• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

تقدير البارئ: كالسيوم ومغنيزيوم.. وفيتامين د!

تقدير البارئ: كالسيوم ومغنيزيوم.. وفيتامين د!
د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/2/2015 ميلادي - 22/4/1436 هجري

الزيارات: 15630

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تقدير البارئ:

كالسيوم ومغنيزيوم.. وفيتامين د!

 

الحلقة الثانية:

تحدثنا في مقال سابق عن وسطية غذائنا في عصر العلم والوفرة: من خلال أمثلة، أهمها: الطعام السقط، وعنصر الفلور[1]،ونتناول في هذه الحلقة جانبًا آخر من التوازن بين خَلْقنا وغذائنا، مع أمثلة عملية عن رحمة الخالق سبحانه، وعظَمة التسخير، وتصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة ..

 

مقدمة:

إن النمو في حجم العَظْم وتمعدُنه واشتداد قوته هو فعاليات تحدث خلال الطفولة، ولكنها لا تكتمل قبل العَقد الثالث من العمر، وبعده يبدأ فَقْد العَظْم الفيزيولوجي البطيء (الذي نسميه: ارتشاف العظم)، وهو يتم بدون تعويض تقريبًا، وإن الفرد الذي لا يُبنى عَظْمه في فترة الطفولة والمراهقة - بحيث يحصل على كتلة مثالية - قد يتعرَّض للوهن الشديد كهلاً، رغم عدم وجود فقدان متسارع للعظم.

 

وعمومًا فالكتلة العَظْمية المكتسبة في مقتبل الحياة - بكثافتها المعدنية ونوعيتها - ربما تمثِّل العامل المحدد الأكثر قيمة لصحة العَظْم فيما بعد، وأما مقاييس الجودة لهذه الكتلة طوال الحياة فأسميتُها اختصارًا: "التاءات الثلاثة"، وهي:

التغذية الجيدة - التمارين الرياضية - تجنُّب الموادِّ الضارة، وعلى رأسها: التدخين، وتناول الكحول.

 

وسنركز في هذه العجالة على التاء الأولى:

غذاء العَظْم: بعد أن كنا نعوِّل طبيًّا على طرَفي العمر بشأنه، فقد تزايد الاهتمام اليوم بغذاء العَظْم في جميع المراحل؛ بسبب انتشار الأخطاء التغذوية في الكم والكيف، وتداخل الحالات النفسية معها؛ كالقلق والأرَق، والتبدلات الحيوية؛ كالمراهقة والحمل، والعادات السيئة؛ كالتدخين..

 

ويتشارك في بناء العَظْم عدة عناصر، على رأسها كل من:

• البروتين الكولاجيني.

• والمعادن.

 

تمعدن العظام:

إن الحالة المعدنية للعَظْم هي من أكثر الأمور تعقيدًا، وكلما كشف العلم جانبًا منها، تبدَّتْ له كشوف.. والمدهش اشتراك عدة عناصر مع الكالسيوم في تمتين الشبكة العَظْمية، أو إضعافها؛ مثل: الفوسفور، والمغنيزيوم، والتوتياء - أي: الزنك - والفلور...، ولعل المغنيزيوم من أهمها، وهو يوجد في الحبوب، والخضار الخضراء، سبحان الله وبحمده! وأضيف لها حديثًا: دور البوتاسيوم في دعم العِظام بعد إجراء عدة دراسات على سيداتٍ يحتوي نظامُهن الغذائي على نسبةٍ عالية من البوتاسيوم، فكانت النتائجُ أن هؤلاء السيدات تشكَّل لديهن حوضٌ وعمودٌ فِقري قوي، وذو كثافة عَظْمية عالية، وعلل ذلك بأن البوتاسيوم ينظِّم مستوى الأحماض في الدم، وهذا بدوره يحُدُّ من سَحْب الكالسيوم من العظام.

 

والمشكلة أنه فقط عُشر الإناث وربع الذكور في جميع الأعمار يتناولون الأغذية بالمقادير التي تفي بالحاجة مِن الكلس وفيتامين د، ومع التوعية الحثيثة فإن 50 - 60% فقط من البالغين يحقِّقون النِّسَب المطلوبة لعظام صحيحة، وإن نقص غذاء العَظْم عند الأمِّ يؤدي لنقص المارِّ منه عبر المشيمة إلى الجنين، مما يستدعي تقويةَ أطعمة الأطفال بها صنعيًّا، وكذلك إعطاءها بالشَّكل الدوائي العلاجي في حالات معينة للحامل والمرضع، وعلى سبيل المثال - للتدليل على أهمية ذلك - فإن تكلُّس الأسنان اللبنية للطفل يبدأ وهو جنين في الشهر (3 - 4) من الحمل، وهو ينتهي في الشهر 12 من العمر بتكلُّس الرحى الثانية اللبنية!

 

الكالسيوم:

تبلغ الحاجة اليومية من الكالسيوم وسطيًّا: (500) ملغ عند الرُّضع، و(800) ملغ عند الأطفال، وتصل ألف ملي غرام على الأقل للمراهقين، وتحتاج المرأة يوميًّا إلى مقدار: (900 إلى 1200) ملي غرام منه (1500 ملغ في بعض المصادر).. وهذا يؤمِّنُه تناولُ أربع أكواب متوسطة من الحليب يوميًّا، وهو من أغنى الأغذية بالكالسيوم، ويمكن استبدال جزء منها أو كلها باللبن الرائب، أو الجُبن عند الذين يجدون صعوبة في هَضْم الحليب، أو لا يحبُّون شُرب الحليب لأسباب عدة: (فئة لا تُطيق رائحته، ومنهم مَن لديه حساسية منه.. إلخ).

 

مصادره الغذائية:

يبقى المصدر الممتاز للكالسيوم هو منتجاتِ الأنعام من الحليب ومشتقاته..

 

ومن الأطعمة الغنية به التي يمكن أن تحل محلها: الأسماك ذات الحسك (العظام الطرية)؛ كالسَّلَمون والسردين، والمحاصيل الزراعية الخضراء: الخضار الورقية؛ كالبقدونس، الهليون، القرنبيط، الملفوف، البقوليات، وبعض الحبوب (الشوفان)، والمكسرات: مثل السمسم، واللوز (6 حبات من اللوز تعطيك 80 ملي غرام من الكالسيوم)..

 

ويمثل الكلس الموجود خارج عظامنا جزيئات ثمينة بالنسبة للجسم على قلتها (فهي عَشر غرامات فقط في جميع سوائل الجسم، من أصل 1200 غرام كالسيوم في الجسم)؛ وذلك لأهميتها في وظائف حساسة؛ مثل: وظيفة الخلية القلبية، وتخثُّر الدم، والتوازن العصبي..

 

توازن الكالسيوم بين النقص والزيادة:

إذا كان الكالسيوم موجودًا بهذه الوفرة في غذاء أي إنسان، فلماذا تكثُر المشاكل الصحية المرتبطة به؟!

 

للمشكلة عدة أوجه، أهمها: تعقيد عملية امتصاصه من الأمعاء، وتوزعه في الجسم، وتداخل وسائط عديدة بها، وهنا يبرز دور فيتامين (د) والمغنيزيوم، كما سنرى ..

 

ومنها كثرة العوامل التي تنقص امتصاصه في الأمعاء، مثل: حمض الأكساليك، الذي يرتبط بالكالسيوم مقللًا من امتصاصه، ويوجد في العديد من الخضروات؛ كالسبانخ، والسلق.. (ولكن هذا لا يعني عدمَ تناولها، كما أن الطهي يعدِّل ذلك الأثر)، وكذلك حمض الفيتيك الموجود في النُّخالة ..

 

والمشكلة تكبر؛ لأننا لم نعُدْ نأكل ونشرب ما سخَّره تعالى لنا مما ينفعنا بالشكل المتوازن المناسب للفطرة[2]، وهنا أتذكر قولَ جبريلَ للحبيب - صلى الله عليه وسلم - يوم الإسراء والمعراج: ((أصَبْتَ الفطرة)) عندما خُيِّر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فاختار اللبن (الحليب)، بينما تفضل اليوم المشروبات الحاوية على الكافيين الذي ينقص امتصاص الكالسيوم، ويزيد من طرحه.. وأسوؤها مشروبات الطاقة التي ثبت أنها تسبب وهن العظام، والكسور العفوية المرافقة له[3].

 

لذلك زوَّد الله تعالى الجسم بآلية هرمونية معقدة - يشترك فيها ثلاثة أجهزة على الأقل - وتعمل بالاشتراك مع المعادن الأخرى لتحريك جزيئات الكلس بالاتجاهين: عظم <=> دم، بهدف الاحتفاظ بتوازنه الحيوي بين سوائل الجسم والعظام.. في صورة للإعجاز في الَخْلق، تنحني لها هاماتُ العلماء إجلالاً للخالق..

 

ويؤدي نقص الكالسيوم لعدة مشاكل صحية في جميع الأعمار، تتراوح من هشاشة العظام والكسور العفوية، إلى نوبات الاكتئاب، مرورًا بالاختلاج أو التكزز..

 

وأهم الأعراض المنبهة لنقصه: تنميل الأصابع، تشنجات أو تقلصات عضلية، تقصف بالأظفار، إحساس بالإرهاق، فقدان الشهية، عدم انتظام ضربات القلب.

 

أما زيادته عن السواء وعدم الاستفادة منه، فلها أخطارها، وكما قلنا: فإن فرط البروتين في الغذاء يؤدي لعدم الاستفادة من نصف الكالسيوم الغذائي تقريبًا، ولطرحه في البول ليُحوَّل إلى حصًى كُلوية مؤلمة يزداد حجمها، وقد تسد المجاريَ البولية، وسنعود للمزيد حول هذه النقطة..

 

وهنا فإن مما يدل على أهمية التوسُّط والاعتدال: أن نعلم:

• أنه بينما يلعب الكالسيوم مع فيتامين (د) دورًا هامًّا في منع سرطان القولون والمستقيم، فإن فرط الكالسيوم قد يؤدى إلى زيادة حدوثِ سرطان البروستاتا!

 

• وأن الرياضة سيف ذو حدين: فزيادتها - عند الإناث بالتحديد - تسبِّبُ نقص الكالسيوم، ووهن العظام، بنفس خطورة عدم ممارستها عند أي إنسان؛ إذ بينما يصنف الأفراد الذين لديهم نقص في مستوى النشاط البدني مع الأكثر عرضة لنقص الكالسيوم، فإن المصادر تضع النساء الرياضيات قبلهم في نفس التصنيف...

 

المغنيزيوم:

هنالك جهل أو تجاهل لهذا العنصر رغم أهميته، الذي تبلغ الحاجة اليومية إليه (750) ملغ وسطيًّا.. وإن التوعية الصحية العامة في المجتمع تؤكد على أهمية الكالسيوم، ولكن نادرًا ما تهتم بالمغنيزيوم، وحاليًّا تم اكتشاف أن المغنيزيوم هامٌّ وأساسي للنشاط الإنزيمي، وخاصة الإنزيمات الضرورية لعملية تكلس العظام، التي تدخل في عملية إنتاج الطاقة، وفي انتقال النبضات العصبية والعضلية (فإعاقة ذلك الانتقال لنقصه تؤدي للتهيج وعصبية المزاج)، ولكي تمتص الأمعاء الكالسيوم من الغذاء ويتم توزعه في الجسم بالشكل الصحيح، يحتاج جسمنا إلى كمية كافية من معدن المغنيزيوم!


والأكثر من ذلك أن انخفاض مستوى المغنيزيوم يؤدي إلى تدهور كل حالة مرضية تقريبًا، كما في بعض المصادر، وبشكل خاص حالة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو المُعرَّضين للإصابة بها..

 

أهم وظائف معدن المغنيزيوم في الجسم:

إن هذا المعدن الضروري يحمي الطبقات المبطنة للشرايين من التخريب المجهري الذي تسببه التغيرات المفاجئة في ضغط الدم، وهو أساسي لوظائف الأعصاب والعضلات، وللمحافظة على توازن الحموضة والقلوية (ما نسميه الـ: PH) في الجسم..، وعلاوة على ذلك، فإن المغنيزيوم هو عنصر ضروري جدًّا لاستقلاب المعادن، وعلى رأسها: الكالسيوم؛ فهو يلعب دورًا في عملية تكوين العظام والأسنان، وكذلك في تنظيم السكريات والنشويات (الكربوهيدرات)، بحيث يمكن من السيطرة على مستوى سكر الدم؛ بزيادة فعالية الأنسولين عند مرضى السكر..

 

ويساعد المغنيزيوم مع الفيتامين B6 على إذابة حصى فوسفات الكالسيوم التي تتكون في الجهاز البولي غالبًا (زيادة تناول منتجات الحليب عند بعض الناس)..

 

وقد أظهرت الأبحاث أن المغنيزيوم قد يساعد على علاج آلام الشقيقة، ومنع الإصابة بأمراض القلب (لا سيما شرايين القلب)، ويقلِّل حدوث هشاشة العَظْم، وبعض أنواع السرطان، وقد يخفض مستويات الكولسترول في الدم.

 

من المصادر الجيدة للمغنيزيوم: العسل الأسود، البقوليات، الخضار الورقية، مثل: السبانخ، والبقدونس، والنعناع، والبابونج، والكرنب، والملفوف، الحبوب الكاملة، (مثل: القمح، والأرز الكامل)، والفواكه (التفاح، والمشمش، والموز، والليمون، والخوخ، والليمون، وعصير البرتقال)، والمكسرات، ويحوي الحليب ومشتقاته مقدارًا معتدلاً من المغنيزيوم..

 

متوفر.. ولكن!:

ورغم هذه الوفرة في المغنيزيوم بفضلٍ من الله تعالى، فإن الحاجة له في تزايد، ومن أسباب ذلك:

• إعاقة امتصاص المغنيزيوم بسبب التداخل الدوائي والغذائي؛ إذ إن تناولَ كميات كبيرة من البروتين والدهون ومن زيت كبد السمك، والكالسيوم وفيتامين د، وبقية الفيتامينات الذائبة في الدهون - يعطِّلُ امتصاص المغنيزيوم إلى حد كبير، وكذلك الأطعمة المحتوية على نِسب عالية من حمض الأكساليك؛ مثل: اللوز، والكاكاو، والسبانخ والسلق والشاي، كلها تقلِّل امتصاص المغنيزيوم...

 

وهذا يبرز أهمية التوسط فيما نتناوله، وما ندَعُه، من طعام أو دواء، لا سيما ما يُسمَّى بالمكملات الغذائية؛ كحبوب الفيتامينات، والمعادن (المقويات بالعرف العام).. التي يُكثر البعضُ منها بشكل عشوائي!

 

• الإصابة ببعض الأمراض المترافقة بالإسهال المزمن..

 

• وكذلك وجود عوامل تنقص الاستفادة منه؛ مثل: مدرات البول، وعنصر الفلور، وارتفاع مستويات الزنك، وفيتامين (د)، وكل تلك العوامل تَزيد احتياجات الجسم من المغنيزيوم...

 

وإن إضافة مكملات المغنيزيوم إلى الغذاء يمكن أن تساعد على منع (وقاية)، وعلى شفاء العديد من الحالات المرضية المرتبطة بنقصه مما ذكر.

 

المزيد عن علاقته بالكالسيوم: إن نقص المغنيزيوم الشديد يجعل الأمعاء تمتص فقط 25 بالمائة من الكالسيوم الموجود في الحليب، وهذا القدر الممتص لا يتوضع على العظام كاملاً، وبالتالي يترسب الكالسيوم الزائد - لدى نقص المغنيزيوم - على بعض الأنسجة الحساسة معرقلاً وظائفها.

 

• من ذلك ترسُّبه على جدران الشرايين ليشكل مع عناصر كالليفين صفائح تشبه بالملاط، وتؤدي لتصلب الشرايين، وتضيق أو انسداد الدقيقة منها؛ ولذلك يوصى حديثًا بإعطاء المغنيزيوم الدوائي لمرضى العصيدة الشريانية المنقصة لتروية القلب..

 

• وبنفس الآلية، فإن المغنيزيوم ضروري لمنع تكلس الأنسجة الرخوة والمفاصل.

 

• كما ينقص تحول الكلس في الكُلْية إلى حصيات، ويساعد على إذابة المتشكلة منها!

 

بالمقابل، قد يدهشك بعدَ كل ما سبق أن زيادة المغنيزيوم عن السواء تترافق مع إنقاص الكالسيوم في الدم بشكل مرَضي، كما أن زيادة الكالسيوم تنقص امتصاصه كما ذكرنا! فالأمر دقيق.. ويبقى التوازن والتوسُّط هو الأساسَ...

 

فيتامين (د):

إن ذلك الوارد الغذائي الكلسي لا بد لامتصاصه من الأمعاء وترسيبه على العَظْم من تواسط (فيتامين د)، وهو الفيتامين الذي توفر طليعته أشعة الشمس فوق البنفسجية إضافة للغذاء، ونؤكد في طب الأطفال على تأمين الحاجة اليومية منه، البالغة (400 - 800) وحدة دولية يوميًّا، بدءًا من الأشهر الأولى من العمر.

 

وهناك توصيات عالمية بإعطائه وقائيًّا طوال السنة الأولى من العمر بشكل نقط دوائية، لا سيما لرضيع أمه مستعدة لوهن العَظْم، أو مصابة به، أو أنه يصعب تعريضه للشمس (برد شديد أو حر شديد)، وصارت الأم تجيبني عندما أصفه لوليدها ثم أذكِّرها به في الزيارات التالية: "المثبت؟ بلى أعطيه.. ولكن أنساه أحيانًا"! وهي تقصد أنها مدركة ما كنت شرحته لها من أن فيتامين (د) ضروري لتثبيت الكلس على العَظْم.. ثم إنها.. قد تنساه!

 

والأمر ذاته ينطبق على وصفه للرجال فوق السبعين، والنساء فوق الخمسين من العمر؛ حيث ينقص مستواه بالدم، وإن مقدار فيتامين (د) أقل من 10 نانوغرام بكل مليليتر دم هو قليل جدًّا، ويدل على نقص مؤثر سريريًّا..

 

أهم مصادر فيتامين د: شمسٌ وغذاء:

نظرًا لأن فيتامين (د) منحل بالدسم؛ فهو يتوفر في الزيوت، لا سيما زيت كبد الحوت، والزبدة، والأسماك البحرية، خاصة المدهنة منها؛ كـ: التونا، والسلمون، وصفار البيض، وهذا التوافر الحيوي الغذائي الممنوح لنا لا يدعمه بشكل حقيقي إلا الشمس المباشرة.. وغير المغشاة بملوثات البيئة وسط المدن التي تحجب الكثير من أشعتها فوق البنفسجية عنا، وهي الأشعة التي تَصنَعُ لنا - بأمرِ ربِّها - ذلك الوسيط الهام الذي صار يصنف كهرمون في أغلب البحوث: وهو فيتامين (د)، اعتبارًا من طليعته المتوفرة في جلدنا..

 

وعمليًّا يكفي تعريض (10 سم) من جلد الطفل للشمس (الأطراف عادة) مباشرة بدون حائل (بدون غطاء أو ستائر أو زجاج نافذة) ربع ساعة يوميًّا لتأمين الحاجة اليومية منه، والأفضل الشمس الصباحية.. وتفضل شمس الأرياف..

 

دور العرق والوراثة:

وهنا ملاحظة هامة: فعندما تعلمنا فائدة الشمس في تقوية العَظْم كان يقال لنا: إن وجود مادة "الميلانين = وترجمتها القتامين" بنسبةٍ عالية في الجلد - وهي المادة التي تعطيه قتامته - يُعيق عملية تحول طليعة فيتامين د إلى شكله الفعال في الجلد؛ ولذلك شاع الاعتقاد أن نسبة لين العظام (الخرع) تزيد عند الأطفال السود، وأثبت ذلك إحصائيًّا (في الدراسات الغربية عامة).

 

ولكن ما يدهش حقًا ما كشفته الدراسات الغربية الحديثة التي تناولت كسور الورك التالية لوهن العظام، وعلاقته بالتوزع العرقي: فقد بينت أن أعلى نسبة لتلك الكسور التالية لوهن العظام هي عند النساء البيض! ولم تقلَّ عن (75%)!

 

بينما وجد لدى النساء السود أعلى كثافة معدنية عَظْمية وأقل نسبة لكسور عظام الورك التالية لنقصها (أمهات هؤلاء الأطفال السود وجداتهم)! وأتت النسوة المكسيكيات في منطقة متوسطة بين البِيض غير الإسبانيات، والسود، وبالمتابعة بينت دراسات حديثة تناولت السيدات ذوات البشرة القاتمة: أنهن يتمتعن - لدهشتنا - بكثافة عظمية أفضل وأعلى من النساء البِيض، وأن داء "وهن العظام" وليس فقط الكسور - عكس ما قد يظن المرء - هو عند البِيض أكثر منه عند السود في مجموعات متطابقة في كل العناصر ما عدا اللون! وأرجعوا هذا الأمر العجيب لعوامل عِرقية وراثية... فسبحان الله العظيم الكريم، الذي أعطى كل شيء خَلْقَه ثم هدى!

 

وكأن الله سبحانه وتعالى عوَّضهن وأطفالَهن بالحماية العرقية الوراثية من ذلك الوهن عن ضعف التحول المذكور لطليعة فيتامين د إلى شكله الفعال في جلدهم، وأنه جعَل الموطنَ الحقيقي لأولئك الأطفال الذين دُرسوا في أمريكا وأوربا: هو إفريقيا؛ حيث تشرق الشمس لزمن أطول من أي مكان في العالم، وحيث يعوضهم التشمس العفوي المديد بتقدير الخالق سبحانه ﴿ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ [الأعلى: 2، 3] - عن نقص عملية التحول تلك في مرحلة النمو الحساسة لبناء العَظْم، ولعل تغيير البيئة لذوي البشرة القاتمة هو الذي ألجأهم لفيتامين (د) الدوائي.

 

وبشكل عام، عندما هُرِع الناس لإحلال الدواء محل الشمس والغذاء بشكل مبالغ فيه.. ظهرت الآثار الجانبية والتسمُّمات، لا سيما بسبب فيتامين (د)، فأبسط ما ننصح به: أن يعطى ذلك الفيتامين وقائيًّا بحذر وبإشراف طبي؛ لأنه يخزن في الشحوم، فيبقى في الجسم أشهرا! ولكيلا ننسى: الشمس ثم الشمس.. سبحان الله وبحمده.. وأن نزيد المساحات الخضراء في المدن، وليس أن نحول الأرياف إلى غابات إسمنتية تحجب تلك الإشراقات الثمينة..

 

• الدراسات الحديثة حول فيتامين د: من التفريط للإفراط:

والقصة برزت في السنوات الأخيرة عندما وجدت بعض الدراسات علاقة بين نقص مستوى فيتامين (د) بالدم وأمراض هامة؛ مثل: أمراض القلب والأوعية، والداء السكري، وسرطان الكولون والمستقيم، وأمراض نفسية؛ كالاكتئاب، وهبوط المزاج (الهمود)، وحتى مع نقص القدرة الفكرية والزهيمر، وأدى ذلك إلى إجراءات تشخيصية روتينية مُكلفة جدًّا.. تجرى أحيانًا لتوقعات باهتة؛ كقول أحد المختصين مستنكرًا هذه المبالغة: ".. تشعر بأنك لم تتشمس كفاية الصيف الفائت؟! حلل فيتامين د، أنت لست على ما يرام هذا الخريف؟! حلل فيتامين د، إن: فيتامين د لم يعُدْ موضة كالسابق"!

 

واحتاج الأمر بضع سنوات قبل أن تظهر دراسات لإعادة التحقق من جدوى ما سبق، ولكن عندما صار للاهتمام بـ فيتامين: د وتحليله بالدم شعبيةٌ متزايدة.

 

ففي نهاية 2014 نشر بحث يعكس المبالغة غير المبررة فيما يتعلق بفيتامين (د) من حيث التحليل المخبري لمستواه والأشكال الدوائية المكلفة؛ إذ ارتفعت نفقة التأمينات على التحاليل الخاصة به من واحد مليون دولار عام 2000 إلى (129) مليون دولار عام 2008 في الولايات المتحدة، ... وفيه وضع الباحثون المختصون إشارات استفهام عن جدوى ذلك علميًّا أوصلتهم إلى أن المسح الروتيني لعيار مستوى فيتامين (د) في الدم عديم الفائدة، والأكثر من ذلك أنه لا فائدة تذكر لعلاج الأصحاء لمجرد أنه ظهر بالتحليل نقصه لديهم.. وتأكد أن المسح الروتيني لعياره في الدم عديم الفائدة، والأكثر من ذلك أنه لا فائدة (صحية هامة سريريًّا) تذكر لعلاج الأصحاء الذين ظهر بالتحليل نقصه لديهم.. وحتى نقص القدرة الفكرية، إضافة للكسور.

 

وهذا يذكرني بالقاعدة الطبية الحكيمة التي نعلَمها ويتم تجاهلها: وهي أننا نعالج إنسانًا مريضًا، ولا نعالج تحليلًا مخبريًّا ..

 

وسقى الله أيامًا.. كان الطب فيها أكثر وقارًا، ولا يسير إلا بخطى ثابتة ووئيدة، وتتفوَّق فيه مصلحةُ المريض على أي شيء آخر..

 

اليوم شركات الأدوية.. الصناعات الغذائية.. المواد المخبرية.. اللقاحات.. شركات التأمين..، كلُّها تتقاذَفُه بأهوائها! أسرع مما تحتمله أبدان الناس ونفوسهم وجيوبهم..

 

ويبقى الأسلم: العودة لِما سخَّره الله تعالى لنا من شمس وغذاء، والتوسُّط في ذلك.. وفي تناول الدواء.



[1] وسطية غذائنا: الطعام السقط، وزيادة الفلور، نشر في الألوكة.

[2] وسطية غذائنا: الطعام السقط، وزيادة الفلور، نشر في الألوكة.

[3] وأضف إلى ذلك الإكثار من الشاي والقهوة، ومعروف دور الشاي في إنقاص امتصاص الحديد، وانظر بحث: "مشروبات الطاقة" على الألوكة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص بحث: فيتامين واو
  • خطورة نقص فيتامين (د) على صحة الأطفال

مختارات من الشبكة

  • التقديرات الإلهية وكتابة الأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحطة السادسة: تقدير الذات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إهمال وتقصير في لغة حقها التقدير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في محراب العلم والأدب: تحية إكبار وتقدير لشبكة الألوكة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • خطبة عن احترام وتقدير النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإعراب تقديرا ونيابة بالحروف (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاحتفال بشهر تقدير المسلمين في سانتا كلارا للمرة الثامنة تواليا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التقديرات المكانية (دراسة حديثية موضوعية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تقدير الأحوال وطيب الكلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحذف والتقدير في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب