تراكم الديون

بسبب العشوائية وسوء التخطيط:

تراكم الديون قد يدفع بالشخص إلى العيادات النفسية

• د. عبدالعليم: وجود الوفرةِ المالية لا يعني الإسراف والتبذير.

• ابدأ بالأولوياتِ، وتوقَّف فورًا عن شراءِ ما لا يلزمك.

• د. أنس: (عن الإنفاقِ: أمدُّ لحافي على قدر رجلي!).

في ظلِّ هذا التكالبِ على الشراءِ والدخول في فخِّ الأقساط ينفرطُ عِقدُ الراتب، ويبات واهنًا ضعيفًا أمام الصدماتِ الشهرية المتتالية؛ ما يعني الدخول في دوامةِ القلق النفسي الذي يؤدِّي إلى الاكتئابِ، والذي يؤدِّي حتمًا إلى حُدُوثِ المشاكل الزوجية، وفي الآونةِ الأخيرة أصبحنا نقرأ في الصحفِ عن انتحار بعض الخليجيين؛ بسبب تراكمِ الديون، وعدم القدرةِ على السَّداد، فنمطُ الإنفاقِ في بعض الأسرِ الخليجيةِ والمتمثِّل في شراهةِ شراء كلِّ شيء وأي شيء، حتى لو أدَّى ذلك إلى تراكم الديون - يهدِّدُ كيانَها بالأمراضِ النفسيَّة بعيدة المدى.

قلق وأمراض نفسيَّة:

دراسة: كشفت دراسةٌ بريطانية عن أن تراكمَ الديونِ دفع الآلافَ نحو طلبِ العلاج من المشكلات النفسية التي تتعلَّقُ بالضُّغوط والقلق، مؤكدة أنَّ المجتمعَ الأوروبي لم يشهدْ مثل هذه المشكلة من قبلُ؛ إذ تؤكِّدُ إحدى البريطانيات وتُدعى "كاتي" أنَّ السحبَ على المكشوف، ووصول بطاقةِ الائتمان إلى الحدِّ الأقصى للاقتراض، جعلا من المستحيلِ أن تسدد ديونها، خصوصًا إذا ما قُورنتْ بدخلِها الشهري المتواضع، حتى اضطرت في النهايةِ إلى الذهابِ إلى الطبيب.

• وعن الدَّيْن وأثرِه على الأسرة؛ كانت هذه الآراء:

1- فاطمة؛ (أم مشاري):

نغرق فيه:

• (اصرف ما في الجيب..) شعارُ زوجي الذي أصابني بنوباتٍ حادة من القلقِ تجاه المستقبلِ، فهو ينفقُ راتبَه كله قبل انقضاءِ ثلثِ الشهر؛ تسديدًا لأقساطٍ وإيجاراتٍ وغيره مما نغرقُ فيه.

2- يوسف الهديبان:

أعرفُ أولوياتي:

الحمد للهِ ليس عندي أي قلق من هذه الناحيةِ، فما دمنا نعرف أولوياتنا، ونعرف كيف نُرتِّبُ أمورَنا المادية، فليس هناك أي قلق.

3- القبطان؛ عصام عثمان:

أمتنع تمامًا:

ثلاثةُ ممنوعات بحياتي بالنسبةِ لإدارة المال: الجمعيات، الأقساط، الاقتراض؛ لذلك أعيشُ بدونِ أي آثارٍ نفسية سيئة هانئ البال، ولله الحمد.

4- أبو صالح:

راتبي يتفتتُ قبل استلامي إياه؛ ما بين الأقساطِ، والفيزا، ورواتبِ الخدمِ، والسَّائق، والدروس الخصوصية، والاستهلاك المفرط لزوجتي والأبناء.

5- محمود المنير؛ صحفي:

لم أجربها:

الدَّيْن يعنى القلق الدَّائم من الموتِ؛ لأنَّ المدينَ لا يُغفرُ له - حتى الشهيد - حتى يسد أحدٌ عنه دينَه، كما أخبرنا رسولُنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كذلك من الآثارِ النفسية السيئة للديون التوتُّر النفسي الذي يصاحبُ إحساسَ المدين وعدم حضوره في الأماكنِ التي يحضر بها الدائن.

وعن نفسي لا أحبُّ الديون، ولا أتعاملُ بالأقساطِ، ولم أجربها إلى الآن، ولكن في مرحلةٍ قادمة قد أضطر إليها، ووقتها أسأل الله العَوْن.

6- عبدالله الخميس:

هو العذابُ بعينِه، أعاذنا الله منه.

7- د. أنس محمود:

(على قد لحافك):

أضع نصبَ عيني دائمًا الحكمةَ المشهورة القائلة: (مد رجليك على قدر لحافك)، فلا أحاولُ أن أعتمدَ على الدَّيْن في حياتي، ولو اضطررتُ لدينٍ ما فلا بد أن أكونَ على علمٍ بأنني قادرٌ على الوفاء به؛ كي لا أعيش في ظُرُوفٍ صعبة، ونهايات لا تحمدُ عُقباها؛ لذا لا أعتقدُ أنَّ هناك قلقًا كبيرًا، وعلى أية حال فالدَّيْن همٌّ وغم، ولذا أوصانا - عليه الصَّلاةُ والسلام - أن نستعيذَ منه حين قال: ((وأعوذُ بك من غلبةِ الدَّيْن وقهر الرجال)).

