• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

في دقائق.. أحكام الخسوف والكسوف

ابتسام أزاد

عدد الصفحات:14
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 19/3/2015 ميلادي - 28/5/1436 هجري

الزيارات: 60029

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

في دقائق

أحكام الكسوف والخسوف

 

1- مقدمة:

باسم الله وحده، الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، محمَّد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحسب إعلان "الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء" - ناسا (NASA):

في السنة 2011 أربعة كسوفات وخسوفان.

في السنة 2012م كسوفان وخسوفان.

وفي السنة 2013 كسوفان وثلاثة خسوفات.

في السنة 2014 كسوفان وخسوفان.

وفي السنة 2015 كسوفان وخسوفان.

في السنة 2016 كسوفان وخسوفان.

كثرة الكسوفات والخسوفات من علامات الساعة.

الشمس والقمر آيتان من آيات الله العظيمة.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].

 

يقال: كسوف الشمس إذا احتجب ضوءها كليًّا أو جزئيًّا، وخسوف القمر إذا ذهب ضوءه كليًّا أو جزئيًّا، خاصة إذا اجتمعت الكلمتان: الكسوف والخسوف، أما إذا انفردتا فالكسوف والخسوف بمعنى واحد؛ أي: "إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا".

 

وله نظائر في اللغة العربية.

 

كسوف الشمس وخسوف القمر يذكران بمواقف مهولة يوم القيامة: ﴿ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 6 - 9].

وقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].

وقال سبحانه: ﴿ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60].


2. ما هو الخسوف والكسوف وأسبابهما؟

للكسوف والخسوف سببان:

السبب الأول: شرعي، وهو تخويف العباد، لا سيما إذا كثُرت الذنوب، ورانت المعاصي على القلوب، نسأل الله العافية.

 

السبب الثاني: كوني قَدَري، للكسوف: حيلولة القمر بين الشمس والأرض، وللخسوف: حيلولة الأرض بين الشمس والقمر، ولا يمتنع أن يجعل اللهُ عز وجل أسبابًا طبيعية لتخويف العباد؛ [لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين بتصرف يسير - (15 / 4 - 5)].


3. أنواع الكسوف والخسوف:

كسوف الشمس على 4 أنواع:

1- كسوف كلي: (Total Solar Eclipse): يحدث عندما يُحجب قرص الشمس تمامًا بالقمر.

 

2- كسوف جزئي (Partial Solar Eclipse): يحدث عندما يُحجب قرص الشمس جزئيًّا بالقمر، بشكل عضة.

 

3- كسوف حلقي أو خاتمي (Annular Eclipse): يحدث عندما يُحجب وسط قرص الشمس دون حوافِّه بالقمر، فيظهر شكل الشمس كالخاتم أو الحلقة.

 

4- الكسوف الهجين (Hybrid Solar Eclipse): هو ما يجمع الكسوفَ الكليَّ والكسوف الحلقي.

 

إذا شوهد هذا الكسوف كاملاً في نقطة ما، ويشاهد حلقيًّا في نقطة أخرى، فيعتبر كسوفًا هجينًا؛ أي: يجمع بين نوعين، مثل ما حدث في 6 مايو 2005، هذه الصورة توضِّح الكسوف الهجين، التقطت صورته (النصف الأيمن من الصورة) من باناما، فشوهد الكسوف الحلقي، بينما شوهد الكسوف الكلي من نقطة أخرى في آنٍ واحد - تبعد عن جالاباجوس 2200 كيلومتر غربًا - (النصف الأيسر من الصورة)! ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14]، ومثل هذا الكسوف نادر جدًّا.

 

حسب الإحصائيات يشكل الكسوف الهجين نسبة 3.1% (7 من 224) فقط من مجموع الكسوفات للشمس في القرن الحادي والعشرين.

 

وخسوف القمر على 3 أنواع:

1- خسوف كلي (Total Lunar Eclipse): يحدث عندما يُظلَّل قرص القمر كاملاً بالأرض.

 

والقمر يمرُّ بمنطقة ظل الأرض، ولا يصل ضوء الشمس مباشرة إلى القمر، بل ينحني وينعكس فيَحمرُّ لونه، وبسبب المجال الجوي للأرض - كالغيم أو الغبار من انفجار البراكين - قد يظهر لون القمر عند اكتماله من شبه أسود (خاصة عند منتصف اكتماله) إلى لون الصدأ، أو قرميد أحمر، أو أحمر نحاسي لامع، أو حتى برتقالي.

2- خسوف جزئي (Partial Lunar Eclipse): يحدث عندما يدخل جزء من قرص القمر في منطقة ظل الأرض.

 

3-خسوف شبه الظل (Penumbral Lunar Eclipse):

وهو ضربان:

أ - خسوف شبه الظل الكامل (Total Penumbral Eclipse): يحدث عندما يدخل قرص القمر كاملاً في منطقة شبه الظل.

 

ب - خسوف شبه الظل الجزئي (Partial Penumbral Eclipse): يحدث عندما يدخل قرص القمر جزئيًّا في منطقة شبه الظل.

 

4. متى شُرِعت صلاة الكسوف؟

ثبت في السنة صلاةُ كسوف الشمس بعد وفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم رضي الله عنه، وكانت وفاة إبراهيم - رضي الله عنه - السنة العاشرة من الهجرة؛ [سير أعلام النبلاء (27/287)، ط - مؤسسة الرسالة (1422هـ/2001م)].

 

5. ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم؟
1- عن أسماء قالت: ..... ثم قال: ((أما بعد: ما من شيءٍ لم أكن رأيته إلا قد رأيتُه في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، وإنه قد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في القبور قريبًا - أو: مثل - فتنة المسيح الدجال، لا أدري أي ذلك قالت أسماء، فيؤتى أحدكم فيقال: ما عِلمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن - أو الموقن - لا أدري أي ذلك قالت أسماء، فيقول: هو محمدٌ، هو رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجَبْنا وأطعنا، ثلاث مرارٍ، فيقال له: نَمْ، قد كنا نعلم إنك لتؤمن به، فنَمْ صالحًا، وأما المنافق - أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء، فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلت))؛ [مسلم، كتاب الكسوف (905)].

 

2 - عن عروة قال: قالت عائشة: ... ثم قال: ((إنهما آيتانِ من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فصلُّوا حتى يفرج عنكم، لقد رأيتُ في مقامي هذا كل شيءٍ وُعِدته، حتى لقد رأيتُ أريد أن آخذ قِطفًا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيتُ جهنَّم يحطِمُ بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرتُ، ورأيت فيها عمرَو بن لُحَيٍّ، وهو الذي سيَّب السوائب))؛ [البخاري، كتاب العمل في الصلاة (1154)]

 

3 - وعن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت جهنَّم يحطِمُ بعضها بعضًا، ورأيت عمرًا يجُرُّ قُصْبَه، وهو أول من سيَّب السوائب))؛ [البخاري، كتاب تفسير القرآن (4348)].

 

4 - عن جابرٍ قال: (... ما من شيءٍ تُوعَدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جِيءَ بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لَفحِها، وحتى رأيت فيها صاحب المِحجَن يجر قُصْبَه في النار، كان يسرق الحاجَّ بمِحجنه، فإن فطن له قال: إنما تعلَّق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبةَ الهِرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدَعْها تأكل من خَشاش الأرض، حتى ماتت جوعًا، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدَّمت، حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي ألا أفعل، فما من شيءٍ توعدونه إلا قد رأيتُه في صلاتي هذه))؛ [مسلم، كتاب الكسوف (904)].

 

6. ما يستحب في الكسوف والخسوف:
1- عن أبي مسعودٍ الأنصاري قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمسَ والقمر آيتانِ من آيات الله، يخوِّفُ الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفانِ لموت أحدٍ من الناس، فإذا رأيتم منها شيئًا، فصلُّوا، وادعوا اللهَ حتى يكشف ما بكم))؛ [مسلم، كتاب الكسوف (911)].


2- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خسفت الشمس، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فزِعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجدَ، فصلَّى بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ رأيته قطُّ يفعله، وقال: ((هذه الآياتُ التي يرسل الله لا تكون لموتِ أحدٍ ولا لحياته، ولكن يخوِّفُ اللهُ به عباده؛ فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزَعوا إلى ذِكره ودعائِه واستغفاره))؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1010)].


قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
"قوله: (فافزَعوا)؛ أي: التجِئوا وتوجَّهوا، وفيه إشارة إلى المبادرة إلى المأمور به، وأن الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدعاء والاستغفار سببٌ لمحوِ ما فرط من العصيان، يرجى به زوالُ المخاوف، وأن الذنوب سببٌ للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة"؛ انتهى [فتح الباري (2/534)].


3- وفي حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإذا رأيتم ذلك، فادعوا اللهَ وكبِّروا، وصلُّوا وتصدقوا، ثم قال: يا أمَّة محمدٍ، والله ما من أحدٍ أغيرُ مِن الله، أن يزنيَ عبدُه، أو تزنيَ أمَتُه، يا أمَّة محمدٍ، والله لو تعلمون ما أعلم، لضحِكتم قليلًا، ولبَكَيْتم كثيرًا))؛ [البخاري، كتاب الكسوف (997)].

 

4- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: (..... ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر))؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1002)].

 

5- عن أسماءَ قالت: (لقد أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالعَتَاقةِ في كسوف الشمس)؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1006)].

 

6- عن عبدالله بن عباسٍ قال: (..... فإذا رأيتم ذلك، فاذكروا الله، قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولتَ شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت، قال صلى الله عليه وسلم: إني رأيتُ الجنة فتناولت عُنقودًا، ولو أصبتُه لأكلتم منه ما بقيتِ الدنيا، وأريت النار فلم أرَ منظرًا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساءَ، قالوا: بمَ يا رسول الله؟ قال: بكفرهنَّ، قيل: يكفُرْن بالله، قال: يكفُرْن العَشير، ويكفُرْن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهن الدهر كلَّه ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قط))؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1004)].

 

إذًا يشرع:
• صلاة الكسوف والخسوف.
• ذكر الله.
• التعوُّذ من عذاب القبر.
• الدعاء.
• التكبير.
• الاستغفار والتوبة.
• الصدقة.
• إعتاق الرقاب.
• وعظُ الناس.
• تخويفهم بالله.

 

7. ما يكره في الكسوف والخسوف:
الانشغال - بالرصد والتصوير - عن الصلاة، وعدم الاتِّعاظ بسُنَن الله الكونية.

 

8. حُكم صلاة الكسوف والخسوف:
وجمهور العلماء على أن صلاة الكسوف والخسوف سنَّة مؤكدة، ليسَتْ بواجبة، ونقل بعضُهم الإجماع على ذلك، وأنها سنَّة كفائية، وذهَب بعضُ أهل العلم إلى أنها واجبة، وقال بعضهم: إنها فرض كفاية.
قال الشافعي في (الأم): لا يجوز تركُها.

 

9. متى تشرع صلاة الكسوف والخسوف؟
1- تشرع صلاة الكسوف والخسوف عند رؤيته بالبصر؛ لحديث: ((فإذا رأيتم منها شيئًا، فصلُّوا، وادعوا اللهَ حتى يكشف ما بكم))؛ [مسلم، كتاب الكسوف (911)].


2- فلو حالَ غَيْمٌ دون رؤية الخسوف، فلا تُشرَعُ الصلاة، وقال ابن عثيمين: (ومِن الجائز أن الله تعالى يُخفي هذا الكسوفَ عن قوم دون آخرين لحكمةٍ يريدها)؛ انتهى
[مجموع الفتاوى (16/309)].

 

10. صلاة الكسوف والخسوف في أوقات النهي:
تُشرَع صلاة الكسوف والخسوف حتى وإن كان في أوقات النهي؛ لكونه من "الصلوات ذوات الأسباب" على خلاف في المسألة.

 

11. كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف والخسوف:
1- فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة عند حدوث هذه الآية العظيمة.
عن عائشةَ زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى المسجد فصف الناس وراءه،
(1) فكبَّر
(2) فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءةً طويلةً
(3) ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا
(4) ثم قال: سمع الله لمن حمده
(5) فقام ولم يسجد
(6) وقرأ قراءةً طويلةً هي أدنى من القراءة الأولى
(7) ثم كبر وركع ركوعًا طويلًا، وهو أدنى من الركوع الأول
(8) ثم قال: سمع الله لِمَن حمده، ربنا ولك الحمد
(9) ثم سجد
(10) ثم قال في الركعة الآخرة مثل ذلك، فاستكمل أربع ركعاتٍ في أربع سجداتٍ، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف
(11) ثم قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال:
((هما آيتانِ من آيات الله، لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزَعوا إلى الصلاة))؛ [البخاري، كتاب الكسوف (999)].


2- والقراءة في كل مرة تبدأ بالفاتحة، ثم سورة طويلة.

 

12. طول صلاة الكسوف والخسوف:
1- عن عبدالله بن عباس قال: (انخسفتِ الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام قيامًا طويلاً نحوًا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً، ثم رفع)؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1004)].
2- عن عبدالله بن عمرو أنه قال: (... وقالت عائشة رضي الله عنها: ما سجدتُ سجودًا قط كان أطول منها)؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1003)].
3- جابر بن عبدالله قال: (كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون....)؛ [مسلم، كتاب الكسوف (904)].


13. الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف والخسوف؛ عن عائشة رضي الله عنها: (جهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته..)؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1016)].

 

14. متى ينتهي وقت الكسوف؟
ينتهي وقتُ الكسوف:
1. إذا انجلت الشمس.
2. إذا غربت نيرة أو كاسفة.
[مغني المحتاج 1/314، كشاف القناع 2/72].

 

15. متى ينتهي وقت الخسوف؟
ينتهي وقت الخسوف إذا انجلى القمر.

 

16. إذا فات ركوع أو قراءة في صلاة الكسوف والخسوف:
1- قال الشيخ ابن عثيمين: "الركن هو الركوع الأول، فإذا فاته، فقد فاتته الركعة، فيقضي مثلها إذا سلم الإمام؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة: ((... فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا))؛ [البخاري، كتاب الأذان (610)].


"وإذا فاته الركوع الأول من الركعة الثانية، فقد فاتته صلاةُ الكسوف كلها مع الإمام، ولكنه إذا سلم الإمام يقوم فيأتي بركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجودان"؛ [فتاوى مختارة في الكسوف للشيخ محمد بن صالح العثيمين].


2- وإذا فات قراءة الفاتحة وما يليها بعد الركوع الأول لا تبطل الصلاة بتركه؛ لأنَّه سنة، فلو نسي القراءة بعد الركوع الأول من الركعة، فالصلاة صحيحة.

3- ومن فاتته، قضاها بعد السلام على صفتها.

 

17. قضاء الكسوف والخسوف:
(إذا لم يعلم بالكسوف إلا بعد زواله، فلا يقضي؛ لأننا ذكرنا قاعدة مفيدة، وهي: "أن كل عبادة مقرونة بسببٍ إذا زال السببُ زالت مشروعيتُها"؛ فالكسوف مثلًا إذا تجلت الشمس، أو تجلى القمر، فإنها لا تعاد؛ لأنها مطلوبة لسبب وقد زال، ويعبر الفقهاء - رحمهم الله - عن هذه القاعدة بقولهم: "سنة فات محلُّها"؛ [من فتاوى ابن عثيمين، الشرح الممتع (5/190)].

 

18. إذا اجتمعت صلاتان:
1- قال ابن قدامة - رحمه الله -:
(وإذا اجتمع صلاتان، كالكسوف مع غيره من الجمعة، أو العيد، أو صلاة مكتوبة، أو الوتر - بدأ بأخوفهما فوتًا، فإن خيف فوتهما بدأ بالصلاة الواجبة، وإن لم يكن فيهما واجبة - كالكسوف والوتر أو التراويح - بدأ بآكَدِهما، كالكسوف والوتر، بدأ بالكسوف؛ لأنه آكد؛ ولهذا تسنُّ له الجماعة، ولأن الوتر يقضى، وصلاة الكسوف لا تقضى)؛ [المغني (2/146)]، وكذا إذا اجتمع الجنازة أو التراويح مع صلاة الكسوف أو الخسوف رُوعِيَ آكدُهما.


2- من حضر المسجد أثناء صلاة الكسوف أو الخسوف، ولم يصلِّ العصر أو المغرب مثلاً، صلاها أولاً، ثم دخل معهم في صلاة الكسوف أو الخسوف، ولا يمكن أن يدخل معهم في الصلاة بنيَّة الفريضة - العصر أو المغرب - لاختلاف كيفية صلاة الكسوف أو الخسوف عن غيرها.


3- إذا دخل المسجد وصلى مع الجماعة بنية المغرب مثلاً، ثم تبيَّن له أنهم يصلون الخسوف، نوى المفارقةَ، وأتم لنفسه المغربَ، ثم لحقهم في صلاة الخسوف؛ نظرًا لاختلاف الصفة.

 

19. خطبة صلاة الكسوف والخسوف:
1- ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعد صلاة الكسوف؛
عن عائشةَ رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناسَ، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: (إن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبِّروا، وصلُّوا، وتصدقوا، ثم قال: يا أمَّة محمدٍ، والله ما من أحدٍ أغيرَ من الله، أن يزنيَ عبده أو تزني أمَتُه، يا أمة محمدٍ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحِكْتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا)؛ [البخاري، كتاب الكسوف (997)]؛ ولهذا ذهب جمهورُ السلف إلى استحبابِ الخُطبة بعد صلاة الكسوف.


2- قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
(تسنُّ الخُطبة بعد صلاة الكسوف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وقد قال الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رغِب عن سنتي، فليس مني))، ولِما في ذلك من المصلحة العامة للمسلمين، وتفقيههم في الدِّين، وتحذيرهم من أسباب غضب الله وعقابه، ويكفي أن يفعل ذلك وهو في المصلى بعد الفراغ من الصلاة)؛ انتهى [مجموع فتاوى ابن باز (13/44)].


3- عدد الخطبة:
ظاهر الأحاديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطَب خُطبة واحدة، وهو ما اختاره بعض الحنابلة، ورجَّحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ [الإنصاف (2/448)، الشرح الممتع (5/188)].


4 - طول الخُطبة:
أما طول الخطبة، فالمستحب بوجه عام هو تقصير الخطبة، بحيث تفي بالمقصود مِن وعظِ الناس وتذكيرهم، ولا تملُّهم أو ترهقهم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن طولَ صلاة الرجل وقِصَرَ خطبته مئنَّةٌ - أي علامة - من فقهه؛ فأطيلوا الصلاةَ، واقصُروا الخطبة))؛ [مسلم، كتاب الجمعة (869)].

 

20. إذا اجتمعت خُطبتانِ:
الخطبة بعد صلاة الكسوف والخسوف سنَّة، قال النووي رحمه الله: "ولو اجتمع جمعة وكسوف، واقتضى الحال تقديم الجمعة، خطب لها، ثم صلى الجمعة، ثم الكسوف، ثم خطب للكسوف،
وإن اقتضى الحالُ تقديمَ الكسوف بدأ بها، ثم خطب للجمعة خطبتَها، وذكر فيهما شأنَ الكسوف، وما يندب في خُطبتيه، ولا يحتاج إلى أربع خطب"؛ اهـ [المجموع شرح المهذب (5/62)].

 

21. لِمَن يسن صلاة الكسوف والخسوف:
ذكر ابن قدامة: (والسنَّة أن يصليها في المسجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها فيه)؛ [المغني (2/142)].
ذكر القَرافي: (الكسوف سنَّة على الرجال والنساء والعبيد، ومَن عقَل الصلاة من الصبيان)؛ [الذخيرة، كتاب الصلاة (2/427)].
ويسنُّ لولي الطفل المميز أن يأمره بها.

 

22. مسائل متعلقة بصلاة الكسوف والخسوف:
1 - صلاة الكسوف والخسوف لا إقامة لها ولا أذان، ويشرع النداء: "الصلاة جامعة"؛ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (ما كسفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نودي: إن الصلاةَ جامعةٌ)؛ [البخاري (998)]، ولو كان الناس في المسجد بعد الفريضة مجتمعين، وذلك عملاً بالسنَّة، وتنبيهًا لمن لم يحضروا أو لم يعلموا به.
2 - إذا انتهَوْا مِن صلاة الفرض، فلا مانع أن يأتوا بأذكارها وسنَّتِها الراتبة، ثم يشرعون في صلاة الخسوف إذا بقي في الوقت متَّسع.
3 - صلاة الكسوف والخسوف مع الجماعة أفضل، وتجوز فرادى، لا سيما مَن فاتته في المسجد.

 

23. المرأة وصلاة الكسوف والخسوف:
1 - صلَّت الصحابيات صلاة الكسوف والخسوف مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ [البخاري، كتاب الكسوف (1005)].
2 - لا بأس أن تصليَ المرأةُ صلاة الكسوف والخسوف في بيتها، وإن خرجَتْ للمسجدِ - بالشروط الشرعية كما فعلت نساء الصحابة - فهو أفضل.
3 - كذلك يجوزُ صلاة النساء جماعةً بإمامة امرأة، خاصة إذا لم يجِدْنَ جماعةً مع الرجال.

 

24. صلاة الكسوف والخسوف في السفر:
ذهب الجمهور إلى مشروعية صلاة الكسوف للمسافر؛ قال الإمام ابن قدامة - رحمه الله تعالى -: (وتشرع في الحضر والسفر، بإذن الإمامِ وغير إذنه)؛ [المغني (3/322)].

 

25. خاتمة:

فلنتدبَّرْ قول الله - عز وجل -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

لنجتنب ما نهانا الله - عز وجل - عنه ورسوله الكريم.

 

كاتبُ المغيرةِ بن شعبةَ قال: كتب معاويةُ إلى المغيرةِ بن شعبةَ: "أن اكتُبْ إليَّ بشيءٍ سمعتَه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كرِهَ لكم ثلاثًا؛ قيل وقال، وإضاعةَ المال، وكثرة السؤال))"؛ [البخاري، كتاب الزكاة (1407)].

 

لنغتنم الأوقاتَ الفاضلة التي إذا ذهبت لن تعود أبدًا؛ عن أبي برزةَ الأسلميِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن عمرِه، فيمَ أفناه؟ وعن علمِه، فيمَ فعَل؟ وعن ماله، مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه، فيمَ أبلاه)؛ [الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2417)، قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ]

 

ولنتَّعِظْ بقول الله - جل في علاه -: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71].

والحمد لله الذي بنعمتِه تتم الصالحات





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • صلاة الاستسقاء وصلاة الخسوف والكسوف وصلاة الاستخارة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيتان من آيات الله: الخسوف والكسوف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحفة الملهوف بأحاديث الخسوف والكسوف (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • موعظة الخسوف والكسوف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخسوف والكسوف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب