلة المقاعِد، ما هو إلا مُحاوَلة لإضاعة الحقيقة؛ وهي أن المُشكلة وليدة لسوء تَخطيط الحكومة ومَجلس الجامعة، مضيفًا أنه مِن المُفترَض أن يكونوا على دراية تامَّة بالزيادة العددية المتوقَّعة في عدد خرِّيجي الثانوية العامة، ورفَض الفضلي أن تعلَّق جميع مَشاكل الطلَبة على شمَّاعة هذا القانون.

 

وأوضَحَ أنَّ أبرَزَ الحلول المقدَّمة هي أن تسعى الحكومة إلى إنجاز الشدادية، ووضع خطة مرحلية مُمكنة التطبيق تُنصِف الطلَبة، وكذلك حلول مؤقَّتة تتمثَّل في تعيين وانتداب عدد أكبر من أعضاء هيئة التدريس، وزيادة الساعات الدراسية، وزيادة عدد الشُّعَب للمواد المشتركة، وتحديدًا في موقع الشويخ لطاقته الاستيعابية الكبيرة.

 

م

القائمة

مع / ضد قانون منع الاختلاط

1

الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الجامعة

مع

2

الائتلافية

مع

3

الاتحاد الاسلامي

مع

4

المستقلة

مع

5

الوسط الديمقراطي

ضد

 

الموقف مِن قانون منع الاختلاط:

ومن المحاور المهمة التي أوردتْها الباحثة - وهي النقطة المِحوَريَّة التي دار عليها البحث - موقف الأطراف المؤيدة والمناهضة للقانون وتفسيرهم له؛ حيث بيَّنت أن تلك الأطراف انقسمت إلى أربع رؤى: المفهوم الشرعي، المفهوم الليبرالي، مفهوم الواقع، وأخيرًا مفهوم القانون.

 

المفهوم الشرعي:

ويرى أصحاب هذا التوجُّه أن اختلاط الطلاب بالطالبات في دور التعليم محرَّم؛ لما يُفضي إليه من الفتنة، وهذا الرأي لا يهتمُّ بالكُلفة المادية والبشرية كثيرًا؛ لأنَّ المسألة لديه شرعية بحتة.

 

المفهوم الليبرالي:

يرى هذا الفريق بضرورة تعليق العمل بقانون منع التعليم المشترك في جامعة الكويت، وهم يُبالغون عادةً في مسألة الكُلفة المادية، ولكن بدون ذكْر أيَّة أرقام وإحصاءات دقيقة.

 

مفهوم الواقع:

وهو ما يُقصد به الممارسات الفعلية لتطبيق القانون، وهي تُثبت أن القانون لم يُطبَّق بصورته المطلوبة، وقد ذكر د. محمد جواد رضا في كتابه معركة الاختلاط (ص: 243) ما نصه: (اليوم.. اثنا عشر عامًا بعد معركة الاختلاط، جامعة الكويت جامعة مُختلَطة)، كما نقلت جريدة الوطن عن بعض الناشِطين في العمل الطلابي قولهم: "وأغلب مقرَّرات 100 للمُستجدِّين سجَّلت اختلاطًا بنِسَب عالية وأيضًا مقررات 200، وأغلب الكليات تسمَح بالاختلاط ولا تُطبِّق القانون"؛ (الوطن2011 / 07 / 23).

 

30 عامًا بدون قانون منذ 1966 وحتى 1996، وبالتالي لا توجد كُلفة مادية أو بشرية بسبب الفصل بين الجنسين، في حين 16 عامًا الأخرى من 1996 حتى 2012 لم يطبَّق القانون إلا بشكل جزئي.

 

نص القانون:

المادة (1): تنص تلك المادة على أنه في سبيل الوصول إلى الوضْع الشرعيِّ الأمثل تقوم الحكومة خلال مدة لا تتجاوَز خمس سنوات بتطوير المباني القائمة بما يَضمَنُ منع الاختلاط؛ بوضع أماكن خاصة للطالبات.

 

تفسير القانون:

المادة تؤكِّد على توفير أماكن خاصة للطالبات وليس جامعات أو مبان منفصلة، وهذا يَنطبق على البنود الأخرى في المادة الأولى من القانون، وهي: المباني، وقاعات الدرس، والمختبَرات، والمكتبات، والأنشطة، والخدمات التربوية والإدارية، وجميع المرافق؛ أي أن المادة تدعو إلى توفير أماكن خاصة للطالبات في المرافق كلها.

 

الفهم الخاطئ للقانون:

وقد فهم البعض هذا القانون بطريقة مختلفة ظنًّا منهم أنه يدعو للفصل الكامل في المباني، وهو ما لم يدعُ إليه القانون، ومِن هؤلاء - على سبيل المثال -: مدير جامعة الكويت السابق د. عبدالله الفهيد؛ حيث قال: "إن القانون واضح، وذلك بوجود مبانٍ للطلاب منفصلة عن الطالبات، مضيفًا أنهم - كإدارة للجامعة - مطالبين بتطبيق ذلك حتى لو طلب منهم مضاعَفة الميزانية"؛ (موقع قلعة الكويت).

 

خلاصة الدراسة:

خلصت الباحثة إلى أن هناك عدم فهم لقانون منع الاختلاط؛ فقد دعا القانون إلى توفير أماكن خاصة للطالبات في المرافق المختلفة، ولم يدعُ إلى فصل الجنسين، وبالتالي تُعتبَر الكلفة المادية أقل مما يُثار حولها إذا طبِّق القانون كما هو، وليس كما يفهم منه أنه يدعو إلى فصل المباني.