8- حزام العتيبي:

احذر من الفيزا:

الأقساطُ في هذا العصرِ ضرورية لتسييرِ أمور الحياة، ولكن يجبُ أن نوازنَ بين دخلِنا وما ننفقه؛ كي لا تكون عبئًا علينا، وأنصحُ بعدمِ اللجوءِ للفيزا والماستر كارد؛ لأنَّهما يدمِّرانِ الموازنةَ المالية للفردِ إذا لم يتم التحكم في شرائه.

9- فيصل باشراحيل:

تؤثر ولكن...:

طبعًا الديون لها تأثيرٌ سيء على أيِّ شخص، لكن على الإنسانِ الناجح التفكير الجدي بعدمِ الدخول في دوامةِ الديون، وإذا دخلَ لا بدَّ أن يكونَ واضحًا في طريقةِ ووقت التخلص منها، ووجودُ ميزانيةٍ واضحة للبيتِ أمرٌ يسهل، ويبعد الإنسانَ من عناء التفكير، فيعرف متى يصرف وكيف.

إحساس يعوق الحل:

وتحلِّلُ الطَّبيبةُ النَّفسيَّة "ليندا بلير" هذا الأمر بقولِها: "إنَّ هناك تزايدًا في أعدادِ النَّاس الذين لا يستطيعون تحملَ إحساسِ الديون نفسيًّا، ويتحول إحساسُهم بعدمِ القدرة على السيطرةِ على الأمورِ إلى حالةٍ من الإحساس بـ"العجز"، وهو ما تصاحبُه أعراضُ الاكتئابِ والقلق وعدم التركيز، والذي بدورِه سيحولُ دون التركيزِ في حلولٍ عمليةٍ للمشكلة".

وعن كيفيةِ التوازنِ في الإنفاق للخُرُوج من طوق الدَّين:

يقول د. محمد عبد العليم؛ استشاري الطب النفسي:

هوَس وعشوائية:

إنَّ البعضَ قد لا يحسنُ التصرفَ في المال، وذلك بسببِ أنه يعاني من حالةٍ نفسية نسميها بحالةِ "الهوس"، يعرف أنَّ أصحابها يكثرون من الإسرافِ وصرفِ المال بدون وجه حق؛ مما يجعلُهم في صعوباتٍ كثيرة، ولكن في الحالاتِ العادية يكون نتيجةً للعشوائيةِ في إدارة المال، وهذا أمرٌ يعتمدُ على شخصيةِ الإنسان، ويعتمدُ على الطريقةِ التي ينظر بها إلى المالِ وأهمية المال، وفي نفس الوقتِ يعتمد أيضًا على مفهومِه حول الدَّيْن.

أمر جلل:

ولا شكَّ أنَّ الدَّيْن (الاقتراض) ليس بالأمرِ السهل، وليس بالأمر الذي يجبُ أن نتهاونَ فيه، فنحن نعرفُ أنَّ أطولَ آيةٍ في القرآن الكريم في سورةِ البقرة هي آيةُ الدين، والدين لا يسقطُ حتى عن الشهيد، ونعرفُ أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان قبل أن يصلِّي على الجنازةِ يسأل: ((هل على صاحبِكم دين؟))، والدَّين همٌّ بالليل ومذَلَّةٌ بالنهار.

إذًا، أمرُ الدَّين مهمٌّ جدًّا، ولا بد أن نستشعرَ هذا، فإذا استشعرتَ أنَّ الدين أمر هو في عمقِ الإنسان وليس سهلاً، ويؤدِّي إلى ظهورِ كثيرٍ من الهمومِ والمتاعب النفسية، فأعتقدُ أنَّ ذلك سوف يجعلك تحسنُ التصرفَ في المال.

الحل في الموازنة:

بعضُ النَّاسِ يقوم بوضعِ موازنة شهرية، كلٌّ حسبَ دخلِه، وبتحديد الأسبقيات؛ أي: البنود التي يجبُ أن ينفقَ فيها الدخلُ فننظر فيها أولاً، وهذا الأمر سهل، والإنسان الذي يعرفُ دخلَه يستطيع أن يحسنَ التصرفَ فيما يودُّ أن ينفقَه.

استعن بحكيم بيتك:

وإذا كان يصعبُ عليك التحكم في المالِ لدرجةٍ مزعجةٍ؛ فيمكن أن تتركَ دخلَك الشهري للزوجة؛ فهي أكثر درايةٍ بأمورِ بيتها، ثم بعد ذلك تقومُ بالإنفاق بصورةٍ مرحلية حسبَ الحاجة، ويجبُ أن تبتعدَ تمامًا عن الشراءِ الذي لا لزومَ له.

جدوِلْ ديونَك:

وأمَّا بالنسبةِ لتسديدِ الدين، فعليك أن تضعَ جدولةً لدينك، وتقوم من خلالِ هذه الجدولة بتسديدِ ما عليك من ديون، بشرط ألا تضعَ على كاهلِك ديونًا أخرى، وليس هناك ما يدعوك للتعبِ النفسي، خاصة إذا قررت ألا تكرِّرَ أخطاءَ الماضي، فوفرةُ المال لا تعني أن نبذرَ، أو نصرفَ صرفًا مفرطًا.

الصدقة وقاية:

والأمر الذي ننصحُ به هو الصدقة؛ حيث قال لي أحدُ الإخوةِ: إنَّ دخلَه محدود، وكان عليه بعضُ الديون، ووجد صعوبةً في تسديدِيها، ومرة من المراتِ قرَّر أن يتصدقَ بجزء يسيرٍ من دخلِه، وبعد ذلك رأى أنَّ أمورَه أصحبت متيسرة، وأنَّ الدَّيْن أصبح لا يشكل له همًّا، وقام بعد ذلك بترتيبِ أموره، وإدارة ماله بصورة جيدة.