 

ثم بيَّنت الباحثة أن هناك رأيين واضحين وقويين بالنسبة لقضية الفصل بين الجنسين؛ إما مؤيدًا أو معارضًا، وأن الذي تبنَّى الرأي المؤيّد للاختلاط هو الفكر الليبرالي، وموقفه مِن الكُلفة المادية والبشرية مبنيٌّ على ما يتبنّاه الفكر الإسلامي.

 

أما الذي يتبنَّى الرأي المعارض للاختلاط هو الفكر الإسلامي وما يُمثِّله مِن قاعدة شرعية أصيلة لديه، ويَعتمد الفتوى الشرعية - كأساس لرفض الاختلاط - المُستندة لرأي العلماء المُعتَبَرين، وبالتالي لا قيمة تُذكَر حول الحديث عن الكُلفة المالية أو البشرية هنا.

 

ثم خلصت الباحثة إلى عدد مِن التوصيات؛ أهمها:

• ضرورة وجود دراسة ميدانية عن الفصل بين الجنسين في الجامعات الخاصة، ومقارنة ذلك بجامعة الكويت.

• أن يتمَّ تلمُّس رأي الجمهور بشكل عام خارج أسوار الجامعة؛ وذلك لأنَّ الجامعة جزء من المجتمع.

• فتح المجال لمزيد من الحوار بين فئات المجتمع نحو القضايا التي تمسُّ جوهر الدِّين والتقاليد والأعراف.

 

نداء العقلاء:

وبعد هذه الدراسة المتميِّزة نقول: إنه بعد أن جرّبت البلاد الغربية الاختلاطَ وذاقت ويلاتِه وقاست مساوئه، أصبح العقلاء فيها يُنادون بقوة إلى منْع اختلاط الرجال بالنساء في بلادهم، بعد أن أحسُّوا بالخطر الداهم، وأعلنوها صريحةً مدوِّيةً بعد طول عناء أن التعليم غير المختلط أفضل بكثير من التعليم المختلط، لم يؤدِّ الاختلاط إلى تصريف النظير إنما أدَّى إلى بهيمية كاملة، لم تؤدِّ التجربة إلى تماسك البيوت ولا استقرار ولا ثبات، وإنما أدَّى إلى تفكك دائم وطلاق متزايد وجوع مستمر، فهل يستجيب عقلاء أمتنا إلى نداء عقلاء الغرب؟ هذا هو السؤال.


وأخيرًا: نوجه هذه الرسالة إلى أهل الحل والعقد ليتحمَّلوا مسؤوليتَهم الأخلاقية والشرعية في الحفاظ على عفَّة وطهارة وقيَمِ هذا البلد المُبارَك الذي طالما عرف عنه العفاف والمروءة، ونوصي بما يلي:

أولاً: يجب على العلماء وطلبة العلم والدُّعاة أن يُبَيِّنوا للناس خطورة مثل هذه الأمور؛ حتى لا يلتبس الحقُّ بالباطل والمعروف بالمنكر؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187] ويُبيِّنوا لهم خطر الاختلاط والعواقب الوخيمة المترتِّبة على إشاعته في المجتمع المحافظ.

 

ثانيًا: يجب على ولاة الأمر - وفَّقهم الله - منْع الاختِلاط بشتَّى صورِه وأشكاله؛ حماية للأعراض، وقطعًا لدابر الشرِّ، ونصرة للعفَّة والفضيلة.

 

ثالثًا: يَجب على كل مَن ولّاه الله أمْرَ امرأة مِن الآباء والأزواج أن يتَّقوا الله فيما وُلُّوا مِن أمر النساء، وأن يعملوا الأسباب لحِفظهنَّ مِن التبَرُّج والاختلاط، وليعلموا أن فساد النساء سببُه تساهُل الرجال، وليُنكروا هذا المنكر الشائن بكل وسيلة شرعية متاحة حتى يسلموا مِن عقاب الله إن نزَل.

 

رابعًا: يجب على الذين يُمجِّدون الاختلاط والسفور، ويطعنون في ثوابت الأمة أن يتَّقوا الله، ويحذروا مِن سخطه وعقابه، وألا يكونوا باب سُوء على أهليهم وأمَّتِهم.

 

خامسًا: يجب على كل مسلم الحذر من وسائل الإعلام المُفسِدة التي دأبت على نشر الفساد والرذيلة في بلاد المسلمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جناية الاختلاط
  • الاختلاط مفاسد وشبهات
  • خطر الاختلاط
  • قواعد الاختلاط
  • أعمدة الهوية تكاد تنهار
  • بيان حرمة الاختلاط والرد على المجيزين

مختارات من الشبكة

  • الاختلاط وآثاره الجنائية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سوف أترك الجامعة بسبب الاختلاط(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • بريطانيا: الجامعة ترفض منع المسلمين الاختلاط أثناء ندواتهم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تحريم الاختلاط(مقالة - ملفات خاصة)
  • الهند: جامعة أليجار الإسلامية تفوز ببطولة الجامعات لكرة المضرب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطر الاختلاط في المدارس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة الاختلاط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الاختلاط في التعليم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أدلة حجاب الوجه ومنع الاختلاط ووجوب التسليم لله رب العالمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاختلاط وتمني الزوج غير زوجته(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